الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباتل:
أسرة صغيرة من أهل بريدة: يرجع نسبهم إلى قبيلة بني رشيد، والتاء في الاسم مكسورة.
منهم باتل بن قويضي كان خويًا لأمير بريدة ثم ذهب إلى حائل (خويًا) مع الأمير عبد العزيز بن مساعد.
له شعر عامي.
من ذلك أنه كان في قرية (أبا الدود) في الأسياح، وكان بائل يتردد إلى الأسياح يداين أهلها لأن عنده بعض النقود، وكان في (إيا الدود) فتاة جميلة فوُلع بها رجل يقال له (ولد الحميدي) من أهل (أبا الدود)، فخطبها من أهلها غير أنهم أثروا عليه رجلًا من أهل العين اسمه فهيد المنديل لأنه أكثر ثروة من ذلك الرجل، وعندما عادوا بها من أبالدود إلى العين أنشد باتل:
خل الركايب مع العِبْلة يهجن
…
يوم انقضي لازمي من قصر ابالدود
(ولد الحميدي) غدا وجهه تقل شنٍّ
…
هذا سواة الذي بالعشق مطرودِ
يلفن إيا زيد (1) ريف الهجن لي جَنِّ
…
يا ريف حيل النضا وإن جن عرجودِ (2)
(1) محمد بن فهيد الرعوجي أمير العين.
(2)
عرجود: جماعة مجتمعة.
هذي تنوِّخ وذولي تَوّ يلْفن
…
...................
فأجابه منديل بن محمد الفهيد فقال:
البارحة دمعة عيني فاختت منّ
…
كما يفاخت من الحقات (1) مفرود
ودموع عيني من الأوجان هَلَّنّ
…
كما حقوق السحايبْ برق ورعودِ
يا حيف يا (باثلٍ) هو صايبك جنّ؟
…
أو أنت بتالي عمرك صرت مقرودِ
كلٍّ إلى شاب تاب وتَرّكَ الفنِّ
…
و (باتل) إلى شاب غَيّه زاد زيُّودِ
ولباتل هذا قصص ونوادر.
منها قصته مع رجال الأمير ابن مساعد الأربعة مطلق الديجان وضبيب بن عرهان وجفين وزن الثقيل
كان هؤلاء الأربعة من الرجال المقربين من الأمير ابن مساعد، وكانوا يحتقرون الآخرين غير المقربين منه، ومنهم (باتل) هذا، فأراد أن ينتقم منهم وكان عنده غنم فيها لبن فعزمهم بعد صلاة العشاء الآخرة وسقاهم من لبن المعزى المحلى بالسكر بعد القهوة المبهرة بالهيل.
(1) الحقات: جمع حق وهو الصغير من الإبل.
وبعد ذلك في أثناء الحديث قال لهم: وش ها اللي سمعنا عقب المغرب؟
يقول ذلك بطريقة تبدو طبيعية فاستغربوا ذلك وسألوه عن الأمر، فقال: جا رَجَّال عقب المغرب اليوم للأمير ابن مساعد وقال: أنا شفت حدى رجاجيلك المقربين منك يفعل بحمارة في أثل العلطان جمع عليط - اللي غرب العجيبة.
قال: فسأله الأمير ابن مساعد عن صفة الرجل فقال هو حدى اللي لهم الحي المقربين لك.
أما هم فقد صدقوا ذلك، وخشي كل واحد منهم أن تلصق به التهمة، ولذلك لم يحضر مجلس ابن مساعد في ذلك الصباح، فعجب الأمير ابن مساعد، وقال: وين خويانا؟
وفي اليوم التالي أرسل إليهم، ووبخهم، فلم يستطيعوا أن يبوحوا بالسر، ولكنهم تلقوا لوم الأمير وتقريعه.
وقصته مع أبيه وعمه وزواجه ببنت عمه.
يقال: إن (باتل) هذا وهو شاب أراد أن يتزوج ابنة عمه فطلب من عمه أن يزوجه بها، فقال له عمه: أبرك الساعات، لكن أنت تعرف أن البنت تبي مهر، حصِّل المهر والله يحييك.
و(باتل) ليس عنده مهر، ولا يأمل في تحصيله فشكا حاله إلى والده يريد مساعدته على ذلك، فذكر له أنه لا يستطيع أن يعمل له شيئًا.
وفي مرة من المرات ذكر لهم أن (طيرًا) والطير إذا أطلق عند بعض العامة ينصرف إلى الصقر وهو ثمين قد فرخ في طي قليب مهجورة بعيدة عن العمران.
قالوا: فأخذوا معهم حمارًا يركبونه واحدًا بعد الآخر ونزل عمه في القليب، وبعد أن نزل والده يظنون أنهم يجدون فراخ الصقر.
ربط (باتل) الرشاء الذي كان ممسكًا به بالحمار وأمسكه من خلفه لئلا يقع الحمار عليهم.
وعندما صعدا من البئر وكادا يصلان الأرض رأيا الرشا مربوطًا بالحمار فخافا من أن يجروه بقوة أن يسقط عليهما ونادوا باتل، بائل، يا باتل، جَرَّ الحمار وأمسك بنا الرشا فقال: أبدًا ما يمكن تطلعون إلَّا إذا وعدتوني أنكم تجوزوني بنت عمي.
قال الراوي: فوعدوه وزوجوه إياها بالفعل! ! !
وحدثني والدي رحمه الله قال: كان والد باتل شيخًا كبير السن قد سقطت مقدمة أسنانه، وكان يدخن مع بعض رفقته في شمال بريدة، ومرة قل عليهم الدخان فحصل والد بائل على كيس من أوراق الدخان وكان يأتي إليهم في الغالب من العراق، وأحيانًا يزرع في شمال القصيم.
فلما اجتمع المدخنون عنده خارج سور بريدة رمي بكيس الدخان على الأرض، وقال: اللي يبي يشرب دخان يشرب، تراه شبيل يريد سبيل، ولكن أسنانه ساقطة ينطق بالسين شينًا، فأخذ الشاعر عبد الله اللويحان، وكان شابًا مدخنا يدخن منه، ويقول: الله يجعل ثوابه لك ولوالديك!