الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم تعشينا مع الملك وعدنا إلى مكة بعد الحادية عشرة بقليل.
لقد عاش الشيخ صالح بن محمد التويجري بقية حياته في مكة من أجل عمله في هيئة التمييز القضائية ثم بعد تقاعده.
وعندما توفي في يوم 7/ 7 /1412 هـ في مكة المكرمة، ودفن في يوم 8/ 7 / 1412 هـ بعد أن صلي عليه في الحرم المكي بعد صلاة العصر، رثته صحف المنطقة الغربية بعبارات الثناء والأسف على فقده، وتبارى الأدباء والكتاب والعلماء في الثناء عليه والدعاء له.
ومن ذلك كلمة لي في رثائه.
وقد لخص ذلك مع ترجمة حافلة له الأخ جعفر بن نور الإسلام وهو بورمي من طلبة العلم في مكة في كتاب له عن عدد من علماء المملكة وقد رأيت نشر ما ذكره عنه ملخصًا لأنه استقصى الأمر، وذكر نواحي حياته فجزاه الله خيرًا.
قال الشيخ جعفر بن نور الإسلام:
لمحات مضيئة من حياة الشيخ صالح بن محمد التويجري:
عاش محبًا للخير ومساعدًا للضعفاء ومعينًا للفقراء، أحب مكة ولم يفارقها في حياته إلا نادرًا، عمل بالقضاء، وتطوع للمساهمة في أعمال الإغاثة الإسلامية.
ولد في عام 1335 هـ في القصيم ونشأ وترعرع في أحضان والده الشيخ محمد بن عبد الله التويجري الذي اهتم بأبنائه اهتمامًا خاصًّا، فقد تعلم الشيخ صالح التويجري على يد الشيخ صالح الرشيد المؤذن في بلدة القصيعة، وكان يدرس القرآن الكريم والكتابات المبسطة، وحفظ خمسة عشر جزءًا من القرآن الكريم وبعدها فتح الشيخ التويجري مدرسة القرآن الكريم، وتعتبر الأولى من نوعها في بلدة القصيعة.
واستمر في حفظ كتاب الله عز وجل حتى حفظ كتاب الله كاملا.
وبدأ القراءة على يد الشيخ محمد بن عبد الله التويجري ودرس على يده مبادئ التوحيد في الأصول الثلاثة، وآداب المشي إلى الصلاة، والكتب التي تدعو إلى حفظ العقيدة بوضعها الحقيقي، وبعد ذلك انتقل مع والده إلى بريدة وكان يزداد في طلب العلم وينهل من منابعه فدرس على الشيخ عبد الله بن سليم والشيخ عمر بن سليم، وانتقل إلى مدينة الرياض ودرس على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وعلى أخيه الشيخ عبد اللطيف رحمه الله وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله.
كان والده رئيس محاكم جيزان وقد لازم والده الشيخ محمد بن عبد الله التويجري رحمه الله وفي نفس الوقت صار الشيخ صالح خطيب المسجد الكبير وداعية من الطراز الأول.
وبعد ذلك انتقل الشيخ صالح بن محمد بن عبد الله التويجري إلى مكة المكرمة بأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ودرس في مكة المكرمة على الشيخ محمد بن مانع رحمه الله حينما كان مديرًا للمعارف ودرس أيضًا على الشيخ عبدالرزاق حمزة، وعلى من بمكة من كبار المشايخ فقرأ عليهم المطولات، ومنهم من قرأ عليه التفاسير ومنهم من قرأ عليه الفرائض.
وكلف بعد ذلك بالتدريس في المدرسة العزيزية ودرس بها ثمانية أشهر، وكلف بعد ذلك قاضيًا بمحايل في الجنوب وعمل بها أربعة أشهر قاضيًا.
وبعدها نقل إلى أبها قاضيًا وعمل بها سبع سنوات، كما انتقل بعد ذلك إلى مدينة تبوك وعمل بها قاضيًا لمدة خمس وعشرين سنة وأكثر، وبعد ذلك نقل رائدنا إلى مكة المكرمة قاضي تمييز، وترقى بعد ذلك إلى نائب لرئيس محكمة التمييز بمكة المكرمة - إلى أن أحيل إلى التقاعد.