المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم البليهي: - معجم أسر بريدة - جـ ٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌(باب الباء)

- ‌الباتل:

- ‌وصية لآل باتل:

- ‌الباحُوث:

- ‌قصة برية:

- ‌طلبة علم من البواحيث:

- ‌الشاعر الزمريق:

- ‌وثائق الباحوث:

- ‌وثيقة حديثة:

- ‌الباني:

- ‌الباهلي:

- ‌الْبَتَّال:

- ‌البَثْره:

- ‌البْجَادي:

- ‌البَحَر:

- ‌البخيتان:

- ‌البْداح:

- ‌أبناء سليمان بن عبد الكريم:

- ‌البداح:

- ‌‌‌البْدَاح:

- ‌البْدَاح:

- ‌البديري:

- ‌البديوي:

- ‌البديوي:

- ‌البَذْرَه:

- ‌البْرَادي:

- ‌وصية طرفة بنت ناصر البرادي:

- ‌وصية إبراهيم بن سليمان البرادي:

- ‌ البراك

- ‌صالح بن محمد‌‌ البراك:

- ‌ البراك:

- ‌ البراك

- ‌البَرَّاك:

- ‌البَرَّاكي:

- ‌البربري:

- ‌البرجس:

- ‌البَرْد:

- ‌البرغش:

- ‌البرِكة:

- ‌البَريدي:

- ‌ الأسر التي استوطنت (خب البريدي)

- ‌وثائق البريدي:

- ‌وصية مريم بنت عبد الوهاب البريدي:

- ‌وصية عبد الله الحمود البريدي:

- ‌وصية صالح بن إبراهيم بن حمد البريدي:

- ‌البْرَيْعصِي:

- ‌البريكان:

- ‌وثائق للبريكانيات:

- ‌وكالة من نورة بنت عبد الرحمن البريكان:

- ‌وصية حصة بنت محمد البريكان:

- ‌وصية فاطمة بنت محمد البريكان:

- ‌الْبْرَيمي:

- ‌البْرَيْهِي:

- ‌البزيع:

- ‌البْسَيْمي:

- ‌الْبِشِر:

- ‌معلومات عامة عن البشر:

- ‌وثائق أسرة البشر:

- ‌ البشر

- ‌البصير:

- ‌شاب يبحث عن رزقه في البحر:

- ‌البصيلي:

- ‌البَطَّاح:

- ‌البُطِي:

- ‌ورقة مختصرة:

- ‌البُطِي:

- ‌الوثائق عن البطي:

- ‌البطي من أهل الخضر:

- ‌‌‌البُطي:

- ‌البُطي:

- ‌وثائق للبطي أهل القصيعة:

- ‌البْطَيْن:

- ‌البعيجاني:

- ‌البْعَيِّر:

- ‌البعَيْمي:

- ‌وثائق للبعيمي:

- ‌البْقُمِي:

- ‌البْقَيْشِي:

- ‌السفر على الأقدام إلى عنيزة:

- ‌البلادان:

- ‌البلالة:

- ‌البَلْهان:

- ‌البليدان:

- ‌عائلة البليطيح:

- ‌البليهد:

- ‌البْلَيْهي:

- ‌إبراهيم البليهي والأمير عبد الله بن عبد الرحمن:

- ‌من عمل إبراهيم البليهي:

- ‌رسائل من الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي:

- ‌ومن أسرة البليهي:

- ‌الدكتور الطبيب مانع بن محمد بن عبد الرحمن البليهي:

- ‌الشيخ عبد الله بن محمد السليمان البليهي:

- ‌عبد الله بن محمد الصالح البليهي:

- ‌محمد بن علي المحمد البليهي:

- ‌الرائد بحري محمد بن عبد الله البليهي:

- ‌الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن البليهي:

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم البليهي:

- ‌البَنْدر:

- ‌البواردي:

- ‌البهيجي:

- ‌البَيْدا:

- ‌البَيُّوض:

- ‌البْيِّيبِي:

- ‌(باب التاء)

- ‌التِّرْكي:

- ‌التِّركي:

- ‌التركي:

- ‌التركي:

- ‌التَّلّال:

- ‌التّلّال:

- ‌التِّميمي:

- ‌التنيش:

- ‌التْوَامَي:

- ‌التويجري:

- ‌التواجر يزيدون:

- ‌مجيء التواجر إلى القصيم:

- ‌رأي الكاتب آخر من أسرة التويجري:

- ‌رأي مؤلف من التواجر:

- ‌التواجر أهل القصيم:

- ‌أصل التويجري:

- ‌عود إلى التواجر أهل الصباخ:

- ‌من التواجر أهل القصيعة:

- ‌أصدقاء من التواجر:

- ‌لمحات مضيئة من حياة الشيخ صالح بن محمد التويجري:

- ‌أعماله الخيرية:

- ‌ما قيل فيه من المراثي:

- ‌حمود بن حمود التويجري:

- ‌عناية عظيمة:

- ‌الشيخ صالح التويجري إلى رحمة الله:

- ‌وثائق لأسرة التويجري:

- ‌أشخاص بارزون معاصرون:

- ‌صالح بن عبد الله بن وايل التويجري (أبو أحمد):

- ‌الأستاذ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله التويجري:

- ‌الدكتور علي بن محمد التويجري:

- ‌محمد بن عبد الكريم بن محمد التويجري:

- ‌عبد الله بن سليمان بن عبد الله التويجري (أبو سليمان):

- ‌محمد بن صالح بن عبد الله التويجري:

- ‌التَّيْسان:

- ‌(باب الثاء)

- ‌الثابت:

- ‌الثاقب:

- ‌الثامر:

- ‌الثنيان:

- ‌الثنيان:

- ‌الثّنيْان:

- ‌الثّنَيان:

- ‌الثنيان

- ‌الثوَّاب:

- ‌الثّوَيْني:

- ‌ الثويني

- ‌الثويني:

- ‌‌‌الثويني:

- ‌الثويني:

- ‌الثويني:

الفصل: ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم البليهي:

وَقَامَ يَضْرِبُ لِلأجيَالِ أمْثِلَةً

فَألْهِمَ الْخَيْرَ وَالإِخْلَاصَ وَالرَّشَدَا

فَمَا تَرَاهُ أتَى يَوْمًا عَلى عَمَلٍ

إلَّا وأتقَنَ فِيْهِ الضَّبْطَ وَالْعَدَدَا

سَاسَ الأُمْورَ بإتقانٍ عَلى قدَرٍ

فَمَا جَدِيْدٌ بَدَا إلَّا لَهُ حَفَدَا

هذَا الْقَصِيْمُ بِهِ قَدْ صَارَ مُزْدَهِرَا

تفَجَّرَ النَّبْعُ مِنْهُ أنْهُرًا جُدُدَا

هَذَا القصَيمُ لنَا غَنَّتْ بَلابِلُهُ

يَدُ الْبُليْهيِّ قَدْ أضْحَتْ لَهُ سَنَدَا

هَذَا الْقَصِيْمُ فَمَا أحْلى أصَائِلهُ

قَدْ صَارَ مِنْ عَجَبٍ فِي الْحُسْنِ مُنْفَرِدَا

قَامَ الْبُلَيْهِيُّ لِلْعُمْرانِ يَدْفَعُهُ

فَرَدَّ لِلأرض مَا فِي سَالِفٍ فُقِدَا

فَأصْبَحَتْ رَوْضَةً غَنَاءَ مُثمِرَةً

تَمُدُ أغْصَانُهَا للزَّائرِيْنَ يَدَا

وَلطَّفَ الْجَوَ بِالأشْجَارِ مُتَّخِذًا

غَرائِسَ النَّخْلِ لِلتَّجْمِيْلِ حِيْنَ بَدَا

وَرَدَّدَ الطَّيْرُ ألْحانًا يُجَاوِبُهَا

شُكْرٌ مِنَ الْقَلْبِ قَدْ أضْحى لَهَا رَفَدَا

وَصَاحَبَ الْجُهْدَ نُبْلٌ مِنْ شَمَائِلِهِ

فَأظْهَرَ الصَّبْرَ لِلإِبْدَاعِ وَالْجَلَدَا

تَالله لَوْ أنَنَّا طِرْنَا بأجْنِحَةٍ

مِثلَ الْبُلَيْهِيٌّ كُنَّا سَادَةً عُمَدَا

دِيْنٌ وَعْلِمٌ وَبُعْدٌ عَنْ سَفَاسِفِهَا

شِعَارُهُ أنْ يَسِيْرَ الْخَيْرُ مُطَّرِدَا

أعْيَا اللّسَانَ عَن التَّمْجِيْدِ مَا صَنَعَتْ

يَمِيْنُهُ حَيْثُ فَاقَ الْحَصْرَ وَالْعَدَدَا

فهَلْ رَأيْتَ مُجَازًا قامَ مُحْتَسِبَا

لله يَعْمَلُ تَوَّاقًا وَمُجْتَهِدَا

فَالله يَحْفَظُهُ مِنْ كُلِّ نَائِبَةٍ

والله يَرْزُقُهُ مِنْ نَصْرِهِ مَدَدَا

بريدة/ حمد بن صالح الفهاد

ومن أسرة (البليهي):

