المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة التوبة مدنية (1) إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:

- ‌الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف:

- ‌تنبيهات

- ‌سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس:

- ‌التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ

- ‌[مطالب]

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة والذاريات

- ‌سورة والطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبإ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى عز وجل

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة والفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورتا الفلق والناس

الفصل: ‌ ‌سورة التوبة مدنية (1) إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ

‌سورة التوبة

مدنية (1)

إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخرها، فإنهما نزلتا بمكة، وإنما تركت البسملة في براءة لأنها نزلت لرفع الأمان. قال حذيفة بن اليمان:

إنكم تسمونها التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، أو لأنها تشبه الأنفال وتناسبها، لأن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها فضمت إليها، وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب البسملة، وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقي اختلافهم في ثلاث آيات أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عدّها البصري إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً عدّها الشامي وَعادٍ وَثَمُودَ عدّها المدنيان والمكي، وكلمها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة، وحروفها عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ستة عشر موضعا: عاهدتم من المشركين بعده، ثم لم ينقصوكم شيئا على أن أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أوّل السورة مجمع على عدّه، وقاتلوا المشركين، برحمة منه ورضوان، وقلبوا لك الأمور، وفي الرقاب، ويؤمن

للمؤمنين من يلمزك في الصدقات عذابا

ــ

سورة التوبة مدنية وقيل: إلا الآيتين آخرها فمكيتان عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، وكذا: مخزي الكافرين، وكذا: ورسوله فَهُوَ

(1) سورة التوبة مائة وعشرون وتسع في الكوفي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في ثلاثة آيات:

بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (3) بصري، وَعادٍ وَثَمُودَ (70) حجازي، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (39) شامي، «التخليص» (278).

ص: 330

أليما، وهو الثاني، ما على المحسنين من سبيل، ألّا يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار، وتفريقا بين المؤمنين فيقتلون ويقتلون، أن يستغفروا للمشركين ما يتقون، أنهم يفتنون عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ورأس آية غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ليس بوقف لعطف وأن الله على ما قبله الْكافِرِينَ كاف، إن لم يعطف وأذان على براءة يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ حسن، على قراءة الحسن البصري، إن الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن، لأن أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة ورسولُه كاف، إن رفع ورسوله عطفا على مدخول إن قبل دخلوها، إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفا على الضمير المستكنّ في بريء، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله، وقد اجتمعت القراء على رفع ورسوله إلا عيسى بن عمرو، ابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأن ورسوله عطف على لفظ الجلالة، أو على أنه مفعول معه، وقرأ الحسن ورسوله بالجر على أنه مقسم به: أي ورسوله إن الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى، وعليها يوقف على المشركين أيضا. وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام، حتى يحكى أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ ورسوله بالجرّ. فقال الأعرابي:

إن كان الله بريئا من رسوله فأنا بريء، فأنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم العربية، ويحكى أيضا عن عليّ كرّم الله وجهه، وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون ورسوله عطفا على من المشركين لأنه يؤدي إلى الكفر. وهذا من الواضحات اه.

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خَيْرٌ لَكُمْ جائز وغَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ الثاني كاف بِعَذابٍ أَلِيمٍ ليس بوقف

ص: 331

سمين مع زيادة للإيضاح فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ جائز غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ الثاني، حسن بِعَذابٍ أَلِيمٍ ليس بوقف للاستثناء بعده، وقيل يجوز بجعل إلا بمعنى الواو ويبتدأ بها ويسند إليها إِلى مُدَّتِهِمْ كاف، ومثله: المتقين، وقيل تامّ كُلَّ مَرْصَدٍ كاف، ومثله: سبيلهم رَحِيمٌ تامّ كَلامَ اللَّهِ جائز مَأْمَنَهُ حسن لا يَعْلَمُونَ كاف الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حسن فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ كاف الْمُتَّقِينَ تامّ وَلا ذِمَّةً حسن قُلُوبُهُمْ جائز فاسِقُونَ كاف، ومثله: عن سبيله، وكذا: يعملون وَلا ذِمَّةً حسن الْمُعْتَدُونَ كاف، ومثله: في الدين، ويعلمون، وأئمة الكفر، قرأ ابن عامر أنهم لا إيمان لهم بكسر الهمزة، أي: لا تصديق لهم، والباقون بفتحها جمع يمين، يعني نفي الأيمان عن الكفار إن صدرت منهم، وبذلك قال الشافعي، وقال أبو حنيفة: يمين الكافر لا تكون يمينا شرعية يَنْتَهُونَ كاف، ومثله: أوّل مرة، وقال الأخفش: تامّ، وخولف في هذا، لأن ما بعده متعلق بما قبله، وقال بعضهم: الوقف أتخشونهم، لأن اسم الله مبتدأ مع الفاء وخبره أحق، أو أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره قدم عليه، والجملة خبر الأول مُؤْمِنِينَ كاف قُلُوبِهِمْ حسن، على القراءة المتواترة برفع يتوب مستأنفا، وليس بوقف على قراءة ابن أبي

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستثناء بعده إِلى مُدَّتِهِمْ كاف، وكذا: المتقين، وكل مرصد، وسبيلهم. وقال أبو عمرو في الْمُتَّقِينَ تامّ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مَأْمَنَهُ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ كاف الْمُتَّقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ إِلًّا وَلا ذِمَّةً صالح. وقال أبو عمرو:

كاف فاسِقُونَ حسن عَنْ سَبِيلِهِ كاف يَعْمَلُونَ حسن الْمُعْتَدُونَ كاف، وكذا: في الدين لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: أئمة الكفر يَنْتَهُونَ حسن أَوَّلَ مَرَّةٍ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: غيظ قلوبهم عَلى مَنْ يَشاءُ

ص: 332

إسحاق، ويتوب بالنصب على إضمار أن أو جوابا للأمر بالواو فيكون القتال سببا للتوبة مَنْ يَشاءُ كاف حَكِيمٌ تامّ وَلِيجَةً كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ: بالكفر، حسن: على استئناف ما بعده، أي: ما كان لهم أن يعمروه في حال إقرارهم بالكفر، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من قوله: للمشركين، وعليه فلا يوقف على بالكفر، ولا على أعمالهم خالِدُونَ تامّ ومثله: مِنَ الْمُهْتَدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن، لا يستوون عند الله أحسن منه الظَّالِمِينَ تامّ، لانقطاع ما بعده عما قبله لفظا ومعنى عِنْدَ اللَّهِ حسن الْفائِزُونَ كاف وَجَنَّاتٍ جائز مُقِيمٌ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً كاف عَظِيمٌ تامّ عَلَى الْإِيمانِ كاف: للابتداء بعده بالشرط الظَّالِمُونَ تامّ: ولا وقف

من قوله: قل إن كان إلى قوله: يأمره لعطف المذكورات على آباؤكم، وخبر كان أحب، ولا يوقف على اسم كان دون خبرها بِأَمْرِهِ كاف الْفاسِقِينَ تام كَثِيرَةٍ حسن، وقيل كاف على إضمار فعل تقديره ونصركم يَوْمَ حُنَيْنٍ وليس بوقف إن جعل، ويوم حنين معطوفا على قوله:

في مواطن، ومنهم من وقف على حنين، لأن ويوم عطف على محل مواطن عطف ظرف زمان على ظرف مكان، وذلك جائز تقول: مررت أمامك ويوم الجمعة، وهو جيد عَنْكُمْ شَيْئاً جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال بِما رَحُبَتْ جائز

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حسن حَكِيمٌ تامّ وَلِيجَةً كاف بِما تَعْمَلُونَ تامّ بِالْكُفْرِ حسن حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ جائز خالِدُونَ حسن مِنَ الْمُهْتَدِينَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ كاف الظَّالِمِينَ تامّ عِنْدَ اللَّهِ جائز الْفائِزُونَ حسن وَجَنَّاتٍ مفهوم أَبَداً كاف عَظِيمٌ تامّ عَلَى الْإِيمانِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمُونَ تامّ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ حسن.

ص: 333

مُدْبِرِينَ حسن وثم لترتيب الأخبار وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها صالح:

على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله، ولكنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا كاف، وكذا:

الكافرين، ومثله من يشاء رَحِيمٌ تامّ نَجَسٌ حسن، على استئناف ما بعده بَعْدَ عامِهِمْ هذا كاف، وقيل تامّ إِنْ شاءَ كاف حَكِيمٌ تامّ: ولا وقف إلى صاغرون، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد صاغِرُونَ تامّ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ جائز، ومثله: المسيح ابن الله، وقيل كاف لتناهي مقول الفريقين، ورسموا ابن بألف في الموضعين، لأن ألف ابن إنما تحذف إذا وقع ابن صفة بين علمين ونسب لأبيه، فلو نسب لجدّه: كقولك محمد ابن هشام الزهري لم تحذف الألف، لأن هشاما جدّه، أو نسب إلى أمّه لم تحذف أيضا كعيسى ابن مريم، أو نسب إلى غير أبيه لم تحذف أيضا كالمقداد ابن الأسود، فأبوه الحقيقي عمرو، وتبناه الأسود فهو كزيد ابن الأمير أو زيد ابن أخينا بِأَفْواهِهِمْ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الفريقين، أي: مضاهين قول الذين كفروا من قبل، وحينئذ لا يوقف من قوله: وقالت اليهود إلى: يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، لاتصال الكلام بعضه ببعض مِنْ قَبْلُ كاف أَنَّى يُؤْفَكُونَ تامّ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ حسن، وقيل تامّ إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل حالا، أي: اتخذوه غير مأمورين باتخاذه إِلهاً

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقال أبو عمرو: كاف الْفاسِقِينَ تامّ مَواطِنَ كَثِيرَةٍ مفهوم مُدْبِرِينَ صالح، وكذا: الكافرين عَلى مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ عامِهِمْ هذا حسن إِنْ شاءَ كاف حَكِيمٌ تامّ، وكذا: صاغرون وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ جائز وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ كاف، وكذا: من قبل أَنَّى يُؤْفَكُونَ حسن وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ تامّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن: وقال أبو عمرو فيهما: كاف

ص: 334

واحِداً حسن يُشْرِكُونَ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز الْكافِرُونَ تامّ، على استئناف ما بعده وإن جعل ما بعده متعلقا بما قبله لم يتم: إلا أن يتمّ نوره، وكذا: الدين كله ليس بوقف، لأن لو قد اكتفى عن جوابها بما قبلها الْمُشْرِكُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو:

تام إن جعل والذين يكنزون في محل رفع بالابتداء وخبره فبشرهم، وليس بوقف إن جعل في محل نصب عطفا على إن كثيرا، وكأنه قال: إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الثاني ليس بوقف لمكان الفاء بِعَذابٍ أَلِيمٍ كاف، إن نصب يوم بمحذوف يدل عليه عذاب، أي: يعذبون يوم يحمى أو نصب باذكر مقدرا، وليس بوقف إن نصب يوم بقوله: أليم، أو بعذاب، ولكن نصبه بعذاب لا يجوز لأنه مصدر قد وصف قبل أخذ متعلقاته، فلا يجوز إعماله. وهذا الشرط في عمله النصب للمفعول به لا في عمله في الظرف والجار والمجرور، لأن الجوامد قد تعمل فيه مع عمله في المتعلق، ولو أعمل وصفه وهو أليم لجاز، أي: أليم عظيم قدره يوم يحمى عليها وَظُهُورُهُمْ كاف، على استئناف ما بعده، لأن بعده قولا محذوفا تقديره، فيقال هذا الكي جزاء ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ولِأَنْفُسِكُمْ جائز تَكْنِزُونَ تامّ وَالْأَرْضَ جائز حُرُمٌ حسن

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يُشْرِكُونَ حسن الْكافِرُونَ تام، وكذا: المشركون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن.

وقال أبو عمرو: تامّ، هذا إن جعل وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ في محل رفع بالابتداء وخبره:

فبشرهم. فإن جعل في محل نصب عطفا على كثيرا وكأنه قال: إن كثيرا منهم ليأكلون، والذين يكنزون يأكلون أيضا، لكن لم يكن الوقف حسنا ولا تاما بِعَذابٍ أَلِيمٍ كاف، وكذا: وظهورهم تَكْنِزُونَ تام أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كاف ذلِكَ الدِّينُ

ص: 335

الْقَيِّمُ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف، على أن الضمير فيهنّ يعود على أربعة، فلا يوقف من قوله: منها أربعة إلى قوله: أنفسكم، وإن جعل الضمير في فيهنّ يعود على اثنا عشر لم يوقف من قوله: يوم خلق السموات والأرض إلى قوله: ذلك الدين القيم. قاله يعقوب، ثم قال: والصحيح في ذلك أن عود الضمير لا يمنع الوقف على ما قبله، لأن بعض التامّ والكافي جميعه كذلك.

قاله النكزاوي كَافَّةً كاف الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن: لمن قرأ:

يضل بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول، وبها قرأ الأخوان وحفص، والباقون مبنيا للفاعل من أضلّ، وليس بوقف لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد يجعل الضلالة والزيادة من فعلهم كأنه قال زادوا في الكفر فضلوا ما حَرَّمَ اللَّهُ حسن أَعْمالِهِمْ كاف الْكافِرِينَ تامّ إِلَى الْأَرْضِ حسن، وقيل كاف للاستفهام بعده مِنَ الْآخِرَةِ أحسن منه إِلَّا قَلِيلٌ كاف، للابتداء بعده بالشرط وليست إلا حرف استثناء في الموضعين، وإنما هي إن الشرطية أدغمت النون في اللام، وسقطت النون في: تنفروا وسقوطها علامة الجزم، وجواب الشرط يعذبكم، وتقديرهما: إن لم تنفروا، إن لم تنصروه قَوْماً غَيْرَكُمْ حسن، ومثله:

شيئا قَدِيرٌ كاف إِنَّ اللَّهَ مَعَنا حسن فَأَنْزَلَ اللَّهُ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْقَيِّمُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ كاف، وكذا: كما يقاتلونكم كافة مَعَ الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن: لمن قرأ يُضَلُّ بضم الياء مع فتح الضاد أو كسرها، وليس بحسن لمن قرأ بفتح الياء وكسر الضاد، لأنه يجعل الزيادة والضلالة من فعلهم، كأنه قال: زادوا في الكفر فضلوا، بخلافة على القراءتين الأوليين فإنه منقطع عن الأول فحسن الوقف على ذلك فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سُوءُ أَعْمالِهِمْ كاف الْكافِرِينَ تامّ إِلَى الْأَرْضِ كاف، وكذا: من الآخرة، وإلا قليل وشيئا، وقدير. وقال أبو عمرو في إلا قليل وقدير: تامّ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا كاف

ص: 336

سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار كما روى عن سعيد بن جبير، وإن جعل الضمير في عليه للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكف الوقف عليه السُّفْلى تامّ: لمن قرأ، وكلمة الله بالرفع، وبها قرأ العامة وهي أحسن لأنك لو قلت: وجعل كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا بالنصب عطفا على مفعولي جعل لم يكن حسنا، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كلمة الذين كفروا هي السفلى، وبها قرأ علقمة والحسن ويعقوب، قال أبو البقاء: وهو ضعيف لثلاثة أوجه، أحدها وضع الظاهر موضع المضمر كقول الشاعر:[الخفيف]

لا أرى الموت يسبق الموت شيء

نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

إذ لو كان كذلك لكان (وجعل كلمته هي العليا) وقراءته بالنصب إذن جائزة معروفة في كلام العرب. الثاني أن فيه دلالة على أن كلمة الله كانت السفلى فصارت عليا، وليس كذلك. الثالث توكيد مثل ذلك ب هي بعيد، إذ ليس القياس أن تكون إياها. وقيل ليست توكيدا، لأن المضمر لا يؤكد المظهر. اه سمين.

هِيَ الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ، للابتداء بالأمر وانتصب خِفافاً وَثِقالًا على الحال من فاعل انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: الشقة على استئناف ما بعده، أي:

يقولون بالله لو استطعنا، أو بالله متعلق بسيحلفون مَعَكُمْ حسن

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ كاف، إن جعل الضمير في عليه للصديق رضي الله عنه، وهو المختار السُّفْلى تامّ: لمن قرأ وَكَلِمَةُ اللَّهِ بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا الْعُلْيا كاف، على القراءتين حَكِيمٌ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كاف تَعْلَمُونَ حسن، وكذا: الشقة مَعَكُمْ كاف، وكذا: أنفسهم لَكاذِبُونَ تامّ. وزعم بعضهم أن الوقف على عَفَا اللَّهُ عَنْكَ

ص: 337

يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ أحسن منه لَكاذِبُونَ كاف وزعم بعضهم أن الوقف على: عفا الله عنك، وغرّه أن الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم لشدّة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لا بدّ من إضمار شيء تكون حتى غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر، الكلام في غنية عنه ولا ضرورة تدعو إليه لتعلق ما بعده به الْكاذِبِينَ كاف، ومثله: وأنفسهم، وبالمتقين، ويتردّدون لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وصله بما بعده أولى لحرف الاستدراك بعده، قرأ العامة عدّة بضم العين وتاء التأنيث، أي: من الماء والزاد والراحلة، وقرئ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً بفتح العين، وضمير له عائد على الخروج فَثَبَّطَهُمْ جائز الْقاعِدِينَ كاف. قيل هو من كلام بعضهم لبعض. وقيل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والقاعدون النساء والصبيان يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ حسن: على أن الواو للاستئناف، وليس بوقف إن جعلت الجملة حالا من مفعول يبغونكم، أو من فاعله، ورسموا: ولا أوضعوا بزيادة ألف بعد لام ألف كما ترى، ولا تعلم زيادتها من جهة اللفظ، بل من جهة المعنى، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به سَمَّاعُونَ لَهُمْ كاف، ومثله:

بالظالمين، وكذا: كارهون وَلا تَفْتِنِّي حسن: نزلت في الجد بن قيس. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك في جلاد بني الأصفر: وكان لهم بنات لم يكن في وقتهنّ أجمل منهنّ، فقال الجد بن قيس ائذن لي في التخلف ولا تفتني بذكر بنات بني الأصفر، فقد علم قومي أني لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن.

واختلف في الابتداء بقوله: ائذن لي، فالكسائي يبدأ بهمزتين الثانية منهما ساكنة، ومن أدرج الألف في الوصل ابتدأ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، لأن القاعدة في الابتداء بالهمزة أن يكتب الساكن بحسب حركة ما قبله

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف، وليس كذلك لتعلق ما بعده به وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ تامّ وَأَنْفُسِهِمْ كاف، وكذا: بالمتقين، ويتردّدون. وزعم بعضهم أنه يوقف على لَهُ عُدَّةً ولا أراه جيدا مَعَ الْقاعِدِينَ حسن سَمَّاعُونَ لَهُمْ

كاف بِالظَّالِمِينَ حسن، وكذا: كارهون،

ص: 338

أوّلا، أو وسطا، أو آخرا نحو ائذن وائتمن والبأساء، واقرأ وجئناك هيئ، والمؤتون، وتسؤهم، لأن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه سَقَطُوا حسن: معناه في الإثم الذي حصل بسبب تخلفهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بِالْكافِرِينَ كاف تَسُؤْهُمْ حسن: للابتداء بالشرط فَرِحُونَ تامّ لَنا جائز مَوْلانا حسن الْمُؤْمِنُونَ كاف الْحُسْنَيَيْنِ حسن، يعني الغنيمة أو الشهادة أَوْ بِأَيْدِينا حسن فَتَرَبَّصُوا أحسن منه للابتداء بعد بإنا مُتَرَبِّصُونَ أحسن منهما.

وقيل: لا وقف من قوله: قل هل تربصون إلى متربصون، لأن ذلك كله داخل تحت القول المأمور به، والوقف على المواضع المذكورة في هذه الآية للفصل بين الجمل المتغايرة المعنى لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ جائز فاسِقِينَ كاف، ومثله:

كارهون وَلا أَوْلادُهُمْ حسن: إن جعل في الحياة الدنيا متصلا بالعذاب كأنه قال: إنما يريد الله ليعذبهم بها: أي بالتعب في جمعها وإنفاقها كرها، وهو قول أبي حاتم وقيل: ليس بوقف، لأن الآية من التقديم، والتأخير لاتصال الكلام بعضه ببعض، أي: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها، أي: في الآخرة، وهذا الشرط معتبر في قوله:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقوله: ولا تفتنى سَقَطُوا كاف بِالْكافِرِينَ تامّ تَسُؤْهُمْ صالح فَرِحُونَ تامّ كَتَبَ اللَّهُ لَنا جائز هُوَ مَوْلانا حسن، وكذا: المؤمنون إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ صالح: ولا أحبه، لأن فائدة الكلام فيما بعده أَوْ بِأَيْدِينا كاف مُتَرَبِّصُونَ حسن لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ مفهوم فاسِقِينَ تامّ كارِهُونَ كاف وَلا أَوْلادُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن أريد بالعذاب إنفاق الذهب والفضة في الدنيا، لأنهم كانوا ينفقونها كرها، فإن أريد به عذاب الآخرة بتقدير، فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة، لم يكن ذلك وقفا، وهذا الشرط معتبر في قوله تعالى وَأَوْلادُهُمْ الآتي وَهُمْ كافِرُونَ كاف قَوْمٌ يَفْرَقُونَ حسن، وكذا: يجمحون فِي الصَّدَقاتِ مفهوم

ص: 339

وأَوْلادُهُمْ الآتي وَهُمْ كافِرُونَ حسن، ومثله: إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ الأول يَفْرَقُونَ كاف، ومثله يجمحون فِي الصَّدَقاتِ حسن، وهو حرقوص بن زهير التميمي ذو الخويصرة رأس الخوارج رَضُوا جائز: للفصل بين الشرطين، وجواب الأول لا يلزم فيه المقارنة، بخلاف الثاني فجاء بإذا الفجائية، وإنهم إذا لم يعطوا فاجأ سخطهم ولم يكن تأخيره لما جبلوا عليه من محبة الدنيا والشره في تحصيلها، ومفعول رَضُوا أي: رضوا ما أعطوا يَسْخَطُونَ كاف حَسْبُنَا اللَّهُ حسن ومثله: ورسوله، على استئناف ما بعده، وقيل: ليس بوقف، لأن من قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا إلى راغِبُونَ متعلق بلو، وجواب لو محذوف تقديره: لكان خيرا لهم. وقيل جوابها وقالوا والواو زائدة، وهذا مذهب الكوفيين، وقوله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون: هاتان الجملتان كالشرح لقوله: حسبنا الله، ولذلك لم يتعاطفا لأنهما كالشيء الواحد، لاتصال منع العطف. قاله السمين راغِبُونَ تامّ وَابْنِ السَّبِيلِ جائز، لأن ما بعده منصوب في المعنى بما قبله، لأنه في معنى المصدر المؤكد، أي: فرض الله هذه الأشياء عليكم فريضة فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيمٌ تامّ هُوَ أُذُنٌ حسن، وكاف إن نوّن أذن وخير ورفعا، ومن قرأ قُلْ هو أُذُنُ خَيْرٍ بخفض الراء على الإضافة، وهي القراءة المتواترة كان وقفه على مِنْكُمْ حسنا على القراءتين وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ كاف: لمن قرأ وَرَحْمَةٌ بالرفع مستأنفا، أي: وهو رحمة،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَسْخَطُونَ كاف حَسْبُنَا اللَّهُ صالح وَرَسُولُهُ كاف راغِبُونَ تامّ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ هُوَ أُذُنٌ صالح.

وقال أبو عمرو: كاف لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ تامّ عَذابٌ أَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لِيُرْضُوكُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ خالِداً فِيها كاف الْعَظِيمُ حسن بِما فِي قُلُوبِهِمْ كاف ما تَحْذَرُونَ حسن نَخُوضُ وَنَلْعَبُ صالح. وقال

ص: 340

وليس بوقف لمن رفعها عطفا على، أذن، وكذا من جرّها عطفا على خير.

والمعنى إننا نقول ما شئنا ثم نأتي فنعتذر فيقبل منا، فقال الله: قل أذن خير لكم، أي: إن كان الأمر على ما تقولون فهو خير لكم، وليس الأمر كما تقولون ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، أي: إنما يصدّق المؤمنين آمَنُوا مِنْكُمْ كاف، ومثله: أليم، وكذا لِيُرْضُوكُمْ على استئناف ما بعده تامّ خالِداً فِيها كاف ومثله: العظيم وبِما فِي قُلُوبِهِمْ، وقُلِ اسْتَهْزِؤُا، وما تَحْذَرُونَ، ونَلْعَبُ كلها وقوف كافية تَسْتَهْزِؤُنَ حسن لا تَعْتَذِرُوا أحسن منه. وقيل: تامّ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كاف، سواء قرئ تعف بضم التاء مبنيا للمفعول، أي: هذه الذنوب، أو قرئ تعذب بضم التاء مبنيا للمفعول أيضا طائفة نائب الفاعل، وبها قرأ مجاهد، وقرئ نعف بنون العظمة ونعذب كذلك طائفة بالنصب على المفعولية، وبها قرأ عاصم، وقرأ الباقون إن يعف تعذب مبنيا للمفعول ورفع طائفة على النيابة والنائب في الأول الجارّ بعده مُجْرِمِينَ حسن، ومثله:

من بعض لأنه لو وصل بما بعده لكانت الجملة صفة لبعض، وهي صفة لكل المنافقين أَيْدِيَهُمْ جائز فَنَسِيَهُمْ كاف، ومثله: الفاسقون خالِدِينَ فِيها جائز هِيَ حَسْبُهُمْ حسن وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ أحسن منه مُقِيمٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله. وقيل حسن لكونه رأس آية، وذلك على قطع الكاف في قوله: كَالَّذِينَ عما قبلها، أي: أنتم كالذين فالكاف في

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبو عمرو: كاف تَسْتَهْزِؤُنَ حسن لا تَعْتَذِرُوا تامّ، وكذا: بعد إيمانكم، وكانوا مجرمين فَنَسِيَهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْفاسِقُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها صالح، وكذا: هي حسبهم، ولعنهم الله. وأصلحها لعنهم الله عَذابٌ مُقِيمٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده به كَالَّذِي خاضُوا تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ جائز الْخاسِرُونَ تامّ وَالْمُؤْتَفِكاتِ كاف بِالْبَيِّناتِ صالح يَظْلِمُونَ تامّ أَوْلِياءُ

ص: 341

محل رفع خبر مبتدإ محذوف وَأَوْلاداً جائز بِخَلاقِهِمْ ليس بوقف، لاتساق ما بعده على ما قبله كَالَّذِي خاضُوا كاف على استئناف ما بعده وَالْآخِرَةِ جائز الْخاسِرُونَ كاف وَالْمُؤْتَفِكاتِ حسن، ومثله:

بالبينات، للابتداء بعد بالنفي يَظْلِمُونَ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ جائز وَرَسُولَهُ حسن سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ أحسن منه. وقيل كاف: للابتداء بإن عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: وعد الله إلى عدن، فلا يوقف على، الأنهار، لأن خالدين حال مما قبله، ولا على فيها، لاتساق ما بعده على ما قبله فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ كاف، ومثله: أكبر الْعَظِيمُ تامّ، لانتهاء صفة المؤمنين بذكر ما وعدوا به من نعيم الجنات وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ جائز وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ حسن وَبِئْسَ الْمَصِيرُ كاف ما قالُوا حسن.

حلف الجلاس بن سويد من المنافقين إن كان محمد صادقا فنحن شرّ من الحمير بِما لَمْ يَنالُوا كاف وكذا: من فضله، للابتداء بالشرط مع الفاء يَكُ خَيْراً لَهُمْ كاف، للابتداء بالشرط أيضا، وللفصل بين الجملتين وَالْآخِرَةِ كاف: للابتداء بالنفي وَلا نَصِيرٍ تامّ مِنَ الصَّالِحِينَ حسن، ومثله: معرضون يَكْذِبُونَ تامّ الْغُيُوبِ كاف، إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ خبره سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وليس بوقف إن جعل بدلا من الضمير في: نجواهم، ولا وقف من قوله: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ إلى قوله: سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ فلا يوقف على: في الصدقات، ولا على:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بَعْضٍ صالح وَرَسُولَهُ كاف وكذا: سيرحمهم الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ كاف، وكذا: ورضوان من الله أكبر الْعَظِيمُ تامّ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ صالح وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ حسن ما قالُوا كاف بِما لَمْ يَنالُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ فَضْلِهِ كاف، وكذا: الآخرة وَلا نَصِيرٍ حسن.

وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الصَّالِحِينَ صالح، وكذا: معرضون يَكْذِبُونَ تامّ عَلَّامُ

ص: 342

جهدهم، ولا على: فيسخرون منهم، لأن خبر المبتدأ لم يأت، وهو سخر الله منهم. والوقف على سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ جائز أَلِيمٌ كاف أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ جائز: للابتداء بالشرط فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف ومثله:

ورسوله الْفاسِقِينَ تامّ: ولا وقف من قوله فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ إلى قوله:

فِي الْحَرِّ فلا يوقف على: رسول الله، ولا على: في سبيل الله فِي الْحَرِّ كاف، ومثله: أشدّ حرا، لأن جواب لو محذوف، أي: لو كانوا يفقهون حرارة النار لما قالوا: لا تنفروا في الحرّ، ولو وصل لفهم أن نار جهنم لا تكون أشدّ حرّا إن لم يفقهوا ذلك يَفْقَهُونَ كاف، ومثله كثيرا لأن جزاء إما مفعول له أو مصدر لفعل محذوف، أي: يجزون جزاء يَكْسِبُونَ كاف، ومثله: معي عدوّا، وقيل لا وقف من قوله: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا إلى مَعَ الْخالِفِينَ لأن ذلك كله داخل في القول أَوَّلَ مَرَّةٍ جائز مَعَ الْخالِفِينَ كاف. والوقف على قَبْرِهِ، وفاسِقُونَ، وأَوْلادُهُمْ، وكافِرُونَ، ومَعَ الْقاعِدِينَ، ومَعَ الْخَوالِفِ، ولا يَفْقَهُونَ كلها وقوف كافية وَأَنْفُسِهِمْ جائز الْخَيْراتُ كاف الْمُفْلِحُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها كاف الْعَظِيمُ تامّ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ تامّ، عند نافع، وقال غيره: ليس بتامّ، لأن قوله وَقَعَدَ الَّذِينَ معطوف على وجاء وَرَسُولَهُ كاف أَلِيمٌ تامّ: ولا وقف من قوله: ليس على الضعفاء، إلى قوله ورسوله، فلا يوقف على المرضى، ولا على حرج لاتساق الكلام وَرَسُولِهِ كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: من سبيل، وكذا: رحيم، وجاز

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْغُيُوبِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ صالح أَلِيمٌ تامّ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ صالح فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كاف، وكذا: ورسوله الْفاسِقِينَ تامّ فِي الْحَرِّ كاف، وكذا: يفقهون بِما كانُوا يَكْسِبُونَ حسن، وكذا: معي عدوّا، ومع الخالفين، وعلى قبره، وفاسقون، وكذا: وأولادهم وكافرون، ومع القاعدين، ومع

ص: 343

الوقف عليه إن عطف ما بعده عليه لكونه رأس آية. وقيل تامّ، على أنه منقطع عما بعده، لأن الذين بعده نزل في العرباض بن سارية وأصحابه ولا وقف من قوله: ولا على الذين إلى قوله ما ينفقون، فلا يوقف على قوله عليه لأن قوله:

تَوَلَّوْا علة لأتوك، ولا على حزنا، لأن قوله: ألا يجدوا مفعول من أجله.

والعامل فيه حزنا فيكون ألا يجدون علة العلة: يعني أنه علل فيض الدمع بالحزن، وعلل الحزن بعدم وجدان النفقة، وهو واضح، انظر السمين.

ما يُنْفِقُونَ تامّ أَغْنِياءُ جائز، لأن رضوا يصلح أن يكون مستأنفا ووصفا الْخَوالِفِ حسن لا يَعْلَمُونَ تامّ، على استئناف ما بعده إِلَيْهِمْ حسن لا تَعْتَذِرُوا أحسن منه لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ أحسن منهما مِنْ أَخْبارِكُمْ كاف: لاستيفاء بناء المفاعيل الثالث: الأول نا.

والثاني من أخباركم ومن زائدة. والثالث حذف اختصارا للعلم به والتقدير:

نبأنا الله من أخباركم كذا وَرَسُولُهُ حسن تَعْمَلُونَ كاف، وقيل: تامّ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ جائز، ومثله: فأعرضوا عنهم، وكذا: إنهم رجس ومأواهم جهنم، وما بعده منصوب بما قبله في المعنى، لأنه إما مفعول له، أو مفعول لمحذوف، أي: يجزون جزاء لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء الْفاسِقِينَ تامّ عَلى رَسُولِهِ كاف، ومثله: حكيم الدَّوائِرَ حسن. وقيل: كاف السَّوْءِ كاف عَلِيمٌ تامّ الرَّسُولِ كاف قُرْبَةٌ لَهُمْ حسن فِي رَحْمَتِهِ كاف رَحِيمٌ تامّ بِإِحْسانٍ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخوالف، ولا يفقهون الْمُفْلِحُونَ تامّ خالِدِينَ فِيها كاف الْعَظِيمُ تامّ وَرَسُولَهُ حسن أَلِيمٌ تامّ وَرَسُولِهِ حسن مِنْ سَبِيلٍ صالح، وكذا:

رحيم. وجاز الوقف عليه وإن عطف ما بعده عليه، لأنه رأس آية، ولطول الكلام بينهما ما يُنْفِقُونَ حسن، وكذا: مع الخوالف لا يَعْلَمُونَ تام رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ مفهوم، وكذا: لا تعتذروا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ كاف مِنْ أَخْبارِكُمْ صالح، وكذا،

ص: 344

ليس بوقف، لأن قوله: رضي الله عنهم خبر والسابقون، فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف. وكان عمر بن الخطاب يرى أن الواو ساقطة من قوله: والذين اتبعوهم، ويقول إن الموصول صفة لما قبله حتى قال له زيد بن ثابت إنها بالواو، فقال ائتوني بثان فأتوه به، فقال له تصديق ذلك في كتاب الله في أول الجمعة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وأوسط الحشر وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ وآخر الأنفال وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وروى أنه سمع رجلا يقرؤها بالواو فقال أبيّ: إنها بلا واو فدعاه، فقال أقرأنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لتبيع القرظ بالينبع، قال صدقت وإن شئت قل شهدنا وغبتم ونصرنا وخذلتم وأوينا وطردتم ومن ثم قال عمر لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يرفعها أحد بعدنا وَرَضُوا عَنْهُ صالح أَبَداً أصلح الْعَظِيمُ تامّ مُنافِقُونَ كاف، إن جعل وممن حولكم خبرا مقدما ومنافقون مبتدأ مؤخرا ومن الأعراب لبيان الجنس، أو جعل ومن أهل المدينة خبرا مقدما، والمبتدأ بعده محذوفا قامت صفته مقامه والتقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، ويجوز حذف هذا المبتدأ الموصوف بالفعل كقولهم: منا ظعن ومنا أقام، يريدون منا جمع ظعن وجمع أقام، ويكون الموصوف بالتمرّد منافقو المدينة، ويكون من عطف المفردات إذا عطفت خبرا على خبر وليس بوقف إن جعلت مردوا جملة في موضع النعت لقوله: منافقون، أي: وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ جائز. والأولى وصله

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عملكم ورسوله تَعْمَلُونَ تامّ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ مفهوم، وكذا: فأعرضوا عنهم، و:

إنهم رجس يَكْسِبُونَ حسن الْفاسِقِينَ تامّ عَلى رَسُولِهِ كاف حَكِيمٌ تامّ بِكُمُ الدَّوائِرَ كاف، وكذا: دائرة السوء عَلِيمٌ تامّ الرَّسُولِ كاف قُرْبَةٌ لَهُمْ صالح فِي رَحْمَتِهِ كاف رَحِيمٌ تامّ وَرَضُوا عَنْهُ صالح، وأصلح منه:

خالدين فيها أبدا الْعَظِيمُ حسن وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صالح، لكن الأجود وصله بما

ص: 345

بما بعده لتعلقه به لا تَعْلَمُهُمْ حسن، وكذا: نحن نعلمهم عَظِيمٍ تامّ، وقيل كاف، لأن قوله: وآخرون معطوف على قوله: منافقون إن وقف على المدينة، ومن لم يقف كان معطوفا على قوم المقدر أو خبر مبتدأ محذوف، أي: ومنهم آخرون وَآخَرَ سَيِّئاً جائز أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيمٌ تامّ، فلما تاب عليهم قالوا يا رسول الله خذ أموالنا لله وتصدّق بها. فقال رسول الله:«ما أمرت في أموالكم بشيء» ، فأنزل الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ» الآية.

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ كاف، للابتداء بإن، وكذا: سكن لهم، ومثل ذلك عليم، والرحيم وَالْمُؤْمِنُونَ حسن تَعْمَلُونَ كاف، وما بعده عطف على الأول، أي: ومنهم آخرون وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ كاف، ومثله: حكيم على استئناف ما بعده، وهو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره منهم أو فيما يتلى عليكم، أو فيم يقص عليكم على قراءة من قرأ والذين بغير واو وبالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة فكأنه استئناف كلام آخر، وليس بوقف على قراءة نافع وابن عامر بغير واو إن أعرب بدلا من قوله: وآخرون مرجون مِنْ قَبْلُ جائز الْحُسْنى كاف لَكاذِبُونَ تامّ إن لم تجعل لا تقم فيه أبدا خبر قوله: والذين اتخذوا، وليس وقفا إن جعل الذين مبتدأ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بعده لتعلقه به لا تَعْلَمُهُمْ كاف: وأجود منه: نحن نعلمهم عَظِيمٍ كاف وَآخَرَ سَيِّئاً صالح أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ كاف رَحِيمٌ تامّ سَكَنٌ لَهُمْ كاف عَلِيمٌ تامّ الرَّحِيمُ حسن وَالْمُؤْمِنُونَ صالح تَعْمَلُونَ كاف، وكذا:

يتوب عليهم حَكِيمٌ تامّ: ولو على قراءة من قرأ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا بالواو عطفا على ما قبله لأنه عطف جملة على جملة، فكأنه استئناف كلام آخر إِلَّا الْحُسْنى كاف لَكاذِبُونَ تامّ، إن لم يجعل لا تقم فيه أبدا خبرا عن الذين اتخذوا وإلا فلا يتم الوقف بل يكون كافيا لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً حسن، وكذا: أحق أن تقوم فيه. وقال

ص: 346

وخبره لا يزال بنيانهم، فلا يوقف عليه ولا على شيء قبل الخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز أَبَداً حسن، للابتداء بلام الابتداء أو جواب قسم محذوف وعلى التقديرين يكون لمسجد مبتدأ وأسس في محل رفع نعتا له وأحق خبره، ونائب الفاعل ضمير المسجد على حذف مضاف، أي: أسس بنيانه أَنْ تَقُومَ فِيهِ حسن، إن جعل فيه الثانية خبرا

مقدما ورجال مبتدأ مؤخرا، وليس وقفا إن جعل صفة لمسجد ورجال فاعل بها، وهو أولى من حيث إن الوصف بالمفرد أصل، والجار قريب من المفرد، انظر السمين أَنْ يَتَطَهَّرُوا كاف الْمُطَّهِّرِينَ تام وَرِضْوانٍ خَيْرٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فِي نارِ جَهَنَّمَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ على أن قوله:

لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً خبر الذين، أو على تقدير ومنهم الذين. فإن جعلت لا يزال خبر الذين، فلا يتم الوقف على الظالمين قُلُوبِهِمْ كاف حَكِيمٌ تامّ الْجَنَّةَ جائز، والقرآن كاف، للابتداء بعد بالشرط والاستفهام التقريري، أي: لا أحد أوفى بعهده من الله تعالى، فإخلافه لا يجوز على الله تعالى إذ إخلافه لا يقدّم عليه الكرام، فكيف بالغني الذي لا يجوز عليه قبيح قط مِنَ اللَّهِ جائز بايَعْتُمْ بِهِ كاف الْعَظِيمُ تام، إن رفع ما بعده على الاستئناف أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ بدلا من المؤمنين، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ولا وقف من قوله: التائبون إلى لحدود الله، ولم يأت بعاطف بين هذه الأوصاف لمناسبتها لبعضها إلا في صفة الأمر

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبو عمرو فيهما: كاف أَنْ يَتَطَهَّرُوا كاف الْمُطَّهِّرِينَ تامّ فِي نارِ جَهَنَّمَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ قُلُوبِهِمْ كاف حَكِيمٌ تامّ وَالْقُرْآنِ حسن. وقال أبو عمرو:

كاف بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ صالح بايَعْتُمْ بِهِ كاف الْعَظِيمُ تام، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وكاف إن جعل ذلك بدلا من المؤمنين وإنما جاز مع كونه بدلا من ذلك لطول الكلام بينهما لِحُدُودِ اللَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف، ورفع الأسماء المذكورة قبله، إما بالمدح أو بالابتداء وحذف الخبر تقديره التائبون إلخ لهم الجنة أو

ص: 347

بالمعروف والنهي عن المنكر لتباين ما بينهما. فإن الأمر طلب فعل، والنهي طلب ترك، وقيل الواو واو الثمانية لأنها دخلت في الصفة الثامنة كقوله:

وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ لأن الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها، والصحيح أنها للعطف لِحُدُودِ اللَّهِ حسن: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تام: للابتداء بالنفي الْجَحِيمِ كاف وَعَدَها إِيَّاهُ حسن. وقال نافع: تامّ تَبَرَّأَ مِنْهُ حسن حَلِيمٌ تامّ ما يَتَّقُونَ كاف عَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ جائز وَيُمِيتُ كاف، للابتداء بالنفي وَلا نَصِيرٍ تامّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ جائز، والأولى وصله لتنوّع توبة التائبين، والتوبة تشعر بذنب. وأما النبي فملازم للترقي فتوبته رجوع من طاعة إلى أكمل منها ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ الأول كاف، ومثله: رحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على قوله: والأنصار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز خُلِّفُوا جائز، لأن المعنى: لقد تاب الله على النبيّ وعلى الثلاثة، ويرتقي لدرجة الحسن بهذا التقدير إِلَّا إِلَيْهِ جائز. وثم لترتيب الأخبار لِيَتُوبُوا كاف الرَّحِيمُ تام، ومثله: الصادقين عَنْ نَفْسِهِ حسن. وقال أحمد بن موسى: تامّ عَمَلٌ صالِحٌ كاف الْمُحْسِنِينَ كاف. وقال أبو حاتم: لا أحب الوقف على المحسنين لأن قوله: ولا ينفقون نفقة معطوف على ولا ينالون، وقيل تامّ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بكونها بدلا من الضمير في يقاتلون وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تام أَصْحابُ الْجَحِيمِ كاف وَعَدَها إِيَّاهُ صالح تَبَرَّأَ مِنْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ تام، وكذا: ما يتقون، و: عليم. وقال أبو عمرو: في ما يتقون كاف يُحْيِي وَيُمِيتُ كاف وَلا نَصِيرٍ تام قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ مفهوم عند بعضهم ولا أحبه ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ كاف، وكذا: رحيم وإن تعلق به ما بعده لأنه رأس آية. ثم تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا كاف الرَّحِيمُ تام، وكذا: مع الصادقين عَنْ نَفْسِهِ كاف، وكذا: عمل صالح، والمحسنين إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ كاف، وليس بتام، لأن لام: ليجزيهم الله لام كي،

ص: 348

قوله: لا يصيبهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ ليس بوقف لأن لام ليجزيهم الله لام كي، وهي لا يبتدأ بها لأنها متعلقة بما قبلها.

وقال أبو حاتم السجستاني تام، لأن اللام لام قسم حذفت منه النون تخفيفا، والأصل ليجيزينهم، فحذفوا النون وكسروا اللام بعد أن كانت مفتوحة فأشبهت في اللفظ لام كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، أن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى ليجزيهم ليجزينهم لقلنا: والله ليقم عبد الله بتأويل والله ليقومنّ. وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن العرب تقول في محل التعجب أكرم بعبد الله فيجزمونه لشبهه لفظ الأمر، وقال أبو بكر بن الأنباري: وليس هذا بمنزلة ذاك لأن التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام القسم لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في إضماره. قال بعضهم:

ولا نعلم أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول، وأجمع أهل العلم باللسان على أن ما قاله وقدره في ذلك خطأ لا يصح في لغة ولا قياس، وليست هذه لام قسم. قال أبو جعفر: ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم، أي: يخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول. ويذهب إلى أنها لام كي متعلقة بقوله: كتب اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح، ويقال مثل ذلك في نظائره ما كانُوا يَعْمَلُونَ تامّ، كافة حسن، ولا وقف من قوله: فلولا نفر إلى يحذرون، فلا يوقف على في الدين لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على إذا رجعوا إليهم لأنه لا يبتدأ بحرف الترجي لأنها في التعلق كلام زكي يَحْذَرُونَ تامّ غِلْظَةً حسن الْمُتَّقِينَ تامّ هذِهِ إِيماناً كاف،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فهي متعلقة بما قبلها. وقال أبو حاتم: تام لأن اللام لام قسم والأصل ليجزينهم الله فحذفت النون وكسرت اللام فأشبهت لام كي فنصبوا بها يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام كَافَّةً مفهوم يَحْذَرُونَ تام فِيكُمْ غِلْظَةً كاف، وكذا: مع المتقين إِيماناً صالح، وكذا: يستبشرون كافِرُونَ تامّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ كاف، ولا أحبه

ص: 349

ومثله: يستبشرون إِلَى رِجْسِهِمْ حسن كافِرُونَ تامّ، على قراءة من قرأ ولا ترون بالتاء الفوقية، يعني به المؤمنين، لأنه استئناف وإخبار، ومن قرأ بالتحتية لم يقف على كافرون، لأن ما بعده راجع إلى الكفار وهو متعلق به، وأيضا فإن الواو واو عطف دخلت عليها همزة الاستفهام أَوْ مَرَّتَيْنِ كاف، وكذا: ولا هم يذكرون، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال الفراء:

كاف لأن المعنى عنده: وإذا ما أنزلت سورة فيها ذكر المنافقين وعيبهم قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد إن قمتم. فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده متصل بالصرف إن جعل خبرا، وإن جعل دعاء عليهم جاز لا يَفْقَهُونَ تامّ مِنْ أَنْفُسِكُمْ كاف، وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء، أي: من أشرفكم من النفاسة، وقيل الوقف على عزيز لأنه صفة رسول، وفيه تقديم غير الوصف الصريح، وهو من أنفسكم لأنه جملة على الوصف الصريح وهو عزيز لأنه مفرد ومنه وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ* فأنزلناه جملة ومبارك مفرد، ومنه يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ وهي غير صريحة لأنها جملة مؤوّلة بمفرد، وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان لأنهما مفردتان كما تقدم، وقد يجاب بأن من أنفسكم متعلق بجاء، وجوّز الحوفي أن يكون عزيز مبتدأ وما عنتم خبره، والأرجح أنه صفة رسول لقوله:

بعد ذلك حريص فلم يجعله خبرا لغيره، وادعاء كونه خبر مبتدإ محذوف لا حاجة إليه فقوله: حريص عليكم خطاب لأهل مكة، وبالمؤمنين رءوف رحيم عام لجميع الناس، وبالمؤمنين متعلق برءوف، ولا يجوز أن تكون المسألة من التنازع لأن من شرطه تأخر المعمول عن العاملين، وإن كان بعضهم قد خالف ويجيز زيدا ضربته فنصب زيدا بعامل مضمر وجوبا تقديره ضربت زيدا ضربته، وإنما كان الحذف واجبا، لأن العامل مفسر له، وقيل نصب زيدا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَذَّكَّرُونَ كاف ثُمَّ انْصَرَفُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَفْقَهُونَ تام

ص: 350