الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استئنافية، ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الأمر، وهي أقم فتكون داخلة في صلة أن بوجهيها أعني كونها تفسيرية أو مصدرية مِنَ الظَّالِمِينَ تامّ، ومثله: إلا هو للابتداء بالشرط، وكذا: فلا رادّ لفضله عند أحمد بن جعفر الرَّحِيمُ أتم منهما مِنْ رَبِّكُمْ حسن، ومثله: لنفسه. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على الأول من المقابلين والمزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بالوقف بينهما، ولا يخلط أحدهما مع الآخر فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها أحسن مما قبله وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ تامّ، يجوز في ما أن تكون حجازية أو تميمية لخفاء النصب في الخبر حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ صالح، لاحتمال الواو للاستئناف والعطف، والوصل أظهر لشدّة اتصال المعنى، آخر السورة تام.
سورة هود عليه السلام
مكية (1)
إلا قوله: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ. الآية، وقيل إلا قوله: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ. الآية، وقوله: أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ فمدنيّ، وهي مائة آية وإحدى وعشرون آية في المدني الأخير والمكي والبصري، واثنتان في الأول والشامي،
ــ
وقال أبو عمرو: كاف وَلا يَضُرُّكَ صالح مِنَ الظَّالِمِينَ كاف، وكذا: إلا هو، و:
فلا رادّ لفضله الرَّحِيمُ تام مِنْ رَبِّكُمْ صالح بِوَكِيلٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.
سورة هود عليه السلام مكية إلا قوله: أَقِمِ الصَّلاةَ. الآية، وقيل إلا: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ. الآية، و: أُولئِكَ
(1) وهي مائة وعشرون وست: سماوي، وثلاث في الكوفي، وآيتان في المدني والشامي، وآية في الباقي، الخلاف في سبع: بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) كوفي، يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) غير بصري، مِنْ سِجِّيلٍ (82)، مكي وإسماعيل، مَنْضُودٍ (82) غير مكي وإسماعيل، إِنَّا عامِلُونَ (121) غير مكي وإسماعيل، إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (86) حجازي، مُخْتَلِفِينَ (118) غير حجازي، «التلخيص» (288)، «الإتحاف» (254).
وثلاث في الكوفي، واختلافهم في سبع آيات أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ عدّها الكوفي ولم يعدّها الباقون يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ لم يعدّها البصري، وكلهم عدّ إلى قوم لوط مِنْ سِجِّيلٍ عدّها المدني الأخير والمكي، منضود لم يعدّها المدني الأخير والمكي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ عدها المدنيان والمكي وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ لم يعدّها المدنيان والمكي إِنَّا عامِلُونَ لم يعدّها المدني الأخير والمكي، وكلمها ألف وتسعمائة وخمس عشرة كلمة، وحروفها سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون حرفا كحروف سورة يونس عليه السلام، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا منها بإجماع، ستة مواضع:
وَما يُعْلِنُونَ. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ الأول، وَفارَ التَّنُّورُ، فِينا ضَعِيفاً، سَوْفَ تَعْلَمُونَ الثاني، ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ. الر تام، إن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف تقديره، هذا كتاب كما قال الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
…
وأكرومة الحيين خلو كما هيا
أراد هذه خولان، وكذا: إن جعل كتاب مبتدأ حذف خبره، وليس بوقف إن جعل الر مبتدأ وكتاب خبره لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا: إن جعلت الر مقسما بها وما بعدها جواب ولا وقف من قوله: كتاب أحكمت آياته إلى قوله: إلا الله، فلا يوقف على خبير إن جعل موضع أَلَّا تَعْبُدُوا نصبا بفصلت أو بأحكمت لأن أن بعده في محلها الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، والعامل فيها إما فصلت وهو المشهور. وإما أحكمت عند الكوفيين، فتكون المسألة من الإعمال، لأن المعنى أحكمت لئلا تعبدوا أو قلت لئلا تعبدوا، فالرفع على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدإ محذوف، أي:
تفصيله أن لا تعبدوا إلا الله أو هو أن لا تعبدوا، والنصب فصلت أن لا تعبدوا فتكون أن تفسيرية، والجرّ فصلت بأن لا تعبدوا، والوقف على خَبِيرٍ كاف إن رفع ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن نصب تفسيرا لما
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يُؤْمِنُونَ بِهِ. الآية: فمدني الر تقدم الكلام عليه في سورة البقرة إِلَّا اللَّهَ
قبله أو جرّ كما تقدم، ومعنى أحكمت آياته بالفضل، ثم فصلت بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالأحكام في قوله: منه آيات محكمات، وعمم هنا لأنه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم أكلنا طعام زيد يريدون بعضه قاله ابن الأنباري، ولا يوقف على بشير لأن قوله: وأن استغفروا ربكم معطوف على ما قبله داخل في صلة أن إِلَّا اللَّهَ حسن، وقيل كاف فَضْلَهُ كاف، للابتداء بعده بالشرط، ومثله: كبير إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ صالح، لاحتمال الواو بعده للحال والاستئناف قَدِيرٌ كاف ومِنْهُ حسن، وقيل: كاف ثِيابَهُمْ ليس بوقف لأن عامل حين قوله بعد، يعلم، أي: ألا يعلم سرّهم وعلنهم حين يفعلون كذا. وهذا معنى واضح. وقيل يجوز لئلا يلزم تقييد علمه تعالى بسرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت. وهذا غير لازم لأنه إذا علم سرّهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السرّ فيها فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة. قاله السمين وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تام عَلَى اللَّهِ رِزْقُها جائز وَمُسْتَوْدَعَها كاف مُبِينٍ تامّ، أي: في اللوح قبل أن يخلقها، ومستقرّها هو أيام حياتها، ومستودعها هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله: في وصف الجنة حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وفي وصف النار إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً قاله النكزاوي أَحْسَنُ عَمَلًا حسن سِحْرٌ مُبِينٌ كاف ما يَحْبِسُهُ حسن، وقيل كاف، وقيل تامّ مَصْرُوفاً
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صالح، وكذا: فضله، بل هو أصلح منه يَوْمٍ كَبِيرٍ كاف قَدِيرٌ حسن، وكذا:
ليستخفوا منه. وقال أبو عمرو: في الأولين تامّ، وفي الثالث كاف وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ وَمُسْتَوْدَعَها حسن، وكذا: مبين. وقال أبو عمرو فيه: تامّ أَحْسَنُ عَمَلًا كاف وكذا: سحر مبين ما يَحْبِسُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: كَفُورٌ، والسيئات عني فَخُورٌ كاف، عند بعضهم.
