الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابنه عبد الله بن حمود
البراك
كان من تجار عقيل، ثم لما قامت دولة اليهود في فلسطين وبطلت تجارة المواشي من القصيم إليها ترك ذلك مثل غيره.
وعندما أنشئت بلدية بريدة عين رئيسًا لها.
فكان عبد الله البراك أول رئيس البلدية بريدة، وكان قبل ذلك تولى إمارة (دخنة)، وذلك أن أهل دخنة تنازعوا مع أمير لهم منهم، ووصل ذلك إلى الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله فأرسل إلى أمير بريدة بأن يختار لهم أميرًا من غير أهلها، قطعا للنزاع، فشاور الأمير بعض الجماعة ورأوا أن يكون عبد الله بن حمود البراك أميرًا فيها.
أما بلدية بريدة فإنه عمل رئيسًا لها منذ أول إنشائها في عام 1381 هـ حتى 1385 هـ.
وقد صاهر البراك هؤلاء آل إبراهيم المعروفين الذين هم أصهار آل سعود، ومنهم زوجة الملك فهد وأم ابنه الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، انتقل البراك للرياض وصار بعضهم من رجال المال والأعمال التجارية.
البَرَّاك:
من أهل الشقة: أبناء عم للزميع والربعي والجريش والروضان والسحيمان، وهؤلاء جميعًا من آل مريزيق أهل الشقة.
اشتهر منهم عمر ويونس إينا سليمان البراك في مصر، حيث كان والدهم سليمان
البراك هاجر إلى مصر وتزوج بمصرية رزق منها بأولاد منهم عمر ويونس.
فكان بيتهم في مصر موئلًا للمحتاجين للوساطة أو المساعدة من أهل نجد.
وصارت السفارة السعودية في القاهرة تعتمد عليهم فيما تحتاج إليه من معلومات عن السعوديين من أهل نجد الذين بقوا أو بقي لهم أولاد في مصر.
وكانت تجارتهم أول الأمر في المواشي، وبخاصة الإبل التي كان يتاجر بها (عقيل) ولكنهم وسعوها في الآونة الأخيرة، ونعم القوم هم!
قال الأستاذ نواف بن صالح الحليسي وهو من أبناء العقيلات الذين ولدوا في المغترب في كتابه: (عصر العقيلات):
شركة البراك في مصر لتجارة البعارين: تحدث الشيخ عمر البراك عن بداية هجرة والده الشيخ سليمان البراك من القصيم وإنشاء تجارته وشراكته، فقال: كان الرزق في نجد قليلًا ومحدودًا وتطلع والدي إلى قوافل التجارة التي تسافر إلى مصر كغيره من الشباب في ذلك الوقت، حيث كانت قوافل العقيلات مستمرة في ذلك العصر، ويسمع من أهله وجماعته عن ضروب التجارة والرزق الأوسع من جلوسه في القصيم والرزق المحدود.
فهاجر كمن هاجر من قبل من أهله وعشيرته وجماعته طلبًا للرزق متوكلًا على الله، جاء الوالد الشيخ سليمان البراك إلى مصر شابا وعمره (18) ثمانية عشر عامًا، ومكث في بلبيس معقل العقيلات من أهل نجد حيث كان أهل نجد يسكنون في بعض المناطق بمصر منها بلبس طبعًا - المطرية إمبابة القديمة - الهرم (كفر نصار) - عرب الصوالح بجوار شبين - التل الكبير - والإسماعيلية - والقنطرة
…
إلخ.
حيث كانت عائلة الرميح والمسلم والعلي يسكنون القنطرة، حيث كانت محاط قوافل العقيلات الرئيسية وتعديها إلى الإسماعيلية ومنها تتجه إلى التل الكبير ومنها لآخر محاط بها في بلبيس، ثم بدأ والدي يعمل بتجارة البعارين مع جماعته وأهله بعد هجرته بعد الحرب العالمية الأولى حتى توفاه الله عام 1948 م.
وكنا الأخوة أحمد وعمر ويونس والصغير إسماعيل نساعده في تجارته وأسواقه، وقد توفي والدنا وكما هي العادة ترك أموالًا تستحق جمعها من الجزارين والمشترين ثم كونا شركة بين الأخ الكبير أحمد وهو يسوق البعارين
في أسواق مصر، وأنا وأخي يونس نشتري الجمال ونرتحل في قوافلنا الأهلية ونشتري الجمال من نجد والأردن والشام والعراق حتى عام 1951 هـ. انتهت قوافي تجارة البعارين عن طريق القصيم الأردن مصر بقيام دولة إسرائيل.
ثم اتجهت أنا بشراء البعارين من السودان بعد سنة 1951 هـ أي سنة 1952 م حتى سنة 1970 م وبها إنقضت شراكة أخونا الشيخ أحمد البراك عن الشركة وأقام هو وأولاده شركة خاصة بهم حتى وافته المنية سنة 1978 م، وتابع تجارته للبعارين ولديه سليمان أحمد البراك وإبراهيم البراك في أسواق إمبابه وبلبيس وبالذات في إمبابة حيث قفل الطريق لقوافل الجمال بين شرق وغرب الدولة العربية، أي بين الأردن والشام 1951 م ومصر وضعف سوق بلبيس في تجارة البعارين، وقوي سوق إمبابة في تجارة الجمال التي تأتي من السودان.
أما شراكتي مع أخي يونس فقد ظلت شراكتنا بعد انفصال أخي الكبير الشيخ أحمد 1970 م وأنهيت كل أعمالي التجارية في تجارة الجمال من السودان إلى مصر وأستقريت بالرياض سنة 1976 م.
تعال معي أيها القارئ العزيز إلى سوق إمبابة حيث انتقل سوق إمبابة القديم واستقر أبناء البراك في بيع الجمال في هذا السوق حتى تاريخه، فقد استلم مكتب والده الشيخ أحمد البراك عام 1978 م (1).
كما تحدث نواف الحليسي عن البراك أيضًا وهو من مواليد مصر وقد تعلم هناك، فقال:
عندما احتلت إسرائيل فلسطين وقطعوا عنق الزجاجة وتشرد كثير ممن كانوا يطلبون الرزق من وراء تجارة الإبل والأحصنة بعدها فكر تجار العقيلات بأن يجلبون الإبل من السودان بصورة أكبر مما كانت عليه قبل
(1) عصر العقيلات، ص 54 - 56.
إغلاق طريق فلسطين، فأصبحت السودان هي الطريق التجاري الرئيسي بعد هذه الفترة التاريخية كما بحث تجار العقيلات عن طريق أخر وهو طريق المغرب العربي فجلبوا من هناك الإبل ونشطت هذه التجارة من الإبل بعد إغلاق عنق الزجاجة بطريق فلسطين.
وعن عائلة البراك والمرونة التجارية نقول: إنه بعد موت الشيخ سليمان البراك عام 1948 م الموافق 1367 هـ انتقلت تجارة الإبل في شراكة إلى ولده الأكبر الشيخ البراك وهو من مواليد 1923 م وكان عمره 25 عامًا وأخويه وكل من الشيخ عمر ويونس وإسماعيل البراك، وكان الشيخ أحمد أكبر عمرًا من إخوانه ويدير الشركة في ذلك الوقت حيث كانوا أصغر منه سنًّا لذلك كان هو المسئول عن تجارة الإبل بعد موت والده وقد استورد من ضمن تجارته من السودان وشمال إفريقيا الإبل لأن طريق فلسطين مقطوع حيث قدمت قوافلهم الأخيرة من هذا الطريق عام 1951 م الموافق هـ (1)، وبعدها اجتمعت جامعة الدول العربية في ذلك العصر بإقفال هذا الطريق التجاري لتجارة الإبل القادمة من المشرق العربي بسبب سيطرة إسرائيل على هذا الطريق على نحوما أسلفنا، لهذا كان المخرج الوحيد النظر إلى طريق السودان وشمال أفريقيا لتلك التجارة التي تشكل حياتهم المعيشية.
جلب الشيخ أحمد البراك إلا من شمال إفريقيا وكانوا يطلقون على تلك الإبل جمال مغاربة (2).
أسواق سوريا والأردن: تحدث الشيخ عمر البراك أبو سليمان عن ذكرياته (قبل عام 1951 م) لأسواق البعارين في سوريا والأردن وفلسطين
(1) كذا في الأصل.
(2)
عصر العقيلات ص 140 - 141.
وقال: كنت أسافر إلى فلسطين وسوريا ونجد، مع قوافل العقيلات سواء الأهلية أو الكبيرة وقال: كانت الرسالة مكونة من كذا وكذا رعية فإذا كانت القافلة من عدة رعايا أي الرسالة بالقافلة من ألفين وخمسمائة إلى ثلاثة آلاف وأكثر اعتبرت هذه الرسالة رسالة كبيرة، أما الرسالة الأهلية فكانت صغيرة مكونة من اثنين إلى أربعة رعايا، وكل رعية سبعون جملًا وعامة كنت أسافر مع الرسالة الأهلية لأنها ملكنا للبراك.
نأتي إلى أسواق سوريا صدق المولى الكريم قال {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} فقد كانت أسواق سوريا أي الشام في الصيف فقط لأن شتاءها برد وثلوج في ذلك خطر على الجمال، حيث أن سوريا في الصيف تزدان بالمراعي المشهورة هناك في ذلك الوقت
…
! ومن ثم يكثر البيع والشراء في فصل الصيف بهذا الموسم في مراعي الإبل المخصصة لها
…
! وكنا نشتري جمالنا من الشام في سوق مشهور اسمه (العزراء) بعد دمشق بعشرين كيلومترًا، وهذه المنطقة كانت واقعة تحت نفوذ وسيطرة قبيلة الشعلان قبل الاحتلال الفرنسي وبعده وحتى وقتنا، حيث تروج في أسواقها حركة البيع والشراء البعارين
…
(1).
وحكى الدكتور نواف الحليسي في كتابه (عصر العقيلات) أيضًا أن أحمد البراك ركب القطار وكان مهتما بالتجارة قال: إنه عند ركوبه القطار نام وهو يسير، وسمع وهو شبه نائم أن اثنين من التجار يتهاوشون في مزاد لبيع (تبن) وهو علف للدواب، وكان المزاد في الحمامات بعدها فكر الشاب العربي النجدي من أبناء العقيلات أن يحضر المزاد فقابل الشخصين الذين كانا معه في القطار وسألاه، أتحضر مزاد التبن؟ قال: نعم، أبي أرسلني له لنشتريه
…
! ثم عرضوا عليه بأن يعطوه ألفي جنيه ليترك المزاد ويمشي، فكر بسرعة واستلم المبلغ المعروض
(1) عصر العقيلات، ص 153 - 154.
وذهب ليتحصل على المبلغ المراد لأبيه من تجار الحمامات، ولكنه لم يجد المطالب لأنه مسافر
…
! ورجع الشيخ أحمد البراك وهو شاب بالألفي جنيه لوالده وأعطاها له، وفرح الوالد بابنه على ذكائه وحنكته (1).
وقال الحليسي أيضًا:
سألت الشيخ عمر البراك عن طريقة بيع البعارين إلى المشترين في أسواق مصر
…
! فقال: كان جميع الجزارين والفلاحين والأعيان يشترون في معظم الأحيان، بل في أغلب الأحيان بالأجل لأن النقود كانت عزيزة ونادرة، وسألت الشيخ عمر عن العقيلات المقيمين بمصر سواء في بلبيس أو القاهرة، قال: كانت أسواق مصر وبالذات بلبيس ملتقى ومقر إقامة العقيلات المقيمين بمصر، وهذه العوائل المقيمة بعد الحرب العالمية الثانية سواء ممن يتأجرون بالجمال أو الخيل كل حسب إختصاصه وهم محمد التميمي - سليمان البراك - علي السلطان - صالح أبو رشيد - عبد العزيز الحجيلان - صالح الحليسي - عبد العزيز السابق - فوزان السابق المفوض المصري محمد أبا بطين (2). اإنتهى كلامه.
من الوثائق القليلة التي ذكر فيها البراك وهم في الشقة هذه المتعلقة ببيع امرأة منهم اسمها مزنة بنت علي البراك على علي بن عبد العزيز السالم نصيبها من ملك أبيها بالشقة المسماة العدانه، ونصيبها من نخل أبيها بالسفيلي.
فذكر الشقة وأراد بها العليا ثم ذكر الشقة السفيلي - تصغير السفلى وهي الدنيا إلى بريدة وقالت الوثيقة: إنها باعت نصيبها من أبيها وأمها وهو قدر سبيع أي سُبُع مشاع من نخل وأرض وبئر ودار وحيّ وميت وهو معلوم محدود يحده
(1) عصر العقيلات، ص 223.
