الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصراط، وصراط، والذين، وغير. والمغضوب، وعليهم الثاني، ولا شك أن الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى، وبيان قبحها يطول.
سورة البقرة
(1)
مدنية، مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني والشامي والمكي،
ــ
(المستقيم) جائز وليس حسنا وإن كان آخر آية، لأن ما بعده بدل منه وهو متعلق به (أنعمت عليهم) جائز وليس حسنا، لأن ما بعده مجرور نعتا أو بدلا أو منصوب حالا أو استثناء وكل منهما متعلق به وقال أبو عمرو: حسن وليس بتام ولا كاف سواء جرّ ما بعده أم نصب (ولا الضالين) تامّ (آمين) ليست من القرآن، والمختار فصلها عما قبلها.
وجوّز وصلها به. ومعناها استجب، وحركت النون وإن كان حقها السكون الذي هو الأصل في المبنيّ لالتقاء الساكنين، ولم تكسر لكسرة الميم ومجيء الياء الساكنة قبلها.
واختير الفتح لأنه أخفّ الحركات وتشبيها له بليس وكيف.
سورة البقرة مدنية والوقف على الم ونحوه مما يأتي في أوائل السور تام إن جعل خبر مبتدإ
(1) ذكر المصنف- رحمه الله تعالى- أنها مائتان وست في الكوفي وسبع في البصري وخمس في المدني والشامي والمكي وهاكم بيان هذا الاختلاف:
الم (1) آية في الكوفي.
مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (10) آية في الشامي.
مُصْلِحُونَ (11) آية في غير الشامي.
خائِفِينَ (114) وقَوْلًا مَعْرُوفاً (235) آية في البصري.
مِنْ خَلاقٍ (200) في المدني الأخير.
لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) سماوي ومدني أخير.
الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) مكي، بصري ومدني أخير.
ماذا يُنْفِقُونَ (219) مدني، مكي.
يا أُولِي الْأَلْبابِ (197) غير مدني، مكي.
وست في الكوفي، وسبع في البصري، وكلمها ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألف وخمسمائة حرف، وفيها مما يشبه رءوس الآي، وليس معدودا منها بإجماع اثنا عشر موضعا ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ، وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ طَعامُ مِسْكِينٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ الأول، ولا شهيد. والمكي يعدّها.
يبني الوقف على الم، والوصل على اختلاف المعربين في أوائل السور، هل هي مبنية أو معربة؟ وعلى أنها معربة عدّها الكوفيون آية. لأن هذه الحروف إذا وقف عليها كان لها محل من الإعراب، وتصير جملة مستقلة بنفسها، ففيها ونظائرها ستة أوجه، وهي لا محل لها أو لها المحل، وهو الرفع بالابتداء أو الخبر، والنصب بإضمار فعل أو النصب على إسقاط حرف القسم كقوله:[الوافر]
إذا ما الخبز تأدمه بلحم
…
فذاك أمانة الله الثريد
وكقوله: [الطويل]
فقالت يمين الله ما لك حيلة
…
وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
ــ
محذوف: أي هذه أو هذا الم، أو منصوبا بمحذوف: أي اقرأ أو خذ الم أو جعل كل حرف منه مأخوذ من كلمة. ومعناه أنا الله أعلم. وقال أبو حاتم هو حسن. وقال أبو عمرو قال أبو حاتم هو كاف. وقال غيره ليس بتام ولا كاف لأن معناه يا محمد. وقيل هو قسم. وقيل تنبيه انتهى. وقيل مبتدأ خبره ذلِكَ الْكِتابُ وقيل عكسه، وعلى كل من هذه الأوجه لا يوقف عليه، بل على الكتاب إن جعل لا ريب لا شك، وإن جعل بمعنى حقا فالوقف على لا ريب. والوقف على الوجهين تامّ. وللثاني شرط يأتي،
النُّورِ (257) مدني.
وانظر التلخيص (206)، الإتحاف (125)، الفرائد الحسان (31).
وكقوله: [الوافر]
تمرون الديار فلم تعوجوا
…
كلامكمو عليّ إذا حرام
أو الجر بإضمار حرف القسم: أي إنها مقسم بها حذف حرف القسم وبقي عمله، ونحو الله لأفعلنّ، وذلك من خصائص الجلالة فقط لا يشركها فيه غيرها الم تام. إن رفع ذلك بهدى، أو هدى به، أو رفع بما عاد من الهاء المتصلة بفي، أو رفع بموضع لا ريب فيه كأنك قلت ذلك الكتاب حق بهدى، أو رفع ذلك بالكتاب، أو الكتاب به، أو رفع ذلك بالابتداء والكتاب نعت أو بدل، ولا ريب فيه خبر المبتدإ، وكاف: إن جعلت خبر مبتدإ محذوف أي هذه أو هذا الم، وحسن: إن نصبت بمحذوف: أي اقرأ الم وليست بوقف إن جعلت على إضمار حرف القسم. وأن ذلك الكتاب قد قام مقام جوابها، وكأنه قال وحق هذه الحروف أن هذا الكتاب يا محمد هو الكتاب الذي وعدت به على لسان النبيين من قبلك فهي متعلقة بما بعدها لحصول الفائدة فيه فلا تفصل منه لأن القسم لا بدّ له من جواب وجوابه بعده، والقسم يفتقر إلى أداة، وهنا الكلام عار من أداة القسم، وليست الم وقفا أيضا إن جعلت مبتدأ وذلك خبره، وكذا لا يكون الم وقفا إن جعل ذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب خبره، والجملة خبر الم وأغنى الربط باسم الإشارة، وفيه نظر من حيث تعدّد الخبر، وأحدهما جملة، لكن الظاهر جوازه كقوله: فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى إن جعل تسعى خبرا، وأما إن جعل صفة فلا وإن جعل الم مبتدأ وذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب بدل أو عطف بيان حسن الوقف على الكتاب، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ خبره لا ريب، أو جعل ذلك مبتدأ والكتاب،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والوقف على ذلك غير جائز، لأن الكتاب إما بيان له وهو الأصح أو خبر له، وعلى الكتاب مفهوم إن جعل خبرا لذلك لا صفة له لا رَيْبَ تام إن رفع هدى بفيه، أو بالابتداء وفيه خبره.
ولا ريب فيه خبران له، أو جعل لا ريب فيه خبرا عن المبتدإ الثاني، وهو وخبره خبر عن الأول، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب، ولا يجوز الوقف على ذلك، لأن الكتاب إما بيان لذلك وهو الأصح، أو خبر له أو بدل منه فلا يفصل مما قبله، والوقف على لا قبيح لأن لا صلة لما بعدها مفتقرة إليه، والوقف على رَيْبَ تامّ: إن رفع هدى بفيه أو بالابتداء وفيه خبره، وكاف إن جعل خبر لا محذوفا لأن العرب يحذفون خبر لا كثيرا، فيقولون لا مثل زيد أي في البلد، وقد يحذفون اسمها ويبقون خبرها يقولون لا عليك أي لا بأس عليك، ومذهب سيبويه أنها واسمها في محل رفع بالابتداء، ولا عمل لها في الخبر إن كان اسمها مفردا، فإن كان مضافا أو شبيها به فتعمل في الخبر عنده كغيره.
ومذهب الأخفش أن اسمها في محل رفع وهي عاملة في الخبر، والتقدير هنا لا ريب فيه، فيه هدى، ففيه الأول هو الخبر وبإضمار العائد على الكتاب يتضح المعنى، وردّ هذا أحمد بن جعفر، وقال لا بدّ من عائد، ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة: تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ لأنه لا يوقف على ريب اتفاقا لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع. وهذا تعسف من جماعة من النحاة أضمروا محلا متصلا به خبر لا، واكتفى بالمحل لأن خبر لا التبرئة لا يستنكر إضماره في حال نصب الاسم ولا رفعه، نقول إن زرتنا فلا براح بالرفع، وإن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فِيهِ تام إن جعل هُدىً خبر مبتدإ، محذوف أو مبتدأ خبره فيه محذوفا أو مرفوعا بفيه محذوفا. وقيل تامّ. وقيل كاف، وإن جعل خبرا لذلك الكتاب أو حالا منه: أي هاديا لم يجز الوقف على فيه لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ، أو منصوبا بأعنى، وإن جرّ صفة للمتقين جاز الوقف على ذلك وليس حسنا وإن كان رأس آية. وقال أبو عمرو
زرتنا فلا براح بنصبه وهم يضمرون في كلا الوجهين. وهذا غير بعيد في القياس عندهم ولو ظهر المضمر لقيل لا ريب فيه هدى. وهذا صحيح في العربية. والوقف على فِيهِ تام: إن رفع هدى بالابتداء خبره محذوف أو رفع بظرف محذوف غير المذكور تقديره فيه فيه هدى، وكاف: إن جعل خبر مبتدإ محذوف أي هو، وحسن: إن انتصب مصدرا بفعل محذوف، وليس بوقف إن جعل هدى خبرا لذلك الكتاب، أو حالا منه أو من الضمير في فيه أي هاديا، أو من ذلك، ففي هدى ثمانية أوجه: الرفع من أربعة والنصب من أربعة لِلْمُتَّقِينَ تام: إن رفعت الذين بالابتداء، وفي خبره قولان: أحدهما أولئك الأولى والثاني أولئك الثانية والواو زائدة وهذان القولان منكران لأن والذين
يؤمنون يمنع كون أولئك الأولى خبرا، ووجود الواو يمنع كون أولئك الثانية خبرا أيضا والأولى تقديره محذوفا أي هم المذكورون، وحسن: إن نصب الذين بأعنى أو أمدح أو أذكر، لأن النصب إنما يكون بإضمار فعل فنصبه بالفعل المضمر، وهو في النية عند ابتدائك بالمنصوب، فلا يكون فاصلا بين العامل والمعمول، لأنك إذا ابتدأت بالمعمول فكأنك مبتدئ بالعامل معه وتضمره حال ابتدائك بالمعمول وليس المتقين بوقف إن جرّ الذين صفة لهم أو بدلا من هم أو عطف بيان لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه لأنهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ففي
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الوقف عليه حسن وهو نظير ما قدمت عنه في أنعمت عليهم. قال ومثل ذلك يأتي في نظائره، نحو: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً، ونحو: بصير بالعباد الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ جائز، وكذا: ويقيمون الصلاة يُنْفِقُونَ تامّ: إن جعلت الواو بعدها للاستئناف، وإلا فجائز وليس بحسن، وإن كان رأس آية. وقال ابن الأنباري إنه حسن. وقال أبو عمرو إنه كاف. وقيل تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ كاف إن جرّ الذين الأول أو نصب بما مرّ أو رفع بجعله خبر مبتدإ محذوف وعطف الذين الثاني
محل الذين ثلاثة أوجه: الجرّ من ثلاثة وهو كونه صفة للمتقين أو بدلا من هم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبرا لمبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم بِالْغَيْبِ، والصَّلاةَ جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون يُنْفِقُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وكاف إن جعل الذين الأوّل منصوبا على المدح أو مجرورا على الصفة أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون، والذين يؤمنون مستأنفا جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، ولا وقف من قوله وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ إلى يُوقِنُونَ فلا يوقف على أولئك لأن ما الثانية عطف على ما الأولى، ولا على من قبلك لأنها عطف على ما قبلها، ولا على الآخرة، لأن الباء من صلة يوقنون، وموضع بالآخرة نصب بالفعل بعدها وقدّم المجرور اعتناء به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام وهم يوقنون بالآخرة، وإن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ، والخبر محذوفا تقديره هم المذكورون، والذين الثاني عطفا على الذين الأوّل جاز الوقف على من قبلك يُوقِنُونَ تامّ إن جعل أولئك مبتدأ خبره على هدى من ربهم، وليس بوقف إن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ خبره أولئك على هدى للفصل بين المبتدإ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّهِمْ ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز. قاله العماني.
الْمُفْلِحُونَ تام: وجه تمامه أنه انقضاء صفة المتقين وانقطاعه عما بعده لفظا ومعنى، وذلك أعلى درجات التمام، وأولئك مبتدأ أوّل، وهم مبتدأ ثان،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عليه، فإن استؤنف الأول أو الثاني لم يجز الوقف على ذلك لما يلزم من الوقف على ما بين المبتدإ والخبر وهو: أولئك على هدى يُوقِنُونَ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل أولئك مبتدأ، فإن جعل خبرا لم يحسن الوقف على ذلك إلا مع تجوّز مِنْ رَبِّهِمْ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ تامّ: إن جعلت التسوية خبر إنّ، وإن
والمفلحون خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، والخبر المفلحون فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد وهو أولى، إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلا من أولئك الثانية أو مبتدأ كما تقدم. هذا ما يتعلق بالوقوف، وأما ما يتعلق بالرسم العثماني، فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي للإشارة في نحو ذلك، وذلكم حيث وقع، ومن لكنه، ولكن حيث وقع من أولئك وأولئك حيث وقع، ورسموا أولئك بزيادة واو قبل اللام قيل للفرق بينها وبين إليك جارا ومجرورا. قال أبو عمرو في المقنع: كمل ما في القرآن من ذكر الكتاب، وكتاب معرّفا ومنكرا فهو بغير ألف إلا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف أوّلها في الرعد لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ وفي الحجر: إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ، وهو الثاني فيها، وفي الكهف: مِنْ كِتابِ رَبِّكَ، وهو الثاني منها، وفي النمل: تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ، ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكاة والحياة ومناة حيث وقعت لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحكم ذكروها علمها من علمها وجهلها من جهلها فلا يسأل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما خط المصحف الإمام وخط العروض، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد: أربع آيات من أوّل البقرة في صفة المؤمنين، والمفلحون آخرها، وآيتان في نعت الكفار، وعظيم آخرهما، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، وقدير آخرها إِنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، الذين: اسمها، وكفروا صلة وعائد، ولا يؤمنون خبر إنّ وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جعلتها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها بجعل خبرها لا يؤمنون، فالوقف على لا يؤمنون تامّ وعلى أم لم تنذرهم ليس بحسن وبتقدير جعل جملة التسوية خبر إنّ يحتمل أن تكون جملة لا يؤمنون خبرا ثانيا وأن يتعلق به ختم يجعل ختم حالا: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على لا يؤمنون كاف.
وخبرها، فعلى هذا الوقف على لا يُؤْمِنُونَ تام، وإن جعلت سواء خبر إن كان الوقف على أم لم تنذرهم تامّا أيضا، لأنك أتيت بإن واسمها وخبرها كأنه قال لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم. فإن قلت: إذا جعلت لا يؤمنون خبر إنّ، فقد عم جميع الكفار، وأخبر عنهم على وجه العموم أنهم لا يؤمنون. قيل الآية نزلت في قوم بأعيانهم، وقيل عامّة نزلت في جميع الكفار كأنه سلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن أخبر عنهم أن جميعهم لا يؤمنون وإن بذل لهم نصحه، ولم يسلم من المنافقين أحد إلا رجلان، وكان مغموصا عليهما في دينهما. أحدهما أبو سفيان، والثاني الحكم بن العاصي. وإن جعلت سواء مبتدأ وأ أنذرتهم وما بعده في قوّة التأويل بمفرد خبرا، والتقدير سواء عليهم
الإنذار وعدمه كان كافيا أَأَنْذَرْتَهُمْ ليس بوقف لأن أم لم تنذرهم عطف عليه، لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد، وقيل الوقف على تنذر. ثم يبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدإ وخبر. وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء، ومفعول أأنذرتهم الثاني محذوف تقديره العذاب على كفرهم. وإن لم تجعل لا يؤمنون خبر إنّ كان الوقف على أم لم تنذرهم ويكون ختم حالا متعلقا بلا يؤمنون: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم. قاله العماني: أي لأن ختم متعلق بالأول من جهة المعنى، وإن جعلته استئنافا دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على لا يؤمنون تامّا عَلى قُلُوبِهِمْ صالح: إن قدّرت الختم على القلوب خاصة، وإن قدّرته بمعنى وختم على سمعهم أيضا لم يكن على قلوبهم وقفا لأن الثاني معطوف على الأول. فإن قيل: إذا كان الثاني معطوفا على الأول فلم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عَلى قُلُوبِهِمْ جائز وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ.
أعيد حرف الجر؟ فالجواب: أن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد أو أن المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي ترفع غشاوة بالفعل المضمر قبل الظرف، لأن الظرف لا بدّ له أن يتعلق بفعل إما ظاهر أو مضمر.
فإذا قلت في الدار زيد كأنك قلت استقرّ في الدار زيد. وقال الأخفش والفراء:
إن معنى الختم قد انقطع. ثم استأنف، فقال وعلى أبصارهم غشاوة، وكرّر لفظ على ليشعر بتغاير الختمين، وهو أن ختم القلوب غير ختم الأسماع، وقد فرّق النحويون بين مررت بزيد وعمرو، وبين مررت بزيد وبعمرو، فقالوا في الأوّل هو مرور واحد، وفي الثاني هما مروران، وقرأ عاصم وأبو رجاء العطاردي غشاوة بالنصب بفعل مضمر: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، فلا يرون الحق فحذف الفعل، لأن ما قبله يدل عليه كقوله:[الكامل]
يا ليت زوجك قد غدا
…
متقلدا سيفا ورمحا
أي وحاملا رمحا لأن التقليد لا يقع على الرمح كما أن الختم لا يقع على العين، وعلى هذا يسوغ الوقف على سمعهم أو على إسقاط حرف الجرّ ويكون: وعلى أبصارهم معطوفا على ما قبله: أي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، فلما حذف حرف الجرّ وصل الفعل إليه فانتصب كقوله:[الوافر]
تمرّون الديار فلم تعوجوا
…
كلامكمو عليّ إذا حرام
أي تمرون بالديار. وقال الفراء: أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هذا إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي استقرّ، أو حصل على أبصارهم غشاوة، وإن نصبتها كما روي عن عاصم إما بختم أو بفعل دل عليه ختم: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، أو بنزع الخافض، وأصله بغشاوة، فالوقف على سمعهم على الثاني من الأوجه
علفتها تبنا وماء باردا
…
حتى غدت همّالة عيناها
فعلى هذا لا يوقف على سمعهم لتعلق آخر الكلام بأوّله، وقال آخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما
…
وزجّجن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج وإنما تكحل، أراد وكحلن العيون، فجواز إضمار الفعل الثاني وإعماله مع الإضمار في الأبيات المذكورة لدلالة الفعل الأوّل عليه غِشاوَةٌ حسن: سواء قرأ غشاوة بالرفع أو بالنصب (1) عَظِيمٌ تام: لأنه آخر قصة الكفار، ورسموا أنذرتهم بألف واحدة كما ترى، وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين نحو أأمنتم، أأنت قلت للناس، وقالوا أآلهتنا خير، ورسموا وعلى أبصارهم بحذف الألف التي بعد الصاد، وحذفوا الألف التي بعد الشين في غشاوة، ولا وقف من قوله: ومن الناس إلى قوله بمؤمنين، فلا يوقف على آمنا بالله، ولا على وباليوم الآخر، لأن الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، والآية دلت على نفي الإيمان عنهم، فلو وقفنا على: وباليوم الآخر، لكنا مخبرين عنهم بالإيمان، وهو خلاف ما تقتضيه الآية، وإنما أراد تعالى أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له بِمُؤْمِنِينَ تام: إن جعل ما بعده استئنافا بيانيا كأن قائلا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين، فقيل يُخادِعُونَ اللَّهَ وليس بوقف إن
ــ
الثلاثة كاف، وقال أبو عمرو: لا يوقف عليه انتهى. وعلى الآخرين جائز غِشاوَةٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف، فإن أراد أنه صالح فلا خلاف، وقس عليه نظائره مما يأتي عَظِيمٌ تام وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل يخادعون حالا: أي ومن الناس من يقول آمنا بالله مخادعين، فإن كان مستأنفا فالوقف تامّ وَالَّذِينَ
(1) قراءة النصب شاذة.