عَنْهُمُ حسن، على استئناف ما بعده يَسْتَهْزِؤُنَ تام كَفُورٌ كاف، ومثله: السيئات عني، وفخور على أن الاستثناء منقطع بمعنى لكن الذين صبروا، فالذين مبتدأ والخبر أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وهو قول الأخفش، وقال الفراء: هو متصل، وعليه فلا يوقف على فخور بل على الصالحات، وعلى قول الأخفش لا يوقف على الصالحات لفصله بين المبتدإ وخبره كَبِيرٌ تام مَعَهُ مَلَكٌ حسن إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ أحسن منه وَكِيلٌ كاف افْتَراهُ جائز صادِقِينَ كاف رسموا جميع ما في كتاب الله من قوله:
فإن لم بنون إلا قوله هنا: فإلم يستجيبوا لكم فهو بغير نون إجماعا بِعِلْمِ اللَّهِ ليس بوقف لاتساق ما بعده على ما قبله مُسْلِمُونَ تامّ لا يُبْخَسُونَ كاف إِلَّا النَّارُ حسن فِيها أحسن منه، على قراءة من رفع وباطل على الاستئناف خبر مقدّم إن كان من عطف الجمل ولفظة «ما» من قوله: ما كانوا هي المبتدأ وإن كان باطل خبرا بعد خبر ارتفع ما بباطل على الفاعلية، وهي قراءة العامة، وليس بوقف على قراءة ابن مسعود وأنس، وباطلا بالنصب، أي: وكانوا يعملوا باطلا فيها. وكذا ليس وقفا لمن قرأ وبطل يَعْمَلُونَ تامّ شاهِدٌ مِنْهُ كاف. وقيل تامّ، أي: ويتلو القرآن شاهد من الله تعالى، وهو جبريل، وهذا على قراءة العامة برفع كتاب ومن نصبه وبها قرأ محمد بن السائب الكلبي عطفا على الهاء في يتلوه، أي: ويتلو القرآن وكتاب موسى شاهد من الله، وهو جبريل، فوقفه ورحمة، وعن عليّ كرّم الله وجهه.
قال: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال رجل من
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال: لأن ما بعده في تقدير المبتدإ الصَّالِحاتِ حسن وَأَجْرٌ كَبِيرٌ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مَعَهُ مَلَكٌ صالح إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ كاف وَكِيلٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ كاف إِلَّا هُوَ صالح مُسْلِمُونَ تامّ، وكذا: لا يبخسون إِلَّا النَّارُ صالح ما صَنَعُوا فِيها حسن ما كانُوا يَعْمَلُونَ
قريش: فأنت أيّ شيء نزل فيك؟ فقال: ويتلوه شاهد منه. وقيل الشاهد لسانه صلى الله عليه وسلم. وفي الشاهد أقوال كثيرة كلها توجب الوقف على منه يُؤْمِنُونَ بِهِ كاف، للابتداء بالشرط مَوْعِدُهُ حسن، ومثله: في مرية منه على قراءة إنه بكسر الهمزة وليس بوقف لمن فتحها وهو عيسى بن عمر مِنْ رَبِّكَ الأولى وصله لحرف الاستدراك بعده لا يُؤْمِنُونَ تامّ كَذِباً حسن. وقيل:
كاف عَلى رَبِّهِمْ كاف، على استئناف ما بعده عَلى رَبِّهِمْ الثاني.
