المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة آل عمران - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:

- ‌الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف:

- ‌تنبيهات

- ‌سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس:

- ‌التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ

- ‌[مطالب]

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة والذاريات

- ‌سورة والطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبإ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى عز وجل

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة والفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورتا الفلق والناس

الفصل: ‌سورة آل عمران

كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانا: أي مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك: أي مغفرتك فيكون منصوبا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير

الْمَصِيرُ

تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح، ومثله: ما كسبت، وكذا: وعليها ما اكتسبت. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن للابتداء بالنداء أَوْ أَخْطَأْنا، ومِنْ قَبْلِنا، وما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو: كافية للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها، لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء أَنْتَ مَوْلانا ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها الْكافِرِينَ تامّ، وفي الحديث:«إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرءان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان» .

‌سورة آل عمران

(1)

مائتا آية اتفاقا، وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وعشرون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس

ــ

بالله فلا يقطع عنه مِنْ رُسُلِهِ كاف على القراءتين، وكذا: سمعنا وأطعنا الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح لَها ما كَسَبَتْ جائز وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ حسن، وكذا: أو أخطأنا، ومن قبلنا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كاف وَاعْفُ عَنَّا صالح وَاغْفِرْ لَنا مفهوم وَارْحَمْنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف لا يحسن الوقف على أَنْتَ مَوْلانا لمكان الفاء بعده، آخر السورة تامّ.

سورة آل عمران مدنية

(1) ذكر الشيخ أنها مائتا آية اتفاقا وهذا أمر مختلف فيه لأنها مائتا آية إلا آية في الشامي ومائتا آية

ص: 151

معدودا باتفاق تسعة مواضع: لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ مَتاعٌ قَلِيلٌ. الم تقدّم ما يغني عن إعادته، ونظائرها مثلها في فواتح السور، واختلف هل هي مبنية أو معربة وسكونها للوقف؟ أقول إِلَّا هُوَ تامّ إن رفع ما بعده على الابتداء: ونزل عليك الخبر، أو رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعلت الله مبتدأ وما بعده جملة في موضع رفع صفة الله، لأن المعنى يكون: الله الحيّ القيوم لا إله إلا هو، والحيّ القيوم الخبر، فلا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا لو أعربت الحيّ بدلا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، وخبره نزل عليك الكتاب، والوقف على بالحق لا يجوز لأن مصدّقا حال مما قبله: أي حال مؤكدة لازمة: أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف على استئناف ما بعده، وإن كان ما

ــ

والم تقدم الكلام عليه في سورة البقرة اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن: إن رفعت ما

في الباقي عند أبي معشر، ولكن الباقي لم يعتبر هذا الخلاف فقال السخاوي في جمال القراء (1/ 200): هي مائتا آية في جميع العدد، وقال ابن الجوزي: سورة آل عمران مائتا آية بلا خلاف في جملتها إلا ما حكى عن بعض الرواة أنها تنقص آية على أهل الشام قال: لأنه لم يعدوا حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آية.

انظر: «فنون الأفنان» (281) والخلاف في ست آيات هي الم (1)، وَالْإِنْجِيلَ الثاني (48): كوفي وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ (4): غير كوفي. مِمَّا تُحِبُّونَ (92): علوي. وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ (49): بصري. الإنجيل الأول (3): غير شامي وانظر «التلخيص» (230)، جمال القراء (1/ 200) فنون الأفنان (281)، الإتحاف (169).

ص: 152

بعده معطوفا على ما قبله، إلا أنه من عطف الجمل فيوقف على ما قبله على قول وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف. قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تامّ، ويبتدئ هدى للناس: أي وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير لأنه يؤدّى إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفا، وضربت هندا: يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا، والمراد بالمعمول الذي قدّم على النسق هو قوله: هُدىً لِلنَّاسِ، والمراد بالنسق هو واو قوله: وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ الذي هو صاحب الحال. فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى: أي هاديا، وإن جعل محل هدى رفعا جاز: أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم هُدىً لِلنَّاسِ تامّ عند أبي حاتم وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ أتمّ لانتهاء القصة عَذابٌ شَدِيدٌ تامّ عند نافع، ومثله: ذو انتقام فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه، أو أن السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: وَلا فِي السَّماءِ»، والوقف على في السماء تامّ فِي الْأَرْحامِ ليس بوقف لأن قوله:

كيف يشاء متعلق بالتصوير كَيْفَ يَشاءُ تامّ، ومثله: الحكيم الْكِتابَ ليس بوقف، لأن قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله:

ومن قوم موسى. ثم يبتدئ أمّة يهدون بالحق، ولا يقول هذا أحد لأنهم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بعده بأنه خبر لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ:

إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، لأن خبره: نزل عليك الكتاب مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف، وكذا: هدى للناس وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ تامّ: لتمام القصة عَذابٌ شَدِيدٌ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ،

ص: 153

يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، ونقل بعضهم أن الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجها، ووجهه والله أعلم أنه جعل الضمير في منه كناية عن الله: أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده، ثم يبتدئ آيات محكمات: أي هو آيات محكمات، والوقف على مُحْكَماتٌ جائز: أُمُّ الْكِتابِ حسن مُتَشابِهاتٌ كاف، لاستئناف التفصيل معللا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين: ابتغاء فتنة الإسلام، وابتغاء التأويل، وكلاهما مذموم. فقال: ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، والوقف على تَأْوِيلِهِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا اللَّهُ وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلا بدليل منفصل، ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم: أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله تعالى لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأن من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، وبين الوقفين تضادّ ومراقبة. فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين، واختاره العز بن عبد السلام، وقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على إلا الله، وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره: أي إن الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة، والمدة التي بيننا وبين قيامها، وليس بوقف لمن عطف الراسخون على لفظ الجلالة: أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا، ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون: أي قائلين آمنا به. وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلا الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على بعضه، وأهل قوما من أمته لتأويل بعضه، وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولا، وهذا تقريب للكلام

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا: في السماء، وكيف يشاء، والعزيز الحكيم، وقال أبو عمرو: في السماء، ويشاء كاف

ص: 154

على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه أفهام الأعلام. وقال السجستاني: الراسخون غير عالمين بتأويله، واحتجّ بأن وَالرَّاسِخُونَ في موضع وأما. وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثني أو تثلث كقوله: أما السفينة، وأما الغلام، وأما الجدار، فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر.

وهنا قال: فأما الذين في قلوبهم زيغ، ولم يقل بعده وأما، ففيه دليل على أن قوله: وَالرَّاسِخُونَ مستأنف منقطع عن الكلام قبله. وقال أبو بكر: وهذا غلط، لأنه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء، لأنهما ليستا مما يضمر وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ صالح على المذهب الثاني على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال، وإن جعل آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كلاما محكيّا عنهم فلا يوقف على آمنا به، بل على قوله: كلّ من عند ربنا، وهو أحسن، لأن ما بعده من كلام الله: أي كل من المحكم والمتشابه، فهو انتقال من الكلام المحكي عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم آمَنَّا بِهِ حسن على المذهبين مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كاف. وقوله: وما يذكر إلا أولوا الألباب معترض ليس بمحكيّ عنهم، لأنه من كلام الله الْأَلْبابِ تامّ، وقيل كاف، لأن ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا حسن، ومثله:

رحمة، للابتداء بأن الْوَهَّابُ تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية داخلا في جملة الكلام المحكي لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف، لأن ما بعده من كلام الله، لا من كلام الراسخين، وحسن إن جعل التفاتا من الخطاب

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْكِتابَ صالح مُحْكَماتٌ جائز أُمُّ الْكِتابِ حسن وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ كاف تَأْوِيلِهِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ تام، على قول الأكثر، أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، وليس بوقف على قول غيرهم أن الراسخين يعلمون تأويله آمَنَّا بِهِ صالح على المذهبين، ويجوز أن يوقف على: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ على

ص: 155

إلى الغيبة: أي حيث لم يقل إنك، بل قال إن الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة الْمِيعادَ تامّ شَيْئاً جائز، ومثله: وقود النار، يبني الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من كَدَأْبِ بماذا تتعلق؟ فقيل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب. وفي الناصب لها تسعة أقوال. أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا: أي إن الذين كفروا به كفرا كدأب آل فرعون: أي كعادتهم في الكفر، أو منصوبة بكفروا مقدّرا، أو النصاب مصدر مدلول عليه بلن تغني: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، أو منصوبة بوقود: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك، أو منصوبة بفعل مقدّر مدلول عليه بلفظ الوقود: أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق، أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام: أي كذبوا تكذيبا

كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب.

التاسع أن العامل فيها فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود، فإن ما بعد فاء العطف لا يعمل فيما قبلها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعا عما قبله، وخبره كذبوا، أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ جائز الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا كاف: لمن رفع فئة بالابتداء، وسوّغ الابتداء بها التفصيل، وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المذهب الثاني، ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به، لكن الأجود خلافه، إذ المشهور أن هذه الجملة على هذا المذهب حال رَبِّنا حسن وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ كاف: لأن ما بعده من الحكاية وإن كان هو ليس منها. وقال أبو عمرو: في ربنا، وأُولُوا الْأَلْبابِ تامّ

ص: 156

الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة. وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجرّ تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة صفة، أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو:[البسيط]

حتّى إذا ما استقلّ النجم في غلس

وغودر البقل ملويّ ومحصود

أي بعضه ملوي وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب فئة، وكافرة على الحال من الضمير: أي التقتا مختلفتين، وقرئ فئة بالنصب على المدح: أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذمّ: أي وأذم أخرى، وعلى هاتين القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى، رَأْيَ الْعَيْنِ حسن. وقيل كاف مَنْ يَشاءُ تام لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه ولا وقف من قوله: زين للناس إلى والحرث، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد وَالْحَرْثِ حسن، ومثله:

الدنيا الْمَآبِ تامّ. قال السدّي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفا، وهو هنا اسم مصدر: أي حسن الرجوع مِنْ ذلِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام إلى الإخبار ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ برفع جنات على الابتداء،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إِذْ هَدَيْتَنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً صالح الْوَهَّابُ تامّ:

وإن كان ما بعده من الحكاية، لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف الْمِيعادَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً جائز وَقُودُ النَّارِ جائز إن علق به وبكفروا كدأب، وكاف إن علق بكذبوا بعدها، أو جعل كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ خبرا لمبتدإ محذوف: أي عادتهم في كفرهم وتظاهرهم على النبيّ صلى الله عليه وسلم كعادة آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تام: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن عطف ذلك عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ مفهوم الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا حسن. وقال أبو عمرو:

ص: 157

وللذين خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤاله مقدر كأنه قيل: ما الخير؟

فقيل: الذين اتقوا عند ربهم جنات، مثل قوله: قل أفأنبئكم بشرّ من ذلكم.

ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله:

عِنْدَ رَبِّهِمْ متعلقا بخير، وإن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف تقديره ذلك جنات كاف الوقف على عِنْدَ رَبِّهِمْ حسنا، وليس بوقف لمن خفض جنات بدلا من خير، ولا يوقف على ما قبل جنات، ولا عند ربهم، وأزواج مطهرة، ورضوان بالجرّ في الجميع لعطفه على ما قبله جَنَّاتٌ جائز، لأن تجري في محل رفع، أو نصب، أو جرّ على حسب القراءتين وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تامّ. قال أصحاب الدرّ النظيم: أؤنبئكم رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى، وحذفوا الألف بعد النون في جنات في جميع القرآن اتفاقا، وفي محل الذين يقولون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فمن رفعه خبر مبتدإ محذوف أو نصبه بمقدّر كان الوقف على بِالْعِبادِ تاما، أو كافيا، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من قوله لِلَّذِينَ اتَّقَوْا، أو نعتا للعباد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ذُنُوبَنا جائز وَقِنا عَذابَ النَّارِ كاف: إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين يقولون، أو مخفوضا نعتا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بِالْأَسْحارِ تامّ: إن قرئ شَهِدَ اللَّهُ فعلا ماضيا بمعنى أعلم بانفراده بالوحدانية، أو قضى الله: أو قرئ شهداء الله بالرفع

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف رَأْيَ الْعَيْنِ كاف مَنْ يَشاءُ تامّ لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه وَالْحَرْثِ كاف الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقال أبو عمرو: كاف حُسْنُ الْمَآبِ تامّ مِنْ ذلِكُمْ كاف جَنَّاتٌ جائز وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ بِالْعِبادِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو منصوبا بأعني، وإن جعل مجرورا بدلا من قوله:

للذين اتقوا، أو نعتا للعباد لا يحسن الوقف على بِالْعِبادِ إلا بتجوّز، لأنه رأس آية ذُنُوبَنا كاف، وكذا: وَقِنا عَذابَ النَّارِ، إن جعل ما بعده منصوبا على المدح، وإن

ص: 158

على إضمار مبتدإ محذوف والإضافة: أي هم شهداء الله وليس بوقف إن قرئ شهد مبنيا للمفعول: أي شهد انفراده بالألوهية أو قرئ شهداء الله جمعا منصوبا مضافا إلى

الله حالا، أو على المدح جمع شهيد أو شاهد، أو قرئ شهدا الله بضم الشين والهاء وفتح الدال منوّنا ونصب الجلالة أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال وضمها مضافا لاسم الله، فالرفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم شهد الله والنصب على الحال، وهو جمع شهيد كنذير ونذر، أو قرئ شهد الله بضم الدال ونصبها وبلام الجرّ ونسبت هذه القراءة للإمام عليّ كرّم الله وجهه بِالْقِسْطِ حسن الْحَكِيمُ تامّ لمن قرأ إِنَّ الدِّينَ بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها، وهو الكسائي، لأن محلها نصب، لأنها مع مدخولها معمول لشهد، وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول، أو بإضمار حرف الجرّ كأنه قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، ل «إ» ن الدين عند الله الإسلام، أو بأن الدين عند الله الإسلام وعلى هذا فلا يوقف على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله بالوقف الْإِسْلامُ كاف، ومثله: بغيا بينهم الْحِسابِ تامّ للابتداء بالشرط وَمَنِ اتَّبَعَنِ حسن للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب، والأول مختص بأهل الكتاب فلم يكن الثاني من جملة الشرط. قاله السجاوندي أَأَسْلَمْتُمْ حسن لتناهي الاستفهام إلى الشرط فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن للابتداء بشرط آخر. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تامّ للابتداء بإن بِغَيْرِ حَقٍّ جائز لمن قرأ ويقاتلون بألف بعد القاف لعدول المعنى عن قوله: ويقتلون بغير ألف، وليس بوقف لمن قرأ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جعل بدلا من الذين يقولون لم يحسن الوقف على النار إلا بتجوّز، لأنها رأس آية بِالْأَسْحارِ تامّ بِالْقِسْطِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف الْحَكِيمُ تامّ: على قراءة من كسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة من فتحها، لأنها مع مدخولها معمولة لشهد بمعنى أخبر، ولا يوقف حينئذ على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله

ص: 159

ويقتلون بغير ألف لفصله بين اسم إن وخبرها، وقوله: فَبَشِّرْهُمْ في موضع خبر إن، وإن جعل خبر إن أولئك الذين حبطت أعمالهم، فلا يوقف على أليم، ولا على الناس للعلة المذكورة أَلِيمٍ كاف وَالْآخِرَةِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بالنفي مع اتحاد المقصود مِنْ ناصِرِينَ تامّ، ومثله:

معرضون مَعْدُوداتٍ صالح، لأن الواو بعده تصلح للعطف وللحال: أي وقد غرّهم أو قالوا مغرورين يَفْتَرُونَ كاف لا رَيْبَ فِيهِ جائز. وقال نافع: تامّ وخولف في هذا، لأن ما بعده معطوف على الجملة قبله، فهو من عطف الجمل لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ جائز في المواضع الأربعة، وقد نصّ بعضهم على الأوّل منها والأخير، والوجه أنها شيء واحد بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني، ومثله: من الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ للابتداء بالشرط فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ. قال أبو حاتم السجستاني: كاف، ووافقه أبو بكر بن الأنباري ولم يمعن النظر، وأظنه قلده، وكان يتحامل على أبي حاتم ويسلك معه ميدان التعصب، تغمدنا الله وإياهم برحمته، ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء، وهو قوله: ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، استأنف بعده إلا على معنى إلا أن يكون الخوف يحمله عليه، فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء، وأجاز الابتداء بإلا هنا، وفيه ضعف، لأن إلا حرف استدراك يستدرك بها الإثبات

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْإِسْلامُ كاف، وكذا: بغيا بينهم، وسريع الحساب، ومن اتبعن أَأَسْلَمْتُمْ صالح، وكذا: فقد اهتدوا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تام. وكذا، بعذاب أليم وَالْآخِرَةِ صالح: وقال أبو عمرو: كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ مُعْرِضُونَ كاف، وكذا: يفترون لا رَيْبَ فِيهِ مفهوم لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ مفهوم في المواضع المذكورة بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز وكذا في الليل، ومن الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وكذا، من دون المؤمنين فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ

ص: 160

بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال، مع أن أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدى به في هذا الفنّ، ووافقه الكواشي وقال: إلا أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى اللهمّ والله أعلم بكتابه.

وفصل أبو العلاء الهمداني حيث قال: من العلماء من قال: إذا كان بعد الاستثناء كلام تامّ جاز الابتداء بإلا إذا لم يتغير معنى ما قبلها نحو: أَسْفَلَ سافِلِينَ، وقوله: بشرهم بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، وكقوله:

وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو:

فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ، ونحو: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ*، فلا يبتدأ بإلا. وأما إذا لم يكن بعد إلا كلام تامّ، بل كان متعلقا بما قبله فلا يوقف دونه. وقال ابن مقسم: إذا كان الاستثناء متصلا فالوقف على ما بعدها أحسن نحو: تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، إلا أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلا لتمام الآية، وعلى ما بعدها لتمام الكلام نحو: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ*، إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً. وإن كان منقطعا عما قبله فالوقف على ما قبل إلا أجود، وعلى ما بعدها حسن، ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنا في الوقف، فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ هنا الوقف، ثم يبتدأ: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا، وكذلك: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ، لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً، لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى، والتامّ في ذلك كله آخر الآية. وأما المنقطع بعد تمام الآية، فقوله: إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف، وهو بعيد مِنْهُمْ تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ

ص: 161

لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا، عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ، بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً، أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، فإن اللفظ لفظ الاستثناء والتقدير الرجوع من إخبار إلى إخبار، ومن معنى إلى معنى، وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه. وحاصله أن الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل إلا، وإن كان بمعنى لكن، وأن ما بعده ليس من جنس ما قبله نحو: لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى، إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ، إذ لم يستثن الظنّ من العلم، لأن اتباع الظنّ ليس بعلم، المعنى لكنهم يتبعون الظنّ، والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعا، إذ لم يصح دخول ما بعد إلا فيما قبلها، ألا ترى أن الأمانيّ ليست من الكتاب، وتكون إلا بمعنى الواو عند قوم نحو قوله: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ، وكقوله: إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً، ونحو قوله: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً. قال أبو عبيدة بن المثنى: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ. ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ، فقوله: إِلَّا فِي كِتابٍ منقطع عما قبله، إذ لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منها إلا في الحال التي استثناها، وهو قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وهذا لا يجوز أصلا، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو: أي وهو أيضا في كتاب مبين، ونحو ذلك قوله:

وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها إلى قوله: فِي كِتابٍ مُبِينٍ، ومعنى:

فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ أي: ليس من توفيق الله وكرامته في شيء، أو ليس فيه لله حاجة، أي: لا يصلح لطاعته ولا لنصرة دينه. وقال الزجاج:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نَفْسَهُ كاف. وقيل تامّ الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: يعلمه الله وَما فِي الْأَرْضِ

ص: 162

معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو:

كاف نَفْسَهُ كاف الْمَصِيرُ تامّ يَعْلَمْهُ اللَّهُ كاف لاستثناء ما بعده، وليس معطوفا على جواب الشرط، لأن علمه تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، ومثله: وما في الأرض قَدِيرٌ كاف، إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب بيحذّركم الأولى، وكذا إن نصب بالمصير للفصل بين المصدر ومعموله كأنه قال: تصيرون إليه يوم تجد كل، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ويضعف نصبه بقدير، لأن قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم، بل هو متصف بالقدرة دائما ويضعف نصبه بتودّ: أي تودّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرّها تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعلت ما مبتدأ، وخبرها تودّ، ومن جعلها شرطية، وجوابها تودّ لم يصب، ولم يقرأ أحد إلا بالرفع ولو كانت شرطية لجزم تودّ، ولو قيل يمكن أن يقدّر محذوف: أي فهي تودّ أو نوى بالمرفوع التقديم ويكون دليلا للجواب لا نفس الجواب لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة، وذلك لا يجوز، وقراءة عبد الله من سوء ودّت تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت، وفي الكلام حذف تقديره تسرّ به، ومن سوء محضرا حذف تسرّ من الأول ومحضرا من الثاني، والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرا تكرهه،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف قَدِيرٌ تامّ: إن نصب يوم تجد باذكر مقدّرا، وكاف إن نصب ذلك بالمصير، أو يحذركم الله نفسه مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على: ما عملت من خير، بل الوقف على: وما عملت من سوء أَمَداً بَعِيداً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نَفْسَهُ حسن. وقال أبو عمرو:

كاف بِالْعِبادِ تامّ ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ مفهوم الْكافِرِينَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ جائز مِنْ بَعْضٍ كاف، وقيل تامّ سَمِيعٌ

ص: 163

وليس بوقف إن عطف وما عملت من سوء على ما عملت من خير أَمَداً بَعِيداً حسن: وكرّر التحذير تفخيما وتوكيدا كما في قوله: [المديد]

لا أرى الموت يسبق الموت شيء

نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

نَفْسَهُ كاف بِالْعِبادِ تامّ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ حسن:

للابتداء بالشرط مع الفاء فَإِنْ تَوَلَّوْا ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكافِرِينَ تام: العالمين جائز: من حيث كونه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، لأن ذرية حال من اصطفى: أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض، أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها، ولا بين البدل والمبدل منه، فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيا مِنْ بَعْضٍ كاف عَلِيمٌ تامّ: على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى أن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ على أنه مستأنف. وهذا وهم من أبي عبيدة، وذلك أن إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأن اللغو إنما يكون في الحروف، وموضع إذ نصب بإضمار فعل: أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف، وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرا

مدلولا عليه باصطفى الأوّل: أي اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله: أي سمع دعاءها ورجاءها، فإذ متعلقة بالوصفين معا مُحَرَّراً

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عَلِيمٌ كاف، وكذا: فتقبل مني، و: السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَضَعْتُها أُنْثى تامّ، وقال أبو عمرو: كاف، هذا على قراءة من سكن التاء من قوله: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ لأنه إخبار من الله تعالى فهو مستأنف، ومن قرأ بضم التاء لم يقف على أنثى بِما وَضَعَتْ صالح على قراءة من سكن التاء، وليس بوقف على قراءة ضمها

ص: 164

جائز: وهو حال من الموصول، وهو ما في بطني، والعامل فيها نذرت، ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها فَتَقَبَّلْ مِنِّي تامّ: عند نافع للابتداء بإن الْعَلِيمُ كاف: ومثله: أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارا من الله عن أمّ مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم، وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارا إني وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت بِما وَضَعَتْ جائز: على قراءة سكون التاء، وليس بوقف لمن ضمها كَالْأُنْثى جائز: إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أمّ مريم، ولا وقف من وإني سميتها مريم إلى الرجيم، فلا يوقف على مريم، سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنه معطوف على إني وضعتها. وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم، وهنا بجملتين، الأولى والله أعلم بما وضعت، والثانية وليس الذكر كالأنثى، قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلا في موضعين، فإن الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ الرَّجِيمِ كاف: وقيل تامّ:

نَباتاً حَسَناً حسن: عند من خفف وكفلها، لأن الكلام منقطع عن الأول

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كَالْأُنْثى جائز: على القراءة الأولى، حسن على الثانية وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ جائز الرَّجِيمِ تامّ، وكذا نَباتاً حَسَناً إن قرئ وكفلها بالتخفيف، فإن شدّد لم يوقف على حسنا لأن كفلها حينئذ معطوف على أنبتها: أي وكفلها الله زكريا وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا صالح: على القراءتين عِنْدَها رِزْقاً صالح، وكذا: أنى لك هذا

ص: 165

بتبدّل فاعله. فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدّد ضمير اسم الرب عز وجل: أي وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدّد، لأن الفعلين معا لله تعالى: أي أنبتها الله نباتا حسنا وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم، وقصر زكريا غير عاصم، فإنه قرأ بالمدّ، فمن مدّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعا: أي ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا جائز: على القراءتين، ومثله رزقا، وكذا: هذا منصوص عليهما مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنها قالت: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والأولى وصله بما بعده بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وقيل كاف لأن ما بعده متعلق به من جهة المعنى، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:

لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه طَيِّبَةً حسن: للابتداء بأن الدُّعاءِ تامّ الْمِحْرابِ حسن:

على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول: أي قالت إن الله وقد جاء إضمار القول كثيرا، من ذلك قوله: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي: يقولون سلام عليكم. فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها لأن التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من قوله الله تعالى، وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أمّ مريم بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ رَبَّهُ حسن ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً صالح سَمِيعُ الدُّعاءِ تامّ فِي الْمِحْرابِ حسن على قراءة من كسر همزة إن الله، وليس بوقف على قراءة من فتحها مِنَ الصَّالِحِينَ حسن ما يَشاءُ تامّ آيَةً كاف،

ص: 166

بعده فهو منصوب المحل بقوله: فَنادَتْهُ لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين.

أحدهما الهاء، والثاني أن الله. وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على المحراب، وكذا: على قراءة من قرأ: أن الله بفتح الهمزة على تقدير بأن الله: أي بهذا اللفظ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله انظر النكزاوي الصَّالِحِينَ كاف:

وقيل تامّ عاقِرٌ حسن: ووقف بعضهم على كذلك على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته كأنه قال ربّ على أيّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا؟ فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تمّ في قوله:

كذلك، وقوله: الله يفعل ما يشاء جملة مبينة مقرّرة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب، وعلى هذا يكون كذلك متعلقا بمحذوف، والله يفعل ما يشاء جملة منعقدة من مبتدإ وخبر، وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك: أي يفعله حال كونه مثل ذلك أو جعلت في محل رفع خبر مقدّم، والجلالة مبتدأ مؤخر اه. سمين ما يَشاءُ تامّ: وهو رأس آية اجْعَلْ لِي آيَةً حسن: ومثله رمزا، وقيل تام للابتداء بالأمر وَالْإِبْكارِ تام: على أن إذ منصوبة المحل بمضمر تقديره واذكر، وحسن إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله من عطف الجمل الْعالَمِينَ تامّ: للابتداء بالنداء الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف: عند أبي حاتم، ومثله: يكفل مريم ويختصمون بِكَلِمَةٍ مِنْهُ جائز: ويبتدئ اسمه المسيح بكسر الهمزة، ومثله عيسى ابن مريم إن جعل عيسى خبر مبتدإ محذوف: أي هو عيسى، وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله: الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كما

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا: إِلَّا رَمْزاً، والْإِبْكارِ. وقال أبو عمرو في الأبكار تامّ الْعالَمِينَ تامّ مَعَ الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف، وكذا: يَكْفُلُ مَرْيَمَ، ويَخْتَصِمُونَ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ صالح، وقيل تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ صالح.

وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ جائز وَكَهْلًا جائز وَمِنَ

ص: 167

في الكشاف، أو جعل عيسى بدلا من المسيح أو عطف بيان، وابن مريم صفة لعيسى وَالْآخِرَةِ جائز: ومثله المقرّبين عند من جعل ويكلم مستأنفا على الخبر. والأوجه أن وجيها، ومن المقرّبين ويكلم، ومن الصالحين. هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله بكلمة، والمعنى أن الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة، ولا يجوز أن تكون من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم ولا من الهاء في اسمه، انظر تعليل ذلك في المطوّلات، فلا يوقف على كهلا، لأن ومن الصالحين معطوف على وجيها: أي وجيها ومقرّبا وصالحا، أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته وكهولته وتقريبه وصلاحه الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف: ومثله ما يشاء كُنْ جائز فَيَكُونُ تامّ: لمن قرأ:

ونعلمه بالنون على الاستئناف، وكاف لمن قرأ بالياء التحتية عطفا على يبشرك من عطف الجمل وَالْإِنْجِيلَ حسن، إن نصب ورسولا بمقدر: أي ونجعله رسولا، وليس بوقف لمن عطفه على وجيها فيكون حالا: أي ومعلما الكتاب، وهو ضعيف لطول الفصل بين المتعاطفين، وكذا على قراءة البزي، ورسول بالجرّ عطفا على بكلمة منه: أي يبشرك بكلمة منه ورسول لبعد المعطوف عليه والمعطوف مِنْ رَبِّكُمْ كاف، لمن قرأ إني أخلق بكسر الهمزة وهو نافع على الاستئناف أو على التفسير، فسّر بهذه الجملة قوله: بآية كأن قائلا قال وما الآية. فقال إني أخلق، ونظيرها يأتي في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف، وكذا: يخلق ما يشاء كُنْ فَيَكُونُ تقدم في البقرة، وقال الأصل هنا: فيكون تام لمن قرأ ونعلمه بالنون، وكاف لمن قرأه بالياء لأنه معطوف على يبشرك وَالْإِنْجِيلَ جائز بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ صالح، إن قرئ: إني أخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها بِإِذْنِ اللَّهِ صالح في الموضعين. وقال أبو عمرو: كاف فِي بُيُوتِكُمْ كاف، وكذا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ومصدّقا منصوب بجئت مقدّرا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ كاف: وَأَطِيعُونِ تامّ: فَاعْبُدُوهُ حسن

ص: 168

عِنْدَ اللَّهِ، فجملة خلقه مفسرة للمثل، وكما في قوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، ثم فسر الوعد بقوله لَهُمْ مَغْفِرَةٌ، فالاستئناف يؤتى به تفسيرا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من أنى قد جئتكم أو جعله في موضع خفض بدلا من آية بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس أو جعلت خبر مبتدإ محذوف: أي هي أنى، فقوله أنى يجوز أن يكون في موضع رفع أو نصب أو جرّ على اختلاف المعاني وفتحها على إسقاط الخافض فموضعها جرّ: أي بأنى، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل أنى نصب عند سيبويه وجرّ عند الخليل بِإِذْنِ اللَّهِ جائز: في الموضعين فِي بُيُوتِكُمْ كاف، ومثله: مؤمنين إن نصب ومصدقا بفعل مقدّر: أي وجئتكم مصدّقا لما بين يديّ، وليس بوقف إن نصب عطفا على رسولا أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب إن كنتم محذوف: أي انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها حُرِّمَ عَلَيْكُمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّكُمْ حسن وَأَطِيعُونِ كاف فَاعْبُدُوهُ حسن. وقيل كاف مُسْتَقِيمٌ تامّ إِلَى اللَّهِ الأول حسن، والثاني ليس بوقف، لأن آمنا في نظم الاستئناف مع إمكان الحال: أي قد آمنا كذلك مُسْلِمُونَ كاف: ومثله الشاهدين وَمَكَرَ اللَّهُ حسن الْماكِرِينَ كاف مُتَوَفِّيكَ جائز، ومثله: ورافعك إليّ، وليس منصوصا عليهما، والأولى وصلهما. وقيل هو من المقدّم والمؤخر: أي رافعك إليّ حيا ومتوفيك وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن، إن جعل

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مُسْتَقِيمٌ تامّ: إلى الله حسن، وكذا: نحن أنصار الله وآمَنَّا بِاللَّهِ وكذا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ومع الشاهدين وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ كاف، وكذا خير الماكرين مُتَوَفِّيكَ جائز، وكذا: رافعك إليّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن. وقال أبو

ص: 169

الخطاب في اتبعوك للنبي صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوه هم المسلمون: أي وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في

اللفظ وفي المعنى، لأنه استئناف خبر له، ومعنى قوله فوق الذين كفروا: أي في الحجة وإقامة البرهان، وقيل في اليد والسلطنة والغلبة، ويؤيد هذا ما في الصحيح عن ثوبان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمّتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» وقيل يراد بالخطاب عيسى، وليس بوقف إن جعل الخطاب لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولا يخفى أن المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به وراموا قتله، وما في خط شيخ الإسلام وفي النسخ القديمة:

موسى لعله سبق قلم أو تصحيف من الناسخ، وفي ترتيب هذه الأخبار الأربعة: أعني متوفيك ورافعك ومطهرك وجاعل ترتيب حسن، وذلك أن الله تعالى بشره أولا بأنه متوفيه ومتولّي أمره فليس للكفار المتوعدين له بالقتل سلطان ولا سبيل ثم بشره ثانيا بأنه رافعه إليه: أي إلى سمائه محل أنبيائه وملائكته ومحل عبادته ليسكن فيها ويعبد ربه مع عابديه. ثم ثلاثا بتطهيره من أوصاف الكفرة وأذاهم وما قذفوه به. ثم رابعا برقعة تابعيه على من خالفه ليتم بذلك سروره، وقدّم البشارة بنفسه لأن الإنسان بنفسه أهم قال تعالى:

قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وفي الحديث: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ جائز: تختلفون كاف: للتفصيل بعده وَالْآخِرَةِ كاف أيضا للابتداء بالنفي مِنْ ناصِرِينَ تامّ أُجُورَهُمْ حسن الظَّالِمِينَ كاف، لأن ذلك مبتدأ، ومن الآيات في محل رفع خبر

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عمرو: تامّ، ومحلهما إذا جعل الخطاب فيما بعده للنبي صلى الله عليه وسلم. فإن جعل الخطاب كله لعيسى عليه السلام فليس ذلك بوقف إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مفهوم تَخْتَلِفُونَ حسن فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ كاف مِنْ ناصِرِينَ حسن: أجورهم كاف، وكذا:

ص: 170

الْحَكِيمِ تام كَمَثَلِ آدَمَ حسن: وليس بتام ولا كاف لأن خلقه من تراب تفسير للمثل وهو متعلق به فلا يقطع منه. وقال يعقوب: تامّ، وخلقه من تراب مستأنف، وإنما لم يكن خلقه متصلا به لأن الأعلام لا يتصل بها الماضي، فلا تقول مررت بزيد قام، لأن قام لا يكون صفة لزيد ولا حالا لأنه قد وقع وانقطع. فإن أضمرت في الكلام قد جاز أن يتصل الماضي بالأعلام لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وفي جملة خلقه من تراب وجهان: أظهرهما أنها مفسرة لوجه التشبيه فلا محل لها من الإعراب. والثاني أنها في محل نصب على الحال من آدم، وقد معه مقدّرة لتقرّبه من الحال والعامل فيها معنى التشبيه، والضمير في خلقه عائد على آدم لا على عيسى لفساد المعنى كُنْ جائز: لاستئناف ما بعده، وما بعد الأمر ليس جوابا له وإنما أراد تعالى فهو يكون على الاستئناف، فلذلك انقطع عما قبله، وليس بوقف على قراءة الكسائي من نصب ما بعد الفاء، وذلك أن ما بعدها معطوف على ما عملت فيه كن، واختلف في المقول له كن، فالأكثر على أنه آدم وعليه يسأل، ويقال إنما يقال له كن قبل أن يخلقه لا بعده وهنا خلقه ثم قال له كن ولا تكوين بعد الخلق، فالجواب أنه تعالى أخبرنا أوّلا بأنه خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: إني مخبركم بعد خبري الأول أني قلت له كن فكان مثل قوله: [الخفيف]

إنّ من ساد ثم ساد أبوه

ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه

ومعلوم أن الأب متقدّم عليه والجدّ متقدّم على الأب، فالترتيب يعود إلى الخبر لا إلى الوجود فَيَكُونُ تام الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز: أي الذي أنبأك به في قصة عيسى الحق من ربك أو هو الحق من ربك أو أمر عيسى، فهو خبر

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الظالمين الْحَكِيمِ تامّ كَمَثَلِ آدَمَ حسن كُنْ فَيَكُونُ تقدّم الْمُمْتَرِينَ تامّ: وكذا الكاذبين الْقَصَصُ الْحَقُّ كاف وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ حسن، وكذا

ص: 171

مبتدإ محذوف الْمُمْتَرِينَ تامّ، ولا وقف من قوله: فمن حاجك إلى الكاذبين فلا يوقف على من العلم لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكاذِبِينَ تامّ الْحَقُّ كاف إِلَّا اللَّهُ حسن، لأن من إله مبتدأ ومن زائدة وإلا الله خبر، أي ما إله إلا الله الْحَكِيمُ تامّ، ومثله: بالمفسدين:

وكذا بيننا وبينكم عند نافع إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدأ محذوف. فإن العادة أنه لا يبتدأ بإلا لأن الغالب أنها تكون في محل نصب أو جرّ فهي مفتقرة إلى عاملها، وهنا كأن قائلا قال ما الكلمة؟ فقيل هي ألا نعبد إلا الله.

وهذا وإن كان جائزا عربية رفعه، فالأحسن وصله، وليس بوقف إن جعلت أن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والظرف قبلها خبر، وكذا لا يوقف على بينكم إن جعلت أن فاعلا بالظرف قبلها، وحينئذ يكون الوقف على سواء. ثم يبتدئ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. وهذا فيه بعد من حيث المعنى، وكذا لا يوقف عليه إن جرّ على أنه بدل من كلمة بتقدير تعالوا إلى كلمة وإلى ألا نعبد إلا الله، لأن ما بعده معطوف على ما قبله ورسموا ألا نعبد بغير نون بعد الألف مِنْ دُونِ اللَّهِ تامّ: للابتداء بعده بالشرط. ومثله مسلمون إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ كاف: للابتداء بالاستفهام تَعْقِلُونَ تامّ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ جائز: للاستفهام بعده لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف: لاستئناف ما بعده وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ: للابتداء بالنفي بعده وَلا نَصْرانِيًّا ليس بوقف، لأن لكن حرف يقع بين نقيضتين، وهما هنا اعتقاد الباطل والحق مُسْلِماً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ الذين اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وقال أبو عمرو: فيهما كاف بِالْمُفْسِدِينَ تامّ، وكذا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جرّ على أنه بدل من كلمة أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ جائز مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف بِأَنَّا مُسْلِمُونَ تامّ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ وَلا نَصْرانِيًّا جائز حَنِيفاً مُسْلِماً صالح مِنَ الْمُشْرِكِينَ

ص: 172

آمَنُوا كاف: فأولى الناس في محل نصب اسم إن، والذين في محل رفع خبرها، واللام في للذين لام التوكيد، وهذا النبيّ عطف على للذين، والذين آمنوا في محل رفع بالعطف على النبيّ والوقف على آمنوا. وقال النكزاوي:

اختلف في ضمير اتبعوه، فقيل هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى الذين.

وقيل راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. وقال يعقوب: الوقف على اتبعوه كاف، ويبتدأ وهذا النبيّ على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند:«إن لكل بيت وليّا، وإن وليي إبراهيم عليه الصلاة والسلام» ثم قرأ هذه الآية اه. مع حذف، وقرأ أبو السمال العدوي: وهذا النبيّ بالنصب عطفا على الهاء في اتبعوه كأنه قال اتبعوه واتبعوا هذا النبيّ، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على آمنوا، ومن نصب النبي على الإغراء وقف على اتبعوه، ثم يبتدئ وهذا النبيّ بالنصب كأنه قال: واتبعوا هذا النبيّ على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه. وقرئ بالجرّ عطفا على بإبراهيم: أي أن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبيّ، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في اتبعوه فيقول اتبعوهما، اللهم إلا أن يقال هو من باب وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ تامّ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ حسن وَما يَشْعُرُونَ تامّ، ومثله: تشهدون، وكذا: وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ، آخره ليس بوقف لحرف الترجي بعده، لأن الإنسان يترجى بها شيئا يصل إليه بسبب من الأسباب يَرْجِعُونَ صالح، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأن الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ، وكذا: والذين آمنوا، و: وليّ المؤمنين لَوْ يُضِلُّونَكُمْ كاف وَما يَشْعُرُونَ تام، وكذا: وأنتم تشهدون، وأنتم تعلمون لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ صالح: وإن كان رأس آية، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، فإن جعلت الواو في وَلا تُؤْمِنُوا

ص: 173

يَرْجِعُونَ كافيا دِينَكُمْ تامّ: يبني الوقف على هُدَى اللَّهِ ووصله بما بعده على اختلاف القراء والمعربين فللقرّاء في محل أن يؤتى خمسة أوجه، وللمعربين فيه تسعة أوجه، والوقف تابع لها في تلك الأوجه ولهذا قال الواحدي: وهذه الآية من مشكلات القرآن. وقال غيره هي أشكل ما في السورة، قرأ العامة أن يؤتى بفتح الهمزة والقصر. ومعناها قالت اليهود بعضهم لبعض لا تصدّقوا ولا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة إلا لمن تبع اليهودية، وقرأ ابن محيصن وحميد فوق العشرة بمدّ الهمزة على الاستئناف التوبيخي الإنكاري، وقرأ ابن كثير في السبع على قاعدته بتسهيل الثانية بين بين من غير مدّ بينهما على الاستفهام ولام العلة والعلل محذوفان:

أي إلا أن يؤتى أحد دبرتم ذلك وقلتموه فحذفت اللام، ونصبت أن ومدخولها: أي محلهما كأنه قال: لا تؤمنوا إلا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقرأ الأعمش وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن جبير إن يؤتى بكسر الهمزة على أنها نافية: أي ما يؤتى أحد مثل ما أوتيتم خطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والوقف على دينكم، لأن ما بعده يكون منقطعا عن الأوّل، وقرأ الحسن أن يؤتى بفتح الهمزة وكسر الفوقية وفتح التحتية مبنيا للفاعل وأحد فاعل والمفعول الأول محذوف: أي أحدا وأبقى الثاني وهو مثل، والتقدير أن يؤتى أحد أحدا مثل ما أوتيتم، هذا توجيه القراءات. وأما توجيه الإعراب ففي محل أن يؤتى تسعة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع. وأربعة من جهة النصب. وواحد من جهة الجرّ. وواحد محتمل للنصب والجرّ. ويوقف على: هدى الله في أربعة منها، وهي إن قرئ أن يؤتى بالاستفهام، لأن الاستفهام له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، أو نصب أن على الاشتغال أو علق

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستئناف فالوقف على يَرْجِعُونَ كاف لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ تامّ، وكذا: قل إن الهدى هدى الله، هذا إن قرئ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ بالاستفهام، أو علق بالهدى، فإن

ص: 174

بالهدى، أو أنّ إن بمعنى ما وليس بوقف إن أعرب أن بدلا من: هدى الله، أو خبرا، لأن أو معمولا لما قبله، أو متعلقا بما قبله، أو متعلقا بلا تؤمنوا، أو قرئ أن يؤتى بالفتح والقصر، لأنه يصير علة لما قبله كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع أن يؤتى يصح أن يكون محله رفعا على أنه مبتدأ على قول من يرفع في نحو: أزيد ضربته والخبر محذوف: أي إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه أو تقرّون به: أي لا تصدقوا بذلك فهو إنكار أن يؤتي أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على هُدَى اللَّهِ تامّ، لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع أنّ أن يؤتي بدل من هدى الله الذي هو خبر إن: أي إن الهدى هدى الله هو أن أن يؤتي أحد كالذي جاءنا نحن فيكون من كلام اليهود، والثالث من أوجه الرفع أن يؤتى خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها أن بفتح الهمزة بمعنى لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام أن مقام ما، وأو بمعنى إلا، فأن ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف: أي وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا أن يحاجوكم، وردّ بأن جعل أن المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب أن يكون مفعولا بمحذوف: أي إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأن فيه حذف حرف النهي وحذف معموله وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين بأنه متى دلّ دليل على حذف العامل جاز على أيّ وجه كان. والثالث من أوجه النصب

هو أنّ أن يؤتى مفعول لأجله: أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أنّ آن يؤتى بالمدّ على الاستفهام مفعول لأجله أيضا، فليس هو من قول اليهود: أي الخوف أن يؤتى أحد قلتم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علق بقوله ولا تؤمنوا، وجعل قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراضا فليس شيء من ذلك بوقف، والتقدير على الاستفهام أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه على وجه

ص: 175

ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أن ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد.

والرابع من أوجه النصب أن يؤتى منصوب على الاشتغال: أي تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوّة المنطوق صحّ أن يفسر. وأما وجه الجرّ فأن أصلها لأن، فأبدلت لام الجرّ مدّة كقراءة ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة محققة ومسهلة أو محققتين، وبها قرأ حمزة وعاصم: أي لأن كان ذا مال. والوجه المحتمل هو أن أن يؤتى متعلق بلا تؤمنوا على حذف حرف الجرّ: أي ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم فيكون أن يؤتى وما عطف عليه مفعولا لقوله ولا تؤمنوا، وعلى هذا لا يوقف على: من تَبِعَ دِينَكُمْ، لأن أن متصلة بما قبلها فلا يفصل بين الفعل والمفعول. ويجوز أن لا تقدّر الباء فتقول ولا تؤمنوا إن يؤتى أحد النبوّة والكتاب إلا لمن تبع دينكم، فأن يؤتى من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله:

قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل أن يؤتى متصلا بالهدى بتقدير قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون، وأن لا يحاجوكم كان الوقف على لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ اه. من أبي حيان وتلميذه السمين ملخصا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف، وستر ما يرى من الخلاف عِنْدَ رَبِّكُمْ حسن بِيَدِ اللَّهِ كاف: لأن يؤتيه لا يتعلق بما قبله مع أن ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: واسع عليم، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ حسن قائِماً كاف: لأن ذلك مبتدأ سَبِيلٌ حسن يَعْلَمُونَ كاف. وقيل تامّ بَلى ليس بوقف. وقيل

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف، وكذا: يؤتيه من يشاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ حسن مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ صالح قائِماً كاف فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ صالح وَهُمْ يَعْلَمُونَ

ص: 176

وقف، لأن بلى جواب للنفي السابق: أي بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم، وتقدّم في البقرة ما يغني عن إعادته الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف أَلِيمٌ تامّ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف على استئناف ما بعده، ومثله: ويقولون هو من عند الله. وقوله وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أكفى منهما يَعْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وما كانَ لِبَشَرٍ إلى تَدْرُسُونَ فلا يوقف على النبوّة لا تساق ما بعده على ما قبله، لأن ما بعده جملة سيقت توكيدا للنفي السابق: أي ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة، ولا له أن يقول كما تقول: ما كان لزيد قيام ولا قعود على انتفاء كل منهما، فهي مؤكدة للجملة الأولى، والجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة، إذ شرط عطف الجملة على الجملة أن يكون بينهما مناسبة بجهة جامعة نحو زيد يكتب ويشعر. وسبب نزولها: أن أبا رافع القرظي اليهودي والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد تريد أن نعبدك ونتخذك ربّا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم معاذ الله، ما بذلك أمرت، ولا إليه دعوت، فانتفاء القول معطوف على أن يؤتيه فلا يفصل بينهما بالوقف، ولا يوقف على مِنْ دُونِ اللَّهِ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا، وما رأيت أحدا دعم هذين الوقفين بنقل تستريح النفس به تَدْرُسُونَ كاف على قراءة ولا يأمركم بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على أن يؤتيه الله: أي ولا أن يأمركم: ففاعل يأمركم في الرفع الله تعالى: أي ولا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ بَلى تقدّم الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ مفهوم وَلا يُزَكِّيهِمْ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ حسن وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف، وكذا: هو من عند الله وما هو من عند الله وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف: واستبعده الأصل لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا تَدْرُسُونَ كاف إن قرئ وَلا يَأْمُرَكُمْ بالرفع، وليس بوقف إن قرئ ذلك بالنصب، لأنه معطوف على: أن يؤتيه الله، وفاعل يأمركم في الرفع

ص: 177

يأمركم الله وفي النصب لبشر: أي ما كان لبشر أن يأمركم أَرْباباً كاف مُسْلِمُونَ تامّ النَّبِيِّينَ صالح، فرقا بين النبيين وضمير الأمم على قول من يقول إن الكاف والميم في آتيتكم ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى فقال لهم: قولوا للأمم عني مهما أوتيتم من كتاب وحكمة ثم يجيئكم رسول مصدّق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمننّ به ولتنصرنه. وقال بعضهم: إن قوله ثُمَّ جاءَكُمْ بمعنى إن جاءكم رسول، يعني إن أتاكم ذكر محمد لتؤمننّ به، أو ليكوننّ إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة. وقيل الكاف والميم ضمير الأنبياء كأنه أوجب على كل نبيّ إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به ويصدّقه وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين، لأن الخطاب للأنبياء لا للأمم ولا يوقف على قوله: وحكمة، ولا على قوله: لما معكم، لأن جواب القسم لم يأت، وهو قوله:

لتؤمننّ به ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد، إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه وأحدهما يطلب الآخر وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح. وقيل: كاف قالُوا أَقْرَرْنا كاف مِنَ الشَّاهِدِينَ تامّ الْفاسِقُونَ كاف يَبْغُونَ حسن: لمن قرأ بالياء التحتية، وقرأ ترجعون بالتاء الفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية أو بالفوقية، والأولى الوصل، لأن التقدير: أتبغون غير دين الله هذه صفته وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما كذلك: من في السموات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً جائز لمن قرأ يُرْجَعُونَ بالتحتية،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الله، وفي النصب بشر أَرْباباً كاف، وكذا: مسلمون وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح قالُوا أَقْرَرْنا كاف، وكذا: مِنَ الشَّاهِدِينَ الْفاسِقُونَ حسن يَبْغُونَ كاف، واستبعده الأصل، لأن ما بعده متعلق به كَرْهاً صالح على

ص: 178

وكاف لمن قرأه بالفوقية ترجعون تامّ: ولا وقف من قُلْ آمَنَّا إلى مِنْ رَبِّهِمْ فلا يوقف على الْأَسْباطِ لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّهِمْ جائز، لأن ما بعده حال: أي آمنا غير مفرّقين مِنْهُمْ صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا مُسْلِمُونَ تامّ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ حَقٌّ تامّ عند نافع وخولف في هذا، لأن قوله وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ معطوف على ما قبله، ولكن هو من عطف الجمل فيجوز الْبَيِّناتُ كاف، وكذا: الظالمين أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، غير أن خالِدِينَ حال من الضمير في عليهم، والعامل الاستقرار أو الجارّ لقيامه مقام الفعل خالِدِينَ فِيها أحسن. ومعنى خلودهم في اللعنة استحقاقهم لها دائما وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم. وقيل لا يجوز للاستثناء، وتقدّم ما فيه غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، ومثله الضالون وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقرأ عكرمة لن نقبل بنون العظمة، وتوبتهم بالنصب أيضا مفعول به، ورسموا ملء بلام واحدة، ومثلها الخبء، ودفء من كل ساكن قبل الهمز أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ ومثله: تحبون للابتداء بالنفي، وهو رأس آية عند أهل الحجاز بِهِ عَلِيمٌ تامّ عَلى نَفْسِهِ ليس بوقف لتعلق حرف الجرّ بما قبله التَّوْراةُ كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ صادِقِينَ كاف. وقيل تام للابتداء بالشرط بعده الظَّالِمُونَ تامّ صَدَقَ اللَّهُ حسن عند بعضهم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءة وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ بالياء التحتية، وكاف على قراءته بالياء الفوقية وإليه ترجعون تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف الظَّالِمِينَ حسن أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق باللعنة قبله خالِدِينَ فِيها حسن وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال

ص: 179

حَنِيفاً أحسن منه مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ للابتداء بأن مُبارَكاً كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، وهو هدى مستأنفا، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفا على مباركا لِلْعالَمِينَ كاف ومثله: بينات، على أن ما بعده خبر مبتدإ: أي منها مقام إبراهيم، أو أحدها مقام إبراهيم ارتفع آيات بالفاعلية بالجار والمجرور، لأن الجار متى اعتمد رفع الفاعل، وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدإ وخبر، لأن الحال والنعت والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة، فما قرب منها كان أولى، والجار قريب من المفرد، ولذلك يقدّم المفرد ثم الظرف ثم الجملة. قال تعالى:

وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ فقدّم الوصف بالمفرد وهو مؤمن، وثنى بما قرب منه، وهو من آل فرعون، وثلث بالجملة وهو يكتم إيمانه، وليس بينات بوقف إن جعل مقام بدلا من آيات، أو عطف بيان مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف، للابتداء بالشرط مع الواو، لأن الأمن من الآيات، وهذا إن جعل مستأنفا، وليس بوقف إن عطف عليه وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً لمن قرأ آيات بالجمع، ومن أفرده كان وقفه مقام إبراهيم كأنه قال: فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر، أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد، لأن الآية مفردة فوجب أن يكون تفسيرها كذلك. وبالوقف على آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل من خبر مبتدإ محذوف كأنه قيل: من المفروض عليه؟ قيل هو من استطاع، وليست من فاعلا بالمصدر لما يلزم عليه أنه إذا لم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أبو عمرو: كاف عَذابٌ أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ، وكذا: مما تحبون، و: بِهِ عَلِيمٌ. وقال أبو عمرو في مما تحبون: كاف التَّوْراةُ كاف، وكذا: صادقين الظَّالِمُونَ تامّ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ كاف حَنِيفاً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ لِلْعالَمِينَ كاف: وكذا: فيه آيات بينات مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف: إن جعل ما بعده استئنافا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا عليه وَمَنْ دَخَلَهُ

ص: 180

يحج المستطيع تأثم الناس كلهم، وذلك باطل باتفاق، على أن حجّ مصدر مضاف لمفعوله: أي ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت، والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله:[البسيط].

أفنى تلادي وما جمعت من نشب

قرع القواقيز أفواه الأباريق

يروى بنصب أفواه على إضافة المصدر، وهو قرع إلى فاعله، وبالرفع على إضافته إلى مفعوله، وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما، فالأولى إضافته

لمرفوعه فيقال: يعجبني ضرب زيد عمرا، ولا يقال ضرب عمرو زيد وليس البيت بوقف إن جعل من بدلا من الناس بدل بعض من كل، والتقدير: ولله حجّ البيت على من استطاع إليه سبيلا من الناس سَبِيلًا كاف الْعالَمِينَ تامّ، لأنه آخر القصة بِآياتِ اللَّهِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ مَنْ آمَنَ ليس بوقف، لأن ما بعده جملة حالية: أي باغين لها عوجا، ومثله: عوجا وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف للابتداء بعده بالنفي تَعْمَلُونَ تام كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لتناهي الاستفهام، وللابتداء بالشرط مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ جائز مُسْلِمُونَ كاف للابتداء بالأمر بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً كاف على استئناف ما بعده. وقيل صالح، وهو الأظهر، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَلا تَفَرَّقُوا أكفى مما قبله، ولا يوقف على عَلَيْكُمْ لأن ما بعده تفسير، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، فالناصب لإذ الفعل الذي

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كانَ آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف: وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من النَّاسِ سَبِيلًا كاف. وقيل: تامّ عَنِ الْعالَمِينَ تامّ بِآياتِ اللَّهِ كاف عَلى ما تَعْمَلُونَ تامّ وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ صالح وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف بِحَبْلِ اللَّهِ

ص: 181

بعده وهو قوله: فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ كأنه لما قال واذكروا نعمة الله عليكم قيل ما هذه النعمة؟ قال: هي تأليفه بين قلوبكم في الوقت الذي كنتم فيه أعداء فيكون الكلام خرج على وجه التفسير للنعمة، ويجوز أن تكون إذ منصوبة باذكروا يعني مفعولا به، ولا يجوز أن تكون ظرفا لفساد المعنى لأن اذكروا مستقبل، وإذ ظرف لما مضى من الزمان، وعلى كل حال لا يوقف على عليكم، انظر العماني والسمين فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح: على أن الواو في وكنتم عاطفة فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها حسن تَهْتَدُونَ كاف، ومثله:

المنكر على استئناف ما بعده، وجائز إن جعلت الواو بعده للعطف لأنه من عطف الجمل الْمُفْلِحُونَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله عَظِيمٌ جائز، وليس بحسن لأن ما بعده عام فيه ما قبله، وإنما جاز لكونه رأس آية: أي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يوم كذا، ولا يجوز نصبه بعذاب لأنه مصدر، وقد وصف قبل أخذ متعلقاته، وشرطه أن لا يتبع قبل العمل ومعمولاته من تمامه، فلا يجوز إعماله، فلو أعمل وصفه وهو عظيم جاز، ولا يجوز الوقف على عذاب لفصله بين الصفة والموصوف وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يوقف على عظيم، وجائز إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ جائز: تكفرون، كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جَمِيعاً صالح: إن جعل الواو بعده للاستئناف، لا للعطف وَلا تَفَرَّقُوا كاف فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كاف تَهْتَدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَنِ الْمُنْكَرِ كاف: إن جعلت الواو بعده للاستئناف، وصالح إن جعلت للعطف الْمُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْبَيِّناتُ صالح عَظِيمٌ كاف: لأنه رأس آية، وليس بحسن لأن ما بعده متعلق به وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يقف على عَظِيمٌ، وصالح إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ صالح

ص: 182

كأنه قال في حال الخلود يتنعمون خالِدُونَ تامّ: وقيل كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن خَيْراً لَهُمْ أحسن منه الْفاسِقُونَ كاف إِلَّا أَذىً أكفى منه: وأذى منصوب بالاستثناء المتصل، وهو مفرغ من المصدر المحذوف:

أي لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا لا نكاية فيه ولا غلبة الْأَدْبارَ حسن:

قوله: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ إن حرف شرط جازم وعلامة الجزم فيهما حذف النون. وقوله: ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف لأنه مستأنف لرفع الفعل بالنون التي هي علامة رفعه فهو منقطع عما قبله لأن ما قبله مجزوم لأنه ليس مترتبا على الشرط بل التولية مترتبة على المقاتلة. فإذا وجد القتال وجدت التولية، والنصر منفيّ عنهم أبدا، سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لأن مانع النصر هو الكفر. فإذا وجد الكفر منع صاحبه النصر فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف مِنَ النَّاسِ حسن. فسر حبل الله: بالإسلام، وحبل الناس: بالعهد والذمة بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أحسن منه الْمَسْكَنَةُ أحسن منهما بِغَيْرِ حَقٍّ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده سببا لما قبله يَعْتَدُونَ كاف لَيْسُوا سَواءً تامّ: على أن الضمير في ليسوا لأحد الفريقين، وهو من تقدم ذكره في قوله: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون: أي ليس الجميع سواء: أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمّة بالابتداء والجار والمجرور قبله الخبر. وهذا قول

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تَكْفُرُونَ كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ صالح خالِدُونَ حسن. وقال أبو عمرو:

كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْراً لَهُمْ كاف الْفاسِقُونَ حسن إِلَّا أَذىً كاف، وكذا الأدبار ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ حسن وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ صالح، وكذا: بغضب من الله الْمَسْكَنَةُ كاف، وكذا بغير حق ويعتدون لَيْسُوا

ص: 183

نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأن أمّة مرفوعة بليسوا، وجمع الفعل على اللغة المرجوحة، نحو: وأسرّوا النجوى. فالواو في ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما، سواء، لأنه يقتضي شيئين، والصحيح أن الواو ضمير من تقدّم ذكرهم وليست علامة الجمع، فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام: ولا يوقف على سواء، والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب، وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع. وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره، وقول الكفار ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا أخيارا ما تركوا دين آبائهم. قاله ابن عباس وَهُمْ يَسْجُدُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلا من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها، ولا يصح لأن الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود فِي الْخَيْراتِ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ تام: إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريا على نسق الغيبة ردّا على قوله: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ فلن تكفروه كاف بِالْمُتَّقِينَ تامّ شَيْئاً جائز: وضعف هذا الوقف، لأن الواو في وأولئك للعطف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سَواءً تامّ وَهُمْ يَسْجُدُونَ تام فِي الْخَيْراتِ صالح مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ: إن قرئ: وما تفعلوا بالتاء الفوقية، لأنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب فإنه انتقل من قصة إلى أخرى وكاف إن قرئ ذلك بالياء التحتية فلن تكفروه! حسن بِالْمُتَّقِينَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً صالح، وكذا: أصحاب النار هُمْ فِيها خالِدُونَ تام فَأَهْلَكَتْهُ

ص: 184

فَأَهْلَكَتْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ليس بوقف للاستدراك والعطف يَظْلِمُونَ تامّ: للابتداء بعده بالنداء مِنْ دُونِكُمْ ليس بوقف، لأن جملة لا يألونكم خبالا مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذمّيّا وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك؟ فقال: إذا أتخذ بطانة سوء لأنه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا. ومر أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين، ورآه سلّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبا عليه فأنشده:[الرجز]

يا أيّها الملك الذي جوده

يطلبه القاصد والراغب

إن الذي شرّفت من أجله

يزعم هذا أنّه كاذب

فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل، وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم:[الكامل]

لعن النصارى واليهود لأنّهم

بلغوا بمكرهم بنا الآمالا

جعلوا أطباء وحسّابا لكي

يتقاسموا الأرواح والأموالا

وجاءت لهذا الملك امرأة، وكان وزيره يهوديّا وكاتبه نصرانيّا، وقالت له فبالذي أعزّ اليهود بموسى والنصارى بعيسى، وأذلّ المسلمين بك إلا نظرت في

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حسن. وقال أبو عمرو؛ كاف يَظْلِمُونَ تامّ خَبالًا كاف وَدُّوا ما عَنِتُّمْ كاف مِنْ أَفْواهِهِمْ صالح صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ حسن، وكذا: تعقلون. وقال أبو عمرو:

فيهما تامّ بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح مِنَ الْغَيْظِ كاف. وكذا: بغيظكم بِذاتِ

ص: 185

ظلامتي ما عَنِتُّمْ حسن: فما مصدرية: أي ودّوا عنتكم: أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرّحوا بذلك بأفواههم أَكْبَرُ أحسن مما قبله للابتداء بقد تَعْقِلُونَ كاف بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح آمَنَّا الأولى وصله، لأن المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق مِنَ الْغَيْظِ كاف، ومثله: بغيظكم للابتداء بإن الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ حسن: للابتداء بالشرط يَفْرَحُوا بِها أحسن منه: لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف: للابتداء بإن مُحِيطٌ تامّ لِلْقِتالِ كاف عَلِيمٌ تامّ: إن نصبت إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبلها، والتقدير والله سميع عليم إذ همت طائفتان: أي سمع ما أظهروه وعلم ما أضمروه حين هموا تَفْشَلا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال وَاللَّهُ وَلِيُّهُما أحسن مما قبله الْمُؤْمِنُونَ كاف أَذِلَّةٌ حسن عند نافع تَشْكُرُونَ كاف: إن نصبت إذ باذكر مقدرا، وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مُنْزَلِينَ كاف: وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما، ولا وقف من قوله: بلى إلى مسوّمين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف مُسَوِّمِينَ كاف، ومثله قلوبكم به الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ جائز: لأنه رأس آية،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ مفهوم يَفْرَحُوا بِها صالح كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف، وكذا: محيط، وللقتال، وعليم وَلِيُّهُما حسن، وكذا: المؤمنون وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ صالح تَشْكُرُونَ كاف مُنْزَلِينَ حسن بَلى تقدّم الكلام عليها مُسَوِّمِينَ حسن قُلُوبُكُمْ بِهِ كاف الْحَكِيمِ مفهوم خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب

ص: 186

والأولى وصله لأن لام كي في قوله، ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله: ولقد نصركم: أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفا من الذين كفروا. وقيل معناه إنما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفا من الذين كفروا، فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبا بما قبله، أو إنما كان تامّا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين، لأن من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر، ومن قوله: ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدّة، روي عن أنس بن مالك أنه قال:«لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشجّ وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: ليس لك من الأمر شيء» وكاف: إن جعلت أو بمعنى إلا أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلا أن يتوب عليهم، فجعلوا أو بمعنى إلا، وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر:[الكامل]

فقلت له لا تبك عينك إنّما

تحاول ملكا أو نموت فنعذرا

بتقدير حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيا، وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع. وهذا قول أبي حاتم والأخفش، لأنهما جعلا أو يتوب منصوبا عطفا على ليقطع، وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عليهم، وكاف: إن جعل أو بمعنى إلا أو حتى وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع، وجعل ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين، فعلى هذا لا يوقف إلا على ظالمون ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ

ص: 187

استئناف ما بعده لِمَنْ يَشاءُ جائز: وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو: ويعذب من يشاء وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ تامّ لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تامّ: على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعا عما قبله فهو كلام مستأنف. وبها قرأ نافع وابن عامر، وكاف: على قراءته بواو، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو، لأنه يكون معطوفا على ما قبله إلا أنه من عطف الجمل عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ليس بوقف لأن ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدّة للمتقين لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة، وجائز: إن جعل الذين في محل جرّ نعتا أو بدلا من المتقين، ففي محل الذين الرفع والجرّ، وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ كاف الْمُحْسِنِينَ تام: إن جعل الذين ينفقون نعتا أو بدلا للمتقين وجعل وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً مبتدأ وإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو جائز

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تام: على قراءة سارعوا بلا واو، وكاف على قراءته بواو لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ وصالح إن جعل ذلك نعتا له، ولولا أنه رأس آية لم يكن وقفا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ حسن: إن جعل الذين نعتا للمتقين، وليس بحسن إن جعل ذلك مبتدأ للفصل بين المبتدإ والخبر، لكنه مفهوم لحسن الابتداء بقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ولأن الكلام الذي بين المبتدإ والخبر طال فجاز الوقف في أثنائه إذا حسن الابتداء بما بعده وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ تامّ، إن جعل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ نعتا لِلْمُتَّقِينَ وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ. فإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أم مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو صالح

ص: 188

لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ حسن: وقيل كاف للابتداء بالاستفهام، ومثله: إلا الله، والجمع بين فاستغفروا ومن يغفر أولى لشدة اتصالهما وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون الأول نعتا أو بدلا، والثاني عطفا عليه، وليس بوقف إن جعل أولئك خبر الذين الأول للفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف خالِدِينَ فِيها حسن الْعامِلِينَ تامّ: لانقضاء القصة سُنَنٌ جائز:

وليس بمنصوص عليه لمكان الفاء الْمُكَذِّبِينَ تامّ: ومعنى الآية، قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم لِلْمُتَّقِينَ تامّ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ليس بوقف، لأن إن كنتم شرط فيما قبله قَرْحٌ مِثْلُهُ حسن، ومثله: بين الناس على أن اللام في وليعلم متعلقة بتداولها المحذوف بتقدير وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ نداولها بينكم، وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بتداولها الظاهر. قاله أبو جعفر: ونقله عنه النكزاوي شُهَداءَ كاف الظَّالِمِينَ تام، ومثله:

الكافرين أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ تامّ: عند نافع وخولف لأن ما بعده متعلق به، لأن الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد وغيره هو الطمع الكاذب والظنّ

الفاسد فقال أم حسبتم الآية: أي لا تدخلون الجنة إلا بوجود الجهاد منكم والمصابرة عليه وبفعل الطاعات، فعلى هذا لا معنى للوقف، لأن فائدة الكلام فيما بعده جاهَدُوا مِنْكُمْ حسن: لمن قرأ ويعلم بالرفع وهو أبو حيوة على الاستئناف: أي وهو يعلم، والوقف على

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ صالح وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ أصلح منه. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وإنما يصلح الوقف عليهما إن جعل الذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه، وإلا فلا يصلح إلا بتجوّز للفصل بين المبتدإ والخبر، ووجه الجواز طول الكلام بينهما وقصر النفس عن بلوغ التمام وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل للذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعامِلِينَ تامّ سُنَنٌ

ص: 189

منكم، وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي، وكذا على قراءة من قرأ ويعلم بالجرّ عطفا على: ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم الصَّابِرِينَ كاف أَنْ تَلْقَوْهُ ليس بوقف لمكان الفاء تَنْظُرُونَ تامّ إِلَّا رَسُولٌ جائز: لأن الجملة بعده تصلح أن تكون صفة أو مستأنفة الرُّسُلُ حسن أَعْقابِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام والابتداء بالشرط. وهذا يقرّ بأنه إلى التمام شَيْئاً حسن الشَّاكِرِينَ تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ حسن: عند نافع والأخفش، على أن كتابا منصوب بمقدّر تقديره كتب الله كتابا، ومؤجلا نعته مُؤَجَّلًا كاف وقيل تامّ نُؤْتِهِ مِنْها الأوّل حسن، والثاني أحسن منه الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ كاف: قرئ قتل بغير ألف وقاتل بألف، فمن قرأ قتل بغير ألف مبنيّا للمفعول بإسناد القتل للنبيّ فقط عملا بما شاع يوم أحد، ألا إن محمدا قد قتل فالقتل واقع على النبيّ فقط كأنه قال: كم من نبي قتل ومعه ربيون كثير فحذف الواو كما تقول جئت مع زيد بمعنى، ومعي زيد: أي قتل ومعه جموع كثيرة، فما وهنوا بعد قتله. هذا بيان هذا الوقف. ثم يبتدئ: معه ربيون كثير، فربيون مبتدأ ومعه الخبر، فما وهنوا لقتل نبيهم، ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضا، فقتل خبر لكأينّ التي بمعنى كم، ومن نبيّ تمييزها، وبها قرأ ابن عباس وابن كثير ونافع وأبو عمرو، وليس

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

صالح الْمُكَذِّبِينَ تامّ لِلْمُتَّقِينَ حسن، وكذا: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ قَرْحٌ مِثْلُهُ كاف بَيْنَ النَّاسِ كاف (عند بعضهم) وهو غلط، لأن ما بعده متعلق بما قبله شُهَداءَ كاف، وكذا: الظالمين والكافرين، وقال أبو عمرو: في الكافرين تامّ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ حسن تَلْقَوْهُ صالح وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ مفهوم عَلى أَعْقابِكُمْ صالح، وكذا: فلن يضرّ الله شيئا الشَّاكِرِينَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ مفهوم كِتاباً مُؤَجَّلًا حسن نُؤْتِهِ مِنْها الأول صالح، والثاني كاف الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ

ص: 190

بوقف لمن قرأ قاتل بألف مبنيّا للفاعل بإسناد القتل للربيين، لأن رفعهم بقاتل، فكأنه قال: كم من نبيّ قاتل معه ربيون وقتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من قتل منهم وما ضعفوا وما استكانوا وما جبنوا عن قتال عدوّهم فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، وعليها يكون الوقف على استكانوا، وعلى الأولى على قتل الصَّابِرِينَ تام على القراءتين فِي أَمْرِنا جائز، ومثله:

أقدامنا، وليس منصوصا عليهما الْكافِرِينَ كاف: لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وهو إنشاء، وما بعده خبر، وذلك من مقتضيات الوقف كما تقدم نظيره في البقرة، ومثله: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف مَوْلاكُمْ صالح، لأن الواو تصلح أن تكون للاستئناف وللحال خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ سُلْطاناً جائز وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ حسن للابتداء بحتى، لأنها حرف يبتدأ بما بعده على وجه الاستئناف، وجواب إذا محذوف تقديره انهزمتم أو انقسمتم، وقدّره الزمخشري منعكم نصره. وقيل امتحنتم ما تُحِبُّونَ حسن، ومثله:

الآخرة لفصله بين من عصى ومن ثبت. وقيل: كاف، لأن الذي بعده مخاطبة للذين تقدّموا، لأن الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا، والذين صرفوا هم الذين ثبتوا، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحازوا لينضم بعضهم إلى بعض. قاله النكزاوي، لأن الرسول أجلس الرماة بسفح الجبل وقال لهم الزموا هذا المكان غلبنا أو نصرنا. فقال بعضهم نذهب فقد نصر أصحابنا، فتركوا المركز لطلب

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ قرئ قتل بالبناء للمفعول، وقاتل بالبناء للفاعل وعليهما الوقف على وَمَا اسْتَكانُوا وهو كاف: وقيل على الأول الوقف على قتل الصَّابِرِينَ كاف إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا جائز: وكذا: أقدامنا الْكافِرِينَ كاف، وكذا: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ صالح خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ صالح ما تُحِبُّونَ حسن يُرِيدُ

ص: 191

الغنيمة، وبعضهم ثبت به حتى قتل ثم صرفكم معشر المسلمين عنهم:

يعني عن المشركين: أي ردّكم بالهزيمة عن الكفار ليظهر المخلص من غيره وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ كاف: راجع إلى الذي عصوا الْمُؤْمِنِينَ تامّ: على استئناف ما بعده. وقيل لا يوقف عليه، لأن قوله: إذ تصعدون العامل في إذ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ أي: الوقت الذي انهزمتم وخالفتم أمر نبيكم، فعلى هذا التأويل لا يوقف على عنكم، لأن فيه فصلا بين العامل والمعمول وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ كاف: على استئناف ما بعده ما أَصابَكُمْ كاف تَعْمَلُونَ تام طائِفَةً مِنْكُمْ كاف، لأن وطائفة مبتدأ والخبر قد أهمتهم وسوّغ الابتداء بالنكرة التفصيل أَنْفُسُهُمْ جائز، إن جعل خبر وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر يظنون بالله والوقف على الجاهلية الْجاهِلِيَّةِ جائز. وقال أحمد بن جعفر: تامّ إن جعل ما بعده

مستأنفا، وليس بوقف إن جعل يقولون في موضع الحال من الضمير في يظنون، أو خبرا بعد خبر مِنْ شَيْءٍ كاف كُلَّهُ لِلَّهِ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من يظنون أيضا، ويكون حالا بعد حال، وكذا لو جعل يخفون نعتا لطائفة ما لا يُبْدُونَ لَكَ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا بعد نعت، أو خبرا بعد خبر هاهُنا كاف للابتداء بالأمر بعد إِلى مَضاجِعِهِمْ حسن إن علقت اللام في وَلِيَبْتَلِيَ بمحذوف: أي فعل ذلك لينفذ الحكم فيكم

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْآخِرَةَ صالح عَفا عَنْكُمْ كاف، وكذا: على المؤمنين. وقال أبو عمرو: على المؤمنين تامّ: والوقف اختيارا على: وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ، وعلى: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ غلط، لتعلق ما بعدهما بهما ولا: ما أَصابَكُمْ كاف، وكذا: بما تعملون طائِفَةً مِنْكُمْ حسن قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ صالح إن جعل خبرا لقوله: وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر ما بعده ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ صالح على القولين مِنْ شَيْءٍ

ص: 192

وليبتلي إلخ وليس بوقف إن علقت لام كي بما قبلها ما فِي قُلُوبِكُمْ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ الْجَمْعانِ ليس بوقف، لأن إنما خبر إن ما كَسَبُوا حسن عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ كاف للابتداء بعد بإن حَلِيمٌ تامّ للابتداء بياء النداء وَما قُتِلُوا تامّ عند الأخفش، لأنه آخر كلام المنافقين، واللام في ليجعل متعلقة بمحذوف: أي لا تكونوا كهؤلاء ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم دونكم، وقدّره الزمخشري: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل وليس بوقف إن علقت بقالوا: أي أنهم لم يقولوا لجعل الحسرة، إنما قالوا ذلك لعلة فصار مآل ذلك إلى الحسرة والندامة فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: وبميت، وبصير، وتجمعون، وتحشرون. ورسموا لَانْفَضُّوا كلمة واحدة، وهي لام التوكيد دخلت على انفضوا. ورسموا لا إلى الله بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به، وذلك لا يخفى على العظماء الذين كتبوا مصحف عثمان بن عفان أشار الشاطبي إليه في الرائية في قوله:

وكلّ ما فيه مشهور بسنته

ولم يصب من أضاف الوهم والغيرا

ردّ بذلك على الملحدة الذين يقولون: إن القرآن غيره الذين كتبوه وحرّفوه، فأضافوا الوهم والتغيير لكتاب المصحف فكيف وهم السادة الأبرار؟

وهم زيد بن ثابت. وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاف كُلَّهُ لِلَّهِ صالح، وكذا: ما لا يبدون لك هاهُنا كاف، وكذا: إلى مضاجعهم، وما في قلوبكم، وردّ الأصل الثاني لتعلق ما بعده بما قبله بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ ما كَسَبُوا كاف، وكذا: عفا الله عنهم حَلِيمٌ تامّ فِي قُلُوبِهِمْ كاف. وكذا: يحيى ويميت، وبصير، ويجمعون تُحْشَرُونَ تامّ لِنْتَ

ص: 193

هشام، ومجمع بن حارثة، فكيف يصح تفريط هؤلاء النجباء لِنْتَ لَهُمْ حسن مِنْ حَوْلِكَ أحسن فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ تامّ، ومثله: فلا غالب لكم، للابتداء بعده بالشرط مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ أَنْ يَغُلَّ كاف: للابتداء بالشرط، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم أَنْ يَغُلَّ بفتح التحتية وضم الغين: أو يخون، والباقون بضم الياء وفتح الغين. قيل معناه أن يخوّن: أو ينسب إلى الخيانة.

وقيل أن يخان: يعنى أن يؤخذ من غنيمته يَوْمَ الْقِيامَةِ جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ حسن الْمَصِيرُ تامّ عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن العامل في إذ من بتقدير لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه، فبعثه مبتدأ، ومحل الظرف خبر، وقرئ شاذا لمن منّ الله مُبِينٍ تامّ مِثْلَيْها ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري دخل على قلتم: أي أقلتم أنى هذا لما أصابتكم مصيبة، وهي ما نزل بالمؤمنين يوم أحد من قتل سبعين منهم، والمثلان هو قتلهم يوم بدر سبعين وأسرهم سبعين أَنَّى هذا حسن مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف للابتداء بأن قَدِيرٌ تامّ ولا وقف من قوله، وما أصابكم إلى أو ادفعوا، فلا يوقف على الجمعان، ولا على فبإذن الله، لأن اللام في: وليعلم المؤمنين من تمام خبر المبتدإ الذي هو: وما أصابكم، لأن ما بمعنى الذي، وهي مبتدأ وخبرها فبإذن الله،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لَهُمْ صالح مِنْ حَوْلِكَ كاف فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ حسن فَلا غالِبَ لَكُمْ صالح مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تام أَنْ يَغُلَّ حسن يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح لا يُظْلَمُونَ تامّ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ حسن عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَنَّى هذا صالح مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف قَدِيرٌ

ص: 194

وقوله: وليعلم المؤمنين عطف على فبإذن الله من جهة المعنى، والتقدير وهو بإذن الله، وهو ليعلم المؤمنين، ودخلت الفاء في الخبر، لأن ما بمعنى الذي يشبه خبرها الجزاء، ومعنى فبإذن الله: أي ما أصابكم كان بعلم الله، وليعلم المؤمنين: أي ليظهر إيمان المؤمنين، ويظهر نفاق المنافقين، وإذا كان وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ من جملة الخبر لم يفصل بينه وبين المبتدإ: أي فلا يوقف على:

فَبِإِذْنِ اللَّهِ، ولا على المؤمنين، ولا على نافقوا لما ذكر أَوِ ادْفَعُوا كاف، ومثله: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ حسن فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: يكتمون إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو جعل في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، أو في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، أو جعل في موضع رفع بدلا

من الضمير في يكتمون، أو جعل نعتا لما قبله، ففي محل الذين الحركات الثلاث: الجرّ على أنه تابع لما قبله نعتا، والرفع والنصب على القطع وَقَعَدُوا ليس بوقف، لأن لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا معمول قالوا، والتقدير قالوا لإخوانهم لو أطاعونا ما قتلوا وقعدوا عن القتال على التقديم والتأخير ما قُتِلُوا كاف على القراءتين: تشديد التاء وتخفيفها صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف عند أبي حاتم وتامّ عند محمد ابن عيسى، لأن بل بعد أمواتا ليست عاطفة، ولو كانت عاطفة لاختلّ المعنى،

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ: والوقف اختيارا على: فبإذن الله غلط لتعلق ما بعده بما قبله أَوِ ادْفَعُوا كاف، وكذا: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ صالح فِي قُلُوبِهِمْ كاف يَكْتُمُونَ حسن: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، والوقف على وَقَعَدُوا خطأ ما قُتِلُوا كاف صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف بَلْ أَحْياءٌ صالح: إن جعل ما بعده ظرفا ليرزقون، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لأحياء.

ص: 195

وتقدير الكلام بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف بَلْ أَحْياءٌ جائز إن جعل عِنْدَ رَبِّهِمْ ظرفا ليرزقون كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لقوله أحياء كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء، لأن فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ لأنك جعلت الظرف لأحياء ثم ابتدأت بيرزقون فرحين، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطإ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه. قاله الكواشي تبعا لغيره وفيه شيء إذ التعلق هنا من جهة اللفظ وإن كان الوقف في نفسه حسنا دون الابتداء بما بعده، إذ الابتداء لا يكون إلا اختياريّا مستقلا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على أبدا، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسنة، وهنا لا معنى للوقف لشدّة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم، والوقف على يُرْزَقُونَ جائز لكونه رأس آية، وليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ جائز مِنْ خَلْفِهِمْ ليس بوقف، لأن أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل اشتمال من الذين، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف يَحْزَنُونَ كاف وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة إن على الاستئناف. وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نعم يصلح الوقف حينئذ على الظرف ثم يبتدئ بيرزقون، فإن وقف على يُرْزَقُونَ جاز، لكنه ليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ صالح وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة وإن الله، ليس بوقف على قراءة من فتحها أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع ما بعده بالابتداء، أو نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ ذلك بأنه نعت للمؤمنين مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ

ص: 196

عطفا على ما قبلها، والتقدير يستبشرون بنعمة من الله وفضل وبأن الله لا يضيع، وعلى هذا فلا يوقف على: وفضل، لعطفه على ما قبله أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر أو رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين استجابوا، وكاف إن نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعت المؤمنين أو بدلا منهم أَصابَهُمُ الْقَرْحُ حسن: إن جعل الذين استجابوا نعت المؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا خبرا، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف ويرتفع أجر عظيم بقوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا، والوقف على أَجْرٌ عَظِيمٌ تام: على أن ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين استجابوا قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز فَاخْشَوْهُمْ جائز، ومثله: إيمانا، لأن هذا عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف الْوَكِيلُ كاف وَفَضْلٍ ليس بوقف لأن لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ في موضع الحال تقديره: فانقلبوا سالمين لم يمسهم سوء، والوقف على لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ تام: عند نافع على استئناف ما بعده، وعند أبي حاتم رِضْوانَ اللَّهِ أتم منه عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف: وتامّ عند أبي حاتم قال: لأن المعنى يخوّف الناس أولياءه، أو يخوّفونكم أولياءه، أو بأوليائه. وقال غيره: بل الوقف على قوله: فلا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْقَرْحُ حسن: إن جرّ الذين استجابوا نعتا للمؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ خبره أَجْرٌ عَظِيمٌ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بتامّ إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله، لكن الوقف عليه صالح لطول الكلام وَنِعْمَ الْوَكِيلُ صالح، لأنه رأس آية وَفَضْلٍ ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله رِضْوانَ اللَّهِ كاف عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف، وكذا: فلا تخافوهم مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو:

ص: 197

تخافوهم. وقال نافع: بل الوقف على: وخافون. قاله النكزاوي مُؤْمِنِينَ كاف ومثله: في الكفر للابتداء بإن شَيْئاً الأوّل جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من اسم بالله، والعامل لَنْ يَضُرُّوا والتقدير مريدا لإحباط أعمالهم، وأعيد ذكر الله تفخيما وتوكيدا لإزالة الشك، إذ جائز أن يتوهم أن المراد غيره فلا يوقف على شيئا فِي الْآخِرَةِ حسن عَظِيمٌ تامّ شَيْئاً جائز أَلِيمٌ تامّ لِأَنْفُسِهِمْ كاف. وقال الأخفش: تامّ إِثْماً صالح مُهِينٌ كاف:

للابتداء بالنفي مَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالأمر وَرُسُلِهِ كاف للابتداء بالشرط عَظِيمٌ تامّ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ كاف خَبِيرٌ تامّ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ليس بوقف لقبح الابتداء بما بعده. ويوهم الوقوع في محذور، وإن اعتقد المعنى كفر، سواء وقف أم لا، وإن اعتقد حكايته عن قائليه غير معتقد معناه فلا يكفر، لأن حاكي الكفر لا يكفر، ووصله بما بعده أسلم، وينبغي أن يخفض بها صوته حذرا من التشبيه بالكفر وَنَحْنُ أَغْنِياءُ تامّ، إذ لو وصله بما بعده لصار ما بعده من مقولهم، وهو إخبار من الله عن الكفار بِغَيْرِ حَقٍّ صالح: لمن قرأ سيكتب بالياء التحتية وبالبناء للمفعول، ورفع قتلهم وما عطف عليه، ويقول بالياء: أي ويقول الله أو الزبانية، وليس بوقف لمن قرأ سنكتب بالنون وبناء الفعل للفاعل ونصب

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ فِي الْكُفْرِ حسن شَيْئاً في الموضعين صالح، وكذا: في الآخرة عَظِيمٌ تامّ، وكذا: عذاب أليم لِأَنْفُسِهِمْ كاف لِيَزْدادُوا إِثْماً مفهوم مُهِينٌ تامّ مِنَ الطَّيِّبِ كاف مَنْ يَشاءُ صالح رُسُلِهِ كاف عَظِيمٌ تامّ هُوَ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ صالح خَبِيرٌ تامّ فَقِيرٌ وقف كفر إن عرف المعنى واعتقده لا إن قصد حكاية عمن قاله

ص: 198

قتلهم، ونقول بالنون الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بتقدير أعني وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول، أو جعل في محل جرّ نعتا للعبيد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف: وتامّ عند نافع وَبِالَّذِي قُلْتُمْ كاف للابتداء بعده بالاستفهام صادِقِينَ تامّ للابتداء بالشرط ومثله، المنير، وذائِقَةُ الْمَوْتِ، ويَوْمَ الْقِيامَةِ وفازَ كلها حسان عند أبي حاتم الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ جائز أَذىً كَثِيراً كاف الْأُمُورِ تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ جائز ثَمَناً قَلِيلًا حسن ما يَشْتَرُونَ تامّ بِما أَتَوْا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله بِما لَمْ يَفْعَلُوا جائز، كذا نقل عن نافع، وهو غير جيد، والأولى وصله، لأن قوله: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية أو بالفوقية، أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية والثاني بالفوقية على اختلاف المعاني والإعراب وجعل الثاني معطوفا على الأوّل، لأن المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد لأنه قد استغنى عن مفعولي بحسب الأولى بذكر مفعولي الثانية على قراءته بالتحتية، وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط. وقال ابن عطية: لا يصح أن يكون بدلا لوجود الفاء فإنها تمنع من البدل بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره لهم الجنة، أو الخبر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وَنَحْنُ أَغْنِياءُ حسن عَذابَ الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بحسن إن جعل ذلك بدلا من الذين الأول، لكنه جائز، لأنه رأس آية، ولأن الكلام قد طال تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف، وكذا: وبالذي قلتم، وصادقين، والمنير، وذائقة الموت، ويوم القيامة. وقال أبو عمرو: في المنير: تامّ فَقَدْ فازَ حسن.

وقال أبو عمرو: كاف الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ مفهوم أَذىً كَثِيراً كاف

ص: 199

بتقدير يقولون كما قدّره شيخ الإسلام وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعنى، وليس بوقف إن جعل نعتا له، أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز جُنُوبِهِمْ جائز: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ، وكذا الكلام على الأرض باطِلًا ليس بوقف، لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل النَّارِ كاف، ومثله: فقد أخزيته، ومن أنصار، وفآمنا، والأبرار، كلها وقوف كافية عَلى رُسُلِكَ جائز، ومثله: يوم القيامة الْمِيعادَ كاف:

لأنه آخر كلامهم فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ صالح على قراءة عيسى بن عمر أَنِّي لا أُضِيعُ بكسر الهمزة على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها أَوْ أُنْثى كاف. وقال أبو حاتم تامّ. ثم يبتدئ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي في المجازاة بالأعمال: أي مجازاة النساء على الأعمال كالرجال، وأنه لا يضيع لكم عملا وأنه ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله. قال تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فعلى هذا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ مبتدأ وخبر بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ: لأنه كلام مستقلّ بنفسه كقوله: إنما المؤمنون إخوة، وكقوله:«كلكم من آدم» فبعضكم مبتدأ وخبره من بعض، وقوله: فالذين هاجروا، مبتدأ وخبره: لأكفرنّ عنهم، وقوله:

وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ عطف على الخبر الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن ثوابا منصوب على الحال والعامل فيه ولأدخلنهم أو مفعولا له أو مصدرا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الْأُمُورِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ مفهوم ثَمَناً قَلِيلًا صالح يَشْتَرُونَ تامّ بِما لَمْ يَفْعَلُوا صالح بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره ربنا: أي يقولون ربنا، وكاف إن جعل ذلك نعتا له أو بدلا منه جُنُوبِهِمْ صالح: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ

ص: 200

كاف الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف: لأن ما بعده خبر مبتدإ محذوف:

أي هو متاع أو مبتدأ محذوف الخبر: أي تقلبهم متاع قليل. وقال أبو حاتم:

تامّ، وغلط لأن ما بعده متعلق بما قبله، لأن المعنى تقلبهم في البلاد وتصرّفهم فيها متاع قليل. وقال أبو العلاء الهمداني: الوقف على قليل، ثم يبتدئ: ثم مأواهم جهنم وضعف للعطف بثم إلا أنه عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ جائز:

لحرف الاستدراك بعده، ومن حيث كونه رأس آية خالِدِينَ فِيها ليس بوقف لأن نزلا حال من جنات قبله، وإن جعل مصدرا والعامل فيه ما دلّ عليه الكلام لأنه لما قال لهم ذلك دلّ على أنزلوا إنزالا كان الوقف على خالدين فيها كافيا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: للابتداء بالنفي نص عليه أبو حاتم السجستاني لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على خاشعين. ثم يبتدئ لله وهو خطأ، لأن اللام في لله لا تتصل بما بعدها، لأن لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه ثَمَناً قَلِيلًا حسن: وقيل كاف:

على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر لأن ولمن اسمها دخلت عليها اللام، وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في يؤمن ثم حمل على المعنى فجمع في وما أنزل إليهم وفي خاشعين، وعلى هذا فلا يوقف على قليلا ولا على الله لأن يشترون حال بعد حال: أي خاشعين غير

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ وكذا الكلام في السموات والأرض وقنا عَذابَ النَّارِ كاف، وكذا: فقد أخزيته، ومن أنصار وفآمنا، ومع الأبرار يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح الْمِيعادَ كاف، وكذا، من ذكر أو أنثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ لأنه كلام مستقل كقوله: إنما المؤمنون إخوة مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ جائز مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حُسْنُ الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف، وكذا: ومأواهم جهنم، وقوله:

وَبِئْسَ الْمِهادُ، ونُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ

ص: 201