الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسارع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سلاحه فتدجج به، فلبس الدرع والمغفر والبيضة وأخذ الرمح في يده، ثم امتطى صهوة جواده المسمي (باللّجيف).
أمير المدينة
ولما كانت منازل بني قريظة الواقعة جنوب شرقي المدينة، تبعد عن المدينة عدة أميال، فقد أصدر النبي صلى الله عليه وسلم مرسومًا عيّن بموجبه ابن أم مكتوم أميرًا على المدينة حتى يفزع من أمر بني قريظة.
وعندما اعتزم الرسول التحرك بجيشه نحو بني قريظة أعطى اللواء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان هذا اللواء هو نفس اللواء الذي قاتل المسلمون تحته أيام الخندق، لم يُحَل من ساريته.
وقد أصدر النبي صلى الله عليه وسلم أمره إلى علي بن أبي طالب بأن يكون في مقدمة الجيش، ويسبق باللواء إلى ديار بني قريظة حتى يصل إليها قبل وصول عامة الجيش.
فسارع عليَّ (في مفرزة من جند الإسلام) حتى إذا ما وصل بين حصون اليهود، غرز اللواء هناك، فعلمت قريظة أنها الحرب ولا شئ سواها.
فرض الحصار على اليهود
وتتابعت كتائب الإسلام (بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم) حتى أحاطت بمعاقل بني قريظة وطوقتها من كل مكان.
ويظهر أن زحف المسلمين على بني قريظة كان على غير تعبئة حيث ثبت أنهم كانوا يتجهون نحو اليهود جماعات جماعات، فلم يكونوا في هذه الحركة جيشًا واحدًا يمشي على تعبئة (بساقة ومجنبة ومقدمة، كما هو الحال في كل الحملات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقودها.
فقد روى موسى بن عقبة في مغازية عن الزهري قال
…
فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغتسله قد رجل أحد شقيه أتاه جبريل على فرس عليه لأُمته (أي عدة حربه) حتى وقف بباب المسجد عند موضع الجنائز، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل
…
- غفر الله لك أوقد وضعت السلاح؟
قال
…
نعم. فقال جبريل
…
لكنا لم نضعه منذ نزل بك العدو، وما زلت في طلبهم حتى هزمهم الله.
ثم قال له جبريل .. إن الله يأمرك بقتال بني قريظة، فخرج رسول الله في أثر جبريل، فمر صلى الله عليه وسلم على مجلس بني غنم، وهم ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم فقال:
…
مر عليكم فارس آنفا؟ .
قالوا
…
مر علينا دِحْية الكلْبي على فرس أبيض تحته نمط وقطيفة ديباج عليه اللأمة، فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم
…
ذاك جبريل "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه دحية الكلبي بجبريل" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
إلحوقني ببني قريظة فصلوا فيهم العصر. وهذا يدل (دونما شك) على أن المسلمين زحفوا إلى بني قريظة على غير تعبئة وإنما ذهبوا إليهم في دفعات على غير نظام.