‌الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم البليهي:

تخرج من معهد بريدة، وكان ترتيبه في الخمسة الأوائل من طلبة المعاهد العلمية في المملكة ثم التحق بكلية اللغة العربية في الرياض وتخرج منها، ثم واصل دراسته في الأزهر وحصل على درجة الماجستير سنة 1392 هـ، وكان موضوع رسالته:(الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي المعاصر).

ص: 372

وسجل في الأزهر للحصول على درجة الدكتوراه إلا أن المنية قد وافته قبل الحصول على الشهادة.

وكان شغل وظيفة مدير عام الأوقاف بمكة المكرمة حتى توفي في رمضان عام 1395 هـ.

ذكر لي أحد أقاربه أنه كان يكره القوميات كراهية شديدة ويرى أنها من أكبر معاول هدم الإسلام، قال: ذلك لما تبثه من سموم وفتن في تفرقة المسلمين في بقاع المعمورة.

ومنهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن البليهي:

طلب العلم على علماء القصيم وهو من تلاميذ علامة القصيم الشيخ عمر بن محمد بن سليم رحمه الله.

ورحل إلى الرياض لطلب العلم وأخذ عن الشيخ إسماعيل بن عتيق ولازم مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مدة طويلة وقد رشحه شيخه للقضاء فتولى القضاء في كل من صبياء ونجران والقريات.

ترجم له الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني ترجمة حافلة في كتابه عن الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي فقال:

هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن محمد بن مانع البليهي، يجتمع مع تلميذه الشيخ صالح في محمد بن مانع، درس في الكتاتيب في بلدة الشماسية، ثم أخذ يقرأ على إمام وخطيب جامع الشماسية آنذاك ثم سافر إلى المذنب، وأخذ يقرأ على الشيخ محمد بن صالح المقبل فترة طويلة ثم عاد إلى بريدة وطلب العلم على الشيخ عمر بن سليم والشيخ عبد العزيز العبادي، وعين إماما في أحد مساجد بريدة حين طلبه للعلم، وبعد أن أمضى في القضاء مدة

ص: 373

تزيد على العشر سنوات استقال وعاد من نجران إلى بريدة وعين إمام مسجد وجلس للتدريس فترة قصيرة.

ثم انتقل إلى الرياض وعين إمامًا وخطيبًا لجامع مسجد حلة القصمان، وجلس فيه للتدريس ثم أعيد للقضاء بأمر من شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم وظل فيه عدة سنوات ما بين تبوك والقريات ثم استقال وعاد إلى بريدة.

وكان محبًا للقراءة، ولد في الشماسية عام 1330 هـ

ومنهم الشاعر محمد بن هزاع البليهي: وهو شاعر عامي معاصر عمره الآن 1402 هـ في حدود الخامسة والأربعين، وشعره قوي وكثير، إلا أنه يعتبر من الشعراء البؤساء وأكثر شعره في الشكوى من الزمان وفي الهجاء لمن يخاصمونه.

وقد جرى بينه وبين (صالح بن عبد الرحمن البليهي) من أبناء عمومته خلاف لأن محمد بن هزاع هذا كان قد افتتح في الشماسية محلًا له لتشحيم السيارات والسمكرة البسيطة، فأغلقه صالح بن عبد الرحمن البليهي لأنه كان مدير المجلس القروي في الشماسية فغضب من ذلك محمد بن هزاع واشتد خصامه لابن عمه ووصل به الأمر إلى شكواه على أهل الشماسية وغيرهم من أفراد الأسرة ثم تعدي به الأمر إلى أن أخذ يقرض الشعر في هجاء أهل الشماسية عامة وفي هجاء أسرته (البليهي) بصفة خاصة تارة بالتصريح وتارة بالتلويح لكونهم لم ينصروه على المذكور.

وشعره في هذا الموضوع موجود بين أيدي الناس مكتوبًا بأوراق أو مسجلًا على أشرطة، ولم أستجز أن أورد هنا نماذج منه.

ثم فارق الشماسية ونزل في مدينة عنيزة، ولكنه لم يوفق فتَذَّكَّر بلدته الشماسية، وجماعتها ورجال أسرته، فقال شعرًا يمدح فيه أهل بلدته ويتشوق

ص: 374

إليها وقصيدة يمدح فيها أحد أفراد أسرته وهو حمد البليهي:

قال في حمد البليهي من أسرته:

لي عاضبت قصر البليهي نصيناه

حمد زبون الطيب القى محله

في حي مشعل كاسرات فياياه

لا تاصفه للضيف كلٍّ يدله

قصر الكريم اللي جزالٍ عطاياه

وانا بمدات الصخا شاهد له

ما شح بالوجبة ولا شح بالجاه

من دون وجهه يرخص المال كله

كريم ومحنك وساع نحاياه

ما قط واجهته وشفت المذله

صلبك ليا حسك مرض قال عزاه

يسعى وينشد لين يلقي دوا له

جيته وانا علمي على الكبد مكواه

ما ابديت له سدي ولا العلم كله

عودك وصلك ويابسات شفاياه

الريق ناشف ماش شين يبله

* * *

يا بو محمد قبلنا كم من تاه

العلم وجهته وباقيه حله

حمد تجمَّل يوم جيته وزرناه

قد رحبوا بي ما رفض واستزله

تجمل الطيِّب بفعله شكرناه

اللي وفي يوم المزاهب مقله

راسه رفي وطيب الذكر مرخاه

ما قال ابن هزاع خَلّه لعله

الزمل تقحص لو ايدينَهْ مثَنَّاهْ

وابو محمد ثار با الحمل كله

ما طاوع اللي بايراتٍ حكاياه

هاك النفوس اللي علينا مغلّه

العبد لو يجحد كثار خطاياه

كل النفوس معرِّضه للمزله

النفس خطره كل شين تمناه

تبي تحوش اللي على الأرض كله

أسلم وسلم عد رملٍ وطيناه

عسى الخواطر صوبنا مسفهله

وقال في بني عمه وأسرته وهو يخاطب ابنه الوحيد فهد:

ص: 375

الا يا فهد قرب لنا ما يفوج البيد

حديث الطراز وصنعته صنعة الماني

يشوق المسافر لي عطى جرهد بعيد

عليه العلامة (بنز) ماهوب ياباني

شبح من موديل الفين من صافي الحديد

أنا اختار مركوبه ولا موتر ثاني

صنايع يهود تسكن الثالج الجليد

إلى هبت النكبا وبرين الاوطان

ما هو خردة يقطعك بالمشي والتبريد

ولا عدلوا (بديه) على كل ميزان

تنحر بني عمك هل الماقف الوكيد

شيوخ البلاهي تكرم الضيف والعاني

غسلت الغضب من راس عود مضي عنيد

أبا ألدَ لاعيان البنيخي وعماني

سلامي عليكم عدما يومي الجريد

عدد ما يرف الخوض في كل بستان

هذولا هل الفرعه وزايد أبو يزيد

إلى امرس خبيث الهرج عديت جداني

* * *

الا يا فهد ودّ الرسالة بلا بريد

حمد لي وصلته هو محلي وعنواني

حمد البليهي بالمراجل هو الوحيد

وحيدٍ بجيله من سلايل ابليهاني

باقي (البلاها) ما تمد العطا الزهيد

يمدون مدات السخا طول الازمان

وانا أفهم صديقي وأفهم الخاين العنيد

ولانيب في تصريف الأجداد بحلان

وانا أشوف من رايه وعمله لنا سديد

أشاور صديق لي اجنف الوقت ينعاني

حمد يا ولد عمي عسى المرسلات تفيد

غشانا الوقار وطارف الناس خلاني

وقال في بلدة الشماسية بعد أن كان هجاها:

