الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأخَذْتُ ثِيَابَ حَيْضِي فقَالَ: " أنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ: فاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الْخَمِيلَةِ.
149 - " بَابُ مُبَاشَرَةِ الْحَائِضِ
"
179 -
عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
كُنْتُ أغْتَسِلُ أنا والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من إنَاء وَاحِدٍ، كِلَانَا جُنُبٌ، وَكَانَ
ــ
178 -
معنى الحديث: تقول أم سلمة رضي الله عنها: " بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعة في خميصة " بكسر الميم وفتح الصاد كساء مربع من صوف أسود اللون " إذ حضت " أي فاجأني الحيف. والمعنى .. بينما كنت مضطجعة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الفراش في كساء صوفي واحد لم أشعر إلاّ وقد أتاني الحيض فجأة " فانسللت " أي فانسحبت من الفراش خفية " فأخذت ثياب حيضتي " بكسر الحاء أي الثياب الخاصة بالعادة الشهرية " فقال: أنفست " أي فتَنَبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: هل أتاك الحيض، وسمى الحيض نفاساً، لأنّ النفاس في الأصل هو خروج الدم مطلقاً كما أفاده القاضي عياض " قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة " أي فعدت إليه مرة أخرى واضطجعت معه في الكساء المذكور. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
ويستفاد منه: أن الحيض كما ترجم له البخاري يسمّى نفاساً لغة وشرعاً وأنه يجوز مباشرة الحائض والاستمتاع بها أثناء الحيض بما فوق الإِزار وسيأتي تفصيله والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " أنفست " حيث سمي الحيض نفاساً.
149 -
" باب مباشرة الحائض "
179 -
معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: "كنت
يَأمُرُنِي فأتَّزِرُ فيُبَاشِرُنِي وأنا حَائِضٌ، وَكَانَ يُخْرِجُ رَأسَهُ إليِّ وهُوَ مُعْتَكِفٍ فأغسِلُهُ وأنا حَائِضٌ.
180 -
وَعَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ:
كَانَتْ إحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضَاً فأرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُبَاشِرَهَا أمَرَهَا
ــ
أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم (1) من إناء واحد " أي أغتسل معه من الإناء الواحد وأشاركه فيه فيأخذ غرفة، وآخذ غرفة كما تقدم في بابه " وكان يأمرني فأتزر " بفتح الهمزة وتشديد التاء كما رواه الحافظ، وأصله فأأتزر بهمزة ساكنة بعد همزة مفتوحة فأدغمت الهمزة في التاء على مذهب الكوفيين " فيباشرني وأنا حائض " أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر السيدة عائشة أثناء حيضها أن تشد الإِزار على وسطها وتستر ما بين السرة والركبة، ثم يباشرها ويستمتع بجميع جسدها ما عدا ما تحت الإزار وهو ما بين السرة والركبة قال الحافظ في " الفتح " وهو الجاري على قاعدة المالكية في باب سد الذرائع، وذهب كثير من السلف والثوري وأحمد وإسحاق إلى أن الذي يمتنع من الاستمتاع بالحائض الفرج فقط، وذكر الأدلة الصحيحة الواردة في ذلك " وكان يخرج رأسه وهو معتكف " أي وكان يخرج رأسه لي من المسجد أثناء اعتكافه " فأغسله وأنا حائض " أي وأنا في حال الحيض وقد تقدم شرحه في " باب غسل الحائض رأس زوجها ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود وابن ماجة. والمطابقة: في قولها: " فيباشرني وأنا حائض ".
180 -
معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها في هذه الرواية: " كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يباشرها " أي كان
(1) والنبي مرفوع بالعطف على الضمير البارز وهو أنا.