المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الأعراف مكية (1) إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:

- ‌الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف:

- ‌تنبيهات

- ‌سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس:

- ‌التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ

- ‌[مطالب]

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة والذاريات

- ‌سورة والطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبإ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى عز وجل

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة والفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورتا الفلق والناس

الفصل: ‌ ‌سورة الأعراف مكية (1) إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو

‌سورة الأعراف

مكية (1)

إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو الخمس آيات، إلى قوله: وإذ نتقنا الجبل فمدني، وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي، وست في المدني والمكي والكوفي، اختلافهم في خمس آيات المص عدّها الكوفي مخلصين له الدين، عدّها البصري والشامي كما بدأكم تعودون، عدّها الكوفي، ضعفا من النار عدّها المدنيان والمكي الحسنى على بني إسرائيل، الثالث عدّها المدنيان، وكلهم عدّ بني إسرائيل الأول والثاني ولم يعدّوا الرابع ولا قوله: من الجنّ والإنس. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: فدلاهما بغرور، ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وخرّ موسى صعقا، عذابا شديدا، وكلمها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وعشرة أحرف المص تقدّم أن في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجه والجرّ من وجه، فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيم بعدها أو خبر مبتدإ محذوف، والنصب كونها مفعولا لفعل محذوف، والجرّ على إضمار حرف القسم أو هي قسم. فعلى أنها مبتدأ أو خبر مبتدأ أو مفعول فعل محذوف، فالوقف عليها كاف، وإن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف

ــ

سورة الأعراف مكية إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان، أو الخمس آيات فمدني المص تقدم

(1) وهي مائتان وست في الكوفي والحجازي، وخمس في الباقي والخلاف في خمس آيات:

المص (1) كوفي. تَعُودُونَ (29) كوفي. لَهُ الدِّينَ (29) بصري وشامي.

ضِعْفاً مِنَ النَّارِ (38) حجازي. الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ حجازي. «التلخيص» (265)، «جمال القراء» (1/ 22).

ص: 292

تقديره هذا كتاب كان الوقف على: المص تاما، وإن جعل في موضع جرّ على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسما وما بعده جوابه، والتقدير وهذه الحروف إنّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على المص، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها

معربة، وأن لها محلا من الإعراب كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ جائز، لأن كتاب خبر مبتدإ محذوف، وأنزل جملة في موضع رفع صفة لكتاب، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك حَرَجٌ مِنْهُ كاف، إن علقت لام كي بفعل مقدّر، أي: أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل لِتُنْذِرَ بِهِ حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر، أي: لتنذر الكافرين، ليس بوقف إن عطفت، وذكرى على كتاب لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على لتنذر، أي: وتذكرهم وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ إن جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد أمّته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمّة وحدها، لأنه يكون الإنذار بمعنى القول، أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف. وقال أبو حاتم: تام تَذَكَّرُونَ تامّ قائِلُونَ كاف. وقيل: تام ظالِمِينَ كاف، ومثله: المرسلين. وقيل ليس بكاف لعطف فَلَنَقُصَّنَّ على فَلَنَسْئَلَنَّ بِعِلْمٍ أكفى منهما غائِبِينَ تامّ الْحَقُّ حسن.

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الكلام عليه في سورة البقرة كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ صالح حَرَجٌ مِنْهُ كاف لِتُنْذِرَ بِهِ صالح إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وإن جعل معطوفا على قوله: لتنذر فليس بوقف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف تَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ قائِلُونَ كاف، وكذا: ظالمين، والمرسلين بِعِلْمٍ صالح غائِبِينَ حسن، وكذا: الحق الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ

ص: 293

وقيل: كاف، للابتداء بالشرط الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ مَعايِشَ كاف، وقيل: تامّ، ومعايش جمع معيشة فلا يهمز، لأن ياءه أصلية عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة. وأما الهمز في بضائع ورسائل فمنقلب عن ألف، وفي عجائز عن واو تَشْكُرُونَ تامّ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ جائز، ومثله: لآدم، والوصل أوضح لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب إِلَّا إِبْلِيسَ جائز مِنَ السَّاجِدِينَ كاف إِذْ أَمَرْتُكَ حسن: لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب، وذلك أن الفعل الذي بعده جواب إلا أن الفاء حذفت منه وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبر ما، أي: أيّ شيء منعك من السجود، أو أن لا تسجد، أو ما الذي دعاك أن لا تسجد أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ جائز مِنْ طِينٍ كاف، ومثله: من الصاغرين، ويبعثون، والمنظرين الْمُسْتَقِيمَ جائز وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف، عند العباس بن الفضل، وقال غيره: ليس بكاف لاتصال ما بعده به. قاله النكزاوي شاكِرِينَ كاف مَدْحُوراً تامّ، عند نافع وأبي حاتم على أن اللام التي بعده لام الابتداء، ومن موصولة، ولأملأن جواب قسم محذوف بعد من تَبِعَكَ لسد جواب القسم مسدّه وذلك القسم المحذوف جوابه في موضع خبر من الموصولة أَجْمَعِينَ كاف مِنْ حَيْثُ شِئْتُما جائز الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما جائز. وقيل: كاف الْخالِدِينَ كاف النَّاصِحِينَ حسن. وقيل: ليس بوقف للعطف بِغُرُورٍ أحسن مما قبله

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مَعايِشَ كاف تَشْكُرُونَ تامّ لِآدَمَ كاف مِنَ السَّاجِدِينَ تامّ إِذْ أَمَرْتُكَ كاف مِنْ طِينٍ صالح مِنَ الصَّاغِرِينَ كاف، وكذا: يبعثون، ومن المنظرين الْمُسْتَقِيمَ صالح وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف شاكِرِينَ حسن، وكذا:

مدحورا أَجْمَعِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ شِئْتُما مفهوم مِنَ الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما صالح مِنَ الْخالِدِينَ كاف لَمِنَ النَّاصِحِينَ صالح بِغُرُورٍ كاف،

ص: 294

مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ كاف، لأنه آخر جواب لما مُبِينٌ حسن أَنْفُسَنا صالح. وقيل: ليس بوقف لأن ما بعده متصل به مِنَ الْخاسِرِينَ كاف اهْبِطُوا حسن. وقال الأخفش تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في اهبطوا، أي: اهبطوا متباغضين عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ تامّ، ومثله: تخرجون وَرِيشاً كاف، على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على لباسا، أي: أنزلنا لباسا وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي ذلِكَ خَيْرٌ كاف، على القراءتين، أي:

لباس التقوى خير من الثياب، لأن الفاجر وإن ليس الثياب الفاخرة فهو دنس.

وقيل: لباس التقوى الحياء مِنْ آياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده حرف ترجّ، وهو لا يبدأ به يَذَّكَّرُونَ تامّ مِنَ الْجَنَّةِ ليس بوقف، لأن ينزع حال من الضمير في الشيطان لتسببه في ذلك سَوْآتِهِما كاف. وقال أبو حاتم: تامّ للابتداء بعده بأنه، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمر أنه بفتح الهمزة، والتقدير لأنه مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ تامّ لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا بِها حسن، وجه حسنه أنه فاصل بين الاعتقادين، إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقا لحصول العلم، وقولهم والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى، إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيّا له ولا آمرا به، وما ليس بكائن

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا: من ورق الجنة عَدُوٌّ مُبِينٌ حسن ظَلَمْنا أَنْفُسَنا صالح مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ اهْبِطُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ حسن تُخْرَجُونَ تامّ وَرِيشاً حسن: على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع مبتدأ، وليس بوقف على قراءة ذلِكَ بالنصب عطفا على لباسا ذلِكَ خَيْرٌ حسن يَذَّكَّرُونَ تامّ سَوْآتِهِما كاف لا تَرَوْنَهُمْ تام لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا

ص: 295

ليس بمراد له تعالى. إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب، إذ هم مكلفون بالإيمان نظرا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرا وإن كانوا عاجزين عنه باطنا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون، إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا

كان وجود الإيمان ممتنعا فلا تتعلق الإرادة به لأنها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد بِالْفَحْشاءِ أحسن مما قبله. وقال نافع: تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: بالقسط كُلِّ مَسْجِدٍ جائز، ومثله: له الدين على أن الكاف في محل نصب نعت المصدر محذوف تقديره تعودون عودا مثل ما بدأكم، وتامّ إن نصب فريقا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعل تعودون، أي: تعودون فريقا مهديا، وفريقا حاقا عليه الضلالة. والوقف حينئذ على الضلالة. ويدل لهذا ما في مصحف أبيّ بن كعب: كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى. وفريق حق عليهم الضلالة، فنصب فريقا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلّ فريقا، فهو من باب الاشتغال، وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أن السحرة كانوا كفارا. ثم ختم لهم بالسعادة، وأن إبليس كان مع الملائكة مؤمنا ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون، قاله النكزاوي الضَّلالَةُ حسن مِنْ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بِها حسن بِالْفَحْشاءِ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ بِالْقِسْطِ كاف كُلِّ مَسْجِدٍ صالح تَعُودُونَ حسن، وكذا: الضلالة مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ وَاشْرَبُوا كاف، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف عند بعضهم على قراءة رفع: خالصة، وليس بوقف على قراءة نصبها يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِقَوْمٍ

ص: 296

دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ مَسْجِدٍ جائز وَاشْرَبُوا حسن وَلا تُسْرِفُوا أحسن مما قبله الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ حسن، وكذا: في الحياة الدنيا على قراءة نافع خالصة بالرفع استئنافا خبر مبتدإ محذوف تقديره هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة أو الرفع خبر بعد خبر، والخبر الأول هو للذين آمنوا والتقدير قل الطيبات مستقرّة للذين آمنوا في الحياة الدنيا وهي خالصة لهم يوم القيامة، وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها، وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على المحل من الضمير المستكنّ في الجار والمجرور، الواقع خبرا لهي، والتقدير قل هي مستقرّة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة ويَوْمَ الْقِيامَةِ حسن يَعْلَمُونَ كاف، ولا وقف من قوله: قل إنما حرّم ربي إلى ما لا تعلمون، فلا يوقف على ولا على: بغير الحق، ولا على: سلطانا لا تساق الكلام بعضه ببعض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد ما لا تَعْلَمُونَ تامّ أَجَلٌ جائز أَجَلُهُمْ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ، لانتهاء الشرط بجوابه آياتِي ليس بوقف، لأن الفاء في جواب إن الشرطية في قوله: إمّا يأتينكم عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز: خالِدُونَ، تامّ بِآياتِهِ حسن، وكاف عند أبي حاتم مِنَ الْكِتابِ حسن، وتامّ: عند نافع يَتَوَفَّوْنَهُمْ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن عَنَّا جائز كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها حسن جَمِيعاً ليس بوقف لأن قالت

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَعْلَمُونَ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَجَلٌ صالح وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ مفهوم خالِدُونَ حسن بِآياتِهِ كاف، وكذا: من الكتاب مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها صالح مِنَ النَّارِ كاف لا

ص: 297

جواب إذا فلا يفصل بينهما بالوقف ضِعْفاً مِنَ النَّارِ حسن لا تَعْلَمُونَ كاف مِنْ فَضْلٍ حسن تَكْسِبُونَ تامّ. ولا وقف إلى قوله:

في سمّ الخياط، فلا يوقف على عنها، ولا على أبواب السماء فِي سَمِّ الْخِياطِ حسن، والكاف نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء نجزي نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ كاف غَواشٍ حسن، الظَّالِمِينَ تامّ إِلَّا وُسْعَها جائز، إن جعلت جملة لا نُكَلِّفُ خبر والذين آمنوا، وليس بوقف إن جعلت جملة أولئك الخبر، وتكون جملة لا نكلف اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدة الاعتراض تنبيه الكفار على أن الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل اليسير من غير مشقة أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز خالِدُونَ كاف مِنْ غِلٍّ جائز، على استئناف ما بعده، قيل إن أهل الجنة إذا سيقوا إليها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من واحدة منهما فينزع ما في صدورهم من غلّ، فهو الشراب الطهور، ويشربون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يسغبوا ولن يشحنوا بعدها أبدا اه كواشي الْأَنْهارُ حسن، وقيل كاف لِهذا كاف على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، حسن على قراءة من قرأه بلا واو، وجوابه لولا الجملة قبلها، وهو وما كنا لنهتدي، أي: من ذوات أنفسنا لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ فأن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف، وجواب لولا مدلول عليه بقوله: وما كنا لنهتدي، وقرأ الجماعة «وما كنا» بواو وهو كذا في مصاحف الأمصار وفيها وجهان: أظهرهما أنها واو الاستئناف والجملة بعدها مستأنفة، والثاني

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تَعْلَمُونَ حسن مِنْ فَضْلٍ كاف تَكْسِبُونَ تامّ سَمِّ الْخِياطِ كاف الْمُجْرِمِينَ حسن غَواشٍ صالح الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: خالدون، ويجوز الوقف على وسعها، إن جعل خبر المبتدأ، وإن وقف على أصحاب الجنة كان مفهوما مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ كاف هَدانا لِهذا كاف، على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، وحسن على

ص: 298

أنها حالية، وقرأ ابن عامر ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ بدون واو، والجملة محتملة الاستئناف والحال وهي في مصحف الشاميين كذا، فقد قرأ كل بما في مصحفه اه. سمين لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ حسن، ومثل: بالحق تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف، لأنه آخر الاستفهام قالُوا نَعَمْ أكفى منه الظَّالِمِينَ كاف، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، ومن حيث

كونه رأس آية يجوز عِوَجاً جائز، ومثله: كافِرُونَ من حيث كونه رأس آية يجوز حِجابٌ كاف بِسِيماهُمْ حسن، وقيل كاف أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن، وقيل الوقف لم يدخلوها، ثم يبتدئ وهم يطمعون، أي: في دخولها، فقوله: وهم يطمعون مستأنف غير متصل بالنفي، لأن أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم، أي: سلمتم من الآفات لأنهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة، فيكون المعنى على هذا لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها، فيكون النفي واقعا على الدخول لا على الطمع. وهذا أولى، وإن جعلت النفي واقعا على الطمع لم يجز الوقف على لم يدخلوها، وكذلك أنك تريد لم يدخلوها طامعين، وإنما دخلوها في غير طمع، فيكون النفي منقولا من الدخول إلى الطمع، أي:

دخلوها وهم لا يطمعون كما تقول ما ضربت زيدا، وعنده أحد معناه ضربت

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءة من قرأه بلا واو بِالْحَقِّ حسن تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف قالُوا نَعَمْ أكفى منه عَلَى الظَّالِمِينَ جائز وقيل كاف وَبَيْنَهُما حِجابٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف بِسِيماهُمْ حسن، وكذا: أن سلام عليكم، ويطمعون. قال بعضهم، وكذا: لم يدخلوها مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: تستكبرون، وبرحمة تَحْزَنُونَ تامّ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ كاف عَلَى الْكافِرِينَ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره

ص: 299

زيدا وليس عنده أحد، والأوّل أولى عند الأكثر يَطْمَعُونَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ: بسيماهم ليس بوقف لأن ما بعده نعت رجالا تَسْتَكْبِرُونَ تامّ بِرَحْمَةٍ حسن، لتناهي الاستفهام والإقسام وكلام الملائكة قد انقطع. قال الله لهم ادخلوا الجنة فحسنه باعتبارين. فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامّا، وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنا، وقيل ليس بوقف لأن أهل الأعراف قالوا لأهل النار ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف لا يدخلون الجنة، فقال الله تعالى: أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ فعلى هذا لا يوقف على برحمة للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة وكلام أهل النار أو كلام الله تعالى، والحكاية والمحكي كالشيء الواحد اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح يحزنون تامّ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ ليس بوقف لأن قوله: أن أفيضوا منصوب بأن المصدرية أو المفسرة مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حسن، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنه مبتدأ وخبره فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ والوقف عَلَى الْكافِرِينَ حينئذ تامّ، ومثله: إن رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم أو عطف بيان الْحَياةُ الدُّنْيا حسن هذا ليس بوقف لأن وما كانوا معطوف على ما في كَما نَسُوا وما فيهما مصدرية والتقدير كنسيانهم وكونهم جحده بآيات الله: أي فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا كانوا بآياتنا يجحدون، أي: بجحدهم لآياتنا يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله: إلا تأويله، لأن يوم منصوب بما

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للكافرين بل الوقف على الحياة الدنيا، وهو كاف يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ حسن، وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا

ص: 300

بعده وهو يقول فلذلك انفصل مما قبله، والجملة بعد يوم في تقدير مصدر، أي: يوم إتيان تأويله بِالْحَقِّ حسن، ومثله: كنا نعمل أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ عَلَى الْعَرْشِ حسن حَثِيثاً أحسن مما قبله على قراءة ما بعده بالرفع مستأنفا منقطعا عما قبله على الابتداء والخبر، وبها قرأ ابن عامر هنا، وفي النحل برفع الشمس وما عطف عليهما ورفع مسخرات، ووافقه حفص عن عاصم في النحل خاصة على رفع وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ وليس بوقف على قراءة الباقين بالنصب في الموضعين عطفا على السموات، لأن ما بعدها معطوف على ما قبله، ومسخرات حال من هذه المفاعيل بِأَمْرِهِ حسن، وقيل كاف على القراءتين أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ كاف رَبُّ الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ، أي: في الدعاء بأن يدعو الشخص وهو متلبس بالكبر أو بالجهر والصياح، وفي الحديث «لستم تدعون أصمّ ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا» وَطَمَعاً كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ جائز مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن، والكاف في ذلك نعت لمصدر محذوف، أي: تخرج الموتى إخراجا كإخراجنا هذه الثمرات تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ كاف، على استئناف ما بعده إِلَّا نَكِداً حسن، والنكد في اللغة النزر القليل. قال مجاهد: يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث يَشْكُرُونَ تامّ اعْبُدُوا اللَّهَ حسن غيره، أحسن منه

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تَأْوِيلَهُ كاف كُنَّا نَعْمَلُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ حَثِيثاً حسن: على قراءة ما بعده بالرفع على الابتداء والخبر، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على السموات بِأَمْرِهِ حسن. وكذا: ألا له الخلق والأمر الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ وَطَمَعاً كاف مِنَ الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ صالح مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا نَكِداً كاف يَشْكُرُونَ تامّ غَيْرُهُ كاف، وكذا: عَظِيمٍ، ومُبِينٍ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ما لا تعلمون،

ص: 301

على القراءتين جرّه نعتا له على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل عَظِيمٍ كاف، ومثله: مبين، وكذا العالمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعت رسول للفصل بين النعت والمنعوت ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: ترحمون فِي الْفُلْكِ جائز بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ: لأنه آخر القصة هُوداً حسن، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: تَتَّقُونَ، وكذا: الْكاذِبِينَ. الْعالَمِينَ أحسن، وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل رفع نعت رسول رِسالاتِ رَبِّي جائز أَمِينٌ

كاف للاستئناف الإنكاري التوبيخي لِيُنْذِرَكُمْ حسن، ومثله: بسطة تُفْلِحُونَ كاف آباؤُنا جائز مِنَ الصَّادِقِينَ كاف، ومثله: وغضب، وكذا: من سلطان، لأنه آخر الاستفهام فَانْتَظِرُوا حسن الْمُنْتَظِرِينَ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا جائز، ومثله بِآياتِنا. مُؤْمِنِينَ تامّ، لأنه آخر القصة صالِحاً جائز، ومثله:

اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: من ربكم، وآية، وفي أرض الله بِسُوءٍ ليس بوقف لمكان الفاء أَلِيمٌ كاف، ولا وقف من قوله:

واذكروا، إلى: بيوتا، لا تساق ما بعده بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف مِنْ رَبِّهِ جائز مُؤْمِنُونَ كاف ومثله: كافرون،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وترحمون. وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف فِي الْفُلْكِ صالح بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ هُوداً مفهوم غَيْرُهُ كاف تَتَّقُونَ تامّ مِنَ الْكاذِبِينَ كاف الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ناصح أمين. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لِيُنْذِرَكُمْ كاف. وكذا: بسطة تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف آباؤُنا صالح مِنَ الصَّادِقِينَ حسن، وكذا: وغضب مِنْ سُلْطانٍ كاف الْمُنْتَظِرِينَ حسن بِرَحْمَةٍ مِنَّا صالح مُؤْمِنِينَ تامّ صالِحاً مفهوم غَيْرُهُ كاف، وكذا: من ربكم، ولكم آية، وفي أرض الله أَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ تامّ مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ كاف مُؤْمِنُونَ

ص: 302

ومثله: المرسلين جاثِمِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده النَّاصِحِينَ تامّ: لأنه آخر القصة، وانتصب لوطا بإضمار وأرسلنا الْفاحِشَةَ جائز الْعالَمِينَ حسن مِنْ دُونِ النِّساءِ جائز مُسْرِفُونَ كاف، ومثله: من قريتكم يَتَطَهَّرُونَ أكفى الْغابِرِينَ كاف مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ جائز وَالْمِيزانَ كاف، ومثله: أشياءهم، وكذا: بعد إصلاحها، ومؤمنين، وعوجا، وفكثركم الْمُفْسِدِينَ تامّ للابتداء بالشرط لَمْ يُؤْمِنُوا ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو:

فاصبروا، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف بَيْنَنا حسن الْحاكِمِينَ تامّ، وفي قوله أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا جواز إطلاق العود على من لم يتقدّم فعله، لأن الرسل لم تكن في ملتهم قبل، لأنهم لم يدخلوا في ملة أحد من الكفار، فالمراد بالعود الدخول، ومنه حديث «الجهنميين عادوا حمما» أي: صاروا، لأنهم كانوا حمما ثم عادوا حمما فِي مِلَّتِنا حسن، ومثله: كارهين. وقيل ليس بوقف لبشاعة الابتداء بما بعده، وإذا كان محكيا عن السيد شعيب كان أشنع، ولكن الكلام معلق بشرط هو بعقبه، والتعليق بالشرط إعدام ونَجَّانَا اللَّهُ مِنْها، وإِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا، وكُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، وعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا، وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ كلها وقوف حسان

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حسن. وقال أبو عمرو: كاف كافِرُونَ كاف، وكذا: من المرسلين جاثِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف النَّاصِحِينَ تامّ الْفاحِشَةَ صالح، وكذا: من العالمين، مُسْرِفُونَ تامّ مِنْ قَرْيَتِكُمْ جائز يَتَطَهَّرُونَ كاف، وكذا: من الغابرين مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً مفهوم غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ مفهوم الْمِيزانَ صالح أَشْياءَهُمْ جائز بَعْدَ إِصْلاحِها كاف مُؤْمِنِينَ حسن، وكذا: عوجا فَكَثَّرَكُمْ كاف الْمُفْسِدِينَ حسن فَاصْبِرُوا جائز بَيْنَنا صالح الْحاكِمِينَ تامّ مِلَّتِنا كاف، وكذا: كارهين،

ص: 303

الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف، ومثله: جاثمين، على استئناف ما بعده مبتدأ خبره: كأن لم يغنوا فيها، وليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا أو حالا من فاعل كذبوا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن. وقيل تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله الْخاسِرِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ جائز، لأن كيف للتعجب فتصلح للابتداء، أي: فكيف أحزن على من لا يستحق أن يحزن عليه؟ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا جائز. وقال الأخفش: تامّ. قال أبو جعفر: وذلك غلط، لأن وقالوا معطوف على عفوا، إلا أنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى لا يَشْعُرُونَ كاف، ومثله:

يكسبون، وكذا: نائمون لمن حرّك الواو، وليس بوقف على قراءة من سكنها، وهو نافع، وابن عامر، وابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها. ففي قراءة من سكن الواو جعل أو بجملتها حرف عطف ومعناه التقسيم، ومن فتح الواو جعلها للعطف ودخلت عليها همزة الاستفهام مقدمة عليها، لأن الاستفهام له صدر الكلام وإن كانت بعدها تقديرا عند الجمهور وَهُمْ يَلْعَبُونَ كاف، ومثله: مكر الله الْخاسِرُونَ تامّ للاستفهام بعده بِذُنُوبِهِمْ جائز، للفصل بين الماضي والمستقبل، فإن نطبع: منقطع عما قبله، لأن أصبناهم ماض ونطبع مستقبل.

وقال الفراء: تام، لأن نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ ليس داخلا في جواب لو، ويدل عليه ذلك قوله: فهم لا يسمعون. والوقف على لا يَسْمَعُونَ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ونجانا الله منها رَبُّنا حسن، وكذا: كل شيء علما، وتوكلنا الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف جاثِمِينَ حسن كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ وصالح إن جعل ذلك بدلا من الذين كفروا الْخاسِرِينَ كاف قَوْمٍ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا صالح لا يَشْعُرُونَ حسن، وكذا: يكسبون نائِمُونَ كاف وكذا: يلعبون، و: أفأمنوا

ص: 304

تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن. ومثله: بالبينات لعطف الجملتين المختلفتين، لأن ضمير فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا لأهل مكة، وضمير جاءَتْهُمْ للأمم السابقة مع أن الفاء توجب الاتصال، وكذا: من قبل الْكافِرِينَ كاف للابتداء بالنفي، ومثله: من عهد لَفاسِقِينَ تامّ، وثم وردت لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها لأنها جاءت أول قصة أخرى فَظَلَمُوا بِها حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل مع العطف بالفاء الْمُفْسِدِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن، ورأس آية.

كل ما في كتاب الله من ذكر أن لا، فهو بغير نون إلا في عشرة مواضع فهو بنون: منها: حقيق على أن لا أقول، والوقف على حَقِيقٌ أحسن على قراءة نافع علىّ بتشديد ياء المتكلم على أن الكلام تمّ عند قوله: حقيق، لأن حقيق نعت رسول، أي: رسول حقيق من ربّ العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوصف على العالمين، لأن حقيق صفة رسول، أو خبر بعد خبر، وليس حقيق وقفا إن جعلت: أن لا أقول أن وصلتها مبتدأ وحقيق خبرا، أو حقيق مبتدأ وأن لا أقول خبرا، أو أن لا أقول فاعل بحقيق، وهذا أعذب الوجوه لوضوحه لفظا ومعنى، وقرأ العامة على حرف جرّ مجردا من ياء المتكلم إِلَّا الْحَقَّ حسن مِنْ رَبِّكُمْ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ كاف: ورأس آية الصَّادِقِينَ حسن مُبِينٌ جائز لِلنَّاظِرِينَ حسن، ومثله: لساحر عليم، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله مِنْ أَرْضِكُمْ حسن: إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون. ويؤيد كونه

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مكر الله الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ تامّ بِذُنُوبِهِمْ صالح لا يَسْمَعُونَ تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن مِنْ قَبْلُ كاف الْكافِرِينَ حسن مِنْ عَهْدٍ كاف، وكذا:

لفاسقين فَظَلَمُوا بِها صالح الْمُفْسِدِينَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: إلا الحق بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا: الصادقين مُبِينٌ صالح لِلنَّاظِرِينَ حسن مِنْ أَرْضِكُمْ كاف، إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون وما قبله حكاية

ص: 305

من كلامه قالُوا أَرْجِهْ ويُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فهو قول الملإ، وليس بوقف إن جعل من كلام الملإ وخاطبوا فرعون وحده بقولهم تأمرون تعظيما له كما تخاطب الملوك بصيغة الجمع، أو قالوا ذلك له ولأصحابه، ويجوز أن تكون ماذا كلها اسما واحدا مفعولا ثانيا لتأمرون والمفعول الأول محذوف وهو ياء المتكلم، والتقدير: بأيّ شيء تأمرونني. ويجوز أن تكون ما وحدها استفهاما مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبر عنها، وتأمرون صلة ذا، ومفعول تأمرون محذوف، وهو ضمير المتكلم، والثاني الضمير العائد على الموصول، والتقدير: فأيّ شيء تأمروننيه، أي: تأمرونني به تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ، ولا يوقف على: حاشرين، لأن قوله: يأتوك جواب قوله: وأرسل، فلا يفصل بين الأمر وجوابه ساحِرٍ عَلِيمٍ كاف، ومثله: نحن الغالبين قالَ نَعَمْ جائز الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف قالَ أَلْقُوا حسن، ومثله:

واسترهبوهم بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله ما يَأْفِكُونَ كاف، ومثله: يعملون، وصاغرين، وساجدين، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا من فاعل انقلبوا الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ، وقدم موسى هنا على هارون وإن كان هارون أسنّ منه لكبره في الرتبة، أو لأنه هنا وقع فاصلة كما قدم هارون على موسى في طه لوقوعه فاصلة، ومات هارون قبل موسى بثلاث سنين قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عن الملأ، وليس بوقف إن جعل ذلك حكاية عن الملأ تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية، وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ ساحِرٍ عَلِيمٍ حسن الْغالِبِينَ كاف من الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ صالح يَأْفِكُونَ كاف، وكذا: يعملون، وصاغرين ساجِدِينَ صالح

ص: 306

كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول أَهْلَها جائز، على أن اللام في قوله: لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها من صفة مكرتموه. ومن جعلها متعلقة بمحذوف تقديره، فعلتم ذلك لتخرجوا وقف على المدينة. وقال نافع: تامّ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: أجمعين، وكذا: منقلبون لَمَّا جاءَتْنا حسن صَبْراً جائز مُسْلِمِينَ تام فِي الْأَرْضِ جائز، إن نصب وَيَذَرَكَ عطفا على جواب الاستفهام، وهو لِيُفْسِدُوا بإضمار أن والمعنى أنى يكون الجمع بين تركك موسى وقومه للإفساد وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي: إن هذا مما لا يمكن، وليس قصد الملأ بذلك زندقة فرعون على موسى وقومه، وليس بوقف إن قرئ بالرفع على أنذر، كما يروى عن الحسن أنه كان يقرأ وَيَذَرَكَ بالرفع، وكذا إن نصب عطفا على ما قبله، أو جعل جملة في موضع الحال، فلأهل العربية في إعراب ويذرك خمسة أوجه انظرها إن شئت وَآلِهَتَكَ حسن، ومثله: نساءهم قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا كاف، للابتداء بإن مِنْ عِبادِهِ حسن لِلْمُتَّقِينَ كاف ما جِئْتَنا حسن فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن بعده فاء السببية تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ حسن، والمراد بالحسنة: العفاية والرفاء، والسيئة: البلاء والعقوبة وَمَنْ مَعَهُ كاف عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: بمؤمنين ومفصلات، وقوما مجرمين، ومن وقف على: ادع لنا ربك وابتدأ بما عهد عندك وجعل الباء حرف

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ كاف أَهْلَها صالح فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: أجمعين، ومنقلبون جاءَتْنا حسن صَبْراً كاف مُسْلِمِينَ تامّ وَآلِهَتَكَ حسن قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا حسن مِنْ عِبادِهِ كاف لِلْمُتَّقِينَ حسن ما جِئْتَنا كاف كَيْفَ تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ صالح وَمَنْ مَعَهُ تامّ، كذا: لا يَعْلَمُونَ. بِمُؤْمِنِينَ

ص: 307

قسم، فقد تعسف وأخطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ذكرت الباء لا بدّ من الإتيان بالفعل معها بخلاف الواو بِما عَهِدَ عِنْدَكَ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ حسن، ورأس آية أيضا يَنْكُثُونَ كاف فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده نفس الانتقام غافِلِينَ كاف يُسْتَضْعَفُونَ ليس بوقف، لأن مشارق الأرض

منصوب على أنه مفعول ثان لأورثنا. قال السجستاني: نصبوا مشارق بأورثنا، ولم ينصبوها بالظرف، ولم يريدوا في مشارق الأرض وفي مغاربها. قال أبو بكر بن الأنباري: فإنكاره النصب على الظرفية خطأ، لأن في مشارق ومغارب وجهين: أحدهما أنها منصوبة بأورثنا على غير معنى محل، وهو الذي يسميه الكسائي صفة، ويسميه الخليل ظرفا. والثاني أن تنصب التي بأورثنا وتنصب مشارق ومغارب على المحل، كأنك قلت: وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها في مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الجارّ نصبا، وإذا نصبت مشارق ومغارب بوقوع الفعل عليها على غير معنى المحل جعلت الَّتِي بارَكْنا فِيها نعت مشارق ومغارب وعليهما فلا يوقف على يُسْتَضْعَفُونَ والوقف على وَمَغارِبَهَا حسن، إن جعلت التي باركنا فيها منقطعا عما قبله. قال الأخفش، باركنا فيها هو تمام الكلام بِما صَبَرُوا كاف، ومثله:

