الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبيلًا إلى التشنيع على الإسلام أو الطعن في نظامه فما يتعلق بإباحته لأتباعه (يوم ذاك) الاسترقاق الحربى.
3 -
هذا جوابنا مختصر بشأن إباحة الإسلام لأَتباعه الاسترقاق من حيث المبدإِ، كمعاملة بالمثل.
أما من ناحية معاملة الرقيق والنظام الدقيق الإنسانى العادل الذي وضعه الإسلام لهذه المعاملة، فإن العاقل المنصف المتجرد عن الهوي - برجوعه إلى أصول وقواعد هذا النظام - يجد أن الإسلام (مع إباحته لأتباعه استرقاق المحاربين من الأعداءِ) لم يبق من هذا الرق إلا شكله، بالنظر للمعاملة الرهيبة الوحشية التي كان يلقاها الرقيق قبل ظهور الإسلام.
فبالرجوع إلى القواعد التي وضعها الإسلام لمعاملة الرقيق (أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه) وفرض العمل بها، يجد العاقل المنصف أن لا مناص من الاعتراف بأن الإسلام (مع إباحته نوعًا واحدًا من أنواع الرق من حيث المبدإ) يعتبر محررًا للرقيق، وحتى لهذا النوع الذي أباحه من حيث المبدإ.
الرقيق عند الرومان والأمم الأخرى
فقد كان الرقيق في شرعة الرومان وعرف الهند والفرس، لا يعتبر من البشر، فليس في قوانينهم اعتراف بأي حق لهذا الرقيق، فلم تضع هذه القوانين أي نظام يحفظ للرقيق أي حق البتة.
لذا كان الرقيق (وخاصة في نظر الرومان) أحط منزلة من البهائم، مقذوفًا به خارج كيان البشر. كأن من حق السيد الروماني
أَن يخصى رقيقه أو يجلده أو يقتله بأَية طريقة شاءَ وبأي أسلوب أراد دون أن يجد هذا الرقيق حرفًا واحدًا في القانون الروماني يحميه من شيء من هذا الظلم الفادح، وما حلقات المبارزة بالسيف والرمح والفأس التي تنتهى دائمًا بقتل المغلوب في غير ما حرب ضرورية وإنما للتسلية، والتي تقام لها المهرجانات في العهود الرومانية. والتي يشهدها الملوك والأباطرة. والتي يجبر فيها المتبارزون على أن تكون فيها مبارزتهم مبارزة حقيقية تسدد فيها الطعنات القاتلة بالسيوف والرماح إلى أي مكان في الجسم بقصد القتل .. ما حلقات هذه المبارزة الوحشية إلَّا عملية من عمليات تعذيب السادة الرومان للرقيق وقتله بقصد التسلية، والتسلية فقط.
حيث أن كل المبارزات الرومانية المشهورة التي تقام لها المهرجانات وتعدُّ لها الساحات والمدرجات، والتي تزهق فيها روح الإنسان عبثًا وللتسلية فقط، لا يقوم بها إلا الأَرقاءِ الذين يُجبَر كل منهم على مبارزة صاحبه (وسط ضحكات السادة الصاخبة وهتافاتهم المخمورة العربيدة) مبارزة حقيقية حتى الموت.
وبالجملة كان الرقيق فيما قبل الإسلام (في عهد الرومان والفرس والهند وغيرهم) ليس له أَي حق مما يمكن تسميته حقوق الإنسان.
فليس له (في جميع هذه العهود) حق الشكوي من أي ظلم يتنزل به من سيده، وإذا مما تجرأَ وشكافإنه ليس هنالك أَية جهة قانونية يكون من حقها حتى النظر في هذه الشكوى، لأن الرقيق (في عرف أولئك الأقوام) قد شطب من قائمة الإنسان.