الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ساداتهم) بقى على يهوديته ولكنه بقى على عهده وأعلن تمسكه بالميثاق الذي بين المسلمين واليهود، وأبى الغدر بالمسلمين.
وقد حاول هذا اليهودى الزعيم الوفي أن ينقذ قومه من المصير المرعب الذي كان ينتظرهم جزاء غدرهم وخيانتهم وذلك بأن اقترح عليهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والدخول في الإسلام.
لا سيما وأنهم يعلمون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا مرسلًا، كما هو مكتوب عندهم في التوارة.
زعيم يهودى يدعو قومه للدخول في الإسلام
فعندما بلغ عمرو بن سعدى هذا انسحاب الأحزاب، جاء إلى قومه بني قريظة ودعاهم إلى اجتماع عاجل، وذلك قبل وصول جيش النبي صلى الله عليه وسلم لضرب الحصار عليهم.
وفي هذا الاجتماع الذي حضره كل زعماء بني قريظة، وقف هذا اليهودي العاقل، وقال لقومه (بعد أن أنبهم ووبخهم على نقضهم العهد الذي بينهم وبين المسلمين، وذكرهم بما نصحهم به قبل إقدامهم على جريمة الخيانة)
…
يا بني قريظة لقد رأيت عبرًا، ورأيت دار إخواننا -يعني بني النضير- خالية بعد ذلك العز والخلب والشرف والرأى الفاضل والعقل
…
تركوا أموالهم قد تملكها غيرهم وخرجوا خروج ذل.
ثم أكد لهم (كعالم من علماء التوراة) أنه لا يعادي أحد محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا كان مصيره الخسران، فقال
…
لا والتوارة ما سُلط
هذا (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) على قوم قط ولله بهم حاجة، وقد أوقع ببني قينقاع وكانوا أهل عُدة وسلاح ونخوة.
فلم يخرج أحد منهم رأسه حتى سباهم. فكُلم فيهم فتركهم على إجلائهم من يثرب، .. ثم دعا عمرو بن سُعْدي قومه بني قريظة إلى الدخول في الإسلام ليحقنوا دماءهم ويتبعوا الحق قائلًا:
يا قوم قد رأيتم ما رأيتم، فأطيعوني وتعالوا نتبع محمدًا فوالله إنكم لتعلمون أنه نبي، وقد بشرنا به علماؤنا، ثم لا زال ابن سعدى يخوفهم بالحرب والسبى، وأقبل على سيدهم كعب بن أسد وقال له:
والتوارة التي أنزلت على موسى عليه السلام يوم طور سيناء إنه للعز والشرف في الدنيا (يعني الدخول في الإسلام).
وبينما عمرو بن سعدى يتحدث إلى قومه في ذلك الاجتماع إذ بطلائع الجيش النبوي تظهر عليهم زاحفة نحو حصونهم، وهنا قطع الزعيم اليهودي ابن سعدي حديثه قائلا. .. هذا الذي قلت لكم، أي وحذرتكم من وقوعه.
ومع كل هذا فقد رفض بنو قريظة نصيحة عمرو بن سعدى الذي دعاهم فيها إلى الدخول في الإسلام.
فتقدم إليهم (كمحاولة أخيرة) باقتراح آخر -محاولًا إنقاذهم- فقال لهم
…
لقد خالفتم محمدًا، ولم أشرككم في غدركم، فإن أبيتم أن تدخلوا معه في دينه فاثبتوا على اليهودية وأعطوا الجزية، فوالله ما أدري، أيقبلها منكم أم لا ..