يعرشون وأَصْنامٍ لَهُمْ، وكَما لَهُمْ آلِهَةٌ كلها حسان تَجْهَلُونَ كاف ما هُمْ فِيهِ جائز يَعْمَلُونَ كاف، ومثله: العالمين على قراءة الجماعة غير ابن عامر في قوله: وإذ أنجيناكم بالنون على لفظ الجمع، لأن كلام موسى قد تم، وليس بوقف على قراءة ابن عامر: وإذ أنجاكم على لفظ الواحد

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف، وكذا مفصلات مُجْرِمِينَ حسن بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا ينكثون غافِلِينَ حسن بارَكْنا فِيها كاف، وكذا بما صبروا، ويعرشون، وعلى أصنام لهم آلِهَةٌ صالح تَجْهَلُونَ تامّ ما هُمْ فِيهِ جائز، ما كانُوا يَعْمَلُونَ حسن،

ص: 308

الغائب لأن ما بعده متصل بكلام موسى وإخباره عن الله تعالى في قوله:

أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً، فهو مردود عليه فلا يقطع منه اه. نكزاوي سُوءَ الْعَذابِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل بدلا من:

يسومونكم نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ تامّ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حسن وَأَصْلِحْ جائز على استئناف النهي، نهاه عن اتباع سبيلهم، وأمره إياه بالإصلاح على سبيل التأكيد لا لتوهم أنه يقع منه خلاف الإصلاح، لأن منصوب النبوّة منزه عن ذلك الْمُفْسِدِينَ تامّ، و: كلمه ربه: ليس بوقف، لأن قال جواب لما إِلَيْكَ حسن، ومثله: لن تراني. ومثله: إلى الجبل للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: فسوف تراني، وصعقا، قرأ الأخوان: دكاء بالمدّ بوزن حمراء، والباقون دكا بالقصر والتنوين أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي جائز الشَّاكِرِينَ كاف مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله أو أبدل منه أو نصب على المفعول من أجله، أي: كتبنا له تلك الأشياء للاتعاظ والتفصيل لِكُلِّ شَيْءٍ حسن، ومثله: بأحسنها الفاسقين تامّ بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف، للابتداء بالشرط لا يُؤْمِنُوا بِها كاف، للابتداء بالشرط أيضا سَبِيلًا حسن يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن يَعْمَلُونَ تامّ لَهُ خُوارٌ حسن، ومثله: سبيلا لئلا تصير الجملة صفة سبيلا، فإن الهاء ضمير العجل، وكذا ظالمين. وقال أبو جعفر فيهما: تامّ قَدْ ضَلُّوا ليس

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا على العالمين سُوءَ الْعَذابِ كاف، وكذا: نساءكم عَظِيمٌ حسن أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ أَنْظُرْ إِلَيْكَ كاف، وكذا: فسوف تراني إِلَى الْجَبَلِ مفهوم صَعِقاً كاف أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي صالح مِنَ الشَّاكِرِينَ كاف لِكُلِّ شَيْءٍ صالح بِأَحْسَنِها كاف الْفاسِقِينَ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف لا يُؤْمِنُوا بِها صالح، وكذا: لا يتخذوه سبيلا يَتَّخِذُوهُ

ص: 309

بوقف، لأن قالوا بعده جواب لما الْخاسِرِينَ كاف أَسِفاً ليس بوقف، لأن قال جواب لما، ورسموا بئسما موصولة كلمة واحدة باتفاق، وتقدم الكلام على ذلك مِنْ بَعْدِي كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: أمر ربكم يَجُرُّهُ إِلَيْهِ حسن، اتفق علماء الرسم على رسم ابْنَ أُمَّ ابن كلمة وأمّ كلمة على إرادة الاتصال، ويأتي الكلام على التي في طه يَقْتُلُونَنِي جائز، ووصله أحسن، لأن الفاء في جواب شرط مقدّر، أي: إذا هموا بقتلي فلا تشمتهم بضربي الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ حسن الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف. وقيل: تامّ إن جعل، إن الذين اتخذوا العجل وما بعده من كلام موسى، وهو أشبه بسياق الكلام. وقوله: في الحياة الدنيا آخر كلامه. ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ولا يبلغ درجة التمام إن جعل ذلك من كلام الله تعالى إخبارا عما ينال عباد العجل، ومخاطبة لموسى بما ينالهم. ويدلّ عليه قوله: وكذلك نجزي المفترين، وعلى هذا لم يتمّ الوقف علي قوله في الحياة الدنيا، ولكنه كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ وَآمَنُوا كاف رَحِيمٌ تامّ الْغَضَبُ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت، وهو قوله:

أخذ الألواح فلا يفصل بينهما بالوقف الْأَلْواحَ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل: وفي نسختها جملة في محل نصب حالا من الألواح أو من ضمير موسى يَرْهَبُونَ كاف، وقيل: تامّ لِمِيقاتِنا حسن وَإِيَّايَ كاف، ومثله السفهاء منا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ جائز، لأن الجملة لا توصف بها المعرفة: ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي وَتَهْدِي مَنْ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن، وكذا: يعملون لَهُ خُوارٌ كاف سَبِيلًا حسن، وكذا: ظالمين، و: من الخاسرين مِنْ بَعْدِي كاف، وكذا: أمر ربكم، و: يجرّه إليه يَقْتُلُونَنِي صالح الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ صالح الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ، وكذا: رحيم

ص: 310

تَشاءُ حسن، ومثله: وارحمنا الْغافِرِينَ كاف هُدْنا إِلَيْكَ حسن، ومثله: من أشاء للفصل بين الجملتين كُلَّ شَيْءٍ كاف في محل الذين بعد يؤمنون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجهين والجرّ من ثلاثة، فتامّ إن رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: يأمرهم

بالمعروف أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب الذين أو رفع على المدح وليس بوقف إن جرّ بدلا من الذين يتقون أو نعتا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالْإِنْجِيلِ كاف على استئناف ما بعده. وقيل: تامّ، لأن ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدإ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتا لقوله: مكتوبا أو بدلا، أي:

يجدونه آمرا أو صلة للذي قائما مقام يجدونه كالبدل من تلك الجملة، أي:

الأمي الذي يأمرهم. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، والأمي بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمّة أو إلى الأمّ، فهو مصدر لأمّ يؤمّ، أي: قصد يقصد. والمعنى أن هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر، لأنه لو كان كذلك لقيل الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال إنه من تغيير النسبة أو نسبة لأمّ القرى، وهي مكة. أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن أُنْزِلَ مَعَهُ ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: فالذين الْمُفْلِحُونَ تامّ جَمِيعاً حسن، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للجلالة أو بدلا منها. لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: إليكم جميعا، وأجاز ذلك الزمخشري واستبعده أبو

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْأَلْواحَ كاف يَرْهَبُونَ حسن لِمِيقاتِنا صالح وَإِيَّايَ حسن، وكذا السفهاء منا تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ صالح وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ حسن الْغافِرِينَ كاف إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ حسن، وكذا: من أشاء كُلَّ شَيْءٍ كاف يُؤْمِنُونَ حسن، إن نصب الذي بعده أو رفع على المدح، وصالح إن رفع بدلا من الذين قبله وإن

ص: 311

البقاء وَالْأَرْضِ حسن، لأن الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ أو حالا يُحيِي وَيُمِيتُ حسن وَكَلِماتِهِ جائز، للأمر بعده تَهْتَدُونَ تامّ يَعْدِلُونَ كاف أُمَماً حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن أوحينا عامل إذ استسقاه فلم يكن معطوفا على قطعنا، فإن تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء والْحَجَرَ، وعَيْناً، ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطِيئاتِكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لهم ليس بوقف لمكان الفاء يَظْلِمُونَ كاف شُرَّعاً جائز لا تَأْتِيهِمْ تامّ، على القول بعدم الإتيان بالكلية، فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تظهر إلى السبت المقبل.

فوسوس إليهم الشيطان وقال لهم: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا. وقيل قال لهم: إنما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضا على ساحل البحر فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا فمسخ الله شبانهم قردة ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدا. وأما من قال إن الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب: لأن التشبيه من تمام الكلام، فالوقف على كذلك. قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرّعا لأمنها ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها. فقوله: كذلك، أي: تأتيهم شرعا. وهنا تمّ الكلام، ونبلوهم: مستأنف. ومحل الكاف نصب بالإتيان على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه لطول الكلام وَالْإِنْجِيلِ كاف كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف هُمُ الْمُفْلِحُونَ تامّ، وكذا: والأرض يُحيِي وَيُمِيتُ كاف لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ حسن يَعْدِلُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْباطاً أُمَماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف الْحَجَرَ كاف، وكذا: عشرة عينا،

ص: 312

الحال، أي: لا تأتي مثل ذلك الإتيان أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على كذلك حسن فيهما أو تامّ يَفْسُقُونَ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به قَوْماً ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لقوله: قوما كأنه قال لم تعظون قوما مهلكين عَذاباً شَدِيداً حسن يَتَّقُونَ كاف، إن رفع معذرة على أنه مبتدأ محذوف، أي: قالوا موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم معذرة بالنصب بفعل مقدّر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول، لأن المعذرة تتضمن كلاما، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بدل القول نصب المفعول به: كقلت قصيدة وشعرا يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ جائز يَفْسُقُونَ كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر عما، فهو بغير نون بعد العين إلا هنا في قوله: عن ما نهوا عنه، فهو ينون كما ترى خاسِئِينَ حسن وقيل: كاف سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز، ووصله أولى للجمع بين الصفتين ترغيبا وترهيبا كما تقدم رَحِيمٌ كاف، ومثله: أمما، ودون ذلك، ويرجعون سَيُغْفَرُ لَنا جائز، يأخذوه، حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف، ومثله: ما فيه، وكذا: يتقون، تعقلون، تام وإن جعل والذين يمسكون مبتدأ وليس بوقف إن عطف على قوله: إن الذين يتقون، فلا يوقف على يتقون. ولا على تعقلون، وإن جعل والذين مبتدأ وخبره إِنَّا لا نُضِيعُ لم يوقف على قوله: وَأَقامُوا الصَّلاةَ لأنه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب، وفي قوله: وأقاموا الصلاة إعادة المبتدإ بمعناه، والرابط بينهما

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، وما رَزَقْناكُمْ، ويَظْلِمُونَ. خَطِيئاتِكُمْ صالح. وقال أبو عمرو:

كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَظْلِمُونَ كاف لا تَأْتِيهِمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وزعم بعضهم أن الوقف على كَذلِكَ تامّ يَفْسُقُونَ حسن عَذاباً شَدِيداً كاف يَتَّقُونَ حسن يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ صالح يَفْسُقُونَ كاف، وكذا:

ص: 313

العموم في المصلحين أو ضمير محذوف تقديره المصلحين منهم الْمُصْلِحِينَ تامّ واقِعٌ بِهِمْ حسن تَتَّقُونَ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدرا مفعولا به، وإن عطف على ما أو على وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ لم يتم الكلام على ما قبله، واختلف في شهدنا هل هو من كلام الله أو من كلام الملائكة أو من كلام الذرية؟ فعلى أنه من كلام الملائكة وأن الذرية لما أجابوا ببلى قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فقالت الملائكة شهدنا، فبلى آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب، فالوقف على بلى تامّ لأنه لا تعلق له بما بعده، لا لفظا ولا معنى، وعلى أنه من كلام الذرية فالوقف على شهدنا، وأن متعلقة بمحذوف، أي:

فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة، فإذا لا يوقف على بلى لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظا ومعنى، وقال ابن الأنباري: لا يوقف على بلى، ولا على شهدنا لتعلق أن بقوله: وأشهدهم، فالكلام متصل بعضه ببعض غافِلِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن، للابتداء بالاستفهام الْمُبْطِلُونَ كاف يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ حسن، وقيل كاف لأن ما بعده مبتدأ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ حسن، فهو لا يملك ترك اللهث بِآياتِنا كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ مَثَلًا جائز، إن جعل الفاعل مضمرا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خاسئين سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أُمَماً كاف، وكذا: دون ذلك، ويَرْجِعُونَ سَيُغْفَرُ لَنا صالح يَأْخُذُوهُ حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف وَدَرَسُوا ما فِيهِ حسن يَتَّقُونَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ. الْمُصْلِحِينَ كاف واقِعٌ بِهِمْ صالح تَتَّقُونَ تامّ قالُوا بَلى شَهِدْنا منهم من قال الوقف على بَلى فشهدنا من كلام الملائكة لما قال الله تعالى لذرّية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فأقرّوا له بالعبودية، فقال الله تعالى للملائكة اشهدوا، فقالوا:

شهدنا. وقيل: من كلام الله تعالى والملائكة. ومنهم من قال الوقف على شَهِدْنا

ص: 314

تقديره ساد مثلهم مثلا ويكون القوم خبر مبتدإ محذوف تقديره هم القوم، وليس بوقف إن جعل القوم فاعلا بساء لأنه لا يفصل بين الفعل والفاعل يَظْلِمُونَ تامّ فَهُوَ الْمُهْتَدِي حسن، بإثبات الياء وصلا ووقفا باتفاق القرّاء هنا خلافا لما في سورتي الكهف والإسراء. فإن أبا عمرو ونافعا يثبتانها وصلا والباقون يحذفونها فيهما وقفا ووصلا الْخاسِرُونَ تامّ وَالْإِنْسِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده موضع النعت لقوله: كثيرا لا يَسْمَعُونَ بِها حسن أَضَلُّ كاف (غافلون) تامّ فَادْعُوهُ بِها كاف، ومثله: في أسمائه يَعْمَلُونَ تام، ومثله: يعدلون لا يَعْلَمُونَ كاف، على استئناف ما بعده وَأُمْلِي لَهُمْ كاف، للابتداء بعده بأن مَتِينٌ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا أتمّ، للابتداء بعده بالنفي مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بعد النفي، والمعنى أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه منتف عنه بلا محالة، ولا يمكن لمن أمعن الفكر أن ينسب ذلك إليه مُبِينٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ ليس بوقف، لأن وَأَنْ عَسى متعلق بينظروا فهو في محل جرّ عطفا على ملكوت، أي: أو لم ينظروا في أن الأمر والشأن، عسى أن يكون، فإن يكون فاعل عسى، وهي حينئذ تامة لأنها متى رفعت إن وما في حيزها كانت تامة أَجَلُهُمْ كاف، للابتداء بالاستفهام، أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره يُؤْمِنُونَ تامّ، فلا هادي له، كاف، على قراءة ونذرهم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فشهدنا من كلام بني آدم، والوقف على التقديرين كاف. وقال ابن الأنباري: ليس شهدنا بوقف لتعلق أن بأشهدهم بتقدير كراهة أن تقولوا غافِلِينَ لا يوقف عليه، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن وكذا: المبطلون يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ صالح أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ كاف، وكذا: كذبوا بآياتنا يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: يظلمون، والخاسرون، فإن وقف على المهتدين، فصالح

ص: 315

بالنون والرفع على الاستفهام، لأنه منقطع عنه، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع، وليس بوقف لمن قرأ ويذرهم بالياء والجزم لأنه معطوف على موضع الفاء، وذلك أن موضعها جزم لأنها جواب الشرط وجوابه مجزوم أنشد هشام:

[الكامل]

أيّا صدقت فإنّني لك كاشح

وعلى انتقاصك في الجباية أزددي

فجزم أزددي عطفا على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري:

دعني وأذهب جانبا

يوما وأكفك جانبا

فجزم وأكفك عطفا على محل الفاء، وقرأ حمزة والكسائي وَيَذَرُهُمْ بالياء والجزم، وقرأ عاصم وأبو عمرو: ويذرهم بالياء والرفع. فإن جعلته معطوفا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفا وقفت على ما قبله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها حسن عِنْدَ رَبِّي جائز: لاختلاف الجملتين إِلَّا هُوَ كاف: عند أبي عمرو، وعند نافع تامّ وَالْأَرْضِ حسن إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها كاف، للأمر بعده، أي عالم ومعتن بها وبالسؤال عنها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وقيل كاف مِنَ الْخَيْرِ ليس بوقف لعطف وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ على جواب لو وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ تامّ، إن فسر السوء بالجنون الذي نسبوه إليه فكان ابتداء بنفي بعد وقف، أي: ما بي

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ كاف، وكذا: لا يسمعون بها، و: بل هم أضلّ هُمُ الْغافِلُونَ تامّ فَادْعُوهُ بِها حسن وكذا: في أسمائه، ويعملون وَبِهِ يَعْدِلُونَ تامّ لا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: وأملي لهم إِنَّ

كَيْدِي مَتِينٌ

تامّ، وكذا: أو لم يتفكروا مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مُبِينٌ تامّ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ فَلا هادِيَ لَهُ حسن، على قراءة «ويذرهم» بالرفع، وليس بوقف على قراءة ذلك بالجزم عطفا على محله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها صالح إِلَّا

ص: 316

جنون إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أو المعنى لو علمت الغيب من أمر القحط لاستكثرت من الطعام وما مسني الجوع، والأولى أن يحمل السوء على الجنون الذي نسبوه إليه لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها حسن، ومثله: فمرّت به الشَّاكِرِينَ كاف فِيما آتاهُما كاف، أيضا لانقضاء قصة آدم وحوّاء عليهما السلام وما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم، ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركان كقوله: دعوا الله ربهما، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما يُشْرِكُونَ كاف، ومثله: يخلقون وينصرون ولا يَتَّبِعُوكُمْ قرأ نافع بتخفيف الفوقية، ومثله: يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ في الشعراء، والباقون بالتشديد فهما لغتان صامِتُونَ تامّ، ومثله: أمثالكم صادِقِينَ كاف، وكذا: بها الأخيرة، وفي المواضع الثلاثة لا يجوز الوقف لأن أم عاطفة، والمعنى يقتضي الوصل لأن الاستفهام قد يحمل على الابتداء به فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف، على استئناف ما بعده الصَّالِحِينَ تامّ، على القراءتين، وقرأ العامّة والتي مضافا لياء المتكلم المفتوحة أضاف الولي إلى نفسه، وقرئ ولي الله بياء مشدّدة مفتوحة، وجرّ الجلالة بإضافة الولي إلى الجلالة يَنْصُرُونَ كاف لا يَسْمَعُوا جائز لا يُبْصِرُونَ تامّ الْجاهِلِينَ كاف، ومثله: بالله عَلِيمٌ تامّ مُبْصِرُونَ كاف لأن وَإِخْوانُهُمْ مبتدأ ويمدّونهم خبر لا يُقْصِرُونَ كاف، ومثله:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَرْضِ كاف إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها صالح لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وكذا: وما مسني السوء وقيل تامّ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها كاف.

وكذا: فمرّت به مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن فِيما آتاهُما كاف يُشْرِكُونَ حسن.

وقال أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف صامِتُونَ تامّ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ يَسْمَعُونَ بِها كاف فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف الصَّالِحِينَ تامّ يَنْصُرُونَ حسن لا يَسْمَعُوا صالح. وقال

ص: 317