جرت نفسي القشرا وصاب الضمير أشعاف

بلاي من اللي حس نفسي ومقزيني

عسى الله يعين أللي تطرف على ميهاف

دنا صاحبي مني عسى الله يعافيني

ترى النفس قنعت يوم شفت النفوس ضعاف

ولا خير في نفس ترجي المقفيّن

أبي ديرتي وانا على ديرتي ميلاف

ترى القبر في دار الكرامه يكفيني

ديارٍ تجدّ الغين لي ارطب المصياف

تفرق على الضعفه ردوف البساتين

أنا ودي أشوفه لو اني على الأسعاف

لعله تفيض النفس بين المحبين

ص: 376

ألا يا حمد عيني تهل الدموع أصناف

قضى ما يكفي والاجانب تعاديني

ترى الكف الأشهب ما يغطي على الأطراف

أمده ويقصر كفنا ما يعشيني

انا ما قنعت بهرجةٍ ما عليك خلاف

يقوله ردي عن محله يزلفيني

أنا لي بغيت أرتاح ينتفني النتاف

وانا ما قضبت الأرض غصبٍ يمشيني

حياتي قضت بالفقر والدَّيْن والأسلاف

وانا ويش أسوي يوم كثرت ديايني

الآ يا حمد نفس الضعيف تروح أضعاف

تجمّل بخير ولا تراعي الحسودين

ترى الشيك ما يصرف إلى ردّه الصراف

وانا ما معي بالوقت شين يمضيني

تسوجرت مثل اللي تسوجر مع المحراف

على درب قومان مع الريع عادين

وقال محمد بن هزاع البليهي أيضًا في جماعة أهل الشماسية:

ذكرت ربعي يوم جربت الاجناب

أهل الوفا وأهل الصخا والشهامه

ربعي هل المدا إلى غلق الباب

الضيف يلقى حشمته والكرامه

أخطيت مير اليوم مذنب وتوَّاب

عذر البليهي بصمةٍ في بهامه

ترجي السموحه من عريبين الانساب

غلطت، والغلطان شاف الندامه

من عقبكم طقيت باب ورا باب

واثر النوافذ مغلقات الجامه

اليوم ما لي عن هكا الحي مجناب

مخطي وتلحقني علوم الملامه

* * *

يا عزوتي نور القمر عقبكم غاب

ولا تتركون العَود يبلع هيامه

ما دام جسمي رافضٍ كل الأطباب

أموت في جون شربنا ريامه

يا مل قلبٍ بالحشا يلعب لعاب

كسر ضلوعي لوجته وابترامه

لي لاج يفتح مقرن الصدر بحراب

لوج المبرمج لي تطلق لحامه

إلى اجتمع مع مسرب البيب وانساب

هز القواعد وانفجر بانقسامه

لا تركونن بين مايح وجذاب

وصلتكم والعَود هزلت عظامه

ننصى الرجال اللي يسوقون الارقاب

والأجنبي ما سرني بابتسامه

ص: 377

لا بد ما نعرض على حق وحساب

والقبر نذكر وحشته مع ظلامه

نمشي على نجم الجدي ما با الانشاب

بحروة اللي يقهرون الجهامه

الناس صاروا ضدي اقسام وأحزاب

والحوت ما نبت الشعر في سنامه

فقدت ربعي كل شي له أسباب

والراس يقزي يوم تخلف منامه

كني قريص حس في قضع الانياب

يا دق نيبانه، ويا كبر هامه؟

وطاه باليسرى على راس مرقاب

اسود وراسه كبر راس النعامه

الموت قرَّبْ والحشا فيه نَئَاب

والروح بيدين العزيز استلامه

وقال الشاعر محمد بن هزاع البليهي أيضًا:

طرت ديرتي يوم السحاب انحدر وانساق

على جوها جعل الهماليل تسقيها

مزونٍ تشاعل فوقها تكشف البراق

تذكر غريب الدار في شوف غاليها

وأنا الهايم الظامي وأنا اللي صعيب افراق

على الفراق صعيب والنفس قاويها

أنا أجضر من الفرقا مثل جضير المنعاق

يبي الجيش يركب والسلف هف تاليها

وأنا لي سنين لا رفيقا ولا من واق

ما غير الهموم اللي على الصدر كاليها

أعيش بزمانٍ ما يعبّر ولا ينطاق

طعامي ضريع والمشاكل نخفيِّها

من أول على قلبي وباق الظمير رواق

تكشف رواق الضماير مذرِّيها

أبصبر وابتبع دبرة الموقي الخلاق

مدام النفوس بدبرته اللي يمضِّيها

أبنكس على الدخان وادع الضمير إحراق

وشوّط بكبد لاهب الوقت صاليها

أنا أذكر هل المدا ليا غابت الاشفاق

عيوني لياجا الليل هلت عباريها

أنا طحت عن حيلي ونشكي عظام الساق

واذاني فلا تسمع ندا من يناديها

أنا خلت لي زولٍ صدف والخيال دقاق

على جرة تمحا الهبايب مواطيها

بحلت بخياله يوم بحلوا به العشاق

أهوم بخيال دايم النفس مشقيها

زبنت السنيدي زبنة اللي عليه إعلاق

إعلاق الدمى اللي وساع مساطيها

يا زبن الضعيف اللي تضايق وباله ضاق

تضايقت من ثوبي ضاقت مساعيها

ص: 378

أنا لحيتي طالت وبشوف لَهْ حَلَّاق

أواجر لها هندي مسيحي يواسيها

والشاعر محمد بن هَزَّاع البليهي شاعر بائس، بل نكاد نقول: إنه يمثل البائسين من شعراء العامية، وقد سمى نفسه (بنك الأحزان) أي مصرف الأحزان فالمصرف تأتي إليه النقود وتصرف منه، وهو - على حد قوله - تأتي إليه الأحزان وتفيض منه على غيره، وجمهرة شعره في الشكوى من البؤس والشقاء من ذلك قصيدة له جعل عنوانها (بنك الأحزان) ويخاطب فيها بدر الوهيبي صديق له:

