المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الزمر مكية (1) إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

- ‌الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل:

- ‌الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

- ‌مطلب تنوع الوقف

- ‌مطلب مراتب الوقف:

- ‌تنبيهات

- ‌سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس:

- ‌التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

- ‌مطلب علوم القرآن ثلاثة

- ‌مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن

- ‌التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ

- ‌[مطالب]

- ‌مطلب أهل الجنة يقرءون فيها:

- ‌مطلب كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال

- ‌مطلب الاستعاذة

- ‌مطلب البسملة

- ‌مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه الصلاة والسلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة والذاريات

- ‌سورة والطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح عليه السلام

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبإ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى عز وجل

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة والفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة والضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورتا الفلق والناس

الفصل: ‌ ‌سورة الزمر مكية (1) إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا،

‌سورة الزمر

مكية (1)

إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ، نزلت في وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب.

كلمها ألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة وحروفها أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف، وآيها اثنتان أو ثلاث أو خمس وسبعون آية تَنْزِيلُ الْكِتابِ جائز، إن جعل تَنْزِيلُ خبر مبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده صفة له، وليس بوقف إن جعل تَنْزِيلُ مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، والوقف على الْحَكِيمِ تامّ، على الوجهين بِالْحَقِّ حسن لَهُ الدِّينَ حسن. وقيل: تامّ، وهو رأس آية الْخالِصُ تامّ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ حسن، إن جعل خبر والذين محذوفا، أي: يقولون ما نعبدهم، وكذا إن جعل الخبر إن الله يحكم، وليس بوقف إن جعل: ما نعبدهم قام مقام الخبر زُلْفى كاف

ــ

سورة الزمر مكية إلا قوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا، الآية فمدنيّ.

تَنْزِيلُ الْكِتابِ خبر مبتدإ محذوف، فيجوز الوقف عليه، أو مبتدأ خبره، من الله العزيز الحكيم، فالوقف على: الحكيم، وهو تامّ على الوجهين بِالْحَقِّ جائز لَهُ الدِّينَ حسن الْخالِصُ تامّ، وكذا: زلفى، وقال أبو عمرو فيه: كاف. وقيل: تامّ

(1) وهي مكية، إلا ثلاث آيات وهي: قوله تعالى: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا إلى آخرهن [53، 54، 55] وهي سبعون وخمس في الكوفي، وثلاث في الشامي، واثنتان في الباقي، والخلاف في سبع آيات: يَخْتَلِفُونَ [3] غير كوفي، لَهُ دِينِي [14] كوفي، هادٍ [36] كوفي، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [39] كوفي، لَهُ الدِّينَ [11] سماوي فَبَشِّرْ عِبادِ [17] غير مدني ومكي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [20] مدني، مكي وانظر:«جمال القراء» (1/ 217).

ص: 663

يَخْتَلِفُونَ تامّ، ومثله: كفار ما يَشاءُ حسن سُبْحانَهُ جائز، سواء ابتدأ به أم وصله بما قبله الْقَهَّارُ تامّ بِالْحَقِّ حسن عَلَى النَّهارِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله عَلَى اللَّيْلِ حسن، ومثله: والقمر، وكذا: مسمى. وقيل:

كاف الْغَفَّارُ تامّ زَوْجَها حسن أَزْواجٍ كاف، وتامّ عند أبي حاتم على استثناء ما بعده ثَلاثٍ حسن، ومثله: الملك إِلَّا هُوَ جائز تُصْرَفُونَ تامّ، للابتداء بالشرط عَنْكُمْ حسن، ومثله: الكفر يَرْضَهُ لَكُمْ كاف وِزْرَ أُخْرى حسن مَرْجِعُكُمْ ليس بوقف لمكان الفاء تَعْمَلُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ مُنِيباً إِلَيْهِ جائز ومنيبا حال من فاعل دعا مِنْ قَبْلُ حسن عَنْ سَبِيلِهِ تامّ قَلِيلًا حسن مِنْ أَصْحابِ النَّارِ كاف. وقرئ أَمَّنْ بتشديد الميم وتخفيفها فوق من شدّدها على: رحمة ربه، وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي وابن عامر.

ومن خفف الميم، وهو ابن كثير ونافع وحمزة فأم عندهم متصلة ومعادلها محذوف تقديره الكافر خير أم الذي هو قانت؟ وكان الوقف على رَحْمَةَ رَبِّهِ أيضا.

