الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أنا شعبة عن قتادة عن النّضر بن أنس عن زيد بن أرقم) قال البيهقي في سننه: وهكذا رواه معمر عن قتادة وابن عُلية وأبو الجماهر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ورواه يزيد بن زريع وجماعة عن سعيد بن أبي عروبة (عن قتادة)(1) عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم.
قال أبو عيسى: قلت لمحمد يعني البخاري: أيّ الرّوايات عندكم أصحّ؟ فقال: لعل قتادة سمع منهما جميعًا عن زيد بن أرقم، ولم يقض (في هذا) (2) بشيء. وقال البيهقي: وقيل عن معمر عن قتادة عن أبي النضر بن أنس عن أنس، وهو وهم.
وقال الترمذي في جامعه: حديث أنس أصحّ شيء في هذا الباب وأحسن، وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب.
(إنّ هذه الحُشوش) بضمّ الحاء المهملة وشينين معجمتين، هي الكُنُف (3) واحدها حشّ مثلث الحاء، وأصله جماعة النّخل الكثيفة، كانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتّخذ الكنف في البيوت.
(مُحْتَضَرَة) أي: تحضرها الشياطين وتنتابها.
***
[باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة]
(1) غير موجود في السنن الكبرى للبيهقي 1/ 96 ط: دار المعرفة.
(2)
في ج: "فيها".
(3)
في ب: الكنيف.
(قيل له: علّمكم (1) نبيّكم كلّ شيء) قال النووي: الذي قال ذلك لسلمان رجل من اليهود.
(حتّى الخِراءة) بكسر الخاء والمدّ، التّخلّي والقعود للحاجة، قال الخطّابي: وأكثر الروّاة يفتحون الخاء من غير مدّ. وقال الجوهري: هي بالفتح والمدّ، يقال: خرئ خراءة مثل كره كراهة. قال في النهاية: ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر وبالكسر الاسم.
وهو منصوب عطفًا بحتّى على ما قبله.
(أجل) بسكون اللّام، حرف جواب بمعنى نعم.
(نهانا أن نستقبل القبلة بغائط) قال الشّيخ وليّ الدّين: ضبطناه في سنن أبي داود بالباء الموحّدة، وفي مسلم:"لغائط " باللّام.
(وأن لا نستنجي) لا زائدة وقد سقطت من بعض النسخ.
(برجيع) هو العذرة والرَّوْث، سمّي رجيعًا لأنّه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعامًا أو عَلفًا.
(إنّما أنا لكم بمنزلة الوالد) قال الخطّابي: هو كلام بسط وتأنيس
(1) كذا في النسخ الثلاث، وفي سنن أبي داود المطبوع كما هو مثبت في المتن:"لقد علّمكم".
للمخاطبين لئلّا يحتشموه ولا يستحيوا (منه)(1) فيما يعرض لهم من أمر دينهم.
(ولا يستطيب (2) بيمينه) قال النووي في شرحه: "هكذا هو في عامّة النسخ ولا يستطيب بالياء وهو صحيح، وهو نهي بلفظ الخبر، كقوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ} وكقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يبيع أحدكم على بيع أخيه" ونظائره، وهذا أبلغ في النّهي لأنّ خبر الشارع لا يتصوّر خلافه وأمره قد يُخالف، فكأنَّه قيل: عاملوا النهي معاملة الخبر الذي لا يقع خلافه.
وقال الشيخ وليّ الدّين: الذي في أصلنا "ولا يستطبْ" بدون ياء على لفظ النّهي.
قلت: ولفظ البيهقي "وإذا استطاب فلا يستطب". قال الخطّابي: "أي: لا يستنجي، وسمّي الاستنجاء استطابة لما فيه من إزالة النَّجاسة وتطييب موضعها".
(وينهى عن الرّوث) بفتح الرَّاء وسكون الواو ومثلثة، رجيع ذوات الحافر قاله صاحبا المحكم والنّهاية وغيرهما، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: رجيع غير بني آدم. قال صاحب المحكم: والجمع أرواث. وفي الصّحاحّ: الرّوثة واحدة الرّوث والأرواث.
(والرِّمَّة) بكسر الرّاء وتشديد الميم، العَظم البالي، قال الخطّابي: إنّما سمّي رمّة لأنّ الإبل ترمّه أي تأكله.
وفي الصّحاح أنّه يجمع على رمم ورمام، وفي النّهاية يجوز أن تكون الرمّة جمع رَميم.
(1) في معالم السنن: "عن مسألته".
(2)
في سنن أبي داود المطبوع: "لا يستطب".
(ثنا سفين) هو ابن عيينة.
(عن الزّهري عن عطاء بن يزيد (1) عن أبي أيّوب) قال الذّهبي: أجمعت الأمّة على الاحتجاج بابن عيينة وكان يدلّس، لكن المعروف أنّه لا يدلّس إلَّا عن ثقة. وصرّح أبو بكر البزّار وابن حبّان وأبو الفتح الأزدي وغيرهم بدعوى الاتّفاق على قبول الأسانيد التي عَنْعَن (2) فيها وإن كان يدلّس، لأنّه لا يدلّس إلَّا عن ثقة، وقالوا: هذا شيء لا يعرف في الدّنيا إلَّا لسفيان بن عيينة.
