الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضهم بعضًا (كما يفترى خصوم هذا الدين)، وإنما ألقى بِثِقَله لتحرير الرقيق والعمل على تصفية الرق فجفف كل منابعه وردم كل موارده بدليل أنه أصدر تشريعًا صريحًا قاطعًا ألغي بموجبه كل أنواع الرق التي كان التعامل بها قائمًا قبل ظهوره.
أما نوع الرق الذي كاد يكون إبقاءُ الإسلام عليه (شكليًا).
وهو نوع الرق الحربي وما نتج عنه، فإن الإسلام قد أصدر تشريعات وأصدر توصيات لا تعدُّ ولا تحصى لصالح هذا الرقيق حتى لتكاد تتجسد (من خلال هذه التشريعات والتوصيات) رغبة الإسلام الصادقة في تصفية الرق تصفية كاملة، وذلك لكثرة ما جاء من دعوات واسعة إلى تحرير الرقيق في كل المناسبات.
فهل بعد هذا الذي أوضحنا يجوز لعاقل ذي ضمير حر ووجدان سليم أن يتهم الإسلام بأنه قد أقر استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، أو حتى حبَّذ الرق وشجَّع عليه؟ .
إن الذين يتهمون الإسلام ويوجهون إليه الطعون والانتقادات عبر موقفه من الرق، إنما يريدون الوصول إلى هدف واحد معين (فقط)، هو تشكيك الناس (وخاصة الشباب المسلم المثقف عصريا) وتزهيدهم في هذا الدين القويم، ليس إلّا.
أيها الشباب المسلم
فيا شباب الإسلام، قبل أن تسلِّموا بهذه الشبه التي يرسلها أعداء الإسلام، وقبل أن تستسلموا لوساوسها، حكِّموا عقولكم وأرخوا للتفكير الحر عنانه، للنظر (قبل كل شيء) في قواعد
دينكم ومصادر تشريعه وغاياتها وأهدافها. لتقارنوا مقارنة حقيقية حرة، بين حقيقة هذا الدين وبين ما يقوله عنه الذين - أقل ما يقال فيهم -: إنهم خصوم ألدّاء له وعاملون في ميدان الحرب ضده.
وإنكم عندما تفعلون ذلك وترجعون إلى دراسة أية ناحية من نواحي دينكم تتعرض للطعن والنقد من هؤلاء الخصوم، .. عندما ترجعون إلى دراسة هذه الناحية، (قبل التسليم بهذه المطاعن والانتقادات والتأثر بوساوسها) سيتجسد لكم زيف هذه المطاعن وبطلان تلك الانتقادات وسيتجلى لكم مدي الظلم والافتراء الذي تحمله هذه المطاعن والانتقادات.
ولا نقول هذا بشأن موضوع الرق فقط، بل نطلب منكم - التريث وسلوك هذا المسلك الرجولى الحر المستقل إزاء كل ما تسمعون من طعون وانتقادات وتشنيعات يوجهها الخصوم البارعون الماكرون إلى هذا الدين، باسم البحث والمقارنة أحيانًا، وأحيانًا باسم الحضارة والمدنية والتفكير الحر إلخ.
أما أنكم تسلِّمون بهذه المطاعن وتتأثرون بوساوس هذه الانتقادات التي توجه إلى دينكم من خصوم له ألداء، وأعداءٍ موتورين، دون أن تنظروا نظرة فاحصة حرة مستقلة في النواحى التي وُجِّهت إليها المطاعن في دينكم، ودون أن تنظروا في مواقف الجبهات الأخرى المدافعة عن هذا الدين والتي تتولى دائمًا (وفي كل المناسبات) الرد على هذه الطعون وتفنيد هذه الانتقادات بسلاح العلم والعقل والمنطق .. أما إنكم تفعلون هذا، فإن أقل ما يقوله ذوو
العقول الراجحة والأفكار الحرة فيكم (ولو من غير أبناء دينكم) .. أنكم تفكرون بالتبعية، وأنكم لستم أكثر من آلات تحكي ما يطبع عليها دون أن تعيه أو تدرك معناه.
وهذا ما لا يرضاه إنسان عادى لنفسه - فضلًا عن شباب مثقف واع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين