الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتاب الطَّهارة
[باب التَّخلّي عند قضاء الحاجة]
(حدَّثنا عبد الله بن مَسْلَمة) بفتح الميم. (بن قَعْنَب) القعنَبي بفتح القاف وإسكان العين المهملة وفتح النّون بعدها باء موحّدة.
(حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد) هو الدَّراوردي، ذكر ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما أنّ أصله من دراورد قرية بخراسان، وقال البخاري: نِسْبة إلى درا بْجِرْد بفارس.
(عن محمد يعني ابن عمرو) هو ابن علقمة بن وقّاص اللّيثي.
(عن أبي سلمة) هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، قيل: اسمه عبد الله وقيل: إسماعيل وقيل: اسمه كنيته. قال مالك بن أنس: كان عندنا رجال من أهل العلم اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن، وهو أحد الفقهاء السّبعة على قول.
(عن المغيرة بن شعبة) بضمّ الميم وكسرها والضمّ أَشْهر، قال الدارقطني في العلل: "اختلف في هذا الحديث على محمد بن عمرو، فرواه
إسماعيل بن جعفر وأسباط بن محمد وأبو بدر (1) شجاع بن الوليد عنه هكذا، وخالفهم عبدة بن سليمان فقال: محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والصّحيح حديث المغيرة". انتهى.
(أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهَب أَبْعَد) قال في النّهاية: "هو الموضع الذي يتغوّط فيه، مَفعل من الذهاب".
وقال الشيخ ولي الدّين العراقي: هو بفتح الميم وإسكان الذّال المعجمة وفتح الهاء، مفعل من الذهاب. ويُطلق على معنيين [أحدهما: المكان الذي يذهب إليه (2)، والثاني: المصدر، يقال: ذهب ذهابًا ومذهبًا، فيحتمل أن يراد المكان فيكون التقدير إذا ذهب في المذهب لأنّ شأن الظروف تقديرها بفي، ويحتمل أن يراد المصدر أي إذا ذهب مذهبًا فعرَّف المصدر لأنّ المراد ذهاب خاصّ] (3). قال: والاحتمال الأوّل هو المنقول عن أهل الغريب قاله أبو عبيد وغيره. وجزم به في النّهاية تبعًا للهروي، ويوافق الاحتمال الثاني قوله في رواية الترمذي:"أتى حاجته فأبعد في المذهب" فإنّه يتعيّن فيها أن يُراد بالمذهب المصدر. وزعم ابن منده (4) أنّ رواية المصنّف وهم وأنّ الصّواب رواية الصّحيحين من طريق مسروق عن المغيرة قال: "كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: يا مغيرة، خذ الإداوة فأخذتها، فانطلق حتى توارى عنّي فقضى حاجته".
قال الشيخ ولي الدّين: وليس كما ذكر، فكلا الرّوايتين صحيح ولا منافاة بينهما فإحداهما شاهدة للأخرى.
وقال النووي في شرحه: إن قيل: كيف حكمتم بصحّة هذا الحديث
(1) ج: "زيد".
(2)
في ج: "فيه".
(3)
ما بين المعكوفين ورد في أهكذا: [أحدهما: المكان الذي يذهب إليه فيكون التقدير إذا ذهب في المذهب لأنّ شأن الظروف تقديرها بفي، ويحتمل أن يراد المصدر أي: إذا ذهب مذهبًا فعرّف المصدر لأنّ المراد ذهاب خاصّ].
(4)
في ب: "ابن سيده".
وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة؟ فالجواب: أنّه لم يثبت في ابن علقمة قادح مفسَّر.
(كان إذا أراد البَراز) قال الخطّابي: هو بالباء المفتوحة اسم للفضاء الواسع من الأرض، كَنّوا به عن حاجة الإنسان كما كنّوا عنها بالخلاء، يقال: تبزز الرّجل إذا تغوّط دإذا خرج إلى البراز، كما يقال: تخلّى إذا صار إلى الخلاء. قال: وأكثر الروّاة يقولونه بكسر الباء وهو غلط، إنمّا ذاك مصدر بارزت الرّجل في الحرب.
وقال النّووي في شرحه بعد حكايته: وقلّد الخطّابي في ذلك جماعة، وليس الكسر غلطًا كما قال، بل هو صحيح أو أصحّ، فقد ذكر الجوهري وغيره أن البراز بالكسر اسم للغائط الخارج من الإنسان فيظهر الكسر حينئذٍ لا سيما والرّواية بالكسر.
وذكر في تهذيب الأسماء واللّغات أن ضبطها بالكسر هو الظّاهر أو الصّواب.
(انطلق حتّى لا يراه أحد) اقتصر على هذا القدر والحديث مطوّل، أخرجه ابن عدي والبيهقي وزاد:"فنزلنا منزلًا بفلاة من الأرض ليس فيها عَلَم ولا شَجر فقال لي: "يا جابرُ، خُذ الإداوة وانطلق بنا"، فملأت الإداوة ماءً وانطلقنا، فمشينا حتى لا نكاد نُرى فإذا شجرتان بينهما أذرع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر، انطلق فقل لهذه الشجرة: يقول لكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلْحِقي بصاحبتك حتّى أجلس خلفكما". ففعلتُ، فزَحَفتْ حتى لحقت بصاحبتها، فجلس خلفهما حتّى قضى حاجته".
***