وقال الشّيخ وليّ الدّين العراقي في شرحه: روى الزّهري عن ثلاثة كلّ منهم يسمّى عطاء، عطاء بن يزيد اللّيثي هذا، وروايته عنه في الكتب الستّة، وعطاء بن أبي رباح وروايته عنه في الصّحيحين وسنن أبي داود والنسائي، وعطاء بن يعقوب مولى ابن سباع وروايته عنه في صحيح مسلم ولا يعرف أحد اسمه عطاء روى عن أبي أيّوب وروى عنه الزهري إلَّا عطاء بن يزيد.
(رواية) هي من صيغ الرّفع، وهي على المصدر بفعل مقدَّر أي رواه.
(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط) قال الشيخ ولّي الدّين: المراد بالغائط الأوّل المعنى الحقيقي وهو المكان المنخفض الواسع، وبالثاني المعنى المجازي وهو الخارج المعروف.
(ولكن شرّقوا أو غرّبوا) قال الشيخ وليّ الدّين: ضبطناه في سنن أبي داود "وغرّبوا" بغير ألف وفي بقيّة الكتب الستّة "أو غربوا" بإثباتها. ونقله النّووي في شرحه عن بعض نسخ أبي داود، وكذا رأيته في مختصر السّنن للمنذري بإثبات الألف ولعلّه من النّاسخ وكلاهما صحيح، والمعنى استقبلوا
(1) في سنن أبي داود المطبوع: "عطاء بن يزيد الليثي".
(2)
في أ: "يعنعن".
جهة المشرق والمغرب. قال الخطّابي: هذا خطاب لأهل المدينة ولمن كانت قبلته على ذلك السَّمت، فأمّا من كانت قبلته إلى جهة المغرب أو المشرق فإنّه لا يغرّب ولا يشرّق.
(فوجدنا مراحيض) بفتح الميم وراء وحاء مهملتين وضاد معجمة، جمع مِرْحاض بكسر الميم وهو المغتسل ويكنى به عن موضع التّخلّي.
(ونستغفر)(1) قال الشيخ ولي الدّين: كذا وقع في رواية أبي داود بحذف لفظ الجلالة، وفي بقية الكتب الستّة بإثباتها، ونقله النّووي في شرحه عن رواية أبي داود.
(عن عمرو بن يحيى عن أبي زيد) سمّاه أبو داود في رواية ابن العبد: الوليد، وذكره ابن عبد البرّ في الصّحابة فيمن لم يعرف له اسم سوى كنيته، وذكر ابن منده أنّه مولى شيخه معقل، ولم يرو عنه غير عمرو بن يحيى بن عمارة.
(عن معقل بن أبي معقل) بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف فيهما، وهو معقل بن الهيثم، كذا ذكره الحافظ جمال الدّين المزّي تَبَعًا لابن حبّان، وقيل ابن أبي الهيثم وصحّحه الدّارقطني، قال ابن عبد البرّ: معقل بن أبي الهيثم يقال له: معقل بن أبي معقل ومعقل ابن أمّ معقل، وكلّه واحد، وأبوه وأمّه لهما صحبة أيضًا. (و)(2) له عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم حديثان، هذا، والآخر حديث:"عمرة في رمضان تعدل حجّة" رواه النّسائي.
(1) في سنن أبي داود المطبوع: "ونستغفر الله" بإثبات لفعل الجلالة.
(2)
غير موجود في ج.
(الأسدي) بفتح السّين، حليف لبني أسد بن خزيمة، كذا ذكره ابن منده والمزّي وغيرهما، لكن في مصنّف ابن أبي شيبة ومعجم الطّبراني "الأزدي" بالزّاي، وهو يدل على أنّه بسكون السّين فإنّه يقال: الأزد والأسد والأصد، ثلاث لغات.
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلتين) قال الخطّابي: أراد الكعبة وبيت المقدس، فيحتمل أن يكون على معنى الاحترام لبيت المقدس إذ كان مدّة قِبلة لنا، ويحتمل أن يكون ذلك من أجل استدبار الكعبة لأنّ من استقبل بيت المقدس بالمدينة فقد استدبر الكعبة.
وقال النّووي: هو نهي تنزيه وأدب لا نهي تحريم بالإجماع. وقال أحمد بن حنبل: هو منسوخ بحديث ابن عمر، وقال أبو إسحاق المروزي وأبو علي بن أبي هريرة إنّما نهى عن استقباله حين كان قبلة، ثمّ نهى عن استقبال الكعبة حين صارت قبلة، فجمعهما الرّاوي ظنًّا منه على أن النّهي مستمرّ. ونقل الماوردي عن بعض المتقدّمين أنّ المراد بالنّهي أهل المدينة فقط لأنّهم إذا استقبلوا بيت المقدس استدبروا الكعبة فكان نهيهم لأجل استدبار الكعبة، لا لأجل حرمة استقبال بيت المقدس.
(حدّثنا محمد بن يحيى بن فارس) هو الذّهلي أحد الحفّاظ الأعلام، وهو ابن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس.
(عن مروان الأصفر) يقال: إنّ اسم أبيه خاقان وكنيته أبو خلف.
(إنّما نُهي عن ذلك في الفضاء) بالمدّ، وهو الأرض الواسعة.