الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم يتصرف فيه حسبما تقتضيه المصلحة، وذلك تنفيذًا لقوله تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} (1).
وأربعة أقسام توزع (أَسهمًا) على المحاربين الذين بسيوفهم جاءت هذه الغنائم.
وكما هو القانون الثابت، أُعطيت من الغنائم ثلاثة أَسهم للفارس، سهم له، وسهمان لفرسه.
أَما المحارب الراجل الذي لا فرس له فقد أُعطى. (حسب القانون) سهمًا واحدًا فقط.
وذلك أَن أَثر الفارس في المعركة على العدوّ أشد بكثير من أَثر الراجل الذي لم يقاتل على فرس.
فعلى هذا النظام قُسِّمت غنائم يهود بني قريظة بعد استسلامهم وإعدامهم.
مشاركة المرأة في الغنائم
إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم وبطريقة استثنائية- رضخ (2) من غنيمة بني قريظة لسبع من نساء المسلمين كنَّ قد حضرن عمليات الحصار، أي أَنه لم يُسهم لهن في الغنيمة كالرجال وإنما أَعطاهن شيئًا قدره بنفسه.
(1) الأنفال 41.
(2)
الرضخ -بفتح الراء -هو إعطاء قليل من كثير، دونما الرجوع إلى قاعدة معينة.
وهؤلاءِ النسوة الفاضلات اللواتي حضرن حصار بني قريظة هن في السيرة الحلبية:
1 -
أَم عمارة- نسيبة بنت كعب المازنية، الصحابية الشهيرة التي قاتلت المشركين في معركة أُحد (1).
2 -
صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
3 -
أم سليط (2).
4 -
أم العلاءِ (3).
5 -
السميراءَ بنت قيس (4).
6 -
أم سعد بن معاذ (5).
وهذه أول مرة يعطى فيها النبي صلى الله عليه وسلم النساءِ من غنائم العدو،
(1) انظر ترجمتها في كتابنا (غزوة أحد).
(2)
أم سليط قال أبو عمر من المبايعات حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال عمر بن الخطاب كانت ممن يزفر لنا القرب يوم أحد، وهي والدة الصحابي الشهير أبي سعيد الخدري.
(3)
ترجم في الإصابة لثلاث نساء كلهن يحمل هذا الاسم ، ولكن يظهر أن صاحبة هذه الترجمة هي أم العلاء بنت الحارث بن ثابت الخزرجية الأنصارية، وهي والدة (خارجة بن زيد)، كانت من شهيرات الصحابيات، فهي من المبايعات، روى عنها الشيخان البخاري ومسلم عن طريق الزهري.
(4)
قال أبو عمر .. سمراء بنت قيس الأنصارية مدينة روى عنها أبو أمامة بن سهل بن حنيف.
(5)
قال ابن عبد البر اسمها كبشة بنت رافع بن عبيد الخدرية الأنصارية، والدة سعد بن معاذ (سيد الأوس) عاشت حتى مات ابنها، وندبته بقولها .. ويل أم سعدًا - صرامة وجدًا، وعلى هذا يكون النساء التي رضخ لهن النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة ست لا سبع، لأنه لا يوجد غيرها امرأة اسمها (كبشة بنت رافع) فيما رأينا من مصادر والله أعلم.
كما أن غزوة بني قريظة هي ثاني عمل حربى تشترك فيه المرأة المسلمة، فقد اشتركت في معركة أحُدْ مُقاتِلة ومُسعفة (1).
وكذلك أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لرجلين من المسلمين كانا قد ماتا في حصار بني قريظة.
أحدهما خلَّاد بن سويد، وهو الذي قتلته (مزنة اليهودية) بحجر رحى ألقته عليه من رأس الحصن، فقتلته به كما تقدم. وخلاد هذا هو ابن سويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجى كان من السابقين في الإسلام، شهد العقبة وبدرًا.
وقد دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمه إلى ورثته. وقال .. إنَّ له أجر شهيدين (2).
وثانيهما أبو سنان بن محصن (3) أخو عكاشة بن محصن (4)
(1) انظر بحث اشتراك المرأة في القتال في كتابنا (غزوة أحد) تحت عنوان (دور المرأة في المعركة) الفصل الخامس.
(2)
السيرة الحلبية ج 2 ص 120.
(3)
هو أبو سنان بن محصن بن حرثان من بني أسد بن خزيمة. شهد بدرًا وأحدًا والخندق.
(4)
هو عكاشة بن محص بن حرثان من بني أسد بن خزيمة من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وكل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان عكاشة من أجمل الرجال، استشهد عكاشة في حرب الردة على يد طليحة بن خويلد وأخيه سلمة عندما كان يقوم بأعمال الاستطلاع لجيش خالد بن الوليد هو وثابت بن أقرم في منطقة (بزاخة بنجد) وثبت في الصحيحين أن عكاشة بن محصن في السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أولئك السبعين اللذين يدخلون الجنة بغير حساب، قال عكاشة .. ادع الله أن يجعلنى منهم، قال: أنت منهم. فقام آخر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة، فصار يضرب بها المثل، يقال للسبق في الشيء .. فاز بها عكاشة.