الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التويجري:
بصيغة النسبة إلى التويجر: تصغير التاجر: أسرة كبيرة من أهل الطرفية وبريدة وضراس، كان أول سكناهم في الطرفية ومنها انتقلوا إلى ضراس والصباخ، وانتقل منهم أناس إلى بريدة في عهد حجيلان بن حمد في آخر القرن الثاني عشر، وهم كثرة في هذه الأماكن الثلاثة، وإن لم تكن لهم الأغلبية إلا في الطرفية.
ومع ذلك هم موجودون في أماكن وقرى غير هذه الثلاثة على هيئة أسر متفرقة أو أفراد.
أما أول من جاء منهم إلى بريدة فإن لمجيئهم إليها قصة يرويها شيوخ الأسرة في الطرفية، ويذكرون أنها حدثت في عهد حجيلان بن حمد أمير بريدة، أي: في أول القرن الثالث عشر الميلادي وإن أول من جاءوا منهم إلى بريدة من الطرفية هما فهد وفهيد.
وذكروا أن حجيلان بن حمد هو الذي استدعاهما إلى بريدة أو أنه شجع على ذلك.
ومعلوم أن حجيلان بن حمد أخواله التواجر أهل الطرفية على ما ذكرناه في ترجمته عند الكلام على أسرة (آل أبو عليان) الذي سبق في الجزء الأول.
وردت شهادة العبد الله بن فهيد التويجري على وثيقة بقلم عقيل بن مسلم المضيان تتضمن أن الأمير حجيلان بن حمد والقاضي الشيخ عبد العزيز بن سويلم قد أمرونا - على حد تعبيره - ويشعر هذا أن معه غيره في قسمة عقار لآل سيف.
وأن ذلك حدث في عام 1232 هـ، وإن كان كتب هذه الوثيقة بعد وفاة الاثنين وأن عبد الله الفهيد التويجري هو الشاهد على تلك القسمة التي تراضى بها الطرفان.
وخط الوثيقة رديء وإملاؤها أكثر رداءة، وقد نقلتها إلى حروف الطباعة وتكلمت عليها عند الكلام على أسرة السيف من حرف السين الذي سيأتي بإذن الله.
وهذه صورتها:
كما وجدت شهادة لعبد الله الفهيد التويجري في وثيقة أخرى مؤرخة في شهر رجب من شهر 1245 هـ بقلم سليمان بن سيف وتتضمن مبايعة بين أحمد آل
محمد المضيان، وبين محمد الناصر (الصانع) على جزء من نخل في القويطعة في حويلان وهي مذكورة بنصها في حرف الصاد عند ذكر أسرة (الصانع).
ومن الأوراق القديمة الخاصة بأسرة (التويجري) أهل بريدة ما وجدته في دفتر علي الناصر (بن سالم) زعيم بريدة في وقته وقد كتبه في شهر ربيع الثاني سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، أي قبل أن يقتل هو وسعد التويجري في وقعة اليتيمة بأشهر أو بأيام، إذ كان مقتله في تلك الوقعة التي جرت في عام 1257 هـ.
والورقة مهمة صدرها بقوله:
الحمد لله وحده بيان بضاعة علي الناصر سنة سبع وخمسين ربيع الثاني.
والمراد بذلك ما عنده من النقود التي أعطاه أهلها له بضاعة وهي أشبه ما تكون بشركة المضاربة وهي أن يستثمر النقود بجزء من الربح الذي يتحقق منها، وغالبا ما يكون الربح بين صاحب النقود ومستثمرها - مناصفة.
ومع أن علي الناصر ثري شهير سيأتي ذكره في حرف السين، فإن استثمار أموال الآخرين الذين لا يعرفون كيف يستثمرون أموالهم يضيف إلى تجارته مكسبًا عظيمًا.
والبضاعة شبيهة عندهم - بالأمانة، حيث يرون أن العامل عليها مؤتمن ولذلك لا يتكاتبون بها كما يتكاتبون بالدين أو القرض، وإنما يكون إثباتها عن النسيان والموت من قبل المستثمر عن طريق التسويد وهو الكتابة في غير الوثيقة شرعًا.
وقد أخذ علي الناصر يقيد ما للناس عنده من البضائع هذه فقال:
محمد الجار الله مائة ريال ومائتين غازي.
والغازي نقد ذهبي كان شائعا عندهم في القديم.
ثم قال:
عبد الله بن محمد التويجري ستين غازي وثلاثة عشر ريال ونصف جرش (والجرش) هو ثلث الريال الفرانسي.
يريد أن لديه ستين (غازي) ذهبية وثلاثة عشر ريالا فضية (فرانسة) ونصف جرش، بضاعة أي مضاربة لعبد الله بن محمد التويجري.
وهذه المبالغ كانت تعادل ثروة كبيرة في تلك الأزمان التي كانت الثروة فيها قليلة بأيدي الناس، والحالة الاقتصادية متدهورة.
وهذه صورة ورقة التسويد المذكور في دفتر علي الناصر السالم:
وما لبث الذين في بريدة منهم أن صار أحدهم وهو سعد التويجري من أعيان بريدة، وأنه هو مع علي آل ناصر وهو علي بن ناصر السالم من أسرة السالم الكبيرة هما أكبر أعيان بريدة.
نقل ابن بشر ذلك، فقال في حوادث سنة 1256 هـ بعد ذكره لوقعة اليتيمة على أهل القصيم:
وكان عبد العزيز بن محمد أمير بريدة والقصيم قد كتب إلى أخيه عبد المحسن - نائبه في بريدة - يقول: إن (سعد التويجري) وعلي بن ناصر، وفلان وفلان عد أكثر من العشرة، تخلفوا عنا في الهزيمة، ودخلوا البلد - أي بريدة - فأمرهم يأتون إلينا في عنيزة.
فقال له أخوه عبد المحسن: هؤلاء الذين عددتهم كلهم في المعركة صرعى، أي قتلى في المعركة.
أقول: الرواية الصحيحة التي أخذناها عن إخباريين ثقات من الشيوخ كبار السن أن عبد المحسن كتب إلى أخيه الأمير وهو في عنيزة قائلا له: أنت بقيت في عنيزة وخليت الأمور في بريدة بحلقي، أو ما هذا معناه، في هذا الوقت السيء، فقال له الأمير عبد العزيز: إذا كنت عاجزًا عن ضبط الأمور في بريدة عليك بسعد التويجري، وعلي الناصر السالم يضبطونها لك.
فأجابه عبد المحسن قائلا: هؤلاء هم أول من قتل في المعركة.
ثم ما لبث (التواجر) أن صارت لهم دار معروفة تُعرَّف بها الدور المجاورة لها واسمها (دار التواجر) - جمع تويجري -.
ورد ذلك في وثيقة بخط الخطاط الشهير الملقب بالملا ابن سيف واسمه عبد المحسن بن محمد بن سيف مؤرخة في 10 جمادى الأولى سنة 1264 هـ وهي مبايعة دار كائنة على جال السوق في بريدة بحدها من جنوب دار (التواجر) ومن شمال السوق ومن شرق دار عبد الرحمن بن شملان ومن قبلة السوق الخ.
وهذه الوثيقة مذكور نصها والكلام عليها في حرف الشين عند ذكر (الشريف).
وأسرة التويجري تعتبر الآن من أكبر الأسر الموجودة في بريدة وما قرب
منها إذا نظرنا إلى كون معظمهم لم يتغير الاسم العائلي لهم (التويجري) أي لم تصبح الأسرهم أسماء أخرى يخرجون بها عن هذه التسمية وذلك أمر كان معروفًا منذ أوائل القرن الرابع عشر فكنا ونحن صغار نسمع أن أكبر أسرتين عددا في بريدة هما التويجري والصقعبي
ثم اختلف الأمر بالنسبة إليهما فاستمرت زيادة أعداد أسرة التويجري وأخذت أسرة الصقعبي في التناقص أو لنقل إنها لم تزد كالزيادة التي حصلت في أسرة التويجري.
وبالنظر إلى الكثرة في أسرة التويجري وكونهم في الغالب يتمسكون بالاسم الأصلي (التويجري) صار يوجد فيها أشخاص عدة تتماثل أسماؤهم تماما حتى الجد الرابع أو الخامس.
وأذكر أنه كان لدينا في المعهد العلمي في بريدة عدد من الطلاب من أسرة التويجري ممن أسماؤهم وأسماء آبائهم متماثلة فكنا نجد صعوبة في سرعة التعرف على أشخاص أهل الأسماء المذكورة.
وذلك يسبب مشكلات لهم أنفسهم عديدة من حيث طول العناوين إذ على الشخص منهم أن يذكر جده الرابع أو الخامس إذا أراد أن يكون له اسم لا يشاركه فيه غيره أو لا يشاركه فيه إلا القليل.
أو يكون عليه أن يشير إلى عمل خاص به يميزه عن الآخرين.
لذلك اتخذ الناس ألقابًا لبعض فروع (التويجري) وصاروا يستعملونها المعرفة الفرع من فروع الأسرة، لكثرة عدد أفراد الأسرة، وعدم التعرف على الفرد منهم من اسمه واسم أبيه فقط.
ومن ألقاب فروعهم:
الوايل.
الخرِّيف.
المحسن.
الصعب.
الركبان.
الفحيل.
الخضير.
الغديّر.
السلومي
البداح.
النبوع.
المنديل.
التوامي المقطر.
الدليم.
الحجي - (بفتح الحاء وكسر الجيم).
الزناتي.
العلاط.
الشضيفي.
الراجح.
البَرَّاك.