الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
104 - " بَابُ اسْتِعْمَالِ فضلِ وَضُوءِ النَّاس
"
125 -
عن أبِي جُحَيْفَةَ (1) رضي الله عنه قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالْهَاجِرَةِ فأتي بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بهِ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ والْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْه عَنَزَة.
ــ
إلى آخره " ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه " أي ثم مسحه من آخره إلى أوله ورجع بكفيه من قفاه إلى ناصيته. الحديث: أخرجه الخمسة.
ويستفاد منه: أن الفرض في الوضوء مسح الرأس كله، ولا يجزىء مسح بعضه وهو مذهب مالك وأحمد لقوله:" فأقبل بهما وأدبر " وفي رواية ابن زيد الأخرى " مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناصيته إلى قفاه ثم ردّ يديه إلى ناصيته، فمسح رأسه كله " أخرجه ابن خزيمة، وقال أبو حنيفة: يجزىء ربع الرأس، وقال الشافعي يجزىء أقل ما يقع عليه اسم المسح " (2) اهـ كما في الإِفصاح (3).
والمطابقة: في قوله " فأقبل بهما وأدبر ".
104 -
" باب استعمال فضل وضوء الناس "
125 -
معنى الحديث: يقول أبو جحيفة رضي الله عنه: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة " أي عند الزوال " فأتي بوضوء " أي بماء
(1) هو أبو جحيفة بن وهب بن عبد الله، وقيل: ابن وهب بن مسلم بن جنادة بن جندب بن حبيب بن سواءة ابن عامر بن صعصعة السوائي العامري، نزل الكوفة، وكان من صغار الصحابة، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم ييلغ الحلم، ولكنه سمع منه، وروى عنه، وكان جعله علي بن أبي طالب على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها، ومات بالكوفة سنة أربع وسبعين. اهـ. " تراجم جامع الأصول ".
(2)
فلو مسح أي جزء كفاه على مذهب الشافعي.
(3)
الإفصاح عن معاني الصحاح ج 1.
126 -
عن السَّائِبِ بْنِ يَزيدَ رضي الله عنهما قَالَ:
ذَهَبَتْ بي خَالَتِي إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَقِعٌ، فَمَسَحَ رَأسِي ودَعَاْ لِي بالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظرتُ إلى خَاتَمِ النبوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ.
ــ
يتوضأ به " فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه " أي فصار الصحابة يأخذون من بقية الماء الذي يتوضأ منه " فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين والعصر ركعتين " لأنه كان مسافراً " وبين يديه عنزة " أي وأمامه عصا صغيرة اتخذها سترة. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قوله " فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه.
126 -
ترجمة راوي الحديث: هو السائب بن يزيد الكندي حج به أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم وعمره سبع سنين، وتوفي سنة إحدى وثمانين من الهجرة.
معنى الحديث: يقول السائب رضي الله عنه: " ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وقع "(1) بكسر القاف أي مصاب بوجع في قدميه " فمسح رأسي ودعا لي بالبركة " أي بكثرة أنواع الخير والنعم، ومنها الصحة " ثم توضأ فشربت من وضوئه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة " أي بيضة النعامة. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي. والمطابقة: في قوله شربت من وضوئه.
ويستفاد من الحديثين: طهارة الماء المستعمل في الوضوء، لأنهم أخذوا من فضل وضوئه صلى الله عليه وسلم وهو طاهر مطهر عند مالك وأحمد، وذهب الشافعي وأبو حنيفة إلى أنه طاهر غير مطهر والله أعلم.
(1) وفي بعض النسخ: وَجِع.