قال محمد بن جرير: تم الكلام. ثم قال الله تعالى: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ فعلى قوله لا يوقف على الظَّالِمِينَ لأن الله إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة بقوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية كافِرُونَ كاف فِي الْأَرْضِ حسن، للابتداء بالنفي مِنْ أَوْلِياءَ تامّ عند نافع، وكذا: العذاب. ثم يبتدأ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ أي: لم يكونوا يستمعون القرآن ولا ما يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدّة العداوة، فلذلك كانت ما نفيا، ولذلك حسن الوقف على العذاب. وقيل: ما بمعنى الذي ومعها حرف جرّ محذوف، أي: يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع، فلما حذفت الباء تخفيفا وصل الفعل فنصب، وعلى هذا لا يوقف على العذاب يُبْصِرُونَ كاف، على القولين في ما أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ كاف، لا وقف بين أن لا ردّ لإنكارهم البعث وأنهم يستحقون النار، كأنه قال: حقّ وجوب النار لهم. وقال الفراء: جرم مع لا كلمة واحدة معناها لا بدّ، فحينئذ لا يوقف على دون جرم الْأَخْسَرُونَ تامّ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تامّ وَرَحْمَةً حسن يُؤْمِنُونَ بِهِ تامّ مَوْعِدُهُ كاف، وكذا: منه لا يُؤْمِنُونَ تامّ كَذِباً كاف، وكذا: على ربهم، المراد به الثاني، وهم كافرون مِنْ أَوْلِياءَ صالح، وكذا: العذاب يُبْصِرُونَ كاف أَنْفُسَهُمْ مفهوم يَفْتَرُونَ كاف الْأَخْسَرُونَ تامّ الْجَنَّةِ صالح خالِدُونَ تامّ وَالسَّمِيعِ كاف،
أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز خالِدُونَ تامّ وَالسَّمِيعِ حسن مَثَلًا أحسن منه تَذَكَّرُونَ تام إِلى قَوْمِهِ كاف، لمن قرأ إِنِّي لَكُمْ بكسر الهمزة على إضمار القول، وبها قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة على أن قوله: أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ متعلق بما بعد إني، وليس بوقف لمن فتحها وجعلها متعلقة بأرسلنا، وبفتحها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي لأن أَنْ لا تَعْبُدُوا بدل من قوله: إِنِّي لَكُمْ مُبِينٌ كاف، على أن ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله إِلَّا اللَّهَ حسن أَلِيمٍ كاف بادِيَ الرَّأْيِ جائز. وقيل: حسن، للابتداء بالنفي مِنْ فَضْلٍ أحسن منه كاذِبِينَ كاف فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ حسن. قرأ الأخوان: فَعُمِّيَتْ بضم العين وتشديد الميم، والباقون بالفتح والتخفيف لَها كارِهُونَ حسن، ومثله: مالا، وكذا: على الله، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله آمَنُوا حسن مُلاقُوا رَبِّهِمْ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده تَجْهَلُونَ كاف، وكذا: إن طردتهم، وكذا: تذكرون إِنِّي مَلَكٌ جائز لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً حسن. وقيل: كاف. وقيل: تام، وقيل: ليس بوقف، لأن قوله: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ إلخ جوابه إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ اعتراض بينهما جِدالَنا جائز الصَّادِقِينَ كاف، والوقف على: إِنْ شاءَ، وبِمُعْجِزِينَ، أن يغويكم، أي: يضلكم كلها
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وكذا: مثلا تَذَكَّرُونَ تامّ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ كاف: لمن قرأ إِنِّي لَكُمْ بالكسر بإضمار القول، وليس بوقف لمن قرأه بالفتح يَوْمٍ أَلِيمٍ كاف بادِيَ الرَّأْيِ صالح كاذِبِينَ حسن، وكذا: كارهون عَلَى اللَّهِ صالح تَجْهَلُونَ حسن إِنْ طَرَدْتُهُمْ كاف أَفَلا تَذَكَّرُونَ حسن إِنِّي مَلَكٌ صالح لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً جائز: لطول الكلام، وليس بجيد، لأن قوله: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ
وقوف كافية، والوقف على: أن أنصح لكم، على أن في الآية تقديما وتأخيرا، وتقدير الكلام، إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم، فجواب الشرط الأول محذوف أو الشرط الثاني هو جواب الشرط الأول. قال أبو البقاء: حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول، لأن
الشرط الثاني معمول للأول، لأنه مقيد له نحو: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني، وإذا كان كذلك صار الشرط مقدما في الذكر مؤخرا في المعنى حتى إن أتاه ثم كلمه لم يجب الإكرام، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب الإكرام على المرتضى من أقوال في توالي شرطين ثانيهما قيد للأول مع جواب واحد كقوله:
[البسيط]
إن تستعينوا بنا إن تذعروا تجدوا
…
منّا معاقل عزّ زانها كرم
أي: إن تستعينوا بنا مذعورين، ومثله: إن وهبت نفسها للنبيّ، إن أراد النبيّ أن يستنكحها، وظاهر القصة يدل على عدم اشتراط تقدم الشرط الثاني على الأول، وذلك أن إرادته عليه الصلاة والسلام للنكاح إنما هو مرتب على هبة المرأة نفسها له، وكذا الواقع في القصة لما وهبت أراد نكاحها ولم يروا أنه أراد نكاحها فوهبت وهو يحتاج إلى جواب اه سمين. قال الزمخشري: لا يسند إلى الله هذا الفعل، ولا يوصف بمعناه وللمعتزلي أن يقول، ولا يتعين أن تكون إن شرطية، بل هي نافية، والمعنى ما كان الله يريد أن يغويكم، قال أبو حيان: قلت: لا أظن أحدا يرضى بهذه المقالة وإن كانت توافق مذهبه
…
وقيل في الآية إضمار، أي: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله في مقدوره إضلالكم، فعلى هذا يوقف على لكم، ثم يبتدئ: إن
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إلخ جوابه: إني إذا لمن الظالمين، وقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ، اعتراض بينهما الظَّالِمِينَ تامّ مِنَ الصَّادِقِينَ حسن إِنْ شاءَ كاف، وكذا: بِمُعْجِزِينَ،
كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم، أي: فهو ربكم، فيكون قد حذف الفاء في هذا القول من جواب الشرط كما قال الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها
…
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان
أي: فالله يشكرها: فعلى هذا القول لا يوقف على: يغويكم، لأن ما بعده جواب الشرط، وإنما أتى بإن الشرطية دون الواو لاختلاف الفاعل في المحلين، وإنما سقنا هذا برمته لنفاسته لبيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام في بيانه لاستفرغ عمره، ولم يحكم أمره. انظر السمين، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام افْتَراهُ حسن مِمَّا تُجْرِمُونَ كاف مَنْ قَدْ آمَنَ ليس بوقف لمكان الفاء يَفْعَلُونَ كاف وَوَحْيِنا جائز ظَلَمُوا حسن، على استئناف ما بعده، لأن إن كالتعليل لما قبلها مُغْرَقُونَ كاف سَخِرُوا مِنْهُ حسن. وقيل كاف:
لأنه جواب كلما، وقوله: قال مستأنف على تقدير سؤال سائل كَما تَسْخَرُونَ كاف، ومثله: فسوف تعلمون، لأن فسوف للتهديد فيبدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع إن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر:
يخزيه، وليس بوقف لمن جعلها في موضع نصب مفعولا لقوله: تعلمون، وليست رأس آية لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف مُقِيمٌ كاف، لأن حتى للابتداء إذا كان بعدها إذا التَّنُّورُ ليس بوقف، لأن: قلنا جواب إذا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ جائز، ثم يبتدئ: وأهلك، أي:
وأهلك الله، من الهلاك جميع الخلائق إلا من سبق عليه القول، فما بعده الاستثناء خارج مما قبله يعني إبليس ومن آمن. قاله أبو العلاء الهمداني
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وأن يغويكم وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِمَّا تُجْرِمُونَ تامّ يَفْعَلُونَ حسن وَوَحْيِنا صالح مُغْرَقُونَ كاف سَخِرُوا مِنْهُ صالح وكذا: تسخرون فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ليس بوقف ولا آية، لتعلق ما بعده به مُقِيمٌ
وَأَهْلَكَ ليس بوقف، لأن الوقف يشعر بأنه أمر يحمل جميع أهله، وتعلق الاستثناء أيضا يوجب عدم الوقف وَمَنْ آمَنَ تامّ، اتفاقا للابتداء بالنفي، وأيضا من مفعول به عطف على مفعول، احمل إِلَّا قَلِيلٌ أتم وَمُرْساها كاف، ومثله: رحيم وكذا: كالجبال فِي مَعْزِلٍ حسن، إن جعل ما بعده على إضمار قول، وليس بوقف إن جعل متصلا بنادى، ومعنى في معزل، أي:
من جانب من دين أبيه، وقيل من السفينة مَعَ الْكافِرِينَ كاف مِنَ الْماءِ حسن مِنْ أَمْرِ اللَّهِ جائز، على أن الاستئناف منقطع، أي: لكن من رحمة الله معصوم، والصحيح أنه متصل. والوقف على مَنْ رَحِمَ حسن.
وقال أبو عمرو: كاف، وخبر لا محذوف، أي: لا عاصم موجود، ولا يجوز أن يكون الخبر اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة، ويجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمفعول بمعنى الفاعل كقوله: مِنْ ماءٍ دافِقٍ، أي:
مدفوق، وعيشة راضية أي: مرضية مِنَ الْمُغْرَقِينَ كاف، وكذا: أقلعي وَغِيضَ الْماءُ جائز، ومثله: الأمر وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ كاف، والواو بعده للاستئناف، لا للعطف، لأنه فرغ من صفة الماء وجفافه الظَّالِمِينَ تامّ مِنْ أَهْلِي حسن وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ أحسن مما قبله الْحاكِمِينَ كاف، وكذا: لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ كاف، على قراءة من قرأ إنه عمل غير صالح، برفع عمل وتنوينه وفتح الميم، وبها قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وحمزة وابن عامر، وذلك على أن الضمير في إنه الثاني يعود إلى السؤال، كأنه قال:
سؤالك يا نوح إياي أن أنجيه كافرا ما ليس لك به علم عمل غير صالح، فعلى
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف وَمَنْ آمَنَ تامّ، وكذا: إلا قليل وَمُرْساها كاف رَحِيمٌ حسن، وكذا:
كالجبال، وقال أبو عمرو: في الأول تام مَعَ الْكافِرِينَ كاف مِنَ الْماءِ صالح إِلَّا مَنْ رَحِمَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُغْرَقِينَ حسن أَقْلِعِي كاف، وكذا: على الجوديّ الظَّالِمِينَ تامّ الْحاكِمِينَ كاف، وكذا: من أهلك وغير صالح،
هذا يحسن الوقف على: من أهلك، ويحسن الابتداء بما بعده، لأنه منقطع مما قبله، وليس بوقف على أن الضمير في إنه عائد على ابن نوح، والتقدير: إن ابنك ذو عمل غير صالح فحذف ذو وأقيم عمل مقامه كما تقول عبد الله إقبال وإدبار، أي: ذو إقبال وإدبار، وليس بوقف أيضا على قراءة الكسائي إنه عمل غير صالح بالفعل الماضي بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير نعتا لمصدر محذوف تقديره، إنه عمل عملا غير صالح فلا يوقف على من أهلك لأن الضمير في إنه الثاني يعود على الضمير في إنه ليس من أهلك الأول. فبعض الكلام متصل ببعضه فوصله بما قبله أولى، لأنه مع ما قبله كلام واحد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ كاف على استئناف ما بعده، ومثله: الجاهلين بِهِ عِلْمٌ حسن، للابتداء بالشرط مِنَ الْخاسِرِينَ كاف، ومثله ممن معك، وقيل: تام، لأن وأمم مبتدأ محذوف الصفة، وهي المسوغة للابتداء بالنكرة، أي: وأمم منهم، أو مبتدأ، ولا تقدر صفة، والخبر سنمتعهم في التقديرين، والمسوغ التفصيل أَلِيمٌ تامّ نُوحِيها إِلَيْكَ حسن، ومثله من قبل هذا، وقوله: فَاصْبِرْ أحسن مما قبله، للابتداء بإن لِلْمُتَّقِينَ تامّ لانتهاء القصة أَخاهُمْ هُوداً جائز اعْبُدُوا اللَّهَ حسن، ومثله غيره للابتداء بالنفي، أي: ما أنتم في عبادتكم الأوثان إلا مفترون ومُفْتَرُونَ كاف أَجْراً حسن، ومثله: فطرني، وقيل كاف، على استئناف الاستفهام تَعْقِلُونَ كاف ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ليس بوقف، لأن جواب الأمر لم يأت بعد، وكذا: لا يوقف على مدرارا لعطف ما بعده على ما قبله، والعطف يصير الشيئين كالشيء الواحد إِلى قُوَّتِكُمْ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وما ليس لك به علم مِنَ الْجاهِلِينَ حسن لِي بِهِ عِلْمٌ مفهوم مِنَ الْخاسِرِينَ حسن، وكذا: ممن معك أَلِيمٌ كاف نُوحِيها إِلَيْكَ حسن مِنْ قَبْلِ هذا صالح لِلْمُتَّقِينَ تامّ أَخاهُمْ هُوداً مفهوم مُفْتَرُونَ حسن أَجْراً صالح، وكذا: فطرني أَفَلا تَعْقِلُونَ كاف وكذا: مجرمين بِبَيِّنَةٍ صالح بِمُؤْمِنِينَ
كاف مُجْرِمِينَ كاف بِبَيِّنَةٍ حسن، ومثله: عن قولك بِمُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: بسوء، وقيل: تام، لأنه آخر كلامهم مِنْ دُونِهِ جائز ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ كاف ومثله: وربكم، وكذا بناصيتها، ومستقيم، وإليكم كلها وقوف كافية قَوْماً غَيْرَكُمْ جائز: لاستئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا شَيْئاً كاف حَفِيظٌ تام بِرَحْمَةٍ مِنَّا جائز؛ لأن التقدير، وقد نجيناهم غَلِيظٍ تامّ عَنِيدٍ كاف، وقيل تامّ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله: كفروا ربهم قَوْمِ هُودٍ تامّ، لانتهاء القصة أَخاهُمْ صالِحاً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ حسن، على القراءتين، رفعه نعت لإله على المحل وجرّه نعت له على اللفظ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها جائز ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ كاف مُجِيبٌ تامّ قَبْلَ هذا حسن، على استئناف الاستفهام، وإن كان داخلا في القول آباؤُنا حسن مُرِيبٍ كاف، ومثله: إن عصيته وكذا: غير تخسير لَكُمْ آيَةً جائز، ومثله: في أرض الله، وقيل: حسن بِسُوءٍ ليس بوقف لمكان الفاء قَرِيبٌ كاف فَعَقَرُوها جائز، ومثله: ثلاثة أيام مَكْذُوبٍ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ كاف، ومثله: العزيز جاثِمِينَ ليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا، وإن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف كان تامّا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن، ومثله: كفروا ربهم لِثَمُودَ تام قالُوا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حسن بِسُوءٍ كاف ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ تامّ، وكذا: ربي وربكم آخِذٌ بِناصِيَتِها كاف، وكذا: مستقيم، وشيئا حَفِيظٌ حسن، وكذا: غليظ عَنِيدٍ جائز وَيَوْمَ الْقِيامَةِ حسن كَفَرُوا رَبَّهُمْ كاف قَوْمِ هُودٍ تامّ أَخاهُمْ صالِحاً مفهوم مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حسن تُوبُوا إِلَيْهِ كاف مُجِيبٌ حسن مُرِيبٍ كاف إِنْ عَصَيْتُهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وجوابه محذوف غَيْرَ تَخْسِيرٍ كاف لَكُمْ آيَةً جائز فِي أَرْضِ اللَّهِ كاف، وكذا عذاب قريب ثَلاثَةَ أَيَّامٍ
سَلاماً حسن: أي سدادا من القول، والمعنى سلمنا سلاما أو قولا ذا سلامة لم يقصد به حكاية قالَ سَلامٌ جائز، وسلام خبر مبتدإ محذوف، أي:
أمري وأمركم سلام، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: عليكم سلام حَنِيذٍ كاف لا تَخَفْ جائز، وقال نافع: تامّ، وخولف لأن الكلام متصل قَوْمِ لُوطٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال فَضَحِكَتْ تامّ، على أن لا تقديم في الكلام ولا تأخير، ويكون المعنى أنهم لما لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلى الله عليه وسلم خافهم، فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورا بالبشارة بزوال الخوف، وهذا قول السدي، والرسل هنا جبريل وميكائيل وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين. وقال قتادة: ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب، وقال وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت. وقيل ضحكت حين أخبرتهم
الملائكة أنهم رسل، وقيل كانت قالت لإبراهيم سينزل بهؤلاء القوم عذاب فلما جاءت الرسل سرّت بذلك. وقيل ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة وهو يقوم بمائة رجل. وقال مجاهد: ضحكت بمعنى حاضت. قال الفراء:
لم أسمعه من ثقة، ووجهه أنه كناية. وقال الجمهور: هو الضحك المعروف، وقيل هو مجاز معبر به عن طلاقة الوجه وسروره بنجاة أخيها لوط وهلاك قومه فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف، لمن قرأ يعقوب بالرفع بالابتداء، والتقدير:
ويعقوب من وراء إسحاق، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، أو رفع يعقوب على أنه فاعل، أي: واستقرّ لها من وراء إسحاق يعقوب، وجائز لمن قرأه بالنصب عطفا على موضع بإسحاق،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صالح مَكْذُوبٍ كاف، وكذا: يومئذ، والعزيز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بُعْداً لِثَمُودَ تامّ قالُوا سَلاماً كاف، وكذا: حنيذ قالُوا لا تَخَفْ صالح.