جعلت الجملة بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن، وهي يقول وتكون من بدل الاشتمال، لأن قولهم مشتمل على الخداع أو حال من ضمير يقول، ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جرّ صفة لمؤمنين، لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع لهم، ونفي الإيمان عنهم: أي وما هم بمؤمنين مخادعين وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما، فليس بوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن:
لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي، ومن قرأ وما يخدعون بغير ألف بعد الخاء كان أحسن، وقرأ أبو طالوت (1) عبد السلام بن شداد وما يخدعون إلا أنفسهم بضم الياء وسكون الخاء ورفع أنفسهم بدلا من الضمير في يخدعون كأنه قال:«وما يخدع إلا أنفسهم» أو بفعل مضمر كأنه قال وما يخدعون إلا نخدعهم أنفسهم، ولا يجوز الوقف على أنفسهم، لأن ما بعدهم جملة حالية من فاعل واما يخادعون أي وما يخادعون إلا أنفسهم غير شاعرين بذلك، إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين، وحذف مفعول يشعرون للعلم به: أي وما يشعرون وبال خداعهم وَما يَشْعُرُونَ كاف: رسموا يخدعون في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح: وقال ابن الأنباري حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به، لأن الفاء للجزاء فهو توكيد مَرَضاً كاف: لعطف الجملتين المختلفتين أَلِيمٌ ليس بوقف لأن قوله بما
ــ
آمَنُوا تامّ وإِلَّا أَنْفُسَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده حال من فاعل يخادعون. وقال أبو عمرو: الوقف على: والذين آمنوا، وعلى: إلا أنفسهم كاف وَما يَشْعُرُونَ كاف فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقول ابن الأنباري: إنه حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به مَرَضاً صالح يَكْذِبُونَ تام: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تام:
مُصْلِحُونَ كاف الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به لا يَشْعُرُونَ تامّ.
(1) قراءة شاذة، والمتواتر قراءتان هما: يخادعون بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال وقراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون يَخْدَعُونَ كحفص، وانظر البدور الزاهرة (21).
متعلقة بالموصوف يَكْذِبُونَ كاف: ولا وقف إلى مصلحون، فلا يوقف على تفسدوا لأن في الأرض ظرف للفساد، ولا على في الأرض، لأن قالوا جواب إذا، ولا على قالوا لأن إنما نحن حكاية مُصْلِحُونَ كاف: لفصله بين كلام المنافقين، وكلام الله عز وجل في الردّ عليهم الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لشدّة تعلقه بما بعده عطفا واستدراكا لا يَشْعُرُونَ كاف: الناس ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا السُّفَهاءُ الأول كاف: لحرف التنبيه بعده السُّفَهاءُ الثاني ليس بوقف للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ أكفى. قال أبو جعفر: وهذا قريب من الذي قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين وكلام الله في الردّ عليهم قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد، ويثبت لهم الإيمان، وإنما سموا النطق باللسان إيمانا وقلوبهم معرضة تورية منهم وإبهاما، والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم، وأعلمه أن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له وأنه كان استهزاء منهم إِنَّا مَعَكُمْ ليس بوقف: إن جعل ما بعده من بقية القول، وجائز: إن جعل في جواب سؤال مقدّر تقديره كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم، فأجابوا إنما نحن مستهزءون مُسْتَهْزِؤُنَ كاف: وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ولا وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ* حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ على معنى الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل: الله يستهزئ بهم ولم يعطفه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ السُّفَهاءُ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ. وقال أبو عمرو أكفى مما قبله قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الله تعالى لم يرد أن يعلمنا أنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، بل أراد أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له، وذلك لا يحصل إلا به مع ما بعده مُسْتَهْزِؤُنَ كاف، وإن كره أبو حاتم الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، وبقوله: وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ*، إذ لا وجه لكراهته، إذ المعنى أنه تعالى
على قالوا لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصا بحال خلوّهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ صالح: ووصله أبين لمعنى المجازاة، إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام كذا وجه أبو حاتم، وأما وجه الوقف على مستهزءون أنه معلوم أن الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلوما عرف منه معنى المجازاة: أي يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم، وقيل معنى الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيا، وعلى الأوّل يكون تاما، انظر النكزاوي يَعْمَهُونَ كاف: لأن أولئك الذين اشتروا الضلالة منفصل لفظا لأنه مبتدأ وما بعده الخبر، ومتصل معنى لأنه إشارة لمن تقدّم ذكرهم بِالْهُدى صالح: لأن ما بعده بدون ما قبله مفهوم تِجارَتُهُمْ أصلح:
مُهْتَدِينَ كاف: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من أولئك، وأولئك حيث وقع، والألف التي بعد اللام من الضللة، والألف التي بعد الجيم من تجرتهم كما ترى ناراً وكذا ما حوله ليسا بوقف، لأنهما من جملة ما ضربه الله مثلا للمنافقين بالمستوقد نارا، وبأصحاب الصيب، والفائدة لا تحصل إلا بجملة المثل ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ كاف: على استئناف ما بعده، وأن جواب لما محذوف تقديره خمدت، وليس بوقف إن جعل هو وما قبله من جملة المثل لا يُبْصِرُونَ كاف: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يجازيهم على استهزائهم ومكرهم يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ جائز يَعْمَهُونَ تامّ بِالْهُدى صالح تِجارَتُهُمْ جائز مُهْتَدِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف ناراً ليس بوقف، وكذا ما حَوْلَهُ لأنهما من جملة ما ضرب الله مثلا للمنافقين في تعلقهم بظاهر الإسلام لحقن دمائهم، والمثل يؤتى به على وجهه، لأن الفائدة إنما تحصل بجملته ذَهَبَ اللَّهُ
محذوف أي هم وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول ثان لترك وإن نصب على الذم جاز ذلك كقوله: [الوافر]
سقوني الخمر ثم تكنّفوني
…
عداة الله من كذب وزور
فنصب عداة على الدم، فمنهم من شبه المنافقين بحال المستوقد، ومنهم من شبههم بحال ذوي صيب: أي مطر على أن أو للتفصيل لا يَرْجِعُونَ صالح: وقيل لا يوقف عليه لأنه لا يتم الكلام إلا بما بعده، لأن قوله أو كصيب معطوف على كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل أصحاب صيب، فأو للتخيير أي أبحناكم أن تشبهوا هؤلاء المنافقين بأحد هذين الشيئين أو بهما معا، وليست للشك، لأنه لا يجوز على الله تعالى مِنَ السَّماءِ ليس بوقف لأن قوله: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ من صفة الصيب، وكذا من الصواعق لأن حذر مفعول لأجله أو منصوب بيجعلون، وإن جعل يجعلون خبر مبتدأ محذوف أي هم يجعلون حسن الوقف على برق حَذَرَ الْمَوْتِ حسن: وقيل كاف بِالْكافِرِينَ أكفى: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الميم من ظلمت، وما شاكله من جمع المؤنث السالم، وحذفوا الألف التي بعد الصاد من أصبعهم والتي بعد الكاف من الكفرين، وما كان مثله من الجمع المذكر السالم كالصالحين والقنتين ما لم يجيء بعد الألف همزة أو حرف مشدد، نحو السائلين والضالين، فنثبت الألف في ذلك اتفاقا أَبْصارَهُمْ، حسن:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِنُورِهِمْ جائز لا يُبْصِرُونَ تام. وقال أبو عمرو كاف، هذا على رفع ما بعده فمن نصبه كابن مسعود فليس ذلك وقفا إن نصب على أنه مفعول ثان لترك، فإن نصب على الذمّ جاز ذلك لا يَرْجِعُونَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَبَرْقٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده به حَذَرَ الْمَوْتِ حسن وقال أبو عمرو تامّ بِالْكافِرِينَ تامّ قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ جائز مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده به قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَأَبْصارِهِمْ كاف
كُلَّما وردت في القرآن على ثلاثة أقسام، قسم مقطوع اتفاقا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وقسم مختلف فيه، وهو كلما ردوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمة، وكلما جاء أمة رسولها، وكلما ألقى فيها فوج. وما هو موصول من غير خلاف، وهو كلما أضاء لهم مشوا فيه مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما قامُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف وأَبْصارَهُمْ كاف: للابتداء بإن قَدِيرٌ تام: باتفاق، لأنه آخر قصة المنافقين اعْبُدُوا رَبَّكُمُ كاف: إن جعل الذي مبتدأ وخبره الذي جعل لكم الأرض، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، وحسن إن نصب بمقدّر، وليس بوقف إن جعل نعتا لربكم، أو بدلا منه، أو عطف بيان خَلَقَكُمْ ليس بوقف، لأن والذين من قبلكم معطوف على الكاف، وإن جعل الذي جعل لكم الثاني منصوبا بتتقون كان الوقف على والذين من قبلكم حسنا وكان قوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه، وهما كالشيء الواحد ومن حيث كونه رأس آية يجوز الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ يحتمل الذي النصب والرفع، فالنصب من خمسة أوجه نصبه على القطع، أو نعت لربكم، أو بدل منه، أو مفعول تتقون، أو نعت النعت: أي الموصول الأول، والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو مبتدأ خبره فلا تجعلوا، فإن جعل الذي جعل لكم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قَدِيرٌ تامّ. قال مجاهد: أربع آيات أوّل البقرة في نعت المؤمنين: يعني إلى المفلحون، وآيتان في نعت الكافرين: يعني إلى عذاب عظيم، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين:
يعني إلى قدير، فهذه الوقوف الثلاثة هي أعلى درجات التامّ، لأنها آخر الآيات والقصص تَتَّقُونَ صالح، لأنه آخر آية، وليس بحسن، لأن ما بعده بدل من الذي خلقكم. وقال أبو عمرو حسن وَالسَّماءَ بِناءً صالح عند بعضهم، وأباه آخرون، وهو الأجود، لأن ما بعده إلى قوله: رزقا لكم: من تمام صلة الذي من قوله: الذي جعل لكم ولا يفصل بين الصلة والموصول. وقال أبو عمرو: الوقف عليه كاف رِزْقاً لَكُمْ صالح، وليس بحسن
خبرا عن الذي الأول، أو نعتا لربكم، أو بدلا من الأول، أو نعتا لم يوقف على تتقون، وإن جعل الثاني خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بفعل محذوف كان الوقف كافيا وَالسَّماءَ بِناءً حسن: إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وداخلا في صلة الذي جعل لكم، فلا يفصل بين الصلة والموصول رِزْقاً لَكُمْ صالح: وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بما قبله أَنْداداً ليس بوقف، لأن جملة وأنتم تعلمون حال، وحذف مفعول تعلمون: أي وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
كاف: مِنْ مِثْلِهِ جائز: وليس بوقف إن عطف: وادعوا على: فأتوا بسورة صادِقِينَ كاف وَلَنْ تَفْعَلُوا ليس بوقف، لأن فاتقوا جواب الشرط، وقوله: وَلَنْ تَفْعَلُوا معترضة بين الشرط وجزائه وحذف مفعول لم تفعلوا ولن تفعلوا اختصارا، والتقدير فإن لم تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، ولن تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، والوقف على النَّارَ لا يجوز، لأن التي صفة لها النَّاسُ صالح: لما ورد «أن أهل النار إذا اشتدّ أمرهم يبكون ويشكون فتنشأ لهم سحابة سوداء مظلمة فيرجون الفرج، ويرفعون الرءوس إليها، فتمطرهم حجارة كحجارة الزجاج وتزداد النار إيقادا والتهابا» وقيل الوقف على الحجارة حسن: إن جعل أعدّت مستأنفا: أي هي أعدّت. قال ابن عباس: هي حجارة الكبريت، لأنها تزيد على سائر الأحجار بخمس خصال: سرعة وقودها، وبطء طفئها، ونتن ريحها، وزرقة لونها، وحرارة جمرها لِلْكافِرِينَ تامّ الْأَنْهارُ حسن: إن جعلت الجملة بعدها مستأنفة: كأنه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لأن ما بعده متعلق به مع ما قبله. وقال أبو عمرو تامّ أَنْداداً ليس بوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ مِنْ مِثْلِهِ جائز صادِقِينَ تامّ وَالْحِجارَةُ صالح: إن جعل أعدّت مستأنفا لِلْكافِرِينَ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ مفهوم مُتَشابِهاً مفهوم وقال أبو عمرو كاف مُطَهَّرَةٌ جائز وليس بحسن. وقال أبو عمرو كاف خالِدُونَ تامّ مَثَلًا
قيل لما وصفت الجنات ما حالهما؟ فقيل كلما رزقوا. قالوا: فليس لها محل من الإعراب، وقيل محلها رفع: أي هي كلما. وقيل محلها نصب على الحال وصاحبها إما الذين آمنوا، وإما جنات، وجاز ذلك، وإن كانت نكرة، لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالا مقدّرة، لأن وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل صفة لجنات أيضا، وعلى كون الجملة حالا أو صفة لا يكون حسنا رِزْقاً ليس بوقف، لأن قالوا جواب كلما مِنْ قَبْلُ جائز مُتَشابِهاً قال أبو عمرو: كاف، ومثله مطهرة إن جعل ما بعده مستأنفا خالِدُونَ تامّ. وكتبوا كلما هنا، وكلما أضاء لهم متصلة، وحذفوا الألف التي بعد النون من جنت، والألف التي بعد الهاء من الأنهر، والألف التي بعد الشين من متشبها، والألف التي بعد الخاء من خلدون كما ترى مَثَلًا ما يبني الوقف على ما، وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما، وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجرّ فنصبها من سبعة أوجه: كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة، أو صفة لما، أو عطف بيان لمثلا، أو بدلا منه أو مفعولا بيضرب، ومثلا حال تقدمت عليها أو مفعولا ثانيا ليضرب، أو منصوبة على إسقاط بين، والتقدير ما بين بعوضة، فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها، أنشد الفراء:[البسيط]
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم
…
ولا حبال محبّ واصل يصل
أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبرا لمبتدإ محذوف: أي ما هي بعوضة أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها: أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة، وجرها
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما جائز وليس بحسن، فمثلا مفعول يضرب وما صفة لمثلا زادت النكرة شياعا، وبعوضة بدل من ما فَما فَوْقَها تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح
من وجه واحد، وهي كونها أي بعوضة بدلا من مثلا على توهم زيادة الباء، والأصل أن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد، فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تاما، ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافيا لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على ما كافيا إذا جعلت ما توكيدا لأنها إذا جعلت تأكيدا لم يوقف على ما قبلها، وأما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلا، فلا يحسن الوقف على ما، لأن بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما، أو نصبت بدلا من مثلا أو كونها على إسقاط الجار أو على أن ما موصولة، لأن الجملة بعدها صلتها، ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها، أو جرت بعوضة بدلا من مثلا، ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدّة تعلق ما بعدها بما قبلها، وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه. هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف فَما فَوْقَها كاف: مِنْ رَبِّهِمْ جائز: لأن. أما الثانية معطوفة على الأولى، لأن الجملتين وإن اتفقتا فكلمة أما للتفصيل بين الجمل بِهذا مَثَلًا كاف: على استئناف ما بعده جوابا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزا كَثِيراً الثاني حسن: وكذا الفاسقين على وجه، وذلك أن في الذين الحركات الثلاث الجر من ثلاثة أوجه: كونه صفة ذم للفاسقين أو بدلا منهم أو
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بِهذا مَثَلًا كاف إن جعل ما بعده مستأنفا جوابا من الله لكلام الكافرين، وإن جعل من تمام الحكاية عن الكفار لم يحسن الوقف على ذلك ولا يبعد أن يكون جائزا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً كاف إِلَّا الْفاسِقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا، وجاز إن جعل صفة له مِيثاقِهِ صالح، وكذا في الأرض الْخاسِرُونَ تامّ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ كاف، وأنكره
عطف بيان، والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، والخبر جملة أولئك هم الخاسرون، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين كان كافيا، وإن نصب بتقدير أعني كان حسنا، وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلا منهم أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِيثاقِهِ جائز: لعطف الجملتين المتفقتين فِي الْأَرْضِ صالح: إن لم
يجعل أولئك خبر الذين، وإن جعل خبرا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره الْخاسِرُونَ تام كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ليس بوقف لأن بعده واو الحال، فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال أنكم تقرون أن الله خالقكم ورازقكم فَأَحْياكُمْ كاف: عند أبي حاتم على أن ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتا إذا كانوا نطفا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت. فقال تعالى موبخا لهم: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثم ابتدأ فقال: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفا، وقال أبو حاتم: مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار: أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفا. قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب، وقد خطأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضا لا يلزمه، ونقل عنه أن الوقف على قوله فأحياكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله إن القوم لم يكونوا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعضهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ كاف تُرْجَعُونَ تامّ جَمِيعاً مفهوم، وقيل حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَبْعَ سَماواتٍ تامّ، وكذا عليم خَلِيفَةً قيل تامّ وردّ بأن ما بعده
يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح، بل كانوا مقرّين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف. ثم إماتته إياهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ حسن تُرْجَعُونَ تام جَمِيعاً حسن: لأن ثم هنا وردت على جهة الإخبار لتعداد النعم، لا على جهة ترتيب الفعل كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فتجاوز هذا ووصله أحسن سَبْعَ سَماواتٍ كاف عَلِيمٌ تام: ورسموا فأحييكم بالياء. قال أبو عمرو في باب ما رسم بالألف من ذوات الياء من الأسماء والأفعال. فقال يكتب بالياء على مراد الإمالة سواء اتصل بضمير أم لا، نحو المرضى والموتى واحديها ومجريها وآتيكم وآتيه وآتيها ولا يصليها، واتفقوا على حذف الألفين من لفظ السموات وسموت حيث وقع، وسواء كان معرّفا أو منكرا إلا في سورة فصلت، فإنهم اتفقوا على إثبات الألف التي بين الواو والتاء في قوله: سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ خَلِيفَةً قيل تام: ورد بأن ما بعده جواب له ووصله أولى الدِّماءَ حسن: لأنه آخر الاستفهام وَنُقَدِّسُ لَكَ أحسن: ما لا تَعْلَمُونَ تام: قيل علم الله من إبليس المعصية قبل أن يعصيه وخلقه لها، ولا وقف من قوله: وَعَلَّمَ إلى ما عَلَّمْتَنا فلا يوقف على الملائكة لأن، فقال متعلق بما قبله، ولا على صادقين، لأن قالوا سبحانك جواب الملائكة، ومن حيث كونه رأس آية يجوز إِلَّا ما عَلَّمْتَنا حسن: الْحَكِيمُ كاف بِأَسْمائِهِمْ الأول حسن: والثاني ليس بوقف، لأن قوله: قال ألم أقل لكم جواب لما وَالْأَرْضِ جائز تَكْتُمُونَ تام اسْجُدُوا لِآدَمَ صالح: وقيل
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جواب له فهو كاف وَنُقَدِّسُ لَكَ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ صادِقِينَ حسن.
وقال أبو عمرو كاف الْحَكِيمُ أحسن أو أكفى مما قبله، والوقف على ما قبله من قوله:
إلا ما علمتنا: جائز بِأَسْمائِهِمْ كاف تَكْتُمُونَ تامّ اسْجُدُوا لِآدَمَ جائز مِنَ الْكافِرِينَ كاف حَيْثُ شِئْتُما جائز مِنَ الظَّالِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو كاف
لا يوقف عليه للفاء إِلَّا إِبْلِيسَ أصلح لأن أبى واستكبر جملتان مستأنفتان جوابا لمن قال: فما فعل؟ وهذا التقدير يرقيه إلى التامّ، وقال أبو البقاء: في موضع نصب على الحال من إبليس: أي ترك السجود كارها ومستكبرا، فالوقف عنده على واستكبر الْكافِرِينَ كاف: على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل معطوفا على ما قبله.
فائدة: أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة. قال بلغني أن أوّل من سجد لآدم إسرافيل فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته اه. من الحبائك الْجَنَّةَ جائز: ومثله حيث شئتما على استئناف النهي، للظالمين، كاف:
وقيل حسن لأن الجملة بعده مفسرة لما أجمل قبلها فِيهِ حسن: لعطف الجملتين المتفقتين اهْبِطُوا حسن: إن رفع بعضكم بالابتداء وخبره لبعض عدوّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير، في اهبطوا أي اهبطوا متباغضين بعضكم لبعض عدوّ والوقف على عدو أحسن إِلى حِينٍ كاف كَلِماتٍ ليس بوقف لأن الكلمات كانت سببا لتوبته فَتابَ عَلَيْهِ كاف الرَّحِيمُ تام مِنْها جَمِيعاً حسن. ولا وقف من قوله، فإما إلى عليهم فلا يوقف على هدى ولا على هداى، لأن فَمَنْ تَبِعَ جواب إما فلا يفصل بين الشرطين وهما إن ومن وجوابهما، وقال السجاوندى:
جواب الأول وهو إن محذوف تقديره فاتبعوه وجواب من فلا خوف عليهم والوقف على عليهم حينئذ جائز يَحْزَنُونَ تامّ: أَصْحابُ النَّارِ صالح:
بأن يكون هم فيها مبتدأ وخبرا بعد خبر لأولئك نحو الرمان حلو حامض خالِدُونَ تام اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الياء من آيتنا وآيت
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مِمَّا كانا فِيهِ كاف، وكذا: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ، إلى حين، وفتاب عليه التَّوَّابُ الرَّحِيمُ تامّ مِنْها جَمِيعاً كاف فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز بقبح خالِدُونَ تامّ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز بقبح، وكذا
ربك وآيت الله وآيتي والآيات حيث وقع، وسواء كان معرفا بالألف واللام أو منكرا، واستثنوا من ذلك موضعين في سورة يونس وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ* وإذا
لهم مكر في آياتنا فاتفقوا على إثبات الألف فيهما وحذفوا الألف التي بعد الخاء في خلدون حيث وقع كما ترى يا بَنِي إِسْرائِيلَ ليس بوقف لأن قوله اذكروا أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز: ومثله أوف بعهدكم، وقيل لا يوقف عليه لإيهام الابتداء بإياى أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ وإن كان معلوما أن الحكاية من الله، والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أمرهم به على ألسنة الرسل، إذ كان اسمه صلى الله عليه وسلم وصفاته موجودة عندهم في التوراة والإنجيل فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز كافِرٍ بِهِ حسن: والضمير في به للقرآن أو للتوراة، لأن صفة محمد صلى الله عليه وسلم فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارا بالتوراة فنهوا عن ذلك الكفر ثَمَناً قَلِيلًا جائز: وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بإياي فَاتَّقُونِ كاف: بالباطل ليس بوقف لأنه نهى عن اللبس والكتمان معا: أي لا يكن منكم لبس ولا كتمان، فلا يفصل بينهما بالوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تام الزَّكاةَ جائز الرَّاكِعِينَ تام: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد ياء النداء من قوله: يبني إسرائيل أو يبني آدم حيث وقع، وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من البطل كما ترى ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكوة والنجوة ومنوة والحيوة كما تقدم، وحذفوا الألف بعد الراء من الركعين كما ترى الْكِتابَ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أُوفِ بِعَهْدِكُمْ لقبح الابتداء بقوله: وإياي فارهبون، لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ صالح فَاتَّقُونِ تامّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز مَعَ الرَّاكِعِينَ تامّ تَتْلُونَ الْكِتابَ كاف أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: فيه وفي فاتقون وأنتم تعلمون ومع الراكعين
حسن: والكتاب التوراة أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ: ومفعول تعقلون محذوف: أي قبح ما ارتكبتم من ذلك وَالصَّلاةِ حسن: الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يحتمل الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع موضعه أو نصب، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله مُلاقُوا رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن وأنهم معطوف على أن الأولى، فلا يفصل بينهما بالوقف راجِعُونَ تام: للابتداء بعد بالنداء أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن وأنى، وما في حيزها في محل نصب لعطفها على المفعول وهو نعمتي كأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وتفضيلي إياكم على العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف والوقف على شَيْئاً، وعلى عَدْلٌ جائز يُنْصَرُونَ كاف إن علق إذ باذكروا مقدرا مفعولا به فيكون من عطف الجمل، وتقديره واذكروا إذ أنجيناكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ليس بوقف، يسومونكم حال من آل فرعون ولا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، وإن جعل مستأنفا جاز سُوءَ الْعَذابِ ليس بوقف، لأن يذبحون تفسير ليسومونكم، ولا يوقف على المفسر دون المفسر، وكذا لو جعل جملة يذبحون بدلا من يسومونكم لا يوقف على ما قبله، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ كاف، ومثله تنظرون. قال جبريل: يا محمد ما أبغضت أحدا كفرعون، لو رأيتني وأنا أدسّ الطين في فيّ فرعون مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها ظالِمُونَ كاف،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف وَالصَّلاةِ كاف الْخاشِعِينَ جائز إِلَيْهِ راجِعُونَ تامّ الْعالَمِينَ حسن لا تام، لاحتمال أن الواو بعده للعطف على اذكروا، لا للاستئناف، والوقف على شيئا، وعلى شفاعة، وعلى عدل جائز وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قبيح إن جعل يسومونكم حالا، وإن جعل استئنافا فجائز بلا قبح نِساءَكُمْ صالح عَظِيمٌ كاف
ومثله تَشْكُرُونَ إن علق إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن عطف على ما قبله ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ حسن إن كانت التوبة في القتل فيكون فاقتلوا بدلا من فتوبوا عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف إن كانت الفاء في قوله فتاب متعلقة بمحذوف: أي فامتثلتم وفعلتم فتاب عليكم، أو قتلتم فتاب عليكم فَتابَ عَلَيْكُمْ كاف الرَّحِيمُ أكفى منه، وقال أبو عمرو تامّ.
فائدة: ذكر موسى في القرآن في مائة وعشرين موضعا نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً جائز، وجهرة مصدر نوعي في موضع الحال من الضمير في نرى: أي ذوي جهرة، أو جاهرين بالرؤية وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وتشكرون، والسلوى ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف قِيلَ لَهُمْ جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق بما قبله مِنَ السَّماءِ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله يَفْسُقُونَ تامّ: ورسموا خطاياكم بوزن قضاياكم، وبها قرأ أبو عمرو هنا وفي نوح مما خطاياهم بألف قبل الياء وألف بعدها في اللفظ محذوفة في الخط جمع تكسير مجرورا بالكسرة المقدّرة على الألف وهو بدل من ما، وقرأ الباقون خطيئاتكم ومما خطيائاتهم بالياء والهمز والتاء جمع تصحيح مجرورا بالكسرة الظاهرة، ورسموا يا قوم اذكروا. يا قوم استغفروا، يا عباد فاتقون من كل اسم منادى إضافة المتكلم إلى نفسه بلا ياء فالياء منه ساقطة وصلا ووقفا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تَنْظُرُونَ كاف وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ صالح تَشْكُرُونَ كاف تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ مفهوم عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف، وكذا: فتاب عليكم التَّوَّابُ الرَّحِيمُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ كاف وكذا تشكرون
اتباعا للمصحف الإمام الْحَجَرَ جائز وإنما انحطت مرتبته لأن الفاء داخلة على الجزاء المحذوف، والتقدير فضرب فانفجرت، وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة
أذرع على طول موسى لها شعبتان يتقدان في الظلمة نورا عَيْناً حسن مَشْرَبَهُمْ أحسن منه مِنْ رِزْقِ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن غير تامّ، لأن أتستبدلون الآية فيها جملتان: الأولى من كلام الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوه، وقيل من كلام موسى، وذلك أنه غصب لما سألوه هذا فقال أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ والثانية وهي اهبطوا مصرا من كلام الله، وهذا هو المشهور، وعليه فيكون الوقف على خير تاما، لأنهما كلامان، ومن جعلهما كلاما واحدا كان الوصل أولى ما سَأَلْتُمْ حسن، ويقارب التامّ، لأن الواو بعده للاستئناف وليست عاطفة وَالْمَسْكَنَةُ حسن مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا، إلى قوله: عند ربهم فلا يوقف على هادوا، ولا على الصابئين ولا على صالحا، لأن فلهم خبر إنّ فلا يفصل بين اسمها وخبرها عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف على أن الواوين بعده للاستئناف وليس بوقف إن جعلتا للعطف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَالسَّلْوى حسن، وكذا رزقناكم يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَفْسُقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تام: الْحَجَرَ صالح اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً حسن، وكذا مشربهم مِنْ رِزْقِ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقوله: أتستبدلون إلى: اهبطوا مصرا. قيل الجملتان حكاية عن موسى عليه السلام حين غضب على قومه. وقيل من قول الله تعالى.
وقيل الأولى حكاية عن موسى عليه السلام، والثانية من قوله تعالى، وهذا هو المشهور، فعليه الوقف على خير تامّ، وعلى الأولين كاف. وقيل تامّ ما سَأَلْتُمْ حسن وَالْمَسْكَنَةُ صالح. وقال أبو عمرو تامّ مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا عليهم يَحْزَنُونَ حسن. وقال أبو عمرو
يَحْزَنُونَ تام إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن على مذهب البصريين، لأنهم يضمرون القول: أي قلنا خذوا ما آتيناكم بقوّة فهو منقطع مما قبله، والكوفيون يضمرون أن المفتوحة المخففة تقديره أن خذوا، فعلى قولهم لا يحسن الوقف على الطور بِقُوَّةٍ جائز تَتَّقُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ جائز، قوله: مِنْ بَعْدِ ذلِكَ أي من بعد قيام التوراة، أو من بعد الميثاق، أو من بعد الأخذ الْخاسِرِينَ تامّ، ومثله خاسئين لِلْمُتَّقِينَ كاف إن تعلق إذ باذكر مقدّرا فيكون محل إذ نصبا بالفعل المقدّر، وصالح إن عطف على قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ لتعلق المعطوف بالمعطوف عليه أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً حسن، ومثله هُزُواً بإبدال الهمزة واوا اتباعا لخط المصحف الإمام مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ حسن وَلا بِكْرٌ كاف إن رفع عوان خبر مبتدإ محذوف: أي هي عوان فيكون منقطعا من قوله: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وليس بوقف إن رفع على أنه صفة لبقرة، لأن الصفة والموصوف كالشيء الواحد، فكأنه قال إنها بقرة عوان، قاله الأخفش. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، لأنها إذا كانت نعتا لها لوجب تقديمها عليهما فلما لم يحسن أن تقول، إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا بكر لم يجز، لأن ذلك كناية عن الفارض البكر فلا يتقدم المكنى على الظاهر، فلما بطل في المتقدم بطل في المتأخر، انظر السخاوي، وكررت لا لأنها متى وقعت قبل خبر أو نعت
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ فَوْقَكُمُ الطُّورَ صالح.
تَتَّقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ حسن مِنَ الْخاسِرِينَ كاف، وكذا خاسئين لِلْمُتَّقِينَ حسن أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً صالح وكذا- هزؤا- مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ كاف وَلا بِكْرٌ كاف إن جعل عوان خبر المبتدإ محذوف: أي هي عوان بين ذلك أي بين الكبيرة والصغيرة بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا تؤمرون، وما لونها، وفاقع لونها، وتسرّ الناظرين ما هِيَ جائز، وكذا تشابه علينا
أو حال وجب تكريرها تقول زيد لا قائم ولا قاعد، ومررت به لا ضاحكا ولا باكيا، ولا يجوز عدم التكرار إلا في الضرورة خلافا للمبرّد وابن كيسان بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا ما تؤمرون، ومثله ما لونها، والوقف على صَفْراءُ حسن غير تامّ، لأن فاقع لونها من نعت البقرة، وكذا فاقع لونها، لأنه نعت البقرة ومن وقف على فاقع وقرأ يسرّ بالتحتية صفة للون لا للبقرة لم يقف على لونها لأن الفاقع من صفة الأصفر، لا من صفة الأسود. واختلف الأئمة في صفراء قيل من الصفرة المعروفة ليس فيها سواد ولا بياض حتى قرنها وظلفها أصفران، وقيل صفراء بمعنى سوداء لَوْنُها جائز النَّاظِرِينَ كاف ما هِيَ جائز، ومثله: تشابه علينا لَمُهْتَدُونَ كاف، ومثله لا ذَلُولٌ إن جعل تُثِيرُ خبر مبتدإ محذوف. وقال الفراء: لا يوقف على ذلول، لأن المعنى ليست بذلول فلا تثير الأرض، وقال هذه البقرة وصفها الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث. قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح، لأن التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث، وما روى عن أحد من الأئمة أنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادّعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في تفسيرها ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث، وقوله أيضا يفسد بظاهر الآية، لأنها إذا أثارت الأرض كانت ذلولا، وقد نفى الله هذا الوصف عنها، فقول السجستاني لا يؤخذ به ولا يعرّج عليه، والوقف على تثير الأرض كاف، ومثله الحرث إن جعل ما بعدها خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى منهما بِالْحَقِّ جائز، لأن فذبحوها عطف على ما قبله ولا يوقف على كادُوا، لأن خبرها لم يأت يَفْعَلُونَ كاف فَادَّارَأْتُمْ فِيها حسن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لَمُهْتَدُونَ كاف لا ذَلُولٌ كاف إن جعل تثير الأرض خبر مبتدإ محذوف، وكذا تثير الأرض ولا تسقي الحرث إن جعل ما بعد كل منهما خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى من ذلك جِئْتَ بِالْحَقِّ حسن يَفْعَلُونَ كاف، وكذا: فَادَّارَأْتُمْ
تَكْتُمُونَ كاف بِبَعْضِها جائز، والأولى وصله، لأن في الكلام حذفا:
أي اضربوه يحيا، أو فضرب فحيي، ثم وقع التشبيه في الإحياء المقدّر: أي مثل هذا الإحياء للقتيل يحيي الله الموتى، وإن جعل ما بعده مستأنفا، وأن الآيات غير إحياء الموتى وأن المعجزة في الإحياء لا في قول الميت قتلني فلان، فموضع الحجة غير موضع المعجزة، وقول الميت حق لا يحتاج إلى يمين، وعلى هذا يكون كافيا الْمَوْتى حسن على استئناف ما بعده، وتكون الآيات غير إحياء الموتى، وليس بوقف إن جعل ويريكم آياته بإحيائه الموتى فلا يفصل بينهما تَعْقِلُونَ تامّ، وثم لترتيب الأخبار وقَسْوَةً، والْأَنْهارُ، ومِنْهُ الْماءُ، ومِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأخير كاف للابتداء بالنفي تَعْمَلُونَ كاف لمن قرأ بالفوقية وتامّ لمن قرأ يعملون بالتحتية، لأنه يصير مستأنفا أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله:
وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ في موضع الحال: أي أفتطمعون في إيمانهم والحال أنهم كاذبون محرّفون لكلام الله، وعلامة واو الحال أن يصلح موضعها إذ وَهُمْ يَعْلَمُونَ كاف قالُوا آمَنَّا حسن بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن بعده لام العلة والصيرورة عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف أَمانِيَّ حسن: على استئناف ما بعده يَظُنُّونَ أحسن ثَمَناً قَلِيلًا حسن: ومثله أيديهم على استئناف ما بعده يَكْسِبُونَ كاف مَعْدُودَةً حسن عَهْداً وكذا لن يُخْلِفَ اللَّهُ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فِيها، وما كنتم تكتمون، وببعضها، وتعقلون أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً تامّ. وقال أبو عمرو كاف الْأَنْهارُ كاف، وكذا منه الماء مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ. قال أبو عمرو: إن قرئ يعملون بالياء التحتية، لأنه حينئذ استئناف، ومن قرأه بالفوقية فالوقف على ذلك كاف لاتصال ذلك بالخطاب المتقدّم في قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ حسن قالُوا آمَنَّا مفهوم عِنْدَ رَبِّكُمْ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف إِلَّا يَظُنُّونَ صالح وكذا
عَهْدَهُ ليس بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد ما لا تَعْلَمُونَ كاف: ثم تبتدئ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي: بلى من أسلم الوقف على بلى خطأ، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو لن في قوله؛ لن تمسنا، وفي الثاني لن يدخل الجنة، وقال أبو عمرو: بوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتا بعد أن كان منفيا عكس نعم، فإنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا سواء كان نفيا أو إثباتا على مقتضى اللغة فبلى هنا ردّ لكلام الكفار لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، فردّ عليهم بلى تمسكم النار، بدليل قوله: هم فيها خالدون، لأن النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام، فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرّق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقا فكأنهم أقرّوا بأنه ليس ربهم كذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه، وذلك أن النفي صار إثباتا، فكيف يكفرون بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريا. أما لو كان تقريريا فلا يكون في معنى النفي إجماعا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلا في الشعر كقوله:[الوافر]
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثمنا قليلا. وقال أبو عمرو كاف فيهما مِمَّا يَكْسِبُونَ تامّ. قال أبو عمرو كاف مَعْدُودَةً صالح ما لا تَعْلَمُونَ حسن بَلى ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، لأنه من تتمة الجواب، ومنه قوله تعالى فيما يأتي بلى من أسلم وجهه فالوقف على
أليس الليل يجمع أمّ عمرو
…
وإيّانا فذاك بنا تداني
نعم وترى الهلال كما أراه
…
ويعلوها المشيب كما علاني
فأجاب النفي المقرون بالاستفهام بنعم وهو قليل جدا مراعاة للمعنى لأنه إيجاب كأنه قال الليل يجمعنا. قيل هو ضرورة، وقيل نظر إلى المعنى. وقيل نعم ليست جوابا لأ ليس بل جوابا لقوله: فذاك بنا تداني، والفقهاء سوّوا بينهما فيما لو قال شخص لآخر أليس لي عندك عشرة. فقال الآخر نعم أو بلى لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى، لكن اللزوم في بلى ظاهر، وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة، لأنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا نفيا أو إثباتا، وعليه قول ابن عباس فالوقف تابع لمعناها والتفصيل أبين، فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا أو اتصل بها قسم نحو قالُوا بَلى وَرَبِّنا* فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه، لأن الفصل ينقض معنى الإيجاب كما جزم بذلك العلامة السخاوي وأبو العلاء الهمداني وأبو محمد الحسن بن عليّ العماني:
بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة البلقاء بالشأم دون دمشق، لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة وبها جبل جمع الله الذوات عليه، وخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا لا ربّ لنا غيرك، ولا إله لنا سواك، كذا يستفاد من السمين وغيره
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بلى في الآيتين خطأ، ففيه ردّ على أبي عمرو حيث قال: الوقف على بلى كاف في جميع القرآن، لأنه ردّ للنفي المتقدّم. نعم إن اتصل به قسم كقوله تعالى: قالُوا بَلى وَرَبِّنا*، وقُلْ بَلى وَرَبِّي* لم
يوقف عليه دونه، وما قاله أبو عمرو أوجه أَصْحابُ النَّارِ مفهوم، وكذا أصحاب الجنة، وهو ظاهر إن جعلت الجملة بعد كل منهما مستأنفة، لا إن أعربت حالا كما حكى عن ابن كيسان، أو خبرا ثانيا خالِدُونَ* في الموضعين تامّ إِلَّا اللَّهَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف وَالْمَساكِينِ مفهوم حُسْناً صالح وَأَقِيمُوا
أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز هُمْ فِيها فيه وجهان، وذلك أن أولئك في الموضعين مبتدأ وأصحاب بعدهما خبر، وهم فيها خبر ثان فهما خبران. وهذا يتوجه عليه سؤال. وذلك أنهم قالوا الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بدّ من واو العطف لتعلق إحداهما بالأخرى، فالجواب أن قوله أصحاب النار خبر وهم فيها خبر فهما خبران عن شيء واحد، فاستغنى عن إدخال حرف العطف بينهما نحو الرمان حلو حامض، ففي قوله هم فيها وجهان الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر بعد كل منهما، وليس وقفا إن أعربت حالا خالِدُونَ تامّ إِلَّا اللَّهَ حسن وإِحْساناً مصدر في معنى الأمر، أي وأحسنوا أو استوصوا بالوالدين إحسانا، وكذا يقال في وقولوا للناس حسنا وَالْمَساكِينِ جائز، ووصله أولى لأن ما بعده معطوف على ما قبله حُسْناً صالح، ومثله الصلاة، وكذا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف: ومثله تَشْهَدُونَ على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال بمعنى متظاهرين وَالْعُدْوانِ حسن. ومثله إخراجهم، وكذا ببعض، وكذا الحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تام سواء قرئ بالفوقية أو بالتحتية وتمامه على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده صفة لما قبله بِالْآخِرَةِ جائز على أن الفعل بعده مستأنف، وعلى أن الفاء للسبب والجزاء يجب الوصل يُنْصَرُونَ أتمّ مما قبله بِالرُّسُلِ حسن الْبَيِّناتِ صالح الْقُدُسِ كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح، وقوله ففريقا منصوب بالفعل
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الصَّلاةَ جائز، وكذا وآتوا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف، وكذا تشهدون وَالْعُدْوانِ صالح إِخْراجُهُمْ حسن، وكذا ببعض، والحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف أَشَدِّ الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ سواء قرئ بالتاء الفوقية أو بالتحتية. وقال أبو عمرو كاف. ثم قال وقال أبو حاتم: تامّ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ أتمّ منه بِالرُّسُلِ كاف
بعده: أي كذبتم وقتلتم فريقا تَقْتُلُونَ كاف غُلْفٌ صالح، لأن بل إعراض عن الأول وتحقيق للثاني بِكُفْرِهِمْ ليس بوقف إن نصب قليلا حالا من فاعل يؤمنون: أي فجمعا قليلا يؤمنون: أي المؤمن منهم قليل، وجائز إن نصب بمصدر محذوف: أي فإيمانا قليلا، أو نصب صفة لزمان محذوف: أي فزمانا قليلا يؤمنون ما يُؤْمِنُونَ كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن الواو بعده للحال، ومثله في عدم الوقف كفروا، لأن جواب لما الأولى دلّ عليه جواب الثانية كَفَرُوا بِهِ حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده الْكافِرِينَ تام بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ تام: إن جعل محل أن رفعا خبر مبتدإ محذوف: أي هو أن يكفروا، أو جعل مبتدأ محذوف الخبر، وليس بوقف إن جعلت أن مبتدأ وما قبلها خبرا، أو جعلت بدلا من الضمير في به إن جعلت ما تامّة مِنْ عِبادِهِ حسن عَلى غَضَبٍ أحسن مُهِينٌ تام عَلَيْنا جائز: لأن ما بعده جملة مستأنفة الأخبار، وكذا بما وراءه لفصله بين الحكاية وبين كلام الله. قال السدي: بما وراءه أي القرآن لِما مَعَهُمْ حسن مِنْ قَبْلُ ليس بوقف لأن ما بعده شرط جوابه محذوف: أي إن كنتم آمنتم بما أنزل عليكم فلم قتلتم أنبياء الله، فهي جملة سيقت توكيدا لما قبلها، وقيل إن نافية بمعنى ما: أي ما كنتم مؤمنين لمنافاة ما صدر منكم الإيمان مُؤْمِنِينَ تام. اتفق علماء الرسم على وصل بئسما، والقاعدة في ذلك أن كل ما في أوّله اللام فهو مقطوع كما يأتي التنبيه عليه في محله ظالِمُونَ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الْبَيِّناتِ مفهوم الْقُدُسِ حسن. وقال أبو عمرو كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح تَقْتُلُونَ كاف قُلُوبُنا غُلْفٌ صالح ما يُؤْمِنُونَ تام مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف كَفَرُوا بِهِ حسن عَلَى الْكافِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف مِنْ عِبادِهِ صالح عَلى غَضَبٍ كاف مُهِينٌ تام لِما مَعَهُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ ظالِمُونَ كاف فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تام صادِقِينَ تام أَيْدِيهِمْ كاف بِالظَّالِمِينَ
كاف: وثم لترتيب الأخبار الطُّورَ جائز، لأن ما بعده على إضمار القول:
أي قلنا خذوا وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تامّ: ومثله صادِقِينَ أيديهم كاف بِالظَّالِمِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف عَلى حَياةٍ تام عند نافع لأن قوله: يودّ أحدهم عنده جملة في موضع الحال من قوله: ومن الذين أشركوا، ويجوز أن يكون ومن الذين أشركوا في موضع رفع خبرا مقدّما تقديره ومن الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على حياة تاما، والأكثر على أن الوقف على أشركوا وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له زي هز رسال: أي عش ألف سنة، فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك، وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم أَلْفَ سَنَةٍ حسن: وقيل كاف، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا أَنْ يُعَمَّرَ أحسن: منه يَعْمَلُونَ تامّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ حسن: إن رفعت هدى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ وَمِيكالَ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت لِلْكافِرِينَ تامّ بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، للاستفهام بعده عَهْداً ليس بوقف، لأن نبذه جواب لما قبله فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تام: وقال أبو عمرو: كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن جواب لما منتظر أُوتُوا الْكِتابَ جائز: إن جعل مفعول أوتوا الواو، والثاني الكتاب، وليس بوقف إن جعل الكتاب مفعولا أوّل، وكتاب الله مفعول نبذ كما أعربه السهيلي ووراء منصوب على الظرفية كذا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تام. وقال أبو عمرو كاف، وقيل تام: وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا تام. وقال أبو عمرو: كاف، كلاهما بناء على جعله معطوفا على ما قبله: أي وأحرص من الذين أشركوا وإن جعل متعلقا بما بعده فالوقف على حياة، وهو تامّ أَلْفَ سَنَةٍ كاف: وكذا أن يعمر بِما يَعْمَلُونَ تامّ: وكذا للمؤمنين، وعدوّ للكافرين، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف
في السمين وَراءَ ظُهُورِهِمْ ليس بوقف، لأن كأنهم لا يعلمون جملة حالية وصاحبها فريق، والعامل فيها نبذ والتقدير مشبهين للجهال لا يَعْلَمُونَ كاف: ومثله عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ والوقف على وما كفر سليمان. قال نافع وجماعة، تامّ: وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف بل حسن، وعلى كل قول فيه البداءة بلكن، وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات وواقعة بين كلامين متغايرين، فما بعدها متعلق بما قبلها استدراكا وعطفا وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال أو خبر لكن السِّحْرَ كاف إن جعلت ما نافية، ثم يبتدئ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي لم ينزل عليهما سحر ولا باطل، وإنما أنزل عليهما الأحكام وأمرا بنصرة الحق وإبطال الباطل، وليس بوقف إن جعلت ما بمعنى الذي: أي ولكنّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، والذي أنزل على الملكين بفتح اللام ومن قرأ بفتحها وقف على الملكين ويبتدئ ببابل هاروت وماروت، والذي قرأ بكسر اللام أراد بهما داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، قوله: هاروت وماروت هما في موضع خفض عطف بيان في الأول والثاني عطف عليه، أو بدلان من الملكين، وبابل قال ابن مسعود: هي في سواد الكوفة، وهما لا ينصرفان للعلمية والعجمة أو العلمية والتأنيث. والوقف على هاروت وماروت تام سواء جعلت ما نافية أو بمعنى الذي، وبابل لا ينصرف أيضا وهو في موضع خفض للعلمية والتأنيث لأنه اسم بقعة، وقرأ الزهري والضحاك هاروت وماروت برفعهما خبر مبتدإ محذوف، فعلى هذه القراءة يوقف على بابل، أو
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف لا يَعْلَمُونَ كاف، وكذا ملك سليمان وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ تامّ. قاله نافع وجماعة. وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف، بل
مرفوعان بالابتداء وببابل الخبر: أي هاروت وماروت ببابل، فعلى هذه القراءة بهذا التقدير يكون الوقف على الملكين، وهذا الوقف أبعد من الأول لبعد وجهه عند أهل التفسير ونصبهما بإضمار أعني فيكون الوقف على بابل كافيا ونصبهما بدلا من الشياطين على قراءة نصب النون، وعلى هذه القراءة لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. قوله وما كفر سليمان- ردّ على الشياطين، لأنهم زعموا أن سليمان استولى على الملك بالسحر الذي ادّعوه عليه فعلى هذا يكون قوله: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ردّا على اليهود، والسبب الذي من أجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان بزعمهم فأنزل الله براءته، وما ذاك إلا أن سليمان كان جمع كتب السحر تحت كرسيه لئلا يعمل به، فلما مات ووجدت الكتب قالت الشياطين بهذا كان ملكه، وشاع في اليهود أن سليمان كان ساحرا، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالرسالة خاصموه بتلك الكتب وادّعوا أنه كان ساحرا، فأنزل الله وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ الآية، فأنزل الله براءته حَتَّى يَقُولا ليس بوقف لفصله بين القول والمقول، وحتى هنا حرف جرّ، وتكون حرف عطف، وتكون حرف ابتداء تقع بعدها الجمل كقوله:[الطويل]
فما زالت القتلى تمجّ دماءها
…
بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل
والغاية معنى لا يفارقها في هذه الأحوال الثلاثة: إما في القوّة أو
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هو حسن وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا صالح يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ كاف إن جعلت ما جحدا، وإن جعلت بمعنى الذي لم يوقف على ذلك هارُوتَ وَمارُوتَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على ما تقدّم، وحسن إن جعل ما بعده مستأنفا: أي فهم يتعلمون بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ حسن إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كاف وَلا يَنْفَعُهُمْ حسن مِنْ خَلاقٍ صالح. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ اثنان أوّلهما صالح وثانيهما تامّ. وقال أبو عمرو في الأول كاف، وفي
الضعف أو غيرها فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وعلى المعنى: أي فلا تكفر فيأتون فيتعلمون، وقيل عطف على محل وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا لأن موضعه رفع، أو على خبر مبتدإ محذوف: أي فهم يتعلمون وَزَوْجِهِ، وبِإِذْنِ اللَّهِ، وَلا يَنْفَعُهُمْ كلها حسان لَمَنِ اشْتَراهُ ليس بوقف، لأن قوله: ما لَهُ جواب القسم، فإن اللام في لَمَنِ اشْتَراهُ موطئة للقسم، ومن شرطية في محل رفع بالابتداء وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ جواب القسم مِنْ خَلاقٍ حسن، وكذا يُعَلِّمُونَ الأول وَاتَّقَوْا ليس بوقف، لأن جواب لو بعد ويَعْلَمُونَ الثاني تامّ، لأنه آخر القصة راعِنا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وجائز لمن قرأ راعِنا بالتنوين، وتفسيرها لا تقولوا حقّا مأخوذ من الرعونة، والوقف عليها في هذه القراءة سائغ وَاسْمَعُوا حسن أَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف مَنْ يَشاءُ أكفى الْعَظِيمِ تامّ أَوْ نُنْسِها ليس بوقف لأن قوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها جواب الشرط كأنه قال: أيّ آية ننسخها أو ننسأها نأت بخير منها أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو حاتم السجستاني تامّ، وغلطه ابن الأنباري وقال لأن قوله: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تثبيت وتسديد لقدرة الله تعالى على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة وبما هو أسهل فرائض منها قَدِيرٌ تامّ للاستفهام بعده وَالْأَرْضِ كاف للابتداء بعده
بالنفي وَلا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثاني تامّ، لأنه آخر القصة وَاسْمَعُوا كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تام، وأبو عمرو عكس ذلك مِنْ رَبِّكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ قَدِيرٌ تامّ وَالْأَرْضِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف وَلا نَصِيرٍ صالح مِنْ قَبْلُ تامّ سَواءَ السَّبِيلِ تامّ. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف كُفَّاراً كاف، وقيل تام، نقل الأصل الأول عن أبي حاتم. ثم قال: وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله، وإنما يكون
نَصِيرٍ تامّ للابتداء بالاستفهام بعده مِنْ قَبْلُ تامّ للابتداء بالشرط السَّبِيلِ تامّ كُفَّاراً كاف إن نصب حسدا بمضمر غير الظاهر، لأن حسدا مصدر فعل محذوف: أي يحسدونكم حسدا، وهو مفعول له: أي يردّونكم من بعد إيمانكم كفارا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب حسدا بالعامل قبله سواء نصب حسدا على أنه مصدر أو أنه مفعول له، إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف الْحَقُّ حسن بِأَمْرِهِ أحسن منه قَدِيرٌ تامّ الزَّكاةَ حسن عِنْدَ اللَّهِ أحسن منه بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى حسن أَمانِيُّهُمْ أحسن منه صادِقِينَ تامّ بَلى ليس بوقف، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق. والمعنى أن اليهود قالوا: لن يدخل الجنة أحد إلا من كان يهوديا، والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا، فقيل لهم بلى يدخلها من أسلم وجهه، فقوله بلى ردّ للنفي في قولهم لن يدخل الجنة أحد، وتقدم ما يغني عن إعادته عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وقرئ شاذا وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على حاله بلا تنوين: أي ولا خوف شيء عليهم يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين جائز، والأول أجود لأن الواو في قوله: وهم يتلون الكتاب للحال يَتْلُونَ الْكِتابَ حسن على أن الكاف في كذلك متعلقة بقول أهل الكتاب: أي قال الذين لا يعلمون، وهم مشركو العرب مثل قول اليهود والنصارى، فهم في الجهل سواء، ومن وقف على كذلك ذهب إلى أن الكاف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كافيا إن نصب بمضمر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردّونكم ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ كاف وكذا بأمره قَدِيرٌ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف عِنْدَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى كاف تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ صادِقِينَ كاف وقيل حسن بَلى تقدّم عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وكذا لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين مفهوم يَتْلُونَ الْكِتابَ كاف كَذلِكَ ليس بوقف
راجعة إلى تلاوة اليهود وجعل وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ راجعا إلى النصارى:
أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر، فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب، فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام لا حجة لمن ليس له كتاب وهم مشركو العرب فاستووا في الجهل مِثْلَ قَوْلِهِمْ حسن، لأن فالله مبتدأ مع فاء التعقيب، قاله السجاوندي يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها حسن خائِفِينَ كاف، لأن ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وصل لصارت الجملة صلة لهم لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ تامّ وَالْمَغْرِبُ حسن تُوَلُّوا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط، لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله:
أين تصرف بنا العداة تجدنا
…
وهي ظرف مكان والناصب لها
ما بعدها وَجْهُ اللَّهِ كاف عَلِيمٌ تامّ على قراءة ابن عامر قالوا: بلا واو أو بها وجعلت استئنافا، وإلا فالوقف على ذلك حسن، لأنه من عطف الجمل سُبْحانَهُ صالح: أي تنزيها له عما نسبه إليه المشركون فلذلك صلح الوقف على سبحانه وَالْأَرْضِ كاف لأن ما بعده مبتدأ وخبر قانِتُونَ تام وَالْأَرْضِ جائز لأن إذا، إذا أجيب بالفاء كانت شرطية كُنْ جائز إن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومن وقف عليه جعله راجعا إلى تلاوة اليهود وجعل وهم يتلون الكتاب راجعا إلى النصارى أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود مِثْلَ قَوْلِهِمْ صالح يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها صالح. وقال أبو عمرو كاف خائِفِينَ كاف عَذابٌ عَظِيمٌ تامّ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كاف واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ إن قرئ قالوا بلا واو أو بالواو وجعلت استئنافا وإلا فالوقف على ذلك كاف، وأطلق أبو عمرو أن الوقف عليه كاف سُبْحانَهُ مفهوم وَالْأَرْضِ كاف قانِتُونَ تام السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو وليس بوقف لمن نصب يكون على جواب الأمر أو عطفا على يقول فعلى هذين الوجهين لا يوقف على كُنْ لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابا له فَيَكُونُ تامّ على القراءتين أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ حسن، ومثله: مثل قولهم تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ كاف يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن على قراءة ولا تسأل بفتح التاء والجزم، وهي قراءة نافع، وهي تحتمل وجهين. أحدهما: أن يكون أمره الله بترك السؤال، والثاني أن يكون المعنى على تفخيم ما أعدّ لهم من العقاب. أو هو من باب تأكيد النهى نحو لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، ومن قرأ بضم التاء والرفع استئنافا له وجهان أيضا: أحدهما أن يكون حالا من قوله إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ فيكون منصوب المحل
معطوفا على بشيرا ونذيرا: أي إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا: وغير مسئول عن أصحاب الجحيم، فعلى هذه القراءة لا يوقف على ونذيرا إلا على تسامح. الثاني أن تكون الواو للاستئناف، ويكون منقطعا عن الأول على معنى ولن تسأل أو ولست تسأل أو ولست تؤاخذ فهو على هذا منقطع عما قبله فيكون الوقف على ونذيرا كافيا الْجَحِيمِ تامّ مِلَّتَهُمْ حسن: ومثله الهدى مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف، لأن نفى الولاية والنصرة متعلق بشرط اتباع أهوائهم فكان في الإطلاق خطر، فلذلك جاء الجواب ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ لأن اللام في وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، فلا يفصل بين الشرط وجوابه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صالح كُنْ جائز، وقال أبو عمرو كاف، هذا إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف وإلا لم يوقف عليه فَيَكُونُ تامّ على القراءتين، ومثل ذلك يأتي في أمثاله الواقعة في القرآن أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كاف: وكذا مثل قولهم، وتشابهت قلوبهم يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن: إن قرئ وَلا تُسْئَلُ بفتح التاء، والجزم أو بضمها والرفع استئنافا، فإن رفع حالا فالوقف على ذلك جائز أَصْحابِ الْجَحِيمِ كاف مِلَّتَهُمْ حسن هُوَ الْهُدى صالح وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف،
بالوقف وكذا يقال فيما يأتي وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن: وقيل تامّ، الذين مبتدأ، وفي خبره قولان: أحدهما أنه يتلونه وتكون جملة أولئك مستأنفة، والثاني أن الخبر هو أولئك يؤمنون به ويكون يتلونه في محل نصب حالا من المفعول في آتيناهم، وعلى كلا القولين هي حال مقدرة، لأن وقت الإيتاء لم يكونوا تالين، ولا كان الكتاب متلوا. وقال أبو البقاء: ولا يجوز أن يكون يتلونه خبرا لئلا يلزم أن كل مؤمن يتلو الكتاب حق تلاوته بأيّ تفسير فسرت التلاوة، وكذا جعله حالا، لأنه ليس كل مؤمن على حالة التلاوة بأي تفسير فسرت التلاوة وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف الْخاسِرُونَ تام الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً جائز يُنْصَرُونَ تامّ، قرأ ابن عامر إبراهام بألف بعد الهاء في جميع ما في هذه السورة ومواضع أخر، وجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعا، وما بقي بالياء فَأَتَمَّهُنَّ وإِماماً، وذُرِّيَّتِي كلها حسان الظَّالِمِينَ كاف وَأَمْناً حسن: على قراءة واتخذوا بكسر الخاء أمرا لأنه يصير مستأنفا، ومن قرأ بفتح الخاء ونسق التلاوة على جعلنا فلا يوقف على وأمنا لأن واتخذوا عطف على وَإِذْ جَعَلْنَا كأنه قال: واذكروا إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا، وإذ اتخذوا مُصَلًّى حسن:
على القراءتين السُّجُودِ تامّ مِنَ الثَّمَراتِ ليس وقفا، لأن من آمن بدل بعض من كل من أهله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن. وقيل
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وذلك يجعل أولئك يؤمنون به خبر الذين آتيناهم الكتاب ومن أجاز الوقف على حق تلاوته جعل يتلونه حق تلاوته خبر الذين آتيناهم الكتاب الْخاسِرُونَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً حسن وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ فَأَتَمَّهُنَّ صالح وكذا إماما، ومن ذرّيتي الظَّالِمِينَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَأَمْناً حسن على قراءة واتخذوا بكسر الخاء على الأمر، وجائز على قراءته بفتحها على الخبر مُصَلًّى حسن على القراءتين، وقال أبو عمرو كاف وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
تامّ لأن ما بعده من قول الله لما روى عن مجاهد في هذه الآية. قال استرزق إبراهيم لمن آمن بالله واليوم الآخر قال تعالى ومن كفر فأرزقه عَذابِ النَّارِ جائز الْمَصِيرُ تامّ وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم:
أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول إسماعيل وحده وقف على البيت ويكون قوله وإسماعيل مبتدأ وما بعده الخبر، وقد أنكر أهل التأويل هذا الوجه ولم يذكر أحد منهم فساده. والذي يظهر والله أعلم أنه من جهة أن جمهور أهل العلم أجمعوا على أن إبراهيم وإسماعيل كلاهما رفعا القواعد من البيت، فمن قال إنه من مقول إسماعيل وحده، وإن إسماعيل كان هو الداعي وإبراهيم هو الباني وجعل الواو للاستئناف قد أخرجه من مشاركته في رفع القواعد، والصحيح أن الضمير لإبراهيم وإسماعيل تَقَبَّلْ مِنَّا حسن الْعَلِيمُ تامّ مُسْلِمَةً لَكَ حسن مَناسِكَنا صالح: ومثله علينا الرَّحِيمُ تامّ مِنْهُمْ ليس بوقف لأن يتلو صفة للرسول كأنه قال رسولا منهم تاليا وَيُزَكِّيهِمْ حسن الْحَكِيمُ تامّ نَفْسَهُ كاف لفصله بين الاستفهام والإخبار فِي الدُّنْيا حسن: وليس منصوصا عليه الصَّالِحِينَ أحسن منه. وقيل كاف على أن العامل في إذ قال أسلمت: أي حين أمره بالإسلام.
