الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - " بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الدِّينُ النَّصِيحَةُ
"
44 -
عنْ جرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البجلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَايعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وِإيتَاءِ الزَّكَاةِ والنُّصْحِ لِكًلِّ مُسْلِمٍ".
ــ
ويستفاد من الحديث: الترغيب في النية الصالحة في جميع الأعمال، ولو كانت عادية، لأن حسن النية فيها يحولها إلى طاعة يؤجر عليها. مطابقة الحديث لترجمة: في قوله " يحتسبها ".
35 -
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة
أي أن هذا الدين قائم على النصيحة لا قيام له بدونها، لأنها أساسه وعماده، وهي كما قال الراغب: تحرّي كل قول أو فعل فيه صلاح صاحبه، من قولهم: نصَحت له الود أي أخلصته.
44 -
الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي.
ترجمة راوي الحديث: هو جرير بن عبد الله البجلي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة العاشرة، وبايعه على الإِسلام، ورحب به صلى الله عليه وسلم وقال: أكرموه " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " أخرجه الطبراني. وكان رضي الله عنه بهي الطلعة، جميل الصورة استعمله صلى الله عليه وسلم على اليمن، وشهد فتح المدائن عاصمة الفرس، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة حديث، اتفقا منها على ثمانية، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بستة. نزل الكوفة، ثم تحول منها إلى قرقيسيا، فعاش فيها حتى مات بها سنة (51) هـ.
معنى الحديث: يقول جرير رضي الله عنه " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة " من المبايعة وهي معاهدة من له الأمر من
45 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: أتيت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أبَايِعُكَ علَى الإِسْلَامِ، فَشَرَطَ عَلَيَّ
" وَالنُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِم ".
ــ
المسلمين، من رسول، أو إمام، أو ملك، أو غيره، على السمع والطاعة والوفاء بشروط معينة، ومعناه. عاهدت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة وأداء أركان الإِسلام " والنصح لكل مسلم " أي وعاهدته أيضاً على النصيحة لكل مسلم ومسلمة، وذلك بالحرص على منفعتهما، وإيصال الخير إليهما، ودفع الشر عنهما بالقول والفعل معاً. والمطابقة في قوله:" والنصح لكل مسلم ".
45 -
الحديث: أخرجه الشيخان.
معنى الحديث: تقدم. والمطابقة: في قوله: شرط عليّ " والنصح لكل مسلم ".
ويستفاد من الحديثين ما يأتي: أولاً: وجوب النصح للمسلمين، ومعاملتهم معاملة حسنة خالصة من المكر والخديعة والغش والخيانة. ثانياً: تحري الخير لهم، والحرص على مصالحهم، والسعي في منافعهم، فإن ذلك من مبادىء الإِسلام، التي أخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليها البيعة، كما رواه جرير، حيث قال: وشرط عليَّ " والنصح لكل مسلم ". ثالثاً: أن من أهم الحقوق الإِسلامية إرشاد المسلمين إلى الخير، وتعليم جاهلهم، وتنبيه غافلهم، والذب عن أعراضهم، وتوقير كبيرهم، والرحمة بصغيرهم فإنّ هذا كله يدخل في النصح لهم، الذي شرطه النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم والله أعلم.
***