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَخْتَلِفُونَ تامّ، وكذا: كفار ما يَشاءُ حسن، وإن وقف على: سبحانه جاز، سواء أبدا به أو وصله بما قبله الْقَهَّارُ تامّ بِالْحَقِّ كاف عَلَى النَّهارِ صالح، وكذا: على الليل وَالْقَمَرَ حسن وكذا: لأجل مسمى، والغفار زَوْجَها كاف ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ تامّ، وكذا: في ظلمات ثلاث لَهُ الْمُلْكُ حسن إِلَّا هُوَ جائز تُصْرَفُونَ تامّ عَنْكُمْ كاف الْكُفْرَ حسن يَرْضَهُ لَكُمْ أحسن منه، وقال أبو عمرو: كاف، وكذا: وزر أخرى تَعْمَلُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ مِنْ قَبْلُ كاف عَنْ سَبِيلِهِ تامّ، وكذا: أصحاب النار، إن علق أَمَّنْ بما قبل قل بأن تقدّر عن سبيله أهذا خير أمّن هو قانت رَحْمَةَ رَبِّهِ تامّ لا

ص: 664

ورسموا أَمَّنْ بميم واحدة كما ترى رَحْمَةَ رَبِّهِ كاف، على القراءتين الْأَلْبابِ تامّ اتَّقُوا رَبَّكُمْ حسن، ومثله: حسنة واسِعَةٌ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ لَهُ الدِّينَ جائز الْمُسْلِمِينَ كاف، ومثله:

عظيم قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ ليس بوقف، لأن مُخْلِصاً منصوب على الحال من الضمير في أعبد لَهُ دِينِي جائز مِنْ دُونِهِ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن الْمُبِينُ كاف وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ حسن، ومثله: عباده فَاتَّقُونِ تامّ لَهُمُ الْبُشْرى حسن عِبادِ تامّ، إن جعل الذين مبتدأ والخبر أولئك الذين هداهم الله، وهو رأس آية، وليس بوقف إن جعل الذين في موضع نصب نعتا لعبادي، أو بدلا منهم، أو بيانا لهم وكان الوقف على فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ كافيا، وقرأ السوسي عبادي بتحريك الياء وصلا وبإسكانها وقفا، والباقون بغير ياء وصلا ووقفا هَداهُمُ اللَّهُ جائز الْأَلْبابِ تامّ كَلِمَةُ الْعَذابِ حسن، والخبر محذوف، والمعنى أفمن حقّ عليه كلمة العذاب كمن وجبت له الجنة، فالآية على هذا جملتان، ثم يبتدئ أفأنت تنقذ من في النار، أي: أتستطيع أن تنقذ هذا الذي وجبت له النار؟ وليس بوقف إن جعل الخبر أفأنت تنقذ، وعلى هذا فالوصل أولى، وإنما أعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد أنّ في قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. انتهى أبو العلاء الهمداني مَنْ فِي النَّارِ كاف، ومثله الأنهار، وهو رأس آية وتام عند أبي حاتم إن نصب

وَعْدَ اللَّهِ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَعْلَمُونَ كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ اتَّقُوا رَبَّكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَسَنَةٌ كاف واسِعَةٌ تامّ، وكذا: بغير حساب، وأول المسلمين يَوْمٍ عَظِيمٍ حسن لَهُ دِينِي صالح مِنْ دُونِهِ حسن، وكذا: يوم القيامة، والمبين وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ كاف، وكذا: عباده فَاتَّقُونِ تامّ، وكذا: لهم البشرى فَبَشِّرْ عِبادِ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ، وليس بوقف إن جعل نعتا لعبادي، وعليه يوقف على

ص: 665

بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بما قبله، وغلط أبو جعفر أبا حاتم في هذا وإن كان رأس آية الْمِيعادَ تامّ فِي الْأَرْضِ جائز، ومثله: ألوانه، وكذا:

مصفرا حُطاماً كاف لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، بإضمار أي: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن طبع على قبله، أو كمن لم يشرح الله صدره، أو ليس المنشرح صدره بتوحيد الله كالقاسي قلبه، فمن مبتدأ وخبرها محذوف، وليس بوقف إن جعل فَوَيْلٌ دليلا على جواب أفمن:

أي كمن قسا قلبه فهو في ظلمة وعمي بدليل قوله: فويل للقاسية مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ حسن مُبِينٍ تامّ مَثانِيَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لكتابا يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل معطوفا على ما قبله إِلى ذِكْرِ اللَّهِ حسن، ومثله: هدى الله، وكذا: من يشاء مِنْ هادٍ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، لحذف جواب الاستفهام، وهو كمن لا يتقي، أو كمن هو آمن من العذاب، أو كمن يأتي آمنا يوم القيامة تَكْسِبُونَ كاف لا يَشْعُرُونَ حسن فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف، للابتداء بلام الابتداء يَعْلَمُونَ تامّ يَتَذَكَّرُونَ جائز، إن نصب قرآنا بإضمار فعل أي: أعني أو أمدح، وليس بوقف إن نصب حالا من القرآن يَتَّقُونَ كاف لِرَجُلٍ جائز مَثَلًا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ دون الأول، لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره هَداهُمُ اللَّهُ جائز أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ كَلِمَةُ الْعَذابِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ فِي النَّارِ كاف، وكذا: الأنهار الْمِيعادَ تامّ حُطاماً كاف لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّهِ كاف، إن لم يجعل فَوَيْلٌ إلخ دليلا على جواب، أفمن، وهو كمن طبع على قلبه، وإلا فلا يحسن الوقف عليه مُبِينٍ تامّ مَثانِيَ حسن إِلى ذِكْرِ اللَّهِ كاف مَنْ يَشاءُ حسن مِنْ هادٍ تامّ يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف تَكْسِبُونَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف يَعْلَمُونَ تامّ يَتَذَكَّرُونَ صالح

ص: 666

كاف، وتامّ عند أبي حاتم. هذا مثل ضربه الله للكافر الذي يعبد آلهة شتى وللمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الْحَمْدُ لِلَّهِ حسن، للابتداء بحرف الإضراب لا يَعْلَمُونَ تامّ مَيِّتُونَ جائز تَخْتَصِمُونَ تامّ إِذْ جاءَهُ حسن، للابتداء بالاستفهام لِلْكافِرِينَ تام وَصَدَّقَ بِهِ ليس بوقف، وذلك أن خبر والذي لم يأت، وهو أولئك الْمُتَّقُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ حسن، مثله: المحسنين، لكونه رأس آية وإن علقت اللام بمحذوف كان تامّا، أي: ذلك ليكفر أو يكرمهم الله ليكفر، لأن المشيئة لأهل الجنة غير مقيدة ولا متناهية، وليس بوقف إن علقت اللام بما يشاءون، لأن تكفير الأسوإ والجزاء على قدر الإحسان منتهى ما يشاءون. قاله السجاوندي الَّذِي عَمِلُوا ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله متصل به يَعْمَلُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام بِكافٍ عَبْدَهُ حسن، على القراءتين، أعني بالجمع والإفراد، والمراد بالعبد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لما كان المراد النبي أتباعه جمع، أولئك هم المتقون مِنْ دُونِهِ تامّ، عند نافع للابتداء بالشرط، ومثله: من هاد مِنْ مُضِلٍّ حسن ذِي انْتِقامٍ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الذي بعده شرط قد قام ما قبله مقام جوابه، وكذا لا يوقف على: ضرّه، لعطف ما بعده على ما قبله بأو، لأن العطف بأو يصير الشيئين كالشيء الواحد رَحْمَتِهِ تامّ حَسْبِيَ اللَّهُ حسن الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ مَكانَتِكُمْ أحسن إِنِّي عامِلٌ حسن منه، للابتداء بالتهديد مع الفاء تَعْلَمُونَ ليس بوقف، لأن جملة الاستفهام مفعول تعلمون، ومثله في

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يَتَّقُونَ تامّ لِرَجُلٍ صالح مَثَلًا تامّ لا يَعْلَمُونَ كاف مَيِّتُونَ صالح تَخْتَصِمُونَ حسن، وكذا: إذ جاءه لِلْكافِرِينَ تامّ الْمُتَّقُونَ حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: جزاء المحسنين يَعْمَلُونَ تامّ مِنْ دُونِهِ حسن مِنْ هادٍ صالح مِنْ مُضِلٍّ حسن ذِي انْتِقامٍ تامّ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ كاف رَحْمَتِهِ تامّ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ جائز الْمُتَوَكِّلُونَ تامّ، وكذا: مقيم بِالْحَقِّ صالح

