الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن رجال التربية والتعليم من هذه الأسرة أيضًا الأستاذ سليمان بن عبد العزيز بن علي
البراك
، مشرف تربية إسلامية في الإدارة العامة للتعليم في القصيم - 1427 هـ.
البَرَّاك:
أسرة أخرى من أهل الصباح في جنوب بريدة كانت لهم حارة في الصباخ ملاصقة للكثيب الغربي الذي يقع إلى الغرب منه فدفنها الرمل، وكانت لهم أملاك في الصباخ مشهورة ثمينة، حتى إن جادولا وهو الطريق في الرمل كان يسمى (جادول البراك) لأنه بجانب أملاكهم.
ورد ذكرهم في عدة وثائق قديمة مهمة.
علق الأستاذ سليمان بن عبد الله الرواف على هذه الوثيقة بقوله:
الوثيقة وثيقة رهن جدنا من أحد البراك وهو سالم، والوثيقة لم تؤرخ إنما أثبتناها هنا لأنها حددت الملك من جنوب بملك محمد الراشد، والراشد من آل أبو عليان، وملكهم عاد لمهنا الصالح، وملك عبد الله المهنا الذي مجاور لملكنا من جنوب هو من ملك ابن راشد، وبذلك يثبت أن ملكنا الصباخ أصله من أملاك البراك هؤلاء وأن تملكنا له هو ميراث من جدنا أحمد الفيروز والارث آل إلينا من بنته لولوة الفيروز أم جدي أحمد وزوجة جدي عبد الله - وأخيرا أشتري جدي أحمد عصب الفيروز من ورثة أحمد لأنه لم يخلف إلا بنتًا.
وتبرز أهمية هذه الأسرة بكون الشاهدين في إحدى وثائقها هما أمير القصيم حجيلان بن حمد آل أبو عليان، والقاضي الشيخ عبد العزيز بن سويلم، كما سيأتي.
كما أن الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود إمام المسلمين في وقته كان قد تدخل في أمور من دين عليهم بنفسه ولم يكتف بتدخل أمير القصيم، وذلك ورد في وثيقتين أثبتناهما.
كما أن الرواف الأسرة الثرية لم يكن لها أملاك في الصباخ جنوب بريدة إلا ما ورثوه من الفيروز أبناء عمهم وأصهارهم وهو الذي اشتراه آل فيروز من (آل براك) هؤلاء.
ومن مظاهر أهميتهم وبروزهم الاجتماعي أن سمي باسمهم جادول وهو الطريق في الرمل من الصباخ كما سبق.
والجزء الساقط من الوثيقة هذه بسبب انثناء الورقة هو ما يلي موصولًا بأول الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السبب إلى تسطيره، والباعث إلى تحريره وتقديره لقد باعت سعيدة زوجة سالم البراك صيبة ابنتها من ارث أبيها سالم من نخل وأرض وجميع وطيتها من ملك سالم الكائن في صباخ بريدة على أحمد بن فيروز بثمن معلوم قدره ستين ريال .. الخ.
وتبرز أهمية هذه الوثيقة عدا كونها قديمة مؤرخة في عام 1222 هـ أي قبل وقعة الدرعية بأكثر من عشر سنين في كون سعيدة زوجة سالم البراك التي باعت نصيب ابنتها ولم يوضح اسم البنت أن سعيدة كانت وكيلة على ابنتها ويظهر أن المراد بذلك أنها وصية عليها بخط سعود بن عبد العزيز، وتعني بذلك الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود، وذلك في حياته مما يدل على أن الأمر مهم، وأنه وصل إلى الإمام سعود بن عبد العزيز في الدرعية أو ربما كان ذلك خلال زيارة للإمام سعود إلى بريدة.
وقالت الوثيقة إنها باعت نصيب بنتها بعدما قابل أحمد - تعني ابن فيروز - الديائين: جمع دَيَّان وهم الذين لهم دين على سالم البراك، وقدرت نصيب البنت المبيع على ابن فيروز بأنه تسيع ملك سالم أي جزء من 9 أجزاء منه.
ومعنى قابل أحمد الفيروز الديايين أي أعطاهم ما لهم من دين على سالم البراك متعلقًا بالنخل المذكور الذي كان من أفضل الأملاك (النخيل) في الصباخ حسبما عرفناه.
وذلك من أجل أن يستطيع أحمد بن فيروز أن يشتري نصيب البنت المذكورة من دون معارضة.
والشاهد على هذه الوثيقة هو قاضي القصيم ومقره بريدة الشيخ عبد العزيز بن سويلم - وشهد أيضًا فهد التويجري ونظن أنه فهد التويجري أول من جاء مع أخيه فهيد من أسرة التويجري إلى بريدة جاءوا إليها من الطرفية بتسهيل أو طلب من أميرها حجيلان بن حمد وكذلك شهد أيضًا مع هذين الشاهدين العدلين، عبد الله الصقعبي.
ولم يذكر الكاتب - سامحه الله - أسماء آباء الشهود، بل اكتفى بالاسم الأول لكل منهم وإلا لكنا استفدنا كثيرًا من ذلك.
والكاتب هو شملان بن زامل.
وتحت هذه الوثيقة تذييل مهم لأنه قد أشهد عليه إضافة إلى الشهود العدول الثلاثة المتقدم ذكرهم الأمير حجيلان بن حمد أمير القصيم.
ولم يكتف الكاتب وهو شملان بن زامل ولا ممليها عليه وهو الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم بشهادة المذكورين على كثرتهم وعدالتهم الظاهرة وفيهم الأمير والقاضي حتى ذكر أنه شهد أيضًا جماعة غيرهم.
والسبب في هذا التوثيق الزائد عن الحد هو قوة البائعة (سعيدة) لأنها فيما ذكروا قحصت على المشتري أحمد الفيروز، وادعت بالغبن أي ادعت أن قيمة هذا التسع من النخل أو الملك الذي يشمل النخل وما فيه من آبار ودار ونحوها هي أكثر مما باعت به بمقدار يزيد على الثلث، وهذا هو المصطلح عليه عند الفقهاء والقضاة الذين أدركناهم من أهل القصيم أن البائع إذا ادعى بالغبن ينتدب القاضي من يطلعون على المبيع ويقومونه فإن كانت قيمته تزيد بمقدار الثلث على ثمنه الذي بيع به بطل البيع، وإلَّا صار نافذًا، أي استمر مفعوله.
وهنا تقول الوثيقة التي أملاها القاضي ابن سويلم نفسه" إن البائعة سعيدة والمشتري (ابن فيروز) تخاصما عنده وأن ابن فيروز فلجها أي حكم القاضي لصالحه لأنه لم يجد وجها لدعوي سعيدة عليه، ولقوة شخصية سعيدة ونفاسة المبيع شهد على ذلك إلى جانب الشهود أمير القصيم حجيلان بن حمد.
وثيقة أخرى:
وهذه الوثيقة المتعلقة بهم ومقتضاها مشترى أحمد بن فيروز من براك بن سالم البراك وأخيه سعدون نصف ملك أبيهم سالم المعروف في صباخ بريدة.
وهي مؤرخة في شوال عام 1222 هـ وشهد بما جاء فيها أمير القصيم حجيلان بن حمد وقاضيه الشيخ عبد العزيز بن سويلم، وعلي المحمد ومجيدل العبيد وراشد الطلاسي وحمد بن جمعة، وهؤلاء جمع حاشد من الثقات لم أرهم اجتمع مثلهم في أية وثيقة أخرى.
وكلهم من أهل الصباخ المعروفين فالمجيدل من أشهر الملاكين والفلاحين في الصباخ والطلاسي كذلك والجميعة، أسرة معروفة، أما الشاهد علي المحمد فلا أعرفه، والأغلب أنهم إذا لم يذكروا اسم أسرة الشاهد فإنه يكون مشهورًا عندهم بنفسه، أو تكون أسرته مشهورة عندهم.
وهذه صورتها:
وقد علق صديقنا الأستاذ النابه سليمان بن عبد الله بن أحمد الرواف على وثيقة مبيع براك وأخيه سعدون على ابن فيروز بقوله وكتب به إليَّ: الوثيقة رهن جدنا من سالم البراك والوثيقة لم تؤرخ وإنما أثبتناها لأنها حددت الملك من جنوب بملك محمد الراشد، والراشد من آل أبو عليان، وملكهم عاد لمهنا الصالح، وملك عبد الله المهنا الذي يجاور لملكنا من جنوب هو من ملك ابن راشد، وبذلك يثبت أن ملكنا بالصباخ أصله من أملاك البراك هؤلاء، وإن تملكنا له ميراث من جدنا أحد الفيروز، والإرث آل إلينا من بنته لولوه الفيروز أم جدي أحمد وزوجة جدي عبد الله، وأخيرًا اشترى جدي أحمد عصب الفيروز من ورثة أحمد، لأنه لم يخلف إلَّا بنتًا.
أقول: قوله: لم تؤرخ، فتاريخها واضح في التي قبلها وهو شوال سنة 1222 هـ، وهذه ملحقة بها.
فملك البراك المذكور في الصباخ آل إلى الرواف إرثًا من ابن فيروز وشراء كما ذكر الأستاذ سليمان الرواف رحمه الله.
ومن أواخرهم موسى البراك ذكره الشاعر العامي عبد العزيز بن محمد الهاشل في شعره، وذلك أنه فيما حدثني به عبد العزيز المذكور قد اشترى لحم بعير من موسى البراك هذا فلم يستطبه، وادعى أي ابن هاشل بأنه لحم بعير مسلوق قد أصابه السلاق وهو مرض من أمراض الإبل.
وكان أبو هاشل قد دعا بعض أصدقائه على العشاء الذي وضع فيه ذلك اللحم، فلم يأكلوه، فقال ابن هاشل في ذلك:
يا رب حسبي على القصَّاب
…
مسلوقةٍ كيف غَشَّن به
اللي شري طيِّبٍ ما خاب
…
ما هو وليص تغَبَّنٍ بَه
من شفت يقصب فهو كذاب
…
الحلف ما هو توازن به