الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رأى إنكليزى منصف
وإذا كانت جمهرة كتاب الغرب قد جانبت الصواب وحادت عن جادة الإنصاف عندما وصفت الحكم الصادر والنافذ بحق بني قريظة بالوحشية والقسوة، فإن هؤلاء الكتَّاب لم يخلوا من منصفين قالوا كلمة الحق وأَبوا الانجراف في تيار الهوى والعاطفة فنفوا (بتجرد ونزاهة) أن يكون في ذلك الحكم أي شيء من الوحشية والهمجية، ومن هؤلاء المؤلف الإنكليزي الكبير الدكتور (مونتجمري وات)، فقد جاءَ في كتابه (محمد نبي ورجل دولة) ص 171 وما بعدها - ما يلي.
لقد انتقد بعض الأُوروبيين الحكم الصادر بحق بني قريظة ووصفوه بالهمجية. وقد اندهش بعض معاصري محمد لعدم اكتراثه بالعواقب التي قد تنتج عن قتل بني قريظة
…
إلا أَن عمل هذه القبيلة أثناء محاصرة المدينة كان يعتبر ناقضًا للمعاهدة المبرمة مع محمد صلى الله عليه وسلم ہ.
ثم ينفي الدكتور (مونتجمرى) ما ألصقه بعض المستشرقين بالنبي صلى الله عليه وسلم من اتهامات باطلة، فيقول: ولا داعي للافتراض بأن محمدًا قد ضغط على سعد بن معاذ لينزل هذه العقوبة بني قريظة فإن رجلًا بعيد النظر كسعد لا بد أنه أدرك أن طغيان الولاء القبلى على الولاء الإسلامي سيجدد المعارك الدموية التي جاءُوا (أي الأوس والخزرج) بمحمد صلى الله عليه وسلم لينقذهم منها، ويقال: إنه عندما مثل (سعد) أمام محمد صلى الله عليه وسلم لينفذ حكمه أشار سعد إلى أن قرب نهايته تحتم عليه
أولًا القيام بواجبه تجاه ربه والجماعة الإسلامية حتى على حساب الأحلاف القديمة.
ثم يشير الكاتب الإِنكليزي ال حكمة الرسول في اختيار حليف اليهود (سعد بن معاذ) لي حكم فيهم، ويستدل من ذلك على بُعد النبي صلى الله عليه وسلم: عن الديكتاتورية التي اتهمه بها خصومه فيقول:
إن تعيين سعد بن معاذ من قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يقصد به التستر وراءَ سلطة فيكتاتورية، لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم يملكها في ذلك الوقت، بل كان محاولة لمعالجة مشكلة عويصة بأَحصف وأحذق طريقة ممكنة.
ثم يؤكد الدكتور مونتجمرى بأن الحكم النافذ في حق بني قريظة لم ينفَّذ لأَنَّهم يهود، بل لأَنَّهم خونة ارتكبوا الخيانة العظمى فيقول:
لم تبق قبيلة يهودية ذات أهمية بالمدينة بعد القضاء علي بني قريظة، بل كانت هنالك بعض المجموعات الصغيرة .. وتشير بعض الروايات التي أن أحد أثرياء اليهود قد اشترى بعض نساء وأطفال بني قريظة، ولا شك أن اليهود الذين تخلَّفوا في المدينة المعادية فحسب، بل حني عن بعض النشاطات الاجتماعية، غير أن عواطفهم كانت بلا شك مع إخوانهم اليهود في غزوة خيبر.
إن استمرار وجود بعض اليهود في المدينة يمكن أن يعتبر دليلا ضد وجهة نظر بعض العلماءِ الأوربيين التي تقول: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم انتهج في السنة الثانية من الهجرة سياسة إبادة جميع يهود المدينة لمجرد كونهم يهود وأن هذه السياسة أخذت تزداد عنفًا، ثم يقول