الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثّوَيْني:
من أهل الصوير في شرق بريدة.
أكبرهم سنًّا - 1410 هـ - عبد الله بن سليمان بن إبراهيم بن ثويني بن حامد بن عثمان بن خالد، ولد عام 1318 هـ وعمره الآن 92 سنة صافي الذهن، وصاحب دكان.
والحامد الذين في نسبهم هم أهل الصباخ.
ذكروا أن جدهم بدوي تحضر في أوثيثية، ثم انتقل إلى حنيظل في الأسياح.
هذا ما ذكره لي الأخ عبد الله، أما أخوه عبد الرحمن فسيأتي ذكره بإذن الله فيما بعد.
ومنهم عبد الرحمن بن سليمان الثويني إمام مسجد بالصوير - 1410 هـ.
عرفت عبد الله بن سليمان الثويني هذا لأنه كان صديقًا حميمًا لخالي إبراهيم بن موسى العضيب، فكان يودعه نقوده، ويكتب خالي له قيوداته، وكان ابن ثويني عندما عرفته يجمع نقودًا من الناس على طريق البضاعة التي هي المضاربة، ويضع معها ما يكون لديه من النقود لنفسه، ثم يذهب إلى العراق يشتري منها بضائع يحملها إلى بريدة بغرض التكسب بذلك، وما حصل من الربح يقتسمه مع أهل النقود.
وقد زكاه لي خالي وأنا أعرفه بأنه دَيِّن وثقة، ولكن المهم الذي سألته عنه هو ما يتعلق بالمال.
فأعطيته بالفعل بعض النقود وقد ربحت ربما ليس كثيرًا ثم أعطيته أخرى فكان يعيد رأس المال مع الربح الذي يتحقق، وكان في أول عهده يسافر على الإبل لهذا الغرض.
وكان يحدثنا أنه قبل ذلك كان من (جماميل الحداجة) هكذا كان الناس يعرفونهم ليفرقوا بينهم وبين جماميل الحطب ونحوهم.
الجماجميل: جمع جمَّال وهو صاحب الإبل، بمعنى الذي يحمل عليها الأحمال، أما جمال الحداجة فهو خاص بالذي تكون معه إبل يذهب بها إلى أقطار الخليج أو العراق، ويحمل عليها البضائع للناس بالأجرة، يكون هذا عمله يتردد بسببه إلى بريدة.
وهي مهمة شاقة ولكن كان يمارسها عدد من جماعتنا أهل بريدة.
حدثني عبد الله الثويني عن عمله هذا بأنه صار في العهد الأخير يحمل بضائع من المواني السعودية على الخليج كالجبيل والعقير وأكثر البضائع التي يحملها لآل مشيقح منها السكر والقهوة والأرز والقماش من الخام ونحوه يحمل منها على إبله أحمالًا محملة.
قال: وكنا ونحن في ذلك الوقت لا نحسب حسابًا لصغائر الذنوب، إذا اشتهينا شرب الشاي أخذنا بما يشبه ملعقة صغيرة ضيقة من أكياس السكر نأخذ من كل كيس قليلًا نضعه في الشاي الذي يكون معنا قد اشتريناه من الجبيل أو العقير ونشربه.
قال: فذهبت إلى (المشيقح) وهم مجتمعون والدهم عبد العزيز حمود المشيقح وأبناؤه، وقلت للوالد أخاطبه: يا عم، ترانا كنا نسوي كذا من فضلك تحللنا لو كنا نعرف من أمر الحلال والحرام في ذلك الوقت ما نعرفه الآن ما سويناه.
قال: فرد عليَّ الآب قائلا: عساك يا ولدي، بحلٍّ منه ومن غيره! !
كان عبد الله الثويني يحدثني بذلك ويبكي تأثرًا من علاقته بالمشيقح ويذكرهم بالخير.
قال: وكان المشيقح يرسلون معي الجنيهات الذهبية النقدية، إلى الخريجي بالمدينة، فكانوا يعطونني الصرة من الجنيهات في كيس، ولا أعدها ولا أعرف مقدارها، فأسلمها للخريجي في المدينة المنورة وأحضر معي إيصالًا منه أسلمه للمشيقح.
وقال وهو يبكي ويدعو للوجيه عبد العزيز بن حمود المشيقح: مرة أعطوني المشيقح جنيهات ذهبية كثيرة لإيصالها للمدينة، أو قال إلى بلد آخر، فقال أحد أبنائه: يا عبد الله نبي منك استلام إنك تسلمت هالجنيهات اللي عددهن كذا، فاعترضه والده عبد العزيز، وقال: عبد الله ما يحتاج وصل، ذمته أوثق عندنا من الوصل.
وعندما امتد العمر بعبد الله الثويني، وثقل عن الأسفار فتح له دكانًا في السادة قريبًا من بيته.