قال أسلمت أو يجعل ما بعده بمعنى اذكر إذ قال له ربه أسلم. وليس بوقف إن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تام إِلى عَذابِ النَّارِ جائز وَبِئْسَ الْمَصِيرُ كاف وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول له وحده وقف على البيت تَقَبَّلْ مِنَّا مفهوم: وقال أبو عمرو كاف السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تامّ، وقال أبو عمرو أكفى مما قبله، وقال ابن الأنباري مُسْلِمَيْنِ لَكَ حسن أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ كاف مَناسِكَنا صالح وَتُبْ عَلَيْنا مفهوم، وقال أبو عمرو كاف الرَّحِيمُ تامّ وَيُزَكِّيهِمْ صالح، وقال أبو عمرو كاف الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ تامّ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ كاف: وكذا في الدنيا لَمِنَ الصَّالِحِينَ مفهوم أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ جائز وَيَعْقُوبُ
جعل منصوب المحل من قوله قبله: ولقد اصطفيناه في الدنيا كأنه قال ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم، فإذ منصوب المحل لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: إذ قال
له ربه أسلم متى قيل له ذلك أبعد النبوّة أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس. فقال إني بريء مما تشركون وكان القول له إلهاما من الله تعالى فأسلم لما وضحت له الآيات وأتته النبوة وهو مسلم. وقال قوم معنى قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ أي استقم على الإسلام وثبت نفسك عليه وكان القول له بوحي وكان ذلك بعد النبوّة والله أعلم بالصواب. قاله النكزاوي أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ حسن: إن رفع ويعقوب على الابتداء: أي ويعقوب وصى بنيه فالقول والوصية منه وليس بوقف إن عطف على إبراهيم: أي ووصى يعقوب بنيه، لأن فيه فصلا بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على بنيه على قراءة يعقوب بالنصب عطفا على بنيه: أي ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحاق بجعل الوصية من إبراهيم والقول من يعقوب وَيَعْقُوبُ أحسن منه للابتداء بعده بياء النداء يا بَنِيَّ ليس بوقف لآن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين لإجراء الوصية مجرى القول وأن الله هو القول المحكى، فلذا لم يجز الوقف على ما قبله لفصله بين القول والمقول مُسْلِمُونَ تامّ، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري: أي لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. وقيل لا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي محسنون الظن بالله تعالى الْمَوْتُ ليس بوقف لأنّ إذ بدل من إذ الأولى ومن قطعها
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أجوز منه وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف، وكذا مِنْ بَعْدِي وإله آبائك: صالح، إن نصب ما بعده بفعل أي يعنون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وليس بوقف إن جر ذلك بالبدلية من آبائك، وهو ما عليه الأكثر إِلهاً واحِداً كاف: إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا مُسْلِمُونَ حسن: على الوجهين قَدْ
عنها وقف على الموت إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ليس بوقف أيضا لفصله بين القول والمقول مِنْ بَعْدِي حسن، ومثله آبائِكَ إن نصب ما بعده بفعل مقدّر وليس بوقف إن جرّت الثلاثة بدل تفصيل من آبائك وَإِسْحاقَ ليس بوقف، لأن إلها منصوب على الحال ومعناه نعبد إلها في حال وحدانيته فلا يفصل بين المنصوب وناصبه، وكذا لا يوقف على إسحاق إن نصب إلها على أنه بدل من إلهك بدل نكرة موصوفة من معرفة كقوله: بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ، والبصريون لا يشترطون الوصف مستدلين بقوله:[الوافر]
فلا وأبيك خير منك إنّي
…
ليؤذيني التّحمحم والصّهيل
فخير بدل من أبيك وهو نكرة غير موصوفة واحِداً حسن: وقيل كاف إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا أي نعبده في حال الإسلام مُسْلِمُونَ تامّ قَدْ خَلَتْ حسن هنا وفيما يأتي لاستئناف ما بعده، ومثله كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي. وكذا كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي على استئناف ما بعده، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ أَوْ نَصارى ليس بوقف لأن تهتدوا مجزوم على جواب الأمر، والأصل فيه تهتدون، فحذفت النون للجازم عطفا على جواب الأمر
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خَلَتْ هنا وفيما يأتي صالح لَها ما كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي: مفهوم وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي صالح. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ تَهْتَدُوا حسن. وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم من المشركين، وكاف إن جعل ذلك استئنافا، وأطلق أبو عمرو أنه كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ، وكذا: ونحن له مسلمون فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن. وقال أبو عمرو كاف فِي شِقاقٍ صالح، وكذا قوله:
فسيكفيكهم الله الْعَلِيمُ تامّ صِبْغَةَ اللَّهِ صالح وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً صالح. وقال أبو عمرو كاف لَهُ عابِدُونَ تامّ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ صالح وَلَكُمْ
تَهْتَدُوا حسن: وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح: إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على حنيفا إلا على تجوّز لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله، وكاف: إن جعل ذلك استئنافا وانتصب ملة على أنه خبر كان أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملة: أو نصب على الإغراء أي الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجرّ انتصب مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ رَبِّهِمْ جائز: ومثله منهم مُسْلِمُونَ تامّ فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن: ومثله فِي شِقاقٍ للابتداء بالوعد مع الفاء فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ صالح: لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال الْعَلِيمُ تامّ: إن نصب ما بعده على الإغراء أي الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلا من ملة صِبْغَةَ اللَّهِ حسن صِبْغَةَ أحسن منه: لاستئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عابِدُونَ تامّ وَرَبُّكُمْ حسن: ومثله أعمالكم مُخْلِصُونَ كاف: إن قرئ أم يقولون بالغيبة. وجائز على قراءته بالخطاب، ولا وقف من قوله: أم يقولون إلى قوله: أو نصارى، فلا يوقف على أم يقولون، ولا على الأسباط لأن كانوا خبر إن، فلا يوقف على اسمها دون خبرها أَوْ نَصارى كاف: على القراءتين. وقال الأخفش تامّ: على قراءة من قرأ أم تقولون بالخطاب لأن من قرأ به جعله استفهاما متصلا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهاما منقطعا عن الأول فساغ أن يكون جوابه ما بعده أَمِ اللَّهُ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَعْمالُكُمْ صالح مُخْلِصُونَ كاف: على قراءة أم يقولون بالغيبة، وصالح على قراءته بالخطاب لأن المعنى حينئذ: اتحاجوننا في الله، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم أَوْ نَصارى كاف أَمِ اللَّهُ تامّ مِنَ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا كانُوا يَعْمَلُونَ كانُوا عَلَيْها كاف وَالْمَغْرِبُ
تامّ مِنَ اللَّهِ حسن تَعْمَلُونَ تامّ عَلَيْها كاف: للابتداء بالأمر وَالْمَغْرِبُ جائز: وليس منصوصا عليه مُسْتَقِيمٍ تامّ شَهِيداً، وعَقِبَيْهِ، وهَدَى اللَّهُ كلها حسان إِيمانَكُمْ كاف: للابتداء بإن رَحِيمٌ تام فِي السَّماءِ صالح: لأن الجملتين وإن اتفقا فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم والقسم مصدر. قاله السجاوندي تَرْضاها جائز: لأن الفاء لتعجيل الموعد الْحَرامِ حسن شَطْرَهُ أحسن منه مِنْ رَبِّهِمْ كاف يَعْمَلُونَ تامّ بِكُلِّ آيَةٍ ليس بوقف لأن قوله: ما تبعوا قبلتك جواب الشرط قِبْلَتَكَ جائز قِبْلَتَهُمْ حسن بَعْضٍ أحسن منه مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف لأن إنك جواب القسم، لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف الظَّالِمِينَ تامّ أَبْناءَهُمْ حسن وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: على أن الحق مبتدأ وخبره من ربك أو مبتدأ والخبر محذوف أي الحق من ربك يعرفونه أو الحق خبر مبتدإ محذوف أي هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدّر أي جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تامّا وليس بوقف إن نصب الحق بدلا من الحق أي ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على يعلمون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز الْمُمْتَرِينَ تامّ الْخَيْراتِ حسن، ومثله جميعا قَدِيرٌ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صالح مُسْتَقِيمٍ تامّ، وكذا: عليكم شهيدا عَلى عَقِبَيْهِ كاف هَدَى اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ إِيمانَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ فِي السَّماءِ حسن قِبْلَةً تَرْضاها مفهوم، وكذا الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ حسن وقال أبو عمرو كاف مِنْ رَبِّهِمْ كاف، وكذا عَمَّا يَعْمَلُونَ، ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ مفهوم بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ حسن بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو كاف لَمِنَ الظَّالِمِينَ تامّ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ كاف وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: الحق من ربك، والممترين الْخَيْراتِ حسن، وكذا جميعا. وقال أبو عمرو فيهما كاف قَدِيرٌ تامّ وقال أبو عمرو: كاف الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كاف، وكذا: للحق من ربك
تامّ الْحَرامِ كاف: ومثله من ربك عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ: سواء قرئ بتاء الخطاب أو بياء الغيبة الْحَرامِ الأخير حسن شَطْرَهُ ليس بوقف للام العلة بعده ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلا، وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعا لأنه في قوة لكن فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله.
واخشوني بإثبات الياء وقفا ووصلا، ومثله في إثبات الياء: فاتبعوني يحببكم الله، في آل عمران وفي الأنعام: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي، وفي الأعراف: فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وفي هود: فَكِيدُونِي، وفي يوسف: أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وفيها: ما نَبْغِي، وفي الحجر: أَبَشَّرْتُمُونِي، وفي الكهف: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي، وفي مريم: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ، وفي طه: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، وفي القصص: أَنْ يَهْدِيَنِي، وفي يس: وَأَنِ اعْبُدُونِي، وفي المنافقين: لَوْلا أَخَّرْتَنِي هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان، وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال، لا في الوصل ولا في الوقف، وقطعوا حيث عن ما في وحيث ما كنتم في الموضعين وَاخْشَوْنِي جائز، وتبتدئ: ولأتمّ نعمتي، وكذا كل لام قبلها واو ولم يكن معطوفا على لام كي قبلها، فإن عطف على لام قبلها كقوله تعالى:
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ فإنه معطوف على لتبتغوا فضلا، لأن لام العلة في التعلق كلام كي، فلا يوقف على فضلا من ربكم، ولا على مبصرة لشدة التعلق كما سيأتي تَهْتَدُونَ تام إن علق كما بقوله: فَاذْكُرُونِي،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ صالح وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ تامّ: إن علق ما بعده بقوله بعد فاذكروني، وليس بوقف إن علق ذلك بقوله قبل ولأتمّ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ كاف وَلا تَكْفُرُونِ تامّ وَالصَّلاةِ كاف: وكذا مَعَ الصَّابِرِينَ، وأَمْواتٌ، ولا تَشْعُرُونَ وَالثَّمَراتِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف: هذا إن جعل الذين مبتدأ خبره أولئك إلخ، وليس
وليس بوقف إن علق بقوله قبل: ولأتمّ: أي فاذكروني كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ فإن جزاء هذه النعمة هو ذكرى والشكر لي، وعلى هذا لا يوقف على تعلمون لتعلق الكاف بما بعدها من قوله فاذكروني، ولا يوقف على تهتدون إن علقت الكاف بما قبلها من ولأتمّ، والمعنى على هذا أن الله أمرهم بالخشية ليتمّ نعمته عليهم في أمر القبلة كما أنعم عليهم بإرسال الرسول، وعلى هذا التأويل يوقف على تعلمون أَذْكُرْكُمْ كاف على أن الكاف من قوله كما متعلقة بما قبلها وَلا تَكْفُرُونِ تام للابتداء بالنداء وَالصَّلاةِ جائز عند بعضهم، وبعضهم لم يقف عليه، وجعل قوله: إِنَّ اللَّهَ جواب الأمر، ومثله يقال في وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وفي النهي ولا تعتدوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ كاف، ومثله: أموات، وكذا: لا تشعرون، والثمرات الصَّابِرِينَ تامّ: إن رفع الذين مبتدأ، وخبره أولئك، أو رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للصابرين أو بدلا منهم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه بالوقف مُصِيبَةٌ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا راجِعُونَ تام: ما لم يجعل أولئك خبرا لقوله: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف وَرَحْمَةٌ جائز الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف، ومن وقف على جُناحَ وابتدأ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ليدلّ على أن السعي بين الصفا والمروة واجب فعليه إغراء: أي عليه الطواف، وإغراء الغائب ضعيف، والفصيح إغراء
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بوقف إن جعل ذلك نعتا للصابرين. وأولئك مبتدأ خبره ما بعده بل الوقف على راجعون وهو وقف تامّ وَرَحْمَةٌ صالح الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن وقال أبو عمرو كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تامّ وكذا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ولا بأس بالوقف على: أجمعين خالِدِينَ فِيها كاف. وقال أبو عمرو صالح وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ تام: وكذا:
المخاطب. يروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية: أي فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة. وقيل إن الصفا والمروة كانا آدميين فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن. وقيل كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تام فِي الْكِتابِ ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله اللاعنون للاستثناء بعده أَتُوبُ عَلَيْهِمْ جائز الرَّحِيمُ تامّ وَهُمْ كُفَّارٌ ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد أَجْمَعِينَ ليس بوقف ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز، لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة أو استئناف إخبار الرَّحِيمُ تامّ: ولا وقف من قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ إلى يَعْقِلُونَ فلا يوقف على الأرض، ولا على النهار، ولا على الناس ولا بعد موتها، ولا بين السماء والأرض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد يَعْقِلُونَ تام. فإن قيل: لم ذكر في هذه الآية أدلة ثمانية وختمها بيعقلون، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة وختمها بأولي الألباب فلم لا عكس؟ لأن ذا اللب أحضّ وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا كَحُبِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لقوم يعقلون كَحُبِّ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ حسن:
وقال أبو عمرو تامّ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ مفهوم لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من: أن القوّة لله وإنّ الله شديد العذاب، وإلا فليس بوقف، بل الوقف على شديد العذاب، وهو وقف صالح بِهِمُ الْأَسْبابُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَّا صالح حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف مِنَ النَّارِ تامّ طَيِّباً صالح، وكذا:
اللَّهِ حسن، ومثله حُبًّا لِلَّهِ وقال أبو عمرو فيهما تام الْعَذابَ حسن لمن قرأ: ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من أن القوّة لله وأن الله شديد العذاب، وهو نافع ومن وافقه من أهل المدينة، وحذف جواب لو تقديره لرأيت كذا وكذا والفاعل السامع مضمرا كقول الشاعر:[الطويل]
فلو أنّها نفس تموت سوية
…
ولكنّها نفس تساقط أنفسا
أراد لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت، ومن فتح أن فالوصل أولى لأن التقدير ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوّة لله فأن من صلة الجواب إلا أنه حذف الجواب لأن في الكلام ما يدل عليه أو هي منصوبة بيرى: أي ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوّة لله جميعا لرأيتهم يقولون إن القوّة لله جميعا، فعلى هذين لا يوقف على العذاب شَدِيدُ الْعَذابِ حسن من حيث كونه رأس آية وليس وقفا، لأن إذ بدل من إذ قبله الْأَسْبابُ كاف مِنَّا حسن، قاله الكلبي، لأن العامل في كَذلِكَ يُرِيهِمُ فكأنه قال: يريهم الله أعمالهم السيئة كتبري بعضهم من بعض، والمعنى تمني الاتباع لو رجعوا إلى الدنيا حتى يطيعوا ويتبرءوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولا حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا مِنَ النَّارِ تامّ للابتداء بالنداء طَيِّباً حسن الشَّيْطانِ أحسن منه مُبِينٌ تامّ وَالْفَحْشاءِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله تَعْلَمُونَ كاف آباءَنا كذلك للابتداء بالاستفهام يَهْتَدُونَ تام وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام للابتداء بالنداء ما رَزَقْناكُمْ جائز وليس منصوبا عليه تَعْبُدُونَ تامّ لِغَيْرِ اللَّهِ جائز
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: آباءنا وَلا يَهْتَدُونَ تامّ وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام ما رَزَقْناكُمْ جائز تَعْبُدُونَ
فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف رَحِيمٌ تامّ ثَمَناً قَلِيلًا ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد النَّارَ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال لا يوقف عليه ولا على النار قبله أَلِيمٌ تامّ، ومثله: بالمغفرة، وكذا: عَلَى النَّارِ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ، ولا وقف من قوله: لَيْسَ الْبِرَّ إلى وَآتَى الزَّكاةَ لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على وَالْمَغْرِبِ لاستدراك ما بعده، ولا يوقف على مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، لأن الإيمان بالله منفردا من غير تصديق بالرسل وبالكتب وبالملائكة لا ينفع، ولا على وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا على وَالنَّبِيِّينَ لأن ما بعده معطوف على ما قبله. وأجاز بعضهم الوقف عليه لطول الكلام، ولا يوقف على وَابْنَ السَّبِيلِ لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَآتَى الزَّكاةَ تامّ وَالْمُوفُونَ مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي وهم الموفون، والعامل في إذا الموفون: أي لا يتأخر إيفاؤهم بالعهد عن وقت إيقاعه، فإنّه أبو حيان، وليس بوقف إن عطف على الضمير المستتر في من آمن كأنه قال: ولكن ذوي البرّ من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى إِذا عاهَدُوا حسن وَالصَّابِرِينَ منصوب على المدح كقول الشاعر:[مخلع البسيط]
لا يبعدنّ قومي الذين هم
…
سمّ العداة وآفة الجزر
النازلين بكلّ معترك
…
والطيبون معاقد الأزر
وقد ينصبون ويرفعون على المدح وَحِينَ الْبَأْسِ كاف غير تامّ. وقال أبو حاتم السجستاني تام. قال السخاوي: وما قاله خطأ، لأن قوله: أُولئِكَ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ مفهوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف غَفُورٌ رَحِيمٌ تام إِلَّا النَّارَ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ عَلَى النَّارِ تامّ الْكِتابَ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ وَحِينَ الْبَأْسِ كاف. وقيل تامّ صَدَقُوا
مفهوم الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى
الَّذِينَ صَدَقُوا خبر وحديث عنهم، فلا يتم الوقف قبله الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدّر، والتقدير أن يقاص الحرّ بالحرّ، ومثله الأنثى بالأنثى بِإِحْسانٍ جائز وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ كاف، كذا قيل، وليس بشيء، لأن الابتداء بالنداء المجرّد لا يفيد إلا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي فتقول يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ*، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ* ومن قال يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب قوله فاسد، لأن الأوامر والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها، فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته. رسموا أولى بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجرّ فرقا بينهما وبين إلى التي هي حرف جرّ: كما فرّق بين أولئك التي هي اسم إشارة وبين إليك جارا ومجرورا، أولي منادى مضاف وعلامة نصبه الياء تَتَّقُونَ تامّ، حذف مفعوله تقديره القتل بالخوف من القصاص إِنْ تَرَكَ خَيْراً حسن، كذا قيل، وليس بشيء، لأن قوله الوصية مرفوعة بكتب الذي هو فعل ما لم يسم فاعله، وأقيمت الوصية مقام الفاعل فارتفعت به، والمعنى فرض عليكم الوصية: أي فرض عليكم أن توصوا وأنتم قادرون على الوصية، أو مرفوعة باللام في لِلْوالِدَيْنِ بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله، ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنها مرفوعة بالابتداء، وما بعدها، وهو قوله:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن بِالْأُنْثى كاف بِإِحْسانٍ صالح وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ حسن تَتَّقُونَ تامّ إِنْ تَرَكَ خَيْراً قيل حسن، وردّ بأن قوله الوصية مرفوع إما بكتب أو باللام في للوالدين بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنه مرفوع بالابتداء، وما بعده خبره، أو خبره محذوف أي الإيصاء كتب عليكم، فعليه يحسن
لِلْوالِدَيْنِ خبرها، ومفعول كتب محذوف: أي كتب عليكم أن توصوا، ثم بين لمن الوصية، أو خبره محذوف: أي الإيصاء كتب: أي فرض عليكم الوصية للوالدين والأقربين، فعلى هذا يحسن الوقف على خيرا بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر كأنه قال: أحقّ ذلك اليوم عليكم حقا، أو وجب وجوبا، أو كتب عليكم الوصية حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ كاف ويُبَدِّلُونَهُ وسَمِيعٌ عَلِيمٌ، وفَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كلها حسان رَحِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء تَتَّقُونَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب، لأن أياما منصوب على الظرف أي كتب عليكم الصيام في أيام معدودات، فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل. وقيل منصوب على أنه مفعول ثان لكتب: أي كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات، والوقف على مَعْدُوداتٍ ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وطَعامُ مِسْكِينٍ كلها حسان فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ أحسن مما قبله تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر بالابتداء وخبره الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي المفترض عليكم، أو هي أو الأيام شهر رمضان، ومثل ذلك من نصبه على الإغراء، أو حسن إن نصب بفعل مقدر: أي صوموا شهر رمضان وليس بوقف إن جعل بدلا من أياما معدودات كأنه قال أياما معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد أو بدلا من الصيام على أن تجعله اسم ما لم يسم فاعله أي كتب عليكم شهر رمضان وَالْفُرْقانِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الوقف على خَيْراً بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر، وليسب بوقف إن نصب ذلك بكتب عَلَى الْمُتَّقِينَ حسن يُبَدِّلُونَهُ كاف، وكذا: سميع عليم، وفلا إثم عليه رَحِيمٌ تامّ تَتَّقُونَ جائز. لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب عليكم الصيام مَعْدُوداتٍ حسن مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ هنا وفيما يأتي حسن وقال أبو عمرو كاف طَعامُ مِسْكِينٍ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ كاف تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر رمضان بالابتداء، وجعل ما بعده خبرا، وكاف إن رفع
كاف: وقيل تامّ للابتداء بالشرط فَلْيَصُمْهُ، ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، والْعُسْرَ كلها حسان. وقال أحمد بن موسى وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ كاف على أن اللام في قوله: ولتكملوا العدة متعلقة بمحذوف تقديره وفعل هذا لتكملوا العدة وهو مذهب الفراء. وقال غيره اللام متعلقة بيريد مضمرة والتقدير ويريد لتكملوا العدة قاله النكزاوي تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ حسن: ومثله إِذا دَعانِ والياءان من الداع ودعان من الزوائد لأن الصحابة لم تثبت لها صورة في المصحف العثماني، فمن القرّاء من أسقطها تبعا للرسم وقفا ووصلا، ومنهم من يثبتها في الحالين، ومنهم من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا:
مطلب: عدد ياءات الزوائد
وجملة هذه الزوائد اثنان وستون ياء فأثبت أبو عمرو وقالون هاتين الياءين وصلا وحذفاها وقفا كما سيأتي مبينا في محله يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ حسن: وقيل كاف. لأن هن مبتدأ، والوقف على لَهُنَّ، وعَنْكُمْ، ولَكُمْ كلها حسان، وقيل الأخير أحسن منهما لعطف الجملتين المتفقتين مع اتفاق المعنى مِنَ الْفَجْرِ جائز إِلَى اللَّيْلِ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ذلك بأنه خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن رفع ذلك بأنه بدل من الصيام وَالْفُرْقانِ كاف. وقيل تامّ فَلْيَصُمْهُ كاف تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ صالح، وكذا إِذا دَعانِ يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ كاف، وكذا: لباس لكم لِباسٌ لَهُنَّ تامّ وَعَفا عَنْكُمْ صالح، وكذا: ما كتب الله لكم إِلَى اللَّيْلِ كاف، وكذا في المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن. وقال أبو عمرو كاف يَتَّقُونَ حسن.
وقال أبو عمرو: تام تَعْلَمُونَ تامّ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ صالح، أو مفهوم، وكذا نظائره: ك يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ، ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف، وكذا.
حسن: وكذا المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن: وقال أبو عمرو: كاف يَتَّقُونَ تامّ إِلَى الْحُكَّامِ وبالإثم، ليسا بوقف للام العلة في الأول ولواو الحال في الثاني تَعْلَمُونَ تامّ عَنِ الْأَهِلَّةِ جائز: وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف مِنْ ظُهُورِها ليس بوقف لتعلق ما بعده به عطفا واستدراكا مَنِ اتَّقى كاف:
ومثله من أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح: لأن قوله: إن الله جواب للنهي قبله، فله به بعض تعلق الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ حسن: ومثله من القتل حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف: للابتداء بالشرط مع الفاء فَاقْتُلُوهُمْ جائز لأن قوله: كذلك جزاء الكافرين منقطع في اللفظ متصل المعنى الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ اكفى منه فِتْنَةٌ ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله الدِّينُ لِلَّهِ حسن الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف عَلَيْكُمْ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن الْمُتَّقِينَ تامّ إِلَى التَّهْلُكَةِ حسن وَأَحْسِنُوا جائز: لأن إن جواب الأمر، فهو منقطع لفظا متصل معنى الْمُحْسِنِينَ كاف وَأَتِمُّوا الْحَجَّ حسن: لمن رفع والعمرة على الاستئناف، فلا تكون العمرة واجبة، وبها قرأ الشعبي وعامر وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بإتمام الحج إلى انتهاء مناسكه. ثم استأنف الإخبار بأن العمرة لله ليدل على كثرة ثوابها، وللترغيب
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من اتقى، ومن أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ كاف مِنَ الْقَتْلِ حسن حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف فَاقْتُلُوهُمْ صالح الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ حسن الدِّينُ لِلَّهِ صالح الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف، وكذا: بمثل ما اعتدى عليكم الْمُتَّقِينَ تامّ وَأَحْسِنُوا صالح الْمُحْسِنِينَ حسن وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ كاف، ومن قرأ العمرة بالرفع فله الوقف على: وأتموا الحج مِنَ الْهَدْيِ حسن الْهَدْيُ مَحِلَّهُ كاف أَوْ
في فعلها، وليس بوقف لمن نصبها عطفا على الحج فتكون داخلة في الوجوب، وبهذه القراءة قرأ العامة لِلَّهِ كاف ومثله مِنَ الْهَدْيِ، ومَحِلَّهُ، وأَوْ نُسُكٍ، ومِنَ الْهَدْيِ وإذا للشرط مع الفاء، وجوابها محذوف:
أي فإذا أمنتم من خوف العدوّ أو المرض فامضوا إِلَى الْحَجِّ ليس بوقف لأن قوله: فما استيسر جواب الشرط، وموضع ما رفع، فكأنه قال فعليه ما استيسر من الهدى فحذف الخبر لأن الكلام يدل عليه، وقيل موضعها نصب بفعل مضمر كأنه قال فيذبح ما استيسر من الهدى إِذا رَجَعْتُمْ حسن كامِلَةٌ أحسن منه.
فائدة:
من الإجمال بعد التفصيل قوله: فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ، أعيد ذكر العشرة لدفع توهم أن الواو في وسبعة بمعنى أو فتكون الثلاثة داخلة فيها وأتى بكاملة لنفي احتمال نقص في صفاتها وهي أحسن من تامة، فإن التمام من العدد قد علم. قاله الكرماني الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حسن.
مطلب ما ينفع القارئ:
فائدة تنفع القارئ: حذفت النون في حاضري في حالتي النصب والجرّ للإضافة مع إثبات الياء خطا ساقطة في اللفظ وصلا، ومثله غير محلي الصيد في المائدة، والمقيمي الصلاة في الحج، وفي التوبة غير معجزي الله في الموضعين، وفي مريم إلا آتي الرحمن عبدا، وفي القصص: وما كنا مهلكي القرى، فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطا ولفظا في الوقف. وساقطة وصلا لالتقاء الساكنين،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نُسُكٍ صالح مِنَ الْهَدْيِ كاف كامِلَةٌ حسن، وكذا: المسجد الحرام الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف فِي الْحَجِّ تام. وقال أبو عمرو كاف، ولا وقف على شيء مما قبله في الآية، سواء رفع أم نصب، فإن رفع الرفث والفسوق ونصب
وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه، لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلا لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل، نحو المقيمي الصلاة، ونحو الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفنّ يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة الوقف، ويظنّ أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعا، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف، يبني الوقف على فُسُوقَ ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع رفث وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح جدال، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير فوقفه على فسوق تامّ، ولا يوقف على شيء قبله. ثم يبتدئ، ولا جدال في الحج، وليس فسوق بوقف لمن نصب الثلاثة وهي قراءة الباقين، واختلف في رفع رفث وفسوق، فقيل بالابتداء والخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ في الحج، أو رفعهما على أن لا بمعنى ليس والخبر محذوف أيضا، ففي الحج عن الأوّل خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ وعليهما الوقف على فسوق كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ كاف: وقيل تامّ على جميع القراءات أي لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة مِنْ خَيْرٍ ليس بوقف لأن يعلمه الله جواب الشرط يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام: ووقف بعضهم على وتزودوا فارقا بين الزادين، لأن أحدهما زاد
الدنيا، والآخر زاد الآخرة التَّقْوى كاف، وعند قوم وَاتَّقُونِ ثم يبتدئ يا أولي الألباب وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي والْأَلْبابِ تام لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ليس بوقف مِنْ رَبِّكُمْ حسن:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجدال وقف على الفسوق، وهو وقف كاف يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام التَّقْوى كاف يا أُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف، وكذا الْمَشْعَرِ الْحَرامِ كَما هَداكُمْ
ومثله الحرام كَما هَداكُمْ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال. وقال الفرّاء:
إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا: أي وما كنتم من قبله إلا من الضالين، والهاء في قبله راجعة إلى الهدى أو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند قوم كما هداكم لأن الواو تصلح حالا واستئنافا، وأن بمعنى قد، قاله السجاوندي وعلى هذا يجوز الوقف عليه، والصحيح أنها مخففة من الثقيلة الضَّالِّينَ كاف، وثم للترتيب الأخبار أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ، ومثله ذكرا مِنْ خَلاقٍ كاف، وكذا: عذاب النار، ومثله كسبوا الْحِسابِ تامّ باتفاق مَعْدُوداتٍ كاف، لأن الشرط في بيان حكم آخر، والمعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر والأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده، فيوم النحر معلوم للنحر غير معدود للرمي إلا للعقبة، واليومان بعده معدودان معلومان، والرابع معدود غير معلوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأول جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهذا جار في كل معادل كما تقدم وعَلَيْهِ الثاني ليس بوقف لتعلق ما بعده: أي لمن اتقى الله في حجه وغيره لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ قيل ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال الْخِصامِ كاف، ومثله لِيُفْسِدَ فِيها لمن رفع وَيُهْلِكَ بضم الياء والكاف من أهلك على الاستئناف. أو خبر مبتدإ محذوف: أي وهو
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن والضَّالِّينَ، مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف، وكذا: رَحِيمٌ وأَوْ أَشَدَّ ذِكْراً، ومِنْ خَلاقٍ، وعَذابَ النَّارِ، ومِمَّا كَسَبُوا الْحِسابِ حسن. وقال أبو عمرو تامّ مَعْدُوداتٍ كاف، وكذا: فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأوّل لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ ليس بوقف أَلَدُّ الْخِصامِ كاف، وكذا: والنسل، ومن قرأ وَيُهْلِكَ بالرفع على الاستئناف فله الوقف على لِيُفْسِدَ فِيها لا يُحِبُّ الْفَسادَ حسن أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ جائز فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كاف وَلَبِئْسَ الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف. وقال أبو عمرو تامّ بِالْعِبادِ تامّ كَافَّةً صالح،
يهلك والْحَرْثَ وَالنَّسْلَ مفعولان بهما: أي ليفسد فيها ويهلك، وليس بوقف لمن رفعه عطفا على يشهد، أو نصبه نسقا على ليفسد. وحكى ابن مقسم عن أبي حيوة الشامي أنه قرأ ويهلك بفتح الياء والكاف معا، والحرث والنسل برفعهما كأنه قال: ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل على يده، والوقف إذا على والنسل كقراءة الجماعة، ويهلك بضم الياء وفتح الكاف، ونصب الحرث والنسل عطفا على ليفسد، والرابعة ويهلك بضم الكاف مضارع هلك ورفع ما بعده، وكذا مع فتح اللام، وهي لغة شاذة لفتح عين ماضيه، وليست عينه، ولا لامه حرف حلق وَالنَّسْلَ كاف، ومثله الفساد بِالْإِثْمِ جائز جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تام كَافَّةً جائز: وكافة حال من الضمير في ادخلوا: أي ادخلوا في الإسلام في هذه الحالة الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأنه، ومثله مبين حَكِيمٌ تام: للابتداء بالاستفهام مِنَ الْغَمامِ كاف: لمن رفع الملائكة على إضمار الفعل أي وتأتيهم الْمَلائِكَةُ والوقف على والملائكة حسن: سواء كانت الملائكة مرفوعة أو مجرورة لعطفها على فاعل يأتيهم أي وأتتهم الملائكة، وليس بوقف لمن قرأ بالجر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع عطفا على الغمام كأنه قال في ظلل من الغمام وفي الملائكة، وعليه فلا يوقف على الغمام ولا على الملائكة بل على: وقضي الأمر، وهو حسن الْأُمُورُ تام بَيِّنَةٍ حسن: لانتهاء الاستفهام الْعِقابِ تامّ آمَنُوا حسن، ومثله يوم القيامة بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ واحِدَةً ليس بوقف لفاء العطف بعده مُنْذِرِينَ جائز، لأن مبشرين حالان من النبيين
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ جائز، وإن قال ابن كثير إنه كاف، لأن قوله: والملائكة معطوف على فاعل يأتيهم قبله، ومن قرأ والملائكة بالجر عطفا على الغمام لم يقف على الغمام وَالْمَلائِكَةُ صالح على القراءتين وَقُضِيَ الْأَمْرُ حسن تُرْجَعُ الْأُمُورُ تامّ بَيِّنَةٍ حسن شَدِيدُ الْعِقابِ تامّ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا حسن. وقال أبو عمرو
حال مقارنة لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل حال مقدرة فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن، ومثله بغيا بينهم بِإِذْنِهِ كاف. فإن قلت ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق، لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، واختلفوا في القبلة، فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلها، فهدانا الله للحق فيه.
مطلب: عدد الأنبياء الذين في القرآن:
فائدة:
الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيره عمرو بن لحيّ مُسْتَقِيمٍ تام مِنْ قَبْلِكُمْ حسن للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن ولما يأتكم عطف على أم حسبتم:
أي أحسبتم وأ لم يأتكم. قاله السجاوندي، ولما أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لما ولم أن لما قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ وَمُنْذِرِينَ حسن فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن وقال أبو عمرو كاف، والوقف على كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ليس بجيد، وإن قيل إنه حسن، لأن ما بعده متعلق به بَغْياً بَيْنَهُمْ مفهوم، وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: مستقيم خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ صالح، وإن قيل إنه حسن مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف قَرِيبٌ تامّ ماذا
لضرورة مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف للابتداء بأداة التنبيه قَرِيبٌ تامّ يُنْفِقُونَ حسن وَابْنِ السَّبِيلِ أحسن منه للابتداء بالشرط، وما مفعول: أي أيّ شيء تفعلوا عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن خَيْرٌ لَكُمْ كاف، ومثله شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٍ فِيهِ حسن كَبِيرٌ تامّ: لأن وصدّ مرفوع بالابتداء وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها أكبر عند الله، فلا يوقف على الْمَسْجِدِ الْحَرامِ لأن خبر المبتدإ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وقال الفراء:
وصدّ معطوف على كبير، وردّ لفساد المعنى لأن التقدير عليه قل قتال فيه كبير وقتال فيه كفر. قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين. أحدهما أنه ليس أحد من أهل العلم يقول القتال في الشهر الحرام كفر، وأيضا فإن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر أن يكون وصدّ عن سبيل الله نسقا على قوله: قُلْ قِتالٌ فيكون المعنى قل قتال فيه وصدّ عن سبيل الله وكفر به كبير. وهذا فاسد لأن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله إشارة، قاله النكزاوي مِنَ الْقَتْلِ أحسن منه إِنِ اسْتَطاعُوا كاف وَهُوَ كافِرٌ ليس بوقف لأن ما بعده إلى من اتصف بالأوصاف السابقة وَالْآخِرَةِ صالح لأن ما بعده يجوز أن يكون عطفا على الجزاء، ويجوز أن يكون ابتداء إخبار عطفا على جملة الشرط. قاله أبو حيان. أَصْحابُ النَّارِ جائز: ويجوز في هم أن يكون خبرا ثانيا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يُنْفِقُونَ هنا وفيما يأتي مفهوم على ما من وَابْنِ السَّبِيلِ كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْرٌ لَكُمْ كاف: وكذا شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وهو خبر قوله: وصد عن سبيل الله مع ما عطف عليه أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ حسن أيضا.
وقال أبو عمرو فيهما: كاف إِنِ اسْتَطاعُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف
لأولئك، وأن يكون هم فيها خالدون جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، أو تقول أصحاب خبر وهم فيها خبر آخر، فهما خبران عن شيء واحد وتقدم ما يغني عن إعادته خالِدُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن رَحْمَتَ اللَّهِ بالتاء المجرورة: كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ جائز لِلنَّاسِ حسن مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ حسن لمن قرأ العفو بالرفع والْعَفْوَ كاف تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف لأن ما بعده متعلق به لأنه في موضع نصب بما قبله وهو تتفكرون أو متعلق بقوله يبين الله فعلى هذين الوجهين لا يوقف على تتفكرون، لأن في الوقف عليه فصلا بين العامل والمعمول وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى حسن: عند بعضهم خَيْرٌ أحسن منه فَإِخْوانُكُمْ كاف مِنَ الْمُصْلِحِ حسن. ومثله: لأعنتكم حَكِيمٌ تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف: ولو هنا بمعنى إن: أي وإن أعجبتكم حَتَّى يُؤْمِنُوا حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن:
للفصل بين ذكر الحق والباطل، والوصل أولى، لأن المراد بيان تفاوت الدعوتين مع اتفاق الجملتين بِإِذْنِهِ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ الْمَحِيضِ جائز:
وكذا: فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ، حَتَّى يَطْهُرْنَ بالتخفيف
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَالْآخِرَةِ مفهوم أَصْحابُ النَّارِ جائز فِيها خالِدُونَ تامّ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ مفهوم. وتقدّم بما فيه وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ صالح مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ مفهوم، وتقدّم بما فيه قُلِ الْعَفْوَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به أو يبين الله لكم وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى مفهوم وتقدّم إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ صالح فَإِخْوانُكُمْ كاف: وكذا من المصلح لَأَعْنَتَكُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ صالح وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف حَتَّى يُؤْمِنُوا صالح وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن بِإِذْنِهِ
والتشديد، فمن قرأ بالتخفيف فإن الطهر يكون عنده بانقطاع الدم فيجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلامان، ومن قرأ بالتشديد فإن الطهر يكون عنده بالغسل، فلا يجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلام واحد أَمَرَكُمُ اللَّهُ حسن يُحِبُّ التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تامّ حَرْثٌ لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله نساؤكم متصل بقوله: فأتوا لأنه بيان
له، لأن الفاء كالجزاء:
أي إذا كنّ حرثا فأتوا أَنَّى شِئْتُمْ حسن، ومثله لأنفسكم مُلاقُوهُ كاف الْمُؤْمِنِينَ تامّ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ حسن، إن جعل موضع أن تبرّوا رفعا بالابتداء والخبر محذوف: أي أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أفضل من اعتراضكم باليمين، وليس بوقف إن جعل موضع أن نصبا بمعنى العرضة كأنه قال ولا تعترضوا بأيمانكم لأن تبروا فلما حذف اللام وصل الفعل فنصب، فلا يوقف على لأيمانكم للفصل بين العامل والمعمول، ولو جعل كما قال أبو حيان أن تبرّوا وما بعده بدلا من أيمانكم لكان أولى في عدم الوقف، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ قُلُوبُكُمْ كاف حَلِيمٌ تامّ أَشْهُرٍ حسن رَحِيمٌ كاف عَلِيمٌ تامّ قُرُوءٍ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وإِصْلاحاً، وبِالْمَعْرُوفِ، ودَرَجَةٌ كلها حسان، والأخير أحسن مما قبله حَكِيمٌ تامّ مَرَّتانِ حسن بِإِحْسانٍ أحسن منه حُدُودَ اللَّهِ الأول كاف دون الثاني، لأن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ عَنِ الْمَحِيضِ تقدم ذكره قُلْ هُوَ أَذىً مفهوم حَتَّى يَطْهُرْنَ صالح أَمَرَكُمُ اللَّهُ كاف التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تام أَنَّى شِئْتُمْ كاف: وكذا لأنفسكم، وملاقوه. وقال أبو عمرو مُلاقُوهُ تامّ، ولو وقف على: وَاتَّقُوا اللَّهَ جاز وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مفهوم رَحِيمٌ كاف سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: وكذا إصلاحا بِالْمَعْرُوفِ كاف: وكذا عليهنّ درجة عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ الطَّلاقُ
الفاء فيه للجزاء فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ أكفى: مما قبله فَلا تَعْتَدُوها تامّ الظَّالِمُونَ كاف: ومثله غيره وحدود الله يَعْلَمُونَ تامّ بِمَعْرُوفٍ حسن لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف: ومثله هزوا، ويَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ حسن، ومثله: واليوم الآخر وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تامّ الرَّضاعَةَ حسن: وكذا وكسوتهنّ بالمعروف، ووسعها على القراءتين، لكن من قرأ لا تضارّ بالفتح أحسن لأنهما كلامان، ومن قرأ بالرفع فالوصل أولى لأنه كلام واحد مِثْلُ ذلِكَ أحسن عَلَيْهِما كاف بِالْمَعْرُوفِ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تامّ وَعَشْراً حسن: ومثله بالمعروف خَبِيرٌ* تامّ فِي أَنْفُسِكُمْ حسن عَلِمَ اللَّهُ ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول علم قَوْلًا مَعْرُوفاً كاف أَجَلَهُ حسن فَاحْذَرُوهُ كاف حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف: على القراءتين في تماسوهنّ، قرأ حمزة والكسائي بالألف، والباقون تمسوهنّ من غير ألف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ حسن: عند أبي حاتم إن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مَرَّتانِ صالح، وقيل: حسن بِإِحْسانٍ كاف: وكذا أن لا يقيما حدود الله، وفيما افتدت به فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ ليس بوقف فَلا تَعْتَدُوها تامّ.
وقال أبو عمرو كاف الظَّالِمُونَ حسن زَوْجاً غَيْرَهُ كاف: وكذا أن يقيما حدود الله يَعْلَمُونَ تام، وقيل كاف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ حسن: وقال أبو عمرو كاف ضِراراً لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف وكذا هزوا، ويعظكم به وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ صالح. وقال أبو عمرو:
كاف وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تام الرَّضاعَةَ حسن، وكذا كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وإلا وسعها. وقال أبو عمرو: في إِلَّا وُسْعَها كاف بِوَلَدِهِ صالح مِثْلُ ذلِكَ أصلح منه وقال أبو عمرو إنه: كاف فَلا جُناحَ عَلَيْهِما كاف: وكذا ما آتيتم بالمعروف وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تام وَعَشْراً صالح بِالْمَعْرُوفِ كاف خَبِيرٌ تام فِي أَنْفُسِكُمْ حسن قَوْلًا مَعْرُوفاً تام أَجَلَهُ حسن. وقال أبو عمرو: فَاحْذَرُوهُ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
نصب متاعا على المصدر بفعل مقدّر، وأنه غير متصل بما يليه من الجملتين، وليس بوقف إن نصب على الحال من الواو في: وَمَتِّعُوهُنَّ وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قدره بفتح الدال الْمُحْسِنِينَ كاف.
ومثله: عقدة النكاح، وأقرب للتقوى وبينكم بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى حسن: وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه. الوسطى عند الإمام مالك هي الصبح، وعند أبي حنيفة وأحمد، وفي رواية عند مالك أنها العصر، لقوله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:«شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» قاله النكزاوي قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً حسن. لأن إذا وفي معنى الشرط تَعْلَمُونَ تام أَزْواجاً حسن، إن رفع ما بعده بالابتداء: أي فعليهم وصية لأزواجهم، أو رفعت وصية بكتب: أي كتب عليهم وصية ولأزواجهم صفة والجملة خبر الأول، وليس بوقف لمن نصب وصية على المصدر: أي يوصون وصية. وقال العماني:
والذين مبتدأ وما بعده صلة إلى قوله: أَزْواجاً، وما بعده أزواجا خبر المبتدأ سواء نصبت أو رفعت، فلا يوقف على أزواجا لأن هذه الجملة في موضع خبر المبتدأ، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره ولِأَزْواجِهِمْ حسن إن نصب ما بعده بفعل مقدّر من لفظه: أي متعوهن متاعا أو من غير لفظه ويكون مفعولا: أي جعل الله لهنّ متاعا إلى الحول، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله غَيْرَ إِخْراجٍ كاف: ومثله من معروف حَكِيمٌ تامّ.
مطلب فيما اتفق عليه من قطع في عن ما:
اتفق علماء الرسم على قطع في عن ما الموصولة في قوله هنا: فِي ما
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لا يوقف عليه اختيارا لاتصال ما بعده به عَلَى الْمُحْسِنِينَ كاف: وكذا: عقدة النكاح أَقْرَبُ إلى التقوى حسن وقال أبو عمرو: كاف بَيْنَكُمْ كاف بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى صالح، وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على
فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ. الثاني في البقرة دون الأول، وفي قوله: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ بالأنعام، وفي قوله: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ بالنور، وفي قوله: فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ بالأنبياء، وفي قوله: لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ* في الموضعين بالمائدة والأنعام، وفي قوله: وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ بالواقعة، وفِي ما رَزَقْناكُمْ في الروم، وفِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر. وأما قوله: فِي ما هاهُنا آمِنِينَ في الشعراء فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك أول موضع في البقرة: فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وفِيمَ كُنْتُمْ في النساء، وفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في النازعات، فموصول باتفاق بِالْمَعْرُوفِ جائز إن نصب حقا بفعل مقدر: أي أحقّ ذلك حقا وليس بمنصوص عليه الْمُتَّقِينَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ حَذَرَ الْمَوْتِ ليس بوقف لوجود الفاء، وفي الحديث:«إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه» ، وفهم من قوله:«فرارا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فرّوا من الطاعون وقالوا نأتي أرضا لا نموت فيها، فأماتهم الله، فمرّ بهم نبيّ فدعا الله فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا وكانوا أربعين ألفا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل ثُمَّ أَحْياهُمْ حسن عَلَى النَّاسِ ليس بوقف للاستدراك بعده
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جملة، فهو كالمنفصل عنه قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً صالح تَعْلَمُونَ تامّ غَيْرَ إِخْراجٍ كاف، وكذا: من معروف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ جائز الْمُتَّقِينَ حسن تَعْقِلُونَ تامّ أَحْياهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَشْكُرُونَ تامّ وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز سَمِيعٌ عَلِيمٌ
لا يَشْكُرُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وليس بمنصوص عليه عَلِيمٌ تام حَسَناً حسن لمن رفع ما بعده على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه جوابا للاستفهام كَثِيرَةً حسن، ومثله: ويبسط. وقال أبو عمرو: فيهما كاف تُرْجَعُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ مُوسى جائز، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: أَلَمْ تَرَ، وهو محال، إذ يصير العامل في إذ تر، بل العامل فيها محذوف: أي إلى قصة الملأ، ويصير المعنى ألم تر إلى ما جرى للملإ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن أَلَّا تُقاتِلُوا كاف أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الجملة المنفية بعده في محل نصب حال مما قبله كأنه قيل ما لنا غير مقاتلين وَأَبْنائِنا حسن، ومثله قَلِيلًا منهم بِالظَّالِمِينَ تامّ مَلِكاً حسن، ومثله: من المال وَالْجِسْمِ كاف، ومثله: من يشاء عَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز، وليس بمنصوص عليه والْمَلائِكَةُ كاف، ومثله مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو تامّ بِالْجُنُودِ ليس بوقف لأن قال جواب لما بِنَهَرٍ حسن للابتداء بالشرط مع الفاء فَلَيْسَ مِنِّي جائز للابتداء بشرط آخر مع الواو فَإِنَّهُ مِنِّي حسن، لأن ما بعده من الاستثناء في قوّة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله بِيَدِهِ كاف، ومثله قليلا منهم، آمَنُوا مَعَهُ ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما فلا يفصل بينهما وَجُنُودِهِ كاف مُلاقُوا اللَّهِ ليس بوقف للفصل بين القول ومقوله بِإِذْنِ اللَّهِ كاف، ومثله: الصَّابِرِينَ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ أَضْعافاً كَثِيرَةً حسن وَيَبْصُطُ جائز. وقال أبو عمرو: كاف وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ تامّ نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا أَلَّا تُقاتِلُوا وقال أبو عمرو فيه: كاف وَأَبْنائِنا كاف، وكذا: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ بِالظَّالِمِينَ تام طالُوتَ مَلِكاً كاف، وكذا من المال، والجسم، ومن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ جائز تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ كاف وكذا: مُؤْمِنِينَ بِالْجُنُودِ ليس بوقف.
وَجُنُودِهِ الثاني ليس بوقف لأن قالوا جواب لما صَبْراً جائز، ومثله:
وثبت أقدامنا الْكافِرِينَ كاف لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وما بعده خبر بِإِذْنِ اللَّهِ حسن وإن كانت الواو في وقتل للعطف، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، وبعضهم وقف على فهزموهم بإذن الله دون ما قبله لمكان الفاء، لأن الهزيمة كانت قتل داود وجالوت، وفي الآية حذف استغنى عنه بدلالة المذكور عليه. ومعناه فاستجاب لهم ربهم ونصرهم فهزموهم بنصره لأن ذكر الهزيمة بعد سؤال النصر دليل على أنه كان على معنى الإجابة فيتعلق قوله فَهَزَمُوهُمْ بالمحذوف، وتعلق المحذوف الذي هو الإجابة بالسؤال المتقدم، وعلى هذا لم يكن الوقف على الْكافِرِينَ تاما قاله النكزاوي، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِمَّا يَشاءُ تام لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ليس بوقف للاستدراك بعده الْعالَمِينَ تامّ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ جائز الْمُرْسَلِينَ تامّ، ومثله عَلى بَعْضٍ وجه تمامه أنه لما قال فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ أي بالطاعات انقطع الكلام واستأنف كلاما في صفة منازل الأنبياء مفصلا فضيلة كل واحد بخصيصية ليست لغيره كتسمية إبراهيم خليلا، وموسى كليما وإرسال محمد إلى كافة الخلق، أو المراد فضلهم بأعمالهم، فالفضيلة في الأول شيء من الله تعالى لأنبيائه، والثانية فضلهم بأعمالهم التي استحقوا بها الفضيلة، فقال في صفة
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال أبو عمرو فيه: تامّ بِنَهَرٍ صالح فَلَيْسَ مِنِّي مفهوم بِيَدِهِ كاف وكذا:
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَجُنُودِهِ وبِإِذْنِ اللَّهِ قال أبو عمرو في الأخير: كاف مَعَ الصَّابِرِينَ حسن أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً جائز، وكذا: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ صالح فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف مِمَّا يَشاءُ تامّ، وكذا عَلَى الْعالَمِينَ، وكذا نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ، والْمُرْسَلِينَ، وفَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، ومن وقف على قوله: كَلَّمَ اللَّهُ ونوى بما بعده استئنافا فوقفه كاف، أو نوى به عطفا فوقفه صالح دَرَجاتٍ حسن بِرُوحِ الْقُدُسِ كاف وَلكِنِ
منازلهم في النبوّة غير الذي يستحقونه بالطاعة مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ يعني موسى عليه السلام وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، ولو وصل لصار الجارّ وما عطف عليه صفة لبعض فينصرف الضمير في بيان المفضل بالتكليم إلى بعض فيكون موسى من هذا البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم. وقيل الوقف على بعض حسن، ومثله مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ومن وقف عليه ونوى بما بعده استئنافا كان كافيا، وإن نوى به عطفا كان صالحا دَرَجاتٍ حسن، ومثله الْبَيِّناتِ، وبِرُوحِ الْقُدُسِ، واخْتَلَفُوا، ومَنْ كَفَرَ أحسن مَا اقْتَتَلُوا الأولى وصله، لأن لكن حرف استدراك يقع بين ضدين. والمعنى ولو شاء الله الاتفاق لاتفقوا ولكن شاء الاختلاف فاختلفوا ما يُرِيدُ تامّ للابتداء بعده بالنداء وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ لأن ما بعده مبتدأ، ولا إِلهَ إِلَّا هُوَ خبر إِلَّا هُوَ كاف إن رفع ما بعده مبتدأ وخبرا، أو خبر مبتدإ محذوف:
أي هو الحيّ، أو جعل الحيّ مبتدأ وخبره لا تَأْخُذُهُ وليس بوقف إن جعل بدلا من لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أو بدلا من هو وحده، وإذا جعل بدلا حلّ محل الأوّل فيصير التقدير: الله لا إله إلا الله، وكذا لو جعل بدلا من الله، أو جعل خبرا ثانيا للجلالة. السابع جعل الحيّ صفة لله، وهو أجودها لأنه قرئ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بنصبهما على القطع، والقطع إنما هو في باب النعت، تقول جاءني عبد الله العاقل بالنصب وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق بالنصب تذمّه.
