الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورتا الفلق والناس
(1)
ليس فيهما وقف دون آخرهما، وإن وقفت على رأس كل آية فحسن لما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على رأس كل آية منهما، وسبب نزول السورتين أنه كان غلام من اليهود يخدم النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يزل به اليهود حتى أخذ مشاطة رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسنان مشطه فأعطاه لليهود فسحروا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي ثم دسها في بئر بني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله وانتثر شعر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يرى أنه يأتي النساء وما يأتيهنّ، ويخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، فبينما هو نائم ذات ليلة أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما لصاحبه ما بال الرجل؟ قال طبّ، قال وما طب؟ قال سحر، وروي ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب، فقال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم، قال فيما ذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. جف الطلعة: وعاؤها، قال وأين هو؟ قال في ذروان تحت راعوفة البئر: والراعوفة صخرة تترك في أسفل
ــ
سورة الفلق ليس فيها وقف كاف ولا تامّ، إلا آخرها فتامّ.
سورة الناس الْخَنَّاسِ كاف، لمن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، أو نصبه على الذمّ بتقدير أعني، وليس بوقف لمن جرّه نعتا لما قبله، آخر السورة: تامّ، قاله أبو عمر، ولم يزد الأصل في سورتي الفلق والناس على قوله، وليس في الفلق والناس وقف حسن يعتمد، الله تعالى أعلم. تمّ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.
(1) سورة الناس وهي مدنية باتفاق وهي سبع في المكي والشامي وست في الباقي، والخلاف في آية مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ [4] مكي، شامي.
البئر إذا احتفرت، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنتقي ويقال له أرعوفة، فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث عليا والزبير وعمارا وثوبان، فأخرجوا الجفّ وإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة، وروي أنها كانت مغروزة بالإبر» اه كواشي، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما، وقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثا. ومن قرأ المعوذتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تولى عنه الشيطان وله نباح كنباح الكلب، وفي الحديث «أنه كان صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن عفان: عليك بالمعوذتين فما تعوّذ بأفضل منهما» وقال: «التمائم والرقى والتولة شرك، يكفيك أن تقرأ المعوّذتين» والتولة بكسر التاء وفتحها ما يشبه السحر.
اللهم كما وفقتنا لجمعه تفضل علينا بستر هفواتنا، واجعل لنا به في الدنيا ذكرا جميلا، وفي الآخرة أجرا جزيلا. اللهم لا تؤاخذنا بما كان منا من تأويل على غير ما أنزلته، أو فهم على غير وجه ترضاه. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، واجعله أنيسا لنا في قبورنا، ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والمرسلين، اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، واستعملنا في تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أنهاه جامعه العبد الفقير، القائم على قدمي العجز والتقصير، أحمد ابن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكريم، ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية فقد شاهدت من الوالد رحمة الله عليه أنه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي، ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسيانا ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام
حتى عاد لزيارة الشافعي بمدّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء، فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه، وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلا بحرامي، فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه، فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته.
وحكي عن الجدّ الشيخ محمد أنه كان مؤذنا بالشافعي وكان متزوجا بثلاث زوجات: واحدة في الشافعي وواحدة في طولون، وواحدة في زاوية البقلي في المنوفية، وكان يقرأ في كل يوم ختمة كاملة وهو يشتغل في الحياكة، ويقرئ أولاد صنجق في القاعة، ولم يذهب إلى بيت الصنجق ولا مرّة.
وحكي عن الجدّ الأعلى، أي: الشيخ عبد الكريم أنه حج سنة مع شيخه وأستاذه سيدي أحمد بن عثمان الشرنوبي صاحب الكرامات الظاهرة من جملة الفقراء فتاه الجدّ عن طريق الحج ثلاث ليال لم يدر أين يتوجه، فسار في الجبال ثم وجد جملا صغيرا عريانا باركا. فركبه فقام بسرعة كالطير إلى أن جاء لمقدم الحج وبرك، فضربه ضربا شديدا ليقوم فلم يتحرّك فتركه، فلما قدم على الأستاذ قال لتلامذته: سلموا على أخيكم الشيخ عبد الكريم الذي علقته ألف، وأرى جماعته أثر الضرب على أضلاعه، سامح الله الجميع، وغفر لهم من فيض جوده العميم، وأسكن الله الجميع بحبوحة جنات النعيم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
وإنما ذكرت هؤلاء الثلاثة تحدّثا بنعمة الله مولى الموالي، واقتداء بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» .
والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمد النبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين.
فائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن على حروف المعجم مختصرة من تأليف الشيخ إسماعيل النيسابوري
تغمده الله برحمته آمين الم* ألف الله، ولام جبريل، وميم محمد صلى الله عليه وسلم إِذْ* تكون بمعنى قد كقوله: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ*، وتكون بمعنى إذا كقوله: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا، وتكون بمعنى حين كقوله: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا، أُمَّةً* تكون بمعنى العصبة كقوله، وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ، وتكون بمعنى الملة كقوله:
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وتكون بمعنى السنين كقوله في هود: إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ، وتكون بمعنى الجماعة كقوله: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ، وتكون بمعنى الإمام كقوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ، وبمعنى السّنة كقوله: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ*. امْرَأَتُ عِمْرانَ اسمها حنة، وامرأة سعد بن ربيعة اسمها خولة. قال تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها.
وقيل هي امرأة رافع بن خديج، وامرأة إبراهيم عليه السلام واسمها سارة، وامرأة العزيز واسمها زليخا، وبلقيس، وبنتا شعيب واسمهما صفوراء وصفيراء، وامرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم، والمرأة التي أرادت تزويج النبي صلى الله عليه وسلم: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيّ، واسمها، ميمونة وامرأة نوح عليه السلام واسمها باعلة، وامرأة لوط عليه السلام واسمها واهلة، والحادية عشرة امرأة أبي لهب واسمها جميلة، ولم تذكر امرأة في القرآن باسمها إلا مريم
في أربعة وثلاثين موضعا، يهب لمن يشاء إناثا، وهو لوط: وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ، وهو إبراهيم: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً، وهو محمد صلى الله عليه وسلم: وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً، وهو يحيى بن زكريا عليه السلام الْبِرُّ* يكون بمعنى الاتباع كقوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، ويكون بمعنى الطاعة كقوله: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ، ويكون بمعنى الجنة كقوله: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ الْبَيْتَ* يطلق على الكعبة، ويطلق على بيت إبراهيم كقوله: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، ويطلق على
بيت محمد صلى الله عليه وسلم كقوله: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، ويطلق على سفينة نوح كقوله: وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً، ويطلق على البيت المعمور (البعل) الزوج كقوله: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ، ويطلق على الصنم كقوله: أَتَدْعُونَ بَعْلًا، وهو صنم طوله ثلاثون ذراعا، له أربعة أوجه: وجه أمام، ووجه خلف، ووجه يمين، ووجه شمال. قال عكرمة: ظهر الفساد في البرّ والبحر، في البرّ القرى البرّية: يعني المبنية في البرّ، والبحر التي على سواحل البحر (التوفي) يطلق على النوم كقوله: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ، ويطلق على الإماتة كقوله: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ* الثَّوابِ* يطلق ويراد به الفتح والغنيمة كقوله: فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ، وقوله: وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً، ويطلق على الزيادة كقوله:
فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ: يعني فزادكم غما على غمكم، ويطلق على العقوبة كقوله: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ، يعني عقوبة (الجدال) يطلق ويراد به الشك كقوله: وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ، أي: لا شك في فريضة الحج، ويطلق على المراء كقوله: قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا، ويطلق على المخاصمة كقوله: وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.
ويقال لما ألقى موسى عصاه صار جانا في الابتداء ثم صار ثعبانا في الانتهاء.
ويقال: كان حية لموسى، وثعبانا لفرعون، وجانا للسحرة الْحَمْدُ* يطلق
على الشكر، وعلى الثناء، وعلى المدح، وعلى الأمر، كقوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ، وعلى القول كقوله: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا الْحَقُّ* يطلق على الصدق، ويطلق على محمد صلى الله عليه وسلم كقوله: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ، وعلى الكعبة، وعلى المال، وعلى العمل كقوله:
وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ، وعلى الإسلام. قال تعالى: وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ، وعلى جبريل كقوله: لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، ويطلق على شهادة أن لا إله إلا الله كقوله: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ، وقوله: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، وعلى التوحيد كقوله: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، وعلى العدل كقوله: وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ، وعلى القرآن كقوله: قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، وقوله: وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ، ويطلق على القسم كقوله: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ. الْحِكْمَةَ* تطلق على النبوّة، وعلى القرآن كقوله: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. واختلف في تفسير: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ، فقال ابن عباس: النبوّة. وقال مقاتل: تفسير القرآن. وقال مجاهد:
إصابة القول والفعل. ويقال الخط الحسن. ويقال الفقه. وقال الحسن الورع.
ويقال الخشية لله. ويقال السنة والجماعة. ويقال إلهام الصواب (الحسن) يطلق على الصدق، كقوله: أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً، وعلى الحلال كقوله: وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً، ويطلق على الجنة كقوله: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً، ويطلق على الحق كقوله: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً الْحَسَنَةُ* قيل الفتح والغنيمة. وقيل التوحيد كقوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها*. وقيل: المطر. وقيل: الصواب. وقيل: العافية. وقيل: القول اللين.
وقيل: الثناء، لقوله: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً. وقيل: الطاعة. وقيل المرأة الصالحة. وقيل: الحور العين. وفسر ابن عباس: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً:
شهادة، وفي الآخرة حسنة الجنة وقال سهل بن عبد الله: في الدنيا السنة
والجماعة وفي الآخرة النعيم والجنة (الحبر) أي: العالم، ويطلق على الإكرام كقوله: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ، قال ابن عباس: تكرمون بالتحف، وقال يحيى بن بكير: تلذذون بالسماع الْخَيْرُ* يطلق على الأفضل، كقوله: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلًا، ويطلق على الأشرف، كقوله: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، ويطلق على الإسلام، ويطلق على المال كقوله: إِنْ تَرَكَ خَيْراً وكقوله: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً، ويطلق على الإيمان كقوله: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ.
وقال تعالى: لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً ويطلق على النعمة. قال تعالى: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ويطلق على الأجر. قال تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ ويطلق على الطعام. قال رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ويطلق على الظفر كقوله: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً ويطلق على الخيل. قال تعالى: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ويطلق على المال الكثير كقوله: إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ (السؤال) يكون للاستفهام نحو: يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ*، يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ، ويكون للحاجة، ويكون للنعت نحو: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، ويكون للامتحان نحو:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ. السَّكِينَةَ* الطمأنينة نحو، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ، وتكون للثبات كقوله: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ. قال عليّ كرّم الله وجهه: السكينة ريح هفافة لها رأسان ووجه، ويقال ريح خجوج لها رأسان، ويقال هي شيء له رأس وجناحان وذنب، ويقال شيء ميت له رأس كرأس الهرّة. فإذا أراد بنو إسرائيل الحرب فزعوا إليه. فإن صرخ علموا بالظفر. وقال السدي: طست من ذهب أتي به من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء، ويقال روح إذا اختلف بنو إسرائيل في شيء عمدوا إليه فأخبرهم بشأن ما اختلفوا فيه. وقال عطاء: آيات الله تسكن إليها قلوب بني
إسرائيل، وقيل: التابوت والسكينة شيء واحد (السيد) الحليم، ويطلق على الزوج والرئيس السَّيِّئَةُ* لها إطلاقات: تطلق على القتل والهزيمة وعلى الشرك كقوله: وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وعلى القحط والشدّة كقوله: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ، وعلى الضر كقوله: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ، وعلى القول القبيح كقوله:
وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ*، وقوله: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (الشاهد) يطلق على مشركي العرب كقوله: شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ. وعلى جبريل كقوله: وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ يعني جبريل، وقيل القرآن، وقيل صورة محمد، وقيل: لسانه، وقيل: ابن عم زليخا، وقيل أخوها. قال تعالى: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها وقيل محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هو عبد الله ابن سلام كقوله: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ الشَّجَرَةَ* التي نهى آدم عنها السنبلة، وقيل البر، وقيل: الكرم، وقيل: التين، وقيل: إنه نهى عن أكل شجرة بعينها ونهاه عن جنسها فهو لم يأكل من الشجرة المعينة، وقيل: إنما أكل من جنسها، قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ أي: نسي تلك الشجرة الشِّرْكَ يطلق على الشرك بالله كقوله: لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً، وعلى الرياء كقوله: فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الشفاء) هو الشفاء بعينه، وقيل البيان، وقيل الدواء كقوله: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ، وقيل العافية نحو، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. الصِّراطَ* يطلق على الدين، اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ، وعلى الطريق كقوله، وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ. الصَّلاةُ*. الصلوات الخمس، وتطلق على العبادة وعلى الخضوع، وقيل الدعاء كقوله: وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ وصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وعلى القراءة قال تعالى: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها قال الحسن: لا تصلها رياء ولا تدعها حياء. وتطلق على الإسلام. قال تعالى:
فلا صدّق ولا صلى الضَّلالَةُ* تطلق على الخذلان، وعلى الخطأ: فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ*، وعلى الكفر كقوله: إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ وعلى النسيان كقوله: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما، وتطلق على المحبة كقوله: قالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ، ووَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى، أي: وجدك خامل الذكر فرفع لك ذكرك، أو وجدك جاهلا بتبليغ الرسالة فهداك الله، أو وجدك بين قول ضلال فهداهم بك، أو وجدك ضالا عن الطريق فهداك إليها، وذلك في وقت الصبا (الطهارة) من الأدناس كقوله: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، وتطلق على النجاة كقوله: وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وتطلق على الإخلاص كقوله:
وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ، وقيل: ثيابك فاغسل أو فقصر، وقيل: وقلبك فأصلح، وقيل:
خلقك فحسن، وقيل: الطهارة من الشرك (الظلم) الكفر، ويطلق على المعصية من غير شرك، وعلى العسر والضيق والشدّة، ويطلق على الفقر، ويطلق على ضيق مكة كقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، وقيل:
بعد ضيق مكة يسر المدينة، أو بعد ضيق الدنيا يسر الآخرة، أو بعد ضيق القبر يسر الآخرة الْغَيْبُ* هو الله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ، وعلى السرّ، وعلى الفرج، وعلى المطر، وعلى القحط والجدب كقوله: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ. قال الكلبي: الغيب هنا الموت، وقيل: الجوع، وقيل: دفع المضرّة وجلب المنفعة، وقيل الولد من بطن الأم فِتْنَةٌ* تكون بمعنى البلية كقوله: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، وتكون بمعنى الشرك كقوله:
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ، وتكون بمعنى الكبر كقوله: ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ، وتكون بمعنى الاختبار كقوله: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ، وتكون بمعنى الجنون كقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ. فَضْلُ* المنة كقوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ*، ويطلق على التجاوز وعلى الحلف وعلى الإسلام كقوله: قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ، وعلى القرآن كقوله: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ، وعلى الطاعة كقوله: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ، الفضل الأخير الدرجات، ويكون الجنة كقوله: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً. فَزَعٍ الخوف. وقيل: هو ذبح الموت بين الجنة والنار ونداء جبريل بين الجنة والنار: حياة بلا موت الْقَرْيَةَ* أريحا كقوله:
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ، ونينوى كقوله: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ، ومكة كقوله: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وأنطاكية، فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها، وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ، والخامسة مدينة قوم لوط: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً، والسادسة بلد من البلدان كقوله: وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها (القنوت) الإقرار كقوله: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ*، ويطلق على الخشوع كقوله: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ، أي: خاشعين الْقُرْآنُ* يطلق على ستة أوجه. أحدها: القرآن بعينه. الثاني يطلق على كتاب من الكتب كقوله: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا. الثالث آية الكرسي كقوله: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، ويقال إن القرآن هنا فاتحة الكتاب، ومعناه على هذا القرآن، وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي، ومع ذلك فإنه قرآن عظيم. الرابع صلاة الفجر كقوله: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً، الخامس على التوحيد كقوله: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ. السادس: القراءة كقوله: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ما* على عشرة أوجه تكون مصدرية نحو: ما عَنِتُّمْ*، ونحو: بِما غَفَرَ لِي رَبِّي، وتكون للاستفهام، نحو: يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ*، يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها، وتكون للتعجب كقوله: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، ونحو: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ، وأصحاب الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، وتكون شرطية نحو: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها، وتكون كافة نحو: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ* وتكون للنفي نحو: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، وما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ، وتكون مهيئة إِذْ* وحَيْثُ* للجزم نحو:[الطويل]
وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر
…
به تلف من إياه تأمر آتيا
وحيث نحو: [السريع]
حيثما تستقم يقدر لك اللّ
…
هـ نجاحا في غابر الأزمان
وتكون بمعنى الوقت نحو: ما دُمْتُ فِيهِمْ، وتكون صلة نحو: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ، فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ* وتكون موصولة بمعنى الذي الْمَعْرُوفِ* أربعة عشر وجها. حسن العشرة من النفقة والكسوة. الثاني بمهر جديد كقوله: إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ. الثالث من غير إسراف ولا تقتير كقوله: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. الرابع الكلام الحسن: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ. الخامس هدية الرجل لامرأته عند الطلاق كقوله: مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ. السادس: اتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
السابع: قدر ما يحتاج إليه كقوله: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ. الثامن:
القرض، كقوله: بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ. التاسع: الصلوات والوصية بلا ريبة. العاشر العدل كقوله: فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ النَّارُ* ستة: نار جهنم، ونار الدنيا، ونار الزند، ونار الشجر: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً، ونار الحرام نحو: ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ.
والسادسة: النور كقوله: في قصة موسى عليه السلام: إِذْ رَأى ناراً والنُّورُ* أقسام: يطلق على الإيمان كقوله: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ*. والثاني القرآن كقوله: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا. والثالث محمد صلى الله عليه وسلم: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ. والرابع: النهار كقوله: وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ. والخامس: الهدى كقوله: وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ.
والسادس: التوراة كقوله: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ. والسابع: الإسلام كقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ.
الثامن: النور، وهو الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ. التاسع: المغفرة، العاشر: العدل، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها. الحادي عشر: الضياء كقوله: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً. النَّجْمُ* له إطلاقات، يطلق على النجوم بعينها، وعلى الفرقدين، وعلى النباتات التي لا ساق لها. قال تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. الْهُدى * له إطلاقات:
يطلق على التوفيق، وعلى الصواب، وعلى الإيمان، وعلى التثبيت، وعلى الإسلام، قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ والدعوة: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، والتوحيد والسنة: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ، وعلى التوبة كقوله: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ، وعلى القرآن: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى *. (الوحي) وحي من السماء، وهو الأصل، ووحي إلهام نحو: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي، وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ، وعلى الكتابة كقوله: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا، ووحي أمر كقوله: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً، وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ (الواو) تكون للاستئناف وللابتداء، وللعطف، وللقسم، وللصرف نحو: وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ، وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ، وللحال، ومقحمة نحو:
وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ، ويقال لها واو السرّ، فقالوا لها سرّ بين الله وخليله فأراد أن لا يطلع عليه أحدا فأشار إليه بالواو فقال: وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ، وتكون للنعت، أي: تدخل في الصفات نحو: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ، وواو الضمير نحو: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، أي: قاتل ومعه جموع كثيرة، ومنقلبة عن همزة نحو: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، بهمزة وبغير همزة، وتكون للعموم نحو: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ، إلى: وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وللتحقيق نحو: وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ، أي: حقق الله هذا العدد من غيره بالواو، وللتمييز نحو: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً، وواو الثمانية نحو: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها، وواو الجمع نحو: يُؤْمِنُونَ* ويُقِيمُونَ*، وواو توجب التفريق نحو: وَسَبْعَةٍ إِذا
رَجَعْتُمْ، وواو توجب الترتيب نحو: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ الآية، وواو توجب الجمع نحو: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ، وواو المفعول نحو: وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً. تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها.
وتكون الواو بمعنى أو نحو: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ*، معناه أو ثلاث أو رباع، وتكون بمعنى حتى كقوله في الفتح: تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ معناه: حتى يسلموا، وواو بمعنى الفاء نحو: سَمِعْنا وَأَطَعْنا*، وواو بمعنى مع كقوله: مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، معناه مع أنك أرحم الراحمين، وتكون بمعنى اللام كقوله: وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما، وواو البناء ألحق بناء الثلاث ببناء الرباعي بهذه الواو، وبالياء من الواو نحو: وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا أصله بغويا (واليد) تكون صفة من صفات الذات، نحو: خَلَقْتُ بِيَدَيَّ، وتكون للنصرة نحو: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ، وتكون للجارحة كقوله: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها إلخ، وتكون بمعنى القهر والذلّ نحو: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ، وتكون بمعنى القوّة نحو: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ.
تمت الفائدة بحمد الله تعالى وعونه، وحسن توفيقه، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين وسلّم آمين.