(2)
المصدر نفسه، ص 136.
من شمال ملك الخراز ومن قبله ( .... ) ومن شرق ملك الربعي، والعدانه يحدها من قبله الجردة ومن جنوب الجردة ومن شرق الضلع ومن شمال ملك الصالح.
والمراد بالجردة: الأرض الرملية أو التي فيها رمل، وليست فيها عمارة ولا زرع.
والقيمة تسعة ريالات فرانسة وهي دين حال في ذمة مزنة - البراك - العلي (السالم).
ثم قدم لها الدائن عرضًا ممتازًا، بل مغريًا، إذ جعل لها الخيار ثلاث سنين في كل سنة ثلاثة ريالات كل سنة تفوت ما عطته ثلاثة (اريل) ينقطع الثالث وأول السنين في ذي الحجة سنة 1300 هـ والباقي يعرف من بعده.
وهذه توسعة عجيبة وتدل على أن المشتري لا يشعر بأنه كسب شيئًا من هذا الشراء إلا افتكاك الدين الذي في ذمة مزنة له، وليس طمعًا في المبيع، وإلا الفرح بإبرام العقد واستولى مباشرة على حصته المذكورة من الملك.
والشاهد هو عبد الله المقبل وظني أنه من المقبل رهط الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل، أما الكاتب فإنه عبد الرحمن بن إبراهيم الربعي من أهل الشقة، وليس ذلك فحسب وإنما هو مثلها من (آل مريزيق) أهل الشقة.
وتاريخ الوثيقة: 27 جماد سنة 1300 هـ.
وقبل هذا البيع بسنة واحدة، وجدنا وثيقة تدل على أن مزنة بنت علي البراك قد استدانت من علي العبدالعزيز بن سالم ثلاثمائة واثنتين وتسعين وزنة تمر، وقد أكد الكاتب عدد الوزنات بأنها ثلثمائة تزيد ثنتين وتسعين وزنة وذلك من باب الإيضاح، ورفع ما قد يلتبس من هذا العدد من الوزنات وذكر أن هذا
التمر يحل أجل وفائه في ذي القعدة سنة 1299 هـ.
وقد أرهنته بهذا الدين عمارة نخل ابن ناصر، و (العمارة) تكرر ذكرها في هذا الكتاب وهي ما يملكه الفلاح الذي يعمل في نخل لغيره بجزء منه فهي لا تتعلق بملك النخل ولا الأرض وإنما بما فيهما وما يتبعهما، وتبين أن مزنة تعمل فلاحة في نخل ابن ناصر، وهو ثلثا التمر التي يراد بها ثمرة النخل من التمر.
وقد أثبت الكاتب نون المثنى في حالة الإضافة مما يدل على عدم معرفته بالنحو، وهذا ظاهر في تلك الأزمان، إذ كان النحو لا يعرفه إلا العلماء وطلبة العلم الكبار.
وقالت الوثيقة: والنخل اللي ما هو الناصر للدهيشي، وكله ليس ملكًا للمستدينة، وإنما هي تفلحه بجزء من ثمرته، وأصله أي ذلك النخل الربع، أي أن صاحب الملك له ربع ثمرة النخل وثلاثة الأرباع من التمر للفلاح وهو هنا الفلاحة مزنة بنت علي البراك.
وكذلك أرهنت الفلاحة المستدينة دائنها علي بن عبد العزيز السالم نصيبها من ملك أبيها: ملك البراك بالشقة والعدانة وهو سبع مشاع من نخل وأرض الخ.
ونصيبها هذا هو الذي باعته على علي السالم بعد ذلك بسنة أي في عام 1300 هـ.
وقد شهد على ما جاء في الوثيقة كاتبها عبد الرحمن الربعي ولم يكن معه شاهد غيره مما يدل على أنه ثقة عند الدائن ابن سالم.
وتاريخ الوثيقة غرة جمادى الأولى سنة 1299 هـ.
هذا ومن البراك أهل الشقة الذين لم يسافر أهلوهم إلى مصر: علي بن عبد الله بن صالح البراك، ويعمل الآن - 1427 هـ مديرا للحقوق في إمارة منطقة القصيم.