الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقف التام أَخْبارَكُمْ للابتداء بإن الْهُدى ليس بوقف، لأن خبر إنّ لم يأت وهو لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وشَيْئاً حسن أَعْمالَهُمْ تامّ، للابتداء بياء النداء وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ جائز أَعْمالَكُمْ حسن، ومثله: فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ جائز، لأن وَأَنْتُمُ يصلح مبتدأ وحالا، وجعله حالا أولى الْأَعْلَوْنَ جائز مَعَكُمْ حسن وقال أبو حاتم، تامّ أَعْمالَكُمْ تامّ وَلَهْوٌ كاف، للابتداء بالشرط أُجُورَكُمْ حسن، ومثله: أموالكم تَبْخَلُوا ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله أَضْغانَكُمْ حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز مَنْ يَبْخَلُ حسن، للابتداء بالشرط وَمَنْ يَبْخَلْ الثاني ليس بوقف، لأنه شرط لم يأت جوابه عَنْ نَفْسِهِ تامّ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ حسن وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ تامّ، للابتداء بالشرط قَوْماً غَيْرَكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، آخر السورة تام.
سورة الفتح
مدنية (1)
كلمها خمسمائة وستون كلمة، وحروفها ألفان وأربعمائة وثمان وثمانون حرفا.
مُبِيناً تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم (2) قال أبو جعفر:
ــ
وكذا: أعمالهم، وأعمالكم لَهُمْ كاف الْأَعْلَوْنَ صالح مَعَكُمْ حسن.
وقال أبو حاتم: تامّ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ تامّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ كاف، وكذا: أموالكم أَضْغانَكُمْ حسن، وكذا: من يبخل، وعن نفسه الْفُقَراءُ تامّ، وكذا آخر السورة.
سورة الفتح مدنية مُبِيناً تامّ، عند أبي حاتم بجعل لام ليغفر لام القسم كما مرّ نظيره. وقال غيره
(1) وهي تسع وعشرون ومدنية بالاتفاق.
(2)
هذا القول الذي قاله أبو حاتم ظاهر البطلان، فاللام ليست للقسم قطعا، ينافي ذلك السياق، واللغة، وإنما اللام لام كي أو لام التعليل: التي تذكر لبيان السبب، فالله عز وجل قد فتح على
ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعب عليه هذا القول ويذهب إلى أنها لام كي، فلا يوقف على: مبينا، لأن الله أراد أن يجمع لنبيه صلى الله عليه وسلم الفتح في الدنيا والمغفرة في الآخرة، فلما انضم إلى المغفرة شيء حازت حسن معنى كي. قاله ثعلب. قال عطاء الخراساني: ليغفر لك الله ما تقدم يعني من ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك، فالإضافة في ذنبك من إضافة المصدر لمفعوله، أي: ذنب أمتك، لأنه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبا. وروي أنه عليه الصلاة والسلام لما قرأ على أصحابه لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ قالوا: هنيئا لك يا رسول الله، فما لنا؟ فنزل لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ الآية، ولما قرأ: ويتم نعمته عليك، قالوا: هنيئا لك يا رسول الله فما لنا؟ فنزلت: وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ولما قرأ:
وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً أنزل الله في حق الأمة: وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً، ولما قرأ: وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً أنزل الله وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» ذكره القشيري.
فائدة نفيسة: قال المسعودي: من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوّع حفظه الله ذلك العام عَزِيزاً تامّ، عند الأخفش وهو رأس ثلاث آيات من أولها متعلقة بالفتح فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن
ــ
إنها لام كي فلا يوقف على مبينا عَزِيزاً تامّ، وكذا: مع إيمانهم
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا ويخبره صلى الله عليه وسلم بالفتح في الآخرة أيضا، ولما انضم إلى المغفرة إتمام النعمة حازت حسن معنى كي، وقال البعض بأن غفران الذنوب ليس مقصودا به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخطئ من الأصل، حتى تكتب عليه ذنوب ومع ذلك فقد غفر الله جل وعلا ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى هذا فالمقصود هو الأمة، ويكون ذلك من قبيل إضافة المصدر لمفعوله.
اللام بعده لام كي مَعَ إِيمانِهِمْ حسن، ومثله: والأرض حَكِيماً تامّ، عند أبي حاتم، ولا يوقف على خالدين فيها لعطف ما بعده على ما قبله سَيِّئاتِهِمْ كاف عَظِيماً ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب عطفا على ما قبله، ومثله في عدم الوقف والمشركات، لأن الذي بعده نعت لما قبله ظَنَّ السَّوْءِ بفتح السين والإضافة، قال في الصحاح: وشاعت الإضافة إلى الفتوح كرجل سوء ولا يقال سوء بالضمّ، وفيه إضافة الاسم الجامد، وقوله: ولا يقال يردّ بالقراءة المتواترة عليهم دائرة السوء، لكن فرق بين إضافة المصدر وغيره انظر ابن حجر على الشمائل ظَنَّ السَّوْءِ حسن، ومثله: دائرة السوء، وكذا ولعنهم جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ، ومثله: ونذيرا عند أبي حاتم لانتقاله من مخاطبة الرسول إلى مخاطبة المرسل إليهم، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف عند غيره، لأن بعده لام كي فلا يوقف من قوله: إنا أرسلناك إلى وأصيلا، لأن الضمائر كلها لله فلا يفصل بينها بالوقف ووقف أبو حاتم السجستاني على ونذيرا، وعلى ويوقروه فرقا بين ما هو صفة لله وبين ما هو صفة للنبي صلى الله عليه وسلم، ووسمه بالتام وقال: لأن التعزير والتوقير للنبيّ صلى الله عليه وسلم والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى. وقرأ ابن عباس ويعززوه بزاءين من العزة، وخولف في ذلك، لأن قوله: ويسبحوه موضعه نصب عطفا على ويوقروه، وكان الأصل ويسبحونه فحذف النون علامة النصب فكيف يتم الوقف على ما قبله مع وجود العطف على هذه الصفة والهاء في يسبحوه تعود على الله تعالى، والهاء في ويوقروه تعود على النبيّ صلى الله عليه وسلم فالكلام واحد متصل بعضه ببعض والكناية مختلفة كما ترى وَأَصِيلًا تام، والأصيل العشيّ، ومنه قول النابغة:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حَكِيماً تامّ، عند أبي حاتم ظَنَّ السَّوْءِ صالح، وكذا: دائرة السوء جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ وَتُوَقِّرُوهُ كاف وَأَصِيلًا
وقفت فيها أصيلا لا كي أسائلها
…
أعيت جوابا وما بالربع من أحد
إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ جائز، على استئناف ما بعده فَوْقَ أَيْدِيهِمْ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء على نفسه أكفى مما قبله، وعند ابن نصير لا يوقف عليه حتى يأتي بالثاني، والأولى الفصل بين الفريقين عَظِيماً تام، من الأعراب ليس بوقف للفصل بين القول والمقول فَاسْتَغْفِرْ لَنا كاف فِي قُلُوبِهِمْ حسن نَفْعاً كاف، وكذا خبيرا أَبَداً حسن، ومثله:
في قلوبكم، وكذا ظن السوء بُوراً تامّ، ومثله: سعيرا وَالْأَرْضِ جائز وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيماً تامّ لِتَأْخُذُوها ليس بوقف، لأن المحكي لم يأت بعد ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ حسن كَلامَ اللَّهِ أحسن مما قبله لَنْ تَتَّبِعُونا حسن مِنْ قَبْلُ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في معنى الجواب لما قبله بَلْ تَحْسُدُونَنا كاف، لأن بل الثانية لردّ مقولهم والأولى من جملة القول إِلَّا قَلِيلًا تامّ مِنَ الْأَعْرابِ ليس بوقف للفصل بين القول والمقول أَوْ يُسْلِمُونَ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء أَجْراً حَسَناً حسن، وعند ابن نصير لا يوقف عليه مِنْ قَبْلُ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد أَلِيماً تامّ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ كاف، ومثله: الأنهار أَلِيماً تامّ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن قوله: إذ يبايعونك أراد وقت يبايعونك فهو ظرف لما قبله وهذه بيعة الرضوان واستحالة عمل المستقبل في الزمن الماضي معلومة تَحْتَ الشَّجَرَةِ حسن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ كاف عَلى نَفْسِهِ أكفى منه عَظِيماً تامّ لَنا كاف فِي قُلُوبِهِمْ حسن نَفْعاً كاف خَبِيراً حسن بُوراً تامّ، وكذا: سعيرا مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيماً تامّ نَتَّبِعْكُمْ حسن، وكذا: كلام الله، وتتبعونا مِنْ قَبْلُ كاف، وكذا: تحسدوننا إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَوْ يُسْلِمُونَ كاف حَسَناً جائز أَلِيماً تامّ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ حسن الْأَنْهارُ كاف
عَلَيْهِمْ جائز قَرِيباً حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بالعطف على فتحا، أي: أثابهم فتحا وأثابهم مغانم، أي:
جعله ثوابا لهم يَأْخُذُونَها كاف حَكِيماً تامّ تَأْخُذُونَها جائز عَنْكُمْ تامّ، عند أبي حاتم، وليس بوقف عند غيره مُسْتَقِيماً حسن، وقيل: ليس بوقف، لأن وأخرى معطوفة على ومغانم أي: ومغانم أخرى قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها كاف، ومثله: قديرا الْأَدْبارَ جائز وَلا نَصِيراً تامّ، إن نصب سنة الله بفعل مقدر، أي: سن الله سنة فلما حذف الفعل أضيف المصدر لفاعله، وليس بوقف إن نصب بما قبلها مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا كاف، ومثله: من بعد أن أظفركم عليهم بَصِيراً تامّ، ولا يوقف على المسجد الحرام، لأن قوله: والهدي معطوف
على الكاف في صدوركم مَحِلَّهُ تامّ، ولا وقف من قوله ولولا رجال إلى بغير علم، وجواب لولا محذوف تقديره لأذن لكم في القتال أو ما كفّ أيديكم عنهم وحذف جواب لولا لدلالة الكلام عليه وما تعلق به لولا الأولى غير ما تعلق به الثانية، فالمعنى في الأولى، ولولا وطء، أي: قتل قوم مؤمنين، والمعنى في الثانية لو تميزوا من الكفار، وهذا معنى مغاير للأول قاله أبو حيان وقيل:
تعلقهما واحد، وجواب ولولا رجال مؤمنين وجواب قوله: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا، وجاز ذلك لمرجعهما إلى معنى واحد، وعلى هذا فلا يوقف على قوله: لم تعلموهم، لأن قوله: أن تطؤهم موضعه نصب أو رفع، لأنه بدل اشتمال من الضمير المنصوب في تعلموهم أو من رجال كقول الشاعر:
ولولا رجال من رزام أعزّة
…
وآل سبيع أو أسوءك علقما
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَلِيماً تامّ يَأْخُذُونَها كاف حَكِيماً حسن النَّاسِ عَنْكُمْ تامّ، عند أبي حاتم مُسْتَقِيماً كاف، وكذا: قد أحاط الله بها قَدِيراً حسن، وكذا: ولا نصيرا مِنْ قَبْلُ كاف تَبْدِيلًا حسن عَلَيْهِمْ كاف بَصِيراً تامّ، وكذا: محله،
فكأنه قال لولا إساءتي لك علقما فنصب أسوءك على إضمار أن وعطف به على الاسم الذي بعد لولا، وكذا لا يوقف على قوله: أن تطؤهم، لأن ما بعده منصوب معطوف على ما قبله، ومثله في عدم الوقف بغير علم، لأن بعده لام كي مَنْ يَشاءُ جائز، إن جعل جواب الثانية لو الثانية لعذبنا، وليس بوقف إن جعل جوابا لولا الأولى والثانية أَلِيماً جائز، وليس بوقف إن جعل لعذبنا متصلا بقوله إذ جعل الذين كفروا الْحَمِيَّةَ ليس بوقف، لأن حمية بدل من الأولى الْجاهِلِيَّةِ جائز، وكذا: وعلى المؤمنين، وكذا كلمة التقوى وَأَهْلَها كاف عَلِيماً تامّ، وبالحق وآمنين، ومقصرين، وقوف جائزة، وآمنين حال من فاعل لتدخلنّ، وكذا محلقين، ومقصرين، ويجوز أن يكون محلقين حالا من آمنين فتكون متداخلة لا تَخافُونَ حسن ما لَمْ تَعْلَمُوا ليس بوقف لمكان الفاء فَتْحاً قَرِيباً تامّ، وهذا الفتح فتح خيبر لا فتح مكة كُلِّهِ حسن شَهِيداً تامّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد أو بدلا، ومثله في عدم الوقف إن جعل: والذين معه معطوفا على محمد والخبر أشداء والوقف حينئذ على الكفار ويوقف على الكافر أيضا إن جعل: والذين معه مبتدأ خبره أشدّاء، ومثله في حسن الوقف رحماء إن جعل خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره تراهم، وليس الْكُفَّارِ بوقف إن جعل رحماء من نعت أشداء، وكان وقفه بينهم سُجَّداً حسن،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وبغير علم عند أبي حاتم مَنْ يَشاءُ كاف عَذاباً أَلِيماً حسن وَأَهْلَها تامّ وكذا: عليما لا تَخافُونَ صالح قَرِيباً تامّ كُلِّهِ صالح شَهِيداً تامّ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حسن، إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره، وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتا لمحمد، لأن قوله: والذين معه حينئذ معطوف على محمد، فلا يحسن الوقف قبل ذكر المعطوف رُحَماءُ بَيْنَهُمْ حسن، وكذا: ورضوانا، ومن أثر