الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوضوء، وليس المراد جميع المائدة فإنّ منها ما تأخّر نزوله عن إسلامه كقوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية، فإنّها نزلت يوم عرفة في حجّة الوداع، وإسلام جرير كان في شهر رمضان سنة عشر من الهجرة، وأمّا آية الوضوء فنزلت في غزوة بني المصطلق، وكانت سنة خمس أو أربع.
•
لطيفة:
قال الشيخ وليّ الدين: فيه الاستدلال بالتاريخ عند الحاجة إليه، فإنّ جريرًا استدل بتاريخ إسلامه على بقاء حكم المسح على الخفّين، وأنّه لم ينسخ. قال: وقد وقع الاستدلال بالتاريخ في الكتاب العزيز في قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} فإنّه تعالى استدلّ على بطلان دعوى اليهود والنصارى في إبراهيم بقوله: {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ} ، قال: وهذا من لطائف الاستدلال ونفائسه.
(دلهم) بفتح الدّال المهملة والهاء، بينهما لام ساكنة.
(حجير بن عبد الله) بضمّ الحاء المهملة ثمّ جيم مفتوحة ثمّ تحتية ساكنة ثم راء، الكندي، ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث عند المصنّف والترمذي وابن ماجه.
(عن ابن بريدة) هو عبد الله كما في رواية أحمد في مسنده، وجزم به الدّارقطني.
(أنّ النّجاشي) قال الشيخ وليّ الدين: الظاهر أنّه ملك الحبشة الصالح الذي اسمه أصحمة. قال: ويحتمل أن يكون المراد غيره من ملوك الحبشة.
(أسودين ساذجين) بفتح الذّال المعجمة والجيم، قال الشيخ وليّ الدّين: كأن المراد بذلك أنّه لم يخالط سوادهما لون آخر. قال: وهذه اللفظة تستعمل في العرف لهذا (1) المعنى ولم أجدها في كتب اللّغة بهذا المعنى، ولا رأيت المصنّفين في غريب الحديث ذكروها، وقال صاحب المحكم: حجة ساذجة بكسر الذال وفتحها غير بالغة، أراها غير عربيّة، انتهى.
(قال أبو داود: هذا مما تفرّد به أهل البصرة) عبارة الدارقطني: تفرّد به حجير عن عبد الله بن بريدة ولم يروه عنه غير دلهم. وقال الشيخ وليّ الدين: في قول أبي داود نظر لأنّه ليس في روايته بصري إلّا مسدّد، وباقيهم إمّا كوفيّون أو من أهل مرو، ومسدّد لم ينفرد به ولا من فوقه سوى دلهم، كما صرّح به الترمذي والدّارقطني، وهو كوفي، فالصّواب أن يقال هذا ممّا تفرّد به أهل الكوفة، أي: لم يروه إلّا واحد منهم.
(ابن حيّ) بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء هو الحسن بن صالح بن حيّ الهمداني الثوري الكوفيّ، أحد الأعلام.
(ابن أبي نعيم) بضمّ النّون وسكون العين المهملة.
(بل أنت نسيت) استشكل من حيث إنّ المغيرة لم يقع منه إخبار حتّى ينسب فيه إلى النسيان، وإنّما وقع منه استفهام. وأجيب بأنّه يمكن أن يكون قول المغيرة نسيت خبرًا وليس استفهامًا محذوف الهمزة، أو المعنى أنت
(1) في ج: "بهذا".