وكذا: إلى قوم لوط، وفضحكت. وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ كاف لمن قرأ يَعْقُوبَ بالرفع بالابتداء، والتقدير: ويعقوب من وراء إسحاق، وجائز
أي: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب، ومراد من نصب لم يدخل يعقوب في البشارة، لأنه يفسد أن ينسق على إسحاق الأول لدخول من بينهما، إذ لا يجوز مررت بعبد الله ومن بعده محمد، ومن نصب لم يرد هذا الوجه. وإنما أراد أن يضمر فعلا ينصبه به كما تقول: مررت بعبد الله ومن بعده محمدا على معنى وجزت من بعده محمدا، وليس بوقف إن جرّ يعقوب تقديرا، والمعنى فبشرناها بإسحاق ويعقوب، وضعف للفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف، وهذا بعيد، والصحيح أنه منصوب بفعل مقدّر دلّ عليه المظهر، والتقدير: وآتيناها من وراء إسحاق يعقوب، فيعقوب ليس مجرورا عطفا على إسحاق، لأن متى كان المعطوف عليه مجرورا أعيد مع المعطوف الجارّ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ حسن، ومثله: شيخا عَجِيبٌ كاف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ حسن أَهْلَ الْبَيْتِ كاف مَجِيدٌ تامّ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى صالح، على أن جواب لما محذوف، أي: أقبل يجادلنا، فيجادلنا حال من فاعل أقبل، وليس بوقف إن جعل جوابها يجادلنا، وكذا إن جعل يجادلنا حالا من ضمير المفعول في جاءته فِي قَوْمِ لُوطٍ كاف، وقيل تامّ، وهو رأس آية في غير البصري، وذلك أن لوطا لم يعرف أنهم ملائكة، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيان الفاحشة لأنهم كانوا في أحسن حال فخاف عليهم، وعلم أنه يحتاج إلى المدافعة عن أضيافه مُنِيبٌ تامّ أَعْرِضْ عَنْ هذا حسن ومثله: أمر ربك غَيْرُ مَرْدُودٍ كاف، ومثله: عصيب، أي: شديد إِلَيْهِ حسن، ومثله: السيئات، وكذا: هنّ أطهر لكم ضَيْفِي كاف، استئناف على الاستفهام رَشِيدٌ كاف مِنْ حَقٍّ جائز ما نُرِيدُ حسن، وهو إتيان الذكور شَدِيدٍ كاف، وجواب لو محذوف تقديره، لبطشت بكم
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لمن قرأه بالنصب حملا على المعنى، والتقدير: فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من ورائه، لأن البشارة في معنى الهبة وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ حسن، وكذا: بعلي
لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ حسن، ومثله: بقطع من الليل على قراءة من قرأ: إلا امرأتك بالرفع بدلا من أحد، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب استثناء من قوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ، وهي قراءة الباقين، ويجوز نصبه استثناء من أحد، والوقف على الليل كما قرئ: ما فعلوه إلا قليلا بالنصب وإِلَّا امْرَأَتَكَ حسن، على القراءتين. قال قتادة والسدي: خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط فأتوا لوطا نصف النهار، وهو في أرض له يعمل فيها، وقد قال الله لهم لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم، فاستضافوه فانطلق بهم، فلما مشى ساعة قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرهم؟
قال أشهد بالله إنهم لشرّ أهل قرية في الأرض عملا فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيت لوط عليه السلام، فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت: إنّ في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء قومه يهرعون إليه، أي: يسرعون في المشي، فقال لهم حين حضروا وظنوا أنهم غلمان: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم من نكاح الرجال: يعني بالتزويج، ولعله في ذلك الوقت كان تزويجه بناته من الكفرة جائزا كما زوّج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب والعاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين، وقيل أراد نساء أمته كما قرئ في الشاذ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وهو أب لهم). انتهى النكزاوي. قال ابن عباس: أغلق لوط بابه والملائكة معه وهم يعالجون سور الدار، فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب بسببهم قالوا: يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له. فقام في الصورة التي خلقه الله عليها فنشر جناحه وضرب وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شيخا، وعجيب مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تامّ أَهْلَ الْبَيْتِ كاف مَجِيدٌ حسن فِي قَوْمِ لُوطٍ كاف مُنِيبٌ تامّ، وكذا: غير مردود يَوْمٌ عَصِيبٌ حسن
فصاروا لا يعرفون الطريق ولا يهتدون إلى بيوتهم، فانصرفوا وهم يقولون:
النجاة النجاة سحرونا ما أَصابَهُمْ حسن، ومثله: موعدهم الصبح فهو منقطع عما قبله، وذلك أنه روى أن الملائكة لما قالت للوط عليه السلام، إنهم يهلكون في الصبح. قال لهم لوط: لا تؤخروهم إلى الصبح كأنه يريد العجلة قالوا له: أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ وإنما قرّبوا عليه لأن قلوب الأبدال لا تحتمل الانتظار، وبقريب كاف مَنْضُودٍ حسن: إن نصب مسوّمة بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب نعتا للحجارة كأنه قال: وأمطرنا عليهم حجارة مسوّمة عِنْدَ رَبِّكَ كاف بِبَعِيدٍ تامّ لانتهاء القصة أَخاهُمْ شُعَيْباً جائز، ومثله:
مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ
على القراءتين رفعه نعتا لإله على المحل، وجرّه نعت له على اللفظ وَالْمِيزانَ حسن، ومثله: بخير، أي: برخص الأسعار مُحِيطٍ كاف بِالْقِسْطِ حسن، ومثله أشياءهم مُفْسِدِينَ تامّ مُؤْمِنِينَ كاف. ورسموا بقيت الله بالتاء المجرورة كما ترى بِحَفِيظٍ حسن ما نَشؤُا كاف، ورسموا نشواء بواو وألف بعد الشين كما ترى الرَّشِيدُ كاف رِزْقاً حَسَناً تام، وفي الكلام حذف تقديره وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً أفتأمرونني أن أعصيه مع هذه النعم التي له عليّ أَنْهاكُمْ عَنْهُ تامّ مَا اسْتَطَعْتُ حسن إِلَّا بِاللَّهِ كاف، ومثله: أنيب أَوْ قَوْمَ صالِحٍ حسن بِبَعِيدٍ كاف ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ حسن وَدُودٌ كاف ضَعِيفاً حسن، للابتداء بلو لا، ومثله: لرجمناك بِعَزِيزٍ كاف، ومثله: من الله فصلا بين الاستخبار والإخبار ظِهْرِيًّا
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السَّيِّئاتِ صالح فِي ضَيْفِي كاف، وكذا: رشيد ما نُرِيدُ حسن شَدِيدٍ كاف لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ مفهوم إِلَّا امْرَأَتَكَ كاف، وكذا: ما أصابهم وموعدهم الصبح بِقَرِيبٍ حسن عِنْدَ رَبِّكَ تامّ، وكذا: ببعيد أَخاهُمْ شُعَيْباً مفهوم مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ جائز وَالْمِيزانَ كاف يَوْمٍ مُحِيطٍ حسن مُفْسِدِينَ تامّ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ كاف بِحَفِيظٍ حسن ما نَشؤُا
كاف، ومثله: محيط إِنِّي عامِلٌ حسن، ثم يبتدئ سوف تعلمون لأنه وعيد فهو منقطع عما قبله، وتعلمون ليس بوقف ولا رأس آية، لأن من في موضع نصب مفعول تعلمون وإن جعلت من في محل رفع بالابتداء والخبر يخزيه. قال الفضل بن العباس: كان تامّا، ورأس آية أيضا على الاستئناف، ورد بأنه ليس رأس آية إجماعا، ويجوز أن تكون من استفهامية وما بعدها الخبر، أي: سوف تعلمون الشقيّ الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب أم غيرهما وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ حسن، ومثله: وارتقبوا رَقِيبٌ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا حسن، ومثله: جاثمين إن جعلت الكاف متعلقة بمحذوف وليس بوقف إن جعلت ما بعدها متعلقا بما قبلها بدلا من جاثمين أو حالا من الضمير في أصبحوا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بَعِدَتْ ثَمُودُ تامّ وَسُلْطانٍ مُبِينٍ ليس بوقف، لأن حرف الجر وما بعده موضعه نصب بأرسلنا وَمَلَائِهِ جائز أَمْرَ فِرْعَوْنَ حسن، وقيل كاف بِرَشِيدٍ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال يَوْمَ الْقِيامَةِ جائز النَّارَ حسن الْمَوْرُودُ كاف لَعْنَةً ليس بوقف، لأن ويوم القيامة معطوف على موضع في هذه كأنه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تامّ، ويبتدئ بئس الرفد، وقيل لعنة واحدة في الدنيا، ويوم القيامة بئس ما يوعدون به، فهي لعنة واحدة، وهذا لا يصح لأنه
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كاف الرَّشِيدُ حسن رِزْقاً حَسَناً تامّ أَنْهاكُمْ عَنْهُ كاف مَا اسْتَطَعْتُ حسن إِلَّا بِاللَّهِ كاف وَإِلَيْهِ أُنِيبُ حسن أَوْ قَوْمَ صالِحٍ تامّ بِبَعِيدٍ كاف وَدُودٌ حسن ضَعِيفاً جائز، وكذا:
لرجمناك بِعَزِيزٍ حسن ظِهْرِيًّا كاف مُحِيطٌ حسن إِنِّي عامِلٌ جائز، وكذا: كاذب سَوْفَ تَعْلَمُونَ ليس بوقف ولا آية لما مرّ في نظيره رَقِيبٌ حسن بِرَحْمَةٍ مِنَّا كاف كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها حسن بَعِدَتْ ثَمُودُ تامّ أَمْرَ فِرْعَوْنَ حسن. وكذا: برشيد، وقال أبو عمرو: فيهما كاف فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ كاف الْمَوْرُودُ حسن وَيَوْمَ الْقِيامَةِ كاف
يؤدي إلى إعمال بئس فيما تقدم عليها، وذلك لا يجوز لعدم تصرّفها. أما لو تأخر لجاز الْمَرْفُودُ كاف نَقُصُّهُ عَلَيْكَ جائز وَحَصِيدٌ كاف أَنْفُسَهُمْ حسن أَمْرُ رَبِّكَ كاف، وكذا: تتبيب، وكذا: ظالمة شَدِيدٌ تامّ الْآخِرَةِ حسن مَجْمُوعٌ ليس بوقف لأن الناس مرفوع به كأنه قال مجموع الناس له، أي: فيه، أي: ستجمع له الناس ولَهُ النَّاسُ جائز مَشْهُودٌ كاف مَعْدُودٍ جائز إِلَّا بِإِذْنِهِ تامّ، عند نافع وَسَعِيدٌ كاف فَفِي النَّارِ جائز وَشَهِيقٌ ليس بوقف، لأن خالدين حال مقدّرة مما قبله وَالْأَرْضُ ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده ما شاءَ رَبُّكَ كاف، ومثله: فعال لما يريد، وفي هذا الاستثناء أربعة عشر قولا، أظهرها أنه استثناء من قوله: ففي النار وفي الجنة، أي: إلا الزمان الذي شاء الله، فلا يكونون في النار ولا في الجنة، وهو الزمان الذي يفصل الله فيه بين الخلق يوم القيامة، لأنه زمان يخلو فيه الشقيّ والسعيد من دخول النار والجنة أو أن إلا بمعنى قد، أي: قد شاء ربك، انظر السمين، ففي الجنة ليس بوقف لأن خالدين حال، فلا يفصل بين الحال وذيها وَالْأَرْضُ ليس بوقف لحرف الاستثناء بعده إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ الثاني حسن: إن نصب عطاء بفعل مضمر، أي: يعطون عطاء، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأن المصدر يعمل فيه معنى ما قبله، ومعنى عطاء إعطاء كنباتا، أي: إنباتا غَيْرَ مَجْذُوذٍ تامّ، ومثله: هؤلاء للابتداء بالنفي مِنْ قَبْلُ كاف غَيْرَ مَنْقُوصٍ تامّ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الْمَرْفُودُ حسن، وكذا: حصيد أَنْفُسَهُمْ صالح، وكذا: أمر ربك تَتْبِيبٍ كاف، وكذا: ظالمة شَدِيدٌ حسن الْآخِرَةِ كاف لَهُ النَّاسُ صالح مَشْهُودٌ حسن مَعْدُودٍ صالح إِلَّا بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: سعيد ما شاءَ رَبُّكَ* في الموضعين: حسن، وكذا: لما يريد وغير مجذوذ هؤُلاءِ تامّ مِنْ قَبْلُ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، والثاني: أكفى منه غَيْرَ مَنْقُوصٍ تامّ
فَاخْتُلِفَ فِيهِ كاف، ومثله: لقضي بينهم مُرِيبٍ تام، على قراءة من شدد النون والميم، وقرئ إن مخففة وكلا اسمها وإعمالها مخففة ثابت في لسان العرب، ففي كتاب سيبويه أن زيد المنطلق بتخفيف أن، فبالتخفيف قرأ نافع وابن كثير وأبو بكر عن عاصم والباقون بالتشديد، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة لما هنا مشددة، وفي يس: وإن كل لما جميع لدينا، وفي الزخرف: وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا، وفي الطارق: إن كل نفس لما عليها حافظ. قال صاحب الكشاف: أعجب كلمة كلمة لما إن
دخلت على ماض كانت ظرفا، وإن دخلت على مضارع كانت حرفا جازما نحو لما يخرج، وتكون اسما مبنيا لاتحاده بين كونه اسما وكونه حرفا كمنذ، فإنه مبني حال الاسمية لمجيئه اسما على صورة الحرف فكذلك لما أَعْمالَهُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ، للابتداء بعده بالأمر وَمَنْ تابَ مَعَكَ حسن وَلا تَطْغَوْا أحسن مما قبله بَصِيرٌ تام، حكي عن بعض الصالحين أنه رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له يا رسول الله، روي عنك أنك قلت شيبتني هود وأخواتها، فما الذي شيبك في هود أقصص الأنبياء أو هلاك الأمم؟ فقال:«لا ولكن قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ» أي: لأن الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله، وهي مقام لا يطيقه إلا الأكابر، قاله الفخر الرازي فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ حسن، ومثله: من أولياء ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ تامّ مِنَ اللَّيْلِ كاف، ومثله: السيئات. قال مجاهد: الحسنات هي: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَاخْتُلِفَ فِيهِ حسن، وكذا: لقضى بينهم، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مُرِيبٍ تامّ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ حسن وَمَنْ تابَ مَعَكَ كاف، وكذا: ولا تطغوا بَصِيرٌ تامّ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ أَوْلِياءَ كاف ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ اللَّيْلِ كاف، وكذا: السيئات لِلذَّاكِرِينَ حسن، وكذا: المحسنين، وممن
لِلذَّاكِرِينَ كاف وَاصْبِرْ جائز الْمُحْسِنِينَ تامّ مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ حسن، ومثله: فيه مُجْرِمِينَ تامّ، ومثله: مصلحون، أي: ما كان الله ليهلكهم وهذه حالتهم أُمَّةً واحِدَةً حسن خَلَقَهُمْ تامّ، إن جعل قوله: ولذلك خلقهم بمعنى وللاختلاف في الشقاء والسعادة خلقهم، وإن قدرته بمعنى وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ولذلك خلقهم على التقديم والتأخير كان الوقف على من رحم ربك كافيا وابتدأ ولذلك خلقهم إلى أجمعين، ويكون الوقف على أجمعين كافيا. قاله النكزاوي. كَلِمَةُ رَبِّكَ ليس بوقف، لأن لأملأن تفسير للكلمة فلا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف أَجْمَعِينَ تامّ فُؤادَكَ حسن الْحَقُّ ليس بوقف، لأن وموعظة معطوفة على الحقّ، والوقف على، وموعظة حسن إن جعل ما بعدها منصوبا بفعل مقدر، أو جعل وذكرى مبتدأ، والخبر ما بعدها، وليس بوقف إن رفع ما بعدها عطفا عليها لِلْمُؤْمِنِينَ كاف عَلى مَكانَتِكُمْ حسن عامِلُونَ أحسن مما قبله وَانْتَظِرُوا جائز مُنْتَظِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: فاعبده وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ كاف، آخر السورة تام.
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنجينا منهم مُجْرِمِينَ تامّ، وكذا: مصلحون أُمَّةً واحِدَةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَلَقَهُمْ تامّ، وكذا: أجمعين فُؤادَكَ كاف لِلْمُؤْمِنِينَ حسن عامِلُونَ جائز مُنْتَظِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ جائز وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام.