الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(المِصّيصيّ) بكسر الميم وتشديد الصّاد ويجوز فتح الميم مع تخفيف الصّاد.
(حدّثني أبو أيوب يعني الأفريقي) بفتح الهمزة واسمه عبد الله بن علي، قال النّووي: وربّما اشتبه هذا بأبي خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، ذاك ضعيف مشهور بالضّعف، وهما يفترقان في الاسم والكنية.
(عن عاصم) هو ابن أبي النّجود بفتح النّون وهو ابن بهدلة، وهو اسم أبيه في قول أحمد بن حنبل وطائفة، واسم أمّه في قول الفلّاس وغيره.
(عن المسيّب بن رافع) قال النّووي: هو بفتح اليّاء لا غير، بخلاف سعيد بن المسيّب فإن فيه الفتح والكسر.
(كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه) قال الشيخ وليّ الدّين: يحتمل أن يكون المراد أخذ الثياب للبسها كما هو في أخذ الطعام لأكله، فيتناول الثوب بيده اليُمنى، ويحتمل أن يكون المراد اللّبس نفسه بمعنى أنّه يبدأ بلبس الشقّ الأيمن قبل الشقّ الأَيْسر.
***
[باب الاستتار في الخلاء]
(عن الحصين الحُبْرانيّ) بضمّ الحاء المهملة وسكون الموحّدة وراء، نسبة إلى حبران بطن من حِمْير، فقوله في الطريق الآخر:"الحميري" صحيح.
(عن أبي سعد)(1) قال الشّيخ وليّ الدّين: الذي في أصلنا من سنن أبي داود بسكون العين وكذا في سنن ابن ماجه والبيهقي وصحيح ابن حبان فقالوا: أبو سعد الخير، وذكر الدّارقطني في العلل أنّ عبد الملك بن الصبّاح والحسن بن علي (عن أبي عاصم) (2) قالا:(عن ثور أبو سعد)(3)، بسكون العين، وأنّ عيسى بن يونس قال (عن ثور أبو سعيد) (4) بالياء وأنّه الصّحيح. وقال النّووي:"المشهور فيه أبو سعيد بالياء"، وقال أبو داود عقب (5) هذا الحديث في رواية ابن داسه:"أبو سعيد الخير هو من أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم"، وذكره ابن حبّان في الثقات في طبقة التابعين، وقال النّووي: المشهور أنّه تابعي، وقال الشّيخ وليّ الدّين: وفي سنن أبي داود أربعة قد يقع اشتباه بعضهم ببعض، أحدهم هذا، والثاني أبو سعيد بالياء الحميري روى عن معاذ حديث "اتّقوا الملاعن الثلاث"، والثّالث أبو سعد بسكون العين الحميري الشامي، له عن واثلة حديث:"البزاق تحت قدمه اليسرى"، والرّابع أبو سعيد بالياء الأزدي، له عن أبي هريرة حديث:"أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهنّ". فهؤلاء الأربعة تابعيون مُقِلّون كلّ منهم ليس له في سنن
(1) في ج وسنن أبي داود المطبوع: "عن أبي سعيد".
(2)
في أ: "أبي عاصم"، وفي علل الدارقطني (8/ 284 ط: دار الطيبة 1422 هـ/ 2001 م): "بن عاصم".
(3)
في العلل: "عن ثور عن حصين الحبراني عن أبي سعد".
(4)
في العلل: "عن ثور عن حصين عن أبي سعيد".
(5)
في ب: "بعد".
أبي داود سوى حديث واحد، والثّلاثة الأوّلون منهم حميريون، والأوّل والثّالث حمصيان أيضًا.
(ومن استجمر فليوتر) اختلف في المراد بالاستجمار في هذا الحديث، فذهب الجمهور من أهل اللّغة والحديث والفقه إلى أنّه الاستنجاء بالأحجار، مأخوذ من الجمار وهي الأحجار الصغار، وقيل: سمّي بذلك لأنه يطيّب الرّيح كما يطيّبها الاستجمار بالبُخور، وقيل المراد به في البخور أن يأخذ منه ثلاث قطع أو يأخذ منه ثلاث مرّات يستعمل واحدة بعد أخرى، وهو على هذا مأخوذ من الجمر الذي يوقد. قال القاضي عياض في المشارق: وقد كان مالك يقوله ثمّ رجع عنه. وقال الشيخ ولي الدّين: يمكن حمل هذا المشترك على مَعْنَيَيْه وهما الاستنجاء والتّبخّر، وقد كان ابن عمر يفعل ذلك كما نقله ابن عبد البرّ، فكان يستجمر بالأحجار وترًا ويجمّر ثيابه وترًا.
