الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - " بَابُ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ
"
34 -
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه:
أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا أسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ
ــ
نقول فيهم" أي فلم نعلم حكم صلاتهم إلى بيت المقدس - سابقاً -، وهل هي مقبولة عند الله تعالى، أم لا. " فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) " أي وما كان الله ليضيع ثواب صلاتكم إلى بيت المقدس، فمتى كنتم تصلون تلك الصلاة إيماناً واحتساباً لا رياء ولا سمعة، فصلاتكم مقبولة (1) لأنّها أثر الإِيمان الراسخِ في القلب المصلح للنفس.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: أن الصلاة عمل من أعمال الإِيمان وجزء من أجزائه لأن الله تعالى قال: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) أي صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمّى الصلاة إيماناً، وفي هذا دليل على أن الصلاة وغيرها من أعمال الجوارح جزء من الإِيمان خلافاً لمن أنكر ذلك من علماء الإِسلام.
ثانياً: أن صلاة المسلمين من الصحابة إلى بيت المقدس قبل النسخ مقبولة مثاب عليها. ثالثاً: قال الحافظ: وفيه بيان ما كان في الصحابة من الحرص على دينهم، والشفقة على إخوانهم، وقد وقع لهم نظير هذه المسألة لما نزل تحريم الخمر، كما صح من حديث البراء أيضاً، فنزل (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا) إلى قوله (إن الله يحب المحسنين).
والمطابقة في قوله (وما كان الله ليضيع إيمانكم) حيث سمّى الصلاة إيماناً، وهذا يدل على أن الصلاة من الإِيمان كما ترجم له البخاري.
27 -
باب حسن إسلام المرء
34 -
الحديث: أخرجه البخاري معلقاً، ووصله أبو داود.
(1) تفسير المنار، ج 2.
يُكَفِّرُ اللهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا، وَكَان بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثَالِهَا إلى سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، والسَّيِّئةُ بِمِثْلِهَا إلَّا أن يَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهَا".
ــ
معنى الحديث: يحدثنا أبو سعيد رضي الله " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها " أي إذا أسلم العبد إسلاماً حقيقياً بقلبه ولسانه، وباطنه وظاهره، فإنّ الله تعالى يمحو عنه كل معصية سبق له ارتكابها قبل إسلامه. " وكان بعد ذلك القصاص " أي ثم يعامل بعد إسلامه بمقابلة كل عمل من أعماله بمثله، خيراً كان أو شراً، فيجازى على الحسنة بالمثوبة، وعلى السيئة بالعقوبة، مع اختلاف مقدار العقوبة في السيئات عن مقدار المثوبة في الحسنات، وهو معنى قوله " الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف " أي فيثاب على الحسنة بعشر أضعافها (1) - وقد تتضاعف المثوبة إلى سبعمائة ضعف كما قال تعالى في ثواب الصدقة: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء) وقد يثاب على الحسنة بغير حساب كما في قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله عنها " أي ولا يجازي على السيئة إلاّ بمثلها، وقد يعفو الله عنها بفضله وكرمه، ومنّه وإحسانه، فلا يعاقب عليها فاعِلَها.
ويستفاد من الحديث ما يأتي: أولاً: أن الإِسلام الحقيقي يهدم ما قبله من المعاصي صغائر أو كبائر، لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أسلم العبد فحسن اسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان قد زلفها" وهو مصداق قوله تعالى: (قل
(1) وهذا هو أقل ثواب الحسنة، وقد يثاب عليها بغير حساب.