ولا يقال في هذا الوجه الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر. لأنا نقول إن ذلك
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اخْتَلَفُوا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ كَفَرَ كاف ما يُرِيدُ تامّ وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ صالح الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن وَما فِي الْأَرْضِ تامّ إِلَّا بِإِذْنِهِ حسن وَما خَلْفَهُمْ كاف، وكذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ حِفْظُهُما صالح الْعَظِيمُ تامّ لا إِكْراهَ فِي
جائز، تقول زيد قائم العاقل، ويجوز الفصل بينهما بالجملة المفسرة في باب الاشتغال نحو زيدا ضربته العاقل، على أن العاقل صفة لزيد، أجريت الجملة المفسرة مجرى الجملة الخبرية في قولك زيد ضربته العاقل، فلما جاز الفصل بالخبر جاز بالمفسرة الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن: السنة ثقل في الرأس، والنعاس في العينين، والنوم في القلب وكررت لا في قوله وَلا نَوْمٌ تأكيدا وفائدتها انتفاء كل منهما. قال زهير بن أبي سلمى:[البسيط]
لا سنة في طوال الدّهر تأخذه
…
ولا ينام ولا في أمره فند
وَما فِي الْأَرْضِ كاف للاستفهام بعده بِإِذْنِهِ حسن، لانتهاء الاستفهام وَما خَلْفَهُمْ كاف، كذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ، وحِفْظُهُما وقيل كلها حسان الْعَظِيمُ تامّ فِي الدِّينِ حسن، ومثله: مِنَ الْغَيِّ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْوُثْقى وصله أولى، لأن الجملة بعده حال للعروة: أي استمسك بها غير منفصمة لَا انْفِصامَ لَها كاف، ورسموا لَا انْفِصامَ كلمتين، لا كلمة، وانفصام كلمة عَلِيمٌ تامّ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ليس بوقف، لأن يخرجهم ويخرجونهم حال أو تفسير للولاية، والعامل معنى الفعل في ولي:
أي الله يليهم مخرجا لهم، أو مخرجين إلى النور، قاله السجاوندي إِلَى النُّورِ حسن الطَّاغُوتُ حسن عند نافع إِلَى الظُّلُماتِ كاف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام فِي رَبِّهِ ليس بوقف لأن أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ مفعول من أجله الْمُلْكَ جائز إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن علق بقوله: أَلَمْ تَرَ كأنه قال ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الدِّينِ صالح مِنَ الْغَيِّ كاف وكذا: لَا انْفِصامَ لَها سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ إِلَى النُّورِ كاف أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ مفهوم إِلَى الظُّلُماتِ كاف خالِدُونَ تامّ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ جائز وليس بحسن، وإن قيل به. وقال أبو عمرو:
في الوقت الذي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، فإذ في موضع نصب على الظرف، والعامل فيه ألم تر، وليس ظرفا لإيتاء الملك، إذ المحاجة لم تقع وقت أن آتاه الله الملك، بل إيتاء الله الملك إياه سابق على المحاجة وَيُمِيتُ حسن وَأُمِيتُ أحسن مما قبله. وقيل ليس بوقف، لأن قال عامله في إذ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ كاف الظَّالِمِينَ جائز ووصله أحسن، لأن التقدير أرأيت كالذي حاجّ إبراهيم، أو كالذي مرّ على قرية، فلما كان محمولا عليه في المعنى اتصل به، أو لأن قوله: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ جملة حالية مقرونة بالواو، وقد سوّغت مجيء الحال، لأن من المسوّغات كون الحال جملة مقرونة بواو الحال أو كالذي معطوف على معنى الكلام، فموضع الكاف نصب بتر أو زائدة للتأكيد أو أن أو بمعنى الواو كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه والذي مرّ على قرية، فهو عطف قصة على قصة عَلى عُرُوشِها جائز، لأن ما بعده من تتمة ما قبله، قاله السجاوندي بَعْدَ مَوْتِها حسن، لأنه آخر المقول ثُمَّ بَعَثَهُ صالح كَمْ لَبِثْتَ كاف، ومثله: أو بعض يوم مِائَةَ عامٍ جائز، ومثله: لم يتسنه آيَةً لِلنَّاسِ حسن، وكذا: نَكْسُوها لَحْماً، لأنه آخر البيان: وقيل: من طَعامِكَ إلى لَحْماً كلام معطوف بعضه على بعض، ومن وصل يتسنه بما بعده حسن له الوقف على: حمارك، ومن جعل الواو في: وَلِنَجْعَلَكَ مقحمة لم يقف على: حمارك فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ ليس بوقف، لأن قال جواب لما قَدِيرٌ تامّ الْمَوْتى جائز أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى لا يجوز الوقف على بلى، ولا الابتداء بها. أما الوقف عليها فإنك إذا وقفت عليها كنت مبتدئا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ صالح قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ كاف فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمِينَ صالح، وكذا: ثم بعثه قالَ كَمْ لَبِثْتَ كاف، وكذا: أو بعض
يوم لَمْ يَتَسَنَّهْ صالح آيَةً لِلنَّاسِ صالح
بلكن وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات. وأما الابتداء بها، فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفا على قال الذي قبلها وهي كلمة لا يوقف عليها بوجه، لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزاوي، ولو وقع الجواب بنعم بدل بلى كان كفرا، لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، وبلى إيجاب النفي، سواء كان مع النفي استفهام أم لا كما تقدم الفرق بينهما بذلك وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى، وإنما شكّ في إجابة سؤاله قَلْبِي كاف: أي ليصير له علم اليقين وعين اليقين.
ومن غرائب التفسير ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآه عيانا، قاله السيوطي في الاتقان سَعْياً حسن. وقيل كاف حَكِيمٌ تامّ سَبْعَ سَنابِلَ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، ومثله: لمن يشاء عَلِيمٌ تامّ إن جعل الذين بعده مبتدأ وخبره لَهُمْ أَجْرُهُمْ وجائز إن جعل بدلا مما قبله وَلا أَذىً حسن ثم تبتدئ لهم أجرهم، وليس بوقف إن جعل: لهم خبر الذين لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف يَحْزَنُونَ تامّ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ كاف: على أن قول خبر مبتدأ محذوف: أي المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره قول معروف أمثل بكم، وليس وقفا إن رفعت قول بالابتداء، ومعروف صفة وعطفت ومغفرة عليه، وخير خبر عن قول، وكذا ليس وقفا إن جعل خير خبرا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لَحْماً كاف قَدِيرٌ تامّ نُحْيِ الْمَوْتى صالح أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى تقدّم الكلام على الوقف على بلى. لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي حسن. وقال أبو عمرو:
كاف يَأْتِينَكَ سَعْياً كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، وكذا: لمن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: يحزنون، ويتبعها
عن قول، وقوله: يتبعها أذى في محل جرّ صفة لصدقة، كذا يستفاد من السمين أَذىً حسن. وقيل: كاف حَلِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء، والأذى ليس بوقف لفصله بين المشبه والمشبه به: أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس، وإن جعلت الكاف نعتا لمصدر: أي إبطالا كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس كان حسنا وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف صَلْداً صالح. وقال نافع: تامّ، وخولف لاتصال الكلام بعضه ببعض مِمَّا كَسَبُوا كاف الْكافِرِينَ تامّ. ولما ضرب المثل لمبطل صدقته وشبهه بالمنافق ذكر من يقصد بنفقته وجه الله تعالى فقال: ومثل الذين الآية بِرَبْوَةٍ ليس بوقف، لأن أصابها صفة ثانية لجنة أو لربوة ضِعْفَيْنِ جائز للابتداء بالشرط مع الفاء فَطَلٌّ كاف بَصِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله:
أيودّ إلى فاحترقت، لأنه كلام واحد صفة لجنة الثَّمَراتِ ليس بوقف، لأن هذا مثل من أمثال القرآن والمثل يؤتى به على وجهه إلخ ليفهم الكلام، إذا وقف على بعضه لم يفد المعنى المعنى المقصود بالمثل، لأن الواو للحال فَاحْتَرَقَتْ كاف، لأنه آخر قصة نفقة المرائي والمانّ في ذهابها وعدم النفع بها تَتَفَكَّرُونَ تامّ الْأَرْضِ حسن، ووقف بعضهم على الْخَبِيثَ وليس بشيء لإيهام المراد بالقصد، لأنه يحتمل أن يكون المعنى لا تقصدوا أكله، أو لا تقصدوا كسبه، وإذا احتمل واحتمل وقع اللبس، فإذا قلت منه علم أن المراد به لا تقصدوا إنفاق الخبيث الذي هو الرديء من أموالكم، فإذا كان كذلك علم أن الوقف على الخبيث ليس جيدا، ووقف نافع على تنفقون، وخولف لاتصال ما بعده به. قال أبو عبيدة: سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ الآية؟ فقال: كانوا يصرمون
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أذى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ تام وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف مِمَّا كَسَبُوا تامّ، وكذا:
للكافرين، وفَطَلٌّ. وبصير فَاحْتَرَقَتْ كاف تَتَفَكَّرُونَ تامّ مِنَ الْأَرْضِ حسن، وكذا: إلا أن تغمضوا فيه غَنِيٌّ حَمِيدٌ تام بِالْفَحْشاءِ كاف
الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء فأنزل الله هذه الآية. وقيل: منه تنفقون مستأنف ابتداء إخبار وأن الكلام تمّ عند قوله الخبيث، ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: منه تنفقون وهذه يردّه المعنى تُنْفِقُونَ حسن، وكذا: فيه حَمِيدٌ تامّ بِالْفَحْشاءِ كاف، ومثله: فضلا عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من يشاء، للابتداء بالشرط على قراءة، ومن يؤت بفتح الفوقية، وكاف على قراءة يعقوب يؤت بكسر الفوقية. قالوا وعلى قراءته للعطف أشبه إلا أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام وهو قوله:
فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً، فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها وهو قوله: يؤتي الحكمة من يشاء: أي يؤتي الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا، أراد بعثه الله رسولا، والهاء
مرادة في الآيتين،
…
والحذف عندهم كثير منجلي
أي حذف العائد
المنصوب المتصل جائز. قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكا عن الحكمة في قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى
والتفقه فيه والاتباع له، والياء من يؤت الثانية محذوفة على القراءتين خَيْراً كَثِيراً كاف الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف خَيْرٌ لَكُمْ تامّ على قراءة من قرأ ونكفر بالنون والرفع: أي ونحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع: أي والله يكفر وليس بوقف لمن قرأ نكفر بالجزم وعطفه على محل الفاء من قوله فهو:
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: فضلا، وواسع عليم مَنْ يَشاءُ تامّ خَيْراً كَثِيراً كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، لكن من قرأ ونكفر بالجزم لم يقف على خَيْرٌ لَكُمْ لأن نكفر معطوف على
وكذا من قرأه بالياء والرفع أو النون والرفع وجعله معطوفا على ما بعد الفاء إلا أن يجعله من عطف الجمل فيكون كافيا وفيها إحدى عشرة قراءة انظرها وما يتعلق بها في المطولات، وإظهار الفريضة خير من إخفائها بخمس وعشرين ضعفا، ولا خلاف أن إخفاء النافلة خير من إظهارها مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ هُداهُمْ ليس بوقف للاستدراك بعده مَنْ يَشاءُ حسن.
وعند أبي حاتم تامّ للابتداء بالشرط فَلِأَنْفُسِكُمْ حسن: ومثله وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء حق واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء فِي الْأَرْضِ حسن: ومثله من التعفف، وكذا بسيماهم إِلْحافاً كاف: للابتداء بالشرط عَلِيمٌ تامّ: والفقراء هم أهل الصفة أحصرهم الفقر والضعف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لهم عشائر ولا منازل يأوون إليها كانوا قريبا من أربعمائة رجل كانوا يتعلمون القرآن بالليل ويتفهمون بالنهار ويجاهدون في سبيل الله سِرًّا وَعَلانِيَةً ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وكل ما كان من القرآن يستقبله فاء فالوقف عليه أضعف منه إذا استقبله واو عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز: وكذا فلا خوف عليهم يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن: ومثله الربوا، وكذا: وَحَرَّمَ الرِّبا، وقيل كاف للابتداء بالشرط، كان الرجل يداين الرجل إلى أجل. فإذا جاء الأجل قال المداين أخرني إلى أجل كذا وأزيدك في مالك كذا. فإذا قيل له هذا الربا. قالوا إن زدناهم وقت البيع أو وقت الأجل فكله سواء. فهذا قولهم: إنما البيع مثل
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جواب الشرط، فلا يفصل بينهما مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ مَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلِأَنْفُسِكُمْ كاف، وكذا: ابتغاء وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء المذكورين حقّ واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء المذكورين يوفّ إليكم فِي
الربوا، فأكذبهم الله عز وجل. فقال: وأحل الله البيع وحرّم الربوا. ورسموا الربوا بواو وألف في المواضع الأربعة كما ترى فَلَهُ ما سَلَفَ حسن وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ كاف: للابتداء بالشرط أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ الصَّدَقاتِ كاف أَثِيمٍ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز ولا خوف عليهم كذلك يَحْزَنُونَ تام: للابتداء بيا النداء، ومثله مؤمنين وَرَسُولِهِ جائز على القراءتين فآذنوا بالمدّ وكسر الذال من آذن: أي أعلموا غيركم بحرب من الله ورسوله، وبها قرأ حمزة، فأذنوا بإسكان الهمزة وفتح الذال والقصر من أذن بكسر الذال وهي قراءة الباقين رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ حسن: لاستئناف ما بعده وَلا تُظْلَمُونَ تامّ إِلى مَيْسَرَةٍ حسن. وقال الأخفش تام: لأن ما بعده في موضع رفع بالابتداء تقديره وتصدّقكم على المعسر بما عليه من الدين خير لكم. قاله الزجاج، وقال غيره: وتصدّقكم على الغريم بالإمهال عليه خير لكم: أي أن الثواب الذي يناله في الآخرة بالإمهال وترك التقضي خير مما يناله في الدنيا تَعْلَمُونَ تامّ إِلَى اللَّهِ حسن: على قراءة أبي عمرو تُرْجَعُونَ ببناء الفعل للفاعل بفتح التاء وكسر الجيم، وتوفي مبني للمفعول بلا خلاف فحسن الفصل بالوقف، لاختلاف لفظ الفعلين في البناء.
وأما على قراءة الباقين ترجعون ببناء الفعل للمفعول موافقة لتوفي، فالأحسن الجمع بينهما بالوصل، لأن الفعلين على بناء واحد لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ حسن، ومثله: بالعدل، وعلمه الله، وفليكتب إذا علقنا الكاف في كما بقوله فليكتب، ومن وقف على وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ، ثم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الْأَرْضِ صالح، وكذا مِنَ التَّعَفُّفِ وقال أبو عمرو فيه: كاف إِلْحافاً كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا: ولا خوف عليهم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن، وكذا: مثل الربا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَحَرَّمَ الرِّبا كاف وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ حسن: وقال أبو عمرو: كاف أَصْحابُ النَّارِ صالح خالِدُونَ تامّ وَيُرْبِي
يبتدئ كما علمه الله فليكتب فقد تعسف وعَلَيْهِ الْحَقُّ، وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ومِنْهُ شَيْئاً، ووَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ كلها حسان، ووقف بعضهم أن يملّ هو، ووصله أولى لأن الفاء في قوله: فليملل جواب الشرط، وأول الكلام فإن كان الذي عليه الحق مِنْ رِجالِكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء مِنَ الشُّهَداءِ كاف: إن قرئ أن تضل بكسر الهمزة على أنها شرطية وجوابها فتذكر بشدّ الكاف ورفع الراء استئنافا، وبها قرأ حمزة ورفع الفعل لأنه على إضمار مبتدإ: أي فهي تذكر، وليس بوقف إن قرئ بفتح الهمزة على أنها أن المصدرية، وبها قرأ الباقون لتعلقها بما قبلها. واختلفوا بماذا تتعلق؟ فقيل بفعل مقدر: أي فإن يكونا رجلين فاستشهدوا رجلا وامرأتين، لأن تضل إحداهما فتذكر
إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بفعل مضمر على غير هذا التقدير، وهو أن تجعل المضمر قولا مضارعا تقديره، فإن لم يكونا رجلين فليشهد رجل وامرأتان، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بخبر المبتدإ الذي في قوله: فرجل وامرأتان وخبره فعل مضمر تقديره فرجل وامرأتان يشهدون لأن تضل إحداهما، فلا يحسن الوقف على الشهداء لتعلق أن بما قبلها فالفتحة قراءة حمزة فتحة التقاء الساكنين، لأن اللام الأولى ساكنة للإدغام في الثانية، والثانية مسكنة للجزم، ولا يمكن إدغام في ساكن، فحركت الثانية بالفتحة هروبا من التقائهما وكانت الحركة فتحة لأنها أخف الحركات، والقراءة الثانية أن فيها مصدرية ناصبة للفعل بعدها والفتحة فيها حركة إعراب بخلافها فإنها فتحة التقاء ساكنين، وأن وما في حيزها في محل نصب أو جرّ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الصَّدَقاتِ كاف كَفَّارٍ أَثِيمٍ تام، وكذا: يحزنون مُؤْمِنِينَ حسن وَرَسُولِهِ صالح، وكذا: رءوس أموالكم وَلا تُظْلَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلى مَيْسَرَةٍ كاف تَعْلَمُونَ تامّ تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ حسن وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ كاف، وكذا: بالعدل، وكما علمه الله، وفليكتب عَلَيْهِ الْحَقُّ جائز، وكذا
بعد حذف حرف الجرّ والتقدير لأن تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الكاف ونصب الراء من أذكرنه. أي جعلته ذاكرا للشيء بعد نسيانه، انظر السمين الْأُخْرى كاف، ومثله إذا ما دعوا، لإثبات الشهادة وبذل خطوطهم إذا دعاهم صاحب الدين إلى ذلك، وهذا قول قتادة، وقيل إذا ما دعوا لإقامة الشهادة عند الحاكم فليس لهم أن يكتموا شهادة تحملوها. وهو قول مجاهد والشعبي وعطاء لأن الشخص إذا تحملها تعين عليه أداؤها إذا دعي لذلك ويأثم بامتناعه ولا يتعين عليه تحملها ابتداء بل هو مخير إِلى أَجَلِهِ حسن: ومثله تديرونها بينكم، وكذا: لا تكتبوها، وقيل كاف للابتداء بالأمر تَبايَعْتُمْ كاف: للابتداء بالنهي بعده، ومثله ولا شهيد، وكذا: فسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز: وليس بمنصوص عليه وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف عَلِيمٌ تام مَقْبُوضَةٌ كاف: للابتداء بالشرط واستئناف معنى آخر.
ورسموا اؤتمن بواو لأنه فعل مبني لما لم يسم فاعله فيبتدأ به بضم الهمزة لأنها ألف افتعل وكان أصله اأتمن جعلت الهمزة الساكنة واوا لانضمام ما قبلها. فإن قيل: لما صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة، فقل لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين فاعلا ومفعولا وذلك أنك إذا قلت ضرب دل الفعل على ضارب ومضروب فضموا أوّله لتكون الضمة دالة على اثنين أو يقال إذا ابتدئ بالهمز الساكن فإنه يكتب بحسب حركة ما قبله أوّلا أو وسطا أو آخرا نحو ائذن لي واؤتمن والبأساء ومثله واضطر وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ، وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ، وقَلْبُهُ كلها حسان عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: ومثله
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وليتق الله ربه مِنْهُ شَيْئاً كاف، وكذا: وليه بالعدل، ومن رجالكم مِنَ الشُّهَداءِ كاف:
إن قرئ إن تضلّ بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها إِحْداهُمَا الْأُخْرى كاف، وكذا: إذا ما دعوا إِلى أَجَلِهِ صالح أَلَّا تَكْتُبُوها كاف، وكذا: إذا تبايعتم، ولا شهيد، وفسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تام
يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ إن رفع ما بعده على الاستئناف: أي فهو يغفر، وليس بوقف إن جزم عطفا على يحاسبكم، فلا يفصل بينهما بالوقف لِمَنْ يَشاءُ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ تامّ إن رفع والمؤمنون بالفاعلية عطفا على الرسول، ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله: كل آمن مبتدأ وخبرا يدل على أن جميع من ذكر آمن بمن ذكر، أو المؤمنون مبتدأ أول، وكل مبتدأ ثان، وآمن خبر عن كل، وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول، والرابط محذوف تقديره منهم، وكان الوقف على: من ربه حسنا لاستئناف ما بعده، والوجه كونها للعطف ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بخلاف ما لو جعلت للاستئناف، فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول، والأولى أن تصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات وَرُسُلِهِ حسن لمن قرأ نفرّق بالنون، وليس بوقف لمن قرأ لا يفرّق بالياء بالبناء للفاعل:
أي لا يفرّق الرسول كأنه قال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن، فحذف الضمير الذي أضاف كل إليه، ومن أرجع الضمير في يفرّق بالياء لله تعالى كان متصلا بما بعده، فلا يوقف على رسله لتقدم ذكره تعالى، فلا يقطع عنه وَأَطَعْنا كاف، لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مَقْبُوضَةٌ كاف وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ كاف، وكذا وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وكذا آثم قلبه بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ صالح: إن رفع ما بعده، وليس بوقف إن جزم ذلك لأنه معطوف على يحاسبكم فلا يفصل بينهما فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَالْمُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وذلك على قراءة لا نفرّق بالنون لأنه منقطع عما قبله، ومن قرأه بالياء فلا يقف على ذلك لأن: لا يفرّق راجع إلى قوله: كل آمن