البارحه في مرقد ما تواسيت

والأرض من جور الملا ما خذتنا

ما كني إلا شايلٍ هضبة كميت

يا ثقله يا بدر يوم اعسرتنا

يا بدر من ثوب الندامه توذيت

الثوب قاصر والعباد اشغلتنا

ابشعقه وارميه واقول وليت

ما دامت ردون الخَلقْ ما كستنا

لو لي بني عم رجال تذريت

جيت بذراهم عن هوا لافحتنا

ما كان لوجيه الملاطيم لديت

اللي إلى مَدَّتْ حشف صورتنا

منول لي صوت الضيف هليت

واليوم عن صوت المنادي سكتنا

والله ما عمري عن الضيف كنيت

كنيت يوم أن السنين ادركتنا

يوم الرسن بيدي على الكور لاويت

واليوم مس بطانها من تحتنا

كسرت كور المرجله يوم دجيت

واحرقت به يوم الذلول اخبطتنا

الخبطه إلى عقبها ما تعافيت

جحدتها لين انها شوهتنا

راكيتها في منكبي واستمريت

لا بالله الا هالسنة موجعتنا

اشكي وجعها كل ما اقبلت واقفيت

الجرح ينزف والسراوه كلتنا

لو اشرب الحلتيت والصبر ما شويت

ما هوب مبري علةٍ داخلتنا

الياس ياسر والرجا ما ترجيت

نبغي الحياة وغرّبت وعقبتنا

لو كان من دهم السحايب ترويت

ما يطفي اللي بالحشا شاعلتنا

نار كلتني مثل نار الدناميت

اصابعه يم الفضا رافعتنا

ص: 379

القصر لو هو ينطوي كان طويت

شديت يوم أن القرايا جفتنا

لي جيت بقصور الحناكي تعفيت

وشاورت أبو مطلق على سالفتنا

يا شيخ ما والله بالامثال زليت

جيناك جوعى والظروف اجبرتنا

اهل الرخا ربعي يقولون ما جيت

ولا عدهم يوم القواصي قصتنا

يا كثر هرج مكثرين التصاويت

وعلومهم عبر الفضا واصلتنا

لي شوشت عوج المناخر تقصيت

نقصى الايدين اللي طغت واحذفتنا

انا بتزويل المخاليق وريت

اجسامهم وازوالهم هولتنا

تراي والله يا هل العرف ما اخطيت

انا الحق الشرهه على طارفتنا

عظامنا بعظامهم واللحم ميت

وان لِدْتْ لفروع القبايل شنتنا

مهازل الدنيا تهزل العفاريت

دارت بنا دنيا الخطا وهزلتنا

يا ما كلت من روس قوم عناتيت

وحنا تسوق اقدامنا قافيتنا

ما نيب ناجي تطلبن لو تتقيت

تتكشف الاسرار لي دورتنا

احسابنا عند الولي ناصب البيت

في رحمته والا السعاير شوتنا

ما غير اسليِّ خاطري يوم غنيت

اضحك وبقعا بالحذا واطيتنا

وانا على البيبان يا بدر خليت

اسايلك بالله وين اشجرتنا؟

ما غير نمشي في وصوف وتواهيت

والناس بوصوف الخطا ضيعتنا

سمتِّ روحي في غثا الوقت تسميت

بكيت يوم أن الحبال خنقتنا

خويت لي عذرا ومعاها تماديت

لكنّ بشلان الشليل انفضتنا

اقفت تراعيني وانا اعذرت واقفيت

له نيةٍ ترجع ولا وادعتنا

والله يا لولا اللي تحران بالبيت

لشغلٍّ الرشاش في حاقنتنا

اللي تهل دموعها كل ما اقفيت

لي سمعتن بالبيت جت ناطحتنا

افزع لنا يا بدر يا طيبِّ الصيت

يا كثر وقفات الكريم بجهتنا

وقفت لي يوم انهزم كل خرتيت

كل العلوم الطيبه واجهتنا

لا حانبت عوج الظهور المساويت

ثنى بها الطيب ولا كلفتنا

ص: 380

ونظم قصيدة بعنوان الدابّ بمعنى الحية:

أنا أصبح على الهاجوس كني قريص الداب

تلوَّتْ على رجله ودارت مثانيها

إضربه الحنش بالثالثة وانقلب بالناب

صرخ يوم شافه بَوْسَط الرجل واطيها

تلدّد يمينه وأيسره مايشوف ركاب

جذب ونَّةٍ ينخى ويبكي بتاليها

وطاها على الهجعة ونجم الشفق غاب

ولا له جدي يا كود رجله يكوّيها

جدع بندقه وأعذر من المشي والأسباب

عرف يوم شاف الرجل ثقلت مواطيها

ذكر خنجره في محزمه يوم شافه عاب

واثرها مع البندق بدربه مخليها

عونّ الذيابه فوق راسه على المرقاب

ونسي رجله الي سمّها كد مشى فيها

تطرف له اللي لي عدا يدرك المهذاب

حنوكه على قضب الشواكل مضِرِّيها

كلنه ولا باقٍ على الأرض غير تراب

هدومه مزاع واشقر الدم غاشيها

لقوا مفرسة طرقيةٍ حدّ جال هضاب

ومشوا بالخبر لامه وجاها معزِّيها

عجوزٍ من الرملة تصكصك شَعرها شاب

ولدها توفي اللي بوقته يواليها

وانا مثلها ماني صغيّر ولاني شاب

غشي الشيب دقني والمرافق ملويها

أنا أزحف على حيلي لما أقعد قبال الباب

وحياةٍ هذا القرن ما والله أرجيها

أنا أجزلت من دنيا هواها يجيك أشعاب

تشعّب على راسي وتخْلف هقاويها

وأنا أوجست طقاته براسي بلا مشعاب

إلى طقتنْ بالرأس ما ألقى مداويها

ولا خير في دنيا حلاها وراه أنشاب

وراها المرارة وأنت تركض وتغليها

وراها مرارة موت كلش عليه أحساب

تحسبك على الدنيا ذنوبك تخفيها

سواة الكذوب أللى تفوه وصاد غراب

طمع بالعز له يحسب أن الدوا فيها

وأنا كد وردت العد واشرب مع الشرَّاب

واقص الدروب اللي بعادٍ مناديها

تصبر محمد لين قلبه وجسمه ذاب

زمان الفلس حالي على الفرن يشويها

شواني لما حطن على شفة المسهاب

على مصنع بشوي الحديدة ويثنيها

ينوب حديد الصلب لو فيه عشر أنساب

أنساب الحيود اللي تلهله رواديها

وأنا لي ثمان سنين باقشر مرض منصاب

وأنا أطلب يجين الموت والروح ما ابيها

ص: 381

شربت العلاج اللي مقرر بخمس أكواب

ولا فاد في حالي ولا هوب مشافيها

رْكَبْنا على الممشى تقل يقضبَهْ قضاب

والى جيت أبقعد ما قدرنا نثنيها

ترى العمر ما يبطي وهو طالبه طلاب

أرواح تموت، وتنقبض بيد واليها

تذكرت وقتي يوم أنا جاهلٍ لَعَّاب

سنينٍ تشوّقني ولانيب ناسيها

* * *

ألا يا وجودي وجد عودٍ عليه رقاب

جلا عن دياره عقب ماهوب يغليها

تنصّا ديارٍ حاكمه كافر نصاب

تكض الزعل بحلوقها والبلا فيها

يجر البليهي ونةٍ من ثلاث وجاب

كماونة اللي مات بالحرب غاليها

أنا يوم طحت من المرض قَلَّوْا الاصحاب

جنود تغوش وحاجتي ما تقضيها

الا يا خسارة سكبة الحقن والأشناب

وجيهٍ على الخيبة ولانيب راجيها

قصتنا الأمور وخاطري من زمانه طاب

مثل ما تطيب النفس من شوف غاليها

رضيت الزهيد ولا عن القاصرة منجاب

أخذته من أيدين تمده وتطريها

أنا مطلب وقتي ولا عاد لي مطلاب

مثل من غزا وانكف ذلوله مذكِّيها

ترك فاطره في ديرة الخوف والأجناب

أخذ خرجها وقفي وعينه تراعيها

يا شين الحياة اللي تحدك على الأقراب

حياة الشقا، دايم غثاها يباريها

بركت وثويت ولا نقوم على المصلاب

وتلقيت سندا ماشيات ذواريها

أبصبر وراع الصبر عند الولي ما خاب

على جوع وسنين رديه نمضيها

وقال يخاطب ابنه فهدًا:

