الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشترين عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا جائز وَاتَّقُوا اللَّهَ ليس بوقف لحرف الترجي. وهو في التعلق كلام كي، آخر السورة تام.
سورة النساء
مدنية (1)
وهي مائة آية وخمس وسبعون آية في المدني والمكي والبصري، وست في الكوفي، وسبع في الشامي، وكلمها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا، منها إجماعا ستة مواضع فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ، وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا، وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ، وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ولا وقف من أوّلها إلى ونساء، فلا يوقف على من نفس واحدة لا تساق ما بعده على ما قبله، ومثله كثيرا وَنِساءً تام وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، فمن قرأ بالنصب عطف على لفظ الجلالة: أي واتقوا الأرحام: أي لا تقطعوها، أو على محل به نحو مررت بزيد وعمرا بالنصب لأنه في موضع نصب لأنه لما شاركه في الاتباع على اللفظ تبعه على الموضع، وانظر هذا مع ما قاله السمين في سورة الإنسان لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك، وقرأ بالجرّ عطفا على الضمير في به على مذهب الكوفيين وهي قراءة حمزة، وحمزة
ــ
صالح ثَمَناً قَلِيلًا حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف سَرِيعُ الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا مفهوم، آخر السورة تام.
سورة النساء مدنية وَنِساءً تامّ وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، ووجه نصبه: واتقوا
(1) سورة النساء مائة وسبعون وست في الكوفي، وسبع في الشامي، الخمس في الباقي والخلاف في آيتين: أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) سماوي، فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً (173) شامي.
وانظر: «التلخيص» (242)، «جمال القراء» (1/ 202).
أخذها عن سليمان بن مهران الأعمش وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادق، وعرض القرآن على جماعة، منهم سفيان الثوري والحسن بن صالح، ومنهم إمام الكوفة في القراءات والعربية أبو الحسن الكسائي، ولم يقرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر صحيح، وكان حمزة إماما ضابطا صالحا جليلا ورعا مثبتا ثقة في الحديث وغيره وهو من الطبقة الثالثة، ولد سنة ثمانين وأحكم القرآن، وله خمس عشرة سنة، وأمّ الناس سنة مائة، وعرض عليه القرآن من نظرائه جماعة، وما قرأ به حمزة مخالف لأهل البصرة، فإنهم لا يعطفون على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، وكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، ومن ذلك قول الشاعر:[الطويل]
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم
…
فقد خاب من يصلى بها وحميمها
بجر حميمها عطفا على الضمير المخفوض في بها، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، ولا التفات لمن طعن في هذه القراءة كالزجاج وابن عطية، وما ذهب إليه البصريون، وتبعهم الزمخشري من امتناع العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار غير صحيح، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك، وعلى هاتين القراءتين، أعنى نصبه وجرّه كاف. وقرئ والأرحام بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره كأنه قيل والأرحام محترمة: أي واجب حرمتها فلا تقطعوها، حثهم الشارع على صلة الأرحام، ونبههم على أنه كان من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون: أي يحلفون بها، فنهاهم عن ذلك، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرّم إجماعا، وعلى هذا يكون الوقف حسنا وليس
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأرحام، ووجه جرّه عطفه على الضمير على مذهب الكوفيين، وقيل الوقف على أمّا به على النصب فبالإغراء، وأمّا على الجرّ فبالقسم: أي وربّ الأرحام رَقِيباً حسن
بوقف لمن خفض الأرحام على القسم والتقدير بالله وبالأرحام كقولك أسألك بالله وبالرحم، وقيل الوقف على به، وإن نصب ما بعده على الإغراء بمعنى عليكم الأرحام فصلوها فالوقف على به كاف عند يعقوب، وتام عند الأخفش، وخالفهما أبو حاتم ووقف على تساءلون به والأرحام على قراءتي النصب والجرّ رَقِيباً كاف الْيَتامى أَمْوالَهُمْ جائز بِالطَّيِّبِ كاف:
عند نافع إِلى أَمْوالِكُمْ حسن كَبِيراً كاف وَرُباعَ حسن أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف: وقال نافع تامّ: وهو رأس آية نِحْلَةً كاف: للابتداء بالشرط مَرِيئاً حسن: ومن وقف على فكلوه وجعل هنيئا مريئا دعاء: أي هنأكم الله وأمرأكم كان جائزا، ويكون هنيئا مريئا من جملة أخرى غير قوله: فكلوه لا تعلق له به من حيث الإعراب بل من حيث المعنى، وانتصب مريئا على أنه صفة وليس وقفا إن نصب نعتا لمصدر محذوف: أي فكلوه أكلا هنيئا، وكذلك إن أعرب حالا من ضمير المفعول فهي حال مؤكدة لعاملها، وعند الأكثر معناه الحال، ولذلك كان وصله أولى قِياماً جائز: لاتفاق الجملتين مَعْرُوفاً كاف النِّكاحَ حسن: عند بعضهم، وبعضهم وقف على وابتلوا اليتامى، وجعل حتى لانتهاء الابتداء لا للابتداء: أي غيا الابتداء بوقت البلوغ، لأن الآية لم تتعرّض لسن البلوغ. ثم ابتدأ حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ والجواب مضمر: أي حتى إذا بلغوا النكاح زوّجوهم وسلموا إليهم أموالهم فحذف الجواب لأن في قوله: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً دلالة عليه رُشْداً ليس بوقف لشدة اتصاله بما بعده فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ حسن أَنْ يَكْبَرُوا أحسن منه: وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ حسن بِالْمَعْرُوفِ كاف، للابتداء
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِالطَّيِّبِ كاف، وكذا: إلى أموالكم حُوباً كَبِيراً حسن وَرُباعَ صالح أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف نِحْلَةً صالح هَنِيئاً مَرِيئاً كاف
بالشرط فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ حسن حَسِيباً تام وَالْأَقْرَبُونَ الأول حسن: وقيل كاف على استئناف ما بعده، ومثله: أو كثر إن نصب نصيبا بمقدر مَفْرُوضاً تامّ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ حسن: وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ: وقيل كاف عَلَيْهِمْ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الفاء في قوله: فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ جواب قوله:
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ سَدِيداً تامّ ناراً حسن وَسَيَصْلَوْنَ قرئ بفتح الياء وضمها، فمن قرأ وسيصلون بضم الياء مبنيا للمفعول كان أحسن مما قبله سَعِيراً تامّ: على القراءتين فِي أَوْلادِكُمْ حسن: على استئناف ما بعده الْأُنْثَيَيْنِ كاف، ومثله: ما ترك لمن قرأ واحدة بالرفع على أن كان تامّة، وحسن لمن قرأ بنصبها على أنها خبر كان فَلَهَا النِّصْفُ حسن: لانتهاء حكم الأول السُّدُسُ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله لَهُ وَلَدٌ حسن: ومثله فلأمه الثلث، وكذا: فلأمه السدس، وعند أبي حاتم لا يحسن الوقف حتى يقول من بعد وصية يوصى بها أو دين، لأن هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدين. قاله النكزاوي أَوْ دَيْنٍ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لا تدرون، وكاف إن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم آباؤكم، وأيهم أقرب مبتدأ وخبر علق عنه تدرون. لأنه من أفعال القلوب،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قِياماً صالح قَوْلًا مَعْرُوفاً حسن فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ صالح أَنْ يَكْبَرُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ جائز بِالْمَعْرُوفِ كاف فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ جائز حَسِيباً تامّ، وكذا: نصيبا مفروضا فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ خافُوا عَلَيْهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَدِيداً تامّ ناراً كاف سَعِيراً تامّ فِي أَوْلادِكُمْ صالح مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ كاف، وكذا: ثلثا ما ترك فَلَهَا النِّصْفُ حسن إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ كاف وكذا: فلأمّه الثلث، وفلأمّه السدس، وقوله: أو دين، وأيهم أقرب لكم
والجملة في محل نصب أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً حسن: عند من نصب فريضة على المصدر: أي فرض ذلك فريضة أو نصبها بفعل مقدر: أي أعني، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبلها فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف: للابتداء بأنّ حَكِيماً أكفى: ولم يبلغ درجة التمام لاتصال ما بعده بما قبله معنى لَهُنَّ وَلَدٌ حسن، وكذا: أو دين، ومثله: إن لم يكن لكم ولد، وكذا: أو دين، وكذا، منهما السدس كلها حسان أَوْ دَيْنٍ الأخير ليس بوقف، لأن غير منصوب على الحال من الفاعل في يوصى غَيْرَ مُضَارٍّ حسن: إن نصب بعده بفعل مضمر: أي يوصيكم الله وصية، والوقف على وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ كاف حَلِيمٌ حسن: أي حيث لم يعجل بالعقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء، وقلتم لا نورّث إلا من قاتل بالسيف أو طاعن بالرمح تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ تامّ: للابتداء بالشرط بعده خالِدِينَ فِيها حسن الْعَظِيمُ تامّ: للابتداء بعده بالشرط خالِداً فِيها جائز مُهِينٌ تامّ:
لأنه آخر القصة أَرْبَعَةً مِنْكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما حسن عَنْهُما أحسن مما قبله. وقيل كاف للابتداء بإن رَحِيماً تامّ بِجَهالَةٍ ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، وكذا: من قريب لمكان الفاء يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف حَكِيماً أكفى مما قبله ولا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نفعا. وقال أبو عمرو: في أو دين في الموضعين تامّ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف عَلِيماً حَكِيماً تامّ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ حسن إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ كاف: وقياس نظيره السابق أن يقال حسن فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ صالح أَوْ دَيْنٍ وهو الأخير ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله غَيْرَ مُضَارٍّ صالح، وكذا: وصية من الله. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ حسن وقال أبو عمرو: تامّ خالِدِينَ فِيها صالح الْعَظِيمُ حسن خالِداً فِيها جائز عَذابٌ مُهِينٌ تامّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ كاف سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما صالح
وقف من قوله: وليست التوبة إلى أليما، فلا يوقف على السيئات، ولا على الموت، ولا على إني تبت الآن، لأن قوله: ولا الذين يموتون عطف على وليست، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال:
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ الذين هذه صفتهم وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ فالذين مجرور المحل عطفا على الذين يعملون: أي ليست التوبة لهؤلاء ولا لهؤلاء، فسوّى بين من مات كافرا وبين من لم يتب إلا عند معاينة الموت في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت وللذين مستأنفا مبتدأ وخبره أولئك حسن الوقف على الآن، ويبتدئ وللذين يموتون، واللام في وللذين لام الابتداء وليست لا النافية وإن جعلت قوله أولئك مبتدأ، وأعتدنا خبره حسن الوقف على كفار، وقيل إن أولئك إشارة إلى المذكورين قبل أولئك أَلِيماً تامّ: للابتداء بالنداء كَرْهاً كاف: على استئناف ما بعده، وجعل قوله:
ولا تعضلوهنّ مجزوما بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبا عطفا على أن ترثوا فتكون الواو مشركة عاطفة فعلا على فعل: أي ولا أن تعضلوهنّ، وإن قدّرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر أبا حيان، ولا تعضلوهنّ ليس بوقف للام العلة مُبَيِّنَةٍ جائز بِالْمَعْرُوفِ تام للابتداء بالشرط والفاء خَيْراً كَثِيراً كاف: وقيل تام مَكانَ زَوْجٍ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال:
أي وقد آتيتم مِنْهُ شَيْئاً حسن مُبِيناً كاف غَلِيظاً تام إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف: للابتداء بعده بأن سَبِيلًا تام أُمَّهاتُكُمْ كاف، ومثله ما بعده لأن التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط. وقال أبو حاتم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَأَعْرِضُوا عَنْهُما كاف رَحِيماً تامّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف عَلِيماً حَكِيماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَهُمْ كُفَّارٌ تامّ، وكذا: عذابا أليما كَرْهاً كاف: إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا
السجستاني: الوقف على كل واحدة من الكلمات إلى قوله في الآية الثانية إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف وَبَناتُ الْأُخْتِ جائز: للفرق بين التحريم النسبي والسببي، والوقف على مِنَ الرَّضاعَةِ، وفِي حُجُورِكُمْ، ودَخَلْتُمْ بِهِنَّ، وفَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ، ومِنْ أَصْلابِكُمْ، وإِلَّا ما قَدْ سَلَفَ، ورَحِيماً كلها وقوف جائزة، لأن التعلق فيها من جهة المعنى والنفس يقصر عن بلوغ التمام أَيْمانُكُمْ كاف: إن انتصب كتاب بإضمار فعل: أي الزموا كتاب الله، وعند الكوفيين أنه منصوب على الإغراء وهو بعيد، والصحيح أن الإغراء إذا تأخر لم يعمل فيما قبله، وتأول البصريون قول الشاعر:[الرجز]
يا أيها المائح دلوي دونكا
…
إنّي رأيت الناس يحمدونكا
على أن دلوي منصوب بالمائح: أي الذي ماح دلوي، والمشهور أن ذلك من باب المبتدإ والخبر، وأن دلوي مبتدأ ودونك خبره، وما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، وأن دونك اسم فعل ودلوي معموله لا يتعين، في الصحاح: الماتح بالمثناة الفوقية المستقي من أعلى البئر، والمائح بالتحتية الذي يملأ دلوه من أسفلها كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كاف: إن قرئ وأحل ببنائه للفاعل، وليس بوقف إن قرئ بضم الهمزة مبنيا للمفعول عطف على حرّمت غَيْرَ مُسافِحِينَ جائز فَرِيضَةً كاف، ومثله: من بعد
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عطفا على: أن ترثوا: أي ولا أن تعضلوهنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ صالح، وكذا: بالمعروف خَيْراً كَثِيراً كاف وكذا: منه شيئا، ومبنيا غَلِيظاً حسن إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف وَساءَ سَبِيلًا تامّ وَبَناتُ الْأُخْتِ صالح، وكذا: وأخواتكم من الرضاعة فِي حُجُورِكُمْ مفهوم دَخَلْتُمْ بِهِنَّ صالح فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ مفهوم، وكذا:
من أصلابكم إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ صالح رَحِيماً تامّ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: إن قرئ: وأحل ببنائه للفاعل وإلا فصالح، ومثله فيهما كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
الفريضة حَكِيماً تامّ: لأنه تمام القصة الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز: وقيل كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال على المعنى: أي فانكحوا مما ملكت أيمانكم غير معايرين بالأنساب، لأن بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحرّ عن نكاح الأمة عند الحاجة إليه، وما أحسن قول أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه:
[البسيط]
الناس من جهة التمثيل أكفاء
…
أبوهم آدم والأمّ حوّاء
بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ جائز، ومثله: بإذن أهلهنّ بِالْمَعْرُوفِ ليس بوقف، لأن محصنات غير مسافحات حالان من مفعول وآتوهن أَخْدانٍ حسن: وقيل تام: سواء قرئ أحسن مبنيّا للفاعل أو للمفعول. قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم أحسن بضم الهمزة وكسر الصاد مبنيّا للمفعول والباقون بفتحهما بالبناء للفاعل. ومعنى الأولى: فإذا أحصن بالتزويج فالحصن لهنّ هو الزوج. ومعنى الثانية: فإذا أحصن فروجهنّ أو أزواجهنّ مِنَ الْعَذابِ جائز مِنْكُمْ حسن، ومثله: خير لكم: أي وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم لئلا يرق ولدكم ويبتذل، وفي سنن أبي داود وابن ماجة من حديث أنس. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أراد أن يلقى الله
طاهرا مطهرا فليتزوّج الحرائر» رَحِيمٌ تامّ عَلَيْكُمْ حسن حَكِيمٌ تامّ، ومثله: عظيما عَنْكُمْ كاف: على قراءة وخلق بضم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
غَيْرَ مُسافِحِينَ صالح فَرِيضَةً كاف وكذا: من بعد الفريضة عَلِيماً حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ صالح، وكذا: بإذن أهلهنّ أَخْدانٍ تامّ مِنَ الْعَذابِ جائز الْعَنَتَ مِنْكُمْ كاف، وكذا: خير لكم رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ كاف عَلِيمٌ حَكِيمٌ حسن، وكذا: عظيما
الخاء، وعلى قراءته بفتحها الوصل أولى لأنهما كلام واحد ضَعِيفاً تامّ: للابتداء بيا النداء عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف:
للابتداء بإن رَحِيماً تامّ نُصْلِيهِ ناراً حسن يَسِيراً تام للابتداء بالشرط، ومثله: كريما عَلى بَعْضٍ حسن مِمَّا اكْتَسَبُوا ومثله: مما اكتسبن، وكذا، من فضله عَلِيماً تامّ: ووقف بعضهم على مِمَّا تَرَكَ إن رفع الوالدان بخبر مبتدإ محذوف جوابا لسؤال مقدّر، كأنه قيل ومن الوارث؟ فقيل هم الوالدان والأقربون: أي لكل إنسان موروث جعلنا موالي:
أي ورّاثا مما ترك، ففي ترك ضمير يعود على كلّ، وهنا تمّ الكلام، ويتعلق مما ترك بموالي لما فيه من معنى الوراثة وموالي مفعول أوّل لجعل، ولكل جار ومجرور هو الثاني قدّم على عامله، ويرتفع الوالدان على أنه خبر مبتدإ محذوف إلى آخر ما تقدّم، وعلى هذا فكلام جملتان ولا ضمير محذوفا في جعلنا وإن قدّرنا: ولكل إنسان وارث مما تركه الوالدان والأقربون جعلنا موالي:
أي موروثين، فيراد بالموالي الموروث ويرتفع الوالدان بترك، وتكون ما بمعنى من، والجار والمجرور صفة للمضاف إليه كل، والكلام على هذا جملة واحدة، وفي هذا بعد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره وَالْأَقْرَبُونَ كاف: لأن والذين بعده مبتدأ، والفاء في خبره لاحتمال عمومه معنى الشرط نَصِيبَهُمْ كاف للابتداء بعده بإن شَهِيداً تامّ مِنْ أَمْوالِهِمْ حسن. وقيل تامّ: لأن فالصالحات
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ كاف: على قراءة خلق بضم الخاء، وصالح على قراءته بفتحها ضَعِيفاً تامّ عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف رَحِيماً حسن نُصْلِيهِ ناراً صالح يَسِيراً تامّ، وكذا: كريما عَلى بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِمَّا اكْتَسَبُوا كاف، وكذا: مما اكتسبن: ومن فضله عَلِيماً حسن، وكذا والأقربون. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيبَهُمْ كاف شَهِيداً تامّ مِنْ
مبتدأ وما بعده خبر إن، وللغيب متعلق بحافظات بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، ومثله: واضربوهنّ للابتداء بالشرط مع اتحاد الكلام، ومثله: سبيلا كَبِيراً تامّ بَيْنِهِما الأوّل ليس بوقف لمكان الفاء بَيْنَهُمَا الثاني كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف: على استئناف ما بعده على معنى:
وأحسنوا بالوالدين إحسانا. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ إلى أَيْمانُكُمْ لأن الله أمركم بهذه، فلا يوقف على شيئا، ولا على إحسانا ولا على وابن السبيل، لا تساق ما بعده على ما قبله وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: للابتداء بإنّ فَخُوراً تامّ إن رفع الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره أولئك قرناء السوء، وكذا إن جعل مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وكذا إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وإن جعل في موضع نصب بتقدير أعني كان الوقف على فَخُوراً كافيا، وليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من الضمير المستكنّ في فخورا، أو من من، أو نعتا لمن، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا مبتدأ، والكلام فيه كالذي قبله من الرفع والنصب والجرّ، فالرفع بالابتداء والنصب بتقدير أعني والجرّ عطفا على الكافرين وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ للابتداء بالشرط فَساءَ قَرِيناً كاف، ومثله: رزقهم الله
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَمْوالِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، وكذا: واضربوهنّ، وسبيلا كَبِيراً حسن يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف، وكذا: وما ملكت أيمانكم فَخُوراً ليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من من، وإن جعل مرفوعا مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ كان وقفا تاما ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ صالح، وكذا: مهينا. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ، وكذا: فساء قرينا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف رَزَقَهُمُ اللَّهُ كاف عَلِيماً تامّ. ومحل هذه الوقوفات الأربعة إذا جعل الذين يبخلون منصوبا، فإن
عَلِيماً تامّ: ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ فإن كان كذلك لم يوقف عليها، لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف مِثْقالَ ذَرَّةٍ حسن، ومن قرأ حَسَنَةً بالرفع كان أحسن أَجْراً عَظِيماً حسن. وقال بعضهم: لا يوقف عليه لأن قوله فكيف توكيد لما قبله: معناه إن الله لا يظلم مثقال ذرّة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد عَظِيماً حسن، ومثله: بشهيد شَهِيداً كاف الْأَرْضُ جائز: إن كان ما بعده داخلا في التمني، وإلا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيّا للمفعول، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والتخفيف، وجواب لو محذوف تقديره لسروا بذلك حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف: أي لا تقربوا مواضع بالصلاة جنبا حتى تغتسلوا صَعِيداً طَيِّباً ليس بوقف لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بأو صيرتها كالشيء الواحد وَأَيْدِيكُمْ كاف للابتداء بعده بإن غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف بِأَعْدائِكُمْ حسن وَلِيًّا جائز للفصل بين الجملتين المستقلتين نَصِيراً كاف: إن جعل من
الذين خبرا مقدّما:
ويحرفون جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف: أي من الذين هادوا ناس أو قوم أو نفر يحرّفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف واجتزئ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جعل مرفوعا بالابتداء وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تامّ للفصل بين المبتدإ والخبر، بل كلها صالحة لبعد ما بينهما مِثْقالَ ذَرَّةٍ كاف عَظِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً كاف لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ صالح: إن جعل ما بعده داخلا في التمنى، وإلا فالوقف عليه حسن حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف، وكذا: أيديكم غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف، وكذا: بأعدائكم بِاللَّهِ وَلِيًّا جائز نَصِيراً حسن. وقال أبو عمرو: كاف.
بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل من الذين خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل من الذين حالا من فاعل يريدون، أو جعل بيانا للموصول في قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا، لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانا لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو علق بنصيرا، وهذه المادة تتعدّى بمن. قال تعالى: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وأما على تضمين النصر معنى المنع: أي منعناه من القوم، وكذلك: وكفى بالله مانعا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه: يجوز الوقف على نَصِيراً في وجهين: وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وَراعِنا حسن: إن جعل ليّا مصدرا، أي: يلوون ليّا بألسنتهم ودلّ المصدر على فعله، وليس بوقف إن جعل مفعولا من أجله: أي يفعلون ذلك من أجل الليّ، وقرئ راعنا بالتنوين، وخرّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي قولا راعنا متصفا بالرعن فِي الدِّينِ حسن وَأَقْوَمَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا إِلَّا قَلِيلًا تامّ:
للابتداء بيا النداء مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله أَصْحابَ السَّبْتِ كاف مَفْعُولًا تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالشرط عَظِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف. وقال الأخفش: تام. وقيل ليس بتامّ لأن ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك. قال مجاهد، كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم ويقولون هؤلاء أزكياء
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومحلهما إذا علق ما بعده بمبتدإ محذوف: أي من الذين هادوا أناس، فإن علق بما قبله كأن يقدر: وكفى بالله ناصرا لكم من الذين هادوا لم يحسن الوقف على نَصِيراً إلا بتجوّز، لأنه رأس آية فِي الدِّينِ صالح، وكذا: وأقوم. وقال أبو عمرو فيهما:
كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَصْحابَ السَّبْتِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَفْعُولًا تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ
لا ذنوب لهم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون، والله يزكي من يشاء بالتطهير فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي مَنْ يَشاءُ جائز فَتِيلًا كاف نَصِيراً كاف عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ جائز مُبِيناً تامّ سَبِيلًا كاف، ومثله: لعنهم الله للابتداء بالشرط نَصِيراً كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري نَقِيراً كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة والفتيل خيط رقيق في شقّ النواة، والقطمير القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن مِنْ فَضْلِهِ حسن: لتناهي الاستفهام. وقيل ليس بوقف لمكان الفاء عَظِيماً كاف مَنْ صَدَّ عَنْهُ كاف سَعِيراً تامّ ناراً كاف: لاستئناف ما بعده لما فيه من معنى الشرط الْعَذابَ كاف للابتداء بإن حَكِيماً تامّ الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده مُطَهَّرَةٌ كاف ظَلِيلًا تامّ إِلى أَهْلِها حسن: إن كان الخطاب عامّا، لأن قوله: أَنْ تَحْكُمُوا معطوف على أن تؤدوا: أي أن تؤدّوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فأن تؤدّوا منصوب المحل، إما على إسقاط حرف الجرّ، لأن حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب ولاة المسلمين بِالْعَدْلِ كاف، ومثله: يعظكم به بَصِيراً تامّ مِنْكُمْ كاف:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَنْفُسَهُمْ كاف مَنْ يَشاءُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَتِيلًا حسن عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ صالح مُبِيناً تامّ سَبِيلًا حسن، وكذا: لعنهم الله نَصِيراً صالح، وكذا: نقيرا مِنْ فَضْلِهِ مفهوم عَظِيماً كاف، وكذا: من صدّ عنه سَعِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف ناراً صالح لِيَذُوقُوا الْعَذابَ كاف حَكِيماً تامّ أَبَداً صالح مُطَهَّرَةٌ جائز ظَلِيلًا تامّ أَنْ تَحْكُمُوا
للابتداء بالشرط مع الفاء، واليوم الآخر كذلك تَأْوِيلًا تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ جائز: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير في يزعمون، وهو العامل في الحال إِلَى الطَّاغُوتِ حسن أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أحسن مما قبله بَعِيداً حسن: وَإِلَى الرَّسُولِ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت، وهو رأيت فلا يفصل بينهما بالوقف صُدُوداً تامّ: ولا وقف من قوله: فَكَيْفَ إلى وَتَوْفِيقاً فلا يوقف على: أيديهم، ولا على: يحلفون، وبعضهم تعسف ووقف على يحلفون وجعل بالله قسما، وإن أردنا جواب القسم وإن نافية بمعنى ما: أي ما أردنا في العدول عنك عند التحاكم إلا إحسانا وتوفيقا وليس بشيء لشدة تعلقه بما بعده، لأن الأقسام المحذوفة في القرآن لا تكون إلا بالواو، فإن ذكرت الباء أتى بالفعل كقوله: وأقسموا بالله: أي يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل أبدا، والمعتمد أن الباء متعلقة بيحلفون، وليست باء القسم كما تقدم، ويأتي إن شاء الله تعالى في سورة لقمان في قوله: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بأوضح من هذا وَتَوْفِيقاً كاف ما فِي قُلُوبِهِمْ جائز، ومثله: وعظهم بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ
اللَّهِ
كاف، ومثله: تَوَّاباً رَحِيماً، وبعضهم وقف على قوله: فلا، وابتدأ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وجعل لا ردا لكلام تقدمها، تقديره فلا يفعلون، أو ليس الأمر كما زعموا من أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف قسما بعد ذلك بقوله: وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وهو توجيه حسن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِالْعَدْلِ كاف، وكذا: يعظكم به بَصِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ كاف، وكذا: واليوم الآخر تَأْوِيلًا تامّ. وقال أبو عمرو كاف إِلَى الطَّاغُوتِ صالح، وكذا: أن يكفروا به بَعِيداً حسن صُدُوداً كاف: وإن تعلق ما بعده بما قبله لطول الكلام وَتَوْفِيقاً حسن فِي قُلُوبِهِمْ صالح وَعِظْهُمْ جائز بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن فَلا
يرقيه إلى التمام، والأحسن الابتداء بها بناء على أنها توطئة للنفي بعدها فهو آكد تَسْلِيماً كاف: أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله:
إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ على القراءتين رفعه بدل من الضمير في فعلوه ونصبه على الاستثناء تَثْبِيتاً حسن. قال الزمخشري: وإذا جواب سؤال مقدر كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل وإذا لو ثبتوا لآتيناهم، لأن إذا جواب وجزاء عليه، فلا يوقف على: تثبيتا، ولا على عظيما، لأن قوله: وإذا لآتيناهم ولهديناهم من جواب لو. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح مُسْتَقِيماً تام وَالصَّالِحِينَ حسن رَفِيقاً كاف مِنَ اللَّهِ حسن عَلِيماً تامّ للابتداء بياء النداء جَمِيعاً كاف لَيُبَطِّئَنَّ تام للابتداء بالشرط مع الفاء شَهِيداً كاف مَوَدَّةٌ ليس بوقف، لأن قوله: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ معترضة بين قوله: لَيَقُولَنَّ ومعمول القول، وهو يا لَيْتَنِي سواء جعلت للجملة- التشبيهية محلا من الإعراب نصبا على الحال من الضمير المستكن في ليقولنّ، أو نصبا على المفعول بيقولنّ، فيصير مجموع جملة التشبيه وجملة التمني من جملة المقول، أو لا محل لها لكونها معترضة بين الشرط وجملة القسم وأخرت والنية بها التوسط بين الجملتين، والتقدير ليقولنّ يا ليتني أنظر أبا حيان، وتوسمه شيخ الإسلام بجائز، لعله فرّق به بين الجملتين مَعَهُمْ كاف: لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف: أو فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن: وليس بوقف لمن رفعه عطفا على كنت وجعل كنت بمعنى أكون على معنى يا ليتني أكون فأفوز فيكون
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جائز: بناء على أنه ردّ لما قبله، والذي ابتدأ به، وهو الأحسن بني على أنه توطئة للنفي بعده، فهو آكد وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً حسن إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ كاف تَثْبِيتاً صالح مُسْتَقِيماً تامّ وَالصَّالِحِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَفِيقاً حسن مِنَ اللَّهِ كاف عَلِيماً تامّ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ
السكون معهم والفوز العظيم متمنين معا، لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل، لأن الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن، فعلى هذا لا يوقف على معهم، لاتساق ما بعده على ما قبله ونصبه على جواب التمني، والمصيبة الهزيمة، والفضل الظفر والغنيمة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين في الظاهر تهكما وهم في الباطن أعدى عدوّ لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا، ويقول وقت الغنيمة والظفر: يا ليتني كنت معهم، فهذا قول من لم تسبق منه مودّة للمؤمنين فَوْزاً عَظِيماً تام: للأمر بعده بِالْآخِرَةِ تامّ: للابتداء بالشرط ومثله:
عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها حسن وَلِيًّا جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وكذا: الطاغوت أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأن ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز، ومثله: أو أشدّ خشية، وكذا القتال، لأن لولا بمعنى هلا، وهلا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله وقَرِيبٍ وقَلِيلٌ كلها وقوف جائزة. وقال نافع: تامّ، لأن الجملتين وإن اتفقتا فالفصل بين وصفي الدارين لتضادهما مستحسن لِمَنِ اتَّقى حسن على القراءتين في يظلمون، قرأ ابن كثير والأخوان ولا يظلمون بالغيبة جريا على الغائبين قبله.
والباقون بالخطاب التفاتا فَتِيلًا كاف أَيْنَما تَكُونُوا جائز: يجوز أن يتصل بقوله ولا تظلمون ثم يبتدئ بيدرككم الموت، والأولى وصله، انظر
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لَيُبَطِّئَنَّ مفهوم شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَوَدَّةٌ جائز فَوْزاً عَظِيماً حسن، وكذا: بالآخرة، وأجرا عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مفهوم الطَّاغُوتِ صالح أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز خَشْيَةً صالح، وكذا:
ضعفه في أبي حيان الْمَوْتُ ليس بوقف، لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه مُشَيَّدَةٍ حسن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حسن، ومثله: من عندك قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: أي خلقا وتقديرا حَدِيثاً تام، اتفق علماء الرسم على قطع اللام هنا عن هؤلاء، وفي مالِ هذَا الْكِتابِ في الكهف ومالِ هذَا الرَّسُولِ في الفرقان وفَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا في المعارج. وقال أبو عمرو: في هذه الأربعة اللام منفصلة عما بعدها. وجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال فيها جارية مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله مال زيد وما بال زيد بمعنى واحد، وقد صحّ أن اللام في الأربعة لام جرّ اه. أبو بكر اللبيب على الرائية باختصار، وأبو عمرو يقف على ما وقف بيان، إذ لا يوقف على لام الجرّ دون مجرورها، والكسائي قال:
عليها وعلى اللام منفصلة عما بعدها اتباعا للرسم العثماني، وليست اللام في هذه الأربعة متصلة بما كما قد يتوهم أنهما حرف واحد فَمِنَ اللَّهِ حسن: فصلا بين النقيضين فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، أي: وأنا كتبتها عليك، قيل في قوله: فَمِنْ نَفْسِكَ أن همزة الاستفهام محذوفة والتقدير أفمن نفسك نحو قوله: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ التقدير أو تلك نعمة، وقرأت عائشة رضي الله عنها فمن نفسك بفتح ميم من ورفع السين على الابتداء والخبر، أي: أيّ شيء نفسك حتى تنسب إليها فعلا رَسُولًا حسن شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ
اللَّهَ
كاف: للابتداء بالشرط حَفِيظاً حسن وَيَقُولُونَ طاعَةٌ كاف: على استئناف ما بعده وارتفع طاعة على أنه خبر مبتدإ محذوف: أي أمرنا طاعة لك. وقيل ليس بوقف لأن الوقف عليه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قريب، وقليل لِمَنِ اتَّقى مفهوم فَتِيلًا حسن مُشَيَّدَةٍ كاف، وكذا: من عند الله مِنْ عِنْدِكَ صالح مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حَدِيثاً تام فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، وكذا: رسولا شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ صالح، وكذا:
يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلا بوصله إلى تقولوا غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ حسن، ومثله: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ حسن: لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله لاختلف فيه، ومن قال المعنى، ولو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا لأن كلام الناس يختلف فيه ويتناقض. إما في اللفظ والوصف. وإما في المعنى بتناقض الأخبار أو الوقوع على خلاف المخبر به أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان اخْتِلافاً كَثِيراً كاف أَذاعُوا بِهِ يبنى الوقف على ذلك والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل مستثنى من فاعل اتبعتم: أي لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم. فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك القليل كقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى عليه السلام قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، لأن المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل الخطاب في قوله: لاتبعتم لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة: أي هم أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث «ما أنتم فيمن سواكم من الأمم إلا كالرّقة البيضاء في الثور الأسود» وقيل مستثنى من قوله: لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقيل مستثنى من الضمير في أذاعوا به. وقيل مستثنى من الاتباع كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعا غير قليل وقيل مستثنى من قوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي: إلا قليلا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حفيظا وَيَقُولُونَ طاعَةٌ ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ صالح، وكذا: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف
الممتنع من اتباع الشيطان ممتنعا بفضله ورحمته، فعلى الأول يتم الكلام على أذاعوا به. ولا يوقف على منهم حتى يبلغ قليلا، لأن الأمر إذا ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الجماعة ولم يكن للاستثناء من المستنبطين معنى وجعله مستثنى من قوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته بعيد لأنه يصير المعنى وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتبع الجماعة الشيطان، والكلام في كونه استثناء منقطعا أو متصلا، وعلى كل قول مما ذكر يطول شرحه، ومن أراد ذلك فعليه بالبحر المحيط، فيه العذب العذاب والعجب العجاب، وما ذكرناه هو ما يتعلق بما نحن فيه. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ: للابتداء بالأمر فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز: لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا الْمُؤْمِنِينَ حسن كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ: للابتداء بالشرط نَصِيبٌ مِنْها جائز:
للابتداء بالشرط، وعلى قاعدة يحيى بن نصير لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يأتي بالثاني وهو كفل منها وكِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف حَدِيثاً تامّ فِئَتَيْنِ جائز: عند أبي حاتم. قاله الهمداني. وقال النكزاوي: ليس بوقف لأن قوله: والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى، لأن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرّا فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرّا. فقال بعض المسلمين إن لقيناهم قتلناهم وصلبناهم لأنهم قد ارتدوا. وقال قوم أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ صالح، وكذا: اختلافا كثيرا، وأذاعوا به يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: إلا قليلا فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا: وحرّض المؤمنين الَّذِينَ كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ نَصِيبٌ مِنْها مفهوم كِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ اللَّهُ لا إِلهَ
فخرجوا عنها فبين الله نفاقهم. فقال: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ أي:
مختلفين وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي ردّهم إلى الكفر فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين، وفئتين حال من الضمير المتصل بحرف الجرّ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ كاف؛ لانتهاء الاستفهام سَبِيلًا أكفى مما قبله سَواءً حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ أحسن مما قبله: للابتداء بالشرط وَجَدْتُمُوهُمْ كاف وَلِيًّا وَلا نَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته فلا وقف من قوله: وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا إلى أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ، فلا يوقف على نصيرا ولا على ميثاق ولا على صدورهم لاتصال الكلام بعضه ببعض أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ كاف. ومثله: فَلَقاتَلُوكُمْ للابتداء بالشرط مع الفاء السَّلَمَ ليس بوقف لأن جواب فإن لم يأتي بعد سَبِيلًا كاف قَوْمَهُمْ جائز: أُرْكِسُوا فِيها حسن: تقدّم أن كلما أنواع ثلاثة: ما هو مقطوع اتفاقا وهو قوله: من كل ما سألتموه في إبراهيم. ونوع مختلف فيه، وهو كلما ردّوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمّة، وكلما جاء أمّة، وكلما ألقي فيها فوج، والباقي موصول
اتفاقا حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تامّ: إلا خطأ ليس بوقف. جعل أبو عبيدة والأخفش إلا في معنى ولا، والتقدير ولا خطأ والضراء جعل إلا في قوة لكن على معنى الانقطاع: أي لكن من قتله خطأ فعليه تحرير رقبة، فعلى قوله يحسن الابتداء بإلا، ولا يوقف على خطأ، إذ المعنى فيما بعده إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف: للابتداء بحكم آخر، ومثله: مؤمنة في الموضعين مُتَتابِعَيْنِ جائز: إن نصب توبة بفعل مقدر.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف، وكذا حديثا. وقال أبو عمرو: فيه تامّ بِما كَسَبُوا كاف مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ حسن، وكذا: له سبيلا، وقال أبو عمرو: في الأول كاف فَتَكُونُونَ سَواءً صالح، وكذا: سبيل الله. وقال أبو عمرو في الأول: كاف حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ كاف، وكذا: يقاتلوا قومهم سَبِيلًا حسن قَوْمَهُمْ جائز، وكذا: أركسوا فيها حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تام إِلَّا خَطَأً
أي: يتوب الله عليه توبة، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأنه مصدر وضع موضع الحال تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيماً تام: للابتداء بالشرط، ومثله: عظيما للابتداء بيا النداء فَتَبَيَّنُوا حسن لَسْتَ مُؤْمِناً صالح:
لأن ما بعده يصلح أن يكون حالا: أي لا تقولوا مبتغين أو استفهاما بإضمار همزة الاستفهام: أي أتبتغون. قاله السجاوندي الدُّنْيا حسن، ومثله:
كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف: للابتداء بأن خَبِيراً تامّ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ليس بوقف، سواء قرئ بالرفع صفة لقوله: القاعدون، أو بالنصب حالا مما قبله أو بالجرّ صفة للمؤمنين وَأَنْفُسِهِمْ الأول حسن. وقال الأخفش تامّ: لأن المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدون، لأن الله قسم المؤمنين قسمين قاعد ومجاهد، وذكر عدم التساوي بينهما دَرَجَةً حسن ومثله: الحسنى أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف لأن ما بعده بدل من أجرا، وإن نصب بإضمار فعل حسن الوقف على عظيما وَرَحْمَةً حسن رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ جائز، ومثله: في الأرض فِيها كاف: لتناهي الاستفهام بجوابه جَهَنَّمُ حسن مَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته، وهو رأس آية وما بعده متعلق بما قبله لأن قوله إلا المستضعفين منصوب على الاستثناء من الهاء والميم في مأواهم، وصلح ذلك لأن المعنى فأولئك في جهنم، فحمل الاستثناء على المعنى فهو متصل، وأيضا فإن قوله: لا يستطيعون حيلة جملة في موضع الحال من المستضعفين، والعامل في الحال هو العامل في المستثنى بتقدير إلا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صالح. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف، وكذا رقبة مؤمنة، في الموضعين، ومن الله حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَظِيماً تامّ فَتَبَيَّنُوا صالح الْحَياةِ الدُّنْيا مفهوم، وكذا: كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف خَبِيراً تامّ وَأَنْفُسِهِمْ حسن عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً كاف الْحُسْنى صالح أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف، وإن كان رأس آية، لأن ما بعده بدل منه أو تأكيد
المستضعفين غير مستطيعين حيلة، وإن جعل منقطعا، وأن هؤلاء المتوفين إما كفار أو عصاة بالتخلف فلم يندرج فيهم المستضعفون. وهذا أوجه، وحسن الوقف على مصيرا سَبِيلًا جائز عَنْهُمْ حسن. قال أبو عمرو في المقنع: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الواو الأصلية في موضع واحد، وهو هنا: عسى الله أن يعفو عنهم لا غير. وأما قوله تعالى: أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي، وقوله: وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ، ولَنْ نَدْعُوَا، فإنهن كتبن بالألف بعد الواو عَفُوًّا غَفُوراً تامّ: للابتداء بالشرط وَسَعَةً كاف، للابتداء بالشرط أيضا، ولا وقف من قوله: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ إلى فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فلا يوقف على ورسوله ولا على الموت، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وهو كاف رَحِيماً تام أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ تامّ لتمام الكلام على قصر صلاة المسافر، وابتدئ إن خفتم على أنهما آيتان والشرط لا مفهوم له، إذ يقتضي أن القصر مشروط بالخوف، وأنها لا تقصر مع الأمن، بل الشرط فيما بعده وهو صلاة الخوف، وإن أمنوا في صلاة الخوف أتموها صلاة أمن: أي إن سفرية فسفرية وإن حضرية فحضرية، وليس الشرط في صلاة القصر. ثم افتتح تعالى صلاة الخوف فقال تعالى: إِنْ خِفْتُمْ على إضمار الواو، أي: وإن خفتم كما تقدّم في مَعَهُ رِبِّيُّونَ ولا ريب لأحد في تمام القصة وافتتاح قصة أخرى، ومن وقف على كفروا وجعلها آية مختصة بالسفر معناه خفتم أم لم تخافوا فلا جناح عليكم أن تقصروا الصلاة في السفر، فقوله: من الصلاة مجمل، إذ يحتمل القصر من عدد الركعات والقصر من هيئات الصلاة،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
له وَرَحْمَةً صالح رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ صالح، وكذا: في الأرض ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ مَصِيراً ليس بوقف، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده به. وقال أبو عمرو: كاف سَبِيلًا صالح، وكذا: عنهم غَفُوراً حسن. وقال أبو عمرو:
ويرجع في ذلك إلى ما صح في الحديث، انظر أبا العلاء الهمداني مُبِيناً تامّ أَسْلِحَتَهُمْ حسن، ومثله: من ورائكم، وكذا: أسلحتهم، وهو أحسن لانقطاع النظم مع اتصال المعنى مَيْلَةً واحِدَةً حسن وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف: للابتداء بإن مُهِيناً تامّ وَعَلى جُنُوبِكُمْ كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف كَما تَأْلَمُونَ حسن: لأن قوله:
وترجعون مستأنف غير متعلق بقوله: إن تكونوا وليس بوقف إن جعلت الواو للحال.
أي: والحال أنتم ترجون ما لا يَرْجُونَ كاف حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن خَصِيماً كاف، ومثله واستغفر الله للابتداء بإن رَحِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف، ومثله: أثيما، على
استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يستخفون نعتا لقوله: خوّانا، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الْقَوْلِ حسن مُحِيطاً تامّ: إن جعل ها أنتم مبتدأ، وهؤلاء خبرا، أو أنتم خبرا مقدّما وهؤلاء مبتدأ مؤخرا، أو أنتم مبتدأ وهؤلاء منادى وجادلتم خبر فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف: للاستفهام بعده وَكِيلًا تامّ: قال علماء الرسم: كل ما في كتاب الله من ذكر أمن فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، هنا: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا، وفي التوبة: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ، وفي الصافات: أَمْ مَنْ خَلَقْنا، وفي حم السجدة: أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً، وما سوى ذلك فبميم واحدة غَفُوراً رَحِيماً كاف، ومثله: على نفسه حَكِيماً تام بِهِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ وَسَعَةً صالح. وقال أبو عمرو: كاف عَلَى اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن.
وقال أبو عمرو: تامّ الَّذِينَ كَفَرُوا كاف مُبِيناً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْلِحَتَهُمْ مفهوم، وكذا: من ورائكم حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ حسن، وكذا: ميلة واحدة. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف، وكذا: مهينا، وعلى جنوبكم، و: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف ما لا يَرْجُونَ صالح حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو:
بَرِيئاً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد مُبِيناً تامّ أَنْ يُضِلُّوكَ حسن، ومثله: من شيء، وما لم تكن تعلم عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن، عَظِيماً تام نُصْلِهِ جَهَنَّمَ حسن مَصِيراً تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف: للابتداء بالشرط بَعِيداً كاف إِلَّا إِناثاً جائز: للابتداء بالنفي مَرِيداً ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له لَعَنَهُ اللَّهُ حسن: لأن ما بعده غير معطوف على، لعنه الله نَصِيباً مَفْرُوضاً ليس بوقف لعطف الخمس التي أقسم إبليس عليها، وهي اتخاذ نصيب من عباد الله وإضلالهم وتمنيته لهم إلى قوله: خلق الله، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، قوله فليغيرن خلق الله، أي دين الله، وقيل الخصاء. قالهما ابن عباس. وقال مجاهد: الفطرة يعني أنهم ولدوا على الإسلام فأمرهم الشيطان بتغييره. وعن الحسن: أنه الوشم. وهذه الأقوال ليست متناقضة لأنها ترجع إلى الأفعال. فأما قوله: لا تبديل لخلق الله. وقال هنا فليغيرنّ خلق الله. فإن التبديل هو بطلان عين الشيء فهو هنا مخالف للتغيير. قال محمد بن جرير: أولاها أنه دين الله، وإذا كان ذلك معناه فقد دخل فيه كل ما نهى الله عنه من خصاء ووشم وغير ذلك من المعاصي، لأن الشيطان يدعو إلى جميع المعاصي اه. نكزاوي خَلْقَ اللَّهِ حسن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف خَصِيماً كاف. وقال أبو عمرو: تام وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ صالح رَحِيماً حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ كاف أَثِيماً حسن مِنَ الْقَوْلِ صالح مُحِيطاً حسن فِي الْحَياةِ الدُّنْيا حسن، وكذا: وكيلا، و: رحيما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف عَلى نَفْسِهِ صالح حَكِيماً تامّ مُبِيناً حسن، وقال أبو عمرو: فيهما كاف أَنْ يُضِلُّوكَ حسن مِنْ شَيْءٍ كاف ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ صالح عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن. وكذا أجرا عظيما. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وفي الثاني تامّ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن، وكذا: بعيدا ولَعَنَهُ اللَّهُ و: خلق الله. وقال أبو عمرو في الثاني
مُبِيناً كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير المستتر في: خسر، والعامل في الحال خسر، لأنه لا يجوز الفصل بين الحال والعامل فيها والاستئناف في ذلك أظهر. قاله النكزاوي وَيُمَنِّيهِمْ حسن إِلَّا غُرُوراً كاف، ومثله: محيطا أَبَداً ليس بوقف، لأن وعد منصوب بما قبله فهو مصدر مؤكد لنفسه، وحقّا مصدر مؤكد لغيره فوعد مؤكد لقوله: سَنُدْخِلُهُمْ، وحقّا مؤكد لقوله: وعد الله، وقيل تمييز حَقًّا حسن قِيلًا تامّ: إن جعل ليس بأمانيكم مخاطبة للمسلمين مقطوعا عما قبله مستأنفا، وإن جعل مخاطبة للكفار الذين تقدّم ذكرهم كان الوقف حسنا، وبكلا القولين قال أهل التفسير، فمن قال إنه مخاطبة للمسلمين مسروق، قال احتج المسلمون وأهل الكتاب. فقال المسلمون نحن أهدى منكم. فقال تعالى: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ومن قال إنه مخاطبة للكفار وأنه متصل بما قبله مجاهد. قال مشركو العرب لن نعذب ولن نبعث. وقال أهل الكتاب:
نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، ولَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً وديننا قبل دينكم ونبينا قبل نبيكم، واختار هذا القول محمد بن جرير ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، ولا يقطع ما بعده عما قبله إلا بحجة قاطعة. قاله النكزاوي أَهْلِ الْكِتابِ كاف. وقال ابن الأنباري تامّ: لأنه آخر القصة على قول من جعل قوله: من يعمل سوءا يجز به عاما للمسلمين وأهل الكتاب، ومن جعله خاصا للمشركين جعل الوقف على ما قبله كافيا، فمن قال إنه عام لجميع الناس، وإن كلّ من عمل سيئة جوزي بها أبيّ بن كعب وعائشة، فمجازاة الكافر النار، ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا، ومن قاله إنه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منهما: تامّ، وفي البقية كاف مُبِيناً كاف وَيُمَنِّيهِمْ حسن. وقال أبو عمرو:
كاف إِلَّا غُرُوراً كاف مَحِيصاً تامّ حَقًّا حسن، وكذا: قبلا، وأهل
خاص بالكفار ابن عباس والحسن البصري، واختار الأول ابن جرير. وقال إن التخصيص لا يكون إلا بتوقيف وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على
أنه عام نَصِيراً تامّ للابتداء بالشرط وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد نَقِيراً تامّ وَهُوَ مُحْسِنٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله حَنِيفاً حسن: وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن مُحِيطاً تامّ فِي النِّساءِ جائز قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز عند بعضهم، وقيل ليس بوقف لأن قوله: وما يتلى معطوف على اسم الله، ويبنى الوقف والوصل على إعراب «ما» من قوله:
وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ، فمحلها يحتمل الرفع والنصب والجرّ، فالرفع عطف على لفظ الله، أو عطف على الضمير المستكنّ في يفتيكم، أو على الابتداء والخبر محذوف: أي ما يتلى عليكم في يتامى النساء يبين لكم أحكامهنّ، والنصب على تقدير ويبين الله لكم ما يتلى عليكم، والجرّ على أن الواو للقسم، أو عطف على الضمير المجرور في فيهنّ. قاله محمد بن أبي موسى.
قال أفتاهم الله فيما سألوا عنه وفيما لم يسألوا عنه، إلا أن هذا ضعيف، لأنه عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو رأي الكوفيين، ولا يجيزه البصريون إلا في الشعر، فمن رفع «ما» على الابتداء كان الوقف على فيهنّ كافيا، وليس بوقف لمن نصبها أو جرّها، والوقف على: ما كتب لهنّ، وأن تنكحوهنّ، والولدان لا يسوغ، لأن العطف صيرهنّ كالشيء الواحد بِالْقِسْطِ حسن. وقال أحمد بن موسى: تام عَلِيماً تامّ صُلْحاً
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الكتاب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف عند ابن الأنباري، وهو عندي تامّ: لأنه تمام القصة نَصِيراً تامّ، وكذا: نقيرا حَنِيفاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ صالح مُحِيطاً حسن، فِي النِّساءِ مفهوم قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز: عند بعضهم بِالْقِسْطِ حسن بِهِ عَلِيماً تامّ صُلْحاً
حسن وَالصُّلْحُ خَيْرٌ أحسن منه الْأَنْفُسُ الشُّحَّ كاف: للابتداء بالشرط خَبِيراً تامّ وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف: عند أبي حاتم، وتامّ عند نافع كَالْمُعَلَّقَةِ كاف، ومثله: رحيما، للابتداء بالشرط كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: أي ولله ما حوته السموات والأرض فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه فإنه يسد الفاقة، ويلمّ الشعث، ويغني كلا من سعته، يغني الزوج بأن يتزوّج غير من طلق، أو برزق واسع، وكذا المرأة، فعلى هذا تمّ الكلام على قوله: من قبلكم وَإِيَّاكُمْ تامّ عند نافع، وخالفه أهل العربية في ذلك. قال الأخفش: لا يتم الكلام إلا بقوله:
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ للابتداء بالشرط، وليس ما بعده داخلا في معمول الوصية، فهي جملة مستأنفة. وقيل معطوفة على: اتَّقُوا اللَّهَ، وضعف لأن تقدير القول ينفي كون الجملة الشرطية مندرجة سواء جعلت أن مفسرة أو مصدرية وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أي:
ليس به حاجة إلى أحد، ولا فاقة تضطره إليكم، وكفركم يرجع عليكم عقابه وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ كاف حَمِيداً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: إذا فهمت هذا علمت ما أسقطه شيخ الإسلام، وهو ثلاثة وقوف: وهو وما في الأرض مرّتين، وحميدا. والحكمة في تكرير وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أن ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض، فإن لله تعالى ملائكة وهم أطوع له تعالى منكم، ففي
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مفهوم وَالصُّلْحُ خَيْرٌ حسن الشُّحَّ كاف خَبِيراً حسن وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف، وكذا: كالمعلقة رَحِيماً حسن مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تام وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ: وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَقْرَبِينَ كاف أَوْلى بِهِما صالح أَنْ تَعْدِلُوا حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف
كل واحدة فائدة. وقال ابن جرير: كررت تأكيدا وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا تامّ:
للابتداء بالشرط وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف: لانتهاء الشرط بجوابه، لكن أجمع العادّون على ترك عدّ هذا، ومثله: ولا الملائكة المقرّبون حيث لم يتشاكل طرفاهما قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ لِلَّهِ ليس بوقف، لأن وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مبالغة فيما قبله وَالْأَقْرَبِينَ كاف، للابتداء بالشرط أَوْلى بِهِما جائز أَنْ تَعْدِلُوا كاف خَبِيراً تامّ أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ كاف بَعِيداً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى سبيلا، فلا يوقف على: ثم ازدادوا كفرا، لأن خبر إن لم يأت بعد سَبِيلًا تامّ: لانتهاء خبر إنّ أَلِيماً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ أو جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب على الذمّ، كأنه قال:
أذمّ الذين، وليس بوقف إن جعل صفة للمنافقين، أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف: على القول الثاني: أعني إن الذين نعت أو بدل، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ والخبر يبتغون للفصل بين المبتدإ والخبر عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ جائز عند نافع جَمِيعاً كاف فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ جائز مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمنافقين على اللفظ، أو تابع لهم على المحل، لأن اسم الفاعل إذا أضيف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خَبِيراً تامّ، وكذا: الذي أنزل من قبل، و: بعيدا سَبِيلًا كاف. وقال أبو عمرو:
تام عَذاباً أَلِيماً حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره: أيبتغون عندهم العزة، وجائز إن جعل ذلك نعتا للمنافقين. ووجه الجواز أنه رأس آية مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف:
على القول الثاني، وليس بوقف على القول الأوّل للفصل بين المبتدإ والخبر لِلَّهِ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو:
إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظا وموضعا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجرّ العاقلة ونصبها، لكن إن رفع الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ على الابتداء، و:
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ الخبر لا يوقف على بكم، ولا معكم، ولا على المؤمنين، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جرّ ساغ الوقف على الثلاث. فيسوغ على بِكُمْ للابتداء بالشرط، وعلى أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو قالوا وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن: إن جعل الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ نعتا أو بدلا يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن إن جعل ما بعده عاما للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ حسن كُسالى كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها قاموا إِلَّا قَلِيلًا كاف: إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل يراءون، أو من فاعل ولا يذكرون. قال أبو زيد:
مذبذبين بين الكفر والإسلام. روى في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين» أي: المتردّدة إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع، «إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه» وَلا إِلى هؤُلاءِ الثانية: كاف سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ حسن مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للمنافقين وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن، على القول الثاني يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ صالح وَلا إِلى هؤُلاءِ حسن. وقال أبو عمرو:
كاف فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ
حسن: للابتداء بالنفي نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء، وتقدّم التفصيل فيه في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة مَعَ الْمُؤْمِنِينَ كاف:
للابتداء بسوف، واتفق علماء الرسم على حذف الياء من يؤت اتباعا للمصحف العثماني وحذفت في اللفظ لالتقاء الساكنين، وبني الخط على ظاهر التلفظ به في الإدراج وسوّغ لهم ذلك استغناؤهم عنها، لانكسار ما قبلها، والعربية توجب إثباتها، إذ الفعل مرفوع وعلامة الرفع فيه مقدّرة لثقلها، فكان حقها أن تثبت لفظا وخطا، إلا أنها حذفت لسقوطها في الدرج، وكذا مثلها في يقض الحق في الأنعام ونُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ في يونس ولَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا في الحج وبِهادِ الْعُمْيِ في الروم، وفي الصافات إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ، وفي ق: يُنادِ الْمُنادِ، وفي القمر: فَما تُغْنِ النُّذُرُ. كل هذه كتبت بغير ياء والوقف عليها كما كتبت ويعقوب أثبتها حال الوقف، ولا يمكن إثباتها حال الوصل لمجيء الساكنين بعدها أَجْراً عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ حسن شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وبها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وحمزة وأبو عمرو والكسائي وابن كثير وابن عامر، لأن موضع من صب على الاستثناء، والاستثناء منقطع، فعلى قراءة هؤلاء يتم الوقف على: عليما ومِنَ الْقَوْلِ ليس بوقف إن جعلت من فاعلا بالجهر كأنه قال: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم، فلا يكده جهده به. والمصدر إذا دخلت عليه أل، أو أضيف عمل عمل الفعل،، كذلك إذا نوّن نحو قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما، وقرأ الضحاك وزيد بن أسلم إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بفتح الظاء واللام، فعلى هذه القراءة يصح في إلا الاتصال والانقطاع، ويكون من التقديم والتأخير وكأنه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم، فعلى
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جائز نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء مَعَ الْمُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ صالح شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا
هذا لا يوقف على عليما إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف عَلِيماً حسن: لأن ما بعده متصل به من جهة المعنى قَدِيراً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين يكفرون إلى حقا، فلا يوقف على: ورسله، ولا على: ببعض، ولا على:
سبيلا، لأن خبر إن لم يأت وهو أولئك حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ حسن مِنْ ذلِكَ ليس بوقف لمكان الفاء أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً جائز، ومثله: بظلمهم وثم لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ حسن مُبِيناً كاف فِي السَّبْتِ جائز غَلِيظاً كاف. وقيل: تام: على أن الباء تتعلق بمحذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم. قاله الأخفش وقتادة. وقال الكسائي:
هو متعلق بما قبله، وقول قتادة ومن تابعه أولاها بالصواب. قاله النكزاوي غُلْفٌ جائز قَلِيلًا كاف، ومثله: عظيما، والوقف على ابْنَ مَرْيَمَ وقف بيان، ويبتدئ رسول الله على أنه منصوب بإضمار أعني، لأنهم لم يقرّوا بأن عيسى ابن مريم رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم بقوله: رسول الله لذهب فهم السامع إلى أنه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه إلى التمام، لأنه أدلّ على المراد، وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له، ووصله بما بعده أولى، فإن رسول الله عطف بيان أو بدل أو صفة لعيسى كما أن عيسى بدل من المسيح. وأيضا فإن قولهم رسول الله هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وإلا فلا لتعلقه بقوله: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ، إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف سَمِيعاً عَلِيماً تامّ، وكذا: قديرا حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ صالح بِظُلْمِهِمْ جائز: عند بعضهم فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ جائز مُبِيناً صالح غَلِيظاً كاف غُلْفٌ جائز
ولله الحمد وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ حسن ووقف نافع على لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أي: وما قتلوا الذي شبه لهم يقينا أنه عيسى، بل قتلوه على شك، ومنهم من وقف على ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وجعل الاستثناء منقطعا ووقف على قتلوه وجعل الضمير لعيسى وابتدأ يقينا وجعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، فيقينا نعت لمصدر محذوف، وهو تقرير لنفي القتل، وليس قتلوه بوقف إن نصب يقينا برفعه لما فيه أن ما بعد بل يعمل فيما قبلها، وذلك ضعيف. وقيل الضمير في قتلوه يعود على العلم: أي ما قتلوا العلم يقينا على حدّ قولهم: قتلت العلم يقينا والرأي يقينا، بل كان قتلهم عن ظنّ وتخمين.
وقيل يعود على الظنّ فكأنه قيل: وما صحّ ظنهم وما تحققوه يقينا فهو كالتهكم بهم، والذي نعتقده أن المشبه هو الملك الذي كان في زمان عيسى لما رفعه الله إليه وفقدوه أخرج لهم شخصا وقال لهم هذا عيسى فقتله وصلبه، ولا يجوز أن يعتقد أن الله ألقى شبه عيسى على واحد منهم كما قال وهب بن منبه لما هموا بقتل عيسى وكان معه في البيت عشرة قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل ويدخل الجنة. فكل واحد منهم بادر فألقى شبهه على العشرة ورفع عيسى، فلما جاء الذين قصدوا القتل وشبه عليهم فقالوا ليخرج عيسى وإلا قتلناكم كلكم، فخرج واحد منهم فقتل وصلب. وقيل إن اليهود لما هموا بقتله دخل عيسى بيتا، فأمر الله جبريل أن يرفعه من طاق فيه إلى السماء، فأمر ملك اليهود رجلا بإخراجه، فدخل عليه البيت فلم يجده، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل، فلما خرج ظنوا أنه عيسى فقتلوه وصلبوه ثم قالوا:
إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ واختلفوا، فأنزل الله تعالى قوله: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وهذا وأمثاله
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا صالح، وكذا: بُهْتاناً عَظِيماً، ورَسُولَ اللَّهِ، وشُبِّهَ لَهُمْ. وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف لَفِي شَكٍّ مِنْهُ جائز إِلَّا اتِّباعَ
من السفسطة وتناسخ الأرواح الذي لا تقول به أهل السنة وَما قَتَلُوهُ تامّ إن جعل يقينا متعلقا بما بعده كما تقدّم، أي: بل رفعه الله إليه يقينا، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ كاف، ومثله: حكيما قَبْلَ مَوْتِهِ جائز: لأن قوله: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ ظرف كونه شهيدا، لا ظرف إيمانهم، فالواو للاستئناف، والضمير في به وفي موته لعيسى. وقيل إنه في به لعيسى، وفي موته للكتابي. قالوا: وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ويعلم أنه نبيّ، ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة، فهو إيمان لا ينفعه شَهِيداً كاف: ولا وقف من قوله: فَبِظُلْمٍ إلى قوله بالباطل فلا يوقف على أُحِلَّتْ لَهُمْ لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على: كَثِيراً، ولا على: نهوا عنه بِالْباطِلِ حسن أَلِيماً تامّ. وقال بعضهم: ليس بعد قوله: فَبِما نَقْضِهِمْ وقف تام إلى أليما على تفصيل في لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها كما هنا، وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها مِنْ قَبْلِكَ حسن إن نصب ما بعده على المدح أي أمدح المقيمين، وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها، وهو قول سيبويه والمحققين، وليس بوقف إن عطف على بما أنزل إليك، أي: يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين، أو عطف على ما من قوله: وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فإنها في موضع جرّ أو عطف على الضمير في منهم وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ حسن: على استئناف ما بعده بالابتداء والخبر فيما بعده، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الظَّنِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما قَتَلُوهُ تامّ: إن جعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، بل رفعه الله إليه، وإلا فليس بوقف يَقِيناً كاف، إن جعل متعلقا بما قبله، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ صالح حَكِيماً حسن شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: في الثلاثة كاف بِالْباطِلِ كاف أَلِيماً تامّ.
وقال أبو عمرو: كاف وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ حسن إن جعل ما بعده منصوبا على
المؤتمون، وليس بوقف إن عطف على الرَّاسِخُونَ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف: إن جعل أولئك مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل خبر الراسخون أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف: وتامّ عند نافع وَسُلَيْمانَ حسن، ومثله زَبُوراً إن نصب رسلا بإضمار فعل يفسره ما بعده: أي قد قصصنا رسلا عليك، أي: قصصنا أخبارهم، فهو على حذف مضاف، فهو من باب الاشتغال، وجملة قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله، لأن معناه إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلا، وقرأ الجمهور زبورا بفتح الزاي جمع جمع؛ لأنك تجمع زبورا زبرا، ثم تجمع زبرا زبورا وقرأ حمزة بضم الزاي جمع زبر، وهو الكتاب يعني أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول نحو فلس وفلوس فهو مصدر واقع موقع المفعول به. وقيل على قراءة العامة جمع زبور على حذف الزوائد: يعني حذفت الواو منه فصار زبرا كما قالوا: ضرب الأمير ونسج اليمن. قاله أبو علي الفارسي عَلَيْكَ حسن، ومثله، تكليما إن نصب رسلا على المدح، وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، أو بدلا من رسلا قبله، لأنه تابع لهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بَعْدَ الرُّسُلِ كاف حَكِيماً تامّ: لأن لكن إذا كان بعدها ما يصلح جملة صلح الابتداء بما بعدها، كذا قيل بِعِلْمِهِ صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ وحالا مع اتحاد المقصود يَشْهَدُونَ حسن شَهِيداً تامّ بَعِيداً كاف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المدح، وإن جعل معطوفا على ما أنزل، أو على الضمير في منهم. فلا يحسن الوقف عليه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك خبرا لقوله الرَّاسِخُونَ، أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف، وكذا:
سليمان زَبُوراً صالح، وكذا: لم نقصصهم عليك تَكْلِيماً حسن: إن نصب رُسُلًا على المدح، وصالح إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، لأنه رأس
طَرِيقاً ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلا، وإن أريد بها شيئا خاصا، وهو العمل الصالح كان منقطعا أَبَداً كاف يَسِيراً تامّ: للابتداء بعد بالنداء خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ حسن وَكَلِمَتُهُ أحسن مما قبله إن عطف وَرُوحٌ مِنْهُ على الضمير المرفوع في ألقاها، وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتا لقوله: وكلمته، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة:
أي وكلمة الله ملقيا إياها. وقيل ألقاها لا يصلح نعتا لكلمة لما ذكر، ولا حالا لعدم العامل فكان استئنافا مع أن الكلام متحد. ومن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا وَرُوحٌ مِنْهُ فعارضه ابن واقد بقوله:
وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزءا من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم. وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردّها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال وَرُوحٌ مِنْهُ ومعنى كون عيسى روح الله أن جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنما سمى النفخ روحا لأنه ريح يخرج عن الروح. قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفا وَرُوحٌ مِنْهُ تام، لأنه آخر القصة فَآمِنُوا بِاللَّهِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
آية بَعْدَ الرُّسُلِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيماً صالح، وكذا:
يشهدون. وقال أبو عمرو في حكيما: كاف شَهِيداً تامّ، وكذا: بعيدا، وكذا: أبدا يَسِيراً تامّ خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تام إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ صالح وَرُوحٌ مِنْهُ كاف. وقال أبو عمرو: تام لأنه آخر القصة.
وَرُسُلِهِ جائز، ومثله: ثلاثة، أي: هم ثلاثة، فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أن الثلاثة لا تكون واحدا، وأن الواحد لا يكون ثلاثة خَيْراً لَكُمْ حسن.
وقيل: كاف. وقيل: تامّ إِلهٌ واحِدٌ حسن، ووقع نافع على سُبْحانَهُ وخولف في ذلك، لأن أن متعلقة بما قبلها وَلَدٌ تامّ، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفيّ ولدا موصوفا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد نفي الولد مطلقا وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ كاف للشرط بعده جَمِيعاً تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف عَذاباً أَلِيماً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَلا نَصِيراً تامّ، وكذا: مبينا ولا وقف من قوله: فأما الذين إلى مستقيما فلا يوقف على وَاعْتَصَمُوا بِهِ ولا على وَفَضْلٍ لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما مُسْتَقِيماً تام فِي الْكَلالَةِ كاف على استئناف ما بعده، لأن في الكلالة متعلق بيفتيكم وهو من إعمال الثاني، لأن في الكلالة يطلبها يستفتونك ويفتيكم فأعمل الثاني، ورسم الهمداني يستفتونك بالحسن تبعا لبعضهم تقليدا ولم يدعمه بنقل يبين حسنه، ومقتضى قواعد هذا الفنّ أنه لا يجوز، لأن جهتي الإعمال مثبتة إحداهما بالأخرى، فلو قلت ضربني زيد وسكتّ. ثم قلت: وضربت زيدا لم يجز، ونظيره في شدّة التعلق قوله تعالى:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا*، آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فقطرا منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ تنازعه آتوني وأفرغ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقيل: كاف وَرُسُلِهِ جائز وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ مفهوم خَيْراً لَكُمْ صالح، وكذا: إله واحد أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَمِيعاً كاف، وكذا: من فضله وَلا نَصِيراً تامّ مُبِيناً كاف مُسْتَقِيماً تامّ فِي الْكَلالَةِ كاف، وكذا: نصف
لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ فيستغفر مجزوم على جواب الأمر، ورسول الله يطلبه عاملان: أحدهما يستغفر، والآخر تعالوا فأعمل الثاني عند البصريين، ولذلك رفعه. ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله اه.
أبو حيان بزيادة للإيضاح. وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف ولله الحمد نِصْفُ ما تَرَكَ كاف: لأن ما بعده مبتدأ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن مِمَّا تَرَكَ كاف، للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين الْأُنْثَيَيْنِ حسن أَنْ تَضِلُّوا كاف، ووقف يعقوب على قوله: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ، وخولف في ذلك لأن أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة، وحمله البصريون على حذف مضاف، أي يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، وحمله الكوفيون على حذف «لا» بعد أن، أي: لئلا تضلوا ونظيرها إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا أي: لئلا تزولا، فحذفوا لا بعد أن وحذفها شائع ذائع، قال الشاعر:[الوافر]
رأينا ما رأى البصراء منها
…
فآلينا عليها أن تباعا
أي: أن لا تباعا، وقيل مفعول البيان محذوف، أي: يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوها، لأنه إذا بين الشرّ اجتنب، وإذا بين الخير ارتكب، فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: أَنْ تَضِلُّوا، وعلى آخر السورة تام، ورسموا: إن امرؤا بواو وألف، ومثله: الرِّبَوا* حيث وقع كما مرّ التنبيه عليه.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما ترك إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ حسن.
وقال أبو عمرو: كاف أَنْ تَضِلُّوا كاف، آخر السورة: تام.