‌ ‌البَريدي:   من أهل خب البريدي بل هم كانوا أهله وكانوا أمراءه - معجم أسر بريدة - جـ ٢

‌

‌البَريدي:

من أهل خب البريدي بل هم كانوا أهله وكانوا أمراءه إلى وقت قريب ما عدا بعض الفترات.

منهم الشيخ علي بن محمد البريدي من المشايخ الذين تلقوا العلم على الشيخ القاضي عمر بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها.

ذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري في تلاميذ الشيخ عمر، وقال: العالم العابد والورع الزاهد الشيخ علي المحمد البريدي، تولى القضاء في أحد بلاد القصيم، آخر ما قرأ على الشيخ بالشرح الكبير (1).

ويريد الشيخ صالح كتاب الشرح الكبير على المقنع لابن قدامة.

قال الشيخ صالح بن سليمان العمري:

الشيخ علي المحمد البريدي: ولد رحمه الله في بريدة عام 1315 هـ تقريبًا، وتعلم القراءة والكتابة، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء، فقرأ على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، والشيخ عمر بن محمد بن سليم وغيرهم من العلماء حتى أدرك وعد رحمه الله من العلماء، وكان رحمه الله واسع الاطلاع في كثير من العلوم جيد الحفظ، رزينًا قليل الكلام تولى القضاء في إحدى بلدان القصيم، وكان قبل ذلك يتنقل في هجر البادية مرشدًا وإمامًا، آخر ما قرأ على الشيخ عمر رحمه الله بالشرح الكبير هو والشيخ فهد بن عبد العزيز بن سعيد، وهو من الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين عبد الله وعمر بن محمد بن سليم، توفي رحمه الله عام 1371 هـ تقريبا (2).

جاء أوائلهم إلى خب البريدي من الحرِّيق نتيجة حروب بين المشارفة أنفسهم الذين هم من الوهبة من تميم وقد ألح عليهم آل عبد الله أبناء عمهم من المشارفة في الوشم بالقتل حتى قتلوا بعض رجالهم، في عام 1110 هـ.

وكلهم آل بريد وذكروا أن ذريتهم قدمت إلى بريدة ونزلت في مكان (خب البريدي) وحفروا فيه آبارًا وغرسوا نخلا فنسب إليهم فقيل: خب البريدي.

أخبرني بتفصيل ذلك الأستاذ محمد بن خليفة من أهل قصر ابن عقيل ومهتم بكل ما يتعلق بالوهبة لأنه منهم، وقد أصبح حجة في هذا الأمر.

وقد تفرعت من أسرة البريدي عدة أسرة منها.

إبا العناز، وجدهم موسى البريدي.

المشيطي، وجدهم ذياب البريدي.

التركي، وجدهم عقيل البريدي.

البراك، وجدهم عقيل البريدي.

الحميدان، فرع من التركي وجدهم عقيل البريدي.

العبد الوهاب، وجدهم بطاح البريدي.

البريكان، وجدهم بريكان البريدي.

وذلك لعراقة أسرة (البريدي) حتى تفرعت منها أسر، وأكبر دليل عليها نسبة هذا الخب إليهم من محبوب بريدة الغربية الذي صار يسمى (خَبَّ البريدي).

وكان منهم أناس يسمون (الخرَّاز) على لفظ الذي يباشر مهنة الخرازة، فغيروا اسمهم إلى الاسم القديم الواسع (البريدي).

أول من فعل ذلك جار الله بن صالح بن علي الخراز فصار اسمه رسميًا جار الله بن صالح البريدي، وهكذا الكثير من أسرته.

تولى جار الله إمارة خب البريدي وتوفي في عام 1408 هـ.

وسيأتي ذكر (الخرَّاز) في حرف الخاء.

أما أخوه علي بن صالح الخراز فقد امتنع عن ذلك وقال: ماذا في هذا الاسم (الخراز) من العيب؟ هذا هو اسم أبي ولقبنا وعرفنا به فلا نغيره.

وقال بعض الإخباريين من جيرانهم: إن لقب الخراز كان لحقهم لأن جدهم كان ماهرًا في الأعمال اليدوية فكان يخرز لنفسه ما يحتاج إلى خرازة كالغروب والقرب - جمع قربة - إذا انشقت ولا يحتاج إلى أن يبحث عن خراز محترف يخرزها له بأجرة.

وزاد على ذلك أنه كان رجلًا شهما فكان يخرز متبرعًا لمن يحتاج إلى مثل ذلك من جيرانه أو أقاربه، ولكنه لا يتكسب بذلك ولا يعمله حرفة.

ومن هنا جاءه لقب (الخراز).

هذا ما سمعته، وقد تبين لي أن الأمر ليس كذلك، وإنما كانوا يسمون به قبل قدومهم من الحريق، بتشديد الياء، إلى بريدة فكان منهم من اسمه البريدي ومنهم من اسمه الخراز، وسوف يأتي شرح ذلك عند ذكر (الخراز) في حرف الخاء بإذن الله تعالى.

وقد اشتهروا بهذا اللقب حتى سمي جادول وهو الطريق في الرمل للدواب والمشاة كان يمر في خب البريدي بجادول الخراز.

ولذلك قلت لجار الله بن صالح البريدي عندما علمت أنه يسعى لتغيير لقبه من الخراز إلى البريدي: إن منزلتكم أنتم يا أسرة الخراز معروفة ومكانتكم محترمة، ولم يؤثر عليها هذا اللقب فلماذا تغيرونه؟ .

كنت قلت له ذلك لأعلم الدافع الحقيقي منه، لأنه بلغني أنه فعل ذلك من أجل ألا يتوهم من لا يعرفون الأمر أن هذه الأسرة أصلها خرازون.

فقال: هذا ليس هربًا من لقب الخراز ولكنه عود إلى الأصل فأسرتنا اسمها (البريدي) ونحن خرجنا منها بهذا اللقب (الخراز) ونريد العودة إلى الأصل.

وأذكر أنني عندما كنت أجلس في دكان والدي في عشر الستين من القرن الماضي كان في سوق بريدة اثنان كلاهما يسمى الخراز أحدهما (علي بن محمد الخراز) الذي هو من أسرة الخراز التي تفرعت منها أسرة العلوان أهل الشاعر العامي المشهور في وقته ناصر أبو علوان، وعلي بن صالح الخراز الذي هو من أسرة البريدي وكلاهما ثقة يعتمد على كلامه فلم يكن الناس يهتمون بالتفريق بين أسرتيهما عند التعامل، وإنما يسمون الجميع (الخراز) طبقا لما يعرفونه من الاسم.

مع العلم بأن عائلة علي بن محمد الخراز أبناء عم العلوان كان فيهم أناس يمارسون الخرازة بالفعل.

وقد كتب إليَّ عبد الرحمن بن حمد الحميدان من أهل خب البريدي ومن الأسر المتفرعة من أسرة (البريدي) بأن اسم الخراز المذكور لحق بهم لكونهم جاءوا من (الخريزة) في عنيزة.

ولكن هذا غير صحيح لأمور:

أولها: أنه لابد من إثبات انهم جاءوا من الخريزة في عنيزة إلى خب البريدي، ولم أجد من ذكر ذلك.

وثانيها: أنه لو كان الأمر كما ذكر وأنهم جاءوا من الخريزة في عنيزة للحقهم اللقب كلهم ولكنه مخصوص بأناس بينهم، وإنما أكثريتهم يقال لهم (البريدي) والدليل على ذلك في تسمية الخب (خب البريدي) كما هو ظاهر.

ثالثها: أن قصة التسمية معروفة مشهورة وهي ما سوف نذكره في رسم الخراز (في حرف الخاء) وأنهم جاءوا بها من الوشم أي كان هذا هو لقبهم قبل أن ينتقلوا إلى القصيم.

رابعها: أن النسبة إلى الخريزة (خريزي) بإسكان الخاء وفتح الراء ثم ياء فزاي فياء نسبة، وليس الخرَّاز بصيغة اسم الفاعل وإلا لكان اسم الذي يأتي من عنيزة (عناز) ومن بريدة (براد) وهذا لا يقول به أحد.

ومن أسرة البريدي الشاب النبيه المثقف عبد الملك بن عبد الوهاب البريدي عرفته شابًا محبا للمعرفة، كان يسارع إلى الاستجابة عما أسأله عنه من أمور بلدهم (خب البريدي) وعن غيره جزاه الله خيرًا.

وهو عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي البريدي.

ولد في بريدة في صيف عام 1390 هـ.

يحمل شهادة بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.

ثم التحق بالعمل الحكومي في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم، يعمل حاليًا رئيس مركز هيئة الخبيب ببريدة، ومأذونا شرعيًّا لعقود الأنكحة بالقصيم.

وهو أيضًا عضو مؤسس في مركز علاقات الإنسان بالقصيم.

عضو مؤسس في دار النفائس والمخطوطات ببريدة.

حصل على دورة في التخطيط الإستراتيجي للعمل الإعلامي.