(ومن لا فلا حرج) استدلّ به المالكية والحنفية على أنّ الاستجمار لا يتقيّد بعدد معيّن، وقال أصحابنا نفي الحرج راجع إلى الزيادة على الثلاث جمعًا بينه وبين الأحاديث المصرّحة بالأمر بالثّلاث والنهي عن التنقيص عنها، وإنّما نبّه على ذلك لأنّ حكم الريادة على الثلاث في الوضوء الكراهة وقيل: التحريم، فبَيَّن أنّ الأحجار ليست كذلك، وأنّه إذا أراد الاستنجاء بحجر آخر حتى صارت شفعًا لا يمنع من ذلك، ذكره الخطّابي والبيهقي وغيرهما.
(ومن أكل فما تخلّل) أي: أخرجه من بين أسنانه من أثر الطّعام.
(فليلفِظ) بكسر الفاء، قال في النّهاية: أي: فليلق ما يخرجه الخلال من بين أسنانه. وفي الصحاح لفظت الشيء ألفظه لفظًا رميته.
(وما لاك بلسانه فلْيَبْتَلع) قال في النّهاية: أي: وما مضغ، واللّوك إدارة الشيء في الفمّ، يُقال: لاك يلوك لوكًا.
قال الشيخ وليّ الدّين: فيه أنّه يستحبّ للآكل إذا بقي في فمه وبين أسنانه شيء من الطّعام وأخرجه بعود تخلّل به، أن يلفظه ولا يبتلعه لما فيه
من الاستقذار، وإن أخرجه بلسانه، وهو معنى لاكه، فليبتلعه ولا يلفظه، لأنّه لا يستقذر، كذا ذكره النووي وغيره في معنى الحديث، ويحتمل أن يكون معناه أنّ ما أخرجه من بين أسنانه يرميه مطلقا، سواءً أخرجه بخلال أو بلسانه، وما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان وسقف الحلق إذا أدار عليه لسانه ينبغي أن يبتلعه ولا يرميه، والفرق بينه وبين الذي استقرّ بين الأسنان، أنّ ذلك يحصل له التغيّر غالبا باستقراره بينها، بخلاف ما هو على ظاهرها. ويحتمل أن يكون معنى قوله "وما لاك بلسانه فليبتلع" كراهة رمي اللّقمة بعد مضغها لما في ذلك من إضاعة المال واستقذار الحاضرين، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما بها من الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان"، ويتأكّد ذلك بالمضغ لأنّها بعد رميها على هذه الحالة لا ينتفع بها لعيافة الأنفس لها.
(كثيبًا من رمل) بالممثلّثة، قال في الصّحاح: هو التلّ، وقال في النّهاية: هو الرّمل المستطيل المحدودب.
(فليستدبره) بالموحّدة، أي: فلْيولّه دبره أي: ظهره.
(فإنّ الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم) قال الشيخ وليّ الدّين: المقاعد جمع مقعدة، وهي تُطلق على شيئين ذكرهما في الصّحاح، أحدهما:(السّافلة)(1) أي: أسفل البدن، والثّاني موضع القعود، وكلّ من المعنيين إرادته هنا محتملة، أي: أنّ الشّيطان يلعب بأسافل بني آدم، أو في مواضع قعودهم لقضاء الحاجة، فعلى الأوّل الباء للإلصاق، وعلى الثّاني للظرفية كما في قوله (نجّيناهم بسَحَر) أي: في سحر. قال: وكلام الخطابي يوافق الثاني، فإنّه قال: معناه أنّ الشيطان يحضر تلك الأمكنة ويرصدها بالأذى والفساد، لأنّها مواضع يهجر فيها ذكر الله ويكشف فيها العورات، وهو معنى قوله:"إنّ هذه الحشوش محتضرة"، فأمر صلى الله عليه وسلم بالتستّر ما أمكن وأن لا يكون قعود الإنسان في براح من الأرض يقع عليه أبصار النّاظرين فيتعرّض
(1) في ب: "في السافلة".