الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حادثة فردية ليس لها مثيل في تاريخ انتشار اليهودية وخاصة بعد التحريف والتبديل الذي طرأ على التوراة على أيدى بعض الأحبار في عهود الانحراف.
يهود الجزيرة في نظر غيرهم من اليهود
أما نظرة اليهود الآخرين إلى يهود الجزيرة، فقد كانت نظرة عدم رضا بل كانوا ينظرون إلى يهود الجزيرة العربية كفئة منحرفة ضالة، فقد جاء في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 6 ص 8 (نقلًا عن ولفنسون في كتابه: تاريخ اليهود في بلاد العرب ص 13): أن يهود جزيرة العرب كانوا في معزل عن بقية أبناء دينهم وانفصال، وأن اليهود الآخرين لم يكونوا يرون أن يهود العربية ملكهم في العقيدة، بل رأوا أنهم لم يكونوا يهودًا، لأنهم لم يحافظوا على الشرائع الموسوية، ولم يخضعوا لأحكام التلمود، ولهذا لم يرد عن يهود جزيرة العرب شيء في أخبار المؤلفين العبرانيين.
العرب والثقافة اليهودية
لم يرو التاريخ (مطلقًا) شيئًا عن تأثر العرب بالثقافة اليهودية في المناطق التي سيطر عليها اليهود من الجزيرة بالرغم من أنهم كانوا يسيطرون على بعض المناطق (كيثرب وخيبر والشمال) سيطرة تامة عدة قرون طويلة.
بل إن الذي حدث هو العكس وهو أن اليهود، هم الذين تأثروا بالثقافة العربية وتخلوا (على مر العصور) عن كثير من خصائصهم
الانفرادية التي كانوا يمتازون بها ويحملون أنفسهم على المحافظة عليها محافظة شديدة في أي زمن أو مكان كانوا.
فقد صهرتهم الثقافة العربية بدلًا من أن تصهر ثقافتهم العرب وخاصة في مجال اللغة والشعر والأدب، وحتى الأسماء .. أسماء البطون والقبائل بل والأفراد، لم يقو اليهود على الاحتفاظ بطابعها العبرانى الإسرائيلى كما هي طبيعتهم في أي بلد اجنبي يسكنونه حتى الآن.
فأكثر أسماء الأفراد والبطون والقبائل اليهودية في جزيرة العرب (وخاصة في يثرب وخيبر والشمال) هي أسماء عربية صرفة، إذ لم يبق بين الفخائذ اليهودية في جزيرة العرب فخيذة واحدة يحمل اسمها الطابع الإسرائيلى ما عدا اسم واحد وهو اسم (زاعوراء) في يثرب كما تقدم عند ذكر اسماء القبائل اليهودية في يثرب.
أما الأسماء، فيفى للدلالة على صحة ما تقول هو أنه حتى أسماء أحبار اليهود وزعمائهم لم تستطع الاحتفاظ بملامحها العبرانية، فكل أسماء هؤلاء الأحبار والزعماء تحمل الطابع العربي الصرف، سلام بن مشكم، وسلام بن أبي الحقيق، وأبي عامر الراهب، وعبد الله بن صيفى، وعدى بن زيد، والحارث بن عوف، والزبير بن باطا. وكل هؤلاء يهود إسرائيليون، لم يقل أحد من المؤرخين أنهم عرب تهودا. ولو كانوا كذلك لأوضحه المؤرخون كما فعلوا عندما أكدوا عروبة كعب بن الأشرف اليهودى وأنه من قبيلة طي العربية.
وهذا يعني بالتأكد، أن اليهود الإسرائيليين هم الذين تأثروا بالثقافة العربية، حيث طغت هذه الثقافة في جميع المجالات على