الا يا فهد يا طول ليل الشتا طولاه

يا طوله على عين سهرها مطاولها

ولا من صديقٍ يوم شان الزمان انصاه

صديقي قابلك يوم منت قبايلها

عسى الله يعينك في زمانٍ ثقل ما طاه

يعقب الهلاس وطيب الناس مزملها

ابا اصبر على جوره وبا أصبر على بلواه

أرواح البشر في دبرة السرب كافلها

أبات القوى، وأصبح على الجوع واشيباه

وصلت القبور اللي تالمع نصايلها

ص: 382

يا كثر الردي وبووهب قاضب علباه

يرك الشنون ويابسات بلايلها

عسى الله يعين أللي وحيدٍ على مركاه

يونّ البليهي يوم بانت صمايلها

قضى الصبر مني يا فهد والمطيح اقضاه

تقولون وأقول السنه ما إنكملها

أنا طحت طيحة واحدٍ طاح وسط عداه

ولوه أمكان مقفياةٍ رحايلها

مطيحي مطيح أللي ولاه الغريم وجاه

ولاه برواتٍ مسقياتٍ سلايلها

أنا حالتي حالة يتيم فقد مهواه

يبي أمه تجيه وساعر الدود ياكلها

لي منه دله جاه واحدٍ بالمجال أطراه

يقول أمك الله يرحَمَهْ ذي منازلها

تعزز لي وحوش الخلا لي يبس مفلاه

حدتها الدهور وضيقتها مقايلها

أبا أصخر بيوتي لا تردي ردي الجاه

بيوتٍ بصدري ما قدرنا نداولها

غريب ألبلد يجحد ويصبر على ما جاه

تشين الليالي والله اللي يسهلها

ولا واحدٍ من جيلنا قال وآعزاه

تعزز لنفس ساهب الوقت مذهلها

طويت العزى طوية محيم يضف رشاه

ورد له على بيرٍ تخاضر نثايلها

أركاب حيامٍ في سنا القيظ والمظماه

تحن العشاير يوم طَلَّق شمايلها

مشى له على وصف وراعي الوصوف أغداه

على وصف خبلٍ كد شرب من ثمايلها

أنا أشوف لي جندٍ خبيث وش اللي جاه

عيونه من المسهاق بالميل يكحلها

طمع في شراب الطامع اللي شرب واسقاه

يبي شربةٍ من قربته يوم يزقلها

يصبغ خدوده من هكا الصبغ واعيباه

سواة الهنوف اللي تصبغ دواخلها

تعسف البيوت وتخلف البيت عن مجراه

إلى شوَشَتْ بعض المحطات نقفلها

أبرَّق بدربي والقدم لازمٍ نقداه

إلى زلت الأقدام تصعب عقايلها

ترى اللي يبي سعنه يعبر فلا يملاه

تهج الرحول وتنفضه في مجادلها

ولا يلحق الفاطر لو انه يطش حذاه

ذلوله شرودٍ وزايلاتٍ زوايلها

وقال أيضًا:

أنا أجول بالدنيا مثل جولة الأجوال

حداه السموم وصافي الملح خارشها

ص: 383

أجوال الظبا اللي حدت القايده للجال

رصاص المتوسع بالشواكل منقشها

طرقها (بليجيكٍ) تحق الهدف لي زال

تذب الفشق مع جنبها الرود ينتشها

أكيل الروابع لين تصفي على المكيال

أخاف السنين تبلشن في بلايشها

أنا أذل من حنك علومه تروح طوال

يعلج العظام وباقي الهبر عارشها

يخليك صورة للخلايق نقل تمثال

سواة المجله كل خبلٍ يفتشها

خبيث الفواد اللي علومه ما هيب ثقال

إلى مرّه الطرقي علومه يطرشها

عليك بنقا من مهدفات الحيود جبال

إلى ضاق صدرك يا عميلي تغربشها

ترى الطامن الهين ما هو مدهل الأبطال

عليك بلحاليح تشَوّق لوالشها

رفيقٍ تغير يوم شان الزمان ومال

يبي المرجله وازري الضعيف يتناوشها

تبي تفترج لو سكروا دوني الجوَّال

نفوس الخلايق ربك أللي يعيِّشها

حبيبٍ يحبك مير صار الغلا قتَّال

وهو فرشته دايم على الجنب يفرشها

أنا في ذرى اللي ساق وبل المطر بخيال

ونفسن خلقها ربها ما يْعَطِّشها

زمانٍ به الرشوه مشت مشية الخيَّال

انا اشوف لي ناسٍ تغمِّض وتقرشها

أنا في سراب القيظ ما نيب حول ظلال

أغبط الكلاب السابعه في ولايشها

زمان صفق عيني ودمع النواضر سال

صفقني علي عيني وهلت نواطشها

صفقني على عيني وكدر علي البال

تتوق النفوس وظاغط الوقت مدهشها

أنا على ما تنتعالج عضيض سمال

أبو ذيل حد الليل بناب نايشها

بغيت الركوب وطحت طيحة ردي الحال

بدرب الركاب اللي تنهض نواجشها

وساع المناكب والمقافل تقول هلال

تفوج الدروب وحامي القيظ حايشها

وقال:

القصيدة مهداة إلى: محمد العبد الله الجبري:

أنا كني اللي طاح في حومة المضماة

تلقَي الخلا واقريبته يابس الشنه

لفحه الهوا بجنوب هجن وهن طفقات

تفتق اخرازه وانفجع واختلف ظنه

ص: 384

زمانٍ صفقني صفقتين على الجمهاة

عيون العرب في قلتي ما يشوفنه

يسوقن مثل سوق السواني مع المنحاة

غرب يصبنه، وغرب يشقنه

أنا لف قلبي لفة السيم بالمكرات

على ترس حفار على العكس يطونه

ثمانين طن الحمل سودٍ من البيبات

يعطب كلتشه يوم دلًا يتلنه

يصيح المسيب يوم لفنّه الأفوات

وقامن على روس المسنن يعصرنه

أنا أبكي من الدنيا وانا أبكي من اللوعات

عيوني لذيذ النوم ما عاد يبغنه

أنا أطريك يا وقت مضى والمقفي فات

يا ليت السنين اللي مضن لي يردنه

عليّ الدقايق كنهن وافي الساعات

وهواجيس قلبي كل ساعة يخمنّه

نويت أزبن الجبري إلى ضاقت الحيلات

غرابيل بقعا لي وصلته يهابنه

وهو راعي النخوة وهو راعي الفزعات

ما هو واحد لا مد في مدته منّه

يذري الكبير اللي تصافقنه الميلات

إلى مالت سسنين الشقا ما يضدنه

حبيت وصلتك فاضي مطرق المخباة

عسى شايب جايبك في بارد الجنه

تجملت يوم اقفوا ملقينن العلباة

يعل المنايا ما تجيه يتعدنه

ولا بالقصيم إلا أنت يا ماحش الدمعات

تمشّ العيون اللي غثا الوقت يشكنه

ألا يا بوبشري راح حيلي وشوفي فات

ألا وآهني اللي قروشه يخدمنه

وقال أيضًا:

البارحة صوَّت للجن والناس

مخدتي ما قربت عند راسي

ما غير هوجاسٍ ورا درب هوجاس

ماله عدد، كثر النجوم الرواسي

أصيح وأشكي من كثيرات الاوناس

عود قضى عمري وذقت المآسي

الراس طاح بغبّة الفقر وانداس

دوس الركاب اللي تدوس النواسي

داسِّنه اللي كسر الراس نوَّاس

حدب الظهور مقربات الحساس

أقفن وقافيهن مع البرد نسناس

يمس بظهور الركايب مساس

فوقه عيالٍ سالمين من الكاس

لي دوجوا بالغرب شين المماسي

يرعن عشب وخالطه نبت نوراس

بفياض نجد وفوقها الغيث كاسي

رجيت بالدنيا وصار أقرب الياس

واعلنت في كل الجرايد فلاسي

ص: 385

غلٍ بلعته كني ابلع بالامواس

يوم انحدر مع مِشَّة الزور لاسي

امشي بهالدنيا تقل مشي عسَّاس

وطيت فوق القاع والقاع قاسي

شلَّعت بسنوني وشلَّعت الاضراس

وتهت الطبيب اللي يعرف المقاس

ما قالوا العربان وش فيك لاباس

وانا اعيوني ما يجيها النعاس

اعد لي جند واعدد لي أجناس

ولا قضبت بكفي الا الفلاسي

لي قل ما بيدك يقولون هلَّاس

أهل السماط ملحسين التباسي

بنك الأحزان

وقال بنك الأحزان محمد بن هزاع البليهي:

ولدت بالدنيا وأنا ما معي ثوب

وأموت ثوبي خرقة من كفنها

أروح منها خالي الجيب مسلوب

وأقول: يا الأجواد وش فدت منها

ما دام عمري لاشهب الموت مطلوب

قدامنا هكا الذلول ورسنها

نبي نجنب لكن الدرب مقضوب

والموت ما به حفرةٍ ما دفنها

بكيت بالدنيا مثل بكية أعقوب

لي ما عيونه قطر الدم منها

وراي ما أبكي داخل الكبد لاهوب

والما إلى ذقته يفور وطعنها

لاكن فيها داخل الفرن مشبوب

واللي مولع نارها سج عنها

يوم اختلف لونه وحرّق بها الشوب

من يوم شفنا لونها اعذرت منها

القلب كنه بين الأضلاع مقضوب

ونجم سطع في دارنا غاب عنها

أمك دموعه فوق الأوجان ساروب

عيت تكف الدمع وازريت عنها

يا ناس خلوني ترى الجسم مصيوب

ما نيب ناسٍ ساعةٍ غاب عنها

النفس عافت كل زاد ومشروب

والحزن ببيوت الضماير سجنها

وقد فجع بوفاة ابنه الوحيد فهد، فرثاه بمرثية مؤثرة، وقال يخاطب ناصر اللويمي الدوسري:

ناصر غدا لي من هكا الروح غادي

والله ما أهديت الضنين وعطيته

اللي فؤاده طالع من فوادي

عز الله إني مكرمه ما عصيته

ص: 386

لا وآعذاب الروح، لا وآنفادي

حتى العلق من فوق جسمي رميته

لي قيل طيب، قلت: ماني جوادِ

جيت الطواري فازعٍ ما لقيته

اجضر جضير اللي لحقها الشدادِ

والله إن تنزع روحنا ما نسيته

ضاقت بي الدنيا وضاق البلادِ

والياس عقب اللي فقدته طويته

صفقت بالكفين كل الأيادي

حتى الطويل اللي محجَّي رقبته

والله لارقى عاليات الروادي

وأصب صوت لي جذبته ثنيته

أمشي وناظر في وجيه العبادِ

يا كثر دمعٍ من عيوني كفيته

انهار جسر البيت علمٍ وكادِ

وإنهد ماكني تعبت وبنيته

فرقًا طويلة والفراق متمادي

هذا الفراق اللي بعيد وشكيته

الصدر كنه ممرح به جرادِ

وباقي بصدري يا المسولف مويته

الحزن في صدري غدا له منادي

لو ينكوي صدرٍ حزين كويته

وأنته بوادي والبليهي بوادي

واوجست حر يا المسولف وطيته

همّ هجدني ياالمسولف هجادِ

وقلوبنا من ضاغط الحزن ميته

ولا عاد نفرح لو سمعت المنادي

كم ليلةٍ عقب العتيم إحتريته

قالوا لي أهدْ وقلت: مانيب هادي

ما توجسون اللي بصدري شكيته

وراي ما أبكي واتمني سنادي

اللي إلى ضاقت علينا نخيته

الحر ما بين السراجيف زاد

والثلج يسعر لو بلعنا حليته

يا رب هون ركضتي وإجتلادي

أنت الذي جبته ومني خذيته

عقبه نسج الرجل وأمشي حيادِ

يا رب راضي حكمك اللي عطيته

أقفت وخلتنا وجيه الحنادي

ما ينفعك غير الولد لي غذيته

جيت السرير اللي رقد به مرادي

مما معي حتى الفراش إنتشيته

النار ترث يا البليهي رمادِ

ولا تزهم اللي لايذٍ وسط بيته

تكفون خلوني تراي إمترادي

خلون أوجِّه يم دربٍ نصيته

لكني فوق شوك الكتادِ

وشوك الهَرَاس بعرش رجلي وطيته

ص: 387

ووالده هزاع بن .... البليهي إخباري مجيد، حافظ للنكت المتعلقة بالتاريخ

الذي عاصره، وحدث منذ وقت قريب.

عارف بأقدار الرجال، وبحكاياتهم وقصصهم، لا يمل حديثه في ذلك.

كان ساكنًا في الظليم الذي كان لجده عنده نخيلات قليلة وغنيمات كذلك.

وكنا إذا خرجنا للنزهة في الظليم ننزل في حراري الظليِّم قريبًا منه لنستمع منه إلى أخبار الرجال، وفي بعض الأحيان كان يحفظ معها بعض الأشعار، ونستمتع نحن ومن يكونون معنا بذلك.

ولم أكتب عنه شيئًا لأنني في ذلك الوقت لم أكن بدأت بتسجيل الأخبار والروايات الشعبية، ولا كنت هممت بتأليف كتابي هذا.

روى لنا الشاعر عبد الله بن علي الجديعي قصة عنه أوردها هنا دليلًا على طريقة (هَزَّاع البليهي) في رواية القصص والأخبار.

قال الجديعي:

قصة محمد سمعتها من هزاع البليهي:

فيه رجل من سكان القصيم لهو ولد أراد الله جل وعلا أن توفيت والدة هذا الولد الذي اسمه محمد، وكان له من العمر عشر سنوات، وكان والده فقيرًا جدًّا وتزوج والد محمد على زوجة لها أولاد، وصار محمد يتضارب مع أولاد الزوجة ووالده يعمل بالحرفة يذهب الصباح حتى المغرب وإذا حضر تعبان قالت الزوجة ترى محمد يضرب أولادي إذا صار كذلك محمد مع أولادي فأنا وعيالي رزقنا على اللي خلقنا وتكفل برزقنا.

فقال والد محمد:

ص: 388

الولد صغير ولا له قرابه حتى يصير عندهم وهو يتيم أم وأنا حرفي ما أقدر أروح به معي للناس.

ولكن الزوجة لم تقتنع وشالت أولادها ورجعت إلى أهلها لما حضر والد محمد قال إن الزوجة شالت أولادها وهربت إلى أهلها، فقال والده: كله منك أنت بذي، فقام عليه وضربه، وذلك بعد المغرب وخرج يريد أن يرضي الزوجة ولكن أبت أن ترضى وطلقها بالحال.

وخرج محمد من البيت ووجد صاحب حمير يمشي خارج من البلدة والحمير كل واحد يضرب له درب والرجل في عنا من ها الحمير فقال لمحمد: يا ولد رد الحمير معي وأعطيك حلاوة.

وصار محمد يساعد هذا الرجل على هذه الحمير حتى خرج من البلد، فقال محمد: يا عم وش تبي بهذه الحمير الكثيرة، قال: عندنا زرع كثير وشريتهن حتى ندوس الزرع عليهن، فقال: أنا أعرف أدوس خلن أروح معك، فقال أخاف أهلك يدورونك، فقال: مالي أحد يدورني أمي ميتة، ووالدي أخرجني من البيت يقول إنك توذي أعيال زوجتي. فرح هذا المزارع واركبه أحد الحمير ومشوا حتى وصل بلده.

وذلك آخر الليل أدخل الحمير في حوش وقال لمحمد: أرقد.

ولما صار مع الظهر أيقظ محمد وأعطاه غدا وصار محمد يرعى هذه الحمير وصار ولد جيد وصبور على العمل يقول محمد كل ما تعبت وكليت من العمل ذكرت زوجة والدي ووالدي يضربني ويخرجني من البيت صبرت على التعب الشاق.

وصار عند هذا المزارع عشر سنوات وهو لم يعلم هل المزارع يحسب له إيجار، أم لا، بس يشري له كل سنة ملابس لما صار له من العمر عشرون عام قال: يا عمي أنا أسلم عليك وكانت السيارات موجودة بس قليلة جدًّا، قال:

ص: 389

معزبه والله يا محمد ما عندي شيء أعطيك لكن عندي ها البنية أبي أملك لك عليها وهذه ما يتين ريال خذهن وبعد سنتين تعال شل زوجتك.

رضي محمد وتملك على البنت وأخذ مايتين ريال وذهب إلى الرياض.

ولما وصل الرياض استأجر بيت صغير وجمع فيه بعض العفش وصار يتردد على سوق القماش وصار يبيع ويشتري وإذا الناس يركبون للحج وقال معي مايتين ريال أغدين أحج أقرب للفرج وصار يدور له ناس يصير معهم لأنه لا يعرف كيف يحج.

ومن الصدف وجد رجل كأنه يعرفه فقال وين يا محمد؟ قال: ودي أحج وأنا لا أعرف أحد، فقال تعال معنا نبي نمشي هالحين الكروة أربعين ريال، ولا عليك مصرف كله على صاحب السيارة.

وركب محمد ومشوا إلى الحج وكان محمد جيد يعمل القهوة ويعمل العشاء والغدا ويحمل العفش ويربط الخيمة ويمسح السيارة وأحبوه الذين معهم لظرافته وخفة نفسه.

ولما رجعوا من الحج ووصلوا إلى نفود الملحا، وإذا صاحب سيارة صغيرة تسقط عليه مسرعة جدًّا، ولما أبعدت هذه السيارة عنهم انقلبت وصارت الكفرات هي العليا، ولما وصلوا إليها قال محمد: أنزلوا نخرج الركاب الذي في هذه السيارة فقالوا جميع لا ما نقدر يجينا مسئولية من الشرطة، فنزل محمد وقال والله ما أخليهم مهما جانا من المسئولية لو أقوم بالسجن عمر نوح.

فقال أخوياه ترانا نبي نروح عنك فقال ما عليكم مني.

ص: 390

نزل وأخوياه مشوا وتركوه فلما قرب من السيارة وإذا السايق يقول تكفى أرفع السيارة حتى أتنفس رفع السيارة وصار يرفع السيارة بيده واليد الأخرى يسحب السايق حتى أخرج السايق بكل كلافة.

فلما خرج السايق وردت عليه روحه قال تكفى أمي بالسيارة أكسر الشنطة وفيها ليور لعلنا ندرك أمي قام محمد وكسر شنطة السيارة وأخرج العفريته والليور وصار نوب يحفر ونوب يرفع بالعفريتة، وصار الدم يمشي من يدينه.

فقال صاحب السيارة: الدم يا ولد يمشي منك فقال الدم يجي غير بس المسكينة الذي داخل السيارة لعلنا نتمكن من أخراجها.

وصار محمد يحفر بيديه ويسرع وصاحب السيارة تهول من قوة هذا الولد الشجاع.

وبعد التعب الشديد قلبوا السيارة وإذا والدة السواق في آخر رمق رشوا عليها ماء وصحت حمدوا الله الذي انقذهم وبعد ساعة وإذا حملة كويتية تصل إليهم وقام المهندس وصلح السيارة الذي ما تغير فيها سوى بعض القزاز واشتغلت وركب محمد معهم وصلوا الرياض قبل الفجر بقليل، ولما وصل صاحب السيارة بيته ووالدته راقدة على المرتبة الخلفية نزل صاحب السيارة وفتح الباب ودخل يفتح البيبان الباقيات.

نزل محمد ومشى إلى بيته، ولما رجع صاحب السيارة لم يجده فإنه ذهب إلى بيته، وبعد يومين حضر أحد رفاقه وقال خذ هذا فراشك وشنطتك ورجع.

وصار محمد يبيع ويشتري، ولكن الدخل قليل ولما صار له سنتين أرسل والد البنت يقول تعال خذ زوجتك، ومحمد يجمع بكل كلفه وده يحصل له بعض الشيء والد البنت فقير وهو فقير والدنيا ما طاعت تجي.

ص: 391

قام وجمع ما لديه وأرسل لوالد البنت الذي هو قدر عليه وبعد كم يوم مشى إلى (العمار) وأخذ البنت ورجع إلى الرياض وصارت البنت من الطيبات جمال وحشمة، وصار محمد كأنه من ملوك الدنيا، وصارت تحبه وهو يحبها ولا واحد يصبر عن الثاني بس الدخل قليل.

وبعد ما صار له خمس سنوات متزوج أراد السميع العليم أن الزوجة حملت، ولما قربت للوضع شالها ووداها إلى أهلها، وبعد كم يوم جابت ولد ولكن ماتت والولد بعد كم يوم مات.

ولما وصل الخبر إلى محمد صار كأنه دهدوه حيث أنه يجد لها محبة زايدة.

وصار يسجم والفقر مخيم عليه ولكن كيف يلقي مثل نورة؟ هذا تفكيره ليل ونهار.

وبعد الخبر بدا يفتح الدكان ويغلقه وهو لا يريد أحد يكلمه.

وفي يوم من الأيام وقف عنده رجل طويل القامة ويظهر عليه العقل وأثر الغناة ومع هذا الرجل قطعة قماش فقال الله يجزاك بالخير، عطني من هذا القماش كسو، وكان محمد ما عنده خلق أبدًا فقال عندي مير هي في آخر الدكان وأنا والله كسلان فترجاه أن يعطيه منها كسو لحاجته فيها الماسة.

قال محمد وهو كرهان وأعطاه منها ما أراد، وبعد يومين حضر هذا الرجل وقال عطني منها كسو وأخذ الكسو ولما صار بعد يومين حضر هذا الرجل وقال أنت صرت لي معزب وأطلب منك حاجة واحدة، فقال محمد وشي هذه الحاجة؟ قال أنا بيتي قريب ودي تروح معي أتعشى أنا وإياك بعد المغرب مباشرة والله إن تسوي بي معروف وافق محمد وركب مع هذا الرجل وهو لا يعرف عنه شي، وتعشي، وبعد العشاء استأذن وخرج إلى بيته.

ص: 392

وفي بعد كم يوم وقف عليه صاحب السيارة وقال ودي تروح معي أتعشى أنا وإياك فقال محمد ما هو ابلشتك وأنت رجل كريم، فقال: والله أني أستر إذا صرت معي بالعشا.

وافق محمد وذهب مع الرجل ولما صلوا المغرب قال إن العشاء اليوم ما جهز ولكن بعد صلاة العشاء إن شاء الله يكون جاهز، فقال محمد: ما هناك حرج.

صاروا يشربون القهوة والشاهي ولما أذن خرجوا إلى الصلاة وبعد الصلاة رجعوا إلى البيت، ولما جلسوا حضر إمام المسجد واثنين من الجماعة يقول محمد صارت عزيمة ما صار العشاء جلسنا نشرب الشاهي فقال المعزب: يا المطوع أملك لمحمد على أختي وضحا، يقول محمد أنا انصدمت، لياعشا الشر، والعيش الاقشر، يا الله الخيرة!

كيف عمل به هذا الخبيث الذي غترني؟ هل أهرب ويش أسوي؟ أدير فكري ويش السواة يا الله لا تردي لي نصيب، من مصيبة إلى مصيبة أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقلت في نفسي هذا شغلي مع والدي الذي لي عنه أكثر من خمسة عشر سنة ما سألت عنه، وصار عندي انفعال ولكن أني مسكت أعصابي، ولما تم الملاك خرجوا الرجال من المجلس مسك يدي وأدخلني على أخته وضحا، وقلت في نفسي إنها حامل ويريدون أن أستر عليها حتى يقال الحمل لمحمد، لكن ما فيها حيلة الأمور مقعسة علي.

ولما دخلت أعطيتها ظهري وصرت كأني نايم وأنا والله ما في نوم، ولكن بس استرجع وأقول هذا ذنب اقترفته لا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم، واتحرى بس الفجر يؤذن، فقلت خلاص هو ماله غير ما حصل لكن كيف صادن بسهولة.

ص: 393

ولما أذن الفجر خرجت بسرعة وإذا هو واقف عندي ومسك يدي ورحنا للصلاة وهو في جنبي، ولما صلينا مسك يدي وقال اركب على السيارة، فقلت خلص مني يبي يقلع مداي تم مطلوبه، وأنا فرحت بس يحصل لي الهروب عن الرياض.

ولما ركبت ذهبنا إلى مزرعة له جنوب الرياض وفيها عمال وأخذ بيدي وبعد ساعة حطوا العمال لبن وخضرة بالسيارة ورجعنا إلى بيته وأنا كأني في سجن ووجدنا الفطور والقهوة جاهزات، وبعد الفطور قال اركب وصرت معه كأني خروف لا أعرف أتكلم وهو يحكي على وأنا بس أقول نعم ولا عندي سالفة جازم أن البنت حامل ويبين أستر عليها هذا الذي يدور في فكري وصرنا ندور بالرياض عرض وطول حتى صار بعد الظهر صلينا خارج الرياض ورجعنا ووجدنا غدا جاهز تغدينا وأنا كأنني أكل جمرة لا أتكلم ولا أدري ماذا يعمل معي أقول خلاص إذا صار بعد العشاء يبي يقول اقلب وجهك وأنا بس أردد لا حول ولا قوة إلا بالله.

ولما تغدينا وإذا العصر يؤذن فقال نبي نصلي خارج الرياض، ركبنا السيارة وخرجنا خارج الرياض وصلينا وركبنا السيارة وصرنا ندور على الرياض. ولما أذن المغرب صلينا المغرب خارج الرياض وبعد الصلاة ركبنا السيارة فقال تراك الليلة إن شاء الله تبي ترحل فقلت وين أرحل المراة تبي بيت وأنا ما عندي بيت، وأنا قلت في نفسي جاب الله الهروب يوم قال تبي ترحل قلت نؤجل الرحيل واهرب قلت أنا ماني من الرياض وصار يدور خارج الرياض وأنا جازم على الهروب بس خلن أصل الأرض.

وصلينا العشاء الآخر خارج الرياض وبعد ما صلينا صرت أمسس أعصابي جازم على الهروب.

ص: 394

ولما رجعنا وإذا هو يقف عند باب فلة غير فلته وحرك البوري وفتح الباب رجال وعلى طول دخل السيارة وأنا راكب والرجال أغلق الباب.

خرب تفكيري تغير الوضع ونزل ومسك يدي ودخلنا الديوانية وبعد ما جلسنا قال الوالدة تبي تسلم عليك، فقلت يا الله الخيرة الدعوى كبرت يا ربي ويش ذنبي؟ ونشف ريقي وصرت لا أستطيع الكلام من الزوم والغبن الذي ارتكبني.

وبعد قليل حضرت ام الولد وحال ما وصلت رفعت يدها إلى السماء وقالت الحمد لله الذي شفتك قبل ما أموت وصارت تقبل يدي وتصيح ولم أفهم كلامها من البكاء.

وبعد ما هدأت جلسنا بالمجلس، ودخلت وضحاء وسلمت وأنا لم أنظر إليها أبدًا ولا أعرف عنها شيء أبدًا صرت لا أنظر إليها أبًدا، وهي تنظرني وتبسم وأنا قلت يمكن إنها تجيها الولادة قبل الصبح وفي نفسي لو يحصل إنها تموت سكتة كان أفرح.

وصرت ألفت النظر عنها وهي تحاول أني أنظر إليها لأرى جمالها وعمرها لكن أنا بعيد عنها كل البعد وودي لو معي فرد اقتلهم جميع ولكن ما في يدي حيلة أبدًا.

فقالت الأم والله يا محمد إن البنت ليست جزاك لكن جزاك تلقاه عند الله فقام الولد وقال دوك هذه مفاتيح الفلة ومفاتيح السيارة ومفايتح الصندوق الذي فيه لك خرجية، ولاهوب هذا حقك والله إن حقك ما نطيقه أبدًا.

فأخذت المفاتيح وضربت فيهن على الأرض بكل قوتي وقلت ما والله أقبل لكم بنت ولا عمارة ولا سيارة ولا خرجية حتى أدري ويش معروفي الذي وصل بكم إلى هذا الفعل.

ص: 395

فقالت الأم ماهوب أنت الذي أسعفتنا يوم تقلب علينا السيارة وحنا في طريق مكة؟ فلما قالت هذا المقال كأني قمت من النوم، فقلت إلَّا أنا يوم انتم في نفود الملحاء يوم يسعفوننا أهل الكويت، يقول لما عرفت أول الوضع بديت ألحظ البنت وعرفت أنهم صادقين، وصارت البنت تنظرني تبسم وتمنيت أنهم يطلعون حتى أتمكن من هذه البنت.

وجاء العشاء وصرنا نتعشى سوا، كأننا لنا أكثر من عام، وصارت البنت تقطع من اللحم وتعطين وأنا ودي أكل يدها وهي تبي ترضي والدتها وودها ترضين، فقلت في نفسي في أول الدقيقة ودي أن البنت تموت وفي آخر الدقيقة ودي بس النظر إليها، علمت إن الله حكيم عليم.

فقال الولد والله أني لي خمس سنوات وأنا تعبان على دورتك يا محمد حتى أني رحت أنشد عنك خارج الرياض.

وبعد هذا صرت من أكبر التجار وتعلمت سياقة السيارة وصارت وضحا أغلا من راعية (العمار) بكثير وصار سلطان أخو وضحا يغلين ويقدرني وإذا اشترى أرض وفلة كتب لي نصفها وصرنا نتعشى عندهم يوم وهم يتعشون عندنا يوم.

ولما تعلمت السياقة قالت وضحا مالك حق ما تدري عن والدك اذهب إليه وتعرف على حاله فاشتريت ونيت هاف وحملته من الأرزاق والملابس الرجالية والنسائية وحملت معي فلوس كثيرة وخرجت من الرياض.

ولما وصلت إلى بلدنا وأنا أعرف بيت والدي وطرقت الباب خرج علي رجل لم أعرفه فقلت أنا خابر هذا البيت لعلي المحمد، فقال مالك فيه خبر علي المسكين تدين ورهن هذا البيت وانقطع لصاحب الرهن.

ص: 396

قلت أجل دلن على علي جزاك الله خير فقال علي يشتغل مع الحرفية ولا يجي إلَّا بالليل.

قلت وصف لي وين هو فيه قال انزل مع هذا الوادي وتشوفهم يختمون الزرع وأنت على سيارتك.

ذهب محمد على الوصف ولما وصل إلى الحرفية سلم عليهم ولم يعرف والده، وقال يمكن إنه ما جا اليوم، واستحي يسألهم.

ولما رجع إلى السيارة صوت له واحد من الحرفية، فقال له: ويش تدور يا ولد، فقال: أقرب أعلمك قال: أدور علي المحمد، قال هذاه معنا، صوت لعلي وجا، فقال ويش تبي بعلي؟ قال أنت علي؟ قال أنا علي المحمد، فقال: والله ما عرفتك لكن اركب معي لي بك لازم فقال ما أقدر اروح الوقت مغرب وإلى رحت ما حسب لي المعزب عرقة، أنا علي العرقة، بس اركب ويسهل الله العرقة.

قال خل أخذ ثوبي الزين فقال خله يولي اركب معي على ثوبك.

ركب وهو ينظر إلى هذا الولد الأحمر الطويل النضير وهو يسوق هذه السيارة تعجب وقال محمد ودي نذهب إلى بيتك وخاف الشايب إنه يبي غدا وإلا عشاء فقال: ويش تبي في بيتي، قال إلى وصلنا البيت علمتك.

لما وصل البيت قال محمد أنت ما عرفتني قال لا، والله ولا عمري شفتك بحياتي، قال أنا من جيرانك من مدة خمسة عشر سنة.

قال حتى والله ما عرفتك قام محمد وقبل رأس والده وقال حبي لك كيف نسيتن وأنا من جيرانك؟ فقال الشايب والله ما عرفتك حتى الآن فقبل رأسه مرة أخرى وفي هذه التقبيلة لم يتمالك صار محمد يبكي ارتاع الشايب وقال وراك

ص: 397

تبكي قال اجلس حتى أعلمك وراي أبكي، والشايب يحسبه يبي يطلب منه البنت حيث أن الشايب عنده بنت وهذا الذي صار الشايب يظن.

ولما جلس أخذ يقبله ويبكي فقال الشايب أنت فيك شي ويش تبي؟ قال أنا ابنك محمد فلما قال أنا ابنك محمد صار الشايب يبكي فقال ادخل عن الشارع.

دخلوا ولما جلسوا نادي الشايب زوجته وأولاده ومحمد يحسبها الأوله الذي طردت محمد وهذي غيرها حيث أن الشايب خلى الأولى وأخذ هذه أم أولاده ومحمد صار له عن والده سبعة عشر عام، وقام محمد ودار في هذا البيت فقال والله ما تجلس فيه ولا يوم هذا خرابه وذهب قبل يتناول القهوة واشترى له بيت جديد وحط فيه دلال جدد وجميع ما يلزم وشال زوجته وأولاده وبناته وأنزلهم في هذا البيت الجديد وأعطى والده فلوس كثيرة، وقال لا تمد يدك تشتغل عند الناس، وأنا كل ستة أشهر أجي لمك وصار أغنى جماعته الصبح هو أفقرهم والعصر هو أغناهم، وذلك من فضل الله جل وعلا.

فقال الشايب: وراك يا وليدي توك تذكر أبوك، فقال: أنا لم أتحصل على مال إلا من قريب، وصار يتفقد والده كل ستة أشهر.

وذهب إلى معزبه ووالد زوجته الذي توفيت من أهل العمار وأعطاهم فلوس ورجع إلى وضحا.

انتهت القصة والله أعلم بالصحة.

ص: 398