ص: 667

عدم الوقف، يخزيه، لعطف ما بعده على ما قبله مُقِيمٌ تامّ بِالْحَقِّ جائز، ومثله: فلنفسه، وكذا: فعليها. وقال يحيى بن نصير النحوي، لا يوقف على أحد المقابلين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفعل بين الفريقين بالوقف ولا يخلطهما بِوَكِيلٍ تامّ حِينَ مَوْتِها ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، أي: ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها وفِي مَنامِها كاف، على القراءتين، أعني قضي مبنيّا للفاعل ونصب الموت والفاعل مستتر في قضى، وقرأ حمزة والكسائي قضى مبنيّا للمفعول، والموت نائب الفاعل، والباقون بفتح القاف والضاد وألف بعدها ونصب الموت مُسَمًّى كاف يَتَفَكَّرُونَ أكفى شُفَعاءَ جائز. وقيل: حسن لتناهي الاستفهام يَعْقِلُونَ تامّ جَمِيعاً كاف وَالْأَرْضِ جائز، ومثله: ترجعون بِالْآخِرَةِ جائز، للفصل بين تنافي الجملتين معنى مع اتفاقهما نظما، ولا يوقف على: وحده، ولا على: من دونه، لأن جواب إذ الأولى لم يأت، وهو قوله: إذ هم يستبشرون وَيَسْتَبْشِرُونَ تامّ وَالْأَرْضِ ليس بوقف، لأن علم صفة فاطر وَالشَّهادَةِ حسن بَيْنَ عِبادِكَ ليس بوقف، لأن ما بعده ظرف للحكم يَخْتَلِفُونَ تامّ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ليس بوقف، لأن جواب لو لم يأت بعد يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن يَحْتَسِبُونَ كاف ما كَسَبُوا حسن يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ، على استئناف ما بعده، ومن قال هذه الآية صفة للكافر المتقدّم ذكره فلا يوقف من قوله: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ إلى هنا إلا على سبيل التسامح لطول الكلام، ولا شك أن أرباب هذا الفنّ صرّحوا أن بين

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عَلَيْها جائز بِوَكِيلٍ تامّ فِي مَنامِها كاف، وكذا: إلى أجل مسمى يَتَفَكَّرُونَ صالح يَعْقِلُونَ تامّ جَمِيعاً كاف تُرْجَعُونَ حسن يَسْتَبْشِرُونَ تامّ، وكذا: يختلفون يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف، وكذا: يحتسبون، ويستهزءون لا يَعْلَمُونَ حسن يَكْسِبُونَ كاف ما كَسَبُوا أكفى منه

ص: 668

قوله: وإذا ذكر الله وحده وبين قوله: فإذا مسّ الإنسان وقوفا تامة وكافية، والأول أصح. ولا وقف من قوله: فإذا مسّ الإنسان إلى علم، فلا يوقف على:

نعمة منا؛ لأن قال جواب إذا الثانية عَلى عِلْمٍ كاف للابتداء بحرف الإضراب، ولا يوقف على: فتنة، لأن لكن حرف يستدرك به الإثبات بعد النفي والنفي بعد الإثبات، فلا يبتدأ به لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله:

يكسبون، وكسبوا الأولى والثانية: تام فيهما بِمُعْجِزِينَ تامّ وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف، ومثله: جميعا الرَّحِيمُ تامّ وَأَسْلِمُوا لَهُ ليس بوقف، لأن الظرف الذي بعده متعلق به الْعَذابُ حسن لا تُنْصَرُونَ كاف، ولا وقف من قوله: واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم إلى المحسنين، لاتصال الكلام وتعلقه ببعضه إن كان في نفسه طول يبلغ به إلى ذلك، وإلا وقف على رءوس الآي، ثم يعود من أول الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، فلا يوقف على: من ربكم، لتعلق الظرف بما قبله ولا عليك بغتة للعطف، ولا على: تشعرون، لأن إن منصوبة بما قبلها، ولا على: جنب الله، للعطف، ولا على: الساخرين، لأن أو تقول معطوف على ما عملت فيه أن الأولى، ولا على هداني، لأن قوله لكنت جواب لو، ولا على المتقين لأن تقول الثانية معطوفة على الأولى وجواب لو أن لي كرة محذوف تقديره لنجوت الْمُحْسِنِينَ كاف، ولا يوقف على بلى لأنها لم تسبق بنفي ملفوظ به ولا بشيء من مقتضيات الوقف ولا من موجباته بل هي هنا جواب لنفي مقدر كأن الكافر قال لم يتبين لي الأمر في الدنيا ولا هداني فردّ الله عليه حسرته وقوله بقوله: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ فصارت بلى هي وما بعدها جوابا لما قبلها فلا يوقف عليها، لأن

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بِمُعْجِزِينَ تامّ وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف جَمِيعاً صالح الرَّحِيمُ كاف، وكذا: لا تنصرون الْمُحْسِنِينَ كاف، وما

ص: 669

النفي مقدر فهي معه جواب لما جرى قبل. قرأ العامة جاءتك بفتح الكاف وكذبت واستكبرت وكنت بفتح التاء في الجميع خطابا للكافر دون النفس.

