الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليهود) تحت لواء الإسلام، وخاصة بعد الانتصار الساحق الذي حققه المسلمون في بدر على المشركين.
اغتباط اليهود بزحف قريش إلى بدر
لقد كاد اليهود يطيرون فرحًا عند سماعهم تحركات الجيش المكي في السنة الثانية للهجرة نحو بدر لضرب المسلمين، وكانوا يعلقون أكبر الآمال على نشوب المعركة بين الفريقين في بدر.
فقد كانوا يظنون أن جيش مكة الكبير سيكفيهم مؤونة القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه، وبالتالي سيجتث جنور الدعوة الإسلامية من الأساس، لذلك كانوا حريصين كل الحرص على التقاء الجيشين في بدر، وكانوا يتمنون - بل يتوقعون جازمين - أن النصر والغلبة ستكون للمشركين على المسلمين، لأن كل شيء مادي يوجب الاعتقاد الجازم (من الناحية المجردة) بأن النصر في معركة بدر سيكون - إذا ما نشبت - حليف جيش مكة الذي بلغ تعداده ألف مقاتل مسلحين أحسن تسليح ومجهزين أحسن تجهيز، يقابله في الجانب الآخر ثلاثمائة مقاتل من المسلمين أكثرهم حفاة لا دروع لهم ولا مغافر.
وكجزء من الحرب النفسية العنيفة التي كان اليهود قد بدأوها ضد الإسلام والمسلمين، وفي الظروف التي نشبت فيها معركة بدر الكبرى، وقبل أن تتلقى المدينة أخبار نتائجها النهائية، كان اليهود - يؤازرهم المنافقون - قد نظموا حملة دعائية واسعة من الإرجاف والتشويش
لتحطيم معنويات المسلمين وإشاعة روح التخاذل والتفكك والفزع بينهم.
حتى إنهم أشاعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل وأن جيشه قد تحطم في معركة بدر، وأن جيش مكة زاحف بقيادة أبي جهل لاحتلال المدينة ومحو آثار الدعوة الإسلامية من الوجود.
وقد فعلت هذه الأراجيف فعلها السئ في نفوس المسلمين في المدينة، وهذا هو الذي هدف إليه اليهود من وراء إشاعاتهم الكاذبة.
وبينما كان المسلمون نهبًا للقلق والخوف نتيجة هذه الإشاعات اليهودية التي زحمت أرجاء المدينة والتي كادت تذهب لها عقول المسلمين، إذا بالبشير بانتصار المسلمين في معركة بدر يسبق الجيش النبوى المنتصر ويدخل المدينة مبشرًا أهلها ومؤكدًا لهم انتصار المسلمين الساحق في معركة بدر على قوى الشر والعدوان.
فتهتز مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بالتكبير والتهليل من أقصاها إلى أقصاها فرحًا واستبشارًا بهذا النصر المؤزر الذي عن طريقه دخل المسلمون التاريخ من أوسع أبوابه.
أما اليهود فقد صعقوا لنبإ الانتصار الساحق الذي ما كانوا بتصورون حدوثه مطلقًا، وكادوا يتهمون أسماعهم عندما سمعوا صوتى (البشير) عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة يدويان، وهما يركضان راحلتيهما في أحياء المدينة يبشران المسلمين بانتصار الجيش النبوى على قريش في بدر.
ولقد سقط في أيدى اليهود وكادوا يتهمون أبصارهم، وعلاهم الذهول عندما رأوا زعماء قريش وقادة جيشها في معركتهم الخاسرة