الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في المرأة تُسْتحاض ومن قال: تدع الصلاة في عدّة الأيام التي كانت تحيض]
(أنّ امرأة كانت تهراق الدماء) قال أبو حيان في شرح التسهيل: استدلّ به بعض المتأخرين على أنّه يجوز تشبيه الفعل اللازم بالفعل المتعدّي، فنصب (1) المفعول (كما شبّه)(2) وصفه (3) باسم الفاعل المتعدّي في ذلك، فقال زيد تفقّأ الشحم، أصله تفقّأ شحمه، فأضمرت في تفقأ ونصبت الشحم تشبيها بالمفعول، ومنع من ذلك الشّلوبين، وقال: لا يكون ذلك إلّا في الصفات، قال: وقد تأوّلوا الحديث على إسقاط حرف الجرّ، أي بالدماء، أو على إضمار فعل، أي يهريق الله الدماء منها، قال أبو حيان: وهذا هو الصحيح إذ (4) لم يثبت ذلك من لسان العرب.
(1) في ج: "بنصب".
(2)
في ج: "لأشبه".
(3)
في ب: "وضعه".
(4)
في أ: "إذا".
وقال ابن مالك في شرح التسهيل: الأصل تهراق دماؤها، فأسند الفعل إلى ضمير المرأة مبالغة، وصار المسند إليه منصوبًا على التمييز، ثمّ أدخل عليه حرف التعريف زائدًا.
وقال في النهاية في قوله: (كانت تهراق الدم) كذا جاء على ما لم يسم فاعله، والدّم منصوب، أي: تُهراق هي الدَّمَ، وهو منصوب على التمييز وإن كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أُجريَ "تهراق" مجرى نُفِست المرأة غلامًا، ونُتج الفرس مهرا، ويجوز رفع الدم على تقدير تهراق دماؤها، وتكون الألف واللّام بدلّا من الإضافة، والهاء في هَراق بدل من همزة أراق، يقال أراق يريق، وهَراق يُهريق بفتح الهاء، ويقال: أهْراق يهْريق بسكون الهاء تجمع بين البَدل والمُبْدل.
(وتستثفر (1) بثوب) بمثلثة قبل الفاء، قال الخطابي: الاستثفار أن تشدّ ثوبها تحتجز به، تمسك موضع الدم ليمنع السيلان، وهو مأخوذ من الثفر.
(وتستذفر) بذال معجمة بدل الثاء المثلّثة، قلبت الثاء ذالًا.
(1) في سنن أبي داود المطبوع: "ثمّ لتستثفر".
(إذا أتى قرؤك) قال الخطابي: يريد بالقرء هنا الحيض.
وقال في النهاية: القرء بفتح القاف ويجمع على أقراء وقروء، وهو من الأضداد يقع على الطهر وعلى الحيض، والأصل في القرء الوقت المعلوم فلذلك وقع على الضدّين لأنّ لكلّ منهما وقتًا.