الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
°
فائدة:
قال الشّيخ وليّ الدّين العراقي: والذي بلغني عن الشيخ تقيّ الدّين السبكي أنّه توضّأ مرّة بثمانية عشر درهمًا أوقية ونصف، قال: وما أدري كيف يمكن جريان الماء على أعضاء الوضوء بهذا المقدار أو (1) أضعافه.
(يتوضّأ بالمكّوك)(2) بفتح الميم وتشديد الكاف، مكيال معروف يسع صاعًا ونصفا من صاع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله في المشارق. وقال البغوي: لعلّ المراد بالمكّوك هنا المدّ وإلّا فالمكّوك صاع ونصف. وقال صاحب النّهاية: أراد بالمكّوك المدّ وقيل الصّاع، والأوّل أشبه لأنّه جاء في حديث آخر مفسّرًا بالمدّ. ثمّ قال: والمكّوك اسم لمكيال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد.
وقال النووي في شرح مسلم: لعلّ المراد بالمكّوك هنا المدّ. وقال في شرح أبي داود: قال العلماء المكّوك مكيال يختلف قدره بحسب اصطلاح أهل البلدان، فقيل المراد به هنا مدّ، وقيل صاع، والأوّل أصحّ وهو الموافق لباقي الرّوايات.
وقال القرطبي: الصحيح أنّ المراد به هنا المدّ بدليل الرّواية الأخرى.
وقال الشيخ وليّ الدِّين العراقي: في صحيح ابن حبان في آخر الحديث قال أبو خثيمة: "المكّوك المدّ".
***
[باب الإسراف في الماء]
(1) في أ: "و".
(2)
في سنن أبي داود المطبوع: "بمكّوك".
(عن أبي نَعامة) بفتح النون والعين المهملة والميم، اسمه قيس بن عَبَاية (1).
(أنّ عبد الله بن مغفل) بضمّ الميم وفتح الغين المعجمة والفاء المشدّدة.
(سمع ابنه) قال الشيخ وليّ الدين: لم يسم ابنه المذكور هنا، وروى الترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابنٍ لعبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم فقال: أي بنيّ مُحْدث. وفي رواية ذكرها المزّي في الأطراف تسمية هذا الابن "يزيد"، فيحتمل أنّه الدّاعي بهذا الدعاء، ويحتمل أنّه غيره، فقد ذكر الحسن البصري أنّه كان لعبد الله بن مغفل سبعة أولاد وسمّى بعضهم زيادًا وسعيدًا.
(يعتدون في الطّهور) قال الشّيخ وليّ الدّين: ضبطناه في أصلنا بفتح الطّاء، وضبطه النووي بالضمّ، فالأوّل على أن المراد به بالماء بأن يسرف فيه، والثّاني على أنّ المراد به الفعل بأن يزيد على الثلاث.
(والدّعاء) قيل الاعتداء فيه مجاوزة الحدّ، وقيل الدّعاء بما لا يجوز، وقيل رفع الصّوت به والصياح، وقيل سؤال منازل الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام، حكاها النووي في شرحه. ثمّ قال: وظاهر كلام الرّاوي هنا أنّه التّعمق والتّدقيق (2) في المطلوب. وذكر الغزالي في الإحياء أنّ المراد به أن لا يتكلّف السّجع في الدعاء.
***
(1) في ج: "عنانة".
(2)
في أ: "التعميق والتدقيق".