الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اعتراف الأحبار بالتلاعب في التوراة
وأمام إدانة هؤلاء الأحبار الصريحة بالغش والكتمان وخيانة العلم، توجه إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام موبخًا قائلًا .. ويحكم يا معشر يهود، ما دعاكم إلى ترك حكم الله وهو بأيديكم؟ ..
فتخاذل هؤلاء الأحبار ولم يسعهم إلا أن يعترفوا بالتحريف والتبديل والتلاعب في أحكام الله، حيث لم يعد لهم مفر من الإعتراف بعد أن فضحهم عبد الله بن سلام وسد كل السبل في وجوههم، فقالوا:
أما والله إنه قد كان فينا يعمل به (أي بحكم التوراة في الرجم) حتى زنى رجل منا بعد إحصانه، من بيوت الملوك وأهل الشرف، فمنعه الملك من الرجم، ثم زنى رجل بعده، فأراد أن يرجمه فقالوا .. لا والله، حتى ترجم فلانًا، فلما قالوا له ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبيه وأماتوا ذكر الرجم والعمل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنا أول من أحيا أمر الله وكتابه وعمل به، ثم أمر بالزانيين فرجما، قال عبد الله بن عمر: فكنت فيمن رجمهما. وهكذا سدر اليهود في غيهم ولم يزدهم تجدد الأدلة لديهم على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا بغيًا وحسدًا، فقد ضاعفوا من نشاطهم ضد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن دونما جدوى.
المد الإسلامي يجرف اليهود
فقد كان المد الإسلامي - داخل المجتمع اليثربى - أقوى من كل ما يقوم به اليهود من مناورات ودسائس، وبالتالى أقدر على الذهاب بكل
الحواجز والعراقيل التي أرهقوا أنفسهم في إقامتها لصد تيار دعوة القرآن.
حيث لم تزد هؤلاء اليهود الأيام، إلا تكشفًا (للرأى العام) على حقيقتهم الخبيثة، وصار كل يوم يمر على حربهم الجدلية المتعنتة مع الإسلام يكشف عن نقيصة من نقائص تناقضاتهم، أو يرفع الستار عن خبية من خبايا نواياهم الشريرة التي يبيتون لأهل يثرب خاصة.
وبدلًا من أن ينصاع أهل يثرب إلى مغالطات اليهود ويتأثروا بتلبيساتهم وبسحب الشكوك التي يرسلونها حول الدعوة الجديدة الحقة فيندفعوا في تيار أراجيف هؤلاء اليهود المغرضة، تركوهم وحدهم في الميدان، ولم يمض أكثر من خمسة أشهر على وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى أصبح كل الناس في المدينة وما حواليها من منطقة يثرب (ما عدا اليهود) يدينون بالإسلام ويخضعون لنظامه، وحتى أصدقاء اليهود من العرب المنافقين الذين تعلموا النفاق على أيدى هؤلاء اليهود في المدينة، لم يسعهم - أمام المد الإسلامى الزاخر - إلا أن يُعلنوا (ظاهرًا) إيمانهم بالدين الجديد وخضوعهم لنظامه، وبقى العنصر الوحيد (في يثرب) الذي لم يدخل في الدين الجديد هو العنصر اليهودى من إسرائيليين وعرب.
وقد عز على اليهود أن تكون نهاية حربهم الجدلية العقيمة الباردة ضد الإسلام ذلك الفشل الذريع، وساءهم جدًّا، أن تكون حصيلة صراعهم العقائدى المضنى مع دعوة الإسلام تلك الهزيمة المحطمة لآمالهم والتي انتهت بانضواء كل المجتمع اليثربى (عدا