الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدكتور. (مونتجمري): إلا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم: لم يكن من طبيعته سلوك مثل هذه السياسة، فقد كان يتمتع بنظرة معتدلة لأُسس المشاكل المعاصرة والسياسة طويلة الأمد يكوِّن على ضوئها سياسته بموجب العوامل .. أَمَّا بالنسبة لهجومه على القبيلتين اليهوديتين فقد كانت مجرد فرصة مواتية، غير أنه كانت هناك بعض الأسباب العميقة. فقد كان اليهود من جانب يحاولون زعزعة المجتمع الإسلامي بانتقاداتهم الموجهة ضد الوحى القرآنى. كما أنهہم كانوا يمنحون تأييدهم السياسي لأعداءِ محمد ومناوئيه من المافقين. وقد سمح لهم محمد صلى الله عليه وسلم (مع هذا) بالعيش في المدينة دون أن يمسهم منه أيّ أَذى
…
اهـ (1). ترجمة الأُستاذ أحمد سالم بالعمش.
الإسلام والرق
بقيت مسألة عميقة الجذور في هذا الباب لا بد من التعرض لها بالبحث والمناقشة، وهي مسأَلة استرقاق نساء وأطفال بني قريظة وتقسيمهم من جملة الغنائم بين المحاربين المسلمين.
فأعداءَ الإسلام بصفة عامة والمعترضون على الحكم الصادر والنافذ بحق بني قريظة بصفة خاصة يجعلوان سبي نساء بني قريظة أطفالهم واسترقاقهم نقطة هجوم على الإسلام قائلين: إن هذا
(1) ذكرنا فيما مضي من هذا الكتاب (الفصل الثاني) كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقابل استفرازات اليهود وتحرشاتهم ومحاولاتهم هدم المجتمع الإسلامي بالحلم والصبر والتسامح فلم يتخذ ضدهم أي إجراء ولم يمسهم بأي أذى حتى لجأوا إلى القوة وسفك الدم وتجريد الجيوش وإثارة الحروب بغيًا وعدوانًا.
تصرّف مخالف لروح القرن العشرين ومناف لحقوق الإنسان، يجعل الإسلام في صفوف النظم الهمجية التي تبيح استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.
وهي من أَخبث الشبه والتهم التي في أبْواقها ينفخ الشيوعيون والصليبيون وكل الخائفين من قيام سلطان الإِسلام .. لإدخال وساوس الإلحاد والتشكك في صلاحية هذا الدين.
وحتى الشباب المسلم صار الكثير منه (نتيجة لهذه الوساوس) نهبًا لنوازع الشك والحيرة والتساؤل .. كيف أباح الإسلام الرق، وهو الذي جاء لتحرير البشرية وإعلان المساواة بين كل البشر؟ .
هكذا (دائمًا) يتردد السؤال على ألسنة بعض الشباب المسلم الذي تأثر ببعض وساوس أَعداءِ هذا الدين، والذي لم ينجح الأعداء (كليًّا) في جرِّه إلى هاوية الكفر بدينه.
والحقيقة أَن هذا السؤال سؤال حساس، سنجيب عليه هنا (للمناسبة) بشيء من الإسهاب والتفصيل، وبالقدر الذي نبدِّد به (على الأقل) غيوم الحيرة التي تتلبد (أحيانًا) حول نفوس بعض الشباب المثقف عصريًا والذي تأَثر بحملات التشكيك والاتهام التي يوجهها أعداء الإسلام إلى هذا الدين عبر موقفه من الرق خاصة.
وأجوبتنا على هذه التهم والتساؤلات (بشأن موقف الإسلام من الرق) ستكون، لا عن طريق الاستدلال بالنصوص المنبثقة من الكتاب والسنة، لأن هؤلاء الخصوم والمتأثرين بوساوسهم من المنتسبين إلى هذا الدين لن يقتنعوا بذلك. ولهذا فإن ردنا على