الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوثائق عن البطي:
حفلت الوثائق القديمة بأسماء عدد من أسرة (البطي) هؤلاء وذلك لكونهم فيهم طلبة علم وكتبة كثير، وهم إلى ذلك من الفلاحين الأقوياء الذين يحرص التجار والدائنون على التعامل معهم.
وسوف نذكر بعض ما وقفنا عليه من ذلك.
من أوائلهم: محمد بن بطي كان فلاحًا يداينه عمر بن سليم أول من جاء إلى بريدة من آل سليم.
وقد عثرنا على وثيقة محاسبة بينه وبين عمر بن سليم مؤرخة في عام 1240 هـ بخط سليمان بن سيف.
والشاهد على ذلك إبراهيم آل محمد (السالم) وهو من أسرة السالم الكبيرة وكثير الشهادة على مداينات عمر بن سليم والثاني عبد الله الناصر ولم أتحقق منه ولكنني أظنه من السالم أيضًا لأن فيهم فرعًا يسمون الناصر تكرر ذلك في غصن الناصر ومحمد الناصر منهم.
وتدل على أن عمر بن سليم أطلق رهنا هنا له على محمد البطي بيد رشيد ولم يذكر الكاتب اسم والد رشيد هذا ولا اسم أسرته.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى مختصرة تتضمن شهادة بإثبات دين على (محمد بن بطي) العمر بن سليم ومقداره عشرون ريالًا يحل أجل وفائها أي وجوب أن تدفع للدائن في طلوع صفر أي بانسلاخ شهر صفر وانقضائه أول سنة 1241 هـ.
والشاهد هو كاتبه سليمان بن سيف.
ووثيقة قبلها بسنتين تذكر فهد بن بطي ولا ندري أهو أخ لمحمد بن بطي المذكور قبله أم إنه من الأسرة فقط.
وتتضمن مداينة بين فهد بن بطي وعمر بن سليم وقدرها واحد وعشرون ريالًا إلا ثلث ريال فرانسة مؤجلات إلى دخول شهر الضحية آخر عام 1238 هـ مما يدل على أن كتابة الوثيقة كانت قبل ذلك بسنة على الأقل، وهي بخط عبد الرحمن بن سويلم.
والشاهدان فيها هما إبراهيم آل محمد أي ابن محمد (السالم) وإبراهيم آل جميعة.
وقد صرح الكاتب باسم الشاهد في وثيقة بعدها كالذيل لها بأنه - كما قلنا إبراهيم بن محمد آل سالم (من أسرة السالم الكبيرة) وكتبها أيضًا عبد الرحمن بن سويلم وأرخها في نهار 18 جمادى الآخرة من عام 1238 هـ.
وذكر في هذه الأخيرة أن ابن بطي أرهن ابن سليم نخله في الصباخ أصله وعمارته وجريرته مما يدل على أن ابن بطي كان يملك ذلك النخل لأن كونه رهن أصله وهو أصل ملكهـ معناه أنه يملكه وليس هو فيه مجرد فلاح.
ووثيقة ثالثة فيها شهادة فهد بن بطي، ولم تذكر اسم والده مما يدل على أنه ثقة يقصده المتعاقدون لإثبات عقودهم ولذلك اكتفى كاتب الوثيقة وهو سليمان بن سيف بشهادة فهد بن بطي عن شهادة شاهد آخر.
والوثيقة مداينة بين عبد العزيز آل فاضل، من الفاضل الذين أدركنا منهم عبد الله المعروف بولد (عكيه) من الفاضل هؤلاء والدائن: عمر بن سليم، والوثيقة مكتوبة في عام 1246 هـ فيما يظهر من صنيع كاتبها لأن الدين المذكور فيها يحل أجل وفائه في عام 1247 هـ والعادة أن يكون تأجيل الدين إلى سنة أو يكون أول أقساطه يحل أجله بعد سنة.
وورد ذكر سليمان بن بطي شاهدا على مداينة بين عمر بن سليم وعبد العزيز آل حمد في وثيقة مؤرخة في عام 1243 هـ بخط سليمان بن سيف.
كما جاء ذكر محمد بن بطي أيضًا في ورقة مداينة بينه وبين عمر بن سليم مؤرخة في عام 1240 هـ لأن الدين فيها يحل في عام 1241 هـ وهي بخط سليمان بن سيف ولم يذكر أحدا من الشهود معه، وهذا بخلاف العادة الجارية عندهم.
وفي وثيقة أخرى أقدم عهدًا اشترى محمد البطي من عمر بن سليم مائتين وتسعة عشر صاع حنطة بثمن معلوم قدره ستة وعشرون ريالًا والثمن مؤجل إلى طلوع صفر من سنة ثمان وثلاثين بعد الألف وقد سها الكاتب عن ذكر المائتين أو هو لم يعرف أن لها أهمية تستوجب التنويه بها.
والشاهد على هذه الوثيقة هو من (البطي) أيضًا فهو فهد بن بطي، أما الكاتب فإنه محمد بن سليمان، ولم يذكر اسم أسرته وهو كاتب مستقيم الخط ضعيف في الإملاء كما هو ظاهر، ومن قصور كتابته أنه أرخها في نهار سبعة عشر من رمضان ولم يذكر السنة.
كما وردت شهادة الفهد آل بطي في وثيقة مؤرخة في سنة خمسين بعد المائتين والألف مكتوبة بخط سليمان بن سيف.
وتتضمن مغارسة بين محمد الناصر (الصانع) وبين عبد العزيز بن محمد بن رواف على أرض في حويلان.
وقد بلغ من أهمية هذه الوثيقة عند كاتبها أو المتعاقدين فيها أن أثبت شهادات
أربعة شهود عدول معروفين عليها إضافة إلى شهادة كاتبها سليمان بن سيف.
والشهود الأربعة هم صالح بن سيف وعبد الكريم النغيمشي ومحمد بن جميعة وفهد آل بطي.
وسوف نورد نصها في ترجمة عبد العزيز الرواف في الكلام على أسرة الرواف في حرف الراء بإذن الله.
ومن كتبة (البطي) الذين وجدنا كتاباتهم على الوثائق والمبايعات راشد بن فهد بن بطي وهو جميل الخط بالنسبة إلى مقاييس الخطوط في تلك الأزمان.
كما في هذه الوثيقة التي كتبها في عام 1287 هـ وتتضمن مداينة بين فضل الوسيدي ومحمد السليمان العمري والدين فيها اثنا عشر ريالًا ثمن تمر مؤجلات إلى طلوع المحرم مبتدأ سنة 1287 هـ.
والشهود فيها أخو زيمه ولا أعرفه وناصر بن عبيد الله وهو من أسرة المرشود الكبيرة.
ويلاحظ أن راشد بن بطي افتتح كتابته للوثيقة بجملة: (الحمد لله وحده).
واختتمها بالصلاة والتسليم على النبي محمد وآله وصحبه.
وهاتان وثيقتان واضحتا الخط بقلم راشد بن فهد البطي، أولاهما كتبت في 14 من جمادى الأولى سنة 1276 هـ والثانية في ذي الحجة سنة 1277 هـ. وقد صدق على الأولى منهما الشيخ الشهير القاضي سليمان بن علي المقبل.
أقول: ورد ذكر راشد بن فهد البطي في كتاب (علماء آل سليم) بأنه راشد بن عبد الله البطي، وظني أن ذلك من باب السهو من المؤلف أو من الذي روى عنه وهو عبد العزيز بن عثمان المضيان.
قال الشيخ صالح العمري رحمه الله وهو يعدد تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم: "الشيخ راشد العبد الله البطي كان من أهل التقوى والصلاح والعبادة، حدثني الشيخ عبد العزيز العثمان المضيان قال: كان الشيخ راشد
العبد الله البطي يسكن في الصباخ من ضواحي بريدة، وكان إذا صلى الفجر دخل للقراءة في بريدة على الشيخ هو وأولاده الثلاثة عبد الله وعبد العزيز وعبد الرحمن وكلهم من تلامذة الشيخ محمد بن سليم رحمه الله" (1).
وهذه ورقة مبايعة بين فهد بن منصور (البطي) ولم يذكر الكاتب وهو الشيخ العالم المشهور إبراهيم بن حمد الجاسر لقب أسرته في أول الورقة وإنما كتبه في وسطها، وبين المشتري زعيم بريدة في وقته فهد بن علي الرشودي، والمبيع صيبة أخيه ناصر من مكان أبيهم، والمراد بالمكان كما فسرناها في عدة مواضع حائط النخل وما يتبعه وليس مجرد مكان الشيء كما هو واضح.
ونعت المكان حائط النخل، بأنه المسمى (طلابه) أقول: أدركت هذه النخيل المسماة طلابة في صغري وهي معروفة في الصباخ مشهورة بذلك.
والورقة - كما قلت - بخط الشيخ إبراهيم بن جاسر وهو شاهد بما فيها وخطه واضح لا يحتاج إلى نقل، وقد كتب شاهدًا آخر اسمه محمد بن عودة، و (العودة) عدة أسر في بريدة لا أدري إلى أية واحدة منها ينتمي هذا الشاهد والتاريخ هو 27 شوال عام 1324 هـ.
(1) علماء آل سليم، ج 1، ص 44.
ومن كتبة (البطي) عبد الرحمن بن راشد البطي، من كتابته هذه المؤرخة في 27 جمادى الآخرة عام 1342 هـ - وهذه المؤرخة في غرة جمادى الآخرة عام 1337 هـ وغرة الشهر هي أوله.
وواحدة أقدم تاريخًا منهما في شوال سنة 1333 هـ، وواحدة مؤرخة بعدها بسنة، واحدة أي في عام 1334 هـ، وواحدة قبلها بثلاث سنين أي في عام 1331 هـ.
ومن الكتبة فيهم عبد الله بن راشد بن بطي من كتابته إقرار على نفسه بأن في ذمته ستين ريالًا لعبد الله بن علي بن سالم (من آل سالم: الأسرة الكبيرة الآتي ذكرها في حرف السين) مؤجلات إلى عام 1335 هـ وقال: أرهنته في ذلك حصتي من ملك والدي راشد الفهد البطي في صباخ بريدة وأشهد على ذلك أخويه عبد الرحمن وعبد العزيز ابني راشد الفهد بن بطي وقال في آخرها: كتبته واثبته على نفسي حرر في ربيع الأول من عام 1334 هـ.
وبعدها وثيقة أخرى أقر فيها بنفسه وبقلمه بدين لعبد الله العلي السالم عليه وذكر أنه أرهنه بذلك الدين حصته من ملك أبيه راشد الفهد المعروف في صباخ بريدة، وهو سهمان من تسعة أسهم، قال: وأرهنته أيضًا بكرة ملحا وعجلة شهباء وحمار أخضر، وأشهد عليه أخويه عبد الرحمن وعبد العزيز
وأرخ ذلك في 27 صفر من عام 1329 هـ.
البكرة: الأنثى من الإبل وملحا معناها: سمراء، والعجلة: بقرة شابة، والحمار الأخضر: الذي يميل لونه إلى لون السواد.
ومن نساء البطي اللاتي لهن مبايعات أيضًا (شيخة بنت ناصر بن بطي) ورد اسمها في وثيقة مؤرخة في 26 صفر من عام 1267 هـ وذلك في ورقة مداينة بينها وبين الثري الشهير محمد بن عبد الرحمن الربدي.
والدين فيها خمسمائة وزنة تمر: شقر ومكتومي يحل أجل الوفاء بها في ذي الحجة سنة 1267 هـ.
وأرهنت محمد الربدي لذلك نصيبها من مكان أبيها ناصر المعروف.
والشاهدان محمد الهديب، من أسرة الهديب المعروفة الآن في بريدة وعبد العزيز الفريحي وهو من آل أبو عليان.
والكاتب: لبيدان بن محمد.
وباعت امرأة منهم اسمها (هيا بنت محمد آل فهد بن بطي) على جاسر بن عبد الكريم الجاسر ثمنها وهو جزء من ثمانية أجزاء وهو نصيب الزوجة من تركة زوجها إذا كان له أولاد، وذلك من ملك زوجها عبد الله بن عبد الله آل مبيريك المعروف لهم الكائن بجنوبي صباخ بريدة.
ثم ذكرت حدوده وقيمته وهي خمسة أريل فرانسة ونصف وخمسون وزنة تمر والكاتب والشهود كلهم من البطي) فالشاهدان هما منصور بن فهد البطي وابنه ناصر والكاتب هو راشد بن فهد بن بطي، وتاريخ المبايعة 24 صفر من عام 1297 هـ.
ومن المشايخ في آل بطي إبراهيم ابن عبد الله البطي ذكره الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي في جملة مشايخه الذين تلقى عليهم العلم وأثنى عليه ودعا له.
أورد ذلك الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني في كتابه الذي ألفه عن الشيخ صالح البليهى وحصل به على شهادة الدكتوراه وقد علق الدكتور الثويني على ذلك بترجمة للشيخ ابن بطي المذكور فذكر أنه توفي عام 1387 هـ وأنه أبو علي: إبراهيم بن عبد الله بن راشد بن عبد الرحمن البطي، كما طلب العلم على عدد من علماء بريدة منهم الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن سليم، كما طلب العلم على عدد من علماء الرياض منهم الشيخ عبد الله بن الشيخ.