الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التِّميمي:
من أهل بريدة.
وأسمهم على لفظ التميمي المنسوب إلى بني تميم والأمر كذلك، فهم أسرة صغيرة متفرعة من أسرة آل أبو عليان الكبيرة التي يرجع نسبها إلى العناقر من تميم.
منهم
…
التميمي: الذي عزم ابن رشيد بالدبدبة.
وهو مشهور بكرمه ومشهور أيضًا بسعة حيلته.
ومن ذلك أن ابن رشيد وهو محمد بن عبد الله بن رشيد أو أمير من أمراء آل رشيد أهل حائل قبله كان في الدبدبة وهي أرض مشهورة واسعة في شرق الجزيرة، ليس فيها حطب ولا ما توقد به النار من جلة وهي روث الإبل الجاف أو نحوه.
قالوا: فأرسل ابن رشيد إلى التميمي هذا قائلًا: ترانا نبي نتعشى معك باكر أنا وخوياي، وكانوا كثيرًا.
قالوا: وكان قصد ابن رشيد أن يحرجه من جهة وأن ينظر كيف يتصرف إزاء ذلك.
إضافة إلى أن ابن رشيد نفسه لم يجد حطبًا يكفي لطبخ طعام الجند الذين معه.
قالوا: فرحب التميمي بكلام ابن رشيد وقال له: الله يحييك على العشاء بعد عصر غد.
قالوا: وكان مع التميمي مجموعة من الإبل محملة بالزاد والطعام وبضائع أخرى قد أحضرها من العراق إلى بريدة، فأمر رجاله بأن يأخذوا أشدة الإبل - جمع شداد - وهو الرحل من الخشب الذي يوضع على ظهر البعير.
وذبح إحدى أباعره وأوقد تحت لحم البعير بالأشدة، حتى الحدايج التي يكون حشوها بالتبن، ومع لحم البعير مقادير من الطعام من (تمن) العراق الذي يحمله، وهو نوع من أنواع الأرز العراقي، أغلبه غير جيد، ولكن أهل نجد من مختلف الطبقات كانوا يأكلونه.
ولما جاء ابن رشيد والقوم معه وجدوا ما ظنوه مستحيلًا وهو العشاء بلحمه وأرزه جاهزًا.
إن هذه القصة من قصص التحدي قد دخلت في الأدب الشعبي، ولكنها حديثة العهد، بحيث لا يظن أن فيها مبالغة، لأن المبالغة التي قد يدخلها الرواة عليها إذا كانت حديثة تكتشف، فلا تستساغ عند العامة، ولكن الأدب الشعبي أو لنقل: المأثورات الشعبية حافلة بقصص التحدي وبنجاح الذي يقبل التحدي، إذ يأتي بأشياء خارقة للعادة في نجاحه.
من ذلك قصة مشابهة لأميرة تزوجها أمير من أمراء نجد القدماء في عهود الإمارات، أي قبل الحكم السعودي الشامل، فهي طريفة طويلة ذكرتها مفصلة في كتاب:(مأثورات شعبية) الذي نشرته الجمعية السعودية للثقافة والفنون قبل عدة سنوات.
ومما جاء في تلك القصة أن زوجها الأمير أراد أن يقيم عليها حجة يطلقها بها، أو حتى يضع بها من قدرها، فلما توسط البرية الخالية من القرى ومن السكان طلب منها أن تصنع عشاءه ومن معه من الجريش، وإلا فإنه سوف يطلقها إذا لم تفعل ذلك.
قالوا: وكانت الزوجة وأمها قد احتاطوا فأخذت أمها كل شيء يمكن أن يخطر على بال الأمير، ومن ذلك مقدار كافٍ من الجريش، فصنعت لهم عشاءهم من الجريش الذي طلبه زوجها الأمير.
ومن أسرة التميمي هذه: امرأة اسمها (صنعا) على لفظ صنعا عاصمة اليمن يصح أن تسمى (زرقاء القصيم) لأنها كانت ترى على البعد إلى مسافات خارقة للعادة، إذ كان يبلغ مدى بصرها أكثر من خمسين كيلًا، وهذا أمر مؤكد معروف للجميع، وكان أهل بريدة إذا توقعوا غزوًا أو جيشًا مغيرًا قالوا لها: انظري يا صنعا فتخبرهم بما تراه.
ومن الشواهد على ذلك أنهم كانوا يتوقعون مرة أن يأتي الأعداء من جهة الجنوب الشرقي، فطلبوا منها أن تصعد المرقب وتنظر إلى تلك الجهة فنظرت ثم قالت لهم: أرى في نفود صعافيق إلى الجنوب الغربي من الشماسية ركبًا لا أستطيع أن أتبين أمرهم من البعد، ولكن لمع معهم شيء إما أن يكون سيفًا سله أحدهم أو تكون قربة انحل وكاءها وانتثر ماؤها فجأة.
فحفظوا ذلك، ثم لما قدم الركب سألوهم فقالوا: إنه كان في ذلك اليوم على جمل لهم قوي قرب فاقترب من شجرة كبيرة من الغضا أو الارطى لا أحفظ ذلك فشق غصنٌ يابس فيها القربة فاندفع منها الماء.
ولها قصص غريبة في هذا الموضوع إذا سمعها المرء تيقن أن لقصة زرقاء اليمامة التي كانت ترى الشيء لمسافة ثلاثة أيام أصلًا صحيحًا وإن كان المعتقد أن الرواة قد بالغوا فيها.
وقد أدركت الناس قرب منزلنا في شمالي بريدة يقولون نتوضأ من (حسو) صنعاء وذلك أنها كان لها بيت صغير يعرف أنه وقف ملحق به بئر مفتوحة للناس وقفًا على من يريد الماء.
وتقع بجانب باب السور الشمالي الذي كان قد بني في عام 1322 هـ، وذهب أثره الآن ودخل الباب نفسه مع ما حوله في شارع الصناعة الذي شق في بريدة عام 1384 هـ.
وكان القائمون على العناية بذلك البئر الموقوفة وبيت صغير ملحق به هم من أسرة البصيلي التي تقدم ذكرها.
وكان مرقب (صنعا) أي: المكان الذي ترقب منه منطقة الخلاء التي حول بريدة واقعًا في مكان المدرسة الفيصلية الآن إلى الغرب من ميدان (الجردة) وإلى الشمال من القشلة قبل أن يكون في تلك المنطقة أبنية.
وبيت (صنعا) هذه ورد ذكره في وثيقة تتعلق بأسرة التميمي هذه مؤرخة في آخر جمادى الآخر عام 1276 هـ بخط صالح آل عبد الله المطوع.
وتتضمن أن جماعة من أسرة التميمي هذه كما يظهر من الوثيقة قد باعوا بيتهم المعروف في بريدة مقابل بيت عبد الله آل حميدي على المشتري عثمان الراشد بين مضيان.
والثمن أربعة وستون ريالًا فرانسه.
والشاهد بذلك المكرم محمد آل عايد وابنه عايد.
وقد وصف الشاهد بأنه المكرم وليست هذه عادة لهم، ولكن لابد أن له مقامًا متميزًا به في نفوسهم لذلك وصفوه بالمكرم.
والذي نعرفه أن عايد التميمي وأباه محمد العايد من الأعيان.
ويدل على أن البيت المذكور كان لجماعة من أسرة (التميمي) أهل بريدة هؤلاء أننا وجدنا وثيقة ملحقة بمبايعة هذا البيت تنص على أن (عايد بن محمد التميمي) قاعد لعثمان الراشد (بن مضيان) الذي اشتري البيت المذكور عما جاءه من تبعات هذا البيت ومعني قاعد: ضامن له أو مستعد لتحمل ما يترتب له على ذلك، وقال أيضًا: وورثة حسين أي أن التميمي ضمن لابن مضيان ما يترتب على ذلك من جهة ورثة حسين المذكورين في ورقة المبايعة.
والشاهدان على هذا الضمان عبد الكريم الحمد العليط وسعود الجارالله.
والكاتب: محمد السليمان المضيان في آخر جمادى الأولى سنة 1276 هـ.
وهذه صورة الوثيقتين:
والخبر الواضح الكافي بأن (صنعا) التي اسميتها (زرقاء بريدة) هي من أسرة التميمي هؤلاء الذين هم من (آل أبو عليان) جاء في هذه الوثيقة المؤرخة في عام 1288 هـ بخط محمد بن عبد العزيز بن شملان من الشملان أهل بريدة.
والشاهدان فيها اثنان من أسرة المضيان هما عبد العزيز المضيان وعثمان آل حمد المضيان.
ووجدت وثيقة أخرى مختصرة تتضمن إثبات شهادة لمحمد العايد بن حسين التميمي وعمر بن مرشود، وزوجة محمد بن عايد التميمي وهي بنت علي البريدي.
وتتضمن شهادتهم بأن عبد الرحمن بن عبد العزيز العدوان طب عنيزة أي وصل إلى مدينة عنيزة
…
جريحات من بني عليان، وجريحات: جمع جريح: تصغير جرح، ومعنى ذلك أنها جراح ليست بالغة، وأن الذين جرحوه هم آل أبو عليان، ويراد بذلك منهم الذين قتلوا الأمير عبد الله بن عبد العزيز العدوان.
ثم قالت الوثيقة:
" (جارح في عنيزة) أي داوي جراحه في عنيزة من قولهم جارح فلان فلانًا إذا ساعده على دواء جروحه، أو على الأقل وفر له ما يساعده على ذلك.
وقالت: ثم نقض الحجبة وهي الحمية التي كان المرضى يلتزمون بها بمثابة الدواء للمرض، وعزم في عنيزة.
والوثيقة ناقصة الآخر، ولكن خطها ولفظها يبيان أنها من كلام كاتب يفهم مثل هذه الأمور.
وهذه صورتها: