الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أنّ لي بها الدّنيا) أي: بدلها.
(أحّد أحّد) أي: أشر بإصبع واحدة، لأن الذي تدعوا إليه واحد وهو الله تعالى.
***
[باب التسبيح بالحصى]
(عن حميضة) بضمّ الحاء المهملة وفتح الميم وسكون المثناة التحتيّة وفتح الضاد المعجمة (بنت ياسر) بمثناة تحتية وسين مهملة (عن يسيرة) بضمّ المثناة التحتية ثمّ سين مهملة مفتوحة ثمّ تحتية ساكنة ثمّ راء ثمّ تاء التأنيث.
(سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه) سئلت قديمًا عن إعراب هذه الألفاظ ووجه النصب فيها، فأجبت بأنّها منصوبة على الظّرف بتقدير "قدر" وقد نصّ سيبويه أنّ من المصادر التي تنصب على الظرف قولهم (زنة)(1)(الجبل)(2) ووزن الجبل، وألَّفت في ذلك رسالة مودعة في الفتاوي، وفي النهاية: زنة عرشه في عظم قدره. وسئل الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام عمّن يأتي في التسبيح بلفظ يفيد عددًا كثيرًا، كقوله: سبحان الله عدد خلقه أو عدد هذا الحصى وهو ألف، هل يستوي أجره وأجر من كزر لفظ التسبيح قدر ذلك العدد؟ فأجاب: قد تكون بعض لأذكار أفضل من بعض لعمومها وشمولها واشتمالها على جميع الأوصاف السلبية والذاتية والفعلية، فيكون القليل من هذا النوع أفضل من الكثير من غيره، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم:"سبحان الله عدد خلقه". انتهى. وقال الشيخ أكمل الذين في شرح المشارق (3): تقديره عددًا كعدد خلقه، قال: ومعنى رضا نفسه غير منقطع، فإن رضاه عمّن رضي من الأنبياء والأولياء والشهداء وغيرهم لا ينقطع ولا ينقضي، وزنة عرشه أي بمقدار وزنه، يريد عظم قدرها.
(ومداد كلمات) قال الخطّابي: أي قدر ما يوازيها في العدد والكثرة، والمداد بمعنى المدد، وقيل جمعه، فيكون على هذا معناه أنّه يسبّح الله على
(1) في أ: "ربة".
(2)
في أ: "الحبل" أو "الحمل"، لم يتبين لي ضبطها.
(3)
هو مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية لرضي الدين الصغاني المتوفى سنة 650 هـ. وأكمل الدين هو محمد بن محمود البابرتي الحنفي المتوفى سنة 786 هـ، وشرحه على المشارق سمّاه: تحفة الأبرار في شرح مشارق الأنوار. (كشف الظنون 2/ 562، ط: دار الفكر 1414 هـ/ 1994 م).
439
قدر كلماته عيار كيل أو وزن أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتّقدير، وهذا كلام تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يقع في المكاييل ولا يدخل في الوزن ونحو ذلك. وقال في النهاية: أي مثل عددها، وقيل قدر ما يوازنها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو ما أشبهه، وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد، والمداد مصدر كالمدد وهو ما يكثر به ويزاد. وقال الشيخ أكمل الدّين: يجوز أن يكون المراد قطر البحار لقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} ، ويجوز أن يكون المراد به مصدر مدد ومداد الكلمات المدد الواصل من الفيض الإلهي على أعيان الممكنات (واحدًا فواحدًا)(1) بحسب ما يتعلّق بتشخصه (2).
(أصحاب الدثور) بالمثلّثة، جمع دَثْر وهو المال الكثير.
(1) في أ: "جمع و .. " الباقي قدر كلمة لم أتمكّن من قراءته.
(2)
في ب: "بشخصه".