الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشاعر الزمريق:
في القرن الثالث عشر تقريبًا، عاش في (القصيعة) خب من أخببة بريدة، شاعر روي عنه قصائد عديدة، يقال له:(الزمريق)، هذا الشاعر كان يمتهن التجارة، ولاسيما تجارة الإبل، يطوف بها أسواق الجزيرة وبادية الشام والعراق، لكنه لم يكن موفقًا في تجارته، إذ هو من فئة من إذا ضربوها شمالًا خرجت يمينًا، وإذا طرقوها عدلًا خرجت ميلًا، والأرزاق أقسام وأقدار يهيئها الله لمن يشاء من عباده، وما على المرء وهو يندب حظه، ثم نرى إيمانه ويقينه بربه يصبره على واقعه، ويطمئنه إليه مهما كان يائسًا:
أركض ولا لي باكثر الركض مصلوح
…
ولا لي عن اللي ينكتب بالجبين
وأحظي اللي باسفل القاع مطروح
…
لو هو على الدنيا رجيته يجيني
المال لو انه مع الكلب بنوح
…
يفز له يقعد مع الغانمين
أقولها ماني على المال مشفوح
…
ميقن والا اتبع هوى المشركين (1)
انتهى
أقول: سمعت هذه الأبيات السبعة التي ذكرها واسم قائلها من حمد بن فهد الصقعبي الذي ستأتي ترجمته عند ذكر اسمه الصقعبي.
(1) من أفواه الرواة، ص 330.
ومن شاعرات (الباحوث) هيا بنت محمد بن عبد الله الباحوث وهي والدة الشاعر صالح بن عبد الله الباحوث و (بريه) الباحوث المشتغل بتجارة الإبل في جردة بريدة، وأخويهما علي وسليمان، قالت:
والله يا سليِّم ماجرت ها السواةِ
…
من طلعة الدنيا إلى ساعة اليوم
قم يا عزيز وافتهم للوصاةِ
…
وانحر ضنين الروح وارفقْ على الهون
قل له ترى امك في فروع الوطاةِ
…
ما عنده إلا عاوي الذيب والبوم
قال الفرح لك والهدى ياشفاتي
…
الوالده حقه على الولد ملزوم
أنا جمل بيتك مع المثقلات
…
اشيل حملك يوم للحمل يزرون
ما دمت حيِّ فارتعي بالفلاة
…
لا ترعوي يا يوه للي يردون
أنتِ سفر بيتي ولذة حياتي
…
وأنا سراجك يوم للسرج يطقون
شنحت للمولى بعال أصواتي
…
إنه يدوم العز لك دايم الدوم
أطلب عساك مساعد في الحياة
…
عسي عدوك تحت الأقدام يُوطوْن
وقالت أيضًا:
يا ابوصويلح جعل الله يجيرك
…
عن لاهب بالكبد لي حل طاريك
بالك تطيع النفس تري وزيرك
…
ترا شويرك تايه الراي مغديك
عساك ما تنظر صديقًا يجي لك
…
ولا تناظر مِدّته ويش ينطيك
لىَ صابك المكتوب ما احدٍ يثيبك
…
لي قلَّ ما بيدك تجنبك اهاليك
صديقك اللي صافي لك حريبك
…
يترك حسناتك ويظهر مساويك
لي صرت ما تشرب بحفنة يمينك
…
ما ترتوي لو ماطر السيل واطيك
جنب كثير النزل وابعد رحيلك
…
لي شفت ما به لك صديقِ يصافيك
انحر ولي العرش حيثه يثيبك
…
يرفعك، عن كل المخاليق يغنيك
وقالت تخاطب ابنتها هيلة:
أمس الضحي - يا هيل - هليت هَمَّال
…
هلّ تحدر فوق جيبي صبيبه
يا بوثليل فوق الأرداف مِيَّال
…
حثّ على حد الردايف ذويبه
يا الهيل يا زين المقفى والاقبال
…
خدّ كما نور القمر نقتدي به
كل النسا تاطينهن تحت الأقدام
…
واللي زعل يا الهيل يا قرد نصيبه
الحمد لله سامكٍ سبع الأركان
…
اليوم هيله في زمانه غريبه
وقالت تخاطب ولدها إبراهيم الملقب بريه (مصغر إبراهيم) وتدعو لزوجها والد (ابريه) وهو ابن عمها عبد الله بن علي الباحوث:
البارحه يا قرة العين ونيت
…
تكسرت منها الضلوع الحنايا
يا (بريه) انا من ساهر الليل مليت
…
كثر التفطن - يا بريه - كوايا
على ابن عم في زمانه تهنيت
…
ذقت السعد والبيض مني طنايا
يا ما - عفا الله - من حلاله تماريت
…
وارضيت من عانى صديقًا عنايا
يا محصي المخلوق، يا باعث الميت
…
يا غافر الزلات تجبر عزايا
أطلب عساه يجنة الخلد له بيت
…
في جنة الفردوس بأرفع بنايا
وقالت تخاطبه أيضا:
خطو الولد (يا بريه) لو آسفا به
…
جلعنك ما تطلق حجاجه مماشيه
ما همه إلَّا حرمته مع قرابه
…
اللي يلوق لخاطره ذاك مرضيه
دامه صغير كل ما أقبل هلا به
…
لو هو يجلب بالذهب كان نشريه
واني كبر لزمًا تجي به خنابه
…
من الطغا والزوم تمتن علابيه
وقالت تمدح فتاة وتذكر والدها:
لو وقفن بالسوق كل البنات
…
لو لبسوهن كل غالي شريه
لو خلَّعن لبساهن فاهيات
…
غير الدوينه ما بهن قابليه (1)
أبو قرونٍ بالوطا شارعات
…
على وروكه لية فوق ليه
لي شافها راع الهوى بالتفات
…
يطيح ما بيده ويذهل عن شيه
ذي بنت من يمشي ورا المقفيات
…
لي صاح صياح وتغَبَّا خويه
بيده سلاح دايمًا متعباتِ
…
حمر الحديد محرقات يديه
(1) فاهيات: خاليات من الملاحة، والدوينة: تصغير (الدانة) وهي الدرة من درر البحر ..
مع سفرة في طول ليله تبات
…
تشبع بها الآجناب والآهليه
لي جن توامى روسهن تالفاتِ
…
تومي مزاهبهم جياع خليه
وجهه يشعشع مثل لون المراة
…
قام يتجسس من سمَان الرعيه
ذي بنت ابن غنام يا ناغراتِ
…
منفله ربي جزيل العطيّه
اللي زعل من لابسات العباةِ
…
تضرب براسه فوق عالي طميّه
وقالت في فتاة اسمها: البندري:
البندري جنسها معدوم
…
اعيذها بالله الكافي
هي القمر والبنات نجوم
…
لي جن مع السوق زافاتِ
لي جت تِدَرَّا وتجَرْ هدوم
…
راع الهوى جاه زفزاف
ذي بنت من هو عداه اللوم
…
عند الجماعة والأشرافِ
ومن متأخري الباحوث الأستاذ: إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم الباحوث (أب وسليمان): من رجال التربية والتعليم ذكره الأستاذ عبد الله بن سليمان المرزوق، فقال:
ولد الأستاذ إبراهيم الباحوث في مدينة الرياض عام تسعة وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بالرياض، وتخرج منها عام 1391 هـ، ثم درس المرحلة المتوسطة في معهد الرياض العلمي، ونال شهادة الكفاءة المتوسطة منه
عام 1394 هـ، ودرس المرحلة الثانوية في معهد بريدة العلمي، وتخرج منه عام 1397 هـ، ثم التحق بكلية الشريعة بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وتخرج منها عام 1401 هـ.
وقد نال درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1406 هـ، وكان موضوع رسالته:(المهدية السودانية عقيدتها وتاريخها).
بعد تخرجه من الجامعة عمل الأستاذ إبراهيم محاميًا شرعيًّا في وزارة الشؤون البلدية والقروية، وبقي كذلك مدة عام واحد (من عام 1401 هـ حتى عام 1403 هـ) وفي عام 1402 هـ عمل محاسبًا بمعهد الملز العلمي بالرياض، وفي عام 1403 هـ عمل سكرتيرًا للأقسام العلمية بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وبقى كذلك حتى عام 1405 هـ، ومن نهاية عام 1405 هـ حتى عام 1407 هـ عمل في إدارة شؤون الطلاب بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، ومن عام 1407 هـ حتى عام 1409 هـ عمل وكيلًا لمعهد العلوم العربية والإسلامية في موريتانيا ومدرسًا في قسم الجامعة، وفي عام 1409 هـ نقلت خدماته إلى وزارة المعارف فعمل مدرسًا في مدرسة الثقبة المتوسطة في المنطقة الشرقية، وفي عام 1410 هـ تم إيفاد الأستاذ إبراهيم إلى سلطنة عمان، فبقي هناك مدة أربع سنوات، ثم عاد مدرسًا في الثقبة مدة عام واحد ورشح بعدها للإشراف التربوي، فباشر عمله مشرفًا تربويًا في شعبة التربية الإسلامية في إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية عام 1415 هـ، وفي عام 1416 هـ انتقل إلى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم مشرفًا تربويًا في وحدة التربية الإسلامية ولا يزال كذلك حتى الآن (1/ 1/ 1421 هـ).
حضر الأستاذ دورة في الأعمال المكتبية بمعهد الإدارة العامة بالرياض عام 1406 هـ، كما حضر دورة المشرفين التربويين في جامعة الملك سعود بالرياض عام 1416 هـ (1).
(1) رجال من الميدان التربوي ص 40 - 41.