الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث (1)، قال الحافظ أبو علي بن السكن: لم يسند غير حديثين، أحدهما هذا، والآخر عن أبي أمامة.
(شفاء العيِّ) بكسر العين أي الجهل.
***
[باب في الغسل يوم الجمعة]
(إذ دخل رجل) هو عثمان بن عفان.
(فقال عمر والوضوء أيضًا) فيه دليل على عربيّة أيضًا، وقد توقف فيها الشيخ جمال الدّين بن هشام.
(غسل يوم الجمعة واجب) قال الخطّابي: معناه: وجوب الاختيار والاستحباب، دون وجوب الفرض، كما يقول الرّجل لصاحبه حقك واجب عليّ، (أي: متأكد) (2).
(1) في ب: "الحديث الواحد".
(2)
في أ: "أمثالك".
(على كلّ محتلم) أي: بالغ.
(عن عيّاش بن عباس) الأوّل بالمثناة التحتية والشين المعجمة، والثاني بالموحّدة والمهملة، وهو القتباني.
(كانت كفّارة لما بينها) قال الخطّابي: يريد ما بين السّاعة التي يصلّي فيها الجمعة إلى مثلها من الجمعة الأخرى، لأنّه لو كان المراد به ما بين
الجمعتين على أن يكون الطرفان، وهما يوما الجمعة غير داخلين في العدد، لكان لا يحصل من العدد المحسوب له أكثر من ستة أيام، ولو أراد ما بينهما، على معنى إدخال الطرفين فيه بلغ العدد ثمانية فإذا ضمّت إليها (1) الأيام الثلاثة المزيدة التي ذكرها أبو هريرة، صار جملتها إما أحد عشر يومًا وإمَّا تسعة أيام، فدل على أنّ المراد به ما قلناه على سبيل التكسير لليوم ليستقيم الأمر في تكميل عدد العشرة.
(الجرجرائي) بجيم وراء مكرّرتين.
(حِبّي) بكسر الحاء وتشديد الباء الموحدة وآخره ياء المتكلم، لقب له.
(من غسّل يوم الجمعة واغتسل) قيل معناهما واحد وكَرَّر للتأكيد، وقيل غسّل أي غسل الرأس واغتسل أي غسل سائر الجسد، وأفرد غسل الرأس بالذكر لما فيه من المؤنة لأجل الشعر، وقيل أراد بغسّل غسل أعضاءه للوضوء ثمّ يغتسل للجمعة، وقيل: أراد بغسّل جامَع أهله قبل الخروج إلى الصلاة، لأنّ ذلك يعين على غضّ البصر في الطريق، يقال غسّل الرّجل امرأته بالتشديد والتخفيف إذا جامعها، وقد روي في الحديث مشددًا ومخففًا، ومنه فحل غسلة إذا كان كثير الضّراب، وقيل أراد غسّل غيره واغتسل هو، لأنّه إذا جامع زوجته أحوجها إلى الغسل. وقال النّووي في شرح المهذب: روي غسل بالتخفيف والتشديد والأرجح عند التحقيق
(1) في ج: "إلى".
التخفيف، والمختار أنّ معناه غسل رأسه، ويؤيده رواية أبي داود في الحديث:"مَن غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل (1)، وإنما أفرد الرأس بالذكر لأنّهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولًا ثم يغتسلون. قال: وذكر بعض الفقهاء "عسّل" بالعين المهملة وتشديد السين أي جامع، وهذا غلط غير معروف في روايات الحديث، وإنّما هو تصحيف. انتهى.
(وبكّر وابتكر) قال الخطّابي: زعم بعضهم أنّ معنى بكّر أدرك باكورة الخطبة وهي أوّلها، ومعنى ابتكر قدِم في الوقت. وقال ابن الأنباري: معنى بكّر تصدّق قبل خروجه، وتأوّل في ذلك ما روي في الحديث من قوله:"باكروا بالصدقة فإنّ البلاء لا يتخطّاها".
وقال النووي في شرح المهذّب: قال الأزهري يجوز في بكر التخفيف والتشديد، فمن خفف فمعناه خرج من بيته باكرًا، ومن شدّد معناه أتى الصلاة لأوّل وقتها، ويقال لأوّل الثمار: باكورة لأنّه جاء في أوّل وقت. قال: ومعنى "ابتكر" أدرك أوّل الخطبة كما يقال: ابتكر بكرًا إذا أنكحها لأوّل إدراكها، هذا كلام الأزهري، قال النووي: والمشهور بكّر بالتشديد ومعناه بكّر إلى صلاة الجمعة، وقيل: إلى الجامع، وابتكر أدرك أوّل الخطبة، وقيل هما بمعنى، جمع بينهما تأكيدًا، وقيل: بكّر راح في السّاعة الأولى، وابتكر فعل فِعْل المبتكرين من الصلاة والقراءة وسائر وجوه الطاعات، وقيل: معنى ابتكر فَعَل فِعْل المبكّرين وهو الاشتغال بالصلاة والذكر، حكاه الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب. ثمّ ذكر ما حكاه الخطّابي.
(ومشى ولم يركب) قال النّووي: حكى الخطّابي عن الأثرم أنّه للتّأكيد وأنّهما بمعنى، والمختار أنّه احتراز من شيئين؛ أحدهما: نفي توهّم حمل المشي على المضيّ والذهاب وإن كان راكبًا، والثاني: نفي الركوب بالكليّة
(1) سنن أبي داود ح 346.
لأنّه لو اقتصر على المشي احتمل أنّ المراد وجود شيء من المشي ولو في الطريق، فنفى ذلك الاحتمال وبيّن أنّ المراد مشى في جميع الطريق ولم يركب في شيء منها. قال: وأمّا قوله: (ودنا من الإمام فاستمع) فهما شيئان مختلفان، قد يستمع ولا يدنو من الخطيب، وقد يدنو ولا يستمع، فندب إليهما جميعًا. قال: وقوله: (ولم يلغ) معناه لم يتكلّم، لأن الكلام حال الخطبة لغو، وقال الأزهري: معناه استمع الخطبة ولم يشتغل عنها بغيرها. انتهى.
(تخطّى) قال النووي غير مهموز.
(كان يغتسل من أربع من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غسل الميّت) قال الخطّابي: قد يجمع اللّفظ قرائن الألفاظ (1) والأسماء
(1) في ج: "الأحوال".