الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الجاثية
مكية (1)
إلا قوله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا الآية فمدني، كلمها أربعمائة وثمان وثمانون كلمة، وحروفها ألفان ومائة وأحد وتسعون حرفا، وآيها ست أو سبع وثلاثون آية.
حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ حسن، إن جعل تنزيل مرفوعا بالابتداء كان الوقف على حم تامّا، وكاف إن جعل خبر مبتدإ محذوف الْحَكِيمِ كاف، ومثله: للمؤمنين لمن رفع آيات بالابتداء، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر وما قبلها خبر، وليس بوقف لمن قرأ آيات بكسر التاء، وقوله: وما يبثّ عطف على خلق المضاف إلى كم واستقبح عطفه على الكاف، لأن الضمير المتصل المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة حرف الجر؛ لا نقول: مررت بك وزيد حتى تقول مررت بك وبزيد، والأصح أن في السموات العطف على معمولي عاملين مختلفين، العاملان إن وفي، والمعمولان السموات وآيات، فعطف وتصريف على السموات، وعطف آيات الثانية على الآيات فيمن نصب آيات، وفي ذلك دليل على جوازه، والأصح عدم جوازه يُوقِنُونَ كاف، لمن قرأ: وتصريف الرياح آيات بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: ما ذكر آيات للعقلاء، ومن قرأ بالنصب على الآيات فيهما لم يحسن الوقف على الآيتين
ــ
سورة الجاثية مكية إلا قوله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا الآية، فمدني.
وقد علم حكم حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مما مرّ في سورة المؤمن الْحَكِيمِ حسن.
وقال أبو عمرو: كاف لِلْمُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: لمن قرأ من دابة آيات بالرفع، وكذا: يوقنون إن قرئ آيات الأخيرة بالرفع، ومن قرأ بالكسر فيهما
(1) وهي سبع وثلاثون في الكوفي، وست في الباقي الخلاف في آية حم [1] كوفي.
لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أن وهي قراءة حمزة والكسائي، ولا يوقف على بَعْدَ مَوْتِها ولا على الرياح يَعْقِلُونَ تامّ بِالْحَقِّ حسن يُؤْمِنُونَ تامّ، ومثله: أثيم إن جعل يسمع مستأنفا، وليس بوقف إن جعل صفة لما قبله والتقدير سامع كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها جائز أَلِيمٍ كاف، على استئناف ما بعده هُزُواً حسن مُهِينٌ كاف، على استئناف ما بعده جَهَنَّمُ جائز شَيْئاً ليس بوقف، لأن وَلا مَا اتَّخَذُوا مرفوع عطفا على ما الأولى أَوْلِياءَ كاف، ومثله: عظيم هذا هُدىً حسن، لأن والذين مبتدأ بِآياتِ رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن خبر الذين لم يأت بعد أَلِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: الله الذي إلى تشكرون، فلا يوقف على بأمره، ولا على من فضله للعطف فيهما تَشْكُرُونَ كاف، ومثله: جميعا منه، وقرئ منه بكسر الميم وتشديد النون ونصب التاء مصدر منّ يمنّ منة، وهي قراءة ابن عباس وابن عمير، أي: من الله عليكم منة. وأغرب بعضهم ووقف على وَسَخَّرَ لَكُمْ وجعل ما في السموات مبتدأ وما في الأرض عطفا عليه وجميعا منه الخبر، وجوّز الوقف أيضا على السموات، وجعل وما في الأرض مبتدأ وجميعا منه الخبر يَتَفَكَّرُونَ تامّ، ومثله: يكسبون فَلِنَفْسِهِ كاف. وقال ابن نصير: لا يوقف على أحد المعادلين حتى يأتي بالثاني، والأولى التفريق بينهما بالوقف فَعَلَيْها كاف تُرْجَعُونَ تامّ وَالنُّبُوَّةَ جائز،
ومثله: من الطيبات الْعالَمِينَ كاف مِنَ الْأَمْرِ حسن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لم يكن الوقف على الآيتين حسنا لتعلق ما بعدهما بالعامل السابق، وهو أنّ يَعْقِلُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ كاف لَمْ يَسْمَعْها صالح أَلِيمٍ كاف هُزُواً أكفى منه مُهِينٌ حسن أَوْلِياءَ كاف، وكذا: عظيم هُدىً حسن أَلِيمٌ تامّ تَشْكُرُونَ حسن جَمِيعاً مِنْهُ كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا:
يكسبون، وترجعون عَلَى الْعالَمِينَ جائز بَغْياً بَيْنَهُمْ تامّ يَخْتَلِفُونَ كاف
الْعِلْمُ ليس بوقف، لأن قوله: بغيا بينهم، معناه اختلافهم للبغي فهو مفعول له بَغْياً بَيْنَهُمْ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم يَخْتَلِفُونَ تامّ فَاتَّبِعْها جائز لا يَعْلَمُونَ كاف شَيْئاً حسن، ومثله: أولياء بعض الْمُتَّقِينَ تامّ بَصائِرُ لِلنَّاسِ ليس بوقف، لأن ما بعده عطف عليه يُوقِنُونَ تامّ، ومثله: وعملوا الصالحات، لمن قرأ: سواء بالرفع خبر مبتدإ أو مبتدأ وما بعده خبر وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب وهي قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم على أنه مفعول ثان لنجعلهم، أي:
لا نجعلهم مستوين في المحيا والممات، وقراء الأمصار متفقون على رفع مماتهم ورويت عن غيرهم بفتح التاء، والمعنى أن محيا المؤمنين ومماتهم سواء عند الله في الكرامة ومحيا المجترحين ومماتهم سواء في الإهانة، فلفّ الكلام اتكالا على ذهن السامع وفهمه، ويجوز أن يعود على المجترحين فقط، أخبر أن حالهم في الزمانين سواء اه سمين وَمَماتُهُمْ حسن في القراءتين ما يَحْكُمُونَ تامّ، ومثله:
بالحق عند أبي حاتم لأنه يجعل لام ولتجزي لام قسم، وتقدم الردّ عليه لا يُظْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: أفرأيت إلى من بعد الله، فلا يوقف على هواه، ولا على قلبه، ولا على غشاوة للعطف في كل مِنْ بَعْدِ اللَّهِ كاف، لأن الفائدة في قوله: فمن يهديه من بعد الله تَذَكَّرُونَ أكفى منه نَمُوتُ وَنَحْيا جائز إِلَّا الدَّهْرُ تامّ مِنْ عِلْمٍ جائز إِلَّا يَظُنُّونَ كاف، ومثله: صادقين لا رَيْبَ فِيهِ الأولى تجاوزه لا يَعْلَمُونَ تامّ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: شيئا، وأولياء بعض الْمُتَّقِينَ تام يُوقِنُونَ حسن، وكذا: وعملوا الصالحات، لمن قرأ سواء بالرفع، ومحياهم ومماتهم ساءَ ما يَحْكُمُونَ تامّ، وكذا: بالحقّ عند أبي حاتم بجعل لام لتجزى لام قسم كما مرّ نظيره لا يُظْلَمُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ كاف تَذَكَّرُونَ حسن إِلَّا الدَّهْرُ تامّ إِلَّا يَظُنُّونَ حسن، وكذا صادقين لا رَيْبَ فِيهِ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَالْأَرْضِ كاف
وَالْأَرْضِ حسن الْمُبْطِلُونَ كاف جاثِيَةً حسن لمن رفع كل الثانية على الابتداء وتدعى خبرها وهي قراءة العامة، وليس بوقف لمن نصبها بدلا من كل الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، وهي قراءة يعقوب إِلى كِتابِهَا حسن، على القراءتين تَعْمَلُونَ كاف بِالْحَقِّ حسن تَعْمَلُونَ تامّ فِي رَحْمَتِهِ كاف الْمُبِينُ تامّ، ومثله: مجرمين إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ليس بوقف سواء نصبت الساعة أو رفعتها، فحمزة قرأ بنصبها عطفا على وعد الله، والباقون فعلها على الابتداء وما بعدها من الجملة المنفية خبرها، ومثله: في عدم الوقف لا ريب فيها، لأن جواب إذا لم يأت بعد مَا السَّاعَةُ جائز إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا حسن، ولا كراهة في الابتداء بقول الكفار، لأن القارئ غير معتقد معنى ذلك، وإنما هو حكاية حكاها الله عمن قاله من منكري البعث كما تقدم غير مرة بِمُسْتَيْقِنِينَ كاف ما عَمِلُوا جائز على استئناف ما بعده يَسْتَهْزِؤُنَ كاف هذا حسن وَمَأْواكُمُ النَّارُ أحسن مما قبله مِنْ ناصِرِينَ كاف هُزُواً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله الْحَياةُ الدُّنْيا حسن، وتام عند أبي حاتم لا يُخْرَجُونَ مِنْها حسن يُسْتَعْتَبُونَ تامّ، أي: وإن طلبوا الرضا فلا يجابون رَبِّ الْعالَمِينَ كاف، قرأ العامة رب الثلاثة بالجرّ تبعا للجلالة بيانا أو بدلا أو نعتا، وقرأ ابن محيصن برفع الثلاثة على المدح بإضمار هو وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كاف، آخر السورة تام.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: المبطلون جاثِيَةً حسن، لمن رفع كلّ الثانية على الابتداء، وليس بوقف لمن نصبه إِلى كِتابِهَا حسن وكذا: كنتم تعملون، وبالحقّ، وتعملون فِي رَحْمَتِهِ كاف الْمُبِينُ حسن، وكذا: مجرمين بِمُسْتَيْقِنِينَ تامّ ما عَمِلُوا جائز يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: ومأواكم النار مِنْ ناصِرِينَ حسن الْحَياةُ الدُّنْيا تامّ يُسْتَعْتَبُونَ حسن رَبِّ الْعالَمِينَ كاف، آخر السورة تام.