الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثائق أسرة البشر:
أسرة (البشر) هذه أسرة علمية ويكفي شرفا لها أن منها الشيخ عثمان بن عبد الله البشر الذي يعتبر مؤرخ نجد في القرن الثالث عشر، رغم ما قيل عن مصادره في بعض تاريخه، فهو أول مؤرخ من أهل نجد يتبسط في تاريخه، ويذكر الحوادث بأسبابها ونتائجها، مع ذلك لم نجد كثير وثائق لها، ذلك لأن الأسرة لم تستمر إقامتها في موطنها الأصيل بلدة (جلاجل) في سدير، فأكثر
أفراد الأسرة سافروا إلى الزبير، وأقاموا فيه، وإن كان أحفادهم عادوا إلى الرياض في الوقت الأخير أو عاد أكثرهم إليها، وابنه أحمد انتقل إلى القصيم كما تقدم، فكان من الطبيعي ألا يحافظ الأخلاف إن كانت بقيت عندهم وثائق بها، مع أنهم كلهم تركوا بلدة (جلاجل) ولم يبق فيها منهم أحد.
لذلك لم نستطع الحصول إلا على وثيقتين: إحداهما موجهة من الإمام فيصل بن تركي إلى المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر، ويذكر فيها الإمام فيصل بن تركي أن الشيخ عبد اللطيف (بن عبد الرحمن آل الشيخ) ذكر له كتابًا عند الشيخ ابن بشر، ويقول الإمام فيصل: إننا محرصينك عليه، أي قد أكدنا عليك بإرساله لإطلاعنا عليه.
ولم يذكر اسم الكتاب، ولكن الذي يظهر أنه هو (عنوان المجد) الذي هو تاريخ ابن بشر.
وربما كان المؤرخ ابن بشر لم يعجل في إرساله للإمام فيصل من أجل الحرص على إكماله، حيث كان ابن بشر ينوي ذلك، ولم يتيسر له ذلك حسبما علمنا، لأنه ذكر في آخر الجزء الثاني من تاريخه: إنه يتلوه الجزء الثالث، ولم يوجد ذلك الجزء.
والوثيقة مؤرخة في عام 1268 هـ.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى سقط أولها فلم ندر من الذي أرسلها ولا من الذي أرسلت إليه، ولكنها من ولي الأمر بطبيعة الحال، وولي الأمر في أغلب حياة ابن بشر هو الإمام فيصل بن تركي.
ويظهر أنها من الإمام فيصل نفسه.
وهي مؤرخة - حسب قراءتنا لها في عام 1269 هـ.
وتقول بالمعنى أن العادة التي جرت لابن بشر وولده من بعده نحن ممضينها له في جميع الحالات.
والعادة هي مقرر من التمر أو الحبوب كالقمح يصرف كل سنة من الحكومة لبعض العلماء وشاغلي الوظائف العامة.
وقوله: إنا ممضينها له أي قد أمرنا بإنفاذ ذلك له، بمعنى أن تعطى له دون مراجعة.
وقد أكد ذلك بقوله: لا يتعرضه أحد، لأنهم طارفة لنا سابق، ومعني طارفة: أي أصدقاء لنا، ومن المؤيدين لنا، وأكد ذلك بقوله وأهل نصح.
وهذه صورتها:
ومن الطريف هذا الكتاب المرسل من حفيد الإمام فيصل بن تركي وهو الملك عبد العزيز إلى حفيد المؤرخ ابن بشر، وهو الشيخ عثمان بن أحمد بن
بشر يتعلق بالموضوع نفسه المذكور بالوثيقة قبلها، وهو مقرر من الشرهة وهي الجائزة من المال ومن العيش أي القمح، وذلك بعد مضي نحو قرن من الزمان على الكتابة الأولى.
ووجدت في أوراقي ورقة مداينة فيها شهادة محمد بن الشيخ المؤرخ عثمان بن بشر مؤرخة في ربيع الأول سنة 1289 هـ، بخط الشيخ إبراهيم بن عجلان من علماء بريدة.
وهي مداينة بين الثري الشهير محمد بن عبد الرحمن الربدي وبين عثمان بن سيف راع العطار، وهي قرية في سدير.
والدين عشرة أريل يحلن في ربيع الأول سنة 1290 هـ والشاهد محمد بن عثمان بن بشر وعبد العزيز بن جماز وكلاهما من أهل سدير، ولكنهما جاءا إلى بريدة، لأنه ليس من المعقول أن يذهب الدائن والكاتب إلى سدير من أجل كتابة هذا الدين.
وأختم الكلام على أسرة (البشر) بهذا الكتاب الذي تلقيته مؤخرًا من صديقي الأستاذ محمد بن عثمان البشر، وقد حذفت عبارات الثناء فجزاه الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي حفظه الله آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أمدكم الله بعونه وتوفيقه، مثلكم المواطن الصالح والرجل العامل الذي استثمر جهده ووقته وعمل لخير وطنه وأمته في بلده وفي العالم الإسلامي كله.
معالي الشيخ: لقد كنت والأستاذ علي بن عبد الله الحصين رحمه الله مثالًا حسنًا لنا في شبابنا بجدكم وطلبكم العلم، واتفافكم على الأدب والثقافة، وبالأداء الإداري المتميز، مد الله في عمركم الذي بارك الله فيه.
أيها الأستاذ الفاضل: أشكرك وسيشكرك الجميع على آثارك النافعة ومن أجلها (معجم القصيم الجغرافي) الذي يعد أوفي وأدق كتاب في بابه، وسوف يبقى مرجعًا هامًا، ومنهلًا عذبًا، ودليلًا واضحًا للقصيم كله، جباله ووهاده،