الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكاتب العالم المعروف الشيخ صالح بن دخيل الجار الله والدخيل في اسمه هي بكسر الدال والخاء.
البُطِي:
على لفظ سابقه: أسرة أخرى من أهل الصباخ وبريدة.
أصلهم من الأحساء جاءوا إلى بريدة منها، وكان يقال لهم قبل ذلك الحمالي بإسكان الحاء، واحدهم حملي.
وهم أسرة علمية خرج منها عدد من طلبة العلم والقراء والصلحاء.
منهم عبد الله البطي من أهل الصباخ كان زاهدًا عابدًا، يقصده الناس للرقية بمعني أن يدعو لهم وينفث عليهم بنفخه ذلك على أجسادهم أو مواضع الألم منها.
وقد يقرأ أو يرقي من يعانون من مشكلات نفسية فيشفون بإذن الله، جرب الناس ذلك منه، توفي عام 1353 هـ.
ومنهم سليمان بن عبد الله البطي من وجهاء بريدة واعتبر في وقت من الأوقات من أعيان الجماعة، حيث كان جماعة أهل بريدة قد اختاروا بعد وفاة زعمائها القدماء وهم فهد بن علي الرشودي وأخوه إبراهيم وعبد العزيز بن حمود المشيقح عشرة من أعيان البلاد في جلسات لهم موسعة عقدوها في بريدة فكان سليمان بن عبد الله البطي أحد أولئك العشرة المختارين.
كان سليمان البطي المذكور مقربا من شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد فكان الشيخ يستمع إلى حديثه، ويتبسط في ذلك.
ومرة سافرنا مع شيخنا إلى الرياض، وسافر معنا سليمان البطي هذا، وذلك في عام 1367 هـ، وكانت له سيارة نقل يؤجرها على الناس تعمل ما بين الرياض وبريدة وأحيانا بين بريدة والبلدان الأخرى من المملكة أيضًا.
مات سليمان بن عبد الله البطي في عام 1396 هـ عن سبع وخمسين سنة ولم يعقب ذرية.
وكان والده عبد الله البطي توفي عام 1342 هـ.
ومنهم شعراء من شعراء العامية.
ذكر لي إبراهيم بن مذهان أن أحد الأشخاص عنده ديوان فيه شعر واحد من البطي، وأنه مات وهو عند أولاده بلغني أن ذلك الديوان عند ابن الشاعر صالح الباحوث في حايل خلفه له أبوه فيه شعر منصور بن محمد البطي وهو الملقب (طمام) وهو غير طمام الذي هو من أسرة الغنيم الآتي ذكرها في حرف الغين.
والشاعر منصور البطي هذا له شعر عامي كان هذا الرجل معروفًا بل مشهورًا في زمن حكم حسن بن مهنا، ويوجد الآن حفيده عبد الله بن منصور
البطي شيخا قد جاوز التسعين - عام 1407 هـ.
ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن سليمان ابن بطي الملقب بابي مُسدَّد، كان له ابنان أحدهما اسمه مسَّدد والآخر اسمه مُوفَق، وهذان لقبان لقبهما بهما تفاؤلًا وتيمنا، وإلا فإن الاسم الحقيقي لمسدد هو عبد الله ولموفق هو إبراهيم.
وكان (أبو مسدد) يجوب القرى والبلدان ومعه ابناه (مُسَدَّد) و (موفَق) يذِّكر الناس في كل بلد نزل فيه، ويعظ فيصغي له الناس لبلاغته وصدق الهجته، ولمظهره الذي يدل على مظهر العالم الناسك فكان يلازم العمامة ويكثر من النوافل في الصلاة وغيرها.
وكانت له طريقة فريدة في الوعظ والإرشاد، إذ كان يأتي البلدة فيكون مصلاه في المسجد خلف الإمام مباشرة ويكون ابنه مسدد في أيمن الصف، وابنه (موفق) في أيسر الصف فيبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم مقدمة حديثه ويقول لابنه في أيمن الصف: إقرأ يا مسدد فيقرأ شيئًا من القرآن أو الحديث يأخذ والده بعد ذلك بتفسيره والتعليق عليه، ثم يأمر (موفقا) كذلك ولم يكن يرتاح في المدن، ولم يكن يبالي بالسفر، بل كان هذا دأبه، وكان أكثر سفره على حمار بالنسبة إلى القرى والبلدان في قاعدة البلد الذي يحل فيه.
وكان أبو مسدَّد هذا من طلبة العلم المتشددين الذين ينكرون على المشايخ ما رأوه تساهلا منهم في الدين فهو من طائفة عيسى الملاحي وأبي حماد عبد الله بن حماد الرسي.
وكان إلى جانب تشدده في الأخذ بأمور الدين شديد التحرز والبعد عما يراه غير مستحب في الدين.
بل إنه كان ينفر من اتخاذ بعض المباحات حذرا من ذلك.
ومن هذا القبيل أنه كان من الذين ينفرون من اتخاذ الساعات يخشون أن يكون فيها شيء من السحر لأنها تتحرك وتضبط الوقت كأنما لها شيء من العقل حسبما بلغنا عنهم.
وكان إلى ذلك ينكر على المقلدين والجامدين على كتب الفقه الذين لا ينظرون في الحديث ولا يتسنبطون أخذ الأحكام بأنفسهم من الكتاب والسنة.
ويقال: إنه كان ممن يسمون كتاب (زاد المستقنع) في الفقه الحنبلي وهو المختصر الذي كان يعتمده طلبة العلم يحفظونه ويقرأون شرحه للبهوتي كان يسميه (المستنقع) على لفظ المستنقع من الماء.
وكان أبو مسدد شديد التمسك بالمظاهر التي يعتبرها من مظاهر الدين شديد الإنكار على من يخالف ذلك.
فكان يلازم لبس العمامة، بل كان ينكر على من يزعم أنه من طلبة العلم المتبعين للحديث ولا يلبسها.
وقد أنشأ في العمامة قصيدة يقول فيها:
يا منكرًا فضل العمامة إنها
…
من هدي من قد خَصَّ بالقرآن
وكذلك كانت للصحابة بعده
…
والتابعين لهم على الإحسان
ليست كلِبْس الجند في أزماننا
…
حاشا وربي كيف يستويان
هذي شعار ذوي التقى وذا
…
ك للزكرت وكل ذي طغيان
وقد رد عليه الشيخ سليمان بن سحمان بقصيدة في ديوانه وفي كتاب (إرشاد الطالب إلى أهم المطالب).
وكذلك كان (أبو مسدد) يشدد في تذكير الناس وبخاصة إذا تكلم على فساد الزمان، وحالة الحكام فيه، وإن لم يذكر الحاكم وهو الملك عبد العزيز آل سعود بالاسم.
وبلغه أن الملك عبد العزيز آل سعود وجد في نفسه عليه شيئًا إضافة إلى ما في نفسه عليه في السابق من انحيازه إلى مناصرة الإخوان من الأعراب الذين خاصموا الملك عبد العزيز ثم خرجوا عليه وحاربوه، فنصحه ابن عمه صالح بن عبد الرحمن البطي بأن يكف عن التذكير، فقال أبومسدد كيف تريدني أن أترك التذكير والله يقول:(وذكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فذكر له ما بلغه عن الملك عبد العزيز نحوه فقال أبومسدد: ماذا يفعل بي عبد العزيز بن سعود أنا ما طلبت مال ولا وظيفة ولا أملك إلَّا لساني أذكِّر به الناس، وأرشدهم وهالحمير اللي أركبها أنا وعيالي.
ثم استدعاه الملك عبد العزيز وطلب منه ألا يتجول في البلدان وقال له: إغرف إنك محبوس في البحيرة اللي تروح لها وتختارها إن كان أنت بقيت بالرياض فلا لك رخصة تروح عنها إلى غيرها، وإن رحت لبريدة فلا أنت مسموح لك تطلع منها ولا نبي طريقتك بالكلام وتحريض الناس والتشديد عليهم.
فرد على الملك عبد العزيز ردًّا شديدًا، إذ قال له: يا عبد العزيز، التذكير ما أنا تاركه، ولا أبقي ببلد واحد أبي أذكر من نجران إلى الجوف.
فأمر الملك عبد العزيز بحبسه فسجن في المصمك في الرياض لمدة تقارب الشهر ثم عفا عنه.
وهذه رسالة بخط الشيخ عبد الرحمن بن سليمان البطي (أبي مسدد) إلى الشيخ صالح بن سالم (نقلًا عن كتاب: الشيخ صالح السالم، لسعد بن خلف العفنان) وقصيدة من نظم (ابي مسدد) نفسه، وهي بخطه أيضًا:
وبعدها رسالة بخط (أبي مسدَّد) نفسه أرسلها إلى الشيخ صالح بن سالم آل بنيان في حائل.
ومن البطي صالح بن عبد الرحمن بن راشد بن فهد بن بطي، وبطي هو أول من جاء إلى بريدة من الأحساء
ولد صالح عام 1337 هـ. شغل عدة وظائف منها وكيل مصلحة العمل والعمال في الرياض، ومدير مكتب العمل في عرعر، ثم مدير تفتيش بالإدارة العامة للعمل والعمال في وزارة العمل والشئون الاجتماعية في المملكة، وتقاعد في عام 1399 هـ.
وعبد الرحمن بن راشد البطي كان إمام مسجد في الصباخ، وكان من طلبة العلم، سافر لطلب العلم في الرياض على قدميه ومعه أخوه عبد الله وابن أخيه إبراهيم بن عبد الله.
توفي عبد الرحمن عام 1353 هـ.
وكان يقرأ على المرضى والمجانين فيكون لقراءته أثر كبير بإذن الله.
ومنهم عبد الله العبد العزيز البطي من المعمرين المعروفين بذلك في بريدة يصل عمره الآن - 1408 - إلى مائة سنة.
وسليمان بن عبد الرحمن البطي كان إمام مسجد في الصباخ خلف والده على الإمامة فيه.
توفي عام 1404 هـ.
وأخوه عبد الله بن عبد الرحمن البطي كان إمام المسجد الجامع في رواق، ثم تركه وصار إمامًا لمسجد آخر قريب من بيته في رواق حتى الآن 1408 هـ -.
وإبراهيم بن عبد الله البطي إمام مسجد في حلة المربع في الرياض الآن توفي عام 1401 هـ.
وسليمان بن صالح البطي كان إمامًا في مسجد في العليا في الرياض.
من الطرائف التي سمعتها من محمد بن علي الدخيَّل أن أحد أسرة البطي كان فلاحًا في (طنِّه) وزوجت ابنة له بعد أن تأخر سنها، ولما رأتها أمها نائمة مع زوجها سرت بذلك في صباح إحدى ليالي العرس، وذبحت لهم (ربيدان) تيسا عندهم، وقالت وهي من البطي أيضًا تخاطب صهرها:
لولا غلاكم ماذبحنا ربيدان (1)
…
واللي على امه وأصفر الفَقُو غاذيه
تستاهله يا م ودع ( .... )
…
ريعان يا اللي عشيرك كل صبح تْسَلْقيه
وأصفر الفقر هو الأوراق التي نبتت حديثًا في البرسيم، تريد أنها قد غذته على البرسيم النافع.
ومن أخبار البطي:
كان عبد الرحمن بن محمد البطي فلاحًا في الصباح في نخل لآل بطي قديم وجاءه الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، ومعه تسعة من الإخوان، زائرًا له، ولم يكن عنده دراهم، فجاء إليه شمريٌّ بايع له بعارين في بريدة ومعه امرأته وهو يسأل عن ابن بطي موصي يشري منه غصون تين جيد من الذي نابت عند ابن بطي، فأعطاه ابن بطي عشرة غصون جيدة وشيئًا من التمر، وقهواه، فأعطاه البدوي الشمري تسعة أريل اشترى بها ذبيحة وطعامًا وعشي الشيخ ابن جاسر ومن معه، مساء وكانوا جاعوا إليه في الصباح.
مات عبد الرحمن البطي المذكور هذا في عام 1355 هـ.
(1) ربيدان: التيس المذكور الأربد الذي فيه زوائد في أسفل حلقه وهو الرباطي.