الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كلّ ركعتين، ويحتمل أن المراد أنّه يتشهّد في كل ركعتين وإن جمع ركعات بتسليم واحد ويكون قوله عقبه (أن تشّهد في كلّ ركعتين) تفسير (لمعنى)(1)"مثنى مثنى".
(وأن تبأس) قال الخطّابي: معناه إظهار البؤس والفاقة، وقال أبو موسى المديني: البؤس الخضوع والفقر.
(وتمسكن) قال الخطّابي: من المسكنة وقيل معناه السكون والوقار والميم (مزيدة)(2) فيها، وقال العراقي: هو مضارع حذف منه إحدى التّاءين.
(وتقنع بيديك) قال الخطّابي: إقناع اليدين رفعهما في الدّعاء والمسألة. وجعل ابن العربي هذا الرّفع بعد الصّلاة لا فيها، قال العراقي: ولا يتّعين، بل يجوز أن يراد الرّفع في قنوت الصّلاة في الصبح والوتر.
***
باب في صلاة التسبيح (3)
(1) في ب: "المعنى"، وفي أ:"بمعنى".
(2)
في أ: "زائدة".
(3)
موجود في الأصل وليس من إضافاتي، لذا لم أجعله بين معكوفين.
(حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطّلب: يا عبّاس يا عمّاه ألا أعطيك؟ ) الحديث.
أفرط ابن الجوزي فأورد هذا الحديث في كتاب الموضوعات، وأَعَلّه بموسى بن عبد العزيز وقال: إنه مجهول، وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر في كتاب الخصال المكفّرة للذنوب المقدّمة والمؤخّرة: أساء ابن الجوزي بذكر هذا الحديث في الموضوعات، وقوله إنّ موسى بن عبد العزيز مجهول، لم يصب فيه، فإن ابن معين والنسائي وثّقاه.
وقال في أمالي الأذكار: هذا الحديث أخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام، وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم في مستدركه وصحّحه، والبيهقي وغيرهم، وقال ابن شاهين في التّرغيب: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: أصحّ حديث في صلاة التسبيح هذا. (قال)(1): وموسى بن عبد العزيز وثّقه ابن
(1) في ب: "وقال".
معين والنسائي وابن حبّان، وروى عنه خلق، وأخرج له البخاري في القراة هذا الحديث بعينه، وأخرج له في الأدب حديثًا في سماع الرّعد، وببعض هذه الأمور (ترتفع)(1) الجهالة. وممّن صحّح هذا الحديث أو حسّنه غير من تقدّم، ابن منده وألّف في تصحيحه كتابًا، والآجري والخطيب وأبو سعد السّمعاني، وأبو موسى المديني وأبو الحسن بن المفضّل (2) والمنذري وابن الصلاح والنووي في تهذيب الأسماء وآخرون، وقال الديلمي في مسند الفردوس: صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحّها إسنادًا. وروى البيهقي وغيره عن أبي حامد الشرقي (3) قال: كنت عند مسلم بن الحجّاج ومعنا هذا الحديث، فسمعت مسلمًا يقول: لا يروى فيها إسنادًا أحسن من هذا. وقال الترمذي: قد رأى ابن المبارك وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه. وقال البيهقي: كان عبد الله بن المبارك يصلّيها وتداولها الصّالحون بعضهم عن بعض وفي ذلك تقوية للحديث المرفوع. قال الحافظ ابن حجر: وأقدم من روي عنه فعلها صريحًا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله البصري من ثقات التابعين، وثبت ذلك عن جماعة بعده، وأثبتها أئمّة الطريقين من الشافعية، ولحديث ابن عبّاس (هنا)(4) طرق، فتابع موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان، إبراهيم بن الحكم، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه وابن خزيمة والحاكم، وتابع عكرمة عن ابن عباس عطاء وأبو الجوزاء ومجاهد، وورد حديث صلاة التسبيح أيضًا من حديث العبّاس بن عبد المطّلب، وابنه الفضل، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعلي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وابنه عبد الله، وأمّ سلمة، والأنصاري الذي أخرج أبو داود حديثه وسنده حسن، وقد قال الحافظ جمال الدّين المزّي: إن الأنصاري هذا
(1) في أ: "ترفع".
(2)
في ج: "الفضل".
(3)
في أيمكن قراءتها: "الشرحي".
(4)
غير موجود في ج.
جابر بن عبد الله، قال الحافظ ابن حجر: والظاهر أنّه أبو كبشة الأنماري.
وقد نبّهت على هذا الاستدراك في الكتاب الذي اختصرت فيه الموضوعات وهو اللآلئ المصنوعة، وفي النّكت البديعات (1) على الموضوعات بأبسط من هذا، ويذكر في التعليق الذي على الترمذي زيادة على هذا ليختصّ كلّ تعليق من التعاليق التي لي على الكتب العشرة بقسط من زيادة وهي الموطأ ومسند الشافعي والكتب الستّة والشمائل ومسند أبي حنيفة.
(ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك) أي: أعطيك، قال الطيبي: أعاد المتون بألفاظ مختلفة تقريرًا للتأكيد، وتوطئة للاستماع إليه.
(ألا أفعل بك عشر خصال) قال الأشرفي في شرح المصابيح: عشر مفعول تنازعت فيه الأفعال قبله، ومعنى قوله أفعل بك عشر خصال، أصيّرك (ذا) (2) عشر خصال والمراد بها التسبيحات لأنّها فيما سوى القيام عشر عشر. وقال الطيبي: معناه ألا آمرك بما إن فعلته تصير ذا عشر خصال والعشر سبب للمغفرة.
(غفر الله لك ذنبك أوّله وآخره) أي: مبدأه ومنتهاه، وهو بدل من ذنبك.
(قديمه وحديثه) أي: ما قدم عهده وما حدث.
(1) في ج: " البديعيات".
(2)
في أ: "ذات".