وقرأ الجحدري وأبو حيوة الشامي وابن يعمر والشافعي عن ابن كثير، وروتها أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبها قرأ أبو بكر الصدّيق وابنته عائشة بكسر الكاف والتاء خطابا للنفس الْكافِرِينَ تامّ مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ تام، على استئناف ما بعده بِمَفازَتِهِمْ حسن، على القراءتين بالجمع والإفراد، ومثله:

لا يمسهم السوء يَحْزَنُونَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ كاف، للفصل بين الوصفين تعظيما مع اتفاق الجملتين وَكِيلٌ كاف، ومثله: والأرض وقال بعضهم:

الذين كفروا متصل بقوله: وينجي الله، وما بين الآيتين معترض، أي: وينجي الله المؤمنين، والكافرون مخصوصون بالخسار، فعلى هذا لا وقف بين الآيتين إلا على سبيل التسامح والأوّل أجود بِآياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن خبر والذين لم يأت بعد الْخاسِرُونَ تامّ أَعْبُدُ قرئ برفعه ونصبه فرفعه على حذف أن ورفع الفعل، وذلك سائغ لأنها لما حذفت بطل عملها ونصبه لأنها مختصة دون سائر الموصولات بأنها تحذف ويبقى عملها قال في الخلاصة:

وشذّ حذف أن ونصب في سوى

ما مرّ فاقبل منه ما عدل روى

وشاهده قول الشاعر:

ألا أيهذا الزّاجري أحضر الوغي

وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

وتقديره هنا أن أعبد، وقوله: أفغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمروني بإضمار أن الْجاهِلُونَ كاف مِنْ قَبْلِكَ جائز، للابتداء بلام القسم والموحي محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال أن الموحي جملة

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بينهما من الآيات لا يوقف عليه لغير المضطرّ لتعلق ما بعده بها، ولو قيل بالجواز لكونها آيات، ولطول الكلام لم يبعد الْكافِرِينَ حسن مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ

ص: 670

لئن وعليه فليس بوقف، لأن معمول أوحى لم يأت، ومثله في عدم الوقف عملك، لأن ما بعده مع الذي قبله جواب قسم، وقرئ لنحبطن بنون العظمة وعملك مفعول به مِنَ الْخاسِرِينَ كاف بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ حسن مِنَ الشَّاكِرِينَ تامّ حَقَّ قَدْرِهِ تامّ: على استئناف ما بعده، وقرأ الحسن وأبو حيوة قدروا بتشديد الدال حقّ قدره بفتح الدال يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن، لمن رفع مطويات خبر والسموات، والعامة على رفع مطويات خبرا وبيمينه متعلق بمطويات أو حال من الضمير في مطويات أو خبر ثان، وليس بوقف لمن عطف والسموات على والأرض ومطويات بالنصب على الحال من السموات بِيَمِينِهِ تامّ، للابتداء بالتنزيه ومثله يشركون مَنْ شاءَ اللَّهُ حسن يَنْظُرُونَ كاف بِنُورِ رَبِّها حسن، ومثله: بالحق لا يُظْلَمُونَ كاف، ومثله: ما عملت بِما يَفْعَلُونَ تامّ زُمَراً حسن، ومثله: أبوابها لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا كاف، ومثله: على الكافرين خالِدِينَ فِيها حسن، على استئناف ما بعده الْمُتَكَبِّرِينَ تامّ، ووقف بعضهم على جهنم وابتدأ زمر بالرفع وبها قرئ بتقدير منهم زمر وزُمَراً جائز، ومثله: وفتحت أبوابها، وهو جواب حتى إذا، وقيل: الجواب محذوف تقديره سروا بذلك، وسمى بعضهم هذه الواو واو الثمانية قال لأن أبواب الجنة ثمانية. قال بعض أهل العربية: الواو مقحمة والعرب تقحم مع حتى إذا كما هنا ومع لما كما تقدم في قوله: وتله للجبين وناديناه، معناه ناديناه والواو لا تقحم إلا مع هذين، وقيل: الجواب وقال لهم خزنتها والواو مقحمة أيضا خالِدِينَ تامّ

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تامّ، وكذا: يحزنون، ووكيل، والأرض، والخاسرون، والجاهلون مِنَ الْخاسِرِينَ حسن مِنَ الشَّاكِرِينَ تامّ حَقَّ قَدْرِهِ صالح مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ تامّ، وكذا: يشركون مَنْ شاءَ اللَّهُ صالح يَنْظُرُونَ حسن، وكذا: لا يظلمون بِما يَفْعَلُونَ كاف زُمَراً صالح يَوْمِكُمْ

ص: 671