الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل كما حدث من يهود بني قريظة أنفسهم الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم مع بني النضير ثم أعفاهم النبي (بصفة خاصة) من القتل والنفي والمصادرة (كما هو ثابت في صحيح البخاري).
فيهود بني قريظة هؤلاء - بالرغم من إحسان النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وإعفائهم بصفة خاصة من القتل والنفي والمصادرة بعد أن ثبت اشتراكهم في الحرب ضده مع بني النضير - فإنهم عندما سنحت لهم الفرصة، لم يتورعوا عن الإقدام على، ذلك العمل الفظيع، الغدر بالمسلمين ومحاولة القضاء عليهم بالاشتراك مع الأحزاب.
فعملية إبادة حوالي ثمانمائة مقاتل من يهود بني قريظة إنما هي عملية تتطلبها مصلحة الأمة، وهو عمل ضرورى لسلامة الأُمة والدولة، ويقرّه القانون السائد في الأرض التي يقطنها هؤلاء اليهود.
سكان هيروشيما وبنو قريظة
وإذا قارنَّا عملية القصاص العادل الذي به أباد المسلمون حوالي ثمانمائة مقاتل من خونة يهود بني قريظة المحاربين، إذا قارنا هذه العملية التي يستهجنها بعض الباحثين عن المطاعن الموهومة في الإسلام، إذا قارنَّا هذه العملية بما ارتكبه ولا يزال يرتكبه هؤلاء الذين يتشدقون بذكر وحشية عملية إبادة بني قريظة ويتبجحون بذكر مدنية القرن العشرين وعدالة القرن العشرين وحقوق الإنسان لوجدنا أن عملية واحدة من عمليات الإبادة التي أقدموا عليها تكفي لأن تجعل عملية إبادة بني قريظة شيئًا لا يكاد يذكر.
فكم سمعنا ولا نزال نسمع ويسمع ويرى العالم كيف يحصد
هؤلاء المتمدنون مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال الذين لم يكونوا (يومًا من المحاربين) ويستأصلون شأفتهم باسم القانون وحماية الوطن وسلامة الدولة.
فأين (مثلًا) إبادة ثمانمائة مقاتل (خونة محاربين ناكثين غادرين) نزل بهم حكم الإعدام قصاصًا، من مائتين وخمسين ألف غير محاربين ولا خونة ولا ناكثين ولا غادرين مسحتهم من الوجود هم ومدينتهم نساء وأطفالًا وشيوخًا، قنبلة ذرية واحدة ألقت بها عليهم (عن قصد وسابق تخطيط) طائرة حربية تابعة لدولة يقال حتى هذه اللحظة إنها أُم الحريات ومعقل الدفاع عن الإنسانية، وهي دولة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ألقى سلاح طيرانها تلك القنبلة على مدينة (هيروشيما العزلاءِ الآمنة في اليابان) في أواخر الحرب العالمية الثانية، كما أُلقيَّ مثلها على سكأن مدينة (نجازاكى العزلاء كذلك) فأَباد وشوّه (أيضًا) مئات الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال العزَّل؟ .
نعم أين إعدام ثمانمائة يهودى قُتِلُوا بعد محاكمة وإدانة صريحة بالخيانة العظمى والغدر البشع، من حصد أرواح مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال العزل اليابانبين دون أن يقترفوا ذنبًا أو يرتكبوا خطيئة؟ .
وبعد، ألا يخجل هؤلاء المتعصبون ضد الإسلام والباحثون له كل يوم عن مطعن يحطُّ من شأنه، ألا يخجل هؤلاء هم وفروخهم من المنتسبين إلى الإسلام والطاعنين (باسم الإنسانية) في الحكم الصادر والنافذ بحق هؤلاء اليهود الخونة .. ألا يخجل هؤلاء