الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البزيع:
بكسر الباء والزاي ثم ياء ساكنة فعين: أسرة صغيرة من أهل بريدة والخضر كان لبعضهم أملاك في حويلان.
ورد ذكرهم في عدد من الوثائق.
اطلعنا على وثائق الأسرة (البزيع هذه عديدة منها هذه التي تتضمن أنها تملك دارًا في (بريدة) وأخرى تذكر شهادات الحسين البزيع.
ومنها هذه الوثيقة التي تتضمن مبايعة بين ناصر بن جبر وبين سليمان الصالح بن سالم وهو ثري مشهور في وقته، من أسرة (السالم) الكبيرة القديمة السكني في بريدة.
والبائع هو ناصر والمشتري سليمان وفيها أن الدار المذكورة يحدها من شمال (دار حسين البزيع).
وهي مؤرخة في خمس بقين من صفر ويعني ذلك اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر عام 1266 هـ بخط سليمان بن سيف.
وصورتها منقولة هنا وقد يأتي لها شرح عند ذكر (الجبر) في حرف الجيم.
ووثيقة أخرى مؤرخة في 25 ربيع الثاني من عام 1259 هـ وتتضمن مبايعة بين محمد الناصر (الصانع) وبين عبد العزيز بن محمد الرواف، حيث باع عبد العزيز الرواف على محمد الناصر ملكه في القويطعة في حويلان شهد على ذلك حسين البزيع، ومحمد آل حمد أي ابن حمد وأظنه الدهيِّم، ومحمد السليمان، أظنه ابن سيف وكانت من إملاء الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل وكتابة سليمان بن سيف.
وهذه صورتها:
وكنا ونحن صغار نسمع مثلًا كان شائعًا عند العامة وهو (حط عليه ما حطّ بزيع) على جمله) يضرب للحمل الثقيل المستغرب، ولم نكن نعرف أصله.
ولكن الأستاذ منديل بن محمد الفهيد ذكر ذلك في الجزء السابع من كتابه: (من أدابنا الشعبية: قصص وأخبار) فذكر أن لبزيع هذا بندقا اسمها خضراء وأنه كان يتمتع بشجاعة نادرة.
قال:
كان بزيع معه بندق أطلق عليها خضراء وهي فتيل. المذكور بالرس يخرج للصيد ومعه أخته أينما ذهب فنصحوه أن لا يخرج وحده لحيث في أرضهم لصوص مختفين وإذا رأوا القلة أو الواحد هجموا عليه بدون سلاح بالرمح والسكين ولثقته بنفسه لم يستمع لكلامهم خرج ذات يوم وأقبل عليه اللصوص وقيل: إنهم ستة أو خمسة فأخفى البندق عنهم حتى اقتربوا منه وقضي عليهم جميعًا منهزمين هو بأثرهم حتى قضي عليهم فشالهم على راحلته
ووضعهم بالسوق فقيل فيه كلمة بقيت مثل مع الناس شيلت بزيع على جمله.
ثم رحل من الرس حسب قصيدته وكان عند الدريبي ومدلج وابن حسن من أهالي بريدة وأعطوه نخل وملك لأن الطيب له قيمته هذا وقد فقدوا جانبه أهل التنومة وندموا على رحيله وركبوا إليه يطلبونه العودة وقيل إنه عاد.
هذا بعد سماعهم لقصيدته الآتية والبندق باقية حتى الآن عندهم.
ومما يدل على أنه مات عندهم حينه كبر وباع بندقه خضراء وهي باقية حتى الآن عند شخص من آل فهيد التركي أما القصيدة فقد ذكر أسماءهم فيها وذكر أسماء البلاد فهي:
يا ركب ياللي للمساعيد وجّهوا
…
مع جو قوّ مشيهن ذميل
لي جيتوا البرج الشمالي سلموا
…
على مجلس الحامي بناه طويل
تبدلت بهم عند الدريبي ومدلج
…
وابن حسن أو أي ذاك بديل
صخوا لي بغرس ناعم لكنّ طلعه
…
ثمر عرفج ضاف عليه السيل
تبدلتوا الحر القطامي باشق
…
عمي رأيكم حيث البديل هبيل
فلا يا نخلات بأم حزم تقللن
…
أظن فيك أن المقام قليل
من يوم سد السيل عنكن صالح
…
لا بد ما يعبي لكن مسيل
ذكر البرج الشمالي بالتنومة حيث عليه حامي عقده والمذكور قيل إنه من حمولة المقبل ببريدة المعروفة (1).
وقد أخبرني الدكتور عبد العزيز بن سليمان المقبل وهو ابن حفيد النائب المشهور بمعنى المحتسب المجاز من القاضي والأمير بالأمر بالمعروف
(1) عن منديل الفهيد، ج 7 قصص وأخبار.
والنهي عن المنكر (عبد العزيز بن علي المقبل أن أصل أسرتهم أسرة (المقبل) الآتي ذكرهم في حرف الميم هو البزيع أو أنهم أبناء عمهم.
وقد يستدل على صحة ذلك أن المقبل هؤلاء كانوا من سكنة التنومة غير أنهم لم يكونوا عريقين في سكناها، إلَّا إذا كانوا سكنوها ثم غادروها ثم عادوا إليها مرة أخرى و (بزيع) المشهور الذي سار بذكره المثل هو من أهل التنومة حسبما ذكره منديل الفهيد.
غير أنني كنت سألت الإخباري الثقة منهم وهو سليمان بن علي المقبل الملقب بأبي حنيفة عن أصل أسرتهم قبل أن يغلب عليهم اسم المقبل فذكر أنهم كان يقال لهم العبيد وأنهم كانوا في جهة عنيزة فانتقلوا منها إلى التنومة في الأسياح، ولم يذكر (بزيعًا) في نسبهم.
ومما يؤكد أن البزيع هؤلاء ليسوا البزيع الذين هم أبناء عم للمقبل أو أن المقبل منهم أن هؤلاء حسبما بلغني هم من عنزة، وأما المقبل فإنهم من سبيع.
وأمر آخر وهو أن المأثورات التي أشرنا إليها في قصة بزيع وتفسير المثل: (حط عليه ما حط بزيع على جمله) تذكر أن بزيعا وتقول: كان هذا اسمه وليس اسم أسرته وإن كان ذلك لا يمنع من أن يكون هو اسمه واسم أسرته تقول: إنه غير اسمه من بزيع إلى مقبل وأن المقبل ذريته، فكيف يكون هؤلاء من ذريته وهو لم يترك ذريته في بريدة ولا في الخبوب وإنما عاد إلى التنومة.
وأمر ثالث وهو أن الشعر الذي أورده منديل الفهيد شعر عليه طابع القدم مما يدل على قدم عهد بزيع هذا، كما أن سريان المثل (حط عليه ما حط بزيع على جمله) هو قديم أيضًا.
وهذا لا ينفي أن يكون القصة بزيع هذه أصل صحيح وأنه غير اسمه إلى مقبل، ولكنه بزيع آخر، والله أعلم.
وقد ذكر لي الأستاذ سليمان بن عبد الله العيد وهو إخباري ثقة أن (بزيعًا) عند ما ارتحل من التنومة على إثر نزاع بينهم قتل فيه بزيع أحد الأشخاص من أهل التنومة ذهب إلى الحبوب في بريدة وسكن عند (المقبل) أهل البصر والمنسي الذين منهم المشايخ والقضاة وتسمي باسم (المقبل) على اسمهم تاركًا اسم (بزيع) وأن المقبل العبيد لحقهم اسم المقبل من ذلك الوقت فصاروا يعرفون به، ولا يعرفون باسم البزيع.
وظني أن الخيال الشعبي أضفى على هذه القصة تشويقًا من عنده، وأنه لا علاقة لأسرة البزيع التي نتكلم عليها هنا باسم البزيع أو اسم بزيع من أهل التنومة، والله أعلم.
أما (المقبل الآخرون) الذين كان يقال لهم العبيد قبل أن يصبح اسمهم المقبل فسيأتي ذكرهم في حرف الميم بإذن الله تعالى.
وبعد كتابة ما سبق عثرت على وثائق تتعلق بالبزيع أهل الخضر أشهرهم حسين بن بزيع، وهي وثائق مداينة بينه وبين سعيد الحمد المنفوحي، الأولى منها مكتوبة في عام 1272 هـ، والثانية في عام 1273 هـ، والثالثة عام 1274 هـ.
ونصت الأولى منها على أن (حسين بن بزيع) هو راعي الخضر.
وهذه صورها: