الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة طه عليه الصلاة والسلام
مكية (1)
مائة وثلاثون واثنتان في البصري، وأربع في المدنيين والمكيّ. وخمس في الكوفي، وأربعون في الشامي، وكلمها ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وحرفان، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: فاعبدني، ولا برأسي، منها جميعا، معيشة ضنكا، لكان لزاما.
طه كاف، لمن جعلها اسما أو افتتاحا للسورة، فتكون في موضع نصب بفعل مضمر تقديره: اتل، أو اقرأ، وليس بوقف لمن فسر طه بيا إنسان لاتصاله بما بعده، أو سكن الهاء، بمعنى طإ الأرض بقدميك، فهو فعل أمر والهاء مفعول أو للسكت، أو مبدلة من الهمزة، أي: قلبوا الهمزة هاء فصار طه، وليس طه بوقف إن جعل طه قسما جوابه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ فلا يفصل بين القسم وجوابه، وأما الطاء والهاء حمزة وورش والكسائي. وأمال
ــ
سورة طه عليه السلام مكية طه تقدم الكلام عليه في سورة البقرة لِمَنْ يَخْشى كاف، وكذا: العلى
(1) وهي مائة وثلاثون وخمس في الكوفي، وأربع في الحجازي، واثنان في البصري، وأربعون في الشامي، والخلاف في إحدى وعشرين آية: طه [1]، وما غَشِيَهُمْ [78]، وضَلُّوا [92] كوفي، الْحَياةِ الدُّنْيا [131]، ومِنِّي هُدىً [123] غير كوفي، كَثِيراً* فيهما (33، 34] غير بصري، مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ [47]، وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى [77]، ووَ لا تَحْزَنَ [40] وفِي أَهْلِ مَدْيَنَ [40]
شامي، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [41] سماوي، مَحَبَّةً مِنِّي [39] علوي، فُتُوناً [40] بصري، شامي.
إِلَيْهِمْ قَوْلًا [89] ووَعْداً حَسَناً [86] إسماعيل، أَلْقَى السَّامِرِيُّ [87] غير إسماعيل، أَسِفاً [86] مدني، مكي، إِلهُ مُوسى [88] مدني، مكي فَنَسِيَ [88] غير مدني، مكي صَفْصَفاً ح 106] سماوي، بصري وانظر:«التلخيص» (ص 326).
أبو عمرو الهاء فقط والباقون بفتحهما لِتَشْقى ليس بوقف، للاستثناء بعده لِمَنْ يَخْشى كاف، إن نصب ما بعده بفعل مقدّر، أي: نزّله تنزيلا، وليس بوقف إن نصب تنزيلا بدل اشتمال من تذكرة أو جعل تنزيلا حالا لا مفعولا له، لأن الشيء لا يعلل بنفسه، إذ يصير التقدير، ما أنزلنا القرآن إلا للتنزيل الْعُلى كاف، ومثله: استوى. ومنهم من يجعل لَهُ ما فِي السَّماواتِ من صلة استوى وفاعل استوى ما الموصولة بعده، أي: استوى الذي له ما في السموات، فعلى هذا يكون الوقف على العرش تامّا، كذا يروى عن ابن عباس وإنه كان يقف على العرش وهو بعيد، إذ يبقى قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ كلاما تامّا، ولا يصح ذلك. انظر السمين الثَّرى تامّ، ومثله: وأخفى إِلَّا هُوَ حسن الْحُسْنى تامّ حَدِيثُ مُوسى ليس بوقف، لأن إذ ظرف منصوب بما قبله، وهو الإتيان، ومن وقف جعل إذ ظرفا منصوبا بمحذوف مقدّما، أي: اذكر إذ، أو بعده، أي: إذا رأى نارا كان كيت وكيت إِذْ رَأى ناراً جائز، ومثله: امكثوا هُدىً كاف نُودِيَ يا مُوسى حسن، لمن قرأ إني بكسر الهمزة، لأن النداء بمعنى القول، وهي تكسر بعده، وليس بوقف لمن فتحها، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وموضعها رفع، لأنه قام مقام الفاعل في نودي، وحذف تعظيما نَعْلَيْكَ جائز، للابتداء بإن طُوىً كاف، ومثله: وأنا اخترتك، لمن قرأ: وأنا اخترتك بالتخفيف، فأنا مبتدأ، وليس بوقف على قراءة حمزة وأنا اخترناك بفتح الهمزة، وأنا بالتشديد عطفا على أن بفتح الهمزة لِما يُوحى ليس بوقف، لأن قوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا بيان وتفسير للإبهام في: لما يوحى، فلا يفصل بين المفسر والمفسر
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اسْتَوى تامّ، وكذا: الثرى، و: أخفى إِلَّا هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْحُسْنى تامّ هُدىً كاف. وقال أبو عمرو: تامّ طُوىً حسن. وقال
فَاعْبُدْنِي جائز. وقيل: لا يجوز للعطف لِذِكْرِي تامّ، واستحسن أبو جعفر أن خبر أكاد محذوف تقديره: أكاد أظهرها، أو آتى بها لقربها إلا إن كان أخفى من الأضداد بمعنى الإظهار، فالوقف على أكاد والأكثر على الوصل.
وحاصل معنى الآية أنه يحتمل الظهور والستر، فإذا كان معناها الظهور اتصلت بما بعدها في المعنى تقديره: أظهرها لتجزى، وإذا كان معناها الستر تعلقت اللام بما قبلها، أي: هي آتية لتجزى وهو تفصيل حسن بِما تَسْعى كاف، ومثله: فتردى يا مُوسى كاف عَلى غَنَمِي جائز أُخْرى كاف يا مُوسى جائز تَسْعى كاف، سيرتها الأولى، كذلك على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على: خذها، وعليه فلا يوقف على، لا تخف، ولا على: الأولى آيَةً أُخْرى جائز، إن أضمر فعل بعدها، أي:
فعلنا ذلك لنريك من آياتنا، فمن آياتنا مفعول لنريك. والثاني الكبرى، أو من آياتنا المفعول الثاني، والكبرى صفة لآياتنا، وهو المختار الْكُبْرى تامّ، لاستئناف الأمر طَغى كاف مِنْ لِسانِي ليس بوقف، لأن قوله:
يَفْقَهُوا قَوْلِي جواب قوله: واحلل عقدة يَفْقَهُوا قَوْلِي جائز، ومثله:
من أهلي، إن نصب هارون بفعل مقدّر، أي: أخص هارون، وكذا يوقف على أهلي إن جعل أخي مبتدأ واشدد خبره، وليس من أهلي بوقف إن جعل هارون بدلا من وزيرا، ويوقف على أهلي إن جعلت همزة أشدد همزة وصل، وليس أهلي، وكذا: أخي بوقف على قراءة ابن عامر، أشدد بفتح همزة المتكلم وجزم الفعل جوابا للأمر في قوله: واجعلي لي وزيرا، فكأنه قال: اجعل لي وزيرا اشدد
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أبو عمرو: كاف فَاعْبُدْنِي جائز لِذِكْرِي تامّ بِما تَسْعى كاف. وقيل:
الوقف على أكاد أخفيها فَتَرْدى تامّ يا مُوسى كاف مَآرِبُ أُخْرى حسن يا مُوسى صالح. وقال أبو عمرو: كاف تَسْعى كاف، وكذا: الأولى الْكُبْرى تامّ طَغى حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَفْقَهُوا قَوْلِي صالح
به أزري وأشركه بضم الهمزة وجزم الفعل، لأنه يجزم أشدد جوابا لقوله:
واجعل، وأشركه عطف عليه، وعلى قراءته لا يوقف على أَزْرِي لعطف ما بعده على ما قبله، وعلى قراءة غير فالوقف على أَزْرِي حسن، وذلك أنّ وأشركه دعاء ثان، فالوقف فاصل بين الدعوتين، ولا يوقف من قوله: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً إلى كَثِيراً الثاني، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، وإن جعلت همزة أشدد همزة وصل جاز كَثِيراً الثاني كاف بَصِيراً تامّ سُؤْلَكَ يا مُوسى جائز، عند قوم. ثم لا وقف من قوله: ولقد مننا إلى أليم، فلا يوقف على أُخْرى للتعليل بعده، ولا على: يوحى، لأن أن اقذفيه تفسير ما يوحي، فلا يفصل بين المفسر والمفسر، أو أن مصدرية ومحلها نصب بدل من ما فيما يوحي فِي الْيَمِّ حسن بِالسَّاحِلِ ليس بوقف، لأن قوله: يَأْخُذْهُ جواب الأمر، وهو قوله: فليلقه وَعَدُوٌّ لَهُ جائز مَحَبَّةً مِنِّي ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله على قراءة الجمهور، ولتصنع بكسر لام كي ونصب الفعل. ومن قرأ: ولتصنع بسكون اللام والجزم
وقف على: عيني، ولو وصله لصار إذا ظرفا لتصنع، وليس بظرف له، ومن قرأ:
ولتصنع بفتح التاء والنصب، أي: لتعمل أنت يا موسى بمرأى مني فلا يوقف على: عيني مَنْ يَكْفُلُهُ جائز وَلا تَحْزَنَ كاف، لأنه آخر الكلام ورأس آية فُتُوناً حسن، ومثله: على قدر يا موسى، ولنفسي، وبآياتي، وذكري طَغى جائز أَوْ يَخْشى كاف قَوْلًا لَيِّناً ليس بوقف، لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي. وقرأ أبو معاذ قَوْلًا لَيِّناً فخفف لين كميّت وميت. قال السدّي: أوحى الله إلى موسى أن يذهب إلى فرعون هو
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَخِي جائز: إن جعلت همزة اشْدُدْ همزة وصل، وإلا فلا، لأن أشدد حينئذ للمتكلم جوابا للأمر كَثِيراً جائز بَصِيراً تامّ يا مُوسى صالح، وكذا:
وعدوّ له، ومن يكفله، ولا تحزن فُتُوناً كاف، وكذا: قدر يا موسى. وقيل: الوقف على قدر فِي ذِكْرِي صالح، وكذا: طغى أَوْ يَخْشى كاف يَطْغى حسن
وهارون، وأن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. فقال له موسى: هل لك أن يردّ الله عليك شبابك ويردّ مناكحك ومشاربك، وإذا متّ دخلت الجنة وتؤمن؟ فكان هذا القول اللين، فركن إليه وقال مكانك حتى يأتي هامان، فلما جاء قال له أتعبد بعد أن كنت تعبد أنا أردّك شابا فخضبه بالسواد، فكأنه أول من خضب، وفي الرواية ليس في القرآن من الله لفظ لعلّ، وعسى إلا وقد كان فلما قال تعالى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى تذكر وخشي حيث لم ينفعه بعد أن أدركه الغرق أَوْ أَنْ يَطْغى حسن لا تَخافا جائز، ومثله: وأرى رَسُولا رَبِّكَ ليس بوقف لمكان الفاء وَلا تُعَذِّبْهُمْ حسن، لأن قد لتوكيد الابتداء، ومثله: بآية من ربك الْهُدى كاف، ومثله: وتولى، وكذا: يا موسى وثُمَّ هَدى، والْأُولى، وفِي كِتابٍ كلها وقوف كافية وَلا يَنْسى تامّ، لأنه آخر كلام موسى وما بعده من كلام الله مستأنف، فالذي خبر مبتدإ محذوف أو منصوب بإضمار أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا أو صفة لربي، وعليهما فلا يوقف على: في كتاب سُبُلًا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله ماءً حسن لأنه آخر كلام موسى على القول الثاني. ثم قال تعالى: فَأَخْرَجْنا بِهِ إلى قوله: أنعامكم شَتَّى كاف، ومثله: أنعامكم لِأُولِي النُّهى تامّ، ومثله: تارَةً أُخْرى، وفَكَذَّبَ وَأَبى، وبِسِحْرِكَ يا مُوسى كلها وقوف تقرب من التام بِسِحْرٍ مِثْلِهِ جائز، ومثله موعدا مَكاناً سُوىً كاف يَوْمُ الزِّينَةِ ليس بوقف، سواء رفع يوم أو نصب لأن قوله، وأن يحشر الناس ضحى موضع أن رفع لمن رفع يوم أو نصب لمن نصبها. وقرئ شاذا، وأن تحشر بتاء
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَسْمَعُ وَأَرى مفهوم مِنْ رَبِّكَ حسن، وكذا: الهدى، وتولى أحسن يا مُوسى كاف، وكذا: ثم هدى، والأولى مِنَ السَّماءِ ماءً صالح مِنْ نَباتٍ شَتَّى حسن أَنْعامَكُمْ صالح لِأُولِي النُّهى حسن تارَةً أُخْرى تامّ فَكَذَّبَ وَأَبى كاف بِسِحْرٍ مِثْلِهِ صالح، وكذا: موعدا سُوىً كاف،
الخطاب، وأن يحشر بياء الغيبة ونصب الناس في القراءتين والضمير فيهما لفرعون، أي: وأن تحشر يا فرعون أو أن يحشر فرعون الناس ثُمَّ أَتى كاف بِعَذابٍ حسن، لاختلاف الجملتين مَنِ افْتَرى كاف بَيْنَهُمْ جائز النَّجْوى كاف، على قراءة من قرأ: إن هذان لساحران على أن إن حرف جواب كنعم، وهذان مبتدأ ولساحران خبره واللام زائدة: كذا أوّله بعضهم بجعل إن بمعنى نعم، وحكي أن رجلا قال لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك. فقال إن وراكبها، أي: نعم، ولعن راكبها، وفيه دخول اللام على خبر المبتدإ غير المؤكد بإن المكسورة، ومثله: لا يقع إلا ضرورة كقوله:
أمّ الحليس لعجوز شهر به
…
ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه
الْمُثْلى كاف، ومثله: صفا، وكذا: من استعلى، وأوّل من ألقى بَلْ أَلْقُوا جائز تَسْعى كاف، ومثله: خيفة موسى لا تَخَفْ جائز الْأَعْلى كاف ما صَنَعُوا حسن، ومثله: كيد ساحر حَيْثُ أَتى كاف، وقرئ كيد سحر بغير ألف وعليها يكون الوقف كافيا سُجَّداً جائز بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى كاف قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ حسن، على استئناف ما بعده عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ جائز، لتضمن اللام والنون معنى القسم. كذا قيل، وفيه نظر لأن الكلام صادر من واحد، فلا وقف إلى وأبقى ولو كان صادرا من اثنين لكان الوقف عليه، وعلى جذوع النخل كذلك فِي جُذُوعِ النَّخْلِ حسن، للابتداء بلام القسم عَذاباً وَأَبْقى كاف وَالَّذِي فَطَرَنا حسن، الواو للقسم، ودليل جوابه ما قبله، وهو لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: ضحى ثُمَّ أَتى حسن، وكذا: بعذاب مَنِ افْتَرى كاف، وكذا:
النجوى، وصفا، ومن استعلى، ومن ألقى بَلْ أَلْقُوا صالح تَسْعى كاف، وكذا: خيفة موسى لا تَخَفْ جائز الْأَعْلى كاف ما صَنَعُوا حسن.
وكذا كيد ساحر حَيْثُ أَتى جائز، وكذا: هارون وموسى أَنْ آذَنَ لَكُمْ صالح
كما تقول لن أقوم والله، فما قبل القسم قد كفى عن جوابه، والجواب محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، والأصح أن الواو للعطف على ما جاءنا، أي: وعلى الذي فطرنا لما لاحت لهم حجة الله في المعجز ما أَنْتَ قاضٍ حسن، ومثله: الحياة الدنيا خَطايانا ليس بوقف، لأن موضع ما نصب بالعطف على خطايانا، أي: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر، فما اسم ناقص، ومن جعل ما نافية وقف على خطايانا مِنَ السِّحْرِ تامّ وَأَبْقى تامّ، على أن ما بعده من كلام الله، وليس بوقف إن جعل من كلام
السحرة مُجْرِماً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد جَهَنَّمَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن كان صفة لها وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى كاف، إن رفعت جنات على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف وجائز إن رفعتها بدلا من الدرجات، وإنما جاز الوقف لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها حسن مَنْ تَزَكَّى تامّ يَبَساً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل صفة لطريقا، بمعنى لا تخاف فيه، وكذا ليس بوقف على قراءة حمزة، لا تخف بالجزم جواب الأمر وهو فاضرب، أي: أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا. ثم تبتدئ ولا تخشى، فلا نافية، أي: أي وأنت لا تخشى غرقا، وإن جعلته مجزوما بالعطف على لا تخف لم يوقف على دركا، ويجوز جعل لا تخاف جواب الأمر وأثبتوا الألف فيه قياسا على قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمى
…
بما لاقت لبون بني زياد
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ مفهوم عَذاباً وَأَبْقى حسن، وكذا: والذي فطرنا، و: ما أنت قاض، وهذه الحياة الدنيا مِنَ السِّحْرِ تامّ، وكذا: خير وأبقى وَلا يَحْيى كاف الدَّرَجاتُ الْعُلى صالح، وإنما جاز ذلك مع أن جنات بدل من الدرجات لأنه رأس آية خالِدِينَ فِيها تامّ وكذا: من تزكى فِي الْبَحْرِ يَبَساً صالح وَلا تَخْشى
وَلا تَخْشى تامّ ما غَشِيَهُمْ كاف وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ جائز وَما هَدى تامّ، للابتداء بالنداء مِنْ عَدُوِّكُمْ جائز، ومثله: الأيمن وَالسَّلْوى كاف وَلا تَطْغَوْا فِيهِ ليس بوقف لأن فيحلّ منصوب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النهي غَضَبِي كاف، للابتداء بالشرط فَقَدْ هَوى كاف، ومثله: ثم اهتدى، وكذا: يا موسى عَلى أَثَرِي جائز لِتَرْضى كاف مِنْ بَعْدِكَ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله السَّامِرِيُّ كاف، ومثله: أسفا، وكذا: وعدا حسنا الْعَهْدُ حسن، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام كأنه قال أأردتم أن يحلّ عليكم مَوْعِدِي حسن بِمَلْكِنا ليس بوقف لحرف الاستدراك، وقرئ بتثليث الميم بفتحها وضمها وكسرها تقول: ملك الله كل شيء ملكا بضم الميم، وملك غيره الشيء ملكا وملكا بفتحها وكسرها، وبهما قرئ هنا فَقَذَفْناها جائز، ومثله: السامريّ فَنَسِيَ تامّ، للابتداء بالاستفهام وَلا نَفْعاً كاف، على أن معطوف لا الثانية داخل. وإن جعل في معنى النفي المستأنف حسن الوقف على قولا. والأول أقوى في المعنى لأنه أراد أن ينفي القول مع ترك الضرّ والنفع فُتِنْتُمْ بِهِ حسن وَأَطِيعُوا أَمْرِي كاف عاكِفِينَ ليس بوقف لأن ما بعده علة في زوال ما قبل حتى لأنهم غيوا عبادتهم إلى رجوع موسى ومُوسى كاف أَلَّا تَتَّبِعَنِ جائز، أن هي الناصبة للمضارع ويسبك مصدرا، أي: ما منعك من اتباعي،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ، ومن قرأ: لا تخف بالجزم جواب الأمر، وهو فاضرب لم يقف على يبسا، والتقدير أن تضرب لهم طريقا في البحر لا تخف دركا وأنت لا تخشى غرقا، والوقف في هذه القراءة على تخف دَرَكاً كاف ما غَشِيَهُمْ كاف وَما هَدى تامّ وَالسَّلْوى حسن عَلَيْكُمْ غَضَبِي كاف فَقَدْ هَوى تامّ، وكذا: ثم اهتدى يا مُوسى كاف عَلى أَثَرِي مفهوم لِتَرْضى كاف السَّامِرِيُّ حسن
أي: أيّ شيء منعك، فموضع أن نصب مفعول ثان لمنع ولا زائدة، أي: ما منعك أن تتبعني أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي كاف وَلا بِرَأْسِي جائز، للابتداء بأن قَوْلِي كاف، ومثله: يا سامريّ اسمه موسى بن ظفر من أهل مصر كان من القوم الذين يعبدون البقر، ولما همّ موسى عليه السلام بقتله أوحى الله إليه لا تقتله إنه كان سخيّا، وقيل فيه:
إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل
…
فخاب مربيه وخاب المؤمّل
فموسى الذي ربّاه جبريل كافر
…
وموسى الذي ربّاه فرعون مرسل
لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ جائز، ولم يبلغ درجة التمام، لأن ما بعده كالجواب نَفْسِي كاف لا مِساسَ حسن. يعني لا تخالط الناس إلى أن تموت لَنْ تُخْلَفَهُ جائز، ومثله: ظلت عليه عاكفا، لأن اللام التي بعده معها قسم محذوف فكأنه قال والله لنحرّقنه نَسْفاً تامّ إِلَّا هُوَ حسن عِلْماً تامّ ما قَدْ سَبَقَ حسن، ومثله: ذكرا، وكذا وزرا خالِدِينَ فِيهِ كاف، خالدين حال من فاعل يحمل حِمْلًا تامّ، إن نصب يوم بالإغراء وجائز إن نصب بدلا من يوم القيامة، لأنه رأس آية زُرْقاً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عَشْراً كاف يَوْماً تامّ نَسْفاً كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله أَمْتاً كاف، إن جعل يومئذ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَسِفاً كاف وَعْداً حَسَناً حسن، وكذا: موعدي بِمَلْكِنا مفهوم، وكذا:
فقذفناها فَنَسِيَ تامّ، وكذا: ولا نفعا فُتِنْتُمْ بِهِ حسن وَأَطِيعُوا أَمْرِي كاف، وكذا: موسى تَتَّبِعَنِ جائز أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي حسن، وكذا:
قولي يا سامِرِيُّ كاف، وكذا لنفسي لا مِساسَ حسن لَنْ تُخْلَفَهُ صالح نَسْفاً تامّ إِلَّا هُوَ جائز عِلْماً تامّ ما قَدْ سَبَقَ حسن، وكذا ذكرا، ووزرا خالِدِينَ فِيهِ كاف حِمْلًا تامّ، إن نصب ما بعده بالإغراء، وجائز إن
متعلقا بيتبعون، وجائز إن جعل متعلقا بما قبله. قال مجاهد: لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، أي: لا ارتفاعا ولا انخفاضا لا عِوَجَ لَهُ جائز: ومثله:
للرحمن إِلَّا هَمْساً كاف الشفاعة ليس بوقف؛ لأن ما بعد إلا منصوب بما قبلها، أي: لا تنفع الشفاعة إلا الرجل المأذون له في شفاعته قَوْلًا تامّ وَما خَلْفَهُمْ جائز عِلْماً تامّ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ كاف ظُلْماً تامّ، للابتداء بالشرط وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط فلا يفصل بينهما وَلا هَضْماً تامّ، ومثله: ذكرا الْمَلِكُ الْحَقُّ حسن، ومثله: وحيه، وكذا علما، ومثله: عزما إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى كاف وَلِزَوْجِكَ جائز فَتَشْقى كاف، مثله: تعرى لمن قرأ وإنك بكسر الهمزة على الاستئناف وبها قرأ نافع وعاصم وليس بوقف لمن قرأها بالفتح، لأنها محمولة على ما قبلها من اسم إن، أي: إن لك انتفاء الجوع والعري وانتفاء الظمإ والضحى فيها وَلا تَضْحى كاف الشَّيْطانُ جائز، ومثله: لا يبلى فَأَكَلا مِنْها ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء أوجبه ما قبلها مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ حسن فَغَوى جائز، ووصله بما بعده أجود وَهَدى تامّ مِنْها جَمِيعاً كاف، على استئناف ما بعده مبتدأ وخبره عدوّ، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع نصب حالا من الضمير في اهبطا، أي: اهبطا في هذه الحالة بعضكم لبعض عدوّ، وعَدُوٌّ كاف،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نصب بدلا من يوم القيامة لأنه رأس آية إِلَّا عَشْراً كاف إِلَّا يَوْماً تامّ، وكذا:
ولا أمتا لا عِوَجَ لَهُ صالح إِلَّا هَمْساً كاف وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا تامّ، وكذا به علما لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ حسن مَنْ حَمَلَ ظُلْماً تامّ، وكذا: ولا هضما، ولهم ذكرا، والملك الحق، ووحيه، وعلما، وعزما إِبْلِيسَ أَبى كاف فَتَشْقى صالح وَلا تَعْرى كاف، لمن قرأ: وإنك بكسر الهمزة وَلا تَضْحى تامّ لا يَبْلى كاف، وكذا: من ورق الجنة فَغَوى صالح، وإن وصل بما بعده فأحسن وَهَدى
ولا وقف من قوله، فأما إلى يشقى، فلا يوقف على هدى ولا على هداي لأن فلا جواب إما وإما هذه كلمتان إن التي للشرط، ودخلت عليها ما وهذه خلاف أما التي للعطف فإنها كلمة واحدة وَلا يَشْقى حسن ضَنْكاً جائز، لمن قرأ ونحشره بالنون ورفع الفعل على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة أبان بن ثعلبة في آخرين بسكون الراء بالجزم عطفا على محل جزاء الشرط، وهو الجملة من قوله: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً فإن محلها الجزم قال في الخلاصة:
والفعل من بعد الجزا إن يقترن
…
بالفا أو الواو بتثليث قمن
وجزم أو نصب لفعل إثر فا
…
أو واو فإن بالجملتين اكتنفا
وقرئ أيضا بياء الغيبة. قال بعضهم: والمعيشة الضنك أن يسلب العبد القناعة حتى لا يشبع أَعْمى الأول كاف، والثاني ليس بوقف، لأن بعده واو الحال، كأنه قال لم حشرتني أعمى، وقد كانت هذه حالتي بَصِيراً كاف، ومثله تنسى مَنْ أَسْرَفَ ليس بوقف، لأن ما بعده من تمام شرطه بِآياتِ رَبِّهِ كاف، لأن بعده لام الابتداء وَأَبْقى تامّ فِي مَساكِنِهِمْ حسن لِأُولِي النُّهى تامّ مِنْ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن جواب لولا لم يأت بعد وهو: لَكانَ لِزاماً ولِزاماً جائز عند بعضهم، أي: وله أجل مسمى، وليس بوقف إن عطف وأجل مسمى على كلمة، أي: ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما لهم، وأصل اللزام الأخذ باليد أو عطف على الضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق، وقد قام الفصل بالخبر مقام التوكيد، والتقدير، ولولا سبقت كلمة من ربك لكان الأخذ العاجل
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن مِنْها جَمِيعاً كاف، وكذا: لبعض عدوّ وَلا يَشْقى حسن وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى كاف، وكذا: بصيرا، وتنسى بِآياتِ رَبِّهِ تامّ، وكذا: أشدّ
وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل، انظر السمين وَقَبْلَ غُرُوبِها حسن، ومثله:
ترضى أَزْواجاً مِنْهُمْ ليس بوقف إن نصب زهرة بدلا من موضع الموصول أو بدلا من محل به أو نصب على الحال من الهاء في به، ويجوز أن تنصب بفعل مقدر، أي: جعلناهم زهرة أو نصبت على الذمّ أو نصبت على المفعول به، أي: متعناهم زهرة الحياة الدنيا، أي: من زهرة كقوله تعالى: وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ أي: من قومه وقول الراعي:
اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم
أي:
من الناس فلما حذف من وصل الفعل فنصب لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، ومثله:
وأبقى عَلَيْها حسن، ومثله رزقا ونَرْزُقُكَ أحسن منه لِلتَّقْوى تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، ومثله: الأولى بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ ليس بوقف: لأن قوله: لقالوا جواب لو، وكذا: لولا أرسلت إلينا رسولا، ليس بوقف لأن قوله:
فنتبع منصوب بإضمار أن بعد الفاء لأنه في تأويل هلا أرسلت إلينا رسولا. وهذا معناه التحضيض والأمر، وهو يكون لمن فوق المخاطب سؤالا وطلبا وَنَخْزى كاف فَتَرَبَّصُوا حسن، لأن ما بعده في تأويل الجواب لما قبله، وهو وعيد من الله تعالى فلا يفصل جوابه عنه لأنه لتأكيد الواقع، والوقف على متربص أحسن، لأن جملة التهديد داخلة في الأمر، آخر السورة: تام.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأبقى فِي مَساكِنِهِمْ حسن لِأُولِي النُّهى تامّ، وكذا: وأجل مسمى وَقَبْلَ غُرُوبِها كاف تَرْضى حسن لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ تامّ، وكذا: وأبقى لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً صالح نَحْنُ نَرْزُقُكَ تام وكذا: للتوقى مِنْ رَبِّهِ كاف، وكذا: الأولى وَنَخْزى حسن، وكذا: فتربصوا، آخر السورة: تامّ.