الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثلاثًا أو أربعًا فيأخذ بالأكثر ويترك اليقين، وينصرف بالشكّ .. وقال في النهاية: الغرار في الصلاة نقصان هيأتها وأركانها، وقيل أراد بالغرار النّوم، أي ليس في الصلاة نوم. قال: وقوله: "ولا تسليم"، يروى بالجرّ والنّصب، فمن جرّه كان معطوفًا طى صلاة وغراره أن يقول المجيب وعليك ولا يقول السلام، ومن نصبه وإن معطوفًا على غرار ويكون المعنى لا نقص ولا تسليم في الصلاة؛ لأنَّ الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز. انتهى.
***
[باب تشميت العاطس في الصلاة]
(فعطس) بكسر الطاء.
(ولا كهرني) أي: ما انتهرني ولا أغلظ لي، وقيل: الكهر استقبالك الإنسان بالعبوس.
(ومنّا رجال يتطيّرون، قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدّهم) قال الخطّابي: يريد أنّ ذلك شيء يوجد في النّفوس (من)(1) البشرية وما يعتري الإنسان من قبل الظنون بالأوهام من غير أن يكون له تأثير من جهة الطباع، أو يكون فيه ضرر كما كان تزعمه أهل الجاهلية.
وقال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: الفرق بيّن التّطيّر والطيرة، أنّ التّطيّر هو الظنّ السيء الذي يقع في النفس، والطيرة هي الفعل المرتّب على الظنّ السيء. قال: وإنّما حرّم التّطيّر والطيرة لأنّهما من باب سوء الظنّ بالله، وحَسن الفأل لأنّه من باب حسن الظنّ بالله، وقد قال تعالى:"أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء"، وفي رواية:"فليظنّ بي خيرًا"، قال: وسأل رجل بعض العلماء فقال: إنّي إن ظننت الخير وقع بي وإن ظننت الشرّ حلّ بي، هل يشهد لذلك شيء من الشريعة؟ قال: نعم قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل: "أنا عند ظنّ عبدي بي" الحديث.
(يخطّون) قال ابن الأعرابي: إن الخط عند العرب أن يأتي الرجل
(1) كذا في النسخ الثلاث، وهو غير موجود في معالم السنن.
العرَّاف وبين يديه غلام، فيامره بأن يخطّ في الرّمل خطوطًا كثيرة وهو يقول: ابني عيان أسرعا البيان، ثمّ يأمره أن يمحو منها اثنين اثنين، ثمّ ينظر إلى ما (يبقى)(1) من تلك الخطوط، فإن كان الباقي منها زوجًا فهو دليل (الفلح)(2) والظفر، وإن بقي فرد فهو دليل الخيبة والبأس.
(كان نبيّ من الأنبياء يخطّ) قيل: هو إدريس عليه السلام (فمن وافق خطّه فذاك) قال الخطّابي: يشبه أن يكون أراد به الزّجر عنه وترك التّعاطي له، إذ كانوا (لا يصادفون)(3) معنى خطّ ذلك لأنَّ خطّه كان علمًا لنبوّته، وقد انقطعت نبوّته فذهبت معالمها.
(آسف) بالمدّ، أي: أغضب.
(1) في أ: "بقي".
(2)
في أ: "الفتح"، وفي ج:"الفلاح".
(3